أخر الاخبار

رواية حسناء أنارت دربي الفصل الخامس عشر 15بقلم جوهرة الجنة

        

رواية حسناء أنارت دربي  

الفصل الخامس عشر 15

بقلم جوهرة الجنة


حسناء :سلمت يداك يا خالتي القهوة لذيذة كثيرا.


كريمة :شكرا لك.


اهتز هاتف حسناء فلفت انتباه الجميع له لتحمله وتجد رسالة من فؤاد يليها إتصاله فإستأذنت منهم حسناء وخرجت لتتحدث في الخارج.


حسناء :السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


فؤاد :وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، اشتقت لك كثيرا.


إحمرت وجنتي حسناء قائلة :لقد افترقنا لساعات فقط، كما أنك تقضي هذه الساعات دائما في العمل وأنا أظل في المنزل فما المختلف هذه المرة.


فؤاد :في الأيام العادية كنت أعلم أنك في بيتي فأظل مطمئنا رغم اشتياقي لك لكن الأن أنت في مكان بعيد عني فلا أستطيع كبت مشاعري أكثر.


    توردت وجنتي حسناء خجلا من حديثه إلا أنها تشجعت وقالت: أنا أيضا أعد الثواني التي تفصل بين هذه اللحظة ووقت عودتي.


همس فؤاد بصوت عذب قائلا :لقد سطوت على قلبي وإمتلكت روحي فما الذي تخططين للسيطرة عليه بعد.


حسناء :يكفي يا فؤاد أنت تحرجني وإذا رأني أحد في هذه الحالة قد يغمى علي.


كاد فؤاد أن يواصل غزله إلا أن هاتفه الذي أصدر عن إتصال آخر من المنزل أوقفه ليقول :حسنا سأكتفي بهذا القدر الان، لكن في المساء سيكون لي حديث أخر.


شعرت حسناء بإنقباض قلبها إلا أنها حاولت أن لا تلفت انتباه فؤاد لذلك وقالت بصوت جاهدت أن يكون طبيعيا: حسنا إلى اللقاء، دمت في رعاية الله.


فؤاد :إلى اللقاء.


حسناء بهمس :أحبك.


كانت تلك أخر كلمة سمعها قبل أن تغلق حسناء هاتفها سريعا تضعه جهة قلبها تضغط عليه تحاول كتم ذلك الألم الذي يراودها.


حسناء :يا رب أنت العالم بحالي قف معي وساعدني لأتجاوز هذا الإحساس.


   بدأت تردد بعض الأذكار والأيات القرآنية إلى أن هدأت قليلا، ثم عادت حيث يجتمع الجميع لتجلس برفقتهم يتبادلون الأحاديث إلى أن حان وقت عودتهم، فقال عبد الله :لا تتعب نفسك يا أخي في الخروج معنا أنا سألف بعائلتي قليلا في المنطقة بسيارتي.


جعفر :حسنا كما تريد يا أخي وداعا.


حضنت كريمة فاطمة لتهمس في أذنها: أرسلت لك تسجيلا شاهديه فور خروجك رجاءا.


 إبتسمت لها فاطمة وتطمئنها بنظراتها، ليخرجوا جميعا وقبل أن يستقلوا السيارة كانت فاطمة تحمل هاتفها تبحث عن ذلك التسجيل قبل أن يوقفها رنين هاتف حسناء برقم ليلى الصغيرة لتجيب قائلة :السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


ليلى :حسناء كيف حال جواد.


عقدت حسناء حاجبيها قائلة :عن ماذا تتحدثين، ما به جواد.


التفت لها فاطمة تسألها بعينيها عن حال جواد لتحرك حسناء رأسها علامة جهلها بحالته ليصلها صوت ليلى التي قالت: أنا أعتذر لم أكن أعلم أنك لا تعرفين شيئا.


حسناء بنفاذ صبر: ليلى أخبريني ماذا حدث لجواد.


ليلى :في الحقيقة أنا لا أعلم ماذا أكل ولكن لون بشرته أصبح أحمرا، على ما يبدو أنه تحسس من شيء.


حسناء برعب: وأين هو الأن.


ليلى :أخذه عمي فؤاد للمستشفى.


