رواية وجع ريفية الفصل الرابع 4بقلم ميادة مأمون

رواية وجع ريفية 

الفصل الرابع4

بقلم ميادة مأمون

فعلت مثلما طلب مني وقد حالفني الحظ بمرض ذلك الكهل وقيل انه توعك وعكه خفيفه وسيشفي منها قريباً 

وظهرت نتيجة اختباراتي وحصلت علي مجموع عالي يؤهلني لدخول كليات القمه

ظننت اني عندما اذهب لأبي واقول له سيفرح لي ويوافق على التحاقي بالجامعه لكن كالعاده صدمني وقابل فرحتي بالرفض

ولجت الي غرفتي وانا احتسر الدمع في عيني وجلست تحت نافذتي انظر للخارج رأيته يشير لي بأن اذهب اليه

مسحت دمعي واعتزمت الذهاب اليه سأتبعه وسأفعل ما يقوله لي فهو الوحيد الذي ينصفني وسط هذا المجتمع الظالم

ترجلت خارج المنزل وانا اتوجس الحذر دون أن يراني احد ومشيت خلفه كالمسحوره في هذا الليل

الي ان اختبئنا وسط الزراعات وهناك بين لي فرحته بنجاحي وكأنه يثبت انه الوحيد الذي يفرح لي ويفرحني بحديثه

مبارك عليكي النجاح حبيبتي ما كل هذه المهاره لقد تفوقتي وستلتحقين بأحسن الكليات

هدئت فرحتي ونظرت في عينيه البنيتن وانطفئت اساريري متزكره مستقبلي الحقيقي 

وكيف سألتحق بأحسن الكليات وانت تعلم ما ينتظرني

تبدلت حالته هو أيضاً وصرخ في امازلتي تفكرين ام انك ستخضعين لهم 

لا لا لن اخضع لاحد لن اطيح بمستقبلي عبر الحائط 

لأتزوج من ذلك الكهل البغيض

اذاً سأنتظرك اليوم قبل بزوغ الشمس سأخذك ونرحل من هنا سنحدد مستقبلنا ونبني عشنا انا وانتي فقط

لكن انا سأخذي ابي واخوتي سأوصمهم بالعار طيلة العمر 

العار هو ما سيفعلونه بكي سيبتاعوكي مثل الشاه اترضين بذلك

لا لا لكن كيف لي أن اذهب معك وانت لست علي صلة قرابة بي 

انت لست بأخي او احد اقاربي حتى اذهب معك اتعلم انهم اذا علموا بذلك سيقتلوننا

انا لا أخشى احد فيهم سأتزوجك حبيبتي لكن ليس 

الان بعد أن أتم دراستي فقط امهليني بعض الوقت

هذه آخر سنه لي في دراستي وسأعمل طيلة هذه السنه مع اجتهادي في المذاكره بعدها سنتزوج

أعدك بذلك فقط لا تخذليني وتتركيني 

لكن أين سأمكث طيلة هذه السنه 

يوجد في المدينه منازل للمغتربات سألحقك بأحدهم وتكونين في امان هناك

هل تعدني ان تحافظ على 

أعدك سأحافظ عليكي بروحي

إذاً انتظرني قبل بزوغ الشمس سأتي اليك

سرت من أمامه وانا امسح دموعي بكفوف يدي مثل 

الأطفال 

واعتزمت أمري سأنفذ ما قاله لي لن اترك احد يتحكم في مستقبلي سأتحكم بمصيري بنفسي

سأكون شخصيه حره لها شأن وعندها فقط سأعود لهم واجعلهم يفتخرون بي

وقبل بزوغ الشمس جمعت ملابسي وتسحبت من جانب امي واخواتي الصغار

بخطوات خفيفه ترجلت من الغرفه بل من المنزل بأكمله واغلقت بابه من خلفي

وكأني اغلق صفحه من كتابي وقفت بالخارج في

الظلام انظر للمنزل وانتويت بداخلي ان أعود لهم مره ثانيه

لأشعر بيده من خلفي وقد جذب مني حقيبتي ليحملها بدلاً عني ومد لي يده الاخري لأضع بداخلها يدي

ولا انكر انني قد شعرت بالأمان عندما وضعت كفى الصغير داخل راحة يده الكبيره

بدء يسرع في خطاه وانا اسير من خلفه سعيده بهذا المستقبل الذي رسمه لي هو لم يخفى عني اي شئ حتماً سيجبر الله بخاطري 

واخطو اول خطوة في طريق نجاحي 

ها نحن الآن نستقل القطار ليكون وسيلة تنقلنا الي المدينه

جلست بجانبه على المقعد ونظرت من النافذه في صمت وشعرت بنغزة داخل صدري

عندما تحرك القطار شعرت بأن بلدتي تذهب للخلف والقطار يعدو

للحظة وقفت وادمعت عيني ماذا فعلت بنفسي ماذا فعلت بأبي

امسك هو يدي وضم حاجبيه 

ماذا بكى فتاتي اجلسي حبيبتي

لا لا اترك يدي اتركني اريد الهبوط من هذا القطار اريد ان أعود لعائلتي

اهدئي حبيبتي كيف ستهبطين لقد تحرك القطار بنا

اتركني سأهبط حتى وان قذفت منه

ولما كل هذا إلا تثقين بي 

لا لا أثق بك اريد العوده الى عائلتي

وحتى ان كنتي لا تثقين بي وان هبطي من القطار كيف ستعودي الان وقد ملئت شمس اليوم الجديد الأجواء 

