أخر الاخبار

رواية مشاعر متمردة الفصل السادس والعشرون 26بقلم أية النفري

       

رواية مشاعر متمردة

الفصل السادس والعشرون 26

بقلم أية النفري



يفتح شادى باب بيته فيجد المكان فى ظلام دامس يتعجب للامر ويبحث عن مكان الانارة متحسسا باناملة 

وفور اضاءته للنور يلتفت فاذا به يجد عشق واقفه خلفه بفستانها الذهبى الرقيق من الحرير الخالص وشعرها المموج منسدل على كتفيها وظهرها وقد اضافت الحمرة والمساحيق التجميلية البهاء لوجهها الانثوى الجذاب 

تبتسم عشق ثم تلتف حول نفسها مردفة : ايه رايك . 

يهمس شادى وهو يطالعها بوله واندهاش : عشق 

عشق: انا سبق ونسيت يوم مهم زى عيد ميلاد بس حظك ان عيد جوازنا بعدها بيومين فانا قررت انى احتفل بيه معاك ولوحدنا محبتش اعزم حد حتى روقه وديته لمام والمربية الى اتفقت معاها هتروحله على هناك الليلة دى هو هيوحشنى بس اتفقت معاه انى مام لازم تصابح دادى علشان هى زعلته من غير ماتقصد 

شفت بقى انت المرة دى الى نسيت بس انا مش هعتب عليك ولا هزعل منك واحدة بواحدة كدت خالصين اوك 

يبتسم شادى بفتور 

تقترب منه عشق وتمسك بيده قائلة : تعالى محضرالك مفاجاة ثم تتجه به لغرفة الطعام المضاءة بكثير من الشموع بكل مكان وقد امتلات طاولة الطعام بكل ما لذ وطاب 

يطالع شادى المكان بانبهار ثم يردف : انتى جهزتى كل ده 

عشق : بصراحة الاكل جاهز والكؤك كمان بس الفكرة والاعداد ليا ثم تغمز له مردفة : ايه رايك بقى

ثم تلتفت له وقد ارتسم الجد على وجههلدا قائلة : انا بحبك اوى ياشادى واكيد ماكانش قصدى انشغل عنك ولا ازعلك 

شادى : وانا كمان بحبك 

تبتسم عشق وتسحب هديته عن الطاولة وتقدمها له قائلة : وكل سنة وانت طيب ونكون سوا لاخر العمر نكبر ونعجز سوا واحنا ماسكين ايد بعض ومانتفرقش ابدا 

يظل شادى يطالعها باسى وكان ضميره يحادثه باللوم والعتاب ثم يرفع يدها الى فمه مقبلا اياها ويقبل راسها بحنان 

تدمع عينا عشق وتطالعه قائلة : لم اتعصبت عليا انا . انا حسيت انى كنت السبب فى الاحساس الغلط الى وصلك لاول مرة من زمان تتعصب عليا كده 

بس انا مش زعلانه يمكن انت خلتنى اخدت بالى من حاجه مهمه زى دى وفى نفس الوقت كان نفسى بس تقولى باسلوب اهدى وتوعينى فهمنى الى مضايقك ايه وكمان تعذرنى وتقدر موقفى وتعبى 

يومها لم مشيت معرفتش انام كنت هموت من القلق عليك اتخيلت الف حاجه حصلتلك كنت هبقى السبب ومش هسامح نفسى 

شادى : عشق ... انا .ثم يبتلع ريقه بصعوبه ويردف انا اسف .سامحينى 

عشق : افتح الهديه 

يومىء براسه ويفعل فاذا بها ساعه من احدى الماركات المشهورة 

عشق : الساعه الى سبق وجبتهالك هدية من يوم ماخرجت زعلان مارجعتش بيها مش بشوفك تلبسها ولا لقيتها فى درج ساعاتك علشان قررت اجيبلك واحدة جديدة والمرة دى اوعى تقلعها من ايديك حتى لو زعلان منى 

يجحظ شادى بعيناها ناظرا ليده الفارغه 

عشق مستكملة حديثها : كمان انت سبق ووعدتنى ان مهما حضل مش هترجع تشرب ابدا  لكن مع اول مشكلة شربت ونسيت وعدتك بالرغم من انها كانت مشكلة بسيطة وماتستلهش ضعفت وانا مابحبش اشوفك كده 