أغلقت حسناء الخط في وجهها لتتصل بفؤاد الذي أجاب بعد أن كادت أنفاسها تتوقف لتقول: كيف حال جواد، لم يحدث له شيء صحيح، قلبي منقبض منذ الصباح وأشعر أنه سيحدث شيء سيء، فؤاد رجاءا أخبرني أن جواد بخير.


فؤاد بهدوء :جواد بخير الحمد لله يبدو أنه لديه حساسية من الجزر، ولأنه لأول مرة يتناول كمية كبيرة سببت له بإحمرار شديد لكنه الأن بخير.


حسناء :في أي مستشفى أنتم سأتي حالا.


فؤاد :لا داعي لذلك يا حسناء جواد بخير فلتطمئني.


حسناء :جواد إبني ولا يحق لأحد أن يمنعني عن الخوف عليه والأن أرسل لي العنوان.


أغلقت حسناء الهاتف وتركت فؤاد مصدوما منها إلا أنه أرسل لها العنوان بينما قالت حسناء :أنا سأخد سيارة أجرة وأنتم استمتعوا بوقتكم.


عبد الله :لا يا إبنتي سنذهب جميعا ونعود في وقت لاحق.


حسناء :لا أريد أن تضيعوا يومكم بسببي أنا سأذهب بمفردي وأنتم استمتعوا بوقتكم رجاءا يا أبي.


فاطمة :هل حالة جواد صعبة.


حسناء :فؤاد أخبرني أنه بخير لكن لن أرتاح إلى أن أراه.


يوسف :يبدو أنك تعلقت بجواد كثيرا.


حسناء :جواد أصبح إبني.


   عبد الله :إن كانت هذه رغبتك فأنا موافق، إذهبي الأن وحين تطمئني عليه اتصلي بنا.


حسناء :إن شاء الله.


أوقفت حسناء أجرة لتقلها للمدينة، بينما عائلتها استقلوا سيارتهم ليتحركوا، فقالت فاطمة :حقا لا أعلم ما حال الناس اليوم، حسناء لم تستمتع ببقية اليوم وكريمة كانت تتصرف بطريقة غريبة... صحيح نسيت التسجيل.


عقد عبد الله حاجبيه قائلا :عن أي تسجيل تتحدثين.


فاطمة :قبل أن نخرج أخبرتني كريمة أنها أرسلت تسجيلا ويجب أن أشاهده سريعا.


فتحت فاطمة التسجيل ورفعت صوت الهاتف، لتشاهد الحوار الذي دار بين جعفر والشاب الذي كلفه بتلك المهمة، فإرتسمت الصدمة على وجوه الثلاثة وكان أول متحدث هو يوسف الذي قال :هذا التسجيل مفبرك أليس كذلك، لا يمكن أن يكون حقيقيا.


فاطمة :عبد الله.


لم تستطع فاطمة قول شيء غير اسم زوجها الذي حاول إيقاف السيارة، لكنه إصطدم بالواقع المرير حينما لم يستطع إيقافها.


عبد الله :السيارة لا تتوقف.


فاطمة :ماذا سنفعل الأن.


عبد الله :لا أعلم.. حقا لا أعلم، والمشكلة الأكبر أن السيارة مليئة بالوقود يعني حتى إحتمالية أن أسوق حتى يخلص الوقود وتتوقف السيارة غير ممكنة.


توقف عبد الله عن الحديث حينما وجد شاحنة تخرج من جانب الطريق مغلقة إياه، وفي محاولة بائسة منه لإنقاذ نفسه وعائلته، إستدار ليصطدم بحجر كبير، وتنقلب السيارة واقعة في الأسفل كونهم على طريق الجبل.


في منزل جعفر إتصل بذلك الشاب فور خروج عبد الله وعائلته ليخبره أنه قام بالمطلوب منه، فجلس في إنتظار أي خبر عنهم، ليظل على حاله حوالي نصف ساعة، إلى أن سمع صوت الإسعاف وسيارات الشرطة مسرعة، لينفجر ضاحكا سعيدا بإنتصاره.


كريمة بفزع :يا رب أنقذهم يارب لا تجعلهم يقعون في بطش زوجي يا رب أن يكونوا نجوا يا رب.


