أخر الاخبار

رواية نفق الجحيم الفصل الثالث والعشرون والرابع والعشرون بقلم ريناد يوسف

رواية نفق الجحيم 

الفصل الثالث والعشرون والرابع والعشرون

 بقلم ريناد يوسف 

شام سلمت أمرها لله وإتقدمت على المواعين ولمتهم كلهم جار الطرومبه وجابت الطشت والعاوين(رماد الفرن)


وإبتدت تحاول تفرك فيهم بيد وحده من غير ماإيدها المنصابه تلمس العاوين،


 لكن غصب عنها كان بيوصلها، وتقوم كل هبابه تغسلها من الطرومبه وتعاود تاني، لغاية ماإهتدت لإنها تثبت الماعون بين اقدام رجليها عشان تعرف تتحكم فيه، وتقدر تفركه بالعاوين بيد وحده.. وإستمرت عالحاله داي لغاية ماخلصت المواعين والعذاب اللي شافته فيهم بسبب وجع يدها ماشافته عمرها.. وبعد ماخلصت كان جرح إيدها ملتهب بزياده من الميه والصابون والعاوين اللي حصلها


وحتي رجليها اللي عمر الوسخ معرفلهم طريق إتبدل لونهم الاوبيض للون سواد الحلل اللي إتمسح فيهم


وحاولت لحد ماتعبت تنضفهم وترجعهم كيف الاول بعد ماخلصت غسيل المواعين وحتي فركتهم بالعاوين، لكن السواد كيف مايكون إتطبع وشم على رجليها ورافض يسيبهم.


وهمت عشان تعاود على أوضتها اخيراً، بس وهي يادوب عتخطي أولى خطواتها على بره الموطبخ.. لقت حوريه داخله عليها ووراها حريم البيت كلهم كيف مايكونوا طابور عسكر، ووقفت فطريقها حوريه وقالتلها:


على وين ياسنيوره؟ ديه معاد تجهيز العشا، همي جهزى مع الحريم.. اركبي مع بدور نزلي ماجورين رايب من فوق، وامرسوا جبنه خضره مع طمام، وانتي ياورده انتي ونعمه اسلقوا بطاطس وحمروها، وانتي يافكريه إغلى لبن، واني وعدويه هنقمروا العيش.


وهي خلصت توزيع المهام والكل اتحرك ينفذ فوراً.


وطلعت شام مع بدور على السطوح عشان تنزل مواجير الرايب، وبمجرد ماوصلت السطح جريت على سوره، وبقت تتلفت لبعيد وتدور وتلف من الأربع جهات بتوع السور، لعلها تعرف سكته أو تلاقي لرؤيته سبيل.. لكن للأسف الشجر كان محاوط البيت من كل الجهات، وكان اعلى منه لدرجة ان شام حست إنه عازله عن كل الدنيا كيف مايكون سجن وقضبانه فروع وأوراق الشجر.


عاودت شام بخيبة أمل لبدور اللي كانت واقفه وعتتطلع لشام بإستغراب علي جريها وتنطيطها من زاويه لزاويه كيف ماتكون مضيعه حاجه وعتدور عليها! 


وبمجرد ماوصلتلها اتنهدت وهي عتقولها:


وينها مواجير الرايب؟


ردت عليها بدور وهي عتقلب فأديها بعجب:


المواجير اهه قدام عنيكي تحت القفص الجريد.. قلي القفص وطلعي ماجورين يكونوا رابو.


بس قبل المواجير قوليلي كنتي عتتطلعي على أيه وعترمحي عالسطوح عشان تشوفيه؟


ردت عليها شام بعدم مبالاه وهي عترفع القفص:


كنت عدور على أبو قلب حديد.


بدور: قولتي أيه؟


شام: قولت إن فيه ٤ مواجير رابو وعايزين يتقشطوا.


بدور: هملي اللي راب ومتجيبيش غير تنين؛ القشط أمي اللي عتقشطوا الصبح بدري وهي اللي عتخض الوشه بنفسها معترضاش بحد يعمل ديه موطرحها.


انتي بس همي طلعي الماجورين واربطي الباقيين زين كيف ماكانوا؛ أحسن تاجي طريشه تبخ فيهم وتسمينا كلنا.


وبالفعل ربطت شام المواجير زين كيف ماكانوا وشالت ماجورها فوق راسها ونزلت قدام بدور عالسلم.. وبدور شالت ماجورها ونزلت وراها، وطول ماهي نازله عتتفحص فطول شام وجسمها وقصايب شعرها الطوال وفكل إنش فيها والنار عتقدح فقلبها قدح من جمال شام وقدها اللي مفيهش غلطه ومزغلل عينها، وفضلت تسأل فحالها.. إنه اذا كانت هي اللي بنيه زيها قلبها قارصها إكده إشحال رجالة البيت عاملين أيه وهما واعيينها قدامهم؟!


ونزلوا التنين للحوش، وبدور من اول مانزلت وعينها على عزت اللي كان قاعد فقلب الحوش وعينه بمجرد ماشافت شام نازله عالسلم إتعلقت بيها وفضلت ماشيه معاها مرافقاها خطوه بخطوه وعتاكل وتشرب فتفاصيلها.


وادي اللي حسبته بدور لقته، وخصوصي وهي عارفه إن العين ليها دوق كيف اللسان بالظبط، والعين اللي عتدوق الزين معترضاش بالعفش.. والدليل إن عزت مرفعش عينه عليها هي ولا بصلها نص بصه حتي


وكملت بدور ورا شام للموطبخ وهي شايطه، وبمجرد مادخلت نزلت الماجور على الآرض رزع وبصت لحوريه مرت عمها وقالتلها بزعيق:


عقولك ايه يامرت عمي.. السخسه داي متكلفنيش اني وهي بحاجه وحده نعملوها واصل، ولا تجمعيها معايا فشغله، داي بت قلبها بارد ويومها بسنه ومعتعملش الحاجه بنفس حتى.. أني كان جبت الماجورين لحالي واحد ورا التاني ولا إني اتنبح عليها واقولها فضي خلصيني وهي عتتطلطل عالحيطان وترمح شمال ويمين كيف المجذوبه اللي كانوا حابسينها وطلقوها.


حوريه سمعت حديت بدور وكانت مايله عالكانون وعتقمر في العيش،، ورفعت دماغها وبصت لشام وبنبرة غضب وعيون عتطق شرار فضلت بصالها وهي هتوجه الكلام لبدور:


وإيدك قاصره يابدور معرفتيش تجريها من قصايبها تجيبيها تحت رجليكي لما نادمتي عليها مره وتنين ولا أيه؟


عقولك أيه يابت ياصفره انتي، والله العظيم لو مااتعدلتي ومشيتي كيف الخلق والعالم لأكون معلماكي الادب ومربياكي على يدي من أول وجديد.. إتطلعي حواليكي وشوفينا كام مره؛ لو كل وحده فينا لافتك خماسي واحد بس هنخولكي تتوفي سنانك وتِغدى ترمه.. إشتري روحك وامشي بالادب وبالاصول، ولو متعرفيهمش بصي بعينك حواليكي وشوفي بنتتة الاصول عيعملوا كيف واعملي زيهم.. علوإن الأصول معتتقلدشي..ومتوكده إن اللي زيك مايعرفوهاش ولا عمرها عدت عليهم.


كل ديه كانت تسمعه شام وهي واقفه متسمره فموطرحها بماجور الرايب اللي لساه فوق راسها منزلتهوش، ومش مستوعبه كل اللي جرا ديه، ومعارفاشي حتى ترد ولا تدافع عن روحها مع حوريه اللي بهدلتها، ولا تكدب بدور اللي إفترت عليها بالكدب؟


ومن وسط حيرتها بين ديه وديه نزلت الماجور من فوق دماغها وقررت إنها تروح لحد من التنين اللي عارفه إنهم الوحيدين اللي ممكن ينصفوها فالبيت.


