أخر الاخبار

رواية نفق الجحيم الفصل السابع والعشرون الثامن والعشرون بقلم ريناد يوسف

رواية نفق الجحيم 

الفصل السابع والعشرون الثامن والعشرون 

بقلم ريناد يوسف 

إتطلعت حوريه حواليها وإتفحصت الحريم وشافت إن شام مش وسطهم، فطلعت بشرارها ونارها على أوضتها هي وكرار وخبطت عالباب كام خبطه قويه، وبعدها فتحت الباب ودخلت من غير ماحد يأذنلها، وشافت ولدها نايم علي السرير ولساه عيفرك وشه يضيع أثر النوم، وشافت شام ففرشتها، ومن غير صباح الخير زعقت بعلوا حسها:


وهتقوم ميته السنيوره تشوف اللي وراها ولا تكونيش إتنصبتي هانم وإحنا منعرفوش؟ قومي يامجلعه قومي إعملي بلقمتك اللي عتطفحيها مش خدامين أبوكي إحنا نجهزوا وانتي تطفحي عالجاهز.


وبصت لكرار اللي إتعدل وقعد علي السرير وغيرت نبرة صوتها وهي عتقوله:


إصباح الخير يانور عيني، يسعد صباحك ياغالي


رد عليها كرار وهو قايم:


إصباح النور يمه، قوام هاتيلي شوية ميه حاميين اتشطف.


حوريه ردت عليه وهي باصه لشام اللي قامت بضعف وإبتدت تطبق فرشتها:


وليه اني اللي اجيبلك الميه متجيبهاش السفيره عزيزه ليه؟


وليه تتشطف شطيف متتسبحش، أني واخده لاحظ إنك بقالك كام يوم معتتسبحش الصبحيه! خير؟ هي السنيورة متمنعه عليك ولا إيه؟


كرار بعدم مبالاة:


محدش يقدر يتمنع علي كرار، بس اني اللي مليش نفس ليها، وهاتي إنتي الميه عشان تشهلي لانك لو سبتي داي تجيبها هتاجي بيها بعد ساعه وهي عتتمارض، وكمان متخليهاش تحط يدها في الوكل النهاردة، قايمه من الفجور تستفرغ وقرفتني وخلت معدتي إتقلبت قلب.


حوريه سمعت كلام كرار وبصت لشام بإنتباه ولاحظت إن وشها مخطوف وشكلها متغير وحمار خدودها باهت، والشك دخل فقلبها في الدقيقه، وتقريباً عرفت اللي فيها، ومتعرفش ليه في اللحظه داي حست بضيق، ومع إن اعز الولد ولد الولد وخصوصي عيال كرار حبيب قلبها كانت حاسه إنهم هيكونوا الأقرب لقلبها من بين احفادها كلهم، ومعزتهم من معزة أبوهم، لكنها لما إتخيلت إنهم هياجوا من شام بالذات كرهتهم من قبل حتي ماتشوفهم.


وطلعت من الأوضه فوراً وهي عتتمني من كل قلبها إن شام متطلعش حبله من صوح، وإن المسأله داي تتأخر شوية.


لكنها طول اليوم كانت عتراقب شام اللي كانت تهمل اللي فيدها كل هبابه وتروح تستفرق ووشها غادى اوصفر كيف الكركم، وإتوكدت إنها حبله وديه شيئ مفيهش جدال، وحتي حريم البيت كلهم فضلوا يتغمزوا عليها وشكوا في الأمر، 


ومش بس هما اللي لاحظوا ديه، لا دي الجده عديله كمان لاحظت ومن جواها فرحت لشام؛ عشان هياجيلها اللي يهون عليها كل التعب والعذاب، وينسيها القسوة، ويخليها تصبر على الأيام عشانه، ومن غير كلام ولا حديت طلعت فلوس من جيبها وعطتها لممدوح واد صفوت وقالتله يروح يجيب كيس تسالي كبير ونص دستتة عصير قها علب من اللي عتحبه شام، 


وخدتهم منيه بعد ماعطتله نصيبه منهم هو واخوه ودخلتهم أوضتها وإستنت بعد ماخلصت شام الشغل اللي عليها بالعافيه، ونادمت عليها ودخلت بيها أوضتها، وعطتها الكيس وهي عتقولها:


أخدي ياشامه هبابة التسالي دول قروضي فيهم وكت ماتجوعي في الليل أو وكت ميبقالكش نفس للوكل، عشان الظاخر الحكايه داي هتوحصول من إهنه ورايح كتير.


شام سألتها بإستغراب وهي عتفتح علبة العصير اللي عتحبه بلهفه:


قصدك إيه ياستي هى إيه اللي هتوحصول كتير؟


عديله بإبتسامه: صدتك عن الوكل ياقلب ستك، أصله باين من أوله إنه صعيب ومتعب وإنك مش كيف حريم البيت اللي معتحسش بروحها غير بعد كذا شهر ويبقوا ماشيين ولا كأن فيهم حاجه.


شام بصت لعديله بإستغراب أكبر وهي مش فاهمه قصدها، وعديله طبطبت عليها وهي عتقولها.. إشربي عصيرك يابنيتي وإفرحي ربنا هيراضي قلبك ويثبت رجلك ويغير قدرك، كام يوم وهتعرفي كل حاجه بس دلوك إشربي يابنيتي إشربي.


وبالفعل إبتدت شام تشرب العصير وإتجاهلت كلام الجده عديله وإعتبرته لغز جديد من الغاز كتير معتعرفلهاش تفسير في البيت ديه.


وأثناء ماعتشرب فضلت عديله تمسد على شعرها وتضفر فاطراف ضفايرها المفكوكه ولمساتها فكرتها بحنان أمها وحضنها الحنين، ولقت روحها رقرقت عليها وعلى إخواتها وأبوها، وقلبها نبض بإشتياق ليهم، وهمست لعديله بتمني:


أني إتوحشت ناسي قوي ياستي، هو مينفعشي اروحلهم اقعد معاهم يومين؟


عديله سمعت كلام شام وضربت علي صدرها بصدمه وهي عتقولها:


يامري ياشامه، إنتي عايزه الناس تمسك سيرتك يابتي وسيرة ابوكي ويقولوا راحت بيت أبوها قبل ماتكمل سنه ولا حتي تروح بعيلها؟


شام. ردت عليها بعيون إتجمع فيهم الدمع قوام: 


طيب اعمل ايه ماني اتوحشتهم وهما زي مايكونوا راحوا ونسيوني ولا حد سأل فيا من ساعة ماجوني في الصباحيه، واديني داخله فشهر أهه ولا جيت على بالهم ولا كأني بتهم!


عديله: البلد بعيده وإحنا اغراب عنهم ومتنسيش إن بيتنا محدش غريب عيدخله يابنيتي وأكيد حد قال إكده قدام ناسك فهما مستحيين ياجوا. 


وعلى العموم أني هقول لتوفيق يشيع حد يروح يتلافاهملك على غفله بالطومبيل عشان لا يعملوا زيارات ولا يكلفوا روحهم اديكي شفتي اللي جابوه قبل سابق علياته اترمى وهما أحق بيه.


شام وشها اتهلل من الفرحه بعد ماسمعت كلام ستها عديله ونطت من الفرحه وهي عتقولها:


صوح ياستي هتشيعي تجيبيهملي؟


عديله ثبتتها بخوف وردت عليها:


صوح صوح بس هودي هبابه ومتفطفطيش كتير مش زين عليكي، ودلوك إنتي خلصتي الخدمه اللي وراكي كلها مش إكده؟


شام: إيوه خلاص مفيش غير تجهيز العشا بس لما يتجمعوا الرجالن وغسيل مواعينه.


