أخر الاخبار

رواية نداء القلب الفصل الرابع 4بقلم نورهان ناصر



رواية نداء  القلب 

الفصل الرابع 4

بقلم نورهان ناصر


"نور"


أول ما وصلت وفتحت الباب ودخلت قفلته وفضلت مكاني وأنا مغمضة عيني وبتنفس بصعوبة وكأن كان في وحـ"ـوش بتطاردني .....!!


بعد شوية وقت بُـساط فتحت عيني واتصدمت لقيته قاعد في الصالة .. أنا معرفش ليه كنت متخيلة إن ده كله كابوس وكأني مكنتش جايه أجري على بيتي وأنا خايفه لأني شوفتهم تاني وتناسيت وجوده تمامًا ... أو للسخرية كنت بفكر ... إن ده أكيد برنامج رامز جلال وبيعمل فيا مقلب رعب ....ضحكت بسخرية على تفكيري ...ولقيته مجهز العشاه ولو إن البيت بيت أبو*ه ضحكت بسخرية ودخلت وأول ما دخلت رفع في وشي ورقه كان مجهزها و مكتوب عليها

( أنا آسف إني طلعت بره الأوضة بس حبيت أعملك حاجه علشان أشكرك بيها فجهزتلك العشا ده إتفضلي وأنا هدخل الأوضة .... )


إبتسمت من جوايا ولقتني بشكره لأني فعلا كنت تعبانه ومرهقة من المستشفى وكنت بفكر أنام على طول من كتر التعب .....!! 


بصيت عليه بصة سريعة وزجرت نفسي وغضيت بصري وأنا بستغفر ربنا وبصراحه أكتر خوفت أبُـص لوشه تاني علشان شكل شفـ"ـايفه دي ..يا ماما.. أنا كنت بشوف حاجات زي دي في الأفلام بس كنت بقول ده تمثيل ..بس متوقعتش إني في يوم هقابل حد كده أو كان يخطر على عقلي أصلا... أو إني هتحط في موقف زي ده ... أساسًا أنا كل ما أفتكر شكلها ببقى همـ"ـوت من رعبي إزاي ياجماعه مخيـ"ـطينها؟ .... يا ماما...!!


*هو دخل الأوضة وسابني أنا في أفكاري وخوفي ده .... وأنا قعدت أفكر في إللي أنا عملته ده وأنا بقول لنفسي كأني بعاتبها يعني .. وحرفيًا عقلي تايه مني صدرني لوحدي أواجه ده كله وهو هرب الجبان... أمال ليه في الروايات العقل بيبقى عامل زي وكيل النيابه ودايما حاشر نفسه في كل حاجه ..... ...! 


*نفسي قالت بنبرة عتاب:معقول يا نور دخلتي واحد غريب بيتك وبتنامي فيه كده عادي وإلا إنتي خلاص مبقاش يفرق معاك حاجه ولا حتى نفسك إنتي مش شايفه لبسه والناس إللي رموه دول شكلهم عاملين إيه؟ 

الله وحده بيعلم هما وراهم إيه؟ وليه عملوا فيه كده ؟ ...سكت شوي وبعدين كملت بمرارة ..ده إنتي طول عمرك عايشه في حالك ومسمحتيش لأي كـلـ*ـب يتكلم معاكِ أو بس يساعدك في حاجه إيه إللي اتغير بس ماكنتي في حالك أحلالك على رأي إسمه إيه ده في الأغنية....!! 


رفعت رأسي لفوق وغمضت عيوني واتنهدت بألـ"ـم ورديت على نفسي وأنا بقولها بدموع: مش عارفه بس كل إللي أعرفه إني لو كنت مشيت وسيبته وهو مـ"ـات كان هيفضل ذنـبه في رقبتي ومكنتش هرتاح بحياتي لو كان لسه فيه نفس وسيبته ده غير المطر ..مش روح دي يعني ربنا خلقها ..ولا إحنا خلاص انعدمت فينا الانسانيه وبقينا جماد مبيحسش ...كنتي عايزاني أسيبه لا هي دي طبيعتي ولا الامانه إللي شلتها قُـدام ربنا يوم ما حلفت بالقسم ..أأدي مهنتي بشرف ومادخرش جهد في مساعدة أي حد محتاج ليها ..مدام في إيدي أساعد ..يبقى ليه لأ ......؟! 


وسكت شوي ولقتني بكمل وأقول بدموع وقلب موجـ"ـوع ....وبعدين تعبت واتخنقت من الوحدة وأنا عايشة لوحدي لو مـُت ولا جرالي حاجه محدش هيلحقني ولا يقولي إنتي أرضك فين ...صاحبتي نهى آه معايا بس هي اتجوزت وبقى ليها مسؤوليات وزوج وبيت وعيال مش فضيالي ...!! 


سكت وبدأت أعيط جامد وأنا حزينه على حالي ....ولقتني بقول من غير وعي ... أهو أحس إن في حد تاني ساكن معايا غير وحدتي المريرة دي حتى لو كان جسد بس من غير صوت ....!! 


