رواية الشر الأبدي الفصل الثالث 3بقلم هنا عادل

 


رواية الشر الأبدي

الفصل الثالث 3

بقلم هنا عادل 


فوقت للمرة الثانية من غيبوبتي المؤقتة لليوم التاني من غير ما اكون فاكرة ايه اللى حصل قبل ما ده يحصل، رغم اني فاكرة الست اللى بشوفها وشكلها لكن مكنتش فاكرة ايه بالظبط اللى حصل قبل ما يغم عليا فى الطابور، فوقوني زمايلي ورفضوا الحقيقة اني اشتغل اليوم ده وطلبوا مني اني ارجع البيت تاني واعتبر اليوم اجازة، كنت بحاول اني اقاوم الحالة اللى انا فيها لكن الحقيقة كنت مش قادرة اعمل ده فعلا، اضطريت اني ارجع البيت واخبي اللى حصل معايا، كنت مش عايزة حد يقلق عليا وفى نفس الوقت امي كانت فرحانة جدا اليوم ده ومش حابة اني اخليها تضايق او تزعل علشاني:

- فيروز! ايه يابنتي فيكي حاجة ولا ايه؟

فيروز بأبتسامة:

- لاء يا ماما مفيش، بس قولت اسمع كلامك واشوف في ايه محتاج يجهز النهاردة اساعدك فيه.

ليلى:

- ليه بقى يا ست فيروز وانا روحت فين يعني؟

فيروز بترحيب:

- يا عمتو يا حبيبتي ربنا يخليكي لينا، بس مكنتش اعرف انك جاية لماما علشان كده محبيتش اسيبها لواحدها، اصل انا عارفة هي هتبقى شاغلة بالها باليوم ازاي وهتبقى محتارة تعمل ايه ولا ايه..

ماما بسعادة:

- ياخبر ابيض يا فيروز، ده انا الفرحة مش سيعاني النهاردة، ده انتي الحيلة يا قلب امك لو مش هفرح بيكي واتعبلك انتي هتعب لمين يعني؟

فيروز بتحضن مامتها:

- ربنا يخليكي يا ست الكل، طيب انا هطلع اغير هدومي واصلي الضهر واجيلكم بقى اشوف عايزين مني ايه؟

ليلى بسعادة:

- لاء متشغليش بالك بينا احنا، انتي بس جهزى هدومك واعملى كده زى البنات لما بيبقوا هيتخطبوا بيقفوا قصاد المرايا اليوم كله، عايزاكي النهاردة تبقى قمر 14 انتي كده كل يوم بس النهاردة عايزاكي بزيادة شوية.

حضنت عمتي وبوستها وسيبتهم هما يتكلموا على فرحتهم وعلى العريس اللى امي قعدت تقول فيه اشعار وعلى عمتي وتفكيرها فى جهازي وكأن النهاردة كتب كتابي مثلا وهروح بيت جوزي بكرة الصبح، وطلعت على اوضتي رميت نفسي على السرير وانا بغطي وشي بأيدي مجرد ما افتكرت منظرها قدام عنيا، مرعبة...بجد مرعبة اوي ومجرد وجودها فى المكان وتأثيرها عليا انا لواحدي بس كان بيكون اقوى من انه يتوصف، خاصة السخونية اللى بتكون موجودة فى المكان وكأني قاعدة وسط النار فى وجودها...وده اللى حسيته دلوقتي وانا فى اوضتي وهي بتقول:

- لو اتجوزتي مش هتعيشي يوم مرتاحة...

اتنفضت وانا بشيل ايدي من على وشي وببص حواليا وحاسة بالسخونية والخنقة اللى بتسبق وجودها لكن مش شايفاها، لقيت نفسي وانا بلف فى الاوضة بتكلم وبقول:

- طيب قوليلي انتي مين؟ قوليلي عايزة مني ايه؟ بتأذيني ليه؟

سمعت صوت ضحكة مخيفة شبه اللى بتسمعوها فى الافلام الاجنبي الرعب كده وبعد لحظات من الضحك لقيتها بتقول:

- الجمال لعنة..انتي جمالك ده لعنتك يا فيروز.