استمرت كريمة في الدعاء لهم، وهي تكاد تموت رعبا، وهي تستمع لضحكات زوجها الذي شغل الأغاني وبدأ يرقص كالمجنون، وكأنه تعدى الجنون فأي شخص عاقل يقتل أخاه ليسطو على ممتلكاته.


ظل جعفر على حاله لدقائق قبل أن يخرج من المنزل ويتجه لمحل لبيع المواد الغذائية حيث يجتمع بعض الرجال فألقى عليهم السلام قبل أن يقول: سمعت صوت إسعاف قبل قليل، هل يعلم أحدكم ما حدث.


تحدث أحد الرجال الذي كان يتحدث في الهاتف ليسمع سؤال جعفر فأجابه قليلا :يقولون أن عائلة كانت على وشك الاصطدام بحافلة وحينما حاول السائق إنقاذ نفسهم إنجرفت بهم السيارة وإنقلبت بهم أسفل الجبل.


جعفر :لا إله إلا الله، حقا أصبح الناس يسوقون بسرعة ولا ينتبهوا للطريق وفي الأخير يؤذون نفسهم وعائلاتهم.


وافقه الرجال الرأي، ليبدأون الحديث عن هذه الحوادث، وضمير جعفر مرتاح كأنه لم يفعل شيء، ويعتقد أنه فاز وحقق مراده، غافل عن الله الشاهد  على ما فعله وسيعاقبه على أفعاله مهما طال الزمن.


عند حسناء، وصلت أخيرا للمستشفى حيث يوجد جواد وعلمت رقم غرفته من الإستقبال لتسرع لها وتدخل بعد أن طرقت الباب وأتاها الإذن من فؤاد لتجد السيدة عائشة معهم فذهبت ناحية السرير وقبلت جبين جواد الذي كان نائما.


حسناء :ماذا قال لكم الطبيب، هل سيبقى جواد في المستشفى وماذا عن هذا الإحمرار هل سيزول أم لا.


ضغط فؤاد على كتفها قائلا :إهدئي يا حسناء، جواد بخير الأن والإحمرار سيزول بعد أن يعطي الدواء مفعوله لدى لا تقلقي.


حسناء :ليتني لم أتركه لما حدث له هذا.


عائشة :استهدي بالله يا ابنتي إنه مقدر على جواد أن يتحسس، حتى لو كنت معه كان سيتحسس.


حسناء أستغفر الله العلي العظيم، هذا فقط من خوفي على جواد، فلم أعد اعلم ما أقوله. 


فؤاد بمرح: جواد ليس إبنك وفعلت هذا، ماذا لو كان ابنك من صلبك ماذا كنت ستفعلين يا ترى. 


نظرت له كل من عائشة وحسناء بصدمة، لتشعر حسناء أن خنجرا غرس في قلبها، فهي خلال فترة قصيرة تعلقت بجواد واصبحت تعتبره بمثابة إبنها، ليأتي الأن زوجها ويذكرها بالحقيقة المرة بأقسى  طريقة. 


عائشة بغضب :ما هذا الحديث يا فؤاد حسناء أم جواد رغما عن أنف الجميع، صحيح أنها لم تحمله في احشائها لتسعه اشهر، ولم تلده لكنها تربيه وتعتني به وربما هي تهتم به أفضل مما كانت ستفعل هدى رحمها الله، فلا أريد أن اسمع مثل هذا الكلام مجددا منك.


فؤاد :أنا لم أقصد كل هذا ولم أكن أعتقد أنكم ستأخذون كلامي على محمل الجد، أنا فقط كنت أود ان ازيل هذا الحزن من وجهكم.


عائشة :أغلب الكلام المؤذي يكون في هيئة ضحك، فلا تضحك في أمور مثل هذه وتجرح أقرب الناس اليك دون قصد، والأن ما دامت حسناء هنا أنا سأعود للمنزل.


خرجت السيدة عائشة عائدة لمنزلها، وتركت خلفها حسناء الحزينة التي لم ترفع عينيها في وجه فؤاد، إنما جلست على حافة السرير، وبدأت تمسح على رأس جواد، وتقرأ عليه بعض أيات القرآن الكريم التي هدأتها قليلا، وفي نفس الوقت منعت فؤاد من الحديث، فمن هو ليجرأ على مقاطعة كلام الله عز وجل، وفضل أن يؤجل حديثهم حتى المنزل كي تسنح له الفرصة لشرح هدفه الأصلي من كلامه والاعتذار منها.