عديله:


طيب نامي إهنه ففرشتي عالمرتبه وارتاحي ودفى روحك هبابه وريحي جتتك من نومة الأرض واني طالعه اكلم توفيق بخصوص جية ناسك.


شام ضحكت وحضنتها بفرحه وهي عتقولها: ربنا مايحرمني منك ياستي ويطولي فعمرك، والله إنتي أحسن وحده في البيت ديه كله.


عديله بضحكه: ربنا يسعد قلبك يابنيتي، بس خفي اديكي طبقتي ضلوعى ياقزينه


ضحكت شام وبعدت عنها ونامت في السرير وإتغطت باللحاف، وفضت جارها كيس التسالي وفضلت تاكل فيه بفرحه وهي عتمني روحها بشوفة ابوها وأمها وإخواتها اللي قلبها عيفرفط عليهم.


وعشان من القلب للقلب رسول والشوق مرسال فنفس الوكت فبيت عبد الصمد دهب كانت قاعده قبال عبد الصمد وبقلة صبر وخلق ديق عتقوله:


يابوي اني ممتحملاشي أكتر من إكده أني روحي عتفرفط من القلق على بتي اللي معارفاشي حالها عامل كيف ولا حد جايبلي خبر عنيها ولا حد مطمني عليها، أحب على يدك ياعبصمد وديني لبتي أطل عليها واطمن قلبي واكحل عيني بشوفتها، داي بكرية قلبي ياناس حسوا بيا.


رد عليها عبد الصمد بقلة حيله:


واني أعمل إيه بس يادهب ولا فيدى إيه مانتي بنفسك قولتي إن الناس النوبه اللي عدت معطوكمش وش وإستقبالهم ليكم كان بارد، وغير إكده الراجل الكبير قالهالي صريحه إنه معيدخلش حد غريب على أهل بيته.


دهب: اني مليش صالح بكل الكلام ديه، أني اللي اعرفه إن لو بيت عدوى ليا فيه حبيب هعفص علي قلبه وادخل لحبيبي ولو حتي على موتي.


عبد الصمد بعصبيه:


عدو ايه وحبيب إيه يادهب مش عاركه هي، ديه جواز وعادات بيت لازمن نقدروها ونحترموها غصب عننا ونمشوا علي نهج صحابه، وياستي لو على شوفة بتك توبقي بالأصول، بكره ولا بعده هركب القطر واخطف رجلي واروح استأذن المقاول في الزياره ونروحوا بالعدل، ولو مرضيش أشوف اني شام واطمن عليها واجي أطمنك.


دهب بصوت باكي:


أني مهينفعشي معايا غير شوف عيني ياعبصمد أني مليش صالح بالحكاوي. 


عبد الصمد:


يابوي متتعجليش اني قولت لو مرضوش إنك تروحي تزوريها لو، يعني لسه الحديت متعلق. 


وفاللحظه داي كانت بسيمه نازله من فوق بقشطة الرايب وبشاير نازله بماجور الرايب وراها، وبفرحه قالتله:


تروح وين يابوي، لو لشام رجلنا على رجلكم، إحنا لساتنا كنا فوق السطوح عنتحدتوا مع بعض اني وبشاير وعنقولوا إننا إتوحشنا شام ونفسنا نشوفوها ونطمنوا عليها. 


عبد الصمد نقل عنيه مابين البنات وامهم ورد عليهم وهو شايف شوقهم لشام اللي هو كمان حاسس بأضعافه لبته:


بأذن الله هتروحوا كلكم بس متقاطعوش وقولوا يامسهل، ومن دلوك لغاية ماربنا يأذن بالتلاقي مش عاوز نق ولا رط ولا نواح سامعين؟ 


بشاير وبسيمه هزوله راسهم بالموافقه ودهب نكست عنيها للأرض بخضوع لكلامه، وإتقلدت بالصبر اللي محيليتهاش غيره. 


أما حدا أبو دراع:


كرار واقف قدام الباب وعينادم على أبو دراع بإستعجال:


أبو دراع، إنت ياد اني طالع اتمشي تاجي معاي؟ 


أبو دراع وهو طالع يلبس فطاقيته:


غاير تتمشي فين فالمغارب داي؟ 


كرار:


معارفشي زهقان، تعالى نندولوا البندر، ولا اقولك تعالى نروحوا الغرزه نقعدولنا هبابه. 


أبو دراع سمع سيرة الغرزه ورفع عنيه على كرار وكرار شاف الشرار اللي فيهم وقوام غير كلامه:


خلاص بلاها غرز تعالا نتمشوا في البلد وخلاص أني حاسس بزهق. 


أبو دراع: يلا ياخويا قدامي إتمشى لما نشوفوا الزهق اللي إنت فيه ديه إيه سببه وإيه هيضيعه. 


وطلعوا التنين يتمشوا مع بعض فشوارع البلد، واثناء ماهما ماشيين طلعت من جوف كرار تنهيدة واعره خلت أبو دراع انتبهلها وسأله:


وه، حاسب هتحرقنا قدامك. 


كرار: متخافش محدش عيتحرق بنار حد، النار معتكويش غير اللي ماسكها بيده بس. 


ابو دراع:


والله اني ماشايف ايوتها نار فيدك ولا ف بطنك حتي، دانت اللي واهم روحك وعايش الدور بس. 


كرار: توبقي بطلت تحبني وتحس بيا ياصاحبي.. اني النار البي حاملها محدش يقدر يتحملها، نار من أبوي ونار من جوازي ونار من اخوي ونار من الكل، كل الي معاه بصاية مولعه منهم جه طفاها فقلبي. 


أبو دراع:


عيتهيألك، مش يمكن اللي جابلك بصايه ديه وحطها فقلبك كان قاصد يدفي قلبك البارد ويحميه ويخلي جليده يدوب ويحس بالناس، مش يمكن الكل كان قاصد بيك خير وإنت اللي خدت اللي عيعملوه علي محمل الشر، مش يمكن عنيك مغمايه ومشايفش الناس زين وظالمهم؟ 


كرار:  اني بقيت شايف إنك بقيت قاسي علي قوي زيهم إنت كمان! 


ابو دراع: هي الحقيقه إكده دايما عتكون قاسيه عالظُلام. 


كرار بزعل: أخص عليك ياابو دراع، بقيت ظالم دلوكيت، كرار بقي من الظلام خلاص! طيب قولي ظلمت مين؟ 


ابو دراع رد عليه وهو شارد بعيد:


إيوه بقيت ظالم ومش من ضمن الظلام وبس داانت بقيت اكبرهم، ولو عايز عينه من ظلمك العينه تحت سقف بيتك وعايشه تحت جناحك، جناحك اللي بدال مايضلل عليها خليته حمل يدوس عليها لما يكسر عضامها الضعيفه. 