الشرب اول حاجه بترجعك للماضى بتخليك حد تانى غير شادى الى بحبه 

هترجع توعدنى المرة دى تانى وبجد من غير ماترجع عن وعدك  بليييز ياحبيبى اوعدنى 

شادى : وعد مهما حصل مش هضعف تانى ابدا 

عشق انتى غالية عندى اوى . انتى حبيبتى وام ابنى انا شكلى مابعرفش اعمل حاجه غير انى اجرحك وبس زمان اذيتك كتير ووصلتى للموت بسببى ولسه باذيكى بانانيتى انا مش مستعد اخسرك ابدا عايزك جنبى دايما 

عشق : حبيبى ثم تبتسم وتمسح عبراتها قائلة : ثانية واحدة ثم تتجه نحو مشغل الاغانى 

وتتجه نحوه ليراقصها تقوم عشق بالرقص معه والنوم براسها على كتفه مغمضه عيناها 

يشعر شادى بقربها منه الى هذا الحد ثم يتذكر حينما كانت يارا مكانها تضمه بذات القرب كيف سمح لها كيف سمح لنفسه بفعل هذا يبتعد شادى عنها وكانه يدفعها عنه 

تعقد عشق حاجباها باستغراب 

شادى : انا .انا تعبان ومحتاج انام تصبحى على خير 

عشق : بس .بس السهره لسه فى اولها 

شادى : قولتلك محتاج انام وارتاح ثم يتركها واقفه مالحجر عاقدة حاجبيها وفاغره فاهها غير مستوعبه مافعل دفعها عنه بحده وكانه لايطيق قربها بمنتهى الفتور والقسوة لم تعد تفهمه لاتعلم مايريد لم فعل هذا ؟ لماذا 

يدخل شادى غرفته ويغلق الباب خلفه ثم ينزع جاكيته ويلقيه ارضا بغضب وهو يصيح ليه عملت كده .ليه .غبى  ثم يضغط باصابعه على خصلات شعره وكانه شيقتلعهم وتمتلأ عيناه بدموع تأبى الرضوخ للانهيار 

يتذكر ليلتها "يارا : ليه جتلى 

شادى : مش عارف . مخنوق مضايق بس مش عايز اتكلم 

يارا : اوك مش مهم تتكلم ثم تسحب الزجاجه من يده وترتشف بضع قطرات منها ثم تضعها جانبها وتتجه نحوه قائلة  وهى تتلاعب بالمنديل المعلق بجيب جاكيته: مش خايف مراتك تعرف انك هنا وفى وقت زى ده اوبس سورى اتفقنا مانجبش سيرتها 

يظل شادى يطالعها مطولا ثم يجذبها نحوه بعنف مقبلا اياها 

تفتح عشق الباب وتدلف لغرفة شادى فتجده يجلس على طرف سريره ضاما راسه الى يديه وجاكيتة ملقى ارضا 

عشق : شادى ممكن افهم فى ايه يعنى ايه الى حصل من شويه 

شادى : ولا حاجه انا بس مضغوط من الشغل هنام ولم اقوم هبقى كويس 

عشق مقتربة منه وتضع يدها على وجهه : بس .انت 

يصرخ بها بعد ان يبعد يدها عنه :خلاص ياعشق ماتبقيش لحوحه 

تتعجب عشق تصرفاته وكم هو متناقض ما الذى يرغب به 

يخلع شادى حذاؤه ويبعده بقدمه ويتجه نحو سريره يستلقى عليه ويدثر بغطاؤه وهى تطالعه بعيون دامعه ثم تتركه وتتجه للخارج تتجه نحو غرفة الطعام ناظرة لما حولها وتبكى بشدة 

___________________________________

يجلس جاسر قبالة اسيل 

جاسر : وحشتينى 

اشيل : جيت ليه 

جاسر : جيت اقولك انى بحبك واسف حقك عليا ومش هسيبك وهستناكى لحد ماتبطلى عند وتصفى من جواكى ناحيتى حتى لو لاخر العمر و بمزاجك او غصب عنك هتجوزك تحاول اخفاء ابتسامتها مردفة : هو بالعافيه ولا ايه 

جاسر : بالظبط كده اعترضى بقى 

اسيل : يعنى . مش شاكك انى لسه بحب . ثم تبتلع ريقها بصعوبه فيكمل هو قائلا : عارف انك بطلتى تحبيه ومتاكد انك بتحبينى زى مابحبك بس مش قد مابحبك 

