رواية الشر الأبدي الفصل السادس 6بقلم هنا عادل

 


رواية الشر الأبدي

الفصل السادس 6

بقلم هنا عادل 


فعلا ماما مشيت بعد ما اتأكدت اني مصممة على كده، برغم انها متعلقة جدا بأبني الا انها تعبت معايا فعلا، مشيت وكل حاجة ابتديت تكون اسوأ واسوأ، لو حصل وشغلت قرأن فى الراديو الاقي الصداع مسكني وكل جزء فى جسمي بيألمني، الموضوع كان مبالغ فيه والامي بتزيد بشكل مرعب، وهنا قرر كرم اننا نروح خلاص للدكتور، وفعلا روحنا لدكتور المخ والاعصاب اللى كشف عليا بشكل مبدائي، وبعدين طلب مني اشعة رنين مغنطيسي على المخ فى الجهاز المغلق، وكانت تجربة صعبة جدا، فكرة دخولي للجهاز اللى شبه القبر ده كانت مقبضة جدا بالنسبالي، كنت وانا جوة الجهاز حاسة انه بيتقفل عليا واني هلاقيها قصادي بالظبط بترعبني بشكلها المخيف اللى برغم تعودي عليه الا اني بتوتر وبخاف منه فى كل لحظة بتظهرلي فيها، دقايق صعبة واصعب مما ممكن حد يتخيلها قضيتها جوة الجهاز المخيف ده لحد ما خلصت وكل الشكوك اللى بتدور فى عقلي هو اني مريضة بمرض وحش وهو سبب كل اللى بيحصل فيا ده، ايوة...برغم ان كل اللى بيحصل مالهوش علاقة بأمراض الا اني مصدقة اني هطلع مريضة بمرض وحش ومالهوش علاج، إن لم يكن فى مراحله الاخيرة كمان، وطلعت النتيجة بتاعت الاشعة بعد ايام من الانتظار الصعبة اللى كانت هي محاوطاني فيها بكل اللى تقدر عليه، صعبت عليا الدقايق والساعات والايام بطريقة مينفعش حد يتخيلها مش عارفة ليه واشمعنى انا، روت استلم نتيجة الاشعة ومعايا ابني اللى مش بيبطل عياط من غير سبب واضح، وبرغم اننا تابعنا مع كل الدكاترة فى كل التخصصات بتاعت الاطفال الا انه مفيش فيه اي عيب عضوي يتسبب فى العياط المستمر ده، كل حاجة كانت موتراني حرفيا وكان اللى باقي عليا هو نتيجة الاشعة اللى غيرت كل تفكيري لمسار تاني تماما لما قاللي الدكتور:

- الاشعة مفيهاش اي حاجة خالص يا مدام فيروز، تقدري تطمني.

انا  وكرم كنا بنبص لبعض بأستغراب، بس مقدرتش امنع نفسي من الكلام:

- اومال اللى انا فيه ده سببه ايه؟ انا ليه بيحصل فيا كده لما انا مش عيانة؟

الدكتور:

- يا مدام فيروز ممكن تكوني بتعاني من اكتئاب ما بعد الولاده، وده مأثر عليكي.

انهارت وانا بعيط ومش عارفة ليه انفعلت على الدكتور وانا بصرخ:

- انا بقالي سنة واكتر بعاني من اللى انا فيه ده يا دكتور، من قبل الولادة، من قبل الحمل والجواز، انا فيا ايه؟ حد يقولي اللى بيحصل فيا ده ايه سببه؟ عملت ايه انا علشان العذاب اللى عايشة فيه ليل نهار؟

كرم وهو بيشدني لحضنه:

- احنا اسفين يا دكتور، هي فعلا بتمر بفترة صعبة جدا، الحمد لله انها بخير ومفيش اي مشاكل صحية.

الدكتور بأحراج وتقدير للموقف:

- برغم ان انا عارف ان الكلام اللى هقوله ده مينفعش يتقال، لكن حاول تشوف لو فيه اسباب خفية للى بيحصل لمدام، اعتقد ان فيه حاجات كتير برغم عدم ذكرها فى العلم الا انها اتذكرت فى كتاب الله، وهو اصدق حاجة ممكن ترجعلها فى حياتك.