 وطلعت من الموطبخ قدام عيون الكل وراحت على حوش البيت بالخطوه السريعه، ووقفت قدام توفيق وبعيون مرقرق فيهم الدمع قالتله:


بص يابوي الحج.. أني من اول دقيقه فوت فيها عالبيت ديه واني عارفه إني هتعب، ومعاهده روحي إني هتحمل أيوتها تعب، بس التعب اللي أقدر اتحمله واشيل منيه جبال ومااكلش هو تعب البدن، لكن تعب الروح محدش عيقدر يتحمل منيه فوق طاقته واصل، واني من عشيه للساعه داي شوفت اللي مفيش حد يتحمله من تعب الروح.. شفت إهانه وشتيمه وحرق، وفوق دول ودول قلة رحمه.. أني فركت المواعين بالعاوين (الرماد) وأني يدي مفتوحه وجايبه اللحم الأوصفر وإتكبس جرحي عاوين كذا نوبه وروحي شاغت وإتحملت،،


خرطت طماطم وإنت أكيد خابر مية الطماطم لما عتاجي على جرح عتعمل فصاحبه إيه واتحملت.. لكن يتقال إني مليش أصل ولا عفهم فالأصول ليه.. إيه إتشاف مني يبين قلة أصلي؟


رد عليها توفيق بصوت هادي عشان يهدي من غضبها ورجفة جسمها ونفضة الغضب اللي مسيطره عليه:


هدي روحك بس يابنيتي وخدي نفسك واقعدي جار ستك عديله إهنه وقوليلي مين اللي سمعك الحديت الماسخ ديه؟


وهو يادوب خلص كلامه وردت عليه حوريه اللي كانت طلعت من الموطبخ ورا شام ووقفت ورا منها وسمعت كل كلامها:


اني اللي سمعتها الكلام ديه ياتوفيق.. ولو معيملتش الشغل اللي هكلفها بيه كيف ماأمرتها أسمعها الأوعر منيه.. أني اختي اللي شعرها غزاه الشيب واصغر مني ب٣ سنين بس وبقت جده وليها في البيت كيف ماليا معتخالفليش أمر، ولا تعصالي كلمه.


 بناتي وبنات اختي أصحاب البيت والمتربيين فيه معيخالفوليش كلمه ولا تجروء وحده فيهم تتلائم عليا.. تقوم تاجي الغريبه داي وتعملها وتخلي العصيان يدخل بيتي؟


توفيق ردبعصبيه:


بطلي هلفيط بالكلام وحطي حجتك قبال حجتها واني اللي أقول مين اللي معاه الحق ومين اللي الحق عليه. 


حوريه بعصبيه:


اني معلاييش حقوق أني وحده مسئوله عن بيت وكل كبيره وصغيره في البيت عتاجي فوشي وفوق راسي لو خربت، يوبقي تسيبوني اديره كيف ماأشوف الصوح وين. 


توفيق: والصوح بتاعك ديه مينفعش يتغلف بشوية رحمه على الغلبانه اللي يدها مفتوحه داي وتخليها تحطها في العاوين وتخرط بيها طماطم ياللي ماعندك قلب؟ 


حوريه: لو اديتها عذر تعويره ولا مرض يوبقي الكل يحقله ياخد العذر زيها والكل هيتمارض عشان يهروب من الخدمه، والبيت كبير وخدمته تقيله ومينفعش يدخله الكسل أو يستوطن العناد نفوس سكانه.. وداي حاجه مفيهاش كلام ياتوفيق.


توفيق:كان فيكي تديها مهمه غير داي ومتخليهاش تتوجع ياحوريه. 


حوريه: اني عدي كل واحد الحاجه اللي عيقدر عليها والحاجه اللي تناسبه، وداي لساتنا لا نعرفوا طبيخها عامل كيف ولا ولا أيه اصله فمش هسلمها الطبيخ يعني! 


وإهنه رد عليها صفوت وهو عيبص على يد شام المفتوحه الملتهبه بقرف:


روحي يمه ربنا يسامحك خليتي بطني إتقلبت.. يعني متسلميهاش طبيخ وتسلميها طماطم تخرطها ومع كل خرطة طماطم نزلت على جرحها خدت منيه قرف ودم ونظنظه وإحنا كلناه فبطونا؟ 


وقام رمح على الحمام ينزل كل اللي فمعدته، وزي منيه سلام ومعروف رمحوا لما بطنهم قلبت هما كمان؛ عشان التلاته دول بالذات نفسهم عفشه قوي وقرافين. 


أما توفيق فبص للأرض وهز دماغه بقلة حيله وهو عارف ومتوكد إن حوريه مش هتتنازل عن إنها تستغل سلطتها فتعذيب شام مهما نبه عليها وحذرها. 


أما كرار فطلع من الأوضه بتاعته اللي كان دخلها يريح هبابه على حس الزعيق، وتقريباً فهم اللي فيها، وبمجرد مافتح الباب وجه كلامه لأمه وهو باصص لأبوه بتحدي:


أمااااه.. اللي عاقدين مؤتمر عشانها داي توبقي مرتي، يعني أني اللي اقول تعمل ايه ومتعملش أيه وأمرها فيدي أني مش فيد أي حد، وبناء عليه أني مديكي السلطه الكامله عليها.. وتؤمريها بأي حاجه وهي عليها السمع والطاعه، وغير إكده مليهاش حداي غير ضرب البولغ، واللي هيعترض ياخدها من إهنه ويبعدها عني وأني ارمي عليها اليمين في التو واللحظه ويكون يوم المنى.


 وبص لشام وكمل حديته.. ودلوك قومي عالموطبخ مع أمى، واللي تؤمر بيه يتنفذ من سكات، واللي تقوله متسمعش منك بعديه غير كلمة حاضر.. سامعه ولا أسمعك بطريقتي؟ 


قال آخر جمله وبص لأبوه بوعيد بمعني إني فاللحظه داي عتمنى إنها تتحامى فيك وتعترض عشان أعمل فيها مابدالي وقدامك.


 وإتوكد توفيق إن كل اللي ليه سلطه على شام سواء كرار أو أمه هيستغلها أسواء إستغلال.. وإنه لو جيه يعترض هتوحصول حاجه من تنين.. يأما حوريه هتستغل ديه وتخرب البيت بيدها بحجة إن الكل يتساوى في المعامله.. يأما كرار هياخدها حجه عليها ويعذب فيها ليل نهار بحجة إنها مسامعاش كلام أمه وهو عارف إن حوريه وكتها هتجيب وتحط عليها بالكدب عشان تقوم كرار عليها..يعني في الحالتين شام مأذيه، 


فأخدها من قصيرها وسكت عشان يحجم الظلم اللي هيوقع على كتاف الغلبانه داي، إن مكانش فوجوده هيوبقي فغيابه. سكت وهو متوكد إن قاصد الأذى دايماً غالب حتى لو المقصود بالأذيه خد كل إحتياطاته. 


لحظات من السكوت عدت وكل واحد من القاعدين مترقب ردة فعل التاني، وقطع السكوت ديه عديله وهي عتميل علي توفيق وتهمسله بعتب:


أوعاك تفرط فالأمانه ياتوفيق وتقلبها فراسك وتشيل يدك وتريح روحك من وجع الراس، 


أوعاك تسلم الغزاله للصياد وتسيبها تفرفط تحت شباكه وهي ميته من الخوف ومعارفاش مصيرها أيه وتقف من بعيد تتفرج عليها. 


توفيق بقلة حيله: 


عحاول اختار اخف الضررين ياأم توفيق، أصل الصياد كارهني ولو قربت من صيدته ممكن يموتها خالص عشان يكيدني..وبالخصوص إن الصياد غشيم ومتعافى والكره هو اللي عيوجهه وماسك يده. 


خلص حديته مع أمه وبعد عنها واتنحنح وبص لحوريه وقالها بأمر:


حوريه قصري لسانك الزفر من تلا الناس هبابه.. ولو على خدمة البيت قولي عاللي عايزاه من غير قلة أدب.. ولو شام قصرت تاجيني أني وتشكيهالي وأني بنفسي هتحدت معاها.. وخدي بالك اني عمري مااتدخلت فشغل الحريم ولا فأمور الطبخ والنفخ، بس من اليوم وطالع هتدخل وهبص بعيني واشوف مين اللي ماشيه بما يرضي الله، ومين اللي ماشيه بما يرضى شيطانها. 


ودلوك خشي ياشام على أوضتك ريحيلك هبابه إنتي تعبتي النهارده وبعد ماترتاحي أوبقي اطلعي كليلك لقمه. 


وإهنه قامت شام وامتثلت لكلامه وراحت على أوضتها من سكات، وهي حاسه إن سلطة توفيق وقوته إبتدت تتقهقر من ناحيتها، وضعفت جبهتها قدام كرار وأمه، واللي راحتله تتحامى فيه وتقف ورا ضهره..بعد من قدامها وهملها وحيده فبراح الظلم. 


أما عديله فبعد مادخلت شام أوضتها بصت لحوريه وولدها كرار وقالتلهم بغيظ:


يلا يختي خدوا بعضكم إنتي وولدك وإخفوا على جحوركم طلعتوا راسكم وعضيتوا فالبنيه الغلبانه وبخيتوا فيها كل سمكم.. يارب تكونوا هديتوا دلوك.


حوريه بصتلها بصة قرف ممزوجه بفرحة انتصار وهملتها ودخلت الموطبخ،


 وعديله بصت لكرار وقالتله:


وإنت يادلدول أمك روح شوفلك موطرح أقعد فيه من قبال وشي معاوزاش اشوفك قدامي شوفتك إنت وأمك عتكبرتني. 


