أخر الاخبار

رواية حسناء أنارت دربي الفصل السادس عشر 16بقلم جوهرة الجنة

        

رواية حسناء أنارت دربي  

الفصل السادس عشر 16 

بقلم جوهرة الجنة


بعد دقائق استيقظت حسناء أخيرا، لتجد أفراد العائلة ملتفين حولها وعيونهم تحكي مدى تأسفهم على حالتها وحزنه الشديد على عائلتها وما حدث لهم، بينما هي تنظر لهم بعدم استيعاب لما حدث لكن ذلك لم يلبث سوى ثواني قبل أن تتذكر حديث الضابط لتنزل دموعها واحدة تلو الأخرى معبرين عن حزنها.


عائشة :كوني قوية يا إبنتي وإذهبي لوالدك هو الأن بحاجتك.


حسناء :لقد فقدت أمي وأخي، أنا السبب ليتني وافقت على عودتهم معي لما حدث لهم هذا.


عائشة بحزم: حسناء ما الذي تقوليه، يبدو أنك غافلة عما تفعلين، وأنا التي كنت اقول أنك أكثرنا إيمانا بالله والقدر.


حسناء: الإمتحان هذه المرة صعب، صعب جدا.


فؤاد :ولكنك ستجتازيه من أجل والدك ومن أجلنا ومن أجل جواد ومن أجل نفسك أولا.


أغمضت حسناء عينيها قليلا ثم قالت والدموع لا تفارقها :أريد رؤية أبي.


فؤاد :حسنا سأخذك.


غادر كل من حسناء وفؤاد المنزل تاركين أفراد العائلة حزينين على حسناء وما سيحدث معها في الفترة المقبلة، ففقدان شخص واحد يكون صعبا ومؤلما لأي شخص أما حسناء فألمها مضاعف وقلبها مقسوم بين ثلاثة أشخاص.


بعد دقائق مرت على حسناء كالساعات، وصلوا أخيرا للمستشفى لتنزل وتسأل عن والدها في الإستقبال، فعلمت أنه في غرفة العناية المركزة، ودلتها الموظفة على مكتب الطبيب المكلف بحالته ليشرح لهم كل شيء. 


صعدوا للطابق المنشود ليجدوا مساعدة الطبيب جالسة في مكتبها، فأخبروها برغبتهم في رؤية الطبيب ، لتدخل أولا قائلة: أيها الطبيب عائلة المريض الذي أجريت العملية له للتو يودون مقابلتك.


الطبيب: حسنا دعيهم يدخلوا.


دخل فؤاد وخلفه حسناء ليلقي السلام على الطبيب وقال: أيها الطبيب هذه زوجتي وابنة المريض عبد الله، وأتينا للاطمئنان على حالته.


الطبيب: أولا أنا أتأسف على ما حدث لوالدتك وأخوك، وأتمنى أن يرزقهم الله بالجنة، أما بخصوص حالة السيد عبد الله، فللأسف الشديد ليست مبشرة بالخير، فلقد تعرض لعدة كسور على مستوى رجله اليسرى ويده اليمنى، إضافة لكسور على مستوى القفص الصدري الذي سبب أحدهم صغطا على القلب، وأيضا تعرضه لنزيف داخلي استطعنا إيقافه بصعوبة للوقت الحالي.


أغمضت حسناء عينيها بقوة تدعو الله أن يرزقها الصبر وتشتد قبضة يدها على يد المقعد ليتساءل فؤاد قائلا: ماذا تقصد بالوقت الحالي.


الطبيب: في الحقيقة يوجد إحتمال كبير بعودة النزيف ولا نستطيع توقع تأثيره على المريض، لدى قمنا بوضعه في العناية المركزة ليظل تحت المراقبة ونتابع مؤشراته الحيوية، وفي حالة وجود أي تحسن خلال الأربعة وعشرين ساعة القادمة وهذا ما نأمل فيه، سننقله لغرفة عادية.


حسناء: هل أستطيع رؤيته.


الطبيب: ضمانا لسلامته لا نسمح بدخول أي شخص، فحالته لا تسمح بأي مخاطرة.


فؤاد: حسنا شكرا أيها الطبيب.