كرم بأستغراب:

- قصد حضرتك ايه بالظبط معلش؟

الدكتور:

- الحسد..الجن..السحر، كلها حاجات اتذكرت فى القرأن وموجوده فعلا مش مجرد خرافات، دور فى الطريق ده مدام طريق الدكاترة موصلكش لحاجة يا استاذ كرم.

كنت بسمعه وانا منهارة حرفيا، لكن مش مصدقة فى نفس الوقت ان راجل على درجة علمية عالية يفكر بالشكل ده، لكن بصراحة وبرغم محاولاتي الكتير فى ان عقلي ميروحش للطريق ده الا اني ملقيتش حاجة تانية اقدر اعلق عليها سبب اللى بيحصل فيا ده و علشان كده قولت:

- ندور يا كرم ونمشي فى الطريق ده، انا تعبت ومش قادرة اتحمل.

كرم بهدوء:

- شكرا يا دكتور، واكيد ان شاء الله هنحاول نوصل لسبب الحالة دي، لكن احنا ناس عندنا ثقة كبيرة فى ربنا وعلى علم بأمورد دينا كويس، وعلشان كده ربنا هو الحامي لينا، شكرا يا دكتور لأهتمامك...بعد اذنك.

الدكتور بتفهم:

- فكر فى كلامي يا استاذ كرم، دى حقيقة وموجودة بلاش تتجاهلها,,ربنا يطمنكم ان شاء الله.

سيبنا الدكتور وخرجنا من المستشفى وانا دماغي بتلف وكرم كمان مش مستوعب ان الموضوع يوصل للمراحل دي، قالهالي بصوت عالي:

- معقول يا فيروز احنا نلجأ للدجالين والمندل علشان نشوف سبب اللى انتي فيه؟ يعني ناس متعلمة ومتدينة زينا تروح تشرك بالله؟!

فيروز بأنهيار:

- انا مبقاش قدامي طريق تاني امشي فيه يا كرم، تعاملت مع الموضوع على انه نفسي وطلعت سليمة مش بعاني من حاجة، تعاملت معاه على انه مرض فى المخ وبرضو طلع مفيش حاجة..تجاهلت الموضوع وتأقلمت معاه لكن مفيش فايدة مش بينتهى، حياتي بتبوظ وببوظ حياتك من وقت ما دخلتها، ومفيش طريق تاني.

كرم:

- طريق ربنا يا فيروز...ارجعيله هو اعلى واعلم.

رجعنا البيت وخد كرم مني ابننا وقاللي:

- أدخلي اتوضي وصلي يا فيروز، اطلبي من ربنا رحمته بيكي، قولي كل اللى عندك، هو الوحيد القادر.

سمعت كلامه من سكات، سيبتله عطاء ودخلت اخدت دش واتوضيت وطلعت دخلت اوضتي قعدت على السجادة بين ايدين ربنا...انهااااارت بمعنى الكلمة، كنت بعيط وانا مش عارفة كم الدموع ده جاي منين، قلبي واجعني وخايفة وموجوعة واملي فيه كبير، دعيت بكل حاجة وجعاني وطلبت منه يهونها عليا ويدلني على الطريق اللى امشيه، مش عارفة قضيت وقت قد ايه بصلي وراكعة بين ايديه، لحد ما دخل كرم وسمعته بيقول:

- فيروز انتي بقالك ساعة على سجادة الصلاة.

محاولتش اخلص صلاة، مبطلتش عياط، مبطلتش دعوات، هو احترم ده وساب الاوضة وطلع وقرر ينام الليلة دي فى اوضة عطاء، وخلصت صلاة وغيرت هدومي ونمت...نمت وانا مرتااااحة راحة بقالي كتير محسيتش بيها، مع اني بصلي كل فروضي وبقرأ القرأن وملترزمة بالورد بتاعي الا اني مقعدتش بين ايديه واتوسلت له بالطريقة دي من وقت ما بدأت اتعذب بالشكل ده، وحب يراضيني، وشوفته فى المنام..اخيرا بعتلي اشارة، ومن احلى الاشارات اللى جاتلي فى حياتي وهو اني اشوف" الشيخ محمد متولي الشعراوي"...قسما بالله جالي فى المنام كان لابس جلابيته البيضا والطاقية بتاعته المعتادة، كنت طالعاله سلم وشاورلي بأيديه وهو بيقول:

- تعالي اقعدي جنبي.