كرار رد عليها ببرود وهو رايح يقعد قصادها عالدكه ومال وفرد دراعاته وقالها:


والله ديه بيتي هروحلك فين منيه؟ معاوزاش تشوفي وشي خشي أوضتك. 


صفوت اللي كان توه معاود من الحمام رد عليه بغضب وقاله:


له إنت  زودتها عاد ياكرار! كيف تكلم ستك إكده وتقولها الكلام ديه وفوجود أبوك كمان؟ 


رد عليه أبوه وهو باصص لكرار:


همله ياصفوت خليه يفيع ويتفرد ويتني براحته، ويقول لسته بيتي ومش بيتي، همله لما ازعطه من البيت واسكنه الشوارع واشوف ليه منين بيوت الهامل الخربان الحشاش ديه، 


همله اني ساكت بس مرقدله على نيه مهببه شكل وش أمه. 


وإهنه كرار إتعدل فقعدته وبص لأبوه بخوف لما حس إنه ممكن ينفذ تهديده صوح، واتخيل روحه في الشارع فعلا ومجرد التخيل خوفه.. وقوام نكس عنيه للارض بكسره كيف طير صغير نفسه يرفرف بجناحاته ويبعد عن العش ويدوق حياة الحريه، لكنه عيفشل فكل محاوله ويسكت بعد مايتوكد إنه لساه صغير وعشان يعيش محتاج لأبوه لسه. 


أما توفيق فبعد ماشاف كرار نخ وإتخزى من الخوف، راح مبعد عنيه عنه وبص لأمه عديله، وكان هيتحدت معاها لكنه شاف اخوه نعيم داخل من باب البيت شاورله عشان الموضوع اللي كان هيتحدت فيه مع امه كان هيتحدت مع نعيم كمان بخصوصه، لكن طالما التنين إنوجدوا في الوكت نفسه ديه هيوفر عليه الحديت مرتين ووخد مشورة كل واحد لحاله. 


قرب نعيم منهم ورمي السلام عالكل وقعد جار أمه وتوفيق وسال توفيق بفضول:


هات ياولد ابوى اللي عندك شايف فعنيك حديت كتير لعله خير يارب


توفيق: كل خير باذن الله.. فيه قدامي مُعده جديده صاحبها جابها واشتغل بيها شهرين وحب يبيعها لعذر حط عليه نوبه وحده، 


والمعده هتقل عن تمنها الأصلي ألف جنيه بحالهم.. مبلغ مش قليل واللودر جديد مشتغلش حاجه يعني كيف ماتقول إكده لقطه وهيجيب حقه فأقل من سنه.. بس للأسف السيوله اللي معانا متكفيش واللي ناقص كتير. 


نعيم :


طيب والعمل.. دا لو كيف ماعتقول اللودر مشتغلش غير ٣ شهور يبقي لساه بشوكته؟


عديله: وليه محتار إكده هو الخير اللي فبيتك شويه ولا ايه؟ 


خش إفتح الصندوق بتاعي وخد دهبي ولم دهب الحريمات وخده منهم بالوزن وبيعه واشترى المُعده وأُبرك عليها بعمرك طول مافيها خير ومكسب، والدهب يتعوض لما رب الفرج يفرجها.. هو الدهب ديه مش إنتوا اللي جايبينه! 


توفيق ونعيم بصوا لبعض وعيونهم لمعت من الفرحه لما أمهم حلتهالهم وقوام نعيم نده على مرته بعلو حسه:


عدويه..أم سَلام تعالي


ومفيش دقيقه وكانت طالعه عدويه من الموطبخ تنشف يدها فشالها وردت عليه :


إيوه ياأبو سلام أني جيت أهه..أؤمرني عاوز أيه؟ 


نعيم : بلا أمر عاوز دهبك كله ياام سلام


عدويه بدون تردد: حاضر من عيوني ياخوي الدهب وصاحبته فدا تراب رجليك، دقيقه وحده ويكون بين أديك. 


نعيم: تسلمي وتسلم البطن اللي جابتك ياأصيله يابت الأصول. 


وبص لكل القاعدين من الرجاله وقالهم:


وانتوا كل واحد فيكم ينادم على مرته ويجيب دهبها هنشتروا لودر جديد والفلوس اللي معانا مساعفاناش.. وإنت ياصفوت روح لوليام الجواهرجي وهات منيه ميزان الدهب بتاعه؛ عشان نوزنوا لكل وحده دهبها قدام عينها أو عنين جوزها وناخدوه منها بميزان و يرجعلها بميزان. 


صفوت:


حاضر ياعم.. وهب واقف واول حاجه عميلها إنه نادى على مرته ورده وأمرها تجيب دهبها وهي بنفس الطاعه اللي كانت من أمها راحت تجيب دهبها من سكات. 


ومن بعده سلام ومعروف ولاد نعيم نادوا على نعمه وفكريه حريمهم وأمروهم يجيبوا دهبهم، 


والتنين بصوا لبعض وطلعت من خشمهم جمله وحده فنفس واحد كل وحده موجهاها لجوزها:


عايزه ليه؟ 


وإهنه التنين سلام ومعروف قاموا مره وحده بغضب وهما ناويين لحريمهم علي الشر بعد ماشافوا رد فعل أمهم واختهم على الموضوع، وشافو رد فعل حريمهم! والتنين فكريه ونعمه اول ماشافوا رجالتهم قاموا على حيلهم رمحوا علي فوق قوام يجيبوا الدهب ويقصروا الشر من تلاهم بس وهما متغصبين. 


وبعد منهم كرار بص على أوضته عشان ينادم على شام لكن ابوه منعه وهو عيقوله:


همل شام لساها عروسه مفرحتش بدهبها مهناخدوهش منها، ثم إن دهب شام اني اللي جايبه من حر مالي وإنت مليكش حق التصرف فيه. 


خلص جملته وكان الدور عليه فطلب دهب مرته وبعلوا حسه نادم عليها:


حوريه،،واه ياأم صفوت. 


طلعت حوريه ووقفت علي باب الموطبخ وردت عليه:


عاوز ايه من قندله؟ 


توفيق: يقندلك الزمان يابعيده.. غوري هاتي دهبك كله من فوق. 


حوريه سمعت الكلمه وضربت علي صدرها بصدمه وهي عترد عليه:


يامري ليه؟  نويت تتجوز عليا وهشبك بدهبي ياتوفيق؟ 


توفيق: يشبك فيكي المرض مايسيب فيكي عضمه صاحيه قولي آمين


قاطعته عديله برفعت اديها للسما وبعلوا حسها ردت: 


آااااااامين 


حوريه: 


شاله اللي يكرهوني. 


توفيق: غوري ياحوريه اتلافي الدهب من سكات بدال مااقوم انعنع عضمك بالعكاز! 


حوريه: اعرف هتعمل بيه أيه فلاول واروح اجيبه. 


كرار: هيبيعه ويجيب بيه معده جديده يمه وحريم البيت كلهم راحوا يجيبوا دهبهم روحي هاتيه وفضيها عاد. 


حوريه نزلت يدها من وسطها وردت وهي عتعدل فشالها علي راسها:


إهيه.. طيب لو إكده ماااشي.. اروح اجيبه وهو أني ماسكه فيه ولا يهمني دهب من اصله.. بس يعني كان يعرفني يقولي عايزه فكذا وهعمل بيه كذا السؤال محرمشي. 


خلصت كلامها وعدلت شالها وإتحركت على فوق تجيب الدهب بتاعها. 


وتوفيق بمجرد ماغابت من قدامه بص لأمه وقالها:


هو يمايه مش حوريه وعدويه دول من نفس البطن؟ أمال فرق السما عن الارض بينهم ليه! 


عديله: البطن قلابه ياولدي مره عتجيب مليح الطبع ومره تجيب الردي. 


توفيق: واني حظي المطين وقعني في الردى.. الله يسامحك يابوي على تقسيمتك اللي ظلمتني العمر كله. 


نعيم بضحكه: عقولك ايه ياتوفيق حل عن مرتي حاسك هتديها عين تحسدهالي ياقزين، بعد عنها احسن تجيب أجلها الوليه بقت عضمه كبيره وكلها أمراض مهتحملش العين. 


توفيق: يابوي روح بلا عين بلا ودن أني مهحسدكشي.. أني هقر عليك بس، وهقر على عيالي كمان اللي واخدين بناتك، وهدعي لعيالك اللي واخدين بناتي بالصبر كيف مااني صابر على أمهم..وكمل بحسره.. الله يسامحك يابوي. 


خلص كلامه ونعيم وعديله ضحكوا عليه وشويه ونزلت الحريم بالدهب كل وحده صاره دهبها فصره لون، وكل الصرر حطوها قدام توفيق وعاودوا الموطبخ عشان يحطوا العشا عالطبالي.. وفي الوكت ديه عاود صفوت بميزان الدهب واول مادخل كانوا حطوا الوكل ونزل الكل ياكل وبعدها شالت الحريم الوكل وقعدوا يتعشوا كلهم جماعه في الموطبخ. 


