رواية الشر الأبدي الفصل السابع 7بقلم هنا عادل

 


رواية الشر الأبدي

الفصل السابع 7

بقلم هنا عادل 


كنت نايمة فى الحلم جنب جوزي وحسيت بحركة فى الاوضة ولما فتحت عيني شوفت خيال جاي من ناحية باب الاوضة وفى ايديه زى شومة من النار ماسكها وبيجري بيها ناحيتنا على السرير، المنظر كان مرعب ومخيف وصدمني للدرجة اللى لجمت لساني وخنقت صوتي جوايا، لكن الخيال ده ساب جوزي وقرب مني وهو بيرفع الشومة دى وقبل ما ينزل عليا بيها كنت ماسكة المصحف ورفعاه فى وشه..بقيت بنفخ المصحف وكأني ماسكة بودرة بنفخها فى وشه، كنت حاسة اني بالنفخ فى المصحف بالطريقة دي اني بنفخ ايات القرأن الكريم فى وشه وفى دماغي ان الطريقة دي هي اللى هتبعده عني، وفعلا ده اللى حصل اختفى تماما، ومن الوقت ده اتأكدت ان انا الوحيدة اللى اقدر اوصل لعلاج حالتي دي، وعرفت ان القرأن هو علاجي الوحيد، برغم ان الخيال ده اختفى من كابوسي لكن برضو التعب مختفاش، بالعكس دايما تعب ونزيف، اتجوزت بقالي سنتين مش فاكرة بالظبط امتى مكنتش حامل ومكانش عندي نزيف، كل ده علشان ابعد عن الصلاة، ولما يتقطع النزيف افضل فترة طويلة ممكن تعدي الشهرين مثلا ميجيش العذر الشهري ابدأ اشك فى اني حامل من كتر ما اتعودت على وجوده، واعمل التحاليل اللى تأكدلي أن مفيش حمل، لحد ما جه شهر رمضان..قررت الشهر ده اني اخد حبوب منع الحمل علشان الدم يقف واقدر اروح اصلي الشهر كله فى المسجد، وفي يوم من ايام رمضان وانا فى المسجد كان الدعاء يلمس القلب حرفيا، ومن وجعي كنت منهارة فى العياط وبدعي من جوة قلبي، دعييييت وعيطت كتير اوي ورجعت البيت وانا حاسة براحة، وبرغم اني واخدة البرشام علشان امنع احتمال نزول الدم الا اني لقيت نفسي بنزف بطريقة مرعبة، كان الدم يخض من كميته، وطبيعي امنع الصلاة وبكده نيارا ترتاح، يفضل الدم ينزل لحد ما تهدا هي وترتاح اني خلاص بطلت اصلي، فيترفع الدم وارجع اروح المسجد واصلي من تاني، يرجع الدم ينزل من تاني، كانت حياتي مش بتهدا ابدا، لكن اللى اتغير من بعد الشهر ده وبعد ما كملت ال  سنة بكام شهر اتقطع الدم تماما، لكن مش مجرد النزيف اللى اتوقف لاء انا حتى العذر الشهري بتاعي اتقطع وانا لسة مكملتش ال31 سنة تقريبا، لكن القرأن لسه بيتعب دماغي والصداع مش بيسيبني والم فى ضهري بيخليني تقريبا مش بقدر اقف على رجلي، وفي يوم جالي كرم وانا قاعدة على السرير وقاللي:

- فيروز...انا شوفتها.

بأستغراب رديت:

- شوفت مين يا كرم؟

كرم:

- شوفت اللى انتي بتشوفيها، شوفتها منكوشة وشكلها يرعب، كانت اصعب من اني اقدر اتحمل اشوفها قدامي...

فيروز بمقاطعة:

- ظهرتلك يا كرم؟ ليه؟ تعرفها؟

كرم:

- معرفهاش، مالهاش ملامح، كانت صعبة جدا ومخيفة لدرجة الرعب وقربت مني عايزة تخنقني، ومجرد ما قربتي علشان تبعديها عني، نفخت فيكي طيرتك بعيد عني وقعتي على الارض ومقدرتيش تتحركي تاني، ومن خوفي فتحت عيني واكتشفت انه كان كابوس.

كنت مش عارفة اقول ايه لكرم ولا عارفه اطمنه لأن انا نفسي عايشة فى رعب بقالي كتير اوي، مش انا لواحدي، انا وبيتي كله حتى ابني التاني اللى لما حملت فيه والدكتور بلغني مكانش فيه فى الوقت ده اي حاجة تدل على اني حامل، بالعكس مع كل التحاليل الرقمية واختبارات الحمل برضو مكانش فيه حاجة بتظهر، مش عارفة الدكتور ازاي قال حاجة زي دي برغم عدم وجود اي حاجة فى الرحم، مفيش دليل واحد يقول اني حامل، واللى اكدلي ده ان فترة حملي مكانتش 9 شهور، لاء دي كانت اطول من عشر شهور، كان ابني عمره لسه مكملش السنة وكان يصحى يعيط وهو منهار ومش عارفين فيه ايه، نطلع نجري بيه على الدكاترة ومجرد ما نخرج من البيت كان يهدا ويسكت، وزى اخوه عطاء مش بيعاني من اي مرض، لكن دايما كان يصحى من نومه يصرخ ومفجوع وانا عارفة وواثقة انها السبب، واثقة انه كان بيشوفها وواثقة انها كانت بتخوفه، كنت اخده ينام جنبي علشان يرتاح ويطمن، وكل ما ينام جنبي اشوف الخيال الاسود المخيف بيجري عليا بنفس الشومة وينزل بيها عليا قبل ما احاول حتى اني امنعه، بقيت فى نومي ويومي كله حاسة بوجع وتنميل طول الوقت فى الجنب اليمين كله، عالم ربنا ان اللى بحكيه ده حصل بالحرف، دايما كتفي اليمين تقيل والالم مش بيروح بسبب الضرب اللى بينزل او بتنزل عليا بيه طول الليل لحد ما بقيت بخاف انام، لحد ما جالي كرم وقاللي:

- تعالي يا فيروز نعملة جلسة ذكر فى البيت وانا هرقيكي.

