رواية سارقة الهوي الفصل العاشر 10بقلم مني السيد

             

رواية سارقة الهوي

الفصل العاشر 10

بقلم مني السيد


( اشكرك جدا على انقاذك لأمي دا دين في رقبتي ولازم ارده ليكي  في يوم من الايام ومبدأيا احب افتح صفحة جديدة  معاكي ونكون اصدقاء بجد)

انتهت مارية من تهجي كلماته بصعوبة فهي لم تقرأ  العربية منذ فترة طويلة ولكنها حمدت