كرار بفهم: اممم.. تقصد مرتي، طيب واني ظالمها فأيه وكل اللي عيجرالي عفش بسببها، ظلمتها فأيه وهي بسببي نجت من الموت واهي عايشه تاكل وتشرب وتسرح وتمرح فبيت مكانتش تحلم تخطيه برجلها هي ولا أهلها، ظلمتها فأيه وهي حامله إسم واد المقاول ونسب عيلتنا هو اللي رفع راس ابوها وسط الخلايق، فين الظلم اللي وقع عليها مني قولي؟ 


رد عليه ابو دراع بهدوء: ظلمك اللي وقع عليها وقع مره وتنين وتلاته وبنفس القسوة، ظلمك اللي وقع عليها كلنا سمعنا حسه ووقفنا عاجزين وإنت عتعذب فيها من غير رحمه، ياخي أني معارفشي أيه المتعه اللي عتحسوا بيها من قلب الوجع؟ 


كيف يكون إنسان قدامك عيتألم وإنت عمال تزيد فوجعه بيدك من غير رحمه، وبعد ديه الواحد يقول إن جواه قلب زيه زي باقي الخلايق! قلوب إيه داي اللي من كتر السواد اللي فيها ودهاليز الشر يدخلولها بمشاعل نار؟! 


كرار رد عليه بغضب: فيه ناس ميعينفعش معاها اللين في المعامله ولا تنفع معاها الطبطبه، فيه ناس غلطها عيكون أكبر من الغفران ولازمن تتحاسب عليه، وشام من الناس اللي غلطها المفروض تتحاسب عليه العمر كله، ومهما طال الزمن عمري ماهصفالها ولا عيني هتشوفها غير وهي علي الأرض متجرده من خلجاتها وهمام والسيد معاها، المنظر ديه عمره ماهيروح من بالي ياأبو دراع عمره، 


شكلها وهي بين اديهم دايماً يحضر قدام عيوني كل ماأبصلها، غصب عني ياخي مقادرشي اتحمله. 


زفر ابو دراع بقلة حيله وهو مش لاقي كلام يقولهوله تاني، وخصوصي بعد ماشاف عيونه اتكست باللون الأوحمر من شدة الغضب بعد ماجات سيرة شام في الحديت؛ وإتوكد إن اللي فقلب كرار من تلاها أكبر من أي نصح، وقلبه عمره ماهيرق ولا هيلين من تلاها غير بمعجزه من ربنا، وللحين ديه دعا لشام من كل قلبه إن ربنا يصبرها عاللي عتشوفه وهتشوفه على يد كرار واللي هيكون نابع من عنده وزناخة مخه. 


فضلوا ماشيين مسافه من غير كلام، لغاية ماشافوا واد العمده اللي معادى كرار قاعد علي قارعة طريق مع كام واد نداداته من أهل البلد، وبمجرد ماكرار شافه حس برغبه فإنه يجر شكله، فقرب عليه وهو ماشي، وقصادة بالظبط وقام غارز رجله في تراب الأرض ورفعها مره وحده خلى كل الغبار والتراب جم على خلجات واد العمده وفحجره وعلى وشه، 


وهو عيمل إكده وواد العمده كيف مايكون كان مستنيها منيه، فقام هب واقف على حيله وبدون مقدمات مسكه من خلجاته ولكمه فوشه لكمه كرار متوقعاش منيه ابداً فوجود أبو دراع معاه، وحاول قوام يردهاله لكن ضربة واد العمده التانيه كانت أقوي وأسرعه وإتوالت بعدها اللكمات، وكل ديه وكرار مستغرب إن أبو دراع سمح لواد العمده إنه يمد يده عليه، وهو كان يتلقي عنيه الأذي ومكانش يخلي يد حد تطوله واصل، فأتلفت كرار حواليه يشوف ابو دراع إيه اللي مسكته عن اللي عيجراله، لكن المفاجئه إنه ملقاش ابو دراع موجود، ولا ليه اثر في الموطرح كله، فبلع ريقه بخوف وهو شايف الشباب اللي كانوا مع واد العمده كلهم عيوقفوا واحد واحد، وإتوكد إنه النهاردة هيدفع تمن كل اللي عيمله قبل سابق هو وابو دراع فواد العمده وبالفوايد كمان. 


أما أبو دراع فمن أول ماشاف كرار عيبص لواد العمده ووعي المكر فعنيه وهو قرر إنه يسيبه يواجه نتايج أفعاله لحاله، وهمل الباغي تدور عليه الدواير؛


 عشان يدوق الوجع والقهر اللي عيدوقه للناس ويشرب من نفس الكاس المره اللي ياما أبو دراع كسرها قبل ماتوصل لحلقه، مع إنها كانت كاس عدل. 


عاود أبو دراع للبيت وولع نار وقعد جارها، وتقل قلبه على كرار وحط براد الشاي وجهز الشاي وصب وإبتدا يشرب في الشاي لغاية ماشاف كرار داخل من الباب وحاله متشندل خالص وخلجاته متقطعين، ووشه كله دم، وتجاهله خالص وكمل شرب شايه، وحتي بعد ماوقف كرار فوق دماغه وبعتب قاله:


خلاص ياابو دراع من اليوم وطالع وبعد اللي حوصول، وبعد تخليك عني اني إتوكدت إني معدتش اعنيلك شي، وإني خلاص معادش ليا محبه فقلبك. 


رد عليه ابو دراع من غير مايبصله:


محبتك فقلبي هي هي منقصتش بس المحبه مبقتش بغشوميه كيف لاول، خليك تتظلم من حد وشوفني هعملك فيه إيه، بس من اليوم وطالع مش هنصرك علي باطل ولا اقويك على مظلوم، بزياداني شيل ذنوب بسببك. 


كرار: يعني هي بقطت إكده يابو دراع؟ 


أبو دراع: إيوه بقيت إكده ياكرار. 


وكرار لما شاف التصميم فحديت ابو دراع على التخلي عنه، همله ودخل البيت، وبمجرد دخوله وأمه حوريه شافته بالمنظر ديه ضربت علي صدرها وصرخت بفجعه، والكل إنتبه لكرار وشكله، وعديله قلبت اديها واتمصمصت وهي شايفاه وهمست بحس مسموع:


سبحانك ياربي عتسلط ابدان على أبدان! 


أما كرار فمهتمش من بين كل القاعدين غير إنه يشوف عزت وتأثير منظره المضروب علي وشه، واللي إتوقعه لقاه لما شافه ضحكان وعيحاول يداري ضحكته لكنه مقاردش، وغصب عنه فرحته فيه مفضوحه، وضحكته قادت النار فبدن كرار وخلته دخل أوضته قوام من غير حتي مايرد على حد من اللي كانوا عيسألوه ماله وجراله إيه ومين اللي عيمل فيه إكده؟ 


أما توفيق فكان باصصله وساكت خالص لا إتكلم ولا سأل ولا تعب روحه لإنه خابر زين ومتوكد إن كرار دايما هو العايب ومحدش عيعيب عليه الاول ويبتدي بالغلط واصل. 


أما شام فكانت في الموطبخ مع الحريم عتحضر العشا، وطلعت معاهم على حس حوريه، وبمجرد ماشافت كرار مقدرتش تسيطر على قلبها اللي رقص من الفرحه بشوفته متكاد ولا قدرت متشمتش فوجعه كيف ماعيستحل وجعها، ودعت من كل قلبها إنه يقوي عليه الناس كلها ويدوقه من كاس الوجع اللي عيسقيها منيه كل هبابه بدون رحمه، ورجعت الموطبخ تاني وهي حاسه براحه رهيبه، وعاودت للي كانت عتعمله والضحكه شاقه حلقها، ومن سوء حظها إن حوريه شافتها وهي في الحاله داي ومخفيش عليها فرحتها فولدها، وديه خلاها تكرب عليها في الشغل وتكلفها بغسيل كل مواعين العشا لحالها تأديباً ليها على شماتتها اللي مقدراش تداريها. 


