أخر الاخبار

رواية مجهول الهوية الفصل الاول 1بقلم محمد إبراهيم عبد العظيم

 


رواية مجهول الهوية

الفصل الاول 1

بقلم محمد إبراهيم عبد العظيم


طبيعة شُغلي ف المَشرحة بَسيطة جداً.. 

بَستلم الجُثة من المُسعفين وبكتبها فى الكشف اللى بيكون معايا .. 


الشـفت بتاعي بيبدأ من الساعة 10 الصبح ل 10 بالليل، وعم محروس الراجل الطيب  بيستلم منى من بالليل لحد ما أجيله وهكذا.


فى يوم ماطلعتلوش شمس.. الساعة تقريباً كانت ٨ بالليل.. جم المُسعفيين.. مُصطفى وكريم. 

لقيتهُم بينزلوا من العربية جثة لشخص أول ما شوفتها استشفيت كده أنه ميت غرقان!! 

وش الجُثة مُقبض.. عيونه جاحظه جداً.. وشه أزرق منفووخ !.


لقيتني بسأل مُصطفى على إسم الجُثة.. لكنه ماردش عليا.. فضل باصصلي ومتنح ومابينطقش.. الغريب إن كريم هو كمان مابينطقش ومايقلش عن حالة التوهان اللي عند مُصطفى دا لو ماكنش أكتر منه!.


سابوني ومشيوا وفضلت باصص مراقبهم وأنا بضرب كف على كف، ف العادي ده ممكن يحصل.. خصوصاً أن شكل الحادثة كانت صعبة عليهم.. اما انا ف متعود.. بدأت اجُر الجُثة على النقالة.. علشان اوديه لتلاجة الميتيين.. 

وانا ماشى ومقرّب من الغرفة اللي فيها  التلاجة.. قولت لنفسي :

" طب أنا هكتبه إيه بقى.. يوووه ماتشغلش بالك يا عم خليل هي أول مرة.. أكتبه مجهول الهوية وخلاص.. يلا ربنا يرحمك بقا يا اللى ماعرفش إسمك" 


دخلت الغرفة وانا بجر النقالة ورايا.. فتحت الدرج ودخلتوا فيه.. جيت علشان أخرُج سمعت صوت غريب جاي من ورايا!!.

عارفين صوت الكلب لما بيزوم.. الصوت اللي سمعته شبيه للصوت ده بالظبط

وده عادةً ما بيحصل معايا.. متعود على كدا لكن اللي مش متعود عليه هو صوت الضحكة الغليظة اللي بدأت أسمعها بعد الصوت الغريب الي سمعته من ثواني !. 


ماستنش كتير ومشيت وانا بمد وبقرأ قرءان ف سري..  الساعة جت ١٠ مساءاً وكُنت قاعد مستني عم محروس.. 


 قولت أراجع على الكشف وأروح أعد الجثث اللى جت النهاردة وفعلا طلعت لفوق.. جيت علشان أدوس على زرار النور أكتشفت أن النور قاطع.. كشاف الموبيل هو الحل.. رجعت خطوتين برة الأوضة المضلمة وانا باصص فى الموبايل.. علشان أجيب الكشاف.. لما فتحته و رفعت راسى لقيت جسم هُلامي ظاهر ف الضلمة وواقف فى وشي وفاتح بوئه وكأنه بيصرخ لكن بدون صوت !! 


- بسم الله الرحمن الرحيم. 


أتضح إنه كان بيتهيألي ومافيش حد واقف ولا حاجة.

دخلت وأنا ببلع ريقي وجسمي مقشعر، في الحقيقة انا قولت بيتهيألي علشان أعدي الليلة، لكني وأنا واقف حاسس بسخونة جاية من عند جنبي الشمال.. شتت كل تفكيري وأنا بستعيذ بالله ف سري.. وبدأت أعد الجثث..

1- محمد سيد أحمد 

2- شريف خالد المليجى  

3- سَمر أحمد غنّام

4- "مجهول الهوية " 

تممت على اللي جم الليلة دي، ولفيت نفسي علشان أخرج، خرجت من الباب، وجيت علشان أقفله ورايا، حسيت بإيد من نار بتمسكني من رجلي!!.

اتنفضت وجريت على تحت وأنا بنهج وفيه ألم في رجلي، دقايق وعم محروس جيه، سلّمته الكشف وسيبته ومشيت علشان أروح البيت

 كنت محتاج أنام وأريح نفسي بعد اللي شوفته

أنا عايش لواحدي بالمنُاسبة.. 