سمعت أصوات جوايا بتخانقني وبدأت تصرخ فيا إني أبعد وكفايه لحد كده وأنا إيه يعني؟ .. أنا مجرد بنت غلبانه عايشه لوحدها ..مش حِـمل المشاكل دي أويتيه في بيتك ..بس لو مات وجراله حاجه هيبقى إنتي إللي اتبليتي فيه ..الله أعلم هو على الوضع ده بقاله قد إيه وإن كان لسه صامد فَـ...لإيمتى بس إفهمي كفايه عليكي لحد كده ده لازمه مستشفى وجوده في بيتك مش هينقذه يا نور إفهمي ولو حصل ومـ"ـات في بيتك الناس مش هترحمك من كلامهم إللي زي السـ"ـم وهيقولوا كلام بطال عنك وما شاء الله بقينا في زمنا هنموت فيه على الفضـايـ"ـح علشان الناس تتمزج وتنبسط !! 


اتخنقت وعيوني دمعت تجاهلت كل الكلام ده لأن الناس أصلا مبترحمش حد سواء ماشي عِـدل أو أعوج... وركزت بس على هل ممكن يموت ويبقى أنا السبب وبدل ما كنت بحاول أنقذه يبقى أنا إللي قتـ"ـلته ....معرفش ليه اقتنعت وروحت قومت دخلت أوضتي وقولتله بهدوء : تعالي نتكلم بره شوي ! 


لقيته بيهز رأسه بمعني تمام وطلعت وهو طلع ورايا قعد على كرسي وأنا فتحت باب بيتي ووقفت عند الباب بحاول بقدر الإمكان إني أكون بعيده عنه علشان ماخدش ذنب وأنا قاعده معاه لوحدنا .....!! 


اتنهدت وأنا بجمع كلماتي إللي هقولها وقولت وأنا باصه في الأرض وبفرك في إيدي من التوتر : بُص أنا بنت وحيدة مليش أي حد غير ربنا وطول عمري عايشه لوحدي وقافله باب بيتي عليا ومسمحتش لحد إنه يقتحم عليا العالم إللي أنا عايشه فيه ....سكت شوي وهو كان قاعد بيسمعني بكل هدوء ...


كملت كلامي وقولتله: وطبعا أنت شايف إني بنت ومينفعش أفضل معاك هنا في مكان واحد أنا واحدة بخاف من ربي وبجتهد علشان أرضيه وأبعد عن كل الفتن و الحاجات إللي تحملني ذنب وأنا مقدرة حالتك كويس أنا ممرضة وبحكم مهنتي وضميري ساعدتك غير كده مقدرش أقدم أكتر من كده الله أعلم أنت إيه حكايتك ووراك إيه وليه الناس دي عملوا فيك كده وأنا مش عايزه أدخل نفسي في مشاكل هسمحلك بس الليله دي كمان تكون هنا بس الصبح بقى أنا أسفه لازم تمشي ... إنت لازمك مستشفى وعملية وأنا مش بإيدي حاجه ......!!


خلصت كلامي ورفعت رأسي بصيت عليه لقيته قاعد هادي وكأنه كان متوقع كلامي ده لقيته مسك ورقه وكتب فيها وبعد كده رفعها في وشي وقال 


( أنا مقدر كل إللي عملتيه وعارف إنك عايشه لوحدك ووجودي معاك هنا غلط ومش هدخلك في مشاكل .... و أنا مش هحملك ذنب أكتر من كده أنا همشي دلوقت وشكرا جدا على كل حاجه ...) 


كنت بقرأ الكلام وعيني دمعت و قولتله: لا تقدر تبات هنا انهاردة والصبح أبقى أمشي ! 


لقيته بيهز رأسه بمعني"لأ" وفعلًا قام إتحامل على نفسه وخرج أنا قفلت الباب وراه وقعدت أعيط لأني سيبت إنسان محتاج مساعدة ده غير تعبه بسبب شفـ"ـايفه ( توضيح يا شباب هي فيها كام غـ*ـرزه من الجنبين وعليها غراء لاصق فهي منطــبـ*ـقه على بعضها )


وإنه قد إيه اتعـ"ـذب منهم وعملوه فيه كده ......دول مش بشر أكيد ...!!

بس لقتني بقول وأنا بمسح دموعي : أنا مقدرش أخليه عندي أكتر من كده أنا بنت والبنت ما هي إلا سمعه ووجوده غلط دي خلوه وأنا مش هعرف اساعده أنا خايفه أقرب منه أصلا الموقف كله صعب دي مش غُـ"ـرز طبيعيه دي في شفايـ*ـفه...!


وقعدت أقنع نفسي بأني عملت الصح وكفايه كده وهو لازمه دكتور متخصص وكمان دكتور تجميل الوضع صعب على ممرضة زي حالاتي ...!


بعدها قومت دخلت أوضتي وغيرت هدومي ونمت بصعوبة وأنا هموت من قلقي عليه ويا ترى راح فين ..طب عايش ولا ..وحاجات كتير لحد ما عيني غمضت ....!


وبعد مرور كام ساعة كده ...!