أما كرار فدخل أوضته وفضل يلف حوالين روحه وهو حاسس إنه بقي لحاله في الدنيا، وإن صاحب عمره وسنده وضهره إتخلي عنه للمره اللي مش عارف عددها كام، وبرضه ديه أسنده لسبب إنه إعترض على كلامه بخصوص شام، يعني شام في الأول وفي الآخر هي سبب كل حاجه عتحصل معاه، وديه خلى كرهها فقلبه يزيد ويقرر إنه ينتقم منها علي موقف أبو دراع منيه، وعلي الضرب اللي اكله بسببها، وإتحلفلها الليله عاللي بقاله أيام زاهد فيه، وحلف ليخلي روحها تصرخ من الوجع كيف ماكل خليه فجسمه عتصرخ من الوجع دلوك. 


وبالفعل قد كان، وعاشت شام بين اديه ليله من أسواء لياليها واللي زاد وغطي وزاد المها ألم، إن ريحته مبقتش طايقاها وكانت حاسه طول الوكت إنها عايزه ترجع بسببها، وبمجرد ماخلص اللي عيعمله قامت منتوره عالحمام وجابت اللي فبطنها كله، وعاودت إترمت على فرشتها بتعب، وفضلت تون قبل ما عينها تروح في النوم وتهروب من وشه وريحته وانفاسه ومن الدنيا كلها. 


وبعد ساعات أذن الفجر، وقامت شام فنفس ميعاد إمبارح تستفرغ في الحمام، وإستفراغها النوبادي خلي كرار قام وقعد على حيله وهو حاسس بقرف شديد من الصوت اللي بقي يصحى عليه كل يوم ديه، وبمجرد طلوعها من الحمام بصلها وبأمر قالها:


من الساعه داي وطالع تشوفيلك موطرح تاني غير أوضتي تنامي فيه، اني مهصحاشي علي القرف ديه كل صبحيه. خلص كلامه وقام منتور طلع بره الأوضه يشوفله حمام يدخله غير الحمام المستفرغه فيه شام، وبمجرد ماطلع شام حست إنه بكلامه ديه إداها حكم بالإفراج من سجن نومتها معاه فموطرح واحد وهي مطايقاش تبص فوشه. 


وطلعت النهارده عالموطبخ وهي حاسه بدال الفرحه بفرحتين، فرحة إنها هترتاح من وش كرار وفرحة إنه النهارده هتشوف أمها وابوها وخياتها على وعد الجده عديله ليها عشيه، وعلي كلام توفيق واوامره لصفوت إنه يروح يجيبهم بالطرومبيل بس يصبح الصبح

نفق الجحيم ٢٨

عدت أولي ساعات النهار وحلت الضهريه وشام كل دقيقه تطلع تبص من البوابه علي ناسها وهي عتدعى إنهم يوصلوا قوام، وبمجرد ماسمعت صوت الطرومبيل بره فطت من الفرحه وطلعت جري من الموطبخ تستقبلهم، والنوبادي قررت تطلعلهم في الجنينه عشان تقعد معاهم كلهم لمه.. أمها وأبوها الممنوع من دخول البيت وخياتها.. 


وهي عتجري زعقت عليها عديله بعلوا حسها:


-على مهلك ياشامه خطي بالهداوة يابنيتي لتروحي توقعي ولسه عنقولوا ياهادي. 


بس شام لا كانت سامعه ولا شايفه غير أمها واخواتها البنات وهما عيدخلوا من بوابة الجنينه وجريت عليهم ودموعها سابقاها وإترمت أول حاجه فحضن أمها وشكتلها الشوق والغربه نهنهات طلعت من نص قلبها، 


وأمها ردت عليها بنفس الطريقه وإخواتها البنات هما كمان دخلوا معاهم فنوبة البكا، والدموع نزلت عشرات تتسابق عالخدود، 


وبعد دقايق عدت علي وجود شام فحضن أمها حست فيها بالراحه والحنان اللي كانت متوحشاهم، بعدت عنها وهي عتسمع حس حبيب قلبها وهو عيقولها:


-مش بكفياها أمك علي إكده وتروي عطش غيرها لضمتك ياشامة الروح؟


بصتله شام بمحبه وإترمت فحضنه وشهقت بالبكا بحسها العالي وهي عتقوله:


-إتوحشتك قوي يابوي، إتوحشتكم كلكم وقلبي كان عيفرفط عليكم، بقي إكده تروحوا وتقولوا عدولي ولا تفكروا تطمنوا عليا ولا كأني بتكم؟ 


 وهو فضل يمسد عليها بحنيه ويضحك علي كلامها بهداوه ويقولها:


معلهش يابنيتي لازمن البنيه فأول جوازها تحس بالغربه فبيت جوزها وتشتاق لأهلها ولبيت أبوها، بس مع الوكت هتاخد على بيت جوزها وتعرف إنه بيتها وتعتاد عليه، ولما تروح بيت ابوها هتحس بالغربه وتحس إنها غريبه عن البيت، مع انها عاشت نص عمرها فيه، 


وعشان إكده البنته ميروحوش وياجوا عليها ياشام فبيوت إجوازها عمال على بطال، عشان تركز وتربيلها قعره وتعتاد على غيابهم وتعرف تعيش،


 واني خابر زين إن بنيتي اقوي من هبابة شوق وإنها هترفع راس أبوها في بيوت الناس الغريبه وتخليهم يقولوا عاشت إيد عبد الصمد وربايته عالعقل والتقل والادب اللي فبته.. مش إكده ياشامه؟


قالها وهو عيرفع وشها ويبصلها وهو عيبتسم برغم الوجع اللي عصر قلبه وهو شايف وشها الخاسس ولونه المخطوف، وأثر التعب مبين علي ملامحها.. لكنه مقدامهوش غير إنه يصبرها ويحسسها إن اللي هي فيه مليهش حل غير الصبر. 


ردت عليه شام بهزه من دماغها، وبعدت عنه عشان تدي نصيب إخواتها من الضمه لقلبها وتاخد منهم نصيبها من المحبه، وبعد السلامات إتنحنح صفوت وهو عيقولهم:


احمم.. طيب ياشام أخدي أمك وخياتك جوه واني هقعد إهنه مع عمي عبصمد ونبهيلنا علي شاي ولا حاجه نشربوها.


رد عليه عبصمد قوام: له مليهش لزمه اني مهشربش حاجه اني شوفت شام روتني.


وشام ردت وهي باصه لأبوها:


وأني مهدخلش جوه النوبادي هقعد القعدة كلها إهنه فوسطكم كلكم متجمعين كيف زمان.


صفوت سمع كلامهم وسابهم علي رحتهم قاعدين سوا ودخل البيت، وهو داخل قابلته سته عديله طالعه من البيت عشان تسلم عليهم، وهي الوحيده اللي عيملتها من حريم البيت.


وصلت حداهم وسلمت عليهم ورحبت بيهم أحسن ترحيب، وقعدوا كلهم قدام بيت مخلوف هبابه وبعدها عديله قامت عشان تعاود البيت وتهملهم علي راحتهم، لكن محدش رضي وكلهم مسكوا فيها تقعد معاهم، وعلي مسكتهم وحلفانهم قعدت هبابه وبرضوا قامت عشان تهملهم علي راحتهم وتسيب شام تشكيلهم اللي هتخجل تقوله قدامها، 


وهما يفضفضوا معاها بالكلام اللي بين كل أهل بيت وبعضهم، ومينفعش حد غريب يسمعه.