في مكان أخر، و بالضبط في إحدى الحدائق العامة التي كانت فارغة نوعا ما. كانت ليلى تتنزه وتستمتع بهدوء المكان وزقزقة العصافير، تحاول تصفية عقلها بعيدا عن تعاليق أمها وأختها حول حجابها ونظرات والدها المستنكرة في كل مرة يراها، ليشعروها كأنها  أذنبت وفعلت شيئا خاطئا، لتجد حسناء دائما تساندها والقرأن الكريم يتبث لها حسن إختيارها.


طال شرود ليلى ولم تنتبه لذلك الجسد الذي يسير أمامها، إلا حينما إصطدمت به من الخلف، لتبتعد عدة خطوات للخلف قائلة :أنا أعتذر، لقد شردت ولم أراك، أنا أعتذر مجددا.


استدار ذلك الشخص ليظهر وجهه وتتذركه لتقول: سيد وليد، هذا أنت، أنا أعتذر منك.


وليد: لم يحصل شيء، كلنا نخطأ أحيانا فلا داعي للاعتذار.


ليلى :شكرا على حسن تفهمك.


وليد: هل أنت بمفردك.


ليلى :أجل ،أحاول التأقلم مع وحدتي التي باتت ونيستي.


وليد باستغراب : ماذا تقصدين.


ليلى :لا تهتم.. هذا مجرد كلام.


وليد : ما رأيك أن نتمشى معا إن كنت لا تمانعين.


ليلى :حسنا.


بدأوا يتنزهون رفقة بعضهم ويتبادلون الأحاديث دون أن يشعروا بالوقت وقبل أن يفترقوا أخذ كل واحد اسم صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك ليظلوا على تواصل.


أسدل الليل ستائره وعاد كل من فؤاد وعائلته الصغيرة للمنزل، فوجدوا العائلة مجتمعين في غرفة الجلوس ليستقبلوا جواد و يتساءلون عن حالته، إلى أن رن هاتف حسناء فوجدت رقما غريبا لتمد هاتفها لفؤاد. 


حسناء :هل تستطيع الإجابة بدلا عني. 


فؤاد :لماذا لا تجيبين بنفسك. 


حسناء :فؤاد رجاءا. 


أخذ فؤاد الهاتف ليستمع لهمس حسناء التي تدعو الله في قلبها وشعور سيء يختلجها، فأجاب فؤاد قائلا :السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 


المتصل :وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، هل هذا رقم الآنسة رحمة مربية الأطفال.


فؤاد :لا يا سيدي.


المتصل :أنا أعتذر منك يبدو أنني أخطأت في الرقم.


قطع  المتصل الخط ليعيد فؤاد الهاتف لحسناء ويقول: إنه رقم خاطئ، لكن لما أنت في هذه الحالة.


حسناء :لا يوجد شيء.


فؤاد :أعتذر منكم ولكن سنأخذ جواد للغرفة ليرتاح ونرتاح نحن أيضا.


السيد مصطفى :بالطبع يا إبني، اذهبوا لغرفتكم.


حمل فؤاد إبنه وصعد وخلفه حسناء التي تسير وعقلها وجسمها متعب من كثرة التفكير، وما إن دخلت للغرفة، إتجهت مباشرة للحمام توضأت وارتدت إسدال الصلاة، لتصلي العشاء وجلست تدعو الله أن يخفف من تعبها ويشفي جواد.


فؤاد :أنا أعتذر عن حديثي في المستشفى، لم أكن أنوي شيئا سيئا، كنت أعتقد أن بحديثي ذاك سأضحكك وأزيل ذلك الحزن من وجهك لكني جرحتك أكثر.


حسناء :هل لهذه الدرجة تراني لست مناسبة لأكون أم جواد.


جلس فؤاد أمامها على الأرض، وأحاط وجهها بيديه قائلا :بالعكس أنت أفضل أم لجواد، أنت تهتمين بجواد أكثر من إهتمامك بنفسك، أتعلمين شيئا عندما يكون جواد معك أكون مطمئنا وعلى يقين أنه بخير معك، أنا أعتذر منك.