اسيل : بس انت قلت 

جاسر : كنت متعصب معرفش ليه قلت كده كنت غيران كنت خايف يبعدك عنى 

كنت هموت من القلق عليكى وانتى معاه 

اسيل باكية  : قلت انك مش عايزنى 

جاسر : انا ماقلتش كده 

اسيل : كلامك كان بيقول كده 

جاسر : حقك عليا طيب انا رخم وحمار ويارب اموت لو عيطتى بسببى تانى تضع اسيل يدها على فمه بخوف مردفة : ماتقولش كده تانى 

جاسر : يعنى بتحبينى اهو امال تعبه قلبى معاكى ليه بس 

اسيل مبتسمة : تستاهل اكتر من كده عشان تبقى تفكر كويس قبل ماتحكم او تتكلم تانى 

جاسر : ماتزعليش طيب ادى راسك ابوسها ويهم على تقبيل راسها فتدفعه قائلة : ايييه انت هتزيط 

جاسر رافعا احد حاجبيه بجحوظ : ياساتر يارب انتى اتحولتى ولا ايه تبتسم فيردف : بحبك 

اسيل باكية :  وانا والله ما بحب ولاهحب  حد غيرك 

جاسر ماسحا دموعها : وغلاوة دموعك عندى مش هتنزل بسببى تانى اضحكى بقى . قولى انك مسمحانى 

اسيل : مسمحاك 

جاسر : يعنى صاف يالبن 

اسيل : حليب يا قشطة 

جاسر : والله مافى قشطه غيرك انت ياقشطه 

توكزه فى معدته قائلة : اتلم 

جاسر : اييييه ماكنا ماشين كويس 

اهو عندنا لو عرفوا انك مديتى ايدك عليا فيها قطع رقاب دى 

اسيل : وعندكوا ده فين بقى ان شاء الله  ليكون عندكوا كمان الست مقعدتش والراجل واقف فى الحالة دى موعدكش 

جاسر : فى الحالة دى وفى اى حالة تانية الراجل يشيل الست فى عيونه ثم يتكىء بركبتيه امام كرسيها خصوصا لو بيحبها وبيعشقها وبيموت فيها 

تتورد وجنتا اسيل فيردف : ياخوخه قلبى 

اسيل متعجبه : خوخه 

جاسر : اهو كل خد عليه خوخه تضحك اسيل 

جاسر : اخيرا الشمش طلعت ثم يشرع بالغناء لها طلعت يامحلى نورها شمس الشموسه 

اسيل : هشششش سيف وطنط فادية جوه يجلهم صرع ولاصمم ولاحاجه ده صوت تقابل بيه ربنا 

جاسر : مكنتش عارف انوا هيعجبك كده 

اسيل : لابرافوا اللله ينور ماتغنيش تانى ويلا بقى نروح لسيف خلينا نقوله اننا اتصالحنا 

جاسر : امرك ياكبير وماله ثم يدفعها بالكرسى نحو الفيلا مردفا اه نسيت اقولك عندنا كمان الست مابتكلش قبل ما جوزها يموت 

اسيل : يا اختتتتتتى مش هنخلص 

جاسر : خلاص سكت اهو معانا يارب 

تضحك اسيل وسيف يطالعهم من النافذه مبتسم 

فادية : ايه اتصالحوا 

سيف : واضح كده 

فادية : الحمد لله ربنا يهديهم ويهدى سرهم ويسعدهم 

سيف : يارب تعالى معايا نخرجلهم 

فادية : مابلاش يابنى روحلهم انت 

سيف : ازاى بقى انت فى مقام والدتنا وبعدين اسيل بتموت فيكى واكيد هتكون حابه انك تكونى موجودة معانا 

تبتسم فادية مردفة : يلا ثم تتجه معه للخارج 

_____________________


يفتح رامز باب الغرفة فيجد غزل على سجادة صلاتها تقرأ القرآن يطالعها مطولا 

تشعر غزل بوجودة فترفع غزل نظرها اليه 

رامز  مبتعدا بنظره عنها ناظر الى صغيرة النائم : نام 

غزل : اه نام 

يناول رامز ورقه لغزل فتطالعه باستغراب ثم تاخذها وتطالعها باندهاش مردفة : شهادة ميلاد وباسم اسر معقول بالبساطة والسرعه دى 

رامز : الفلوس بتحل اى حاجه 

غزل : ولم الدنيا سهلة وبسيطه عندك كده معملتش ده من زمان ليه . ليه انكرته وكنتش عايزة 

