رواية أسر الحياه
الفصل الخامس 5
بقلم ايه صبرى
ف البلد :-
نظر الحاج جبران الي اولاده واولاد علوان ورآي ف عيني كلاً منهم نظرة استعداد لفتح بحر من الدماء ف البلد وهو وصديقه علوان لن يسمحوا بذلك فهم يعلمون نتائج الثأر جيدا وكم من روح بريئة سوف تقتل من دون ذنب وسيتشرد العديد من الاطفال وستترمل النساء ولكن لا لن يسمح الحاج جبران بذلك لذلك نظر اليهم قائلاً :- انا عندي حل للمصيبة دي .
نظروا له جميعاً حتي علوان بعد ان كان مطأطئ رأسه ف الارض ليبدأ علوان بالحديث وهو يقول ببعض التعب :- فكرة ايه اللي حتجول عليها ياجبران وهي دي مصيبة ليها حل برضك .
جبران بتمهل بعد ان وزع نظراته بين اولادهم وعلوان :- اسمعني ياعلوان ياخوي اني وانت خابرين زين ان لو حد من رچالة العيلتين شم خبر بالموضوع ديه مهيسكتوش وهتبجا فضيحة كبيرة .
شعر علوان بالخزي والعار من كلام جبران بينما تفهم الاخير موقفه قائلاً :- اني مبجولش اكديه عشان تحزن ياعلوان ولا تحط راسك ف الارض جدامي لااع اني بجول اكديه عشان اني وانت خابرين ان الدم مش بيچيب الا دم ف ليه نفتحوا علينا بحور دم ملهاش عازة ونضيع شباب العيلتين الزين ونرمل حريمنا وكدة ولا كدة بتك ف يوم اكيد هنوصلها ووجتها اللي رايده ربك هو اللي هيكون.
علوان وقد بدأت تعود له جديته بعد ان ادرك رغبة جبران في لملمة الموضوع :- كلامك زين ياجبران فعلاً الدم مش بيچيب الا دم .
ليقاطعهم عبدالرحمن قائلاً بحيرة شديدة :- كل الحديت اللي جولته زين ياعم جبران بس برضك مجولتش ايه حل المصيبة دي .
جبران بتمهل وتعقل :- هجولك الحل ثم نظر لهم جميعاً بتأني وهو يعرف ردة فعل كلاً منهم :- واحد من رچالة عيلتكم حيتچوز واحدة من بناتنا .
انتبهت له كل الاعين بصدمة ليبدأ عبدالله بالحديث ..
عبدالله بأنفعال محاولاً السيطرة عليه امام والده :- كيف اللي حتجوله ديه يابوي كيف تناسب العيلة دي تاني .
كاد صالح ان يهم بالرد عليه ولكن قاطعه جبران قائلاً :- استني ياصالح ياولدي ثم نظر الي عبدالله بجمود وهو يقول :- اني وعمك علوان مش هنفتحوا بحر دم ملوش عازة عاد ف البلد واحنا كبار العيلتين وادري منيكم ياولاد امبارح بالصالح .
ليصمت عبدالله علي مضض وهو يغلي من ردة فعل والده .
سليم قائلاً بهدوء :- فعلا يابوي معاك حج ثم اكمل كلامه بحيرة شديدة :- بس مين الراچل اللي حيتچوز واحدة من عندينا ومين الواحدة ديه اساساً .
نظر علوان وجبران لبعضهم البعض ثم حول علوان نظراته لولده صالح قائلاً :- صالح ياولدي .
صالح بتوجس :- أؤمر يابوي .
أن الأوان انك تتچوز وتچيبلي حفيد يملي علينا الدار .
ليصدم صالح من حديث والده كيف له ان يضعه ف هذا الموقف وهو يعلم جيدا ان لايحب ان يجبر علي شئ كيف يفعل به هذا ومن هذه التي سوف تتزوجه وهو لم يفكر بالزواج من قبل هو شخص حاد الطباع وهو يعرف هذا جيدا فمن هذه التي سوف تقبل به فحتماً سيكون مصير هذه الزيجة الفشل ..
نظر لوالده بصدمة ولم يستطع النطق وهو يلعن ف سره حياة بسبب هروبها ويتوعد لها ان اليوم الذي سوف يجدها فيه سيقتلها حتماً ..
************************************************
وف منطقة صحراوية بعيدة عن الاعين حيث المقرات والمعسكرات العسكرية والاماكن شديدة السرية وصل آسر وجاسم ودلفوا الي مقر القيادة حيث انه اجتماع هام وسيحضره قادة كبار من الشرطة فالمجرم الذي يحاولون الوصول له مجرم دولي خطير فهم يحاولون القبض عليه منذ سنوات ولكنه في كل مرة ينجح في الافلات من بين قبضتهم
يبدأ الاجتماع بدخول مجموعة من كبار ظباط الدولة وقادتها ليجلسوا ويبدأ قائد الاجتماع بالحديث ...
اللواء زكريا بجدية شديدة :- طبعا حضراتكم عارفين سبب الاجتماع دة ايه .. عابدين رجع تاني يظهر ع الساحة بعد الفترة اللي اختفاها .
وبمجرد ان نطق اسم عابدين انتبهت كل حواس آسر وجاسم له ليتابع اللواء زكريا حديثه بنفس الجدية :- المعلومات اللي
وصلتلنا بتقول ان العملية اللي هيعملها عابدين المرادي كبيرة جدا ولانه اكيد محتاج يعوض خسارته بعد اخر عمليتين احنا صادرناهم ليه .
آسر بجدية :- بس سعادتك عابدين لحد دلوقتي موصلش مصر احنا مفتحين عنينا كويس يافندم وبرضه مفيش اي آثر ليه .
جاسم مكملاً حديث آسر :- بالظبط يافندم عابدين لسة مظهرش لحد دلوقتي والمفروض ان واحد زي عابدين يظهر قبل عمليته بفترة .
اللواء زكريا بتفكير :- معاكم حق ف النقطة دي بس لازم ناخد بالنا ان طالما مختفي كدة يبقا حاجة من الاتنين .
آسر مكملاً :- قصد سعادتك انه يأما بيرتب لمصيبة جديدة يعملها ف البلد عشان يشغل الحكومة بيها لحد مايخلص العملية يأما هيفضل مختفي ويظهر قبل العملية بالظبط وبعدها يختفي تاني .
اللواء زكريا :- بالظبط كدة عشان كدة عاوز الفترة الجاية تحريات مكثفة علي اعلي مستوي عابدين لازم يوقع ف ايدنا المرة دي .
آسر بصرامة شديدة :- هيوقع يافندم متقلقش .
اللواء زكريا :- طبعا انتو من اكفأ الظباط ف الداخلية الوزارة اختارتكم بالاسم عشان العملية دي ربنا يوفقكم ياشباب .
لينتهي الاجتماع بعد ان قاموا ببعض الترتيبات مع باقي القيادات وكل هذا في سرية تامة ف عابدين هذا له جواسيسه في كل مكان ويجب عليهم ان يحذروا منه ...
************************************************
ف منزل جاسم :-
تجلس الفتيات يشاهدون احدي الافلام في التلفاز وكان هناك مشهد رومانسي بين البطل والبطلة لتنظر اية الي هذا المشهد وهي تقول بهيام :- هييييح شايفة الرومانسية هيييح شايفة .
لتنظر لها حياة بطرف عينيها قائلة :- رومانسية ايه يابنتي دة تمثيل .
اية وهي مازالت في حالة هيامها :- طب ماهو التمثيل دة بيبقا من الواقع دة اللي بيحصل ف الواقع يايويو .
لتنظر لها حياة مرة اخري قائلة :- لا ياحبي الواقع غير كدة بكتير شايفة شعرها دة اللي بيطبطب عليه عارفة لو بعد الجواز صحي ملقاش شرباته مغسولة عليا النعمة ليقصهولها .
اية بحنق وقد فاقت من الحالة الحالمة التي كانت عليها :- خلاص ياحياة خلاص فصلتيني عبوشكلك .
حياة بمزاح :- يابنتي دة انا بفوقك بدل ماتصدمي بعد كدة واحلامك تتحطم ع صخرة الواقع .
اية بغيظ :- روحي ياحياة يابنت ام حياة الهي ربنا يرزقك بواحد متخرج من معهد صرف صحي قسم بلاعات ياشيخة .
حياة ببرود :- بلاعات بلاعات حد لاقي وان شاءالله انتي كمان تاخدي صاحبه.
اية وقد عادت لحالة الهيام التي كانت عليها منذ قليل :- دة انا هتجوز واحد كدة طول بعرض بارتفاع ويبقا مز ممزمز ف نفسه كدة ويقولي صباح الخير ياحياتي ابوسه من خده واقوله صباح الخير ياقلبي يديني بالمخدة ف وشي احدفه انا بالفاظة ف نفوخه اقوله تعالي نرمي كياس مياة ع الناس ف الشارع من البلكونة يقولي يلا ويملي معايا الكياس وهيييح بقااا ،، 😊
حياة وهي تنظر خلف اية برعب :- جاسم دي بتهزر والله .
لتشهق اية برعب وهي تلتفت قائلة :- جاسم دة هزار و....
لم تجد احد خلفها ف نظرت الي حياة الضاحكة نظرة شريرة واقتربت منها قائلة :- بقا انتي بتشتغليني هاا طيب قابلي بقا .
لتنقض عليها ويبدأ الضحك والصراخ وفي وسط ضحكاتهم يرن جرس الباب فتقول حياة اوعي اما افتح الباب ودل اكيد السكان هيطردونا والله .
ركضت حياة ركضاً لكي تفتح الباب وهي تبتسم ابتسامة جميلة وعندما قامت بفتحه بدأت تتلاشي ابتسامتها شيئاً ف شيئاً عندما وجدت امامها مالاتتوقعه ......
************************************************
في احدي الدول الاجنبية بأحد المصانع المهجورة التي يتم بها الاعمال الغير مشروعة بعيداً عن اعين الناس والشرطة تتقدم سيارة من نوع النقل المحملة بالبضائع لتتوقف امام بوابة المصنع الرئيسية ويتقدم احد الرجال المكلفين بحماية المكان من سائق السيارة ليتبادلوا الحديث ثم يسمح بقائد السيارة بالمرور من البوابة تدخل السيارة وتسير في طريق طويل غير ممهد ثم تنحرف عن الطريق لتصبح امام البوابة الخلفية للمصنع ويترجل قائد السيارة منها ثم وقف ينتظر الي ان اتي اليه مجموعة من الرجال ذو الملابس السوداء والبنية الضخمة ف تبادلوا الحديث وبدأوا في فتح صندوق السيارة لتظهر عدة صناديق خشبية متوسطة الحجم ويبدأ الرجال بحمل الصناديق واخراجها وفي وسط غمرة انشغالهم يستمعوا الي صوت احد قادم لينظر الرجال الي بعضهم البعض ثم وجدوا اماهم رجلان مألوفين الهيئة بالنسبة لهم ويبدأ احدهم بالحديث .. " الكلام بينهم هيبقا بالانجلش وانا هكتبه لغة عربية فصحي كترجمة "
رجل 1 لاحد الرجال الواقفين امامه :- هل البضاعة سليمة ؟!
رجل :- اجل سيدي كل شئ علي مايرام .
رجل 1 :- حسناً استمروا بنقل البضاعة الي الداخل ولكن اسرعوا ف ليس لدينا وقت .
رجل :- امرك سيد چوزيف .
التفت المدعو چوزيف الي الرجل القادم معه من البداية وهو يقول :- انت تعلم خطورة العملية القادمة صحيح .
ليجيبه الاخر :- اجل اعلم وانا اخذ كل احتياطاتي لاتقلق .
چوزيف بسخرية :- لا اقلق !! لقد قلت هذا الكلام في المرتين الماضيتين وتم ضبط الشحنات في كل مر منهم .
عابدين وهو ينظر له ببرود :- وكنت اقول هذا الكلام في جميع عملياتي السابقة ولم يفشل منها ولا عملية ثم اكمل بغل سوي اخر عمليتين ..
چوزيف :- حسناً ولكن انا احذرك من اي اخطاء في هذه العملية وعليك بالالتزام بمواعيد التسليم .
عابدين :- انت تعلم ان الحكومة المصريية تتعقبني ويحاولون الوصول الي مكاني لذلك انا اتحرك بحرص حتي لا اقع بين ايديهم .
چوزيف بنبرة تحمل بعض الشماتة :- اجل يكفي وقوعك بين ايديهم مرة واحدة .
نظر له عابدين نظرة سوداء تحمل كل معاني الشر قائلاً :- انها المرة الاولي والاخيرة كمان انك تعلم ان من ساعدني ف الهرب هم رجالي وليس جماعتك .
چوزيف بتجاهل وببرود :- بمناسبة جماعتي ف احذر غضبهم جيداً ف انت ليس بمقدورك الصمود امامهم .
نظر له عابدين ببرود ولم يتحدث فهو يعلم جيداً مايفعله فهو له طرقه لحماية نفسه منهم ومن الحكومة المصريية وبالاخص شخص واحد فقط عليه ان يحذر منه جيداً ....
غربت شمس هذا اليوم واسدل الليل ستائره علينا نذهب الي فيلا فخمة للغاية التابعة لاحدي رجال كبار الدولة ولكن يستخدمها احد ابنائه للترفيه عن نفسه مع اصدقائه واقامة الحفلات بها وهو المدعو رامي احمد الجيار :- ابن احد كبار رجال الاعمال وهو شاب يبلغ من العمر 25 عاما خريج كلية تجارة قسم ادارة اعمال يمتلك قدر عالي من الوسامة ولكنه شاب مستهتر كل مايهمه المال والسهر ،،
ندخل الي حديقة الفيلا نستمع الي صوت موسيقي وضحكات الفتيات تدخل چيرمين وريناد الي الحفلة بملابسهم تلك التي تكشف اكثر مما تستر لتنظر لهم جميع الاعين التي بالمكان وبالاخص چيرمين ولما لا وهي تلك الجميلة الشقراء التي يتمناها الرجال وتحسدها الفتيات واول ماوقعت عين رامي عليهم ذهب اليهم مسرعاً فأنة يعشق چرمين حيث تعرف عليها ف احدي الحفلات ومن وقتها وهو يعشقها ولكنها لاتعيره اهتمام او حتي تشعر به ف كل مايهمها آسر وستحصل عليه وبعد ان ذهب اليهم تحدث قائلاً وهو ينظر ل چيرمين بفرحة :- اهلاً وسهلاً نورتوا يابنات .
ريناد بابتسامة :- هاي يارامي .
چيرمين بلامبالاة :- هاي .
رامي باهتمام وحب :- اتأخرتي ليه ياچيرمين ؟!
چيرمين بتكبر :- مكنتش جاية اصلا .
رامي بقلق عليها وبعض العبوس :- ليه خير كان ف حاجة ولا ايه .
ريناد متدخلة ف الحوار حتي لاتقوم چيرمين بأحراج رامي فهي تعلم صديقتها :- ايه ياعم رامي هو مفيش غير چيچي ولا ايه وبعدين ادينا جينا اهو .
رامي بأبتسامة :- صح معاكي حق يلا اتفضلوا .
ودلفوا جميعاً للداخل ليسهروا ويفعلوا ماحرمه الله ونسوا ان الله يراقب افعالنا ولكنة يمهل ولا يهمل .....
************************************************ف منزل والدة آسر :-
كانت رجاء تقف في المطبخ تعد لآسر الطعام فهي تحب ان تقوم بكل شئ يخص ولدها الوحيد بنفسها وفي وسط اندماجها بما تفعله تدخل عليها الخادمة قائلة :- مجيدة هانم علي التليفون يامدام رجاء .
رجاء بأستغراب :- مجيدة !!!
لتترك مابيدها وتتوجه الي الخارج وهي تدعو الله ف سرها بأن تكون المكالمة عادية وتكون فقط تريد ان تطمئن عليهم لا اكثر فهي تعلم بماذا تفكر مجيدة وابنتها لايهمها سوا ان تتزوج ابنتها چيرمين من آسر حتي تصبح جميع الاموال لها بالاضافة الي مركزه ومنصبه وعند هذا الحد من الافكار كانت قد وصلت الي الهاتف رفعت سماعة الهاتف وهي تقول :- الو ازيك يامجيدة .
مجيدة بنبرة ودودة مصطنعة :- اهلاً يارجاء ازيك ياحبيبتي .
رجاء بود حقيقي :- الحمدالله ياحبيبتي .. انتي عاملة ايه وچيرمين ايه اخبارها ؟!
مجيدة بحزن مصطنع :- اهو الحمدالله چيچي هي اللي حالتها وحشة خالص .
رجاء بخضة :- ليه خير مالها ؟!
مجيدة بنفس نبرة الحزن وبعض الخبث :- مش عارفة مالها مكتئبة بقالها فترة ومبقتش بتاكل او تشرب زي الناس يارجاء .
رجاء باطمئنان وتفهم :- يمكن متخانقة مع واحدة من صحابها او في حاجة مضايقاها متقلقيش ان شاءالله خير .
مجيدة بلؤم :- ان شاءالله .. بقولك ايه يارجاء ايه رأيك تجيبي آسر وتيجوا تزرونا اهو لما چيچي تشوفكم تنبسط شوية انتي عارفة هيا بتحبك ازاي انتي وآسر .
قلقت رجاء من امر تلك الزيارة وخافت من ان ترفض فتصنع مع مجيدة عداوة هي وولدها في غني عنها ....
رجاء بمحايدة :- اكيد ياحبيبتي هنزوركم قريب هشوف آسر فاضي امتي ونيجي .
مجيدة بأبتسامة خبيثة :- تنوروا ياحبيبتي وهنستناكم .
واغلقت رجاء الهاتف بعد ان تحدثوا ف بعض الامور العامة وهي تفكر في غرض مجيدة من هذه الزيارة ....
************************************************
كانت حياة تضحك برفقة اية وفي غمرة مرحهم رن جرس الباب وذهب حياة لتفتح الباب وهي تبتسم ابتسامة جميلة وتلاشت ابتسامتها عندما وجدت امامها شئ لاتتوقعه فلقد وجدت اماهم جاسم ولكن مالاتتوقعه هو ان تجد بجانبه صديقه هذا صاحب النظرات الثاقبة هي حقاً تخشي نظراته من المرة الماضية ولم ترتاح له ظلت محدقة به بخوف ولم يكن حاله هو ايضا يقل عنها ف شئ فبمجرد ان فتحت الباب وهي تبتسم لقد جذبته ابتسامتها الجميلة وظل يحدق بها وهو يري ابتسامتها تتلاشي كما انه رأي نظراتها الخائفة تجاه فعلم انها تخشاه ولا يعلم لماذا ضايقه هذا الشعور ولكنه تجاهله علي الفور ..
افاقوا من شرودهم علي صوت جاسم وهو يقول بمرح محاولاً اخراجهم من حالة الشرود المحيطة بهم :- ايه ياحياة انتوا كنتم بتموتوا بعض انتي واية ولا ايه ايه الصريخ دة .
افاقت من شرودها علي صوت جاسم لتنظر له سريعاً وهي تبتسم بتوتر قائلة :- هههه لا عادي احنا كنا بنهزر بس اتفضلوا .
وتركت الباب وذهب الي الداخل وهو يتبعها بعينيه ..
جاسم وهو يرحب به :- اتفضل ياجاسم ادخل يابني .
دلف معه الي الداخل بينما ذهبت حياة الي غرفتها هي واية وجدت اية جالسة كما تركتها ..
اية بتساؤل :- مين ياحياة اللي خبط ؟!
حياة بتوتر :- دة جاسم ومعاه صاحبه .
اية وهي تنهض :- صاحبه !! صاحبه مين دة ؟!
حياة وهي تفكرك يديها في بعضها :- صاحبه دة اللي جيه المرة اللي فاتت .
اية بأنتباه :- اهاا قصدك آسر ..
حياة بتوتر زائد عن الحد :- ايوة ايوة هو دة .
اية وهي تلاحظ توترها :- طب انتي مالك متوترة كدة ليه ؟!
حياة بتلجلج :- ها وتوتر ليه عادي يعني .
ظنت اية ان حياة خائفة من آسر لانه من الممكن ان يعرف قصتها ويبلغ اهلها فأرادت ان تطمئنها ..
اية بأطمئنان :- متخافيش ياحياة آسر كويس جدا وميتخافش منه زيه زي جاسم بالظبط .
حياة وهي تحاول ان لاتلفت نظرها بأنها تخشاه هو شخصياً :- بجد طب الحمدالله طمنتيني يااية .
اية بابتسامة :- لا متقلقيش ياحبيبتي وبعدين كله هيبقا تمام ان شاءالله يلا بقا نطلع نشوفهم ونحضر الغدا اكيد جاين جعانين .
حياة بابتسامة عذبة :- معاكي حق يلا بينا .
خرجت الفتيات من الغرفة والقوا التحية وسط مرح اية ونظرات آسر ل حياة وتوتر حياة من نظراته ثم استأذنت الفتيات للذهاب الي المطبخ من اجل اعداد الطعام ..
***********************************************
ف البلد :-
وتحديداً في بيت علوان المهدي وبعد ان رحل جبران واولاده ولم يتبق سوا علوان واولاده في حالة صدمه مما حدث وهم ف وسط صدمتهم دلف علي الي المنزل ولم يكن يعرف مااخر الاحداث ولكنه وجد الضيق والعبوس بادي علي وجه الجميع فتسائل في نفسه ماذا حدث ؟!
تنحنح بخفوت وهو يلقي السلام :- احم السلام عليكم .
الجميع بنبرة فاترة :- وعليكم السلام .
علي بنبرة متسائلة وهو يضيق عينيه محاولاً استكشاف ماحدث :- خير ياجماعة ، مالكم ؟!
نظر له الجميع بصمت فأدرك ان الامر جلل فوزع نظراته المتسائلة بينهم فبادره عبدالرحمن قائلاً :- الجاچ چبران وولاده لساتهم ماشين من عندينا .
علي بتوجس :- خير ايه اللي حصل ؟!
عبدالرحمن مكملاً حديثه بتأفف :- اللي حوصل انهم عرفوا كل حاچة .
علي بصدمة :- ايه عرفوا ان حياة هربت ثم اكمل بتساؤل :- طب وبعدين حصل ايه ؟!
عبدالرحمن مكملاً كلامه :- الحمدالله عمك چبران مكنش رايد ان يبجا بيناتنا دم وعشان اكديه جال هنحلوا الموضوع منينا فينا اكديه .
علي وقد شعر ببعض الراحة حيال هذا الامر ولكنه ايضاً بداخله بعض القلق ف معني هذا الكلام انه يوجد مقابل لايقاف بحر الدم بين العائلتين فتسائل بتوجس :- طب وايه المقابل قصاد دة ؟!
عبدالرحمن بضيق بالغ :- ان واحد منينا يتچوز واحدة من عنديهم .
علي بذهول اكبر :- نعم !! ومين دة اللي هيتجوز واحدة من عندهم ؟
عبدالرحمن وهو ينقل نظراته بين ابيه واخيه صالح :- ابوك اختار صالح .
نظر له صالح بطرف عينيه بحنق وود لو قام واعطاه لكمة ف وجه فهو يحاول ان يتناسي ماحدث وهذه الزيجة التي اتت له من حيث لايدري بينما كان علي في اقصي مراحل ذهوله من تطور وسرعة الاحداث ومن ان اخيهم صالح ذو الطباع القاسية صاحب الوجه المتهجم سيتزوج فمن تلك تعيسة الحظ التي ستكون من نصيبه فهو يعلم منذ زمن بعدم رغبة اخيه ف الزواج فهو لايحب النساء ولا يجيد التعامل معهم من الاساس فتلك التي سوف يتزوجها بتلك الطريقة بالتأكيد ستري الويل معه ..
افاق من شروده وهو يتنحنح بخفوت قائلاً :- وانت موافق ياصالح علي الموضوع دة ؟
نظر له صالح وقبل ان يهم بالرد عليه قاطعهم علوان قائلاً بصرامة وجدية :- يعني موافج ولا موافجش مفيش كلمة تمشي ف الدار بعد كلمتي .
علي وهو محاولاً تلطيف الاجواء :- العفو يابابا انا مش قصدي .
علوان بنفس الصرامة :- جصدك ولا مجصدكش العار دة عارنا واحنا لازماً انزيحوه من علينا ياولاد علوان واعملوا حسابكم الخميس اللي چاي هنروح بيت چبران نطلبوا عروستك ياصالح ياولدي .
ثم تركهم في صدمتهم وحيرتهم وذهب الي حيث اعماله التي اهملها الايام الماضية ...