خرجوا من مكتب الطبيب وفؤاد يسند حسناء ليجلسها في أحد المقاعد الموجودة في الرواق وذهب ليحضر لها قنينة ماء تعيد بها أنفاسها قليلا ليصطدم بعمة حسناء خديجة وبناتها فاتجهت نحوه ليلى فور أن رأته قائلة: أين هو خالي وكيف حالته.


فؤاد: حالته ليس جيدة وهو الأن في غرفة العناية المركزة.


بدأت خديجة تولول وتصرخ قائلة: يا لحظك التعيس يا أخي، ليتك لم تذهب هناك من الأصل، يا رب لا أريد أن أفقد أخي يا رب.


سألت ليلى فؤاد عن حسناء، ليشير لها حيث تجلس، فأسرعت تواسيها، ولكن كان لخديجة رأي أخر، التي فور أن رأتها قالت بحقد: أنت السبب في حالة أخي، منذ صغرك وأنت تسببين له المشاكل، ليتك متِ ولم تأتي لهذه الحياة، كم أمقت وجودك.


الكل كان يتوقع من حسناء أن تثور وتجيب على خديجة، إلا أنها نظرت لها بنظرة خالية من الحياة وابتعدت عن ذلك المكان، بل ابتعدت عن الطابق بأكمله وخلفها فؤاد الذي رمق خديجة بنظرة غاضبة قائلا: إن كان أنت ألمك على أخوك قويا، فألم حسناء مضاعف لثلات مرات، فهي خسرت والدتها وأخوها ووالدها بين الحياة والموت ولا أحد يعلم مصيره فلا تقولي شيئا مجددا لها قبل أن تفكري به لأني في وقتها لن اعتبار لفارق السن بيننا.


غادر فؤاد تاركا خديجة مصدومة من حديثه لكنها لم تهتم كثيرا وعادت للنواح على أخيها وإزعاجها للمرضى فأخرجها الأمن من المستشفى. أما فؤاد فلحق بحسناء التي كانت تتكأ على سيارته، وتنظر للسماء الصافية، والتي تزينها نجوم لامعة دون أن تذرف دمعة أخرى.


فؤاد :حسناء هل تريدين رؤية والدتك وأخيك.


حسناء :هل أستطيع رؤيتهم.


فؤاد :أجل لقد أخبرني الضابط أنه يجب عليك التعرف على جثتهما.


حسناء :هذا يعني أن جثتهما مشوهة صحيح.


فؤاد :ليس كذلك لقد أخبرني أن هذا إجراء عادي.


وافقت حسناء على رؤيتهم لترافق فؤاد، تتحرك كجماد لا روح فيه لتصل إلى الغرفة الخاصة بالموتى وينزع المسؤول عنهم الغطاء بعد أن أعطته حسناء الإشارة ليظهر وجه والدتها عليه بعض الجروح إلا أن البسمة لا تزال تزين وجهها لتبتسم حسناء وسط دموعها هامسة :رزقك الله الجنة يا أمي.


طبعت قبلة على جبينها لتنتقل لجثة أخيها وتقبل جبينه هو الأخر، تدعو الله أن يرزقهم الجنة ثم خرجوا بعد أن شعرت بجسدها مرهق لأقصى درجة، واستقلت السيارة مستندة على المقعد، وأغمضت عينيها علها ترتاح قليلا.


صعد فؤاد وجلس على مقعده، ليرى حسناء مغمضة عينيها، فلم يرد أن يزعجها، وتحرك متجها للمنزل، وحينما وصل وجد المنزل مظلما والجميع نائم، فالوقت تأخر كثيرا لدى صعدوا مباشرة لغرفتهم، واستلقوا على سريرهم إلا أن عيونهم لم تغمض ففؤاد ظل يضم حسناء به علَّه يخفف عنها قليلا.


حسناء :أتعلم بما أشعر يا فؤاد، أشعر بفراغ كبير في قلبي، أشعر بخنجر يغرس في قلبي كل ثانية والجرح يزداد عمقا وينزف، لكن النزيف لا يوقفه لا الأطباء ولا الدواء ولكن ما سيوقفه حقا هو توقف قلبي عن الخفقان.


