رواية المطلقه الفصل السابع 7بقلم حكاوي مسائية

 


رواية المطلقه 

الفصل السابع 7

بقلم حكاوي مسائية


المطلقة8 

ينقبون خلف أسرار كهوف وقصور ،يزيحون الستار عن حياة مضت ،يجمعون عظام الرفاة ليؤلفوا حولها الحكايات .

سبروا أغوار البحار ،وحفروا انفاقا في الجبال ،فهل يغفلون عن فتاة تعيش وحدها .

ماسرها ؟ ما عمرها ؟ ما تفاصيل ما مر من حياتها ؟وما التراتيل التي تغفو عليها ليلَها. 

عُدت مرة أخرى الى حياتي ،ولكنني لم أعد كلي ،بقي مني شيء لزم والدي ،شيء من قلبي ،وشيء من عقلي وكل تفكيري .

كل يوم كنت اختم نهاري بمكالمة مرئية ،لكنها لم تعد تكفيني ،صرت كلما جلست لاستراحة الغذاء ،يكونان معي على الهاتف، كوابيس تراودني افيق منها خائفة ،غدوت اخاف رفة عيني ،او خفقة شاردة بصدري.

اعدو على الكورنيش مساء الأربعاء، ليلى بجانبي ،اعدو وتفكيري هناك ،على بعد اكثر من مائتي وخمسين كيلومتر ،نبهتني بشد ذراعي 

-حورية ،ما بك ؟

-لا شيء ،كنت افكر بأمر .

-اهو بشأن الرجل الذي امسى يعدو خلفنا منذ أيام؟

-أي رجل ؟انا لم انتبه لأحد ،ثم انه الكورنيش ،مكان عدو وتريض الكثيرين غيرنا ،انظري.

-أعلم ،ولكن صاحبنا يختلف ،ربما انك لم تلاحظي ،ولكنه ينتظرنا ،ويتمرن ايضا في النادي .

-هنيئا له ،ما شأننا به .

-انظري اليه ،الم يسبق ان رأيته ؟

-لا اذكر .

-حسنا ربما أنا مخطئة، ولكنني أعرفه جيدا ،وإذا كلمك ،أخبريني .

لا اتشارك مع ليلى غير التريض ،فكيف تفتح معي موضوعا كهذا ،رفعت كتفي ،لا يهم ،فلن يكون الآتي أمرَّ مما فات.

لا شيء جد مدة اسبوع ،غير تدريب مفاجئ للمولدات تحت إشراف بروفيسور في أمراض القلب والشرايين .

-مدام أمينة ،ما شأننا وأمراض القلب ؟

-يقول البروفيسور انه من المفيد ان تعرف المولدة كيف تتصرف مع مريضة القلب اثناء المخاض.

-غالبا ما نحولها الى العمليات لولادة قيصرية بتخدير نصفي .

-وهو يقول اننا يمكن ان نولد بعض الحالات ولادة عادية مع بعض الاحتياطات .ولن نخسر شيئا بالعكس ستزيد معلوماتنا وكفاءتنا.

أول ما لاحظت ان الدكتور البروفيسور هو نفسه الرجل الذي اشارت إليه ليلى ،وثاني مفاجأة انها كانت ضمن طلابه .

قبلت وجنتي مرحبة 

-سعيدة بوجودك حورية .

-ماذا تفعلين هنا ؟

-انا طالبة دكتورة ،أدرس تخصص القلب والشرايين .

-كنت تعرفين انني ممرضة مولدة .

-نعم ،رأيتك مرارا تدخلين المشفى .

-ولماذا لم تخبريني .

هزت كتفيها 

-رأيتك لا تتحدثين عن حياتك أو عملك فآثرت السكوت.

اغضبني الأمر ولكنني كتمت غيظي، وتحركت خلف الدكتور .