رامز : لانى كنت حابب ان اول ولادى يكون منك انتى ياغزل مش من اى واحدة تانية ولادى كلهم يكونوا منك انتى .انتى وبس

لكن الوقتى طالما هو معاكى وانتى حابه يفضل معنديش مانع

تضحك غزل بسخرية مردفة : منى انا .ومش من حد تانى انا وبس 

ولم انا وبس ليه . ها ليه علاقاتك الحرام دى ليه قررت تجيب طفل زى ده على الدنيا لتنفيذ اغراض دنيئه وخطط قذره وانت مش عايزه ذنبه ايه 

انا كمان ذنبى ايه علشان اعيش مع واحد زيك ميعرفش حدود ذنبى ايه عشان اخلف ولادى منك انت وانت مابتحترمش العلاقات ولا بتحترم العيلة وكيانها ولا بتفرق مابين الحرام والحلال والصح والغلط عندك واحد 

وارواح الناس عندك لعبة مخدرات وسلاح وايه تانى ثم تصرخ به ايه تانى ثم تخرج من الدرج المجاور للسرير ظرف ابيض كبير تلقيه امامه على السرير مردفة 

يخرج رامز الصور من الظرف له هو وهديل 

غزل : امتى وفين وازاى ايه لم الشامى على المغربى وايه خلاها متغاظه منك لدرجه انها تبعتلى صور زى دى ثم تطالع الصور باشمئزاز 

رامز : لانى سبتها رفضت اتجوزها لانى بحبك انتى ومافيش واحدة دخلت قلبى غيرك

غزل : قلبك انت عندك قلب 

رامز : ليه متضايقة غيرانه على اساس مابتحبينيش ومابتطيقينيش 

غزل : بس عندى كرامة وانت بتيجى عليها بتصرفاتك وانا مش هقبل ده بص فى الصور كويس ايه عادى واحدة تقبل بوضع زى ده فى رايك 

 تعرف انك انت وهديل شبه بعض هى برده زمان لفقتلى تهمه طلعت انى على علاقة بسليم لم كانت استاذى ماجمع الا ماوفق انتوا الاتنين تعابين وسمكوا قاتل انا مش عايزة اعيش معاك لو هتقتلنى اقتلنى مش فارقه اصلا انت قتلتنى من زمان انا حاولت معاك قررت احاول من تانى وقلت يمكن يتغير بس انت 

رامز : انتى ماعشتيش الى عشته عشان تحكمى عليا 

غزل : ايا كان الى عشته مش مبرر لافعالك 

رامز : لا مبرر . مبرر لان الضعيف بياكلة القوى فى دنيتنا لان الفقير مالوش كرامة ولا قيمة ولا وجود 

عارفه يعنى ايه يتسرق منك كل حاجه بعد ماكان عندك كل حاجه يموت ابوكى بحسرته بسبب الخيانة والغدر 

عارفه يعنى ايه تتيتمى انتى واختك الصغيرة وتعيشوا مع امكوا بتتعملوا من الى كانوا اقل منكوا زى الشحاتين 

انا عملت كل حاجه ممكن تتخيليها او ماتتخيليهاش .كل حاجه دخلت فى علاقات كتير ثم يحمل صورة ويواجهها به قائلا:  اخرهم كانت مع هديل صاحبتك 

تجحظ غزل بعيناها وتبكى 

ويكمل رامز اشتغلت فى كل حاجه ممنوعه كل الى يخطر على بالك سلاح مخدرات تبيض عمله اثار  تهريب ألماس 

حتى تجارة فى الاعضاء ترتجف غزل وتظل تطالعه غير مصدقة سيل اعترافاته المقززه 

رامز : حتى انى ثم يصمت مطولا مطالعا اياها وهى تطالعه وقد اغروقت عيناها بالدموع فيكمل اغتصبت وقتلت 

تتسارع دقات قلب غزل ويصعد صدرها ويهبط مرارا مبتلعه ريقها بصعوبه وخوف 

يضع رامز يده على زراعها فتبتعد بسرعه مرتجفه وتضم جسدها بزراعاها 

رامز : كل ده ولسه عندى استعداد ابدا من جديد عشانك غزل لو فكرتى تسبينى هتندمى هتندمى كتير صدقينى لانى وغلاوتك عندى وقتها هاخد منك اغلى حاجه فى حياتك 

تتتالى عبراتها منهمرة على وجنتاها "


            الفصل السابع والعشرون من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close