فؤاد :لا تقولي هذا يا حبيبتي، الموت علينا حق ولا نستطيع ردعه، لكن كوني متأكدة أنك ستعتادين على هذا الحال، صحيح أنك ستشتاقين لهم وستتذكرينهم دائما، وستأتي بعض اللحظات تتمنين لو كانوا بجانبك لكن كوني أكيدة أنه سيأتي يوم وتبدئين الحديث عنهم بخير أمام أطفالك، وبعد شهور سيصبح غيابهم لا يفرق كثيرا، هذا لا يعني أنك ستنسيهم فقط ستتعودي على حياتك بدونهم كما اعتدت على البعد عنهم بعد الزواج.


حسناء :لكن الأن لن أراهم مدى الحياة.


فؤاد :لكنك تستطيعين فعل الخير وتنالي الجنة كما يمكنك الدعاء لهم وتجتمعوا في الجنة.


صمتت حسناء قليلا تفكر في كلام فؤاد، ورغما عنها ومن شدة تعبها وكثرة التفكير أرهقت، لتنام دون شعور، لينام فؤاد هو الأخر وهو يدعو الله أن تتحسن حالة والد حسناء.


بزغت الشمس ونشرت أشعتها على أرجاء البلاد، لتوقظ حسناء التي ولأول مرة منذ سنتين لم تستيقظ لصلاة الفجر، فأسرعت تتوضأ وتصلي لتغير ثيابها بعد أن استيقظ فؤاد هو الآخر وصلى ثم غادروا متجهين نحو المستشفى بعد أن اطمأنت حسناء على جواد.


فؤاد :حسناء اليوم سيتم دفن أمك وأخيكِ.


حسناء بألم: ليت أبي استيقظ واستطاع دفنهم بنفسه لكن القدر له رأي آخر والميت يجب أن يدفن ويرتاح.. هل تستطيع التكلف بمراسم الدفن يا فؤاد.


فؤاد :كنت سأتكلف بهم دون أن تطلبي.


وصلوا للمستشفى ليسألوا عن حالة عبد الله، فعلموا أنه لا زال في غرفة العناية المركزة، فظلت حسناء جالسة أمام غرفته تنتظر أي جديد، بينما فؤاد ذهب ليتكلف بمراسم الدفن، وخلال فترة جلوس حسناء أتى جعفر وزوجته بعد أن علم من خديجة أن أخيه لم يمت، ليغضب بشدة لكنه فور أن علم أن حالته خطيرة عاد له الأمل في موته وقرر أن يحاول قتله مجددا لو نجى.


ما إن لمح جعفر حسناء تغيرت ملامح وجهه ورسم الحزن عليها، لينادي على حسناء التي استدارت ناحيته فور أن سمعت إسمها، وتنهدت غير راضية على رؤية عمها بعد أن اعتقدت أنها ظلت وحدها وتستطيع التفكير قليلا. استيقظت حسناء من شرودها حينما حضنها جعفر قائلا بأسى :أنا متأسف على ما حدث لعائلتك، لقد علمت هذا الصباح ما حدث ليتني لم أدعكم تغادرون بالأمس.


حسناء بهدوء :هذا كان قدرهم وأراد الله أن يأخذهم له وأبي لا أحد يعلم إن كان سيعيش أم لا.


جعفر :لا تقولي هذا والدك قوي وسيقاوم.


حسناء :أتمنى هذا.


صمت جعفر وترك المجال لزوجته التي حضنت حسناء قائلة بهمس :أنا أسفة يا حسناء، أنا حقا أسفة.


حسناء :على ماذا تتأسفي يا خالتي.


وعت كريمة على نفسها وقالت بتوتر: أنا قلت هذا لأنني لم أستطع جعل عائلتك يمكثون معنا الأمس وحدث هذا.


حسناء :حتى لو مكثوا كان سيحدث شيء ويجعلهم يغادرون ويتعرضون لذلك الحادث فهذا قدرهم.


صمتت حسناء حينما رأت الممرضة تخرج مسرعة من غرفة العناية فأمسكت بيدها قائلة :ماذا حدث.


الممرضة :لقد توقف قلب المريض.


تراجعت حسناء بضع خطوات للخلف وهي تشعر بالعالم ينهار أمامها، ها هو والدها توقف قلبه ولا أحد يعلم إن كان سيظل على قيد الحياة أم لا.