وبالفعل بعد ماعديله مشت شام إبتدت تتكلم معاهم عن عديله وتوفيق وزينهم معاها وتوصفلهم في الخير الكتير اللي فبيت المقاول، والوكل والفاكهه والطبيخ اللي معيخلصش، وكانت هي تحكي وأمها وخواتها يتفحصوا جسمها ووشها المجبودين، وبسيمه قاطعتها بغيظ:


عقولك إيه ياشام.. زمان سألوا ابو القردان عتاكل إيه ياابوا القردان قالهم عاكل سمن بلدي ودهان، قالوله كان بان علي رجليك ياحزين.. 


وانتي كان بان على وشك الوكل والخير اللي عتحكي عنيه ديه، دااللي يشوفك يقول إنك معتدوقيش الزاد غير قوت لتموت، فين وشك اللي كان مرغفن ولا خدودك اللي كان يتولع منهم كعب البوص؟


ردت عليها شام بتنهيدة حسره:


والله كل حاجه كتيره بس النفس هي اللي عتاكل يخيتي، واني بعدي عنكم سادد نفسي.


دهب بصت لشام بتفحص وسألتها:


وجوزك فين من حكاويكي ياشام مجايباش سيرته يعني؟ هو عامل معاكي إيه؟ زين ولا لساه مطنقر وراكبه العصبي؟


ردت عليها شام وهي باصه بعيد وعتتفكر فعمايل كرار معاها:


جوزي الظاهر إنه هيفضل لآخر العمر مطنقر يمه وراكبه العصبي، أصلا هو طبيعته إكده معجون بالزعامه وحتي مع الكل مش معايه اني بس.


رد عليها ابوها بهدوء:


جوزك لساه صغار ياشام مطبقش العشرين لسه، يعني لساه عيتجلع ومرجلش ولا عرف معني الدنيا والبيوت والحريم ومعاملتها، 


جوزك لساه طايش يابتي ولازمن تتحملي طيشه وعصبيته وزعامته، ديه قدرك والقدر ممنوش مهروب ولا الاعتراض عليه هيغيره وانتي محيلتكش دلوك غير الصبر تتلفحي بيه. 


شام إتنهدت بقلة حيله وردت علي ابوها: اديني صابره يابوي.. وعلى سيرة الصبر والصابرين بصت لبسيمه اللي فهمتها طوالي، وقالتلها وهي عتتلفت حواليها عالجنينه:


متقومي ياشام تفرجيني اني وبشاير عالجنينه بتاعتكم المغفلقه داي.


دهب ردت عليها بعصبيه:


ديه وكته برضك يابسيمه يعني إحنا قلبنا مفرفح عليها وجايين نقعدوا جارها هبابه وإنتي عايزه تاخديها وتمشي بيها؟


ردت عليها بسيمه وهي عتغمزلها:


معلهش مهنغيبوش يمه دول دقيقتين بس أشوف الجنينه واتفرج عالشجر ونعاودوا.


دهب فهمت من بعد الغمزه إن بسيمه عايزه اختها تتحدت معاها لحالهم، وقالتلهم روحوا بس متعوقوش عشان نقعدوا مع اختك هبابه قبل مانمشوا مجايينش نقعدوا لحالنا إحنا.


وبسيمه سمعت كلام امها وقامت قوام وهي ماسكه يد شام، وبشاير كمان قامت معاهم وراحوا يتمشوا في الجنينه وسط الشجر، وبمجرد مابعدوا المسافه الكافيه عن الكل بسيمه وقفت ووقفِت شام وقالتلها:


عارفاكي عايزه تسألي عن صابر، عنيكي سألت قبل لسانك، ولهفتك على سماع أخباره مفضوحه، واني مبعداكي عن الكل عشان اقولك آخر أخباره اللي مفيش بعدها سؤال عليه مره تانيه.. صابر خلاص عيرشوله أوضته جير وعينجدوله المرتبه ودخلته على بت عمه السبوع الجاي.


شام سمعت كلام بسيمه وحطت يدها علي قلبها اللي حسته إتمزع نصين وغمضت عنيها بألم ومنطقتش، وبشاير بصت لبسيمه وزعقت فيها بلوم وهي شايفه حالة أختها:


يابسيمه حرام عليكي خفي قساوة قلبك داي هبابه إنتي إيه ياشيخه قلبك حجر هتموتيها؟


ردت عليها بسيمه بحزم:


بس يابشاير اسكتي إنتي معارفاشي حاجه، 


الحكيم عشان يداوي الحته المعطوبه في الجسم عيشقه ويفتح فى اللحم عشان يقدر يوصلها ويداويها، ولو كانت تلفانه عيشيلها ويرميها لاجل صاحبها يطيب، 


يعني عشان الواحد يطيب من داء معشش جواه لازمن يتوجع فلاول، وصابر داء واختك حتماً ولابد تتخلص منيه.


 خلصت كلامها وبصت لشام وسألتها بنبره حازمه وشديده متديش اي فرصه للقدامها إنه يكدب أو يلاوع:


ودلوك قوليلي ياشام إيه اللي مخربط أحوالك إكده وإيه اللي عيجرا معاكي، وليه كل نوبه اشوفك فيها تكوني انيل من اللي قبلها والتعب عليكي زايد! 


قولي عيعمل فيكي إيه غضب الزمان كركور الكلب ديه؟ ولا ناسه اللي منهم الاذي ولا مين فهميني؟ 


ردت عليها شام بصوت موجوع: 


-معيعملش حاجه، العادي بتاع كل الرجاله على قول ابوكي، شوية طبع حامي علي شوية عصبيه واني عطاطي عشان اعيش، وهسمع وعفوت عشان ارتاح،


 ولو علي اهل البيت مليهمش حداي غير الخدمه وعخدمها من خشم ساكت وخلاص، وكل البيوت فيها خدمه يابسيمه.. 


المهم انتوا طمنوني عنكم وعن حالكم عاملين ايه وابوكم وامكم اخبارهم ايه من بعد اللي جرا.


بسيمه:


كلنا زينين ياشام وعايشين، ومادام البني آدم فيه النفس يوبقي زين، وحتي لو مش زين هيوبقي زين، كلها ايام عتعدي وتتنسي بحلوها بمرها والجدع اللي يتمايل على طوع هواها عشان الريح متقلعهوش من موطرحه وترزعه على جدور رقابته.


المهم حكيلي عن ستك عديله هبابه، المره داي اني حبيتها ونفسي أعرف عنها كل حاجه، طول عمري نفسي يكونلي جده حنينه كيف جدات البنته إنتي عارفه، واديكي إنتي اللي خدتيها الجده اللي اني اتمنيتها، يعني اني اتمني وإنتي تلاقي ههههه.


وبالفعل بدأت شام تحكي عن جدتها عديله وعن حنيتها، وإتغيرت ملامحها الموجوعه لملامح متبسمه وهي عتسميلهم في الحاجات اللي ستها عديله عتشتريهالها من الدكان، وبسيمه إتبسمت هي كمان وهي عتسمعها؛ عشان نجحت محاولتها مع شام فتشتيت قلبها عن وجع خبر جواز صابر وخلتها تغير التفكير فيه.