نظراته المليئة بالندم والأسف، إضافة لتعبها وعدم قدرتها على المناهدة، جعلتها تقول: أنا سامحتك يا فؤاد وأتفهم ردة فعلك.


فؤاد :هل سامحتني حقا أم فقط قلت هذا لإسكاتي.


حسناء بابتسامة :أنا سامحتك يا فؤاد من خالص قلبي فلا تقلق نفسك.


فؤاد :ما دمت سامحتيني فلنناقش كلامك في الصباح.


حسناء عقدت حاجبيها قائلة :عن أي كلام تتحدث.


فؤاد: الكلمة التي قلتيها قبل أن تقفلي الخط.


تذكرت حسناء اعترافها له بالحب، لتحمر وجنتيها من شدة خجلها، واستقامت واقفة تنزع إسدال الصلاة قائلة :أنا لا أتذكر شيئا من حديثك.


وقف فؤاد وبدأ يقترب منها إلى أن إصطدمت بالجدار فلم يعد لها مفر ليقول فؤاد :ماذا عن كلمة أحبك التي قلتها بصوت خافت كي لا أسمعك.


صمتت حسناء قليلا تجمع شجاعتها لتنظر مباشرة لعينيه قائلة: لو لم أرد أن تسمعها لما قلتها من الأساس. 


فتح فؤاد عينيه منبهرا من جرأتها التي يراها لأول مرة، فقال: حقا، قلت الصراحة دون تردد، إنها لجرأة منك.


حسناء: ليست جرأة إنما صراحة، فما الذي يجعلني أخفي أمرا كهذا عن زوجي.


فؤاد بابتسامة: وما الذي يجب أن لا تخفيه عن زوجك أيضا.


رسمت حسناء ابتسامة جانبية قائلة: لا يجب أن أخفي على زوجي أنني أحبه بل ربما أصبحت أعشقه.


رفع فؤاد حاجبه قائلا: ربما!


حسناء: ليس ربما وإنما أعشقك يا زوجي وأب ابني ومصدر سعادتي.


ابتسم فؤاد سعيدا بإعترافها له، ليضمه لصدره ويقول: أنا محظوظ كوني رزقت بزوجة وأم لطفلي مثلك، لو شكرت الله طيلة حياتي لن يكفي، أنا أحبك.


صمتت أفواههم عن الحديث لكن قلوبهم ظلت تقرع داخل صدورهم إلى أن أيقظهم من غفوتهم القصيرة صوت طرقات على الباب ليفتح فؤاد ويجد وردة فقال: نعم يا وردة، هل حدث شيء ما. 


ملامح وردة كانت تظهر قلقها الكبير مما سبب في شك فؤاد في حدوث شيء سيء ليأكد كلامها شكه حينما قالت: الشرطة بالأسفل يسألون عن حسناء. 


ظهر الفزع على ملامح فؤاد و حسناء التي ارتدت إسدالها مجددا وقالت: ولماذا يريدوني. 


وردة :لم يخبرونا بشيء. 


فؤاد :لا تقلقي خيرا إن شاء الله، هيا بنا ننزل ونرى، وردة هل يمكنك الجلوس مع جواد لحين عودتنا. 


وردة :بالتأكيد. 


نزل فؤاد ممسكا بيد حسناء التي زاد إحساسها خاصة حينما وقفت أمام ضابط الشرطة ليقول فؤاد :السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 


الضابط :وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، هل هذه هي السيدة حسناء. 


حسناء :أجل إنها أنا، هل لي أن أعلم سبب سؤالكم عني. 


الضابط :في الحقيقة لدي خبر مؤسف لك. 


حسناء بقلق: ما هو. 


الضابط :عائلتك تعرضوا قبل ساعات لحادث سير، وإنقلبت بهم السيارة من أعلى الجبل، وقد مات كل من السيدة فاطمة والطفل، أما السيد عبد الله فحالته خطيرة وهو في المستشفى. 


شعرت حسناء بالأرض أسفلها اختفت، وكأنها وقعت وسط دوامة قاتمة السواد، وكلمات الضابط تستمع لصداها يصدح في المكان، لتقع أرضا غائبة عن الوعي حيث وجد عقلها تلك الوسيلة للهروب من الواقع.


            الفصل السادس عشر من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close