أخر الاخبار

رواية حسناء أنارت دربي الفصل الرابع عشر 14بقلم جوهرة الجنة

       

رواية حسناء أنارت دربي  

الفصل الرابع عشر 14

بقلم جوهرة الجنة


أنس: أخفتني عليك كثيرا يا أختي في المرة المقبلة انتبهي خلال نزولك الدرج.


ليلى: لقد كنت منتبهة لكنني شعرت كأنني وقفت فوق شيء لزج ولم أشعر بنفسي سوى وأنا أتدحرج.


عائشة :قدر عليك هذا ولا أحد يستطيع تغيير قدره، إرتاحي الأن وأنت يا حسناء اذهبي وجهزي الإفطار.


حسناء :حسنا أمي.


أسرعت حسناء للمطبخ ولحقت بها نادية لتساعدها، بينما وردة ظلت جالسة في مكانها بعد أن شعرت بقليل من التعب بسبب فزعها من صراخ ليلى وخافت على جنينها، حالها لا يختلف كثيرا عن حال زينب التي كانت على وشك قتل إبنتها في لحظة سيطر عليها حقدها. 

بعد نصف ساعة كان الإفطار جاهز، فجلسوا جميعا ملتفين حول طاولة الأكل، لتقول وردة :ولكن ليلى لا تستطيع الجلوس معنا على الطاولة فكيف ستفطر.


خرجت في هذه الأثناء حسناء تحمل طاولة صغيرة من الخشب ذات أرجل قصيرة، وقالت: لقد أحضرت إفطار ليلى.


وضعت تلك الطاولة على رجليها بعد أن عدلت من وضعيتها على الأريكة، لتقول ليلى :شكرا لك أختي حسناء.


حسناء :هذا واجبي.


جلست معهم حسناء تتناول إفطارها، ولاحظت شرود زينب من حين لآخر، ونظرات زوجها لها، فابتسمت وأنزلت رأسها تدعو لهما بالهداية، وزرع الحب في قلوبهما وإنارة طريقهما. 


همس فؤاد في أذنها: ما بك يا حسناء. 


حسناء بابتسامة :لا شيء لا تقلق. 


في منزل السيد عبد الله، حيث قضى كل من جعفر وزوجته ليلتهم بعد أن رفض السيد عبد الله أن يرحلوا في وقت متأخر من الليل. استيقظ جعفر ليجد مكان زوجته فارغ فعلم أنها استيقظت قبله، فجلس يتأمل الغرفة وعقله ينسج أفكارا للتخلص من أخيه وإمتلاك كل ما يخصه. 


جعفر :أولا يجب أن أجعله يشفق علي لأستطيع استغلال مشاعره لصالحي.


قام من مكانه وغير ثيابه بعد أن غسل وجهه، ثم نزل للأسفل ليجد أخاه وإبنه في غرفة المعيشة، فقال: صباح الخير. 


عبد الله :صباح الخير أخي كيف حالك، أتمنى أن تكون ارتحت بالأمس. 


جعفر :أجل ارتحت كثيرا. 


جلس يتحدثون في مواضيع مختلفة، في إنتظار الإفطار، ليستغل جعفر الفرصة قائلا :الأطفال رائعون أليس كذلك يا أخي. 


عبد الله :بالطبع فهم من يؤنسوك في صغرهم ويسندوك في الكبر. 


جعفر :محظوظ من لديه أطفال، هذا الشعور الذي لم أجربه يوما.


عبد الله :لماذا تقول هذا أنت لا تعلم ما يخفيه الله لنا.


جعفر :كنت مثلك سابقا إلى أن علمت أنني أعاني عقما، وهذا يؤلمني ليس لأنني لن أحصل على الطفل الذي لطالما رغبت به ولكن لأن زوجتي أيضا حرمت من أبسط حقوقها بسببي.


عبد الله :لا تقل هذا يا أخي، هذه إرادة الله ولا يصح أن نعارضه.


جعفر :أعلم هذا، ولكن ماذا أفعل مع تأنيب ضميري على زوجتي التي لن تصبح أما طالما هي معي.


يوسف :ما الذي تقوله يا عمي، أنا موجود وتستطيع إعتباري إبنك إن أردت.


جعفر :محظوظ من لديه إبن مثلك يا يوسف، فكيف سأرفض عرضا مغريا كهذا.


عبد الله :ها أنت حصلت على إبن، أما بخصوص تأنيب ضميرك، فتستطيع الاعتناء بزوجتك أكثر وإسعادها وقتها ستجد ذلك التأنيب اختفى.


جعفر :أجل أنت محق، هل يعرف أحدكم شخصا يبيع الهواتف.


يوسف :أجل يا عمي أنا أعرف واحدا، ولكن لماذا.


جعفر :زوجتي لطالما كانت ترغب في هاتف لتستطيع التواصل مع أفراد عائلتها صوتا وصورة، وأريد أن أحقق لها مرادها الأن.


يوسف :حسنا يمكنني مرافقتك بعد الإفطار وشرائه.


دخلت فاطمة ونادتهم لتناول الإفطار، وبعد أن انتهوا خرج جعفر رفقة يوسف، واتجهوا ناحية محل لبيع الهواتف الذكية، ليشتري واحدا ثم عادوا للمنزل.


    دخل جعفر لينادي على زوجته قائلا :كريمة يا كريمة.


    خرجت كريمة من المطبخ مستغربة نداء زوجها عليها، فهي تعلم أنهم لن يغادروا في هذا الوقت، فقالت :نعم يا جعفر، هل تحتاج لشيء ما.


جعفر بابتسامة :خذي هذا لك.


ارتسمت ملامح التعجب على وجهها، وهي تراقب تلك الابتسامة التي لم تعتد عليها، وقالت: ما هذا.


جعفر :افتحيه وستعلمي.


أخرجت العلبة من ذلك الكيس لتفتحها، وتجد هاتف ذكي لتتوسع عينيها مصدومة قائلة :لمن هذا.


جعفر :إنه لك، لقد علمت أنك تتمنين الحصول على واحد وقد أحضرته لك تعبيرا عن إمتناني لوقوفك في جانبي طيلة السنوات الماضية.


بدأت كريمة تتبادل النظرات بينه وبين الهاتف، تعلم أنه ينوي على شيء إلا أنها لا تستطيع قول شيء، واكتفت بكلمة شكر له.


قبل ساعة، في منزل خديجة استيقظت ليلى لتأدي فرضها، ثم خرجت بإسدال الصلاة، فالتقت بوالدها الذي مرر نظراته عليها من أخمص رجلها حتى الأعلى وقال :صباح الخير، ما هذا الذي ترتديه.


ليلى :لقد صليت للتو لدى لم أغير ثيابي بعد.


إبراهيم :حسنا أنا ذاهب للعمل.


ليلى :ألن تفطر.


إبراهيم :سأكل في استراحة العمل.


خرج إبراهيم من المنزل، لتتجه ليلى للمطبخ وتحضر الإفطار ثم أيقظت كلا من أختها ووالدتها ليجتمعوا حول طاولة الأكل يتناولون إفطارهم في جو هادئ إلى أن قاطع ذلك الهدوء حديث رانيا التي قالت: صحيح يا أمي ماذا ستفعلين بخصوص موضوع عمي وإبنته.


خديجة :تلك الحقيرة حسناء هي السبب في كل شيء، ولن أرتاح حتى ألقنها درسا لن تنساه أبدا، هي وزوجها الذي يعتقد نفسه شخصا مهما.


ليلى :فلتستهدي بالله يا أمي هم لم يفعلوا لك شيئا.


خديجة :أنت بالذات اصمتي بتلك الملابس التي تشبه تلك الحقيرة وأصبحت كخيمة متنقلة.


تنهدت ليلى تنظر لهم بقلة حيلة، فهي تعلم أنه لا فائدة من الكلام، لدى وكلت أمرهم لله، واستقامت من مجلسها، واتجهت لغرفتها بينما ظلت خديجة وإبنتها يفكرون في طريقة للانتقام من حسناء. 

   

في منزل السيد مصطفى، انقضى النهار وحل الليل وطيلة الوقت كانت ليلى الصغيرة تحمل هاتفها تعبث به مما أحزن حسناء على حالتها فجلست بجانبها لتجدها تشاهد مقاطع فيديو على الفيسبوك وجاء مقطع لأية قرآنية فأزالتها سريعا.


حسناء :ليلى هل أستطيع أن أطرح عليك سؤال.


ليلى :بالتأكيد تفضلي.


حسناء :لماذا كنت تشاهدي المقاطع كاملة رغم أنها طويلة وعندما جاء أمامك مقطع لأية قرآنية به خمس عشرة ثانية فقط أزلتيه.


شعرت ليلى بالتوتر وقالت أول مبرر وقع في عقلها: لأنني كنت أستمع للأغاني ولا يجب أن أستمع للقرآن معها.


ابتسمت حسناء تتذكر نفسها قبل سنوات حين كانت هي الأخرى تفكر بنفس طريقتها لتقول: أتعلمين أنك تشبهيني كثيرا.


ليلى :حقا، فيما أشبهك.


حسناء :عندما كنت بمثل عمرك كنت أتصرف كما تتصرفين الان، كنت أصادق الشباب واستمع للأغاني كثيرا لكنني الان نادمة على كل هذا. 


عقدت ليلى حاجبيها قائلة :لماذا ندمت.


حسناء :لأنني كنت غائبة عن الوعي، ليس جسدي الغائب عن الوعي إنما عقلي الذي كان يسير مع القافلة حيث أرى فتيات كثر يصادقن الشباب  فبدأت أقلدهم إلا أنني لم أتمادى، وأقوم بعلاقة حب معهم، ولكن مافعلته كان كافيا ليشعرني الأن بتأنيب الضمير الذي يلازمني كثيرا.


ليلى :ولكن ما الخاطئ في مصادقتنا للشباب، فنحن نصادقهم كما نصادق الفتيات.


حسناء :هذا ليس صحيح نحن حينما نصادق شابا نعتقد أننا نفعل شيئا جيدا ونعاملهم بلطف، لكن ما لا نستوعبه أن مشاعر كلا الطرفين تتغير مع الوقت لتتحول لمشاعر حب كما يعتقد الكثير، فنصبح غير مدركين لتصرفاتنا، ونقوم بأشياء تخالف قواعد ديننا، ولأكون صريحة العلاقة التي نسميها صداقة في الأصل هي علاقة غير شرعية.


ليلى تملكها خوف ورعب مما تفعله لتلاحظ حسناء ذلك لتمسك يدها وتضغط عليها برفق لتقول ليلى :وماذا تفعل الفتاة إذا علمت كل هذا.


حسناء بابتسامة :تستغفر الله فهو الغفور ويغفر ذنوبنا لو كانت توبتنا حقيقية.


ليلى :وهل يجب أن تقطع صداقتها بالشباب.


حسناء :في الأصل علاقة الفتاة بالشباب هي ذنب، ويجب الإبتعاد عنهم ونستغفر الله كثيرا ليمسح عنا ذنوبنا التي مضت، ونجتهد حتى لا نزيد من ذنوبنا في الحاضر.


   ليلى :وماذا إن كان الشاب سيتقدم للفتاة ويتزوجها.


حسناء :الشاب الذي ينوي حقا الزواج بالفتاة يدق باب منزلهم ويطلب يدها من والديها ولا يستغل مشاعرها ويزيد من ذنوبه وذنوبها.


ليلى :ولكن أحيانا تكون الفتاة صغيرة ولا تستطيع الزواج.


حسناء :في هذه الحالة بالذات يجب أن يبتعد عن الفتاة وإن كان حقا يحبها فسيدعو الله أن يجمعهما وينتظر حتى تكبر ويتقدم لها.


ليلى تحدثت بصوت واضح دون أن تنتبه قائلة :هذا يعني أنني مخطئة فيما أفعله.


حسناء :وما الذي تفعليه أنت.


قفزت ليلى مصدومة من سماع حسناء لها، وتلفتت تتأكد إن كان أحدا سمعه وقالت: سأقول لك لكن لا تخبري أحدا.


حسناء بابتسامة :لا تقلقي يمكنك الحديث وسيبقى هذا الحديث سرا بيننا.


ليلى :في الحقيقة.. لا أعلم كيف أخبرك، أنا على علاقة مع شاب.


حسناء بترقب: ماذا تقصدين بعلاقة مع شاب.


ليلى :قبل شهرين كنت أتصفح صفحتي الشخصية على الفيسبوك حينما وصلتني رسالة من شاب، ودخلت لصفحته ورأيت صوره، لأتجرأ وأجيبه، ومنذ ذلك الوقت ونحن نتحدث لأرسل له رقمي وتعرفنا أكثر وأصبحت الان متعلقة به كثيراً.


حسناء :هل التقيت به يوما.


ليلى :لا لقد إتفقنا أن نلتقي خلال بداية الموسم الدراسي.


حسناء :وماذا عن صورك.. أقصد هل أرسلت له صورك.


ليلى :ربما هذا الشيء الوحيد الجيد الذي فعلته حينما رفضت إرسالها وأخبرته أنني أفضل أن يراني مباشرة.


حسناء تنفست براحة وقالت :الحمد لله، ليلى أنت في قرارة نفسك تعلمين أنك مخطئة لدى يجب أن توقفي علاقتك بهذا الشاب حتى لو حاول معك أن تظلي معه، يمكنك حظره من كل شيء أو لو استوجب الأمر غيري رقمك أيضا وإقطعي أي علاقة تربطك به.


ليلى :ولكني لا أستطيع الإبتعاد عنه.


حسناء :هل أنت متأكدة.


ليلى :أجل.


حسناء :إن كان ما تقوليه صحيحا فكيف ظللت معي بالأمس طيلة اليوم نحضر الحلوى ولم تحادثيه ولم تحملي هاتفك مطلقا.


ليلى :أنا انشغلت بمساعدتك.


حسناء :والأن تستطيعين الإنشغال بعبادة الله عز وجل وبدل أن تقومي بشيء ذو فائدة لحظية تقومين بأشياء ستفيدك في أخرتك وبيدك تقرري إن كنت ترغبين في دخول الجنة أم النار.


صمتت ليلى تفكر قليلا في حديثها إلى أن قالت: ساعديني يا حسناء كي أنساه.


ارتسمت ابتسامة سعيدة على وجه حسناء قائلة :لك هذا.


بدأت حسناء تملي عليها ما ستفعله في الفترة المقبلة، وأيضا تستطيع فعله طيلة حياتها لتشكرها ليلى على مجهودها ونصائحها.


أتى فؤاد ليجد زوجته وإبنة أخيه تتحدثان ليقول :مساء الخير.


حسناء :مساء الخير، تأخرت اليوم واعتقدت أنك لن تأتي.


فؤاد :الفندق كان مزدحما اليوم وإضطررت التأخر قليلا.


حسناء :حسنا سأحضر لك العشاء، لا بد أنك جائع.


فؤاد :لا تتعبي نفسك لقد أكلت في الفندق سأصعد الان لأنام.


حسناء :ما دمت أتيت هل تستطيع حمل ليلى لغرفتها.


فؤاد :بالتأكيد.


ليلى :لا داعي لتتعب يا عمي أستطيع الصعود بمفردي.


فؤاد :أي تعب هذا أنت في مثابة إبنتي.


صعدوا للأعلى ليضعها فؤاد على سريرها وتعدل حسناء من وضعها فقالت ليلى :حسناء لم تخبريني لماذا لا يجب الإستماع للأغاني.


حسناء :غدا سأخبرك، تصبحين على جنة.


خرجت حسناء من الغرفة لتجد فؤاد يقف مع جمال فغضت بصرها سريعا ليقول جمال: حسناء هل نامت ليلى.


حسناء :هي الآن تستعد للنوم وتقرأ الأذكار.


جمال :إذن سأدخل لأطمئن عليها.


فؤاد :حسنا يا أخي ونحن سنذهب لننام، تصبح على جنة.


جمال :وأنت من أهلها.


دخل جمال لغرفة ليلى، بينما ذهب فؤاد وحسناء لغرفتهم ليغيروا ثيابهم، ثم تسطحوا على السرير بعد أن تأكدوا أن جواد نائم، فأخذ فؤاد حسناء في حضنه لتشدد هي الأخرى من احتضانه.


فؤاد :ما بك يا حسناء تبدين مرهقة هذه الأيام.


حسناء :لا أعلم يا فؤاد، هناك إحساس يراودني بأن القادم ليس جيد، أشعر أن شيئا ما سيحدث.


فؤاد :أنا معك ومهما حدث سأظل بجانبك ثقي بي.


حسناء :وأنا واثقة من هذا.


أخرج فؤاد مصحفا من الدرج الموجود بجانب السرير ليفتحه ويقول: فلنقرأ القرآن الكريم ونأخذ الأجر معا.


ابتسمت حسناء بسعادة، وبالفعل بدأوا يقرأون بعض الآيات إلى أن شعروا بالنوم يداعب جفونهم، فتصدقوا وناموا وراحة البال تسيطر عليهم، فالقرآن دواء ومع كل قراءة له من القلب تجد لذة وراحة مختلفة عن التي مضت.


مضى الليل ليرفع ستائره ويترك الشمس تتسلل ناشرة أشعتها على أنحاء البلاد، فيستيقظ على إثرها الناس وكل واحد يتمنى أن ينعم بالهناء والسعادة.


في منزل جعفر استيقظ مبكرا هذه المرة يستعد لخطته فقام بالإتصال على أخيه ليجيبه عبد الله سريعا.


عبد الله :صباح الخير.


جعفر :صباح الخير أخي، كيف حالك.


عبد الله :بخير الحمد لله، هل حدث شيء ما جعلك تتصل بي في مثل هذا الوقت.


جعفر :كنت أود أن أعزمك على الغذاء اليوم إذا وافقت.


عبد الله :بالتأكيد يأتي.


جعفر :فلتحضر حسناء معك.


عبد الله :إن شاء الله.


جعفر :سأنتظر وصولكم بفارغ الصبر.


أغلق جعفر الخط ليضحك سعيدا كون خطته على وشك النجاح وقال: استعد يا عبد الله اليوم سأحرمك من كل شيء، كل ما تملكه سيصبح لي.


أخبر زوجته أن تحضر الغذاء وعلمت أنه دعى أخوه وعائلته لديهم ليتملكها خوف مما يخطط له زوجها فهي أكثر شخص يفهمه وقررت أن تبحث عن سبب معاملته الجديدة.


إتصل عبد الله بحسناء وأخبرها بدعوة عمها لهم، فقررت الذهاب بعد أن وافق فؤاد على ذهابها لكنه لن يستطيع مرافقتها هذه المرة بسبب عمله، وأيضا قررت ترك جواد لعمته لتعتني به، فأتى والدها واستقلت السيارة رفقته.


في منزل جعفر كانت كريمة أنهت للتو مكالمتها مع أختها، التي لا زالت تتواصل معها حتى بعد تخلي عائلتها كاملة عنها حينما استمعت لصوت زوجها يحادث أحدا أمام الباب فتسللت تتنصت لهم.


جعفر :هل فهمت المطلوب منك، عندما يصف ذلك الرجل سيارته هنا انتظر حتى يدخل للمنزل ولا يظل أحد ثم قم بالتلاعب بفرامل السيارة، تأكد أن الفرامل لن تعمل مهما فعل، مفهوم.


الشاب :فهمت يا سيد جعفر هذه المرة الثالثة التي تعيد نفس الكلام وهذا عملي لذلك لا تقلق كل شيء سيتم كما تريد.


    جعفر :إذهب الأن وكن حذرا، لا يجب أن يعلم أحد بمخططنا.


غادر ذلك الشاب لتتخفى كريمة سريعا، وهي مصدومة من زوجها لا تعلم كيف تتصرف، فإن أخبرت عبد الله بالموضوع بالتأكيد ستتضرر، فهي تعلم أن زوجها لن يتركها وشأنها وسينتقم منها إذا فضحته، فذهبت للمطبخ تنهي تحضير الغداء وعقلها شارد فيما سمعت، تفكر كيف أحبت رجلا مثل جعفر وتخلت عن كل شيء من أجله.


مر الوقت سريعا ليصل عبد الله وعائلته، فرحب بهم جعفر والابتسامة لا تفارق وجهه،  خاصة بعد أن علم أن حسناء حضرت بمفردها، ولم يأتي زوجها، ليقضي الجميع وقتا ممتعا لا يعلمون بما يخفيه جعفر من مخططات.


رن هاتف جعفر ليستأذن ويخرج من الصالون متجها لغرفته، ولحقت به زوجته متحججة بإحضارها للقهوة، لتسرع خلف جعفر تتنصت عليه مجددا.


جعفر :ماذا حدث.. ماذا تقصد... خديجة ليست بالعائق أمامي أستطيع جعلها توقع على تنازل بحصتها من أملاك أخي لي بكل سهولة... ومن أخبرك أنني سأجبرها بالعكس هي ستوقع بكل رضاها لتحافظ على شرف إبنتها وشرف عائلتها بأكملها.. حسنا نلتقي بعد الجنازة.


ذهبت كريمة للمطبخ سريعا تتنفس بقوة، وأخرجت هاتفها تشاهد مجددا التسجيل الذي سجلته لزوجها حينما كان يتفق مع ذلك الشاب، وأرسلته لرقم فاطمة متأملة أن تشاهده، ثم خرجت حاملة صينية من كؤوس القهوة.


           الفصل الخامس عشر من هنا 

لقراءة باقي الفصول من هنا 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close