أما علي مسافه من البنات فكان قاعد مخلوف وولده أبو دراع تحت الشجر عينضفوا فيه، وواعين البنته وشام وشايفينهم زين، وبص مخلوف لولده وقاله:


طُل ياولدي وشوف البنته الزينه شوف..دول خيات مرت كرار، إيه رأيك لو أجيبلك البت الطويله المشرعه الحلوه اللي علي اليمين داي؟


قالها وشاور بدماغه علي بسيمه وأبو دراع بص عليهم بصه خاطفه ورجع للي عيعمله تاني ورد على ابوه بعدم مبالاه:


-قولتلك قبل سابق لاااه، معاوزش اتجوز بلا مشرعه بلا مفرعه، اني معفكرش في الجيزه دلوك وااااصل، ويلا بينا نعاودوا البيت عشان العصر خلاص واني جعت وقلبي فرفط من الجوع.


مخلوف إتعصب منه وكان نفسه يزعق فيه بس قال عيب من الناس الغريبه اللي قاعده تسمع، لكنه ممسكش نفسه من إنه يمسك شوية نجيله من اللي شايلهم من حوالين جدور الشجر ويرميهم علي أبو دراع ويقوله وهو جازز علي سنانه:


-خد كل اهه الوكل اللي ينفع معاك، كل لما تشبع ياحمار الحصاوي يابتاع بدور الكحله.


أبو دراع كان هيعدي لأبوه وصفه ليه بالحمار ورميه بالحشيش، لكنه مقدرش يعديله إنه جاب سيرة بدور بالشين، وإتعصب وبعلوا حسه رد علي أبوه:


-ياااابووووي عااااد.. قولتلك تجيبش سيرتها بالشين تاني المستوره فحالها واحنا فحالنا مهنقعدوش نجبدوا سيرتها في الحديت كل هبابه عاد؟ إكده مينفعشي. 


قال كلامه وقام من جار أبوه وهمله ومشي وراح علي البيت منتور، وحتي عدى من قدام البنات ملتفتلهمش ولا رفع عينه عليهم.


والبنات أول ماعدي من جارهم سكتوا عن الكلام وإستنوه لحد مابعد عنيهم، وبسيمه سألت شام وهي مراقباه عيبعد:


يطلع مين هرقل ديه يابت ياشام واحد من سلايفك؟


ردت عليها شام بنفي:


له ديه أبو دراع واد الغفير بتاع البيت وهو اللي عيراعي الجنينه وأرضها.


ردت عليها بسيمه وهي عتشيل عنيها عنه بعد مادخل البيت:


بس فيه الزعامه وقلة الذوق كيف أهل البيت برضك، ديه عدى ولا رمى السلام حتى، بس يلا ماهو من جاور القوم ٤٠ يوم عاد صار منهم.


شام بعدم مبالاه: معارفاشي عاد اني معطلعش بره البيت، ولا هو دخل البيت من ساعة ماجيت، ولا اعرفه زي اهل البيت ولا هما زيه..


انى خليني فحالي وخليني فاللي جوا البيت وعمايلهم، مش هدور عاللي بره، داللي في البيت عاملين كيف صندوق الدنيا كلهم تلوين وبَهَتَان.


بسيمه: 


-على رايك ربنا يعينك ويقويكي، ودلوك همي بينا نعاودوا حدا أمك أحسن تولع فينا ياخيتي. 


وهموا التلاته عشان يرجعوا، وفي الاثناء داي كانت طالعالهم عديله مره تانيه وهي محمله وردة ونعمه بصنيتين وكل من كل مالذ وطاب، وحطتهم مابين دهب وعبد الصمد علي المصطبه وهي عتقولهم بمحبه:


ضيافة بيت المقاول متتردش وستكم العجوزه متتخجلش عاد. 


ردت عليها دهب قوام: والله واكلين قبل ماناجوا طوالي يمه. 


عديله بإبتسامه: طب وحياة كلمة أمه اللي طالعه من حنكك كيف إقماع الجلاب داي لهتجابري الزاد وتكسري لقمتنا، 


بكفايه النوبه اللي فاتت كسفتي مدت صينيتنا وفوتهالك، بس مش كل مره هتشتمينا وتقلي بينا فقلب دارنا يابت الأصول عاد. 


رد عليها عبد الصمد بنفي:


ماعاش ولا كان اللي يشتمك ولا يقل بيكي ياأم المقاول.. هناكلوا وهنجابروا الزاد عشان يوبقي عيش وملح، 


مع اني كلت النوبه اللي عدت مع المقاول بس ومالوا ناكلوا تاني وتالت، إحنا بقينا أهل دلوك وعايزين إحبال المحبه تنوصل.. 


مدي يدك يادهب مدي، وانتي ياحجه إقربي وقنبري جار دهب إهنه وقاسمينا الزاد، وانتوا يابنته تعالوا، تعالي ياشام إتوحشت القعده معاكي على الوكل يابنيتي. 


وبالفعل الكل اتلم وقعدوا، وعديله قعدت فوسطهم والكل إبتدا ياكل، ولأول مره عديله تشوف المحَنَه داي فقلب راجل علي مرته وبناته! 


واللي واصله لدرجة إنه عيغمسلهم اللقم ويوكلهم فخشمهم، وبالذات شام اللي مخلاهاش تاكل لقمه لحالها، وكل الوكل وكلهولها هو، ومن إهنه عديله عرفت إن شام هتقعد متحسره على عيشة بيت أبوها وعلى حنية أبوها طول عمرها؛ 


 لأنها عمرها ماهتشوف زيها تاني، وخصوصي إن رجالة بيتهم قلوبهم أقسي من الحجاره على الحريم بالذات وعيعرفوش غير الأوامر. 


خلصوا وكل وشام خدت الصواني وخدت بسيمه وبشاير معاها بطلب من بسيمه وراحوا يدخلوا الصواني للموطبخ، أما الشاي فعفاهم مخلوف من عمايله عشان هو اللي إتطوع وعمله عالدمسه، ومسافة مامخلوف وأهل بيته خلصوا وكل كان صاببلهم الشاي وحاطه جارهم من باب ضيافته هو للي قاعدين قدام باب بيته. 


عديله فضلت باصه لدهب وهي مراقبه شام لغاية ماغابت جوا البيت وعنيها عيحاولوا يشبعوا منيها علي قدر المستطاع، فميلت عليها عديله وهمستلها بصوت مسموع:


متخافيش عليها والله مراعياها علي كد مااقدر وعلي كد مافيدي وممهملهاش، واقولك كمان على خبريه هتفرحك، بتك هتطلع حبله البشاير بانت عليها، ومع حبلها وولادتها كل شَي مايل هيتعدل ميزانه. 


دهب سمعت حديت عديله وإتعدلت فقعدتها قوام وبصتلها ودموع الفرحه لالت فعيونها، وحتي عبدالصمد هو كمان سمعها واتخربطت أحواله والتنين سألوها فنفس واحد:


عتتحدتي صوح بالله عليكي؟ 


هزت عديله دماغها ليهم بتأكيد وهي عتقولهم:


وغلاوة شامه عتكلم صوح، البنيه ليها يومين تلاته تقوم عالصبح تتوع اللي فجوفها، ونفسها مقابلاشي وكل، ولونها مخطوف، وعتشتكي من الدوخه، وكمان زي اليومين دول الشهر اللي عدى لما جات البيت كانت.. 


لمؤاخذه منك ياابو شام كانت حايضه واتأخرت عليها، واني مستنيه يومين تلاته واجيبلها الدايه تتوكد وتفرحنا بالخبر الأكيد. 