ولابد وأنهم قد اكتشفوا هروبك الان وانتِ تعلمين ما سيفعلوه لكي عند عودتك 

جلست مكاني وانا جاحظة العينين وقد افاقني على تلك الحقيقه الموجعه

ماذا فعلت بي

انا لم أفعل بكى شيئاً يعلم الله اني اريد لكي كل الخير ولا افكر في ايذائك ابداً

وان كنت لا تريد ايذائي هم حتماً سيلحقون بي وبالطبع سيقتلوني

ومن سيعرفهم مكانك انا فقط من يعرف أين ستكونين

وهل سيأتي يوماً أرى فيه امي وابي واخوتي 

تنهد بتعقل ونظر للأمام

نعم سيأتي حبيبتي وعندما أعود إلى البلده كل فتره

سأنقل لكي أخبارهم وربما اصورهم لكي عبر الهاتف لتريهم

الله وحده يعلم اني احبهم ولا أريد لهم سوي كل الخير

ارحت رأسي على المقعد وذهبت في نوم عميق ودمعي يسترسل على وجنتاي 

وبعد مرور وقت طويل توقف القطار وشعرت بلمسة يده على وجنتي يحاول ان يجفف دموعي فانفزعت دون ارادتي مبتعده عنه

ماذا تفعل

لأ افعل شيئاً فقط احاول إيقاف دمعك وايقاظك لقد وصلنا المدينه وسنهبط من القطار

إياك أن تحاول لمسي مره اخري

اومئ لي برأسه وهو يضحك ويقترب من اذني بهمس

لكي ما شئتي جميلتي لكني سأفعل ذلك بعد مرور عام من الان عندما تكونين زوجتي

ماهذا الزحام ولما كل البشر على عجالة من أمرهم في هذه المدينة

اوف لقد تعبت من حرارة الشمس المحرقة هذه وتعبت أيضاً من السير خلفه

نفضت يدي من كف يده ووقفت متسمره في مكاني

وأخيراً توقف هو الاخر لينظر لي مره اخرى بعدم فهم

وماذا الان لما توقفتي عن السير

لقد تعبت من كثرة السير وانت تعدو ولا تسير بهدوء وانا لا أقوى على الحركه بسرعه مثلك يا ذو الجسد الضخم

ههههههه ضحكة مدوية خرجت من ثغره جعلتني اتفحص ملامح وجهه وكأني أراه لأول مره

انا لست بضخم فتاتي

لأ انت تفرق عني الكثير بالطول ذو جسد عريض صحيح انك وسيم لكنك بالنسبة لي ضخم

للمره الثانيه اقترب مني وامسك يدي بتملك  وهمس لي

وانتِ يا ذي القوام الممشوق والوجه الأبيض مثل اللبن والعينين الخضروتان

لست فقط حبيبتي بل وستكونين طيلة هذا العام مثل ابنتي الي ان اتخرج واحتجزك في عريني للأبد

انت تهمس لي بحديث يفرحني ويخدر عقلي بنفس الوقت لا تقول لي مثل هذا الكلام 

اذاًِ لا تغازليني انتِ أيضاً حتى تتجنبي مغازلتي

ابتسمت له واحنيت راسي خجلاً منه

حقاً لقد تعبت ولا أقوى على السير

اذاً فلنجلس في هذه الحديقه حتى تستريحي

ولماذا لا نستقل مواصلة للنقل اذا كان المكان بعيداً

اعذريني حبيبتي فما معي من مال سيكفينا نحن

الاثنان لدفع إيجار السكن والطعام طيلة هذا الشهر

ها هو يوضح لي انني سأصبح عبئ ثقيل عليه

مددت يدي وشلحت سلسالي الذهبي من رقبتي

وحاولت ان اعطيه اياه

خذ هذا وبعه صحيح انه صغير الحجم ولم تحصل منه على كثير من المال لكني لا أمتلك غيره

ماذا تفعلين الا تريني رجل تعتمدين عليه ام انني صغير في نظرك لهذه الدرجه حتى اخذ منك سلسالك وابتاعه

لا معاذ الله لكني لم اكن في يوم عبئ على احد حتى اكون عبئ عليك

لا تكملي وكفاكي هراءت وعليكي ان تعرفي انك ملزومه مني الي ان تعملي معي وسنقتسم راتبنا بعدها سوياً

وانت ماذا تعمل

انتي تعلمين انني ادرس بكلية الطب وانا حالياً اعمل بعيادة طبيب 

اذاً عليك أن تلحقني بالعمل معك سريعاً وستقدم لي أوراق التحاقي بالجامعه

أيضاً سريعاً وسأكتب رغبه اولي كلية الطب حتى  اكون معك بالجامعه والعمل معاً

اومئ لي رأسه وهو يضحك 

بالفعل سأفعل ذلك يا حبيبتي وهل يعقل ان اترك صغيرتي وحدها 

لكن لحين ان يحدث كل هذا سأتكفل انا بكل شئ وانتي فقط عليكي ان تطلبي وانا سأنفذ

بقدر المستطاع

         الفصل الخامس والاخير من هنا 

         لقراءة باقي الفصول من هنا