استندت على الجدار خلفها ولسانها يردد كلمة "يا رب"، لم تكن تعلم بما تدعو أو تقول لتكتفي بكلمة يا رب، وهي يقينة أنه يعلم بما يجول في خاطرها وما يرهقها. أما جعفر فابتسم سعيدا وقال في نفسه :يبدو أنك يا أخي ستقوم بما أرغب في فعله دون تدخل مني، أتمنى أن تموت الأن لأنني لا أريد أن أتعب معك أنت أيضا يكفي ابنتك التي نجت ولا أعلم ماذا أفعل معها بعد.


مرت خمس عشرة دقيقة ليأتي فؤاد بخطوات هادئة في رواق المستشفى، لكن ما إن لمح حسناء جالسة في مقعدها، وتضع رأسها بين يديها، وعمها وعمتها اللذان أتوا في فترة غيابه يتحركون بغير هدى، حتى فزع وأسرع ناحية زوجته، ليجلس على وضعية القرفصاء أمامها ويضع كف يده على رأسها.


فؤاد :حسناء ماذا حدث.


رفعت حسناء وجهها ليرى فؤاد عينيها الحمراء من شدة كتمها للدموع وقالت: أبي توقف قلبه والأطباء عنده منذ وقت طويل لكنهم لم يطمئنونا عنهم بعد.


فؤاد :خير إن شاء الله، دعي يقينك كبيرا في الله.


حسناء :والنعم بالله.


ظل فؤاد جالسا بجانبها يحاول التخفيف عنها، لا يعلم أن بوجوده بجانبها أشعرها بالإطمئنان كونها تملك سندا تستند عليه وتستطيع الوثوق به، كما أنها على يقين تام أنها كلما كانت ستقع سيسندها فؤاد ويساعدها حتى تتخطى أي مرحلة مهما كانت صعبة.


داخل غرفة العناية المركزة، كان الأطباء يحاولون بكل جهدهم إنعاش قلب عبد الله، خاصة الطبيب المكلف بحالته والذي يعلم قصته وحالة إبنته في الخارج.


تحدث أحد الأطباء قائلا :يبدو أن عمره إنتهى، يكفي هذا أيها الطبيب.


الطبيب :إبنته فقدت والدتها وأخيها بالأمس وسأحاول جاهدا أن أنعش قلب المريض من أجل تلك التي تنتظره في الخارج، وأنا واثق أن الله سيقف معي.


بدأ الطبيب يعيد الكرة، ويحاول إنعاش قلب عبد الله لينجح بعد مجهود كبير، وترتسم بسمة سعيدة على ملامحه وملامح الأطباء.


    بدأ عبد الله يستعيد وعيه ليقول أحد الأطباء :سأذهب لأطمئن عائلته حول حالته، لا بد أن بالهم مشغول.


بدأ عبد الله يحاول الحديث ليقول بصوت خافت بعض الشيء لكن من بالغرفة سمعوه بسبب هدوء المكان: توقف.


توقف ذلك الطبيب وعاد ناحيته قائلا: هل تحادثني أنا.


عبد الله بدأ يتحدث بصعوبة ونفسه يتقطع: لا تخبروا أحدا بإستيقاظي.


الطبيب :ولكن لماذا.


عبد الله :أنا لم أتعرض لحادث لقد حاولوا قتلي.


فتح الأطباء أعينهم مندهشين من حديثه ليقول أحدهم :هل أنت متأكد.


اكتفى بإيماءة برأسه ليقول :هل لدى أحدكم هاتف الان.


تحدث أحد الممرضين قائلا :أنا لدي هاتفي.


عبد الله :رجاءا أريدك أن تصورني حينما سأبدأ الحديث عن الحادثة لأنني لست متأكد إن كنت سأظل على قيد الحياة بعد أم أن إبنتي ستذهب ضحية لعم طماع.


الطبيب :حسنا سنفعل ما تريده لكن حاول ألا ترهق نفسك. 


عبد الله :لكن أولا ماذا حدث لزوجتي وإبني. 


الطبيب :للأسف لم يتحملوا وماتوا قبل الوصول للمستشفى. 