عبد الصمد إتبسم وهو عيبص لباب البيت اللي غابت فيه شام، ودهب حطت يدها علي قلبها وهمست بحنية ممزوجه بخوف علي فرحه:


ياحبيبتي يابنيتي واني اقول ليه وشها مخطوف وباين عليها التعب وكالَّه فنفسها إكده، اتاريكي وحمانه يانن عيني! 


عديله: بس وحمها ابتدي بدري قوي ياام شام ليه إكده؟ 


دهب بإبتسامه:


وحمها كيف وحم امها ياخاله، اني إكده من أول شهر ويبدأ معاي الوحم لغاية آخر الخامس، لا وكل ولا شرب غير قليل، وحتي الميه معدتي ماتحملهاشي. 


،قلبي عليكي ياشامه مكنتش اتمنالك تورثي التعب بتاعي يابنيتي كنت متمنيالهم يبقوا كيف الحريم اللي عتحبل وتولد متحسش بحاجه واصل.


عديله: كل وحده عتاخد الحته داي من أمها عاد، 


بس الله وكيلك حدانه الحريم اللي عتحبل وتولد محدش يحس بيها داي، اني مرت ولدي حوريه الفقريه كنتش اعرفها شايله غير وهي فيها الوجعه وعتولد،كانت عامله كيف الارنبه ماشيه تقطر عيال وحتي أختها عدويه زيها. 


ضحكت دهب بخفه وعبد الصمد كمان ضحك معاها والتنين وقفوا ضحك وعيونهم إتعلقت عاللي طالعه مع خياتها من جوا البيت يضحكوا ويهمسوا لبعض، وقلوبهم هما التنين نبضت بفرحه لحته منهم شايله جوا منها حته منها. 


قربت شام وقعدت جارهم وإتعجبت وهي شايفه نظرة أبوها وأمها ليها إختلفت، وعيونهم فاضت حنيه بزياده، وأبوها اللي رفع يده يمسد على دماغها بضهرها وهو عيهمسلها:


كبرتي ياشامه وبقيتي ست الستات يابنيتي! 


شام إتبسمتله وبصت للأرض وهي عترد علي ابوها فسرها:


كبرت صوح يابوي، كبرت سنين فأيام وشفت فيهم اللي غيري يشوفه فدهر كامل، كبرت يابوي قبل الأوان بأوان. 


وقطع حبل تفكيرها وشرودها حس أمها وهي عتقولها بحنان وهمس مماثل لهمس ابوها:


خلي بالك من روحك ياشام ومن النعمه اللي ربنا إداهالك وحافظي عليها؛ عشان داي شربة الميه البارده اللي هترطب قلبك من حموا عمايل الدنيا. 


شام بصت لأمها وهي مفاهماشي حاجه، ولسه هتسألها عن قصدها لكن قاطعهم حس كرار وهو جاي من وراهم وعيقول:


-إيه اللي جايبكم إهنه إنتوا، إحنا فتحناها مقام للزيارات إهنه ولا أيه؟ 


وقف عبد الصمد وهو محروج ومتلغفن من كلام كرار، وكان هيرد عليه لكن حس أبوه توفيق اللي دخل وراه من بره كان أسرع وأسبق:


كراااار.. إنت عتقول إيه ياعديم الربايه وكيف تكلم ضيوف بيتي إكده؟ اني اللي مشيع عليهم عشان ياجوا يشوفوا بتهم وتشوفهم. 


رد عليه كرار بغضب: 


ضيوف بيتك جايين لمرتي، واني مرتي معاوزش حد يزورها ولا يروح وياجي عليها، وان كانوا مقادرينش علي بعادها ياخدوها فيدهم وهما مروحين، وورقتها هتحصلها، وديه آخر حديت عندي.. لكن روح وجي كل هبابه ويقعد مقوطر هو وال.. الحريم بتوعه علي بيتنا وعلي حريمنا، 


داي اني مهقبلهاشي ولا هرضاها.


توفيق زعق بحس اعلي:


ياكرار لم روحك عشان اللي عتقوله وتعمله ديه عقابه كبير قوي عندي مهتتحملهوشي. 


كرار: لا متخافش إتحملت الاوعر من أي حاجه منك، إتحملت ١٠٠ جلده هتعمل إيه اكتر منهم تاني؟ 


توفيق رفع عكازه ولسه هينزل بيه علي دماغ كرار، لكن يده اتنفضت وقوته خانته ومقدرش يعملها، بس أبو دراع إتولي هو المهمه لماطلع بعد ماسمع كل حاجه إتقالت، 


ومسك كرار من دراعه وشده بعيد عن عبد الصمد وعيلته كام خطوه وقاله وهو عيهزه بغضب:


كرار إنت اتجنيت ولا إيه؟ جرا ايه لعقلك فهمني! إيه اللي عتقوله ديه ياقزين إنت، ديه كلام ميطلعش من ولاد الاصول واصل؟ 


رد عليه كرار وهو باصص لابوه توفيق بتحدي:


اني قولت اللي حداي، عايزين بتهم تقعد في البيت ديه وتستكان وميخربوش عليها رجلهم تتقطع من إهنه نوهائي، ومتخطيش البيت واصل. 


له عايزين خراب ياجوا بس نوبه تانيه.. واني عليا الطلاق بالتلاته لأكون مروحها معاهم وروحه من غير رده، أني أصلاً متغصب على وجودها إهنه وهتوبقي جات منهم وهما اللى جنوا وإتجَنوا علي خراب بيت بتهم عاد. 


توفيق كان هيتكلم لكن رد عليه عبد الصمد:


خلاص يامقاول اليمين إتحلف والكلام ممنوشي فايده، حاضر ياولدي مهنجوشي إهنه تاني، بس أمانه عليك تجيبهالنا إنت كل فين وفين نطمنوا عليها، أو حتي تسمحلي أبقي أطمن عليها من حد منكم من بعيد لبعيد من غير مااخطي البيت ولا أدوس عتبته. 


كرار بتعالي:


ماشي هشوف الموضوع ديه بعدين، بس لم حريمك دول دلوك وخدهم وفارق. 


عبد الصمد مسح عرق الخجل اللي كسى جبينه، وبص لبناته ومرته ولسه هيقولهم يلا، لكن لسان بسيمه إنطلق كيف السهم من القوس وبصت لكرار وقالتله:


ماعلي مهلك على روحك هبابه ياسبع الرجال وادينا ماشيين لحالنا ووفر زرزرتك أحسن يجيلك فتاق فنص بطنك وتمشي تكر فمصارينك كر،


 بيت إيه يابو بيت اللي عتشرط وتتشرط عليه وتمنع وتسمح بدخوله، داحنا اللي ميشرفناش رجلنا تخطيه، ولولا اختنا فيه ماكنا عتبنا، بالك بيتك ديه لو حدانا في البلد كنت كل ماعديت من قباله تفيت عليه عشان إنت اتربيت على أرضه، وحيطانه مداريه وراها واحد زيك قليل شرف وزاني وقليل دين، 


وفوق دول ودول قليل أصل وربايه، فهمني بس عينك قويه علي إيه وإنت اللي زيك المفروض عينه تتكسر عاللي جرا فيه قبال الناس كلها، واتضرب واتهان على عمله ميعملهاش غير كلاب الشوارع. 


قولي البجاحه اللي فيك داي جايه من وين ومين عيبيعهالك عشان نروحوا نشتروا منيه ونبجحوا زيك، بس باين إنك خدتها كلها لحالك مبقيتش لحد غيرك حاجه. 


وبصت لتوفيق وبنبرة سخريه قالتله:


وإنت ياعم الحج بدال ماعتلف فبلاد الله لخلق الله تعمل فلوس كنت اقعد فبيتك هبابه وربي عيالك زين، 


الفلوس معتشتريش أخلاق ولا تعمل رجاله، الرجاله عتتربي على ادين الرجاله، مش حي تجيبلهم فلوس وتخلي الحريم تربيهم لما اتطبعوا بطبع الحريم..


ودلوك هم بينا يابوي إحنا ميشرفناش نقعدوا فموطرح واحد مع الزاني ديه، ربنا مايجمعنا بيه دنيا ولا آخره. 


قالت كلامها ومسكت يد أمها ويد أختها بشاير وبصت لشام اللي دموعها كانت مغرقه خدودها وقالتلها:


ربنا يعينك على مابلاكي ياخيتي، أودعناكي الله وهملناكي فرعايته وهو عليكي أحن وارحم.. وبصت لكرار وقالتله، وإنت لا سامحك الله ولا حط فطريقك قلب رحيم ياشيخ، ولا يحطلك فقلب غريب ولا قريب شفقه ولا رحمه ابداً. 


 الا كل القوب اللي حواليك تتملى عليك قساوة كيف قساوة قلبك على أختي وكره كيف كرهك ليها وللي من ريحتها. 


خلصت كلامها كله دفعه وحده وإتحركت بامها وأختها على بره، أما عبد الصمد فبص لتوفيق ولسه هيتكلم ويستسمحه عاللي قالته بسيمه، لكن توفيق رد عليه بصوت موجوع:


تسلم ربايتك ياعبصمد وتسلم يدك، إنت ربيت بنات الوحده منهم بميت راجل، واني ربيت راجل المره أحسن منيه، روح يابوي وحقك على راسي وعيني، وبتك ميته ماتعوزها هجيبهالك لحد عندك ولحد باب بيتك، 


وهسيبهالك تشبع منها علي راحة راحتك، وخليني أشوف حد يعترض، وطلاق تلاته من حوريه أمك ياكرار شام ماهتتقطع ولا تتمنع من أهلها ولا هيتقطعوا منها طول مااني علي وش الدنيا. 


وأوبقي وريني ياسبع الرجال هتعمل إيه، ولو عالطلاق إنت تطلق واني هجوزها لاخوك عزت واخليها في البيت قبال عينك وأشوفك تحكم علي مين ياكلب البراري يانجس. 


خلص كلامه وخد نفسه بالعافيه، وهو واعي لعبد الصمد طالع من بيته مكسور، وبص لصفوت اللي إتحرك فوراً وراهم عشان يعاودهم لبلدهم بالطرومبيل، 


وكل الواقفين كانوا ساكتين من هول الموقف اللي عمره ماحوصول، ولا عمره ضيف قبل سابق إنطرد من بيتهم، وسكوتهم طال كأن على رؤسهم الطير ومحدش قادر ينطوق، ولا حد عارف يقول إيه، 


ومفيش من بينهم كلهم غير بس عزت اللي كان قلبه عيرقص طرب من يمين أبوه اللي حلفه، وإتمني من كل قلبه إنه ينفذ وعيده، ويجوزه شام بعد ماكرار يطلقها، وداي توبقي أمنيته الكبيره اللي إتحققت من كتر مااتمناها. 


أما توفيق فبعد مالجماعه مشوا دخل البيت وهو حاسس رجليه بقوا كيف الخيوط، وإن بدنه كله سرت فيه رعشه قويه، ودراعه الشمال فيه تنميل، وماصدق يدخل البيت وشاور لفكريه بته اللي كانت طالعه من الموطبخ وبضعف قالها:


-فكريه تعالي سنديني وطلعيني أوضتي قوام، حاسس رجليا مش شايلاني. 


جات فكريه عليه جري وسندته، وجات وراها حوريه تجري عليه وهي عتسأله ماله وجراله إيه؟ بس بمجرد مامسكت إيده تسنده نشك يدها بعيد ورفض مساعدتها، وطلع مع بته. 


وهي من حركته داي فهمت إن كرار عمل نصيبه جديده، فنزلت السلم تاني، وطلعت تشوف فيه إيه وهبب إيه كرار النوبادي، وهملت توفيق لفكريه طلعته اوضته ونومته ففرشته وغطته، وميلت عليه تسأله بشفقه وهي واعيه رجفة جسمه:


-فيه حاجه وجعاك يابوي أعمل حاجه دافيه تشربها تدفيك وتضيع رجفة بدنك داي؟ 


رد عليها توفيق بهزه من دماغه مصحوبه بصوت عيرجوف:


له يابنيتي معاوزش حاجه بس همليني لحالي وردي الباب وتخليش حد يصحيني واصل، سامعه يافكريه، خليني براحتي لما اقوم لحالي. 


فكريه ردت عليه بطاعه: 


حاضر يابوي مهخليش حد يقل راحتك، نام ياحبيبي نوم العوافي.. وغطته وقفلت الباب ونزلت،


 وعلي اول السلم لقيت عمها 


نعيم وجوزها معروف معاه وماسك فيده كيس قماش كبير وسألها عمها بلهفه:


-أبوكي فين يافكريه روحي نادميه قوام قوليله عمي جاب فلوس المشاريع الجديده.


فكريه :


أبوي بعافيه شويه ياعمي وطلع نام وقالي متخليش حد يصحيني واصل.


نعيم: طيب عايزين نعينوا الفلوس داي في الخزنه فأوضته دلوك ونعرفوه بيهم.


فكريه: 


إن كان ولابد خدوا مفتاح الخزنه من أمي وواحد فيكم يطلع ويدخل علي طراطيف صوابعه يحطهم ويطلع من غير مايصحيه عشان هو مشدد عليا قوي متجيبوليش الكلام منه بالله عليكم.


نعيم:


طيب روحي اتلافي المفتاح من أمك قوام، 


واقفه بره هي فالجنينه مع اخوكي كرار وشكلها فيه عركه جديده.


راحت فكريه بالفعل وجابت المفتاح من أمها وادته لعمها، وعمها اداه لمعروف وقاله يطلع الفلوس في الخزنه بالهداوة من غير مايصحي عمه، ويجيب المفتاح يديه لسته عديله تدسه معاها لغاية مايصحى عمه وياخده منيها ويتولي هو أمر الفلوس عاد.


وعدت حوالي ٤ ساعات، والعصر أدن وصلاته فاتت، والمغرب خلاص على ادان، وكل ماحد ياجي يصحي توفيق للصلاة ولا للوكل فكريه توقفله ومترضاش تخليه يطلعله وتقولهم هو قالي محدش يصحيني.


 لغاية ماعديله صرخت فيها وهي طالعه السلم بضعف وقالتلها بتهديد:


اوعاكي تقوليلي إطلعي ومتطلعيش والله افط فكرشك يافكريه اني قلبي ناغزني على ولدي اللي معيأجلش الفرض ولا يأخر معاده حتي فعز تعبه وعياه، أوعوا إكده خلوني اشوف ولدي ضناي الزعل عمل ايه فحاله.


وخلصت طلوع السلم، وغابت يادوبك كام دقيقه وبعدها صرخت صرخه زلزلت البيت كله بعز ضعفها، لكن فجعة موت الحبيب صرختها عتطلع من العدم وعلي كد المحبه عتكون قوتها..

    الفصل التاسع والعشرون من هنا

لقراءة باقي الفصول اصغط هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close