فيروز:

- انا مبقاش عندي امل فى اي حاجة ياكرم، انا بقيت مينفعش اتعاشر، بعدت عن كل الناس حتى عن نفسي.

كرم:

- يعني انتي بتقولي كده، اومال انا المفروض اقول ايه؟ فيروز يمكن انا وانتي مش متجوزين بعض عن حب، ومن يوم ما اتجوزنا واحنا فى كوارث متتعدش، لكن انا مربوط بيكي ومش عارف افرط فيكي، بلاش تيأسى وخلينا نتعلق بحبل الله.

فيروز بدموع:

- وهتعمل ايه جلسة الذكر يا كرم؟

كرم:

- ياستي هنولع بخور ونشغل قرأن وارقيكي انا بالرقية الشرعية، يمكن امورنا تهدا شوية.

فيروز بأستسلام:

- اللى انت شايفه.

بصراحة من كتر ما بقيت مش عارفة اخلص منها ومن اللى بتعمله فيا بقى عندي احباط من اني امسك فى امل فراقها، لكن كرم اللى اتحمل كل ده معايا مالهوش ذنب اني افضل احبطه وافضل امنعه من كل الطرق اللى بيحاول يمشي معايا فيها، وفعلا بدأ يردد ايات الرقية الشرعية والبخور والع، ودماغي هتنفجر وعيني هتخرج من مكانها، وهو مستمر فى الرقية لحد ما البخور انطفى...لكن صدمته بعد البخور ما انطفى اكدتلي انها حتى ده رفضاه لما لقيته بيقول بفزع:

- فيروز الحقي.

جريت عليه بتوتر:

- فى ايه؟

قربت منه كان ماسك المبخرة اللى البخور كان فيها، وباصص جواها ومبحلق عنيه وهو بيشاور جوة المبخرة وبيقولي:

- شايفة شكل البخور عمل ازاي؟

بصيت جوة المبخرة واتصدمت من منظر البخور اللى كان كأنه مرسوم بأيد شخص مش مجرد شكل عشوائي، البخور اتكون كأنه جذع شجرة ضخم ملفوف حواليه ثعبان من ضخامة حجمه حسيت انه حقيقي وانه هيتجسد علشان يلف حوالينا احنا مش حوالين جذع الشجرة، لكن الثعبان مكانش ملفوف لواحده، لاء ده كمان كانت ملفوفة معاه على نفس الجذع حرباية، حرباية حجمها ميقلش عن حجم الثعبان حاجة، كنت انا وكرم واقفين متنحين فى المبخرة وكأننا مستنيين انهم يخرجوا يلفوا حوالينا ويخلصونا من اللى بنعيشه ده، كرم كان لسانه متلجم وساكت مش قادر يتكلم ومكتفى بمراقبة الشكل اللى قدامه، اما انا حسيت ان كل اعصابي سايبة حرفيا ومش قادرة اتمالك نفسي وانا بقوله:

- مين اللى ممكن يكون عمل سحر يبوظ بيه حياتنا؟ مين ممكن يكون اذانا للدرجة دي يا كرم؟ 

سابني كرم وراح ناحية المسجل وشغل القرأن الكريم، ولأن ربنا قرر يبعتلى اشارة تانية بعد رؤية الشيخ الشعراوي مجرد ما جت اية " ويعلمون الناس السحر" لقينا المسجل انطفى لواحده، استغرب كرم وحاول يطمن نفسه بالكدب وراح شغله مرة تانية وقرر انه يرجع الجزء ده من الاول علشان الاية تتكرر، ومع تكرارها وقف المسجل مرة تانية وهنا لقيته بيقولي:

- تعالى نطلع نعمل عمرة يا فيروز، هناك اطهر ارض اكيد ربنا هيفك كربنا.

وافقت من غير تفكير، انا وهو وولادي محتاجين فعلا الفرصة دي، وسافرنا السعودية، وروحنا الحرم، ووقفت قدام بيت ربنا ودعيت وكان كرم بيل حفى دعائه، ولفينا على الشيوخ اللى فى الحرم كلهم تقريبا وهنا سمعنا الكلام اللى اكدلي ان اللى انا فيه ده شر ابدي مش هينتهي لما قال واحد من الشيوخ:

- يابنتي ربنا يعينك، كل حاجة فى ايد ربنا، لكن اللى انتي فيه من الصعب انه ينتهي...

بصيت انا وكرم لبعض ورجعنا بصينا للشيخ لقيناه بيقول:

- انتي وولادك هتفضلوا تشوفوها، شر اتلعنتي بيه ومش هيفارقك، لكن انتي حاولي على قد ما تقدري تفضلي قريبة من ربنا، اه مش هينتهي الشر لكن هتكوني احسن.

كرم:

- من ايه يا شيخنا؟ ومين اللى عمل فيها كده؟ وده سحر ولا حسد ولا ايه بالظبط؟

الشيخ:

- ده سحر، ومش هينفع يتفك يا ابني، اللى حصل مكانش مجرد تسليط شيطان، لكن اللى اتسلط على مراتك قرينتها ودي مش هتفارقها غير لما الروح تفارق الجسد.


            الفصل الثامن والاخير من هنا 

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



<>