رواية أسر الحياه
الفصل السابع 7
بقلم ايه صبرى
الارهاب لا دين له 💔 ،، لقد حرم الله قتل النفس ولكن هناك من يتخذ الدين جحة لازهاق الارواح البريئة ،، ارواح لا ذنب لها سوي انها تعيش ب وطن تنتشر فيه النفوس المريضة نفوس لا يهمها سوي ان تدمر وحدة بلادنا ،، ان تزعزع استقرارنا ...
في احدي الحدائق والمنتزهات العامة الخاصة بألعاب الاطفال وبأحد الاركان الجانبية التابعة للمنتزه " كافيه " يجلس اهالي الاطفال يتابعون اولادهم ويلوحون لهم بين الحين والاخر وترتسم علي وجههم اجمل الابتسامات فما اروع ابتسامات الاطفال وسط لهوهم وف غمرة استمتاعهم باللعب ..
يحدث انفجار هائل واصوات تفجيرات مدوية ف ارجاء المكان وتتناثر اشلاء الجثث ف كل مكان وتفوح رائحة الدماء وتتحول الابتسامة الجميلة الي ملامح ميتة وقتل العديد من الارواح البريئة بلا ذنب او بحجة الدين ولكن لايوجد دين يأمرنا بقتل النفس البريئة دون وجه حق ،،
وف وقت قصير انقلب المكان رأساً علي عقب فور وقوع تلك الحادثة تجمهر عدد كبير من الناس وازدحم المكان بسيارات الشرطة وعربات الاسعاف ورجال الاطفاء ف محاولة منهم للسيطرة علي الوضع وبالطبع كان للصحافة دور في وسط كل هذا بدأت القنوات الفضائية بارسال مراسليها لنقل الاخبار الي الشعب عبر بث مباشر للحدث من موقع الحادث ..
وف اقل من ساعة بعد وقوع تلك الحادثة في احدي الكنائس الشهيرة ف مدينة القاهرة وسط تجمعات اخواننا المسحيين ف احد ايام توافدهم ع الكنيسة تتقدم دراجة بخارية يقودها شخص وبالخلف شخص اخر تتوقف امام الكنيسة ويقوم الشخص الجالس بالخلف بوضع حقيبة سوداء صغيرة الحجم امام باب الكنيسة مباشرة وتنطلق الدراجة بأقصي سرعتها وفور رؤية رجال الامن لما حدث وتقدمهم من الحقيبة لمعاينتها تنفجر الحقيبة ف وجوههم ويحدث انفجار هائل بالمكان يموت ع اثره العديد من الارواح البريئة ايضا بلا ذنب لهم سوي اسم الدين اللذي يتخده البعض ساتراً لتحقيق مصالح شخصية وقتل ارواح بريئة دون وجه حق ف اي دين هذا اللذي يأمرنا بذلك ،، بالطبع لا يوجد ..
وهنا اشتعلت قنوات الاخبار ببث الاحداث مباشرة للشعب وتتنوع ردود افعال الناس وسط الشارع المصري بين غاضب وثائر ومشفق وحزين ..
فهل من رادع لهذا الخطر ؟!
وعلي الجانب الاخر يتحدث شخص بالهاتف وهو يراقب الوضع من مكان بعيد عن الاعين .. قائلاً :- كل حاجة تمت زي ماخططنا بالظبط .
ليجيبه الطرف الاخر بابتسامة تشبه الافاعي :- هايل استني مني التعليمات الجديدة .
شخص 1:- اوامرك .
ف البلد :-
بعد ان اعطت الخادمة قمر العصير لصالح تألم صالح قائلاً :- ااااااةة ياابطنااااي فزعوا جميعاً من اجل رؤيته هكذا وهرولوا اليه ليروا ماذا به تحدث علوان قائلاً بفزع :- صالح ياولدي فيك ايه ؟!
صالح وهو يحاول ان لايظهر آلمه امامهم :- بطني بتتجطع يابوي .
عبدالرحمن ببعض القلق :- طب بينا ناخده ع المركز يابوي !
جبران بجدية :- صوح يلا بينا ياعلوان لتكون حاچة واعرة .
صالح ف محاولة منه لتهدئة الوضع :- لا ملوش عازة المركز اني هبجا زين .
هم علوان بالرد عليه ولكن قاطع حديثه دخول احد الخادمات وهي تقول :- اتفضل ياحاچ چبران الشربة دي هتخففه وان شاءالله هيبجا زين .
جبران بتساؤل :- مين اللي عمل الشربة ديه ؟!
الخادمة بتوضيح :- دي الست صفية اول ماسمعت الصوت عملته طوالي عشان سي صالح .