وبعد ماخلصوا طلعوا من الموطبخ عشان كل وحده تروح أوضتها، بس وقفهم حس توفيق وهو عيقول:


غسلتوا المواعين الظوبطه وراكم ولا هملتوها لأم أيد متعوره لما تغسل وسخكم من وراكم؟ 


الحريم بصوا لبعض وتنحوا وحوريه كانت هتتكلم لكن سكتها توفيق بإشارة تحذير من يده وهو عيقولها:


عاودى بجنودك على موظبخك وخلصوا كل الشغل اللي فيه قبل ماتطلعوا لأوضكم، وبص لحوريه وركز عنيه عليها وكمل كلامه..أني قولتلك من اليوم وطالع هتدخل وهبص بعيني، صوح هسيبلك حرية التصرف بس مش هسيبلك حرية الظلم. 


وبعد كلامه ديه عاودوا الحريم للموطبخ من تاني واتلموا عالمواعين وفركوهم بالعاوين وجلوهم وغسلوهم وخلصوا كل حاجه في الموطبخ لولا ماطلعوا على أوضهم.. مفيش غير حوريه بس اللي اتخلفت عنهم عشان تحمي ميه تتسبح بيها قبل ماتنام


أما توفيق فإبتدا يوزن في الدهب قدام عنين نعيم وصفوت وسلام ومعروف عشان كل واحد يشوف دهب مرته كد ايه جرامات.


وفي الأثناء داي طلعت شام من أوضتها بعد ماقرصها الجوع عشان تتعشى، 


وشافت توفيق عيوزن في الدهب وقدامه أكوام اكوام، بصت لستها عديله وهي مستغربه وعديله ابتسمت وشاورتلها:


وقربت منها شام وعديله طبطبتلها عالدكه عشان تقعد جارها، وبعد ماقعدت شام ميلت عليها عديله وقالتلها:


تلاقيكي عتسألي حالك أيه مغارة على بابا اللي أتفتحت في البيت داي مش إكده ياشامه؟ 


شام اتبسمت وهزتلها دماغها بتأييد وعديله طبطبت علي يدها وردت عليها:


ديه دهب حريمات البيت يابنيتي عشان عمك توفيق هيشتري معيشه جديد والقرشينات اللي معاه ممكملينش. 


شام سمعت حديت عديله وسكتت هبابه، وقامت من سكات دخلت أوضتها وطلعت منها بصره وحطتها قدام توفيق وهي عتقوله:


خد يابوي دهبي بيعه مع باقي الدهب وفك زنقتك أني الدهب مليهش عازه معاى.


توفيق وكل الرجاله رفعوا وشوشهم من الميزان وبصولها، وحتي كرار بصلها بغرابه، وفي اللحظه داي كانت حوريه طالعه من الموطبخ ببستلة ميه سخنه عشان تتسبح بيها وسمعت حديت شام، وشافها توفيق وبعلوا حسه قالها:


وتاجي الناس تتحدت معاكي إنتي عن الأصل والأصول.. اصيله يابنيتي والله وبت أصول غصب عن عين اللي ميرضاش، والأصل الطيب عيغلب ويطغى ويبان على صاحبه.. روحي يابوي عاودي دهبك الدهب ديه هيكفي بعون الله، ولو عوزنا. دهبك هناخدوه، بس خليه للاخر والبسي فيه واتمتعي إنتي عروسه. 


وبص لحورية اللي إبتدت تطلع السلم وهي عتلوى خشمها يمين وشمال وقالها:


وإنتي ياللي مش عاجبك الحديت فيه كردان ولبه ومشخلعه غايبين من دهبك فينهم؟ 


ردت عليه حوريه وهي طالعه موقفتش طلوع:


ديه دهب المرحومه أمي وغالي عليا من ريحتها مهبيعهوش. 


توفيق: ماعدويه جابته دهب أمها اهو ومقالتش زيك؟! 


حوريه: عدويه رديه ومعتحوقش الريحه مليش صالح بيها،، خلصت جملتها وكانت وصلت لآخر السلم وكملت لأوضتها وغابت عن العيون وهملت توفيق يهمس بصوت مسموع:


والله ماحد ردي غيرك ياشيخه. 


وكمل وزن في الدهب وشام عاودت لأوضتها ترجع دهبها بعد ماشاورتلها عديله عشان تروح وهي بصالها بصة رضى، 


وبعدها راحت عالموطبخ تشوفلها حاجه تاكلها بعد يومها الطويل اللي مش راضي يخلوص ديه اكنه عمر بحاله. 


غرفتلها صحن رايب وطلعتلها كسرة خبزه وحطتها علي الجمر تتقمر وقعدت في دفى الكانون تاكل، وهي باصه للجمر الأوحمر بعد ماقلبته وخلت يوهوج. 


وفي الاثناء داي إفتكرت الزياره اللي جابوها ناسها، واللي ركنوها الحريم في الموطبخ ومحدش راح لمها ولا فتحها، وراحت عليها وإبتدت تفتح فيها، وشافت الحاجات الحلوه والكتيره اللي جايبينها من فواكه لفطير لعسل لجبنه خضره لعيش مخبوز طازه بيد أمها، وشافته أحلي واجمل واطعم من عيش بيت توفيق، ورفعته علي مناخيرها وشمته وشمت فيه ريحة أمها وعمايل أديها، 


ولقت فطير أوبيض مقدد ودبداب طري وآخر حاجه لقت طير  بح ووز مدبوح ومنضف وكان هيخسر لو قعد أكتر من إكده، فخدته وغسلته وقددته فى الدهن وشالته في النمليه عشان ينطبخ بكره، وشالت الفطير كمان، وخدت من الفاكهه وغسلت فطبق الفته الكبير وملته وطلعته للرجاله بره ياكلوا منيه، وبدال ماكانت هتتعشى نسيت عشاها وهملته وكلتلها صوباعين موز وعاودت علي الاوضه عشان تنام؛ لأنها حست إن البيت ديه الشقى فيه عيتجدد ويطلع من تحت الأرض ومعيخلصش، واللي هيتبعه هيخسر عافيته وصحته. 


دخلت أوضتها وفرشت فرشتها ونامت عليها بتعب، وكانت مفكره روحها من شدة التعب هتنام أول ماتسند راسها عالمخده، لكن ماينام الليل الا خالي البال والقلب، وشام لا قلبها ولا بالها خاليين، وراحت بعقلها وروحها لأيامها الحلوة، وروحها طافت فوق سطوح بيتهم وشافت القطر وشافت صابر طالل من شباكه وباصصلها، وشافت القطر وهو عيسلم عليها بصفارته العاليه وشافت البندق والبنات متجمعين فيه وهي وسطهم وحس ضحكهم ملعلع ، لكن فتحة الباب ودخول كرار رجعها من جنة خيالها الحلوة لواقعها العفش مره تانيه. 


دخل كرار وبعد مااداها نظره جانبيه إداها ضهره وإبتدا يخلع خلجاته، وبمجرد ماخلع السديري والفانله بانت جروح ضهره اللي خلت شام إتبسمت بتشفى غصب عنها وهي عتتخيل منظره وهو عيتجلد ويتألم كيف ماهي اتألمت. 


وكرار لف عليها وشافها مبتسمه وجن جنونه.. 


راح عليها وقنبر قدامها ومسك دقنها بيده وهو صاكك على سنانه قالها:


عتتمضحكى على أيه يابت الكلب إنتي..شمتانه وفرحانه فاللي شوفتيه على بدني مش إكده؟ 


شام فضلت باصاله ومتكلمتش ولا ردت عليه، وهو فضل شويه باصص فعنيها وبعدها نشك وشها من يده وقالها وهو عيقوم:


فزي تعالي ادهنيلي ضهري من لبخة الجروح أمي طلعت نامت ومفيش حد يدهنلي. 


شام سمعت كلامه وقلبها دق بقوة وخوف وهي عتتخيل إنها هتحط يدها على جسم  أكتر حد عتبغضه في الدنيا، وغصب عنها لقت دماغها عتلف ونفسها مرجت وحست إنها خلاص ههتقيا وهي واعياه عينام على بطنه علي السرير قدامها ويستعد للمسات يدها. 


وهو لما لقاها طولت مجاتلوش رفع راسه وزعق فيها بعلوا حسه:


هاتقومي ولا أجي اجرجرك من شعرك؟ 


وهي سمعت زعيقته وقامت منتوره من الخوف وراحت عليه ترجف ورجليها يادوب شايلينها كيف اللي إتحبست مع وحش فقفص وملاقيالهاش مفر من مواجهته. 