أكلت ودخلت الحمام علشان أحلق دقني.. بس مش عارف ليه وأنا باصص للمرايا حسيت إني سامع صوت كأنه خارج منها.. صوت زنّة كده مش عارف أوصفه بالظبط، وبدون مقدمات النور قطع !  

لحظات وبدأت أسمع صوت غليظ بيتكلم ف ودني بنبرة رتيبة وبطيئة جدا..

" مجهووول الهوية.. مجهوول الهويية" !! 

كأنه بيجزّ على سنانه، فضلت واقف وسط العتمة وأنا ماسك شفرة الحلاقة وباصص للمرايا في صمت، الدم نشف جوة عروقي، كنت حاسس ان هيغمى عليا، وبعد ثواني النور جيه ! 


تاني يوم روحت على شغلي.. لما شوفت عم محروس لقيتني بقوله : 


_ عم محروس ماحستش بأي حاجة غريبة كدا امبارح. 


رد عليا بإستغراب و قالى : 


_ ﻷ ماحصلش.. وبعدين قولتلك شُغلانتنا دي هاتشوف وهاتسمع فيها كتير.. بلاش تركز مابتسمعش كلامي. 


عدت الساعات ولقيت كريم ومصطفى جُم.. معاهم جُثة .. جريت عليهم وقبل ماينزلوها.. قولتلهم بعصبية : 


_ بقولكم إيه أنا مش صُغير معاكم علشان ماتردوش عليا لما أجي أكلمكوا.. أنا عايز أعرف انتو جيبتوا الجثة بتاعت امبارح دى منين وأسمها إيه؟. 


بصو لبعض بخوف.. ثواني و رد عليا  كريم بتوتر :


_ ده راجل شقته أتحرقت ومات هو وأسرته كُلهُم ! 


 عرفت انه بيكدب وإنهُم مخبيين عليا حاجة..  انا مش غبي .. أتحرق ازاي ووشه كان سليم.  

جالهم تليفون وكان لازم يمشوا.. أخدت منهُم الجُثة طلعتها وعلى وعد مني اننا هنتكلم تاني في الموضوع ده.. وانا ماشي فى الطرقة لطريقي للتلاجة الميتين.. شعور جوايا بيقولي فى حاجة هتحصل ! 


 رايح وانا بقدم خطوة وبآخر التانية ودخلت وفتحت النور دخلت الجثة وحمدت ربنا ماحصلش حاجة.. روحت قفلت النور بس قبل ماأمشى سمعت صوت همهمات كتيرة جداً ! 


بجانب أصوات تانية أنا عارف دي إيه.. دي أصوات فتح الأدراج اللي جواهُم الجُثث!!


 جسمى أتلبش.. سامع دقات قلبي بقوة من كتر االخوف..  


بدأت أتلفت ببُطء شديييد جداً.. وشوفت مشهد عيني كانت على وشك تُخُرج من مكانهُم.. كُل الأدراج فعلاً مفتوحة والجُثث واقفين قُدامي وماديين إيديهُم عليا وبيحركوا شفايفهُم ف نفس واحد وبينطقوا كلام مش مفهووم  !!! 


أ أ أجسامهُم كُلها سودة تماماً ! 

مافيش شعر على رؤوسهُم وأجسامهُم نحييفة جداً ! 

عيونهُم مبرئه وحمراا زاي الدم ! 

 

ف اللحظة اللي أنا واقف فيها مذهول ومابنطقش.. حسيت بنَفَس حد ورايا !! 


بقيت زاي المشلول مش قادر أتحرك.. إيده بدأت تظهر جنب إيدي وكأنه بيحاوطني.. إيد طويلة أووي سودة بشكل رهيب.. ملياانه شَعر .. و ضوافره طويلة ! 


حسيت إن صوت أنفاسه بتقرب مني.. وبدأ يوشوشني : 

_ مجهوول الهوية !!! 


وصرخ صرخة كانت كفيلة إني يغمى عليا !

وفعلا الدنيا اسودت ف وشي..

قلقني صوت رنة موبايلي.. لما فُقت لقيت نفسي مرمي ف نُص الطُرقة والموبايل جنبي !! 


عم محروس هو اللي بيُطلبني ودار بينا الحديث كالآتي : 


_ ألحقني يا عم محروس بسُرعة. 


- مالك يا خليل أهدى شوية في إيه. 