سمعت قرآن الفجر في الجامع القريب من بيتي فتحت عيني بكسل وقومت دخلت الحمام (عافانا الله وإياكم) اتوضيت وطلعت مسكت مصحفي وقعدت أقرأ فيه وأنا بدعي إنه يكون كويس لأني حسيت بتأنيب الضمير لما سيبته يخرج في الجو ده وهو مش فاكر حاجه وكمان تعبان ....وكرهت نفسي على ده تصرف إزاي أسمح له يمشي كده غبيه يا نور ...!


الشيخ في الجامع صدق وشرع في الآذان رددت بيني وبين نفسي وبعدها قومت وقفت بين ايدين ربنا وصليت وبعد ما خلصت حسيت بنغزه في قلبي كنت قلقانه أوي مش عارفه ليه ...؟!


طويت سجادة صلاة بتاعتي وحطيت المصحف على الكومدينو جنبي ورقدت على السرير والنوم معرفش لعيني طريق ....!


بعدها قومت فتحت شباك أوضتي وقولت هتفرج على الشروق ولما فتحت الشباك شفت ......!! 


فضلت أبُـص بعيني وأفركها وأرجع أبُـص تاني وقولت وأنا مش مصدقه إللي شفته : مش معقول ! 


قومت طلعت فتحت الباب وخرجت برة البيت وقد إيه قلبي وجعني لما لقيته قاعد على جنب الحيط بعيد عن بيتي بمسافة بس أنا شوفته وكان مغمض عنيه والجو برد بشكل ولقيت شـ*ـفـايفه بتــنــ*ـزف ...من دون تفكير جريت عليه وحطيت أيدي عليه فتح عينه بــفــ*ــزع وأول ما شافني غمض عيونه تاني عرفت إنه غاب عن الوعي من حركة عينيه فقومته وسندته لحد بيتي ودخلته على أوضتي وغطيته كويس وجبت معقمات وحاولت أمسح الد*م إللي غرق نُص وشه وهو كان بــيـ*ـأن بخفوت أنا كنت بحرك القطن براحه خالص وأنا دموعي موقفتش وإيدي بترتعش وكل ما كنت بمشي القطنه بطول شفايـ"ـفه كان بيضغط على إيديه جامد وهو ماسك المفرش بتاع السرير لأني بدون قصد القطنه كانت بتلمس طبعا السلـ"ـوك بتاعت الخيـ*ـاطه ...صدرت منه همهمات المره دي فهمتها دي همهمات ألـ"ـم ووجـ*ـع مكبوت أنا دموعي غرقت وشي مبقتش شايفه حاجه بس حاولت أهديه شوي وانا بتكلم بحزن... لحد ما انتهيت ...


وبعدت كم خطوه كده عن السرير .. وأنا بمسح دموعي وفجأة افتكرت إني في عندي محاليل طبية هنا ....روحت جبت واحدة على طول ولحسن الحظ كان فيه كانولا كمان ...وقربت منه براحه كان يعيني غاطتت في النوم أو غايب عن الوعي ...مسكت ايده وبدأت اركبله الكانولا فيها وعلقت المحلول .. أهو يغذيه شوي بدل الاكل والشرب ..ولو مؤقتاً بس 

وسيبته نايم وطلعت قفلت الباب وقعدت على الكنبه وأنا مش مصدقه إنه فضل قاعد برة في البرد ده ده غير إن ممكن كنت طلعت لقيته ميـ"ـت لو ملحقتوش...!!

عيطت جامد وضميري وجعني أوي ومحستش بنفسي غير وأنا بنام وعزمت على حاجه لازم أنفذها!


النهار طلع وأنا صحيت بدري على غير العادة غيرت هدومي ولفيت خماري وطلعت وقفلت الباب ورايا بعد ما اطمنت إنه نايم وأنفاسه مُنتظمة شوي وكمان بدلتله محلول تاني لغاية ما أرجع من شغلي وأشوف حل ... والحمدلله كانت شفايـ"ـفه مبتنزفـ"ـش تاني بس ااااه من شكلها ..الله يكون في عونه ...صعب أوي ..منهم لله!!  


بعد وقت وصلت للعنوان إللي أنا قصداه ورنيت الجرس فتحت ليا نهى على طول حضنتني وكان باين عليها إنها قلقانه جامد.....!

دخلت بيتها وقعدنا ونهى قالت بقلق: خير يا نور حصل إيه ؟ أنا رنيت عليكي انبارح كم مرة وإنتي سايباني في القلق ده أنا كنت هلبس واجيلك بس العيال ...!! 


اتنهدت وحكيت لها كل حاجه إضايقت في الأول شوي علشان خافت عليا لأني دخلت إنسان غريب على بيتي بس بعد كده هديت وقالت:


نهى بقلق: طب وهتعملي إيه يا نور؟ 


لقتني بقولها بتصميم: أنا مش هتخلى عن مساعدته أنا هتجوزه !


لقيت نهى شهقت وقالت باستنكار وصدمة : إيه؟؟!


                    الفصل السادس من هنا 

لقراءة باقي الفصول من هنا 


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close