وبأدين عترجف مسكت برطمان اللبخه وخدت منيه على صوابعها وإبتدت تدهن فى الجروح اللى إتمنت وهي عتدهنها لو إن اللي فيدها ديه ملح أو حتي سم يتغلغل في الجروح ويخلص عليه.. لكن للاسف الأماني المريحه دايماً عتوبقي  أعلي وأبعد من السحاب. 


أما كرار فبمجرد ماأيدها الناعمه الدافيه لمست ضهره غصب عنه غمض عنيه بإستمتاع، وإتحركت جواه مشاعر خلته فقد السيطره على حاله، وبدأ خياله يسرح فراحه أكتر من اللي حاسسها من مجرد لمسة يدها على ضهره، ومن وسط تخيلاته قز لما شام نسيت روحها وغلها وكرهها ليه خلاها غصب عنها تدوس على جرح مفتوح من جروحه خلت روحه شاغت، 


وهي عيملت إكده وهو إتجنن من الوجع ولف مره وحده ومسك شام من دراعها وشدها وقعها على الفرشه ونزل فيها ضرب إقلام بأديه التنين بعد مااتوكد إنها قاصدة تاذيه.. وبدون وعي لقى روحه عيشق خلجاتها ومع صوت مزع القماش والشقه طلعت من شام صرخه شقت ضلام الليل، ومع حس صرختها إنتبه أبو دراع اللي كان لساه في الجنينه سهران جار دمسة النار مدخلشي بيتهم، ومن بعد الصرخه الأولي إتوالت صرخات شام، واللي على حسها كل سكان البيت طلعوا من أوضهم ونزلوا جري يشوفوا أيه اللي عيوحصول؟


أما شام فإتعادت قدامها الليله كلها اللي عاشتها وجسمها وروحها وعقلها وكل ذره فيها كانت عتصرخ برفض إن اللي جرا فيها ينعاد،، لكن هيهات.


وإبتدا كرار يفقد كل إدراكه وهو شايف شام قدامه بالمنظر ديه، ومع حرمانه وعنفوان الشباب ورغبته الجامحه عقله لغى كل الإعتبارات والحدود ومبقاش يفكر غير فأن فيه قبال عنيه متعه حلال وميمنعهوش عنها أي شى. 


أما شام فلما لقت الصراخ والاستغاثه مجابوش نتيجه، إبتدت تدور فعقلها على أي دفاعات تانيه وهي عتحاول تصد كرار بكل قوتها اللى خارت أصلاً من كتر التعب النهارده.


شام: أمانه عليك ياكاركار ماتعمل إكده حرام عليك أني لساتني ماطبتش من ديك المره، أني والله لغاية دلوك موجوعه. 


كرار بعدم وعي وصوت يشبه فحيح الافاعي وهو عيحاول يتخلص من مقاومة رجليها:


وماله مااني عايز اعطب جروحك كيف ماعطبتي جروحي ومرحمتيش وجعي يوبقي هرحمك ليه اني هاه؟ 


شام: طيب مش هينفع عشان حداي ظروف وإنت هتتأذي. 


كرار وهو عينجح أخيراً في إحتلالها والسيطره الكامله علي جسمها:


أشوفها بنفسي الظروف داي ماني فيا عنين.. وطبعاً مخفيش عنيه إنه مفيش أيوتها ظروف حداها وإنها عتكدب، وفلحظة كان ضارب بقانون الإنسانيه والرحمه عرض الحيط لتاني مره، ومتصرف مع شام تصرف حتي الحيوانات متعملهوش، وهي ماكان منها إلا إنها تبكي وتشهق من نص قلبها وتصرخ على حد ينجدها من بين أنيابه ومخالبه.. 


أما أهله فكلهم كانوا واقفين بره الباب حريم ورجاله، ماعدا بدور اللي أمها خلتها تطلع فوق، وطبعاً كان واضح ايه اللي عيحصل من كلام شام وإستغاثتها.. 


الحريم كانوا واقفين بعيد وعيلطموا علي خدودهم بالراحه والرجاله واقفين ساكتين، مفيش بس غير توفيق اللي عمال يخبط علي الباب ويزعق بحسه كله ويتوعد لكرار إنه هيخلص عليه بس يطلع، 


وعديله اللي كانت واقفه وقلبها عيتقطع على شام واللي عيجرا فيها وترد علي كل صرخه من شام بصرخه زيها على كرار ودعوه على أمه.. وبعد حوالي ربع ساعه سكتت شام عن الصراخ ومبقاش مسموع غير صوت أنينها، وكان واضح إن كرار خلص نصيبته الكبيره، 


وتوفيق زي ماهو، واقف متكتف وحاسس إنه مصانش أمانته وإنها إتأذت فبيته بكل الوسايل، و اكتشف إنه أضعف من إنه يحميها، وكل مادا يتقهر أكتر ويزعق ويتوعد لكرار أكتر.. 


ومفيش كام دقيقه عدوا وكان صوت قفل الباب عيتفتح، والكل لما ديه حوصول بعدوا عن وش الباب من خوفة تكون شام فوش الباب ومتكونش مستوره. 


أمأ أبو دراع فمن أول صرخه من شام وهو واقف علي باب البيت وفضل رايح جاي قدام باب البيت وهو سامع حس استنجاد البنيه وخابر إن مفيش حد هيقدر يخلصها من أدين كرار غيره هو، لكنه مقادرشي يدخل وينقض عهده،


ولا قلبه متحمل يسمع صراخ المسكينه، فمشي قوام من الموطرح واتوغل في الجنينه وسط الشجر لغاية ماحسها اختفي من ودانه.


أما كرار فطلع من الأوضه وبمجرد ماطلع انقض عليه توفيق وخلع عمته وخنقه بيها وقرط عليه، والكل جرى عليهم يحوشهم، وعديله دخلت لشام اللي كانت مرميه على السرير كيف خيط اللمضه، وبحزن قعدت جارها وغطت جسمهت المكشوف فعز البرد ودموعها عتنزل قهر على حالها والدعاوي مفارقتش لسانها


أما شام فعاودت غصب عنها للدرك الاسفل من العذاب على يد كرار، ورجعت لمتاهه من الوجع كانت متخيله إنها طلعت منيها ومش هتعاودلها تاني، وعشان اللى حوصول كان كتير عليها، عقلها وقلبها وروحها وكل حواسها متحملوش وفارقوا جسمها وهملوه لحاله يواجه مصيره المؤلم، وغابت عن الوعي بغيابهم. 

نفق الجحيم ٢٤


دقايق من الصراع بين توفيق وكرار وإنتهت بإن الرجاله فصلوهم عن بعض بس بعد ماتوفيق كان أذى كرار على كد مايقدر بالضرب والخنق، وكرار كل اللي كان عيدور فعقله إنه معميلش غلط وخد حقه الشرعي من مرته وإن داي حاجه متخصش حد ولا المفروض حد يتحدت فيها معاه أو يحاسبه عليها، وشاف إن اللي عيعمله أبوه فيه قدام الكل ظلم جديد ينضاف علي ظلمه القديم ليه، وإن أبوه عدى معاه كل الخطوط الحمره.


بعد توفيق عن كرار وهو عينهج من التعب وقعد على الكنبه وفضل باصص لكرار اللي واقف قدامه ومثبت عليه عنيه كيف ديب متأهب للأذى بس معارفشي يبدأ كيف ومنين ولا لاقي بصاره عاللي قدامه، وبكل قهر رفع اديه للسما وهو باصصله وقال:


يارب أني غلبت فيه وإحتار فيه العقل والفكر وخفق التأديب، يارب أدبه بطريقتك وإكسره بجبروتك وعرفه في القريب العاجل إنك حق ومعترضاش غير بالحق وإنك جلاب الحقوق، يارب سلط عليه الاعفى منيه وعرفه إن العفي فيه الأعفي منه والقوي فيه الأقوى منه، يارب اشهِدك إني ممسامحهوش ولا راضى عنه دنيا ولا آخره.


خلص دعوته وبعد عينه من على كرار ونزل اديه وهو واعي أمه عتطلع من الباب وتشاور لورده، وورده راحتلها ودخلوا وردوا الباب، وبعد شويه الباب إتفتح وطلعت ورده وكانت شام نايمه على السرير ومتلكلكه باللحاف


قام توفيق وراح عليها بخطوات مهزوزه ولغاية ماوصل حدا سريرها وبص لمونظرها وقالها بحسره:


سامحيني يابتي عاللي جرالك وانتي فبيتي وتحت حمايتي، سامحيني واعذريني لان الأذى والشر اللي حوالينا ساعات كتير عيكون اقوى من إننا نتصدوله، سامحيني على وجعك يابوي اللي مقدرتش اتصداله.


وإهنه شام سالت من عينها دمعه وهي مغمضاها توفيق حسها مية نار نزلت على قلبه وكوته كوى، وبص على أمه عديله وشاف فعيونها هي كمان لوم متحملهوش، وهمل الموطرح كله وطلع لما حس بنغزه فقلبه وراح يشوفله موطرح يقعد فيه لحاله بعيد عن كل البشر ويجالس إحساسه بالتقصير والندم والوجع.


أما كرار فبعد ماأبوه طلع فوق والكل راح موطرحه يقضى باقي ليله اللي إتكدر بعملة كرار، وعديله لازمت شام وشاركتها السرير، كرار ملاقالوش بُد غير إنه يطلع من البيت كله ويروح لأبو دراع يفك عن روحه معاه هبابه. 


فطلع وراحله ودور عليه في البيت وحواليه ملقيهش، وإستغرب إنه مقاعدش في البيت في الوكت ديه وهو معروف عنيه إنه لا مش عيطلع من البيت وخصوصي في الوكت ديه من الليل.. بس الدمسه لساها ساقره وديه دليل علي إنه كان قاعد إهنه، فما كان منه الا إنه يقعد جار الدمسه يستناه. 


أما أبو دراع فبعد ماقعد الوكت الكافي واللى إتوكد إن أكيد كرار خلص فيه جريمته قرر يعاود للبيت وخصوصى إن البرد نفض جتته نفض برغم النار اللي قايده فقلبه فقرر يعاود للبيت ويستني الصبح بفارغ الصبر عشان يشوف كرار ويحاسبه عاللي عمله، بس ربنا كان بيه رؤوف رحيم وهو واعي كرار قاعد جار الدمسه ومهيضطرش يستنى للصبح بناره القايده من تلاه. 


وبسرعه وبدون تردد إتقدم ناحيته ووقف قدامه وبحركه سريعه قومه من موطرحه، ومسكه من قبه بيده الشمال، ورفع يده اليمين وفردها قدام وشه وبص فبطنها عالجرح اللي خاوى بيه كرار قبل مايغمض قبضة يده ويضرب بيها كرار على خشمه بكل حيله خلى خشمه بك دم في الحال.. وداي كانت المره التانيه اللي تترفع فيها إيد أبو دراع اللي خاوت كرار عليه وتأذيه بدال ماكانت دايماً تدافع عنه والمرتين بسبب شام. 


أما كرار فمن أول ماأبو دراع قرب لمه ومن بعدها عيمل فيه اللي عيمله وهو واخده العجب ومش فاهم أبو دراع عيتصرف معاه إكده ليه، بس ابو دراع فهمه وهو عيقوله:


بالك ياكرار إنت النهارده ندمتني على محبتي وأخوتي ليك اللي اتوكدت دلوكيت إنها كانت فغير محلها ولغير أهلها.. عمري ياكرار ماكان يخطر فبالي إنك ممكن تعمل إكده فوليه ضعيفه وتتعافى عليها بقوتك.. أول نوبه كنت حاططلك عذر السكر والعربده عشان إكده فوتهالك، لكن النهارده ايه العذر اللي يتحطلك فهمني. 


كرار رد عليه بعصبيه وهو عيمسح الدم من خشمه:


النهارده مفيش اعذار تتحط ولا محتاجلها، عشان اللي حوصول النهارده حقي ومحدش يقدر يلومني عليه ولا يغلطناي.. ولا نسيتوا إنها مرتي؟ 


أبو دراع بعصبيه مماثله:


مرتك وحقك بس مش إكده، كل شَي بالاصول ولو مشيت بالأصول محدش يقدر يغلطك ولا يمسلك طرف، لكن إنت كل مشيك بطال وحتى الحلال عتاجيه من السكه الحرام. 


كرار وهو عيبعد عن أبو دراع كام خطوه لورا عشان يعلن إحتجاجه الكامل بكل مافيه من قوة:


وانتوا مين عينكم وصايا علي وعلى كل حاجه ععملها، مين عيحاسبكم إنتوا عشان تحاسبوني؟ بأي سلطه الكل طايح فيا وعمالين تلطشوا فيا شمال ويمين؟


ابو دراع: بسلطة الرحمه والشفقه ياعديم الرحمه، إنت كيف كنت سامع حس البنيه وهي عتصرخ من الوجع والخوف وبرضك قادر تكمل فاللي عتعمله ديه؟ أيه أصله اللي بين ضلوعك ديه يابوي بس؟!


كرار: أبو دراع بعد مامديت يدك عليا وهنتني عشان خاطر حرمه مليكش صالح واصل باللي بين ضلوعي ولا ليك صالح بيا أني من أساسه، خلاص إنت فى حِل من رباط الدم واللي بيني وبينك بقي زي اللي بيني وبين أي حد.


خلص كلامه وإتحرك عشان يمشي لكن حس أبو دراع وقفه وهو عيقوله:


طيب إسمع مني الكلمتين دول قبل ماتمشي، حتي لو اللي بيني وبينك إتقطع اني مهسمحلكش تعمل الغلط قدامي وأشوفك بعيني وأقف أتفرج عليك، وإن مليكش رداد ولا عتخاف من حد أني ردادك ياكرار.


لف عليه كرار وساله وهو مش مصدق روحه:


عتبيعني وتتحداني عشان مره ياأبو دراع؟


أبو دراع: قولتلك من هبابه عشان الرحمه مش عشان مره ولا راجل.


كرار: بس ديه عمره ماكان موقفك معاي فاي حاجع اعملها؟! إيه جرالك دلوك! 


أبو دراع: كنت متغمي وفوقت، كنت غلطان وإنتبهت لغلطي، كنت فرحان إن بقي ليا أخ كيف ماطول عمري عتمني وحبيته أكتر من روحي ومحبتي ليه عمت عيني وقلبي وعقلي.


كرار: طيب ياأبو دراع براحتك واللي عايز تعمله إعمله، بس مرتي محدش ليه دخل بيها ولا باللي هعمله فيها، أصلا هي سبب كل حاجه عفشه عتوحصول معاي، هي سبب بُغض كل الناس ليا، هي اللي من ساعة مادخلت حياتي خربتها، هي اللي وقعت فزوري أني لحالي والتنين اللي لعبوا بيها لعب قبلي عيرمحوا في الدنيا ومحدش كدهم ولا عاتلين للدنيا هم.


وهي اللي لازمن يتعمل فيها كل اللي هيتعمل فيا، هي اللي هتكون مرايه لأفعال الكل معاي، وكل ماهشوف كره فعيون الناس ليا بسببها هكرهها فحياتها وعيشتها وفخلجاتها اللي لابساهم كمان.


قال إكده وراح عالبيت بالخطوه السريعه وراح على أوضته قوام وفتح الباب مره وحده خلى سته عديله قامت مفزوعه من نومها وشام فتحت عنيها وبدت تتلفت حواليها وهي عتلملم فروحها بخوف، ووقف قبالهم هما التنين وفضل باصص لشام هبابه، وبعدها بص للفرشه بتاعتها وراح عليها ونام من سكات


أما عديله فإبتدت تهدى فشام وتطمنها وتبرطم علي كرار وعلى تربيته وعلى أمه لما شبعت.


وطلع النهار عالكل


توفيق جه يقوم يصلي الفجر بصعوبه وهو حاسس بوجع فصدره وتقل فدراعه، وبالعافيه صلى ورجع لفرشته مره تانيه، ولأول نوبه فحياته مينزلش يتجمع مع أخوه وعياله وعيال أخوه وأمه على طبلية الوكل ويقول لحوريه تجيبله فطوره فى الفرشه، وتقولهم إنه مرايحش الشغل النهارده، وديه اللي خلى الكل اتضرع عليه وكلهم قطروا علي السلم لفوق على أوضته وأولهم نعيم أخوه.


والكل دخل عليه الأوضه ولما شافوا حالته قلبهم وجعهم عليه وخدهم العجب، كيف شكله إتغيرر إكده فكام ساعه لشكل واحد كنه عيان بقاله شهور، كيف الصفار كَسَىَ وشه إكده!


إتقدم عليه نعيم وقعد جاره وبحنيه قاله:


سلامتك ألف سلامه ياولد أبوي، مالك ياخوي إيه اللي تاعبك؟


توفيق بحس مجهد:


سلامتك ياخوي مفيش حاجه، هبابة تعب بس وهيروحوا لحالهم.


نعيم: عمر التعب اللي وصلك لرقدة السرير ماعرفلك طريق جته ياحبيبي مالك بس، روق وهمل كرار ومتحطش عمايله فبالك هتتعب وتخسر صحتك إكده وهو الدنيا هتعلمه وحدها وتخليه يوبقي عال العال.


توفيق: كرار أمره فيد ربه عاد أني سلمت أمره فيد القوي الجبار، ودلوك هملك من كرار ومني، تفطروا وتاخد إنت وصفوت الدهبات وتروحوا لوليام وتبيعوهم وتاخد قرشيناتهم عالقرشينات اللي فى الخزنه دول، وشاور لحوريه عشان تجيبهم وهي راحت قوام عالخزنه وبالمفتاح اللي علي صدرها فتحتها وطلعت منيها الفلوس وجابتهم ادتهم لنعيم، وكمل توفيق..


تاخدوهم كلهم وتروحوا للمقاول السمان اللي فالبر التاني وتشتروا منيه اللودر وتكتبوا ورقته وتجيبوه وتاجوا، ولو فضلت فلوس تجيبوا بيها عجل عفي تدبحوه وتفرقوه للناس حلاوة اللودر.. والباقيين يروحوا عالموقع النفق آخر يوم شغل حفر فيه النهارده تخلصوه خالص عشان هنتنقلوا للشغلانه الجديده. 


الكل قال آمين وسمع الحديت، وبعد ماإطمنوا عليه وعلي حاله نزلوا ينفذوا اللي أمرهم بيه.


أما هو فبص لحوريه مرته وسألها بإستغراب:


أمال أمي فين ياحوريه مركبتش معاهم؟


حوريه: نايمه فباط العروسه النهارده وناموسيتها كحلي لساها مصحيتش.


توفيق سمع سيرة شام وإتنهد بوجع وهمس لروحه:


آه من العروسه واللي جرالها آه.. أني كمان عقول أمي مش معقوله تسمع بيا عيان ومتاجيش تطل عليا وتطمن.


أما حوريه فبعد ماقفلت الخزنه عالاوراق اللي فيها نزلت طوالي عشان تجيب لتوفيق الفطور وتفطره.


وأول مانزلت الحوش شافت عديله حماتها طالعه من أوضة كرار وشام وبلؤم إتكلمت:


ياعيني عليك ياتوفيق صعبان عليا العيا واعر قوي يابوي.


وعديله سمعت إسم توفيق ولدها وورا منيه كلمة عيا وشهقت بخوف:


ولدااي.. ماله توفيق ياحوريه إيه صابه، عيتيه إنتي وولدك بعمايلكم ربنا يجازيكم بعدله يابُعده.. خلصت كلامها وهي رايحه على السلم تموج شمال ويمين وتجرى على كد حيلها، وكملت السلم وهي عتبرطم وتشتم علي حوريه وولدها بكل الشتايم اللي جات علي بالها في اللحظه داي.


أما حوريه فدخلت الموطبخ وادت أمر لفكريه تحضر فطور لأبوها، وراحت على اوضة كرار فتحتها ودخلت، وضربت على صدرها بغيظ وهي واعيه ولدها نايم على الأرض في السقعه وشام نايمه علي السرير المفروش ومتكلفته بالغطا، وراحت عليها وشدت من فوقها الغطا فزعتها وهي عتقولها:


قومي قامت قيامتك، غاطسه ياختي في القطن والحرير ومهمله ولدي السقعه والرطوبه تاكل جِنابه، قومي فزي خلي الواد ينام ففرشته.. قوم ياسبع الرجال نام ففرشتك نومة الارض مليقاش لبدنك ياغالي. 


قالت كلامها وراحت علي كرار اللي كان صحي في الوكت ديه ومغمض عنيه وعامل روحه نايم وحاطط يده على عنيه ووطت عليه تهز جسمه تصحيه وهو رد عليها. بتقل:


همليني يمه وروحي أني مهصحاش دلوك، وردي الباب وراكي لما إتفتح جاب تيار هوا.


وحوريه إمتثلت لكلامه وبعدت عنه وراحت علي الباب تقفله بعد ماتطلع، وفالوكت ديه كانت شام قامت ونزلت من فوق السرير بوجع وصعوبه، وحوريه ادتها أمر من غير ماتبصلها:


دقيقتين وتاجي تاخديلك بستلة ميه تتسبحي بيها وتحصلينا عالموطبخ ورانا أشغال لازمن تتقضي.


خلصت كلامها وطلعت وقفلت الباب وراها وهملت شام واقفه مغلوبه على أمرها وع الوجع اللي فيها وعلي الهم اللي مستنيها، وآخر المطاف إستسلمت وطلعت تجيب بستلة الميه.


وبمجرد ماطلعت من الأوضه واللي في الحوش وعيوها كل الرجاله نكسوا وشوشهم للارض بخجل من اللي جرالها، ومفيش غير عيون عزت النجسين هما اللي كانوا متعلقين بيها وعياكلوا ويشربوا فجسمها وباين فيهم التمني، وديه خلى شام نفسها تفزع من الوساخه اللي فرجالة العيله داي، ونفسها غمت عليها لما إفتكرت كرار وريحة أنفاسه، وعاودت لأوضتها ودخلت الحمام وإبتدت تستفرغ.


وعلى حس إستفراغها شال كرار اديه عن عنيه وإتعدل نص عدله وسند على كيعانه وفضل باصص عليها بتركيز ومتابعها لغاية ماطلعت من الحمام.


وراحت شام بعدها علي الموطبخ وعاودت بالميه وإتسبحت وغيرت، ولساها هتطلع كرار قالها تجيبله بستلة ميه وهي خدت البستله وراحت تجيبله الميه من سكات تجنباً للمشاكل اللي هي أغني مايكون عنها النهارده بالذات.


أما حد عديله وتوفيق


عديله:


سلامتك ياحبة القلب إيه تاعبك شاله اللي فيك يروح لحوريه يارب


توفيق بضحكه: مفياش حاجه ياحجه متقلقيش، كل الحكايه إن العضمه كبرت بس.


عديله: العضمه معتكبرش ولا الجته عتشيخ طول مالقلب خالى.. مفيش غير الهم بس هو اللي عيخلي الجته تِبلىَ.. وإنت همك تقيل ياتوفيق ولو مارميتهوش ورا ضهرك العضمه هتنطحن طحن مش هتكبر وبس.


توفيق: وفين اروح من الهم يمايه بس دليني؟


عديله:


قولتلك من زمان إتجوز اللي تنسيك الهم وتخلي كل حاجه عفشه تهون عليك وإنت اللي مسامعش كلامي، قولتلك غير الوشوش العكره عشان ترتاح ونفسك تتفتح للدنيا وإنت اللي مقابل إبليسه وساكت، غلبت أفهمك إن الدنيا فيها ناس حلوه وصلح بختك العفش وكل اللي كنت احصله منك ضحكه.. اديك بركت والهم ركبك من بوزها الناشف أهه خليها تنفعك.


توفيق لساه كان هيفتح خاشمه يرد عليها لكن حوريه قاطعته وهي عتدخل من الباب بصنية الوكل وترد هي موطرحه:


يافتاح ياعليم يارزاق ياكريم، قومي يامرت عمي إتوضي وصلي الصبح والفجر اللي فاتك النهارده وانتي واخده السنيوره فباطك ونايمه ومنومه ولدي عالارض فعز السقعه.


حوريه بصتلها بطرف عينها ومردتش ورجعت بصت لتوفيق وقالتله:


هندلى اقول لسلام منزلش الشغل النهارده وياخدك ويندلى البندر يوديك مستوصف ويعرضك على حكيم يطلعلك علاج عشان تطيب قوام أني مش هتحمل نومتك قبال عيني ياولدي.


توفيق رد عليه وهو عيتعدل عشان ياكل من الصينيه اللي حطيتها حوريه بينه وبين أمه:


ممستاهلاش يمه دول شوية برد استوطنوا الجته وكلها يومين ويروحوا لحالهم، مدي يدك يلا بسم الله أوفطوري معاي.


عديله:


له ياولدي أوفطور إنت بالهنا والشفا، اني معحطش حاجه فخاشمي قبل مااصلي، وكفايه إن النهارده فاتتني صلاة الفجر ولا حد فيكم صحاني، وكماني عشان هفطور مع شامه واغصب عليها تتقوت عارفاها هتقعد من غير وكل متفكرش فروحها ولا حد هيفكر فيها.


توفيق إتنهد بحسره ورد علي أمه:


خدي بالك منيها يمه وحاجي عليها وخلي عينك وقلبك معاها، وعلى كد ماتقدري داوي اللي غيرك هجرحه وطيبي اللي غيرك هيوجعه..يمكن يقدرك ربنا عاللي مقدرتش أعمله أني معاها. 


عديله: متخافش ياولدي أني مههملهاشي واصل، وبعدين إنت طيب بس وأقف فنص الدار وأزعق في الغجر دول بحسك اللي ربنا مايغيبه وكل قرد هيلزم شجرته لما يشوف أسد البيت.


خلصت كلامها وقامت عشان تنزل وهي ماشيه إدت لحوريه بصه مكيوده وحوريه ردت عليها بنفس البصه وبعد مالعيون ردت على بعضها نزلت عديله تبرطم على حوريه نفس البرطمه اللي كانت تبرطمها وهي طالعه.


وعدي اليوم بكل مافيه وبكل ماشال للناس من وجع وتعب وعيا، وعلى آخر النهار قدر توفيق ينزل في الحوش تحت لما سمع حس ولده صفوت وعمه نعيم، ومن حسهم الفرحان عرف إنهم أكيد تتموا الشروه بتاعت اللودر، وفعلا اللي حسبه لقاه وأول مانزل باركله أخوه وولده ووروله العقد وخده نعيم يبصصه عاللودر اللي كان صفوت موقفه قدام الباب، وع العجل اللي كان مربوط في الجنينه ومستني مخلوف يفضى ويدبحه ويفرقه هو وأبو دراع عالحبايب والغلابه، ورجع توفيق للبيت مع نعيم وهو فرحان، وقعد جار أمه اللي شافت الفرحه فعنيه وقالتله:


وشك رد من شوفة المعيشه الجديدة. ربنا يطعمك خيرها ويكفيك شرها يارب ياحبيبي.


توفيق: آمين يمه، يطعم الدراري الطالعه للدنيا جديد داي عاد، أني خلاص يلا مسك الختام.


عديله: ربنا يعطيك طولة العمر ياولدي إنت لساك عشت أيه ولا شفت إيه من الدنيا دانت العمر كله قدامك.. وإتبسمت وكملت كلامها وهي واعيه شام طالعه من الموطبخ:


عارف ياتوفيق الخير الجديد ديه جه على وش شامه، البنيه داي قدما اخضر ووشها وش خير عالبيت.


توفيق وهو عيبص علي شام ويهز دماغه بتأكيد لأمه:


كلامك صوح يمه، علي وشها السمح جه الخير صوح.. ونادي علي واد صفوت الكبير ممدوح وقاله:


ممدوح، إنت ياد تعالى إهنه.


وجاله ممدوح يجري بعد ماساب العجله اللي كان عيلعب بيها واللي معموله من فلاتر الجرار القديمه والجريد، ووقف قدام توفيق وقاله:


أيوه ياسيدي عاوز ايه؟ 


توفيق حط يده فجيبه وطلع فلوس ومدها لممدوح وهو عيقوله:


خد ياممدوح الفلوس داي وروح الدكان، وتجيب من كل حاجه في الدكان حاجتين تلاته وتملا كيسين كبار وتحط فيهم لب وتسالي وتجيب ٦ براطيم عصير قها فكيس لحالهم وتجيبهملي إهنه قوام. 


ممدوح بص للفلوس اللي فيده بإستغراب وقال لسيده:


بس دول كتير قوي ياسيد؟ 


توفيق : ماني عايزك تجيب كتير يابجم، تجيب بكل ديه محلويات أمال اني لسه كنت عقولك ايه يابوا مخ زنخ كيف مخ عمك كرار حتي شكلك طالع كيف شكله الله لا يعطي امك العافيه عشان مكنت فيه وجابت كيف الطبع والصوره. 


وبعد الكلمتين دول مشي ممدوح من قدام جده طوالي يشتري، وبعد شويه عاود ومهو ماسك كيسين كبار بالعافيه كان ماشي بيهم، وحطهم جار جده وأخوه جه جري عليه أول ماشافه، والتنين قعدوا جار جدهم اللي فتح الكياس وشاف اللي فيهم، واتوصى بكيس عن التاني وخد الناقص إداه للعيال وقالهم ياكلوا منيه ويروحوا يدوا لحريم البيت ويتوصوا ببدور عتحب التسالي، أما الكيس التاني فأداه لأمه وقالها أديه لشام تخليه فأوضتها وتاكل منيه وكت ماتحب ولما يخلص تقول عشان يجيبلها غيره. 


وعديله خدت الكيس منيه وإبتسمتله برضى، ونادمت على شام وادتها الكيس وقالتلها إنه من أبوها توفيق، وشام أول مافتحته وشافت اللي فيه غصب عنها خشمها أنفرج عن إبتسامة فرحه برغم كل اللي فيها، وتوفيق أول ماشاف إبتسامتها الحلوه وسنانها اللولي ظهروا من مجرد شوية تسالي حس كد أيه إنها لساها عيله صغيره، وإنها معاوزاش أكتر من مجرد طبطبه وإتنهد وهو معارفشي يدعي علي كرار بسبب عمايله فيها ولا يدعيله بالهدايه عليها، وفي الأخر إستقر إنه يدعيله ربنا يبعد أذاه عنها. 


اما شام فشكرت توفيق ودخلت أوضتها وهي حاضنه الكيس وحاسه بفرحه، وقعدت علي فرشتها وفتحته وبدت تطلع منيه التسالي وتاكل منهم، ونست خالص إن حوريه باعتاها تعدل الطبالي وتمسحهم عشان يحطوا الوكل، ماافتكرتش وقامت منتوره غير وهي سامعه حس حوريه عيلعلع في الحوش بالشتيمه عليها. 


وطلعت شام وقوام إبتدت تحط الطبالي في الحوش فوق القياس الحلف وتمسحهم، ودخلت ورا حوريه تجيب الوكل مع الحريم، واللي كان عباره عن وليمه من البح والوز اللي جابوه اهل شام، واللي توفيق لما لقاه كتير قال لسلام يطلع منيه لأبو دراع ومخلوف نايبهم. 


وقعد الكل وكلوا، والحريم كلوا في الموطبخ، ولأول مره شام تقعد تاكل معاهم وكد أيه حست بغرابه وهي شايفه وكلهم اللي كنهم عياكلوا وحد طاير وراهم، وكل بمنتهي السرعه، وقوام الكل قاموا، مفضلش عالطبليه غير شام وعدويه، وطبعاً إتكسفت شام وهمت عشان تقوم زيهم بس عدويه داست علي رجلها رجعتها تقعد تاني وهي عتقولها:


ونى الوكل عذره معاه يابنيتي، وانتي وَنيه وأني سناني متخلعه وعاكل على مهل مليناش دعوه بيهم، كلي كلي دا الوز بتاع امك عفي وشايل لحم كتير وطعمه مسكر هي عتزغطه أيه؟ 


شام: أمي معتزغطش طير عتسيب الطير علي وكل خشمه عشان عنسعوا كتير ومهنلاهموش زغيط. 


عدويه: اممم يوبقي عاد، بس والله لحمه مسكر! 


شام: بالهنا والشفا ياخاله. 


كل كلامهم مع بعض وودودتهم كانت بدور شايفاه وهبت فشام وهي عتقولها:


ماكفاياكي ياسنيوره وكل وتشبعي وتقومي، ولا هتقعديلنا طول النهار تقرطفي في الوكل قرطيف، ديه على رأي المثل كلى وكل الجمال وقومي قبل الرجال.. وانتي عتنسي نس كيف العنزه العيانه إكده ليه؟ 


عدويه لبتها بدور: ماتهمليها تاكل علي راحتها يابدور مالك بيها؟ 


حوريه بزعيق: إنتي اللي تهملي بدور تعلم الهامله داي وتوريها عوايدنا، وبعدين ماكلامها صوح واللئيمه داي اديلها ساعه عتنس فالوكل نس ومقايماش من ع الطبليه؟ 


وإهنه قامت شام من علي الوكل وهي عتحمد ربنا، وراحت عالطرومبه تغسل أديها، وبعدها مسكت السباطه وإبتدت تكنس في الموطبخ عشان تهروب من غسيل المواعين. 


وعدى اليوم وجه الليل، وشام دخلت الأوضه وراحت على فرشتها اتلكلكت ونامت أو عملت حالها نايمه عشان لما يعاود زفت الطين يلقاها نايمه ويحل عنيها. 


وبالفعل عدت الليله سلامهات، وبعدها عدى يوم ورا يوم، ولحد اليوم التالت من اليوم اللي إتقرب فيه كرار من شام، 


دخلت شام الحمام عشان تتسبح قبل ماكرار يعاود من بره ، وطلعت ومكانش فيه حد في الأوضه، وراحت على الصندوق بتاع خلجاتها عشان تجيبلها جلابيه بدال اللي وقعت منيها في الحمام غصب عنها، وبعد ماطلعت الجلابيه وخلعت اللي عليها عشان تبدلها، إتفتح الباب ودخل منيه كرار على غير ميعاده، وبمجرد ماشاف شام ومونظرها وقف متسمر في موطرحه وهو عيتأمل اللي عينه شايفاه واللي غيب عقله للمره التالته وخلاه فقد الإدراك وسكر بخمر الأنوثه الطاغيه اللي قدامه. 

    الفصل الخامس والعشرون من هنا

لقراءة باقي الفصول اصغط هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close