_ أنا شوفت أشباح.. شوفت الجُثث واقفين قُدامي وأأأأأأ 


لقيته بيقاطعني وبيقولي : 


- انا مش فايق لكلامك دا يا خليل.. أنا أصلاً بكلمك علشان اقولك مش هقدر اجى .. انا هبعتلك ياسر ابني هيقف مكاني بس النهاردة علشان تعبان شوية ابقى فهمه بقى كل حاجة.. وبلاش موضوع الأشباح دا قُدامه وقولتلك إنك بيتهيألك.. مافيش أي حاجة من اللي انت بتقول عليها دي .. سلام .


نزلت قعدت تحت.. ماعرفش الليل ليل عليا ازاي وانا قاعد.. ماحستش بالوقت خاالص وشوية ولقيت شاب داخل عليا وبيقولي :  


_ انا ياسر يا عم خليل. 


قبل ما أرد عليه.. لقيت عربية الإسعاف جاية.. بسُرعة نزلوا الجُثة وكريم قالى إسم الجُثة (على عبدالحفيظ أبو الوفا ) .


جيه ف بالي يا ترى انا بس اللى بشوف الحاجات الغريبة دى ولا لا قولت لياسر :


_  بُص يا ياسر أنا هقعد هنا اظبُط شوية شُغل عُقبال مانت تاخُد الجُثة دى وتطلع فوق الدور الآول هاتبُص على يمينك هتلاقى مكتوب على باب "تلاجه الأموات" أدخُل وافتح النور وحُط الجُثة فى دُرج مش محطوط عليه رقم دخل الجُثة وحُط رقم كمل هاتلاقى 177 حُط الجثة ف اللي بعديه وحُط رقم  178 يلا. 


وفعلا خد الجثة وطلع وانا مستني صرخة او حاجة تحصل مافيش.. شوية ولقيته نازل وقالى:

 _خلاص تمام عملت اللى قولتلى عليه. 


عايز أقوله انت ماشوفتش حاجة لكن ماردتش أنطق . 


 مشيت أو أأتظاهرت قُدامه بكدا.. لإني وقفت أراقب من بعيد. 


دقايق ولقيته بيبُص وراه بفزع شديد.. بدأ يطلع لفوق ولما دخل الباب كنت انا وراه وبراقبه بص جوه فى التلاجة.. أكنه بيتأكد من حاجه.. كان فيه بقع دم تحت منه مشفهاش.. و لما جيه يخرج ايد سودة جداً  مسكته من دماغه وسحبته على جوه والباب اتقفل !!! 


بقيت واقف فى ذهول..  الواد هتحصله حاجة ومش بعيد يموت وأنا ماعنديش الجرأة أدخل. 


 نزلت تحت لقيت كريم ومصطفى.. زعقتلهم وقولتلهم تعالوا ورايا بسُرعة.. 

طلعوا جري ورايا و شافوني وانا داخل التلاجة لقيتهم وقفوا وقالوا ف نفس واحد :


_ انت رايح فين أحنا مش هنتحرك من هنا. 


قولتلهُم : 


- يا اغبية ابن عم محروس جوه اتقفل عليه. 


بصيت جوة مالقتش حاجة خالص ولا آثر لآى حاجه ولا آثر لبقع الدم اللى شوفته ولا ياسر كمان ! 


فكرت افتح الادراج.. جيت على االدرج رقم 176 ايوة الدرج اللي جواه مجهول الهوية  مارضتش أفتحه.. بمعني أصح خوفت. 


فتحت الدرج اللى وراه اللي هوا رقم 177 .. لقيت اخر جثة حطيتها النهاردة بصيت لقيت الدرج 178 الدُرج اللى قولت لياسر يحُط الجُثة..  مديت ايدى علشان افتح الدُرج .. لقيت مُصطفى بيقولى : 

_ فى ايه يا عم خليل مابترُدش علينا ليه؟.

 سيبت ايدى من على الدرج ومافتحتوش وقفلت الباب ورايا ومشيت وأنا بقولهُم : 


_ والله انا شوفت ياسر ابن عم محروس دخل هنا.. مانتوا شوفتوه.. هو الشاب اللي كان واقف جنبي ده..


لقيت كريم بيقاطعني وبيقولي :

_ مين اللى كان واقف معاك !.. مافييش حد كان واقف معاك أصلاً يا عم خليل.. أنت كنت واقف لواحدك !!!!!. 


              الفصل الثاني والاخير من هنا 

لقراءة باقي الفصول من هنا 



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close