كان قاعد على كنبة اتحركت بهدوء وروحت قعدت جنبه وانا ساكتة، سألني بهدوء:

- مالك؟

قولتله بدموع:

- تعبانة.

ابتسم وقاللي:

- متخافيش، هتبقى كويسة، خلى امك تمسح السلم بتاعك.

قالهالي بنفس السماحة والهدوء اللى بيتكلم بيهم زى ما كنا بنشوفه فى محاضراته، لكن انا كنت اغبى من اني افهم الاشارة، انا كنت بعيدة كل البعد عن الذكاء والفهم، وعلشان كده مقدرتش افهم ان الاشارة دي لها معنى، انا قولت يمكن يكون ظهوره ليا ده معناه ان اللى انا فيه ده قرب ينتهي بدعواتي وصلاتي دى، وعلشان كده حتى مهتمتش احكي ولا اقول حاجة لأمي، ولا لكرم كمان...كنت مقتنعة انها رؤية ومش من حق حد يعرفها، كنت بأذى نفسي بكتماني تقريبا، مفهمتش الرسالة بتاعته اللى اتبعتتلي معاه، تعبت اكتر وكنت تقريبا زي الميتة، تعبي اتسبب فى تقصيري مع بيتي وجوزي وعيلتي وابني، قررت اني ارجع تاني الف على الدكاترة مدام جوزي رافض طريق الشيوخ، مفيش تخصص متعرضتش عليه، من اول الباطنة...لحد النفسية والعصبية:

- عضويا المدام سليمة تماما، لكن اللى هي فيه ده بسبب الزعل.

ارد واقول:

- والله مش زعلانة، يا جماعة انا بقالي كتير على الحال ده.

محدش عنده رد ولا اجابة، ولا حد عنده افادة اقدر ارتاح بيها،  زهقت من كل حاجة، بطلت اروح لدكاترة وكأني استسلمت ليها ولتعبي ولتعذيبها الغير مبرر فيا، وبعد اسابيع متواصلة من النزيف، وبعد شهور من المشاكل والخناق مع جوزي، وبعد حاجات كتير قصرت فيها...حملت للمرة التانية، وهنا ابتديت نيارا تظهرلي اليوم كله وفى كل مكان فى البيت، وكأنها بتعيش معايا لحظة بلحظة...وهنا خدت قرار نهائي بأني هلجأ للشيوخ اللى كنت بعيد عن طريقهم كل الفترة اللى فاتت دى..خبطت على باب اللي فاهم واللي مش فاهم، كل واحد بكلمة، كل اللى يقرأ عليا قرأن احس بالتعب بيزيد وعنيا كأنها هتخرج من مكانها وكأن فيه حد بيخرم عنيا بصوابعه، مرتاحتش ساعة ولا يوم، لحد ما يأست منهم هما كمان وقررت ان مفيش حد هيقدر يعالجني غير نفسي، ولا حد هيعرف يرقيني زى ما هرقي نفسي...وفعلا ابتديت بسورة البقرة، ابتديت بالرقية الشرعية..ومبقيتش بلمس المياه غير لما بيكون مقروء عليها قرأن، وحسيت اني ابتديت شوية اتحسن، لحد ما جه يوم جيب فيه كوباية مياه وابتديت اقرأ عليه سورة من سور القرأن الكريم " الزلزلة" 

 مرات، ونمت بعد ما شربت منها، وجالي حلم من اغرب الاحلام اللى شوفتها طول الفترة اللى فاتت دي، وكنت فى الحلم نايمة جنب جوزي على السرير...وشوفته.


           الفصل السابع من هنا 

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



<>