أغمض عبد الله عينيه حزين على ما حدث لشريكة حياته وإبنه، فأشار للممرض الذي أخرج هاتفه وبدأ يسجل حديث عبد الله إلى أن انتهى، وناول الهاتف للطبيب المكلف بحالته ثم خرجوا بعد أن غط عبد الله في النوم. 


خديجة :كيف حال أخي.


الطبيب :لقد تمكنا من إنعاش قلبه لكنه دخل في غيبوبة.


حسناء :هل سيستيقظ منها.


الطبيب :أنا لا أعلم شيئا بخصوص هذا الموضوع، قد يستيقظ بعد يوم.. أسبوع.. شهر.. سنة، وربما لا يستيقظ أبدا.


في هذه الأثناء أتى ناحيتهم بعض الضباط ليتحدث قائدهم موجها حديثه للطبيب قائلا :كيف حال المريض.


الطبيب :لقد دخلت في غيبوبة قبل قليل ولا نعلم متى سيستيقظ.


أشار ذلك الضابط لضابطين لكي يقفوا أمام غرفة عبد الله وقال موجها حديثه لعائلته :هل كان لدى المريض أي أعداء.


حسناء باستغراب :أبي ليس لديه أي عدو، إنما الكل يحترمه.


الضابط :هل كنت معه وقت الحادثة.


حسناء :لا لقد تفارقنا دقائق قبل أن يتعرضوا للحادث.


الضابط :أريدك أن تقصي علي ما حدث ذلك اليوم بالضبط.


حسناء :بالتأكيد ولكن لماذا تريد أن تعلم ما حدث، هل يوجد شيء خاطئ في الموضوع.


الضابط :بعد التحقيق علمنا أن والدك لم يقم بالحادث لأنه لم يستطع التحكم في السيارة، ولكن لأن الفرامل كانت مقطعة وهناك من تعمد فعل هذا.


شهق الجميع مصدوما بينما جعفر نظر بكره لذلك الضابط الذي قد يخرب خططه، لتزداد عينيه حدة حينما بدأت حسناء تخبر الضابط بتفاصيل ذلك اليوم.


الضابط :حسب حديثك الذي قطع الفرامل فعلها خلال الفترة التي قضيتموها في منزل عمك، شكرا على هذه المعلومات ولكن قد أستدعيك في أي أنت وجميع أفراد العائلة.


حسناء :حسنا سيدي.


غادر الضابط لتعقد حسناء حاجبيها تفكر فيما حدث، ومن له مصلحة ليفعل هذا، أما الضابط فور أن استدار مع الرواق وجد الطبيب يقف في الطريق ليقول: سيدي لدي شيء يخص قضية المريض عبد الله.


الضابط :ما هو هذا الشيء.


الطبيب : أفضل أن نتحدث في مكتبي.


اتجه الطبيب والضوابط للغرفة، ليقول الطبيب: لقد كذبت عليكم بشأن حالة المريض.


الضابط تفاجئ من حديثه وقال: ولكن لماذا.


الطبيب: في الحقيقة هذه كانت رغبة المريض، بعد أن استيقظ أمرنا أن لا نخبر أحدا أنه استيقظ لأن حياته وحياة إبنته في خطر، وهذا التسجيل سيجعلك تفهم كل شيء.


أخذ الضابط الهاتف ليشغل التسجيل وتظهر صورة عبد الله وهو يقول :لا أعلم إن كنت على قيد الحياة بعد هذا التسجيل لكني أريد أن تحقق العدالة وأنقذ حياة إبنتي على الأقل.. حينما استقلت السيارة رفقة عائلتي تذكرت زوجتي أن كريمة زوجة أخي جعفر أرسلت لها تسجيلا لتشغله لكن بعد فوات الأوان... التسجيل كان يتبث أن جعفر خطط رفقة شخص أخر أن يقطع فرامل السيارة ونموت جميعا ليستطيع الاستيلاء على أموالي.. أخي أعماه الطمع وقتل ضميره من أجل مال.. أخي هو السبب في الحادث.


إنتهى التسجيل ليقول الضابط :جيد هذا دليل على الجريمة، ولكن يجب أن نأخذ أقوال المريض، ليكون كل شيء قانوني فهل أستطيع رؤيته الأن.


الطبيب :هو الأن نائم بسبب تأثير الدواء لكنك تستطيع رؤيته بعد ساعتين سيكون استيقظ.


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close