كان كلما قرأ تقريرا عن مريض ناقشه مع طلابه ،وكنا اربع ممرضات نقف خلفهم صامتات ،منا من تدون ملاحظات ومنا من تسمع فقط .

التفت إلي 

-اراك لا تدونين شيئا يا آنسة .

-لا أحتاج ،فانا اذكر ما اسمع .واحفظه .

-اهه ،ماذا كنا نقول قبل قليل -قلتم عن هذه الحالة ...

وأعدت عليه ما قاله وما قاله بعض طلابه .

نظر الي نظرة لم افهمها ،وحرك نظارتيه على انفه .

-حسن ،ولكنني افضل ان تكتبي حتى لا تنسي شيئا .

-إذا نسيت آخذ من زميلتي ما كتبت .

يبدو ان جوابي لم يعجبه ،ولا نبرة صوتي ونظرتي المتحدية .بينما تنظر الي ليلى مبتسمة .

مر اسبوع التدريب الاول ،وحل الاسبوع الثاني ،كنت كما عادتي ،اتابع ما يقال بصمت ،وإذا ذكر شيئا جديدا علي ،انظر بعده على تقرير الحالة ،ونوع الأدوية .وكنت افعل بتركيز حين نبهتني أميمة لغضب الدكتور: 

-يا آنسة ،انا اكلمك ،ما الذي تفعلينه؟

-لا شيء ،بعد شرحك للحالة اردت ان ارى التقرير ونوع الادوية المخصصة لها .

-وهل توافقين سيادتك على تحليلنا للحالة ؟

انفجر طلابه ضاحكين بسخرية 

-عفوا سياااادة البروووفيسووور ،ولكنني مجرد ممرضة مولدة ،تكون بين يدي حياة ام وطفلها في نفس الوقت ،أنا وحدي ،بدون معدات غير مقص ،ولا غرفة عمليات مجهزة ومساعدين حتى لمسح العرق عن جبيني .

عبس وتجهمت نظراته بينما سكت طلابه ينتظرون رده ،ولكنني كنت اسرع منه .وضعت التقرير على سرير المريض ،ونظرت له بتحدي 

-يكفيني ما عرفت عن أمراض القلب ،ودراستي السابقة اهلتني لأعرف الحالات التي تستدعي حضور متخصص في القلب ،وهذا يكفيني .

تركتهم خلفي وخرجت من الجناح متوجهة الى غرفة الملابس ،لاغير واذهب الى البيت.

عدت صباحا مستعدة لتنبيه كتابي من إدارة المستشفى ،او تحذير بخصم من المرتب ،ولكنني فوجئت بإلغاء التدريب ،السبب أن الإدارة رأت انه لا يزيد المولدة ،وان الوقت الذي نقضيه في السير وراء البروفيسور المبجل ،خلق نقصا في عدد المولدات بالجناح.

-يبدو أن كلامك جاء بنتيجة .

قالت أميمة .

-بل صادف قرار الإدارة فقط .

-والله ارتحنا من عجرفته وتكبر طلابه ،يتصرفون كأنهم يزرعون الروح في الجسد استغفر الله.

-على رأيك ،ارتحنا منهم ،هيا الى قاعة المخاض ،صراخ النساء يكاد يهدم الجدران .

هناك رأيت امرأة تجاوزت الخمسين .كيف يمكن هذا ؟

ذهبت إليها ،كانت تتألم بصمت ودموع ،أمسكت يدها .

-بمَ تحسين؟

-ألم ،ألم وخجل .

-ولم تخجلين ؟رزق من الله مرحبا به .

-ونعم بالله .

-تمددي لأفحصك وارى إن كنت ستلدين قريبا .

-لا داع ،فقد وصلت مرحلة الدفع .

-اميمة تعالي ،ادفعي سرير السيدة الى غرفة الولادة  وانت يا حنان نادي الدكتورة .

كلمت أميمة همسا ،

-السيدة كما في ملفها تجاوزت   الخمسين ،وقد تكون مريضة او ضعيفة ،ضعي لها جهاز قياس الضغط ،وراقبي دقات القلب ،وانا سأولّدها. 

دخلت فعلا مرحلة الخلاص ،او ما نسميها مرحلة الدفع ،وتقلص اعلى جدار الرحم ،.

-هيا ،ادفعي ،اكتمي النفس وادفعي .

اسرق نظرة الى أميمة فتومئ لي ان كل شيء بخير .

-مرة ،واحدة ،ادفعي ولا تتنفسي حتى اقول لك .

اخرجت الرأس وكتفا واحدة ،تنفسي الآن ،هيا ادفعي مرة اخيرة .

انه بين يدي ،قطعت الحبل السري ،ونظرت الى أميمة. 

-انها بخير .

وصلت الدكتورة وانا اضعه على صدر أمه، راقبت نبضها ،وضغطها ،وسألتني 

-لا نزيف؟

-لا ،سأخلص الرحم الآن ،افحصي المولود .

-هو ايضا بخير .

ابتسمنا كلنا بفرحة .وباركنا لها مولودها وكونهما بخير .

اخذتها حنان الى غرفة وأميمة تدفع المهد خلفها ،بينما جلست أتنفس كأنني كنت في سباق ،لقد خشيت على المرأة ،تعجبت لأنني اول مرة أولد سيدة بعمر أمي.

بعد ساعات دخلت اليها ،كان يقف بجوارها شاب تقريبا في العشرين ،يحضن الصغير ويقول ضاحكا 

-هذا ولدي انا ،لا شأن لكما به ،انا من سيربيه. 

ورجل غزا الشيب رأسه ،رغم وسامته ،يضع يده على كتفها ويبتسم .

-كيف انت الآن ؟

-بخير ،شكرا لك ابنتي.

-هذا واجبي ،ومن هذا الشاب الوسيم ؟

-بدر ،اصغر ابناءي .

-لم يعد الاصغر ،وقد جاء أميرنا اليوم .

هل أذنت له ؟

اجابني الشاب 

-اذنت له باذن ،وأقمت الصلاة بالأخرى .

-ماذا ستسميه ،مادمت من سيربيه .

-انت سميته ،اسمه أمير ،هذا أميرنا.

دخلت شابة جميلة 

-الحمد لله على سلامتك ماما .

تحمر وجنتاها خجلا ،وتجيب بصوت لا يكاد يسمع 

-الله يسلمك يا سهير .

-مابك ماما ،هل تحسين بشيء ؟مابها ماما دكتورة ؟

-انا لست الدكتورة ،وماما بخير ،تعالي .

خرجنا الى الممر 

-امك تخجل من انها انجبت في هذا العمر ،صحيح انها في الثالثة والخمسين كما هو في بياناتها ؟

-نعم ،وبدر كان اصغرنا، واكبر مني شابان آخران ،بعد الخمسين بدأ انقطاع الطمث عنها شهورا ليعود شهرا او شهرين ،ثم يغيب ،ولكنها تحتاط دائما ،حتى انقطع ما يقارب السنة ،فاطمئنت إلى انها دخلت سن اليأس ،حتى صدمت بحملها .

-أمير ،كان مختبئا بركن وينتظر فرصته .

ضحكت ثم تنهدت

-عانت في حملها كثيرا ،ضغط نفسي وخجل ،خصوصا من إخوتي .

-ولماذا تخجل ،عادي ،امرأة متزوجة والحمل وارد ،اعتنوا بها جيدا ،خصوصا الجانب النفسي .

دخلت أودعها .

-دمت بخير يا أم الرجال .

انتبه زوجها الى قولي 

-أم الرجال ؟

-نعم ،أليست أم أربعة رجال ماشاء الله .

-نعم ،هي كذلك ،ام الرجال .

-اعتنوا بها جيدا ،دمتم بخير .

خرجت أقصد النادي ،غيرت ثوبي بلباس الرياضة ،وتوجهت الى الكورنيش حيث وجدت ليلى تنتظرني .نبهتني الى وجود الدكتور .

اليوم بالذات ،اسعدتني وصلة الرقص بنهاية التمرين ،كنت كأنني ارقص احتفالا بأمير وبأم الرجال ،كنت سعيدة .

-تعالي يا ليلى ،سأدعوك الى المقهى اليوم .

-هل هناك مناسبة ،أراك سعيدة .

-نعم ،اليوم احتفل بولادة امير لأم تجاوزت الخمسين .

-عجبا ،كيف حصل هذا .

-انما أمره إذا أراد شيئا ان يقول له كن فيكون .صدق الله العظيم .

شربنا العصير ،وتوجهت كل واحدة نحو سيارتها .

رأيته يجلس داخل سيارته التي تقف قرب عربتي ،نعم تظهر عربة صغيرة فقيرة امام سيارته BMW.

تجاوزته كأنني لم اره ،وفتحت الباب لأدلف الى المقعد ،ولكنني سمعته ينادي 

-يا آنسة .

-نعم سيادة البروفيسور .

-لا داع لسخريتك، آنسة حورية .

-انا لا اسخر ،انت بروفيسور ،وعلي انا الممرضة احترام سيادتك .

-اقبلي اعتذاري .

-لم تخطئ في حقي لتعتذر ،عن إذنك .

-انتظري ،هل يمكنني ان ادعوك على فنجان قهوة .

-اعذرني ،لا أشربها مساء ،تعلم ان الكافيين والنوم لا يلتقيان .

-إذن مرة اخرى .

-بإذن الله ،عن إذنك .

لا اطيقه ،فكيف اشرب معه قهوة او غيرها ،ثم كيف يعتذر لي الآن  ،احسن انني أشعرته انني لم اعتبر كلامه إهانة ،ثم كيف يهينني أمام جمع ويعتذر لي وحدي ،يوسخني بقطار نذالة ويغسلني بأوقية اعتذار .غبي ،رغم دراسته وشهاداته غبي .

وصلت البيت وكلمت ماما ،حالة بابا لا تتحسن ،ووحدة ماما تزيد تعبها .

قلقي عنهما يزيد ،وبت افكر ان أعود  لأعيش معهما .

اليوم الخميس ،علمت ان ام الرجال ماتزال بغرفتها ،ارتأت الدكتورة مراقبة صحتها ثلاثة ايام قبل ان تسمح لها بالخروج ،توجهت اليها اولا 

-صباح الخير ام الرجال ،كيف اصبح أميرنا اليوم .

ابتسمت لي 

-تعلمين أن زوجي منذ لقبتني بام الرجال وهو يناديني به .

-وهل يزعجك ذلك ؟ ارى انه يليق بك ،رأيت بدر ،هو فعلا رجل رغم صغر سنه ،فلا هو حلق شعره كما يفعل مراهقو اليوم ،ولا سرواله ممزق هابط ،رجل انيق ومهذب .

-ابوهم صارم ،وانا لا اسمح لأحدهم ان يجلس معي او يأكل على مائدتي وانا غير راضية على هندامه او اناقته،

تعاوننا على تربيتهم ،هو يركز على الدراسة والتفوق ،وانا على التربية والدين .

-وهذا هو المطلوب ،ليت كل الناس مثلكم ،ماشاء الله .

تغيرت نبرة صوتها 

-ولكنني أخشى على أمير ،كلما كبر وهن العظم منا ،وقد يفقد أحدنا أو كلينا وهو في امس الحاجة لنا .

-كل شيء بيد الله ،ثم الم تري بدر يطمئنك انه سيكون له الاب والمربي ،لقد زرعت الطيب فلن تجني غير الطيب يا أم الرجال .

-اشكرك ابنتي ،رزقك الله ما تحبين .

ودعتها ،وذهبت الى اخريات تمزقهن آلام الولادة .

ككل خميس ،قصدت مطعم السمك للغذاء .جلست الى طاولتي ولم احتج ان اطلب ،فانا زبونة مألوفة يعرفون طلبي .

جاء النادل يضع الاطباق 

-مرحبا آنسة ،طبعا مثل كل مرة .

-اجل ،شكرا لك .

قدمان بحذاء جلدي اسود ،سروال اسود ،يد عليها ساعة غالية تجر الكرسي ،ليظهر جسد رياضي تحت قميص رمادي ،يجلس دون استئذان .

رفعت عيني عن صحني ،مازلت اغمضهما بغضب  لا اريد ان انظر الى هذا الدخيل الوقح.

-من سمح لك بالجلوس هنا ؟

-سمحت لنفسي.

عرفت الصوت ،ولكنني تعمدت ألا افتح عيني 

-ومن تظن نفسك ،سيد الكون ،ام ملك الزمان .

-افتحي عينيك لتعرفي .

فتحت عيني و تظاهرت بالدهشة. 

-دكتور !!!!ما الذي جاء بك إلى هذا المطعم البسيط ؟

-الأكل ،السمك الطازج هو هو في أي مطعم .

-لا أظن ،فالمطبخ الفرنسي في أرقى المطاعم حيث يأكل الدكاترة ،ليس هو المطبخ البسيط حيث يأكل العامة 

-مرة أخرى تسخرين، انا جئت هنا لاقابلك، لأنني اعرف انك تأكلين هنا كل خميس .

-وماذا تعرف عني ايضا ؟

-ان اسمك حورية ،تسكنين وحدك ،اهلك بمدينة **** و ،وو

-وماذا دكتور؟

كنت امسك السكين بيد والشوكة بيد ،وانظر اليه شذرا.

-وانك مطلقة .

-ولماذا ترددت في قولها كأنها إثم او جريمة ؟

-لا ،ولكن ،لأنك تخفين...

-اخفي ماذا ،هل تريدني ان اضع بادج عليه مطلقة ،ام كل من سلم علي اقول له اهلا انا مطلقة .

-اعتذر ،خانني التعبير ،اردت القول انك ربما لا تريدين ...

-بل اريد ،ولا يهمني إن عرف الناس انني مطلقة ،إذا كان الله ،سمعت، الله بجلاله رخص الطلاق، هل اهتم لرأي الناس ؟

رفعت يدي اشير الى النادل الذي كان يقف قريبا ،فجاء بسرعة  وضعت ثمن الوجبة على الطاولة ،شكرته وخرجت .

جمع كفيه تحت ذقنه، واضعا مرفقيه على الطاولة ،فاجأه تصرفي ،وشل حركته .

قصدت ان اهاجمه،لو ألنت له الكلام لظن أنني أحس انني اقل منه ،ثم لماذا يبحث عن تاريخي ،وما شأنه ان كنت مطلقة ،أرملة او عانس ،او حتى كائنا فضائيا. 

عدت الى العمل ،احاول ان اهدأ ،يجب ان اهدأ حتى لا أصرخ بوجه مسكينة خائفة تعاني وحدها وتستغيث بي ،انا الغريبة عنها .

يجب ان اهدأ ،فهذه طبيعة البشر ،يريدون ان يعرفوا كل شيء ،يخشون المجهول ،ويخافون الغامض .

هل تفاجأت يا حورية ؟لا ما أدهشني هو ان يشغل استاذ دكتور نفسه بتفاصيل حياتي،لابد انه الملل ،نعم إنه مل العلم ويسلي نفسه ويريح عقله بالتفاهة.

ام انه تافه اصلا ،نعم متعلم ،خزان معلومات  ولكنه تافه ،لماذا أشغل تفكيري به ،فليذهب الى الجحيم


         الفصل الثامن من هنا 

لقراءة باقي الفصول اضغط هنا


تعليقات



<>