ضحكت واختفيت السخونية من الاوضة واتحول المكان لتلاجة حرفيا، كأني كنت واقفة بين جبال جليد، لكن صوت ضحكتها فضل يرن فى ودني وصدى الكلام اللى قالته بيتردد، اتحركت ناحية المرايا وقفت قدامها وانا ببص لنفسي، اه انا جميلة اوي فعلا بس هو الجمال دلوقتي بقى له عواقب؟ طيب هي كل البنات الجميلة بيلاقوا اللى يفضلوا يلفوا وراهم بالشكل ده ويضايقوهم بأي شكل من الاشكال لمجرد ان شكلهم جميل؟ وبعدين مين اللى فاضيالي دي علشان تفضل طول الوقت بتلاحقني كده بمجرد انها تعيشني اوقات صعبة؟ انا عمرى ما اذيت حد والله بالعكس فى حالي ومحبوبة من كل اللى حواليا سواء زمايلي او الطلبة بتوعي او حتى اهلي وقرايبي، بقيت بلمس وشي واحس ببرودة صوابعي اللى بتقول اني مستحيل اكون جوة بيت وبين اربع حيطان بيحموا اللى جواهم من برد الشتا، بس اصلا الجو مش برد للدرجة دي لكن يمكن ده تأثيرها وتأثير وجودها وخروجها، مش عارفة ليه عقلي رافض يروح لفكرة الاشباح، مش عارفة ليه مجاش فى بالي ان اللى بيحصل ده حاجة من عالم تاني مش من العالم بتاعنا، كلمت نفسي وانا قدام المرايا:

- لاء انا اكيد عقلي مش موزون اليومين دول، انا محتاجة افرح بقى واستعد لليوم.

قولتها وبعدت عن المرايا روحت على دولابي طلعت طقم رقيق بالطرحة بتاعته مناسب للجو العام، دخلت اخدت دش واتوضيت وطلعت صليت الضهر وباقي اليوم مر عادي جدا، نزلت اشوفهم لو محتاجين مني حاجة اساعدهم فيها لكن فعلا عمتي وماما كانوا جهزوا كل حاجة، البيت مترتب بشكل جميل، الحلويات والعصاير جهزوها بأكتر من صنف، حتى الغدا مجهزينه، ولما لقيت نفسي ماليش لازمة فى حاجة معاهم طلعت اوضتي تاني ونمت شوية بس الحمد لله محصلش اي حاجة جديدة..لحد ميعاد العريس، جهزت وكل اللى حطيته فى وشي زبدة كاكاو وكحل فى عيني اعتقد اني مكنتش محتاجة اكتر من كده، كنت معجبة بنفسي وشكلي ومستنية بابا او حد فى اخواتي كالعادة ييجوا ياخدوني، مفاتش وقت طويل من وقت ما جهزت ولقيت الباب بيخبط وكان بابا اللى برة، نزلت معاه كنت محروجة وقلبي عمال يدق بسرعة جدا، كان موجود كرم اللى لمحته قاعد قصاد باب اوضة الصالون وجنبه اخوه وعمه، وكانت معاه مرات عمه ومامته بس قاعدين على كنبة تانية فى جنب الاوضة، اخواتي وعمتي وعمي وخالي قاعدين معاهم وماما واقفالي على الاوضة بفرحة ولمعة فى عنيها تخليني حتى لو رافضة العريس اوافق علشان اللمعة دى متختفيش، دخلت الاوضة وسلمت على مرات عم كرم ومامته اللى رحبت بيا وكانت مبسوطة جدا وهي بتقول:

- الله اكبر، دى اجمل واحلى من اللى قولتوه عليها، اتاريك ماصدقت يا كرم.

ابتسمت وسلمت من بعيد على كرم واخوه وعمه، وقعدت جنب عمتي وواحد من اخواتي، ابتدوا يتكلموا ولسه هيفتحوا الكلام فى تفاصيل الاتفاق لقيت كرم بيقول:

- انا عايز العروسة وشنطة هدومها، انا يشرفني انها توافق عليا بس، وكل حاجة انا جاهز ومستعد لها.

بابا بسعادة من كلام كرم:

- ربنا يباركلك يابني، انت ابن اصول ودى حاجة مش غريبة عليكم، لكن برضو احنا نفهم فى الاصول وبنتنا هيجيلها احسن حاجة حسب الاصول والتقالبيد المعروفة.

كرم:

- يا عمي صدقني مفيش فرق، وبعدين شرعا ان الراجل هو اللى عليه كل حاجة خاصة بالجواز، المواضيع بتاعت العروسة عليها ايه والعريس عليه ايه دى احنا اللى اخترعناها.

بابا:

- انت زي ولادي، وزي ما هساعد ولادي هساعد جوز بنتي، مالناش دعوة بالاختراعات والكلام ده، انت هتجيب اللى تقدر عليه واحنا هنجيب اللى نقدر عليه، لا هنتشرط ولا هنطلب.

كرم:

- خلاص ياعمي اللي انت شايفه مش هنختلف، المهم بس اني عايز الجواز يتم فى خلال شهر...

كلنا اتفاجئنا فى الوقت ده، ايه شهر ده؟ لقيت عمتي وماما بيبصولي وانا مصدومة من المدة اللى بيطلبها ومستنية بابا يرفض طبعا، لكن اللى اتقال:

- طيب بص يا كرم يابني قبل ما نتكلم فى مدة ونتفق هسيبك تقعد مع فيروز شوية لأن اللي حصل امبارح كان سبب فى انكم متاخدوش فرصة تتكلموا سوا، اتكلم معاها وبعد ما تخلصوا كلام نشوف هنتفق ولا ايه اللي هيتم..

كرم بأبتسامة:

- هنتفق يا عمي، انا مش طالع من بيتكم من غير ما اتفق يا جماعة علشان نبقى متفقين.

قاها وهو بيضحك وكل اللى موجودين ابتسموا بصوت مسموع على ثقته دي، وانا كنت مستغرباه الحقيقة، اصراره وقناعته غريبة جدا، رد اخويا عليه:

- ده انت مصمم بقى..

ضحك كريم اخو كرم:

- نسبكم يشرفنا، وبعدين عمي قبل ما يعرض على كرم الموضوع موصييييه انه ميصغرهوش معاكم لأن والدك يعز عليه ومش عايز حاجة زي دي تكون سبب فى انهم يخسروا بعض وب...

قاطعه بابا لما سمع الكلام فقال:

- ايه ده انت مخوف كرم ولا ايه يا صاحبي؟ لاء يابني كفايا اننا اتعرفنا عليك وزى ما قولتلك فى البداية الجواز ده قسمة ونصيب لا غصب ولا فرض ولا...

كرم:

- لاء يا عمي حضرتك فهمت غلط، انا مقتنع جدا اكيد عمي موصيني لكن مش طالب مني اني اتمم الموضوع حتى لو انا مش عايز..ده جواز وحياة يعني لو مش مقتنع انا او انسة فيروز يبقى مش هيتم، وان شاء الله ربنا يعمل اللى فيه الخير، لكن انا اقتناعي جاي من أن سمعتكم سبقاكم، وسمعت عن اخلاق وادب انسة فيروز وقررت اني اظفر بذات الدين.

بابا بفرحة:

- طيب نسيبكم بقى تتكلموا مع بعض وبلغونا برأيكم لما تخلصوا.

فعلا سابونا وقعدوا مع بعض كلهم فى الريسيبشن قدامنا بس على مسافة يعني متسمحش انهم يسمعوا ايه اللى بيتقال، كنت متوترة جدا ومش عارفة المفروض اقول ايه بعد كل اللى قاله ده مع اهلي وقدام كل الموجودين لكن هو شال حاجو السكوت والأحراج وقال:

- انا عارف انتي مستغربة من استعجالي وموافقتي من قبل ما نتكلم حتى، لكن عالم ربنا ان اول ما وقفتي امبارح على باب الاوضة حسيت بصوت فى ودني بيقول هي دي مراتك يا كرم، هي دي نصيبك.

فيروز بأحراج:

- بس لمجرد ان فيه صوت قالك دي مراتك وافقت؟

كرم بابتسامة:

- أنا عارف داخل بيت مين من قبل ما اجي، ولما شوفتك حسيت بالقبول حتى من قبل ما ترفعي عينك وتشوفيني، وانا ظروفي كلها ووضعي هكلمك عنه دلوقتي وليكي حرية الاختيار طبعا، لكن اتمنى من ربنا انك توافقي لاني بصراحة من امبارح وانا مش شايف اي حاجة قدامي غير انك مراتي.

بصراحة اتكسفت من كلامه، وفرحت كمان، مقدرتش ارد عليه تاني وسيبته هو يتكلم عن نفسه وقال كل ظروفه اللى كانت مناسبة جدا، حتى تفكيره ومعتقداته واسلوب حياته اللى اتكلم عنه اللى يقعد فى مكاني يقول ان العريس ده مينفعش ياخد وقت للتفكير فى قبوله او رفضه، وعلشان كده مقدرتش ارد عليه واكتفيت اني ابص لبابا اللى كانت عنيه علينا، ففهم نظرتي له وفى اللحظة اللى بابا قام من مكانه وبيقرب علينا علشان يعرف وصلنا لأيه، شوفتها تاني وهى جاية من عند بوابة البيت بتجري ناحيتي وبتمد ايديها مش عارفة ناحيتي ولا ناحية بابا بس كل اللى قدرت اعمله فى اللحظة دي اني اصرخ وبس علشان كلهم يقوموا من مكانهم مفزوعين ومش فاهمين ايه سبب صرختي دي، لكن هي كانت واخدة قرارها بأنها مش هتسيبني احس بأي فرحة وقررت انها لازم تبوظ عليا اي لحظة ممكن احس فيها بالسعادة....ليه؟! هتعرفوا مع باقى الحكاية.


                  الفصل الرابع من هنا 

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



<>