صفية زوجة جبران وهي سيدة لا تختلف عن حسنية زوجة علوان من حيث الصفات والطباع ..
جبران وهو يأخذ منها المشروب :- طب هاتي من يدك .
وبالفعل شرب صالح المشروب الذي اعدته صفية وبعد مرور من الربع ساعة بدأ صالح يسترد صحته وعافيته من جديد حيث ان المشروب عبارة عن مجموعة من الاعشاب الطبية الخاصة بآلام المعدة وكان له مفعول السحر عليه ..
علوان بتساؤل :- ها ياولدي بجيت كيف دلوك ؟!
علي بقلق :- عامل ايه ياصالح دلوقتي ؟!
صالح بتعب خفيف يكاد يكون لايذكر :- الحمدالله احسن .
عبدالرحمن بأستفسار :- يعني تحب نمشي ونروح ع المركز ولا خلاص !!
صالح بجدية وتصميم :- لا اني بجيت زين خلونا نجضي المصلحة اللي چاين ليها .
علوان وهو يؤيد ولده بفخر :- عين العقل ياولدي .
جبران بترحيب :- اتفضلوا يارچالة مكانكم .
وبعد مرور عدة دقائق تمت قراءة فاتحة صالح علي مهرة وارتفعت اصوات الزغاريط من النسوة ف المكان حتي وصلت الاصوات الي الاعلي ..
اما في الطابق الاعلي في بداية الامر ابتسمت مهرة ابتسامة واسعة يشوبها النصر فهي توقعت ان صالح سيمرض وبالتالي سيذهب الي المركز مباشرة وبهذا تكون الغيت الخطبة اليوم ولم تكن تتوقع ان صالح سيستعيد عافيته بفضل مشروب السيدة صفية ولكن تحولت فرحتها الي عبوس فور ان سمعت الزغاريط واستدعت احدي الخادمات لتعلم السبب فعلمت ما حدث فازداد حنقها من صالح اكثر وتوعدت له بشئ اخر وهي في ذروة تفكيرها دلفت اليها السيدة صفية فانتبهت لها مهرة وهي تري علامات العبوس والضيق علي وجهها الصبوح فتسائلت عن السبب بأستغراب قائلة :- خير يامرت عمي مضايجة اكديه ليه !!
صفية ببعض الضيق :- مضايجة منك يامهرة بجا هو دة عشمي فيكي برضك !
مهرة باستغراب شديد :- ف ايه ل دة كله اني عملت ايه بس ؟!
صفية بوضوح ومباشرة :- حطيتي المدعوك ديه لصالح عشان تطفشيه صوح !!
مهرة بصدمة :- هاا !! لا يامرت عمي ااا....
صفية مقاطعة لحديثها :- متجوليش لاا اني شوفتك بعيني وانتي خارچة من المطبخ وقمر خرچت وراكي بصنية العصير وبعديها حوصل اللي حوصل ديه متنكريش .
مهرة بخزي فهي حقاً تحب السيدة صفية وتخشي زعلها فلقد ربتها بدلاً من امها واحسنت تربيتها ومعاملتها كأبنتها بالفعل وهنا شعرت بالخزي اكثر وهي تقول :- اسفة يامرت عمي اني مجصدش اضايجك .
صفية بحنان يشوبه الحزم فهي قد استشعرت خوف مهرة من هذه الزيجة ف ارادت ان تطمئنها قائلة :- مهرة اسمعيني زين يابتي اني مش هضرك اكيد كل اللي بيحصل ف حياتنا ديه يابنتي قدر ومكتوب وكل ديه ربك رايده يحصل يابتي يرضيكي تعترضي علي ارادة ربنا !
مهرة بدموع ف عيناها :- استغفر الله العظيم لا طبعا
اكملت السيدة صفية كلامها بنفس النبرة قائلة :- يبجا ترضي باللي ربنا كاتبهولك ربك مش بيعمل حاچة وحشة ف حد واصل وكمان صالح شاب زين وعيلته ناس طيبين وعارفين اصلهم وفصلهم وانتي ذكية وچميلة كمان والست اللي زيك اكديه يابتي تجدر تخلي راچلها يحبها ويحطها ف عنيه خليكي شاطرة وكوني نعمة زوچة ليه عشان هو يحطك فوج راسه ارضي بنصيبك يابتي وانتي حامدة وشاكرة ربك حبي حياتك الچديدة يامهرة وارضي بيها عشان ربنا يراضيكي .
مهرة بدموع وبكاء وهي حزينة ع حالها :- حاضر يامرت عمي اللي فيه الخير يجدمه ربنا .
صفية بحب :- ونعمة بالله يابتي .
ثم قبلتها من رأسها قبلة حانية وتركتها لتنام ورحلت من الغرفة تاركة مهرة تفكر ف كلامها وتعيد حساباتها من جديد فهل سترضي مهرة بهذة الزيجة وتتقبل حياتها مع صالح وتكون حياة هادئة ام ماذا ؟!
في الادارة العامة لامن الدولة :-
وصل جاسم الي مقر عمله بعد ان اوصل حياة واية واطمئن عليهم فوجد حركة غريبة في مقر عمله لتسأل بحيرة ماذا يحدث فقرر الذهاب لمكتب اسر ليري ماذا حدث طرق باب مكتبه ودخل وجد اسر شارداً ف اللاشئ ولكن علامات العبوس بادية علي وجهة بوضوع فاستغرب اكثر بينما اسر لم ينتبه له فتنحنح قائلاً :- اسر ف ايه مالك !
انتبه له اسر ولكنه قال ببعض الشرود :- عابدين ف مصر .
تفاجئ جاسم كثيراً مما قاله فهو يتابع سير القضية مع اسر ولم يأتيهم خبر بوصول عابدين الي ارض مصر اذاً كيف عرف اسر بهذا الخبر ..
جاسم بتساؤل يشوبه الصدمة :- وانت عرفت منين ؟!
لم يرد عليه عليه اسر ولكنه قام واحضر جهاز التحكم الخاص بالتلفاز واشعله علي قنوات الاخبار ليري جاسم ماحدث فيغضب ويحزن علي تلك الارواح البريئة التي ماتت دون ذنب نظر الي اسر فرأي في عينه نظرة رأها بعينه من ثلاث سنوات في ذلك اليوم لن ينساه احداً منهم مهما مر عليهم السنوات نفض عن رأسه هذا التفكير الان وهو يقول لآسر :- طب انت متأكد ان دة عابدين ما ممكن تكون عملية ارهابية عادية من اللي بتحصل .
آسر بتفكير وهو غارق ف شروده :- احساس كبير عندي بيقولي ان دة عابدين اكيد لو هو يبقا عمل كدة عشان يشغل الحكومة بكام مصيبة علي مايخلص العملية اللي جاي عشانها .
جاسم بتفكير هو الاخر :- ولو هو عابدين يبقا دخل مصر بأسم تاني وكدة هيبقا الموضوع صعب اننا نعرف نلاقيه ف وسط كمية البني ادمين اللي بيذخلوا مصر يومياً وبالذات لانه من يوم الحادثة مدخلش مصر خالص .
وعند ذكر هذا اليوم اشتعلت عيني آسر بذكري سوداء وغضب اجتاحه وهو يتذكر هذا اليوم اخرجه من شروده ونوبة غضبه جاسم وهو يقول بأسف :- آسر انا اسف والله مقصدش اقول كدة .
آسر بهدوء مصطنع بينما هو يغلي في داخله :- سيبني لوحدي .
جاسم محاولاً اخراجه من تلك الحالة :- مش هسيبك ايه رأيك نروح ...
قاطعه آسر بهدوء مخيف :- سيبني لوحدي ياجاسم .
ادرك جاسم ان لا مفر لاقناع صديقه بالبقاء معه وندم ندماً شديداً علي ماتفوه به دون قصد ولكنه فضل الرحيل في الوقت الحالي فهو يعلم ان اسر لايحب ان يراه احداً في حالات ضعفه فتركه ورحل ....
بينما اسر تذكر عدة لقطات من ذكري مؤلمة واصبحت تمر امامه كشريط سينيمائي صور لجسد ملقي علي فراش وهو غارق ف دمائه وصوت بجانبه يصرخ قائلاً بفزع :- لييييههه !!
وشخص اخر يحاول الهرب ولكن لم يستطع ظلت الصور تتوالي عليه وهو علي وضعه هذا منذ عدة ساعات افاق من شروده علي صوت هاتفه يرن بجانبه فيجدها والدته تحثه علي المجئ اذا كان انهي عمله ليتناول معها العشاء تناول اغراضه من علي مكتبه وخرج خارج المكتب سأل عن جاسم فوجده قد ذهب الي منزله فرحل هو الاخر وهو مازال غارق ف تفكيره ....
اما بالنسبة لاية وحياة لم يحدث شئ جديد بيومهم حيث ان تناولوا طعامهم بعد ان اوصلهم جاسم وبعد قليل شاهدوا التلفاز وعلموا ماحدث وتأثروا وحزنوا كثيراً لما حدث ثم جلسوا قليلاً معاً الي ان اتي جاسم وانتهي يومهم علي ذلك ..
وصل آسر الي منزله وجد والدته بانتظاره ف بهو المنزل وصل اليها وحاول ان لايظهر عليه شئ مما يعانيه ف داخله فابتسم قائلاً وهو يقبل رأسها :- السلام عليكم ياست الكل .
رجاء بحب :- وعليكم السلام ياحبيبي .. اوعي تكون اكلت ! انا قولتلك متاكلش عشان ناكل سوا ..
آسر بابتسامة مصطنعة :- لا ياحبيبتي مكلتش هناكل سوا .
رجاء ببعض التوتر وهي تحاول ان تظهر ثباتها :- طيب كويس عشان يعني بعد الاكل كنت عاوزاك ف موضوع كدة .
آسر بانتباه وتوجس :- موضوع ايه دة خير ؟!
حاولت رجاء ان تسيطر علي ثباتها قدر الامكات وهي تقول له :- بص ياحبيبي العمر بيجري بيك يااسر وانت لحد امتي هتفضل ف الدوامة دي يابني لازم تتجوز ويبقا عندك عيلة وزوجة انا مش هعيشلك طول العمر .
توتر اسر كثيراً وعاودته مرة ثانية تلك الذكريات المؤلمة لم يكن ينقصه حديث والدته هذا الان فحاول السيطرة علي هدؤه وهو يقول :- احنا المفروض قفلنا الموضوع دة من زمان وانتي عارفة رأي فيه كويس .
غضبت رجاء من حديثه هذا ولم تعي لما تقوله فقالت بحدة :- لا مقفلناش حاجة يااسر انت اللي بتقفل الكلام ف الموضوع دة دايما وانا ام ومن حقي لما اشوف ابني وحيدي غرقان ف ذكرياته اللي واجعاه وزعلان علي واحدة متستاهلش احاول اطلعه من اللي هو فيه .
عند هذا الحد وكان اسر قد اكتفي حقاً ف انتفض بغضب وهو يقول بصوت جهوري :- اسكتي .. اسكتي متكلميش مش عاوز اسمع السيرة دي تاني .
صدمت رجاء من ابنها فتلك المرة الاولي التي يعلي بها اسر صوته عليها بينما هو صدمته كانت اكبر ف نفسه كيف فعل ذلك ! وبمن ! بوالدته ! نهضت رجاء من مكانها بصدمة وهي تضع يدها علي صدرها وتقول بذهول :- انت بتعلي صوتك عليا انا يااسر وبتكلمني انا بالطريقة دي ؟!
لم يستطع اسر الرد عليها وابعد عيناه عنها حتي لا يري تلك النظرات ولكن رجاء شعرت ببعض الالم بقلبها فترنحت قليلاً ولكن اسرع اسر ف الوصول اليها واسندها وهو يقول بخوف بالغ :- امي مالك ف ايه انا اسف والله مااقصد اقول كدة .
رجاء ببعض التعب :- هاتلي الدوا بتاعي من اوضتي .
اسندها اسرا ثم اجلسها علي الاريكة وانطلق ركضاً الي غرفتها حتي يحضر لها الدواء وبالفعل احضره سريعاً ثم عاد اليها وهو يقول بخوف :- اهو الدوا اهو .
اسندها مرة اخري ثم اعطاها دوائها وهو يدعو الله ان لايصيبها مكروه ف لا احد له ف الدنيا سواها نطقت رجاء قائلة بتعب :- طلعني اوضتي عاوزة استريح .
قام اسر بحملها بين يديه وصعد بها درجات السلم حتي وصل الي غرفتها ودلف اليها ووضعها برفق شديد علي فراشها ثم جلس بجانبها وامسك يديها يقبلها وهو يعتذر قائلاً :- انا اسف حقك عليا اول واخر مرة ارفع صوتي عليكي بس عشان خاطري متسبنيش انا مليش ف الدنيا غيرك .
رجاء ببكاء وتأثر وحزن علي الحالة التي وصل لها ولدها الوحيد :- انا خايفة عليك ياحبيبي محدش ف الدنيا دي هيحبك قدي بس انا مش هعيشلك طول العمر نفسي اطمن عليك قبل مااموت .
اسر وهو يقبل يداها :- بعد الشر عليكي ياست الكل متقوليش كدة .
رجاء بحب :- ياحبييبي دة قدر ربنا .. انسي اللي حصل النهاردة دة وسيبها علي ربنا.
اسر بتنهيدة حزينة :- ونعمة بالله صمت برهة ثم اكمل كلامه بهدوء قائلاً :- انا هروخ اوضتي واسيبك تنامي وترتاحي ولو عوزتي حاجة صحيني .
ابتسمت له رجاء بحب وبادلها اسر الابتسام ثم دثرها جيداً ف الفراش وتركها وذهب الي غرفته وبمجرد ان دلف الي غرفته حتي القي بنفسه علي الفراش وذهب ف ثباتاً عميق وانتهي اليوم علي ذلك ....
بعد مرور عدة ايام استمر أسر وجاسم بالبحث خلف عابدين لمعرفة اذا كان هو مدبر حوادث الانفجارات الاخيرة واذا كان موجود بالبلد ام لا ....
وفي صباح احد الايام في احدي الفيلات الموجودة علي اطراف البلد البعيدة عن اعين الناس قليلاً يجلس المدعو عابدين مع عدنان بحديقة الفيلا يتحدثون حول بعض الامور الخاصة بتجارتهم ....
عدنان بجدية :- مقولتليش ياعابدين معاد الشحنة الجديدة هتوصل امتي ؟!
عابدين بجدية :- لسة العملية معادها متحددش .
عدنان بتساؤل وهو يرتشف من كوب قهوته :- امال انت كيت مصر بدري ليه ؟!
عابدين بالامبالاة :- عشان امهدلهم دخول الشحنة البلد قبلها بوقت كافي وعشان حاجة تانية في دماغي عايز اعملها .
عدنان بتساؤل :- حاجة ايه دي !!
شرد عابدين قليلاً فتفهم عدنان سبب شروده فقال بتوجس :- اوعي تقولي انك بتفكر تنتقم من اللي ف دماغك !!
عابدين ببعض الغل :- وانت شايف اني مينفعش انتقم منه ولا ايه ؟!
عدنان بالامبالاة :- وتنتقم ليه وانت معلم عليه علامة لو عاش عمره كله مش هيعرف ينساها .
عابدين بخنقة وحقد :- لازم احرق قلبه زي ماحرق قلبي عليها .
عدنان بتساؤل وجدية :- وناوي علي ايه دلوقتي ؟!
عاببين بهدوء مصطنع لايعكس مابداخله :- عاوزك تشوفلي حد من رجالتك يراقبهولي ويبدأ من النهاردة عاوز اعرف كل خطوة بيعملها وكل تفصيلة ف حياته .
عدنان :- اعتبره حصل خلاص .
في احدي الاندية الشهيرة حيث يجلس صفوة رجال الاعمال في البلد وجلسات سيدات المجتمع وتجلس السيدة مجيدة مع مجموعة من سيدات النادي يتبادلون اطراف الحديث بدأت سيدة ما موجهة حديثها لمجيدة قائلة :- قوليلي يامجيدة آسر ابن المرحوم اخوكي عامل ايه ومختفي فين كدة هو ورجاء كمان مش بتيجي النادي غير كل فين وفين !!
مجيدة بتكبر :- آسر ابن اخوية ظابط كبير وعنده شغله مش معقولة هيسيب شغله ويضيع وقته ف النادي وانتي عارفة رجاء من ايام المرحوم وهي مش بتحب تخرج كتير ومتفرغة للبيت .
احدي السيدات المتدخلين في الحوار :- هو بجد ف حاجة بين آسر وچيچي بنتك وهيتخطبوا ولا ايه ؟!
توترت مجيدة قليلاً ولكنها ادعت الثبات وهي تجيب كاذبة :- اها ياحبيبتي بس چيچي مش عايزة دلوقتي .
سيدة ما قائلة باستغراب :- ليه كدة دي باين علي چيچي انها بتحبه خالص !!
مجيدة بنفس الثبات :- چيچي بتقول لسة بدري علي الموضوع بدري علي الموضوع دة وانها لسة صغيرة وعايزة تتبسط بحياتها شوية قبل الجواز والاطفال والكلام دة .
سيدة آخري قائلة بأعجاب :- مممم بصراحة حقها چيچي زي القمر وجسمها دة خسارة يبوظ ف الحمل والاطفال بدري كدة .
مجيدة بغرور :- طبعاً چيچي بتحب تحافظ علي جسمها جداً . ثم ضحكت ضحكة سمجة ليتبعها ضحكات باقي السيدات بتلك الجلسة السخيفة ...
في جامعة القاهرة وامام كلية الالسن وقفت حياة تنتظر اية لكي تنتهي من محاضرتها الاخيرة وهي وحيدة حيث ان ندي لم تأتي اليوم الي الجامعة بسبب انها مريضة قليلاً وهاهي تقف في انتظار أية الي ان تنتهي من محاضرتها في هذا الوقت خرجت اية من المحاضرة وهي تشعر ببعض الارهاق البادي علي وجهها فسألتها عما بها :- مالك يااية ف ايه ؟!
اية بتعب :- النهاردة اليوم كان متعب اوي والمحاضرة الاخيرة دي كانت رخمة .
حياة بأشفاق :- حبيبتي معلش دلوقتي نرواح وترتاحي .
اية :- ايوة بس هدخل الحمام كدة اغسل وشي وافوق عشان اقدر ارواح .
حياة :- طيب اوكي وانا همد قدام شوية استناكي .
اية :- تمام مش هتأخر .
رحلت اية الي المرحاض بينما سبقتها حياة الي الامام قليلاً شردت حياة في كل ماحدث معها وكيف هربت من منزلها وتري ما الاحوال هناك ف علي يهاتفها كل يوم تقريباً ولكنه يطمئنها دائما بأن كل الامور علي مايرام ولكنها لاتشعر بذلك مطلقاً واثناء شرودها وجدت نفسها خارج بوابة الجامعة الرئيسية فأدركت انها تقدمت اكثر من اللازم وعندما اوشكت ان تلتف وتعود ادراجها تنتظر اية داخل الجامعة وجدت شاب يقوم بمضايقتها قائلاً :- ايه اللي موقف القمر دة لوحده كدة !
حاولت ان تمر من جانبه لكي تعبر البوابة الي الداخل وهي تتجاهله ولكنه قطع عليها الطريق وهو يقول بنبرة غير مريحة :- مالك خايفة كدة ليه انا مش بخوف خالص .
حاولت المرور من جانبه مرة اخري فقام بمد يده تجاها لكي يوقفها ولكن قبل ان تصلها يديه كانت هناك قبضة من حديد تمسك بها صدم الشاب من هذه القبضة القوية ف نظر خلفه وجد شخص صخم البنية ذو عضلات وينظر له بشر وعيون تنطق منها الشرارة وكأنه يقول له سأقتلك ان تجرأت غلي لمسها واخيراً نطق الشاب قائلاً وهو يحاول ان يداري خوفه :- ايه ياعم انت اوعي ايدي .
نظر له هذا الشخص نظرة قاتلة ارسلت الرعشة في اوصاله ثم قال بلهجة شرسة :- هو انت محدش علمك انك متحطش ايدك علي حاجة مش بتاعتك ؟!
انهي كلامه بلكمة في وجه فنزفت انف الشاب ووقع ارضاً فاقترب منه هذا الشخص وضربه بقدمه في معدته توجع الشاب وتألم بصوت عالي من شدة الآلم فتحدث الشخص بنفس اللهجة قائلاً :- قدامك ثانية واحدة بس لو مختفتش من قدامي مش هتشوف نور الشمس تاني سامع .
لم ينتظر الشاب اكثر من ذلك واطلق ساقه للرياح بالرغم من المه بينما كانت حياة تقف مذهولة .. ماذا يحدث .. وكيف حدث .. هل حقاً آسر امامها الآن .. هل ضرب الشاب بهذه الطريقة .. ولماذا هو هنا .. خرجت من شرودها علي صوت آسر وهو يقول بابتسامة خبيثة :- هتفضلي بصالي كدة كتير ؟!
لم تنتبه لما قاله ولا لطريقة حديثه واطلقت سؤالها قائلة بذهول :- انت بتعمل ايه هنا وايه اللي عملته دة ؟!
آسر بضيق عندما تذكر هذا الشاب :- مضايقك اوي اللي عملته فيه كانت عجباكي المعاكسة ولا ايه !!
حياة ببعض العنف وهي تحاول ان تحافظ علي نبرة صوتها :- نعم !! عجباني ازاي يعني يااستاذ !! وازاي حضرتك تقول حاجة زي كدة ؟!
تجاهل آسر حديثها ثم نطق قائلاً بلهجة استفزازية :- استاذ !! اسمي آسر بس هتبقا طالعة منك احلي .
حياة وهي تحاول ان تظبط اعصابها امامه :- لو سمحت ياريت تلزم حدودك معايا ف الكلام مش معني انك تعرف اية وجاسم يبقا تعدي حدودك معايا .
آسر بسخرية وبعص الضيق الخفي :- جاسم !! ماهي بتطلع حلوة اهي من غير القاب ولا هو ناس وناس .. ثم اكمل كلامه بنبرة ذات مغزي قائلاً :- ع العموم متتعبيش نفسك جاسم ملوش ف الحريم والكلام دة يعني مش هيجي وانهي كلامه بغمزة من عينه ولم ترتاح حياة لنبرة حديثه فتحدثت قائلة :- قصدك ايه ؟!
ابتسم ابتسامة شرسة وهو يقترب منها خطوة قائلاً :- قصدي ان سكتك معايا انا .
لم تنتبه حياة للخطوة التي اقتربها منها بسبي صدمتها مما قاله فغرت فاهها قائلة :- انت قصدك ايه بكلامك دة !! انت مجنون ؟!
نظر آسر حوله ليتأكد ان لا يراه احد وعندما تأكد من ذلك حيث ان الساعة تشير للسادسة والنصف ومعني هذا ان اغلب من بالجامعة قد رحلوا فقام بأمساكها من كف يدها وضغط عليه بشدة جعلتها تتألم ثم قال بلهجة بطيئة ولكن مخيفة :- حسك عينك تغلطي فيا انا مش بسامح ولا بغفر الغلط فاهمة !
صدمة وذهول اصابوها وهي تري مايفعله ولكن الم يدها بين يديه لم يعد يحتمل فقالت بنبرة ضعيفة وهي علي وشك البكاء :- ايدي وجعتني سيبني لو سمحت .
نظر لها بتفحص فرأي الدموع في عيناها ولكنها تحاول ان لا تبكي امامه لايعلم لما ضايقه بكاءها هذا وشعر بنغزه في قلبه ولكنه تجاهل هذا الشعور ولم يستطع ان ينكر شعوره بأعجابه بقوتها التي تحاول ان تظهرها امامه تجاهل اسر كل هذا في الوقت الحالي ونظر لها من رأسها الي قدميها بنظرة جريئة وهو يقول :- خليكي حلوة معايا كدة وبلاش جو الشراسة دة.
نظرت له بأشمئزاز وهي تقول :- انت فاكر نفسك مين عشان تعمل كدة ؟!
آسر بثقة وغرور :- هتعرفي انا مين بس مش دلوقتي بس خليكي متأكدة اني اقدر اعمل كتير .
ارتعبت حياة من حديثه ومن نظراته ولكنها لم تكن تريد ان تظهر له خوفها حتي لا يستخدم هذا الخوف ضدها فاستجمعت شجاعتها وهي تنظر له وتتحدث قائلة :- اعلي ما ف خيلك اركبه .
ثم تركته ورحلت الي داخل الجامعة تركته وعلي وجهه ابتسامة شريرة وكأنه صياد ماهر يتلذذ بأصطياد فريسته وبمجرد ان اختفت من امامه داخب الجامعة حتي التفت هو الاخر عائداً الي سيارته واستقلها الي حيث اتي ..
بينما دخلت حياة الي الجامعة فوجدت اية امامها وكانت في طريقها اليها فهتفت قائلة :- حياة كنتي فين بقالي شوية بدوار عليكي .
حياة وهي تحاول ان تداري توترها :- كنت هنا يعني هروح فين ... انتي اتأخرتي كدة ليه ؟!
اية بأسف :- اسفة والله يايويو بس قابلت واحدة صاحبتي وسألتني ع محاضرة قديمة وقعدت معاها لحد مانقلتها اسفة اتأخرت عليكي ..
حياة بهدوء مصطنع :- ولا يهمك يلا نرواح .
اية بأستغراب :- مالك وشك اصفر كدة ليه !!
حياة بتوتر :- هاا لا عادي يعني ارهاق بقا وكدة .
اية بنبرة عادية :- ايوة فعلا اليوم النهاردة كان مرهق جداً يلا نرواح احنا بقا عشان جاسم مش هيعرف يجي ياخدنا النهاردة .
وبدأت رحلة العودة الي المنزل وكل مايشغل عقل حياة هو حديث آسر وتلك المقابلة فهي لم تتوقع ابداً ان يأتي اليها او ان تقابله مرة اخري والان هي تشعر بخوف مضاعف تجاهه ولا تعلم ماهي نواياه تجاهها وصلوا الي المنزل ودلفوا الي غرفتهم توضأت اية وحياة وادوا فروضهم دعت حياة الله كثيراً وان يوفقها في حياتها وان يهدي عائلتها عليها ولم تنسي ان تدعي الله ان يخلصها من آسر فهي لا تعرف ماذا يريد منها ولكنها لم ترتاح له ثم صعدت الي فراشها وظلت تبكي علي حالها الي ان ذهبت في ثباتاً عميق ....
************************************************
اتي المساء سريعاً واسدل الليل ستائره انهي اسر وجاسم عملهم انتظر اسر طوال وقت العمل ان يأتي جاسم اليه ويسأله مالذي فعله مع حياة ولكنه لم يأتي فعلم ان حياة واية لم يهاتفوا وبالتالي حياة لم تخبر احد ولكن مالاتعلمه حياة ان مافعلته هذا زاد من سوء فكرة آسر عنها فلو حقاً لم يعجبها تصرف اسر معها لكانت اتصلت علي جاسن واخبرته ولكنها لم تفعل فمن الواضح ان لديها خطط اخري ولكنه قرر ان ينتظر الي اليوم التالي فربما سوف تخبره عندما يعود الي المنزل ذهب اسر الي منزله وهو ف حالة مزاجية جيدة فقد قابل حياة اليوم واثار فيها الخوف تجاهه وهذا اسعده قليلاً ولايعرف لماذا ولكنه لم يستطع ان ينسي ملمس يديها الناعمة كالاطفال بين يديه ولا عينيها الدامعة ف هي حقاً تعجبه وسينالها ولكن ببطء حتي يتلذذ بها ...
دلف الي المنزل وهو يدندن ليجد امامه شئ غير متوقع ..
وجد عمته مجيدة وابنتها چيرمين يجلسون برفقة والدته ف بهو المنزل فرحوا جميعاً برؤيته وبالاخص چيرمين فهي تريد ان تلفت انتباه لكي تصبح حرم العقيد آسر ..
وصل اليهم وهو يقول بترحيب :- اهلاً اهلاً نورتوا عاملة ايه ياعمتي عاملة ايه ياچيرمين ؟!
مجيدة بأبتسامه وحنان مزيفين :- اهلا باابن اخويا الغالي تعالي ياحبيبي ف حضني .
اقترب منها آسر وقام بأحتضانها تتابعه عيني چيرمين بأعجاب بالغ لتتحدث بميوعة :- هاي يااسر وحشني كتير .
آسر بهدوء :- انتي اكتر . ثم التفت الي امه ليقبل رأسها ويلقي عليها السلام وهو يقول بحب :- عاملة ايه النهاردة ياست الكل ؟
رجاء بحنان :- الحمدالله ياحبيبي .
آسر بتساؤل :- اخدتي علاجك النهاردة ولا نسيتي ؟!
رجاء بابتسامة صافية :- ايوة ياحبيبي اخدته متقلقش .
تحدثت چيرمين مرة ثانية وهي تقول :- ليه مش بنشوفك يااسر ايه اللي واخدك مننا ؟!
آسر بنفس الهدوء :- الشغل بقا انتي عارفة .
تدخلت رجاء في الحوار قائلة :- اتعشيت ياحبيبي ولا احضرلك تاكل ؟!
التفت لها اسر قائلاً بحنان :- تسلميلي ياست الكل انا مش جعان .
مجيدة بنبرة خبيثة :- هو انت كمان مش بتاكل ومقاطع الاكل زي چيچي ولا ايه !!
آسر بأستغراب :- لا مش مقاطعه ولا حاجة وبعدين هي چيچي هتقاطع الاكل ليه ؟!
مجيدة بنبرة خبيثة يشوبها الحزن :- اصلها ياحبيبتي كان عندها اكتئاب من فترة كدو وكانت مقاطعة الاكل والخروج وكل حاجة عشان كدة قولت اجيبها واجي النهاردة يمكن تفك عن نفسها شوية .
آسر موجهاً حديثه ل چيرمين بتساؤل وابتسامة خفيفة :- مالك ياچيچي مين بس اللي مضايقك ؟!
چيرمين بنبرة حزينة مائعة :- عادي والله يااسر مش حاجة مهمة .
تدخلت مجيدة ف الحوار قائلة بلؤم :- ماتاخد چيچي وتطلعوا برة ف الجنينة شوية يمكن ترضي تحكيلك ..
وبالفعل قام اسر وچيرمين وذهبوا الي حديقة الفيلا وقفت چيرمين امام آسر مباشرة فسألها اسر ببعض المرح قائلاً :- مالك بقا ياست چيچي ايه اللي مضايقك ؟!
چيرمين بنبرة لئيمة :- هيفرق معاك اني مضايقة ولا لا !!
آسر بتلقائية :- طبعا مش بنت خالي ..
چيرمين وهي تقترب منه خطوة :- بنت خالك بس !!
لم يفهم آسر مقصدها او حاول الا يفهم قائلاً :- قصدك ايه ؟!
وضعت چيرمين يديها علي صدره وهي تقترب منه اكثر قائلة بنعومة :- آسر انت عارف انا بحس ب ايه ناحيتك !
توتر آسر كثيراً من تلك الحركة الغير متوقعة وشعر بنفسه ضعيف امامها وقبل ان يبدي اي رد فعل رأها تقترب منه أكثر وعيناها علي شفتيه وتحاول تقبيله اقتربت چيرمين منه اكثر واغمض آسر عينيه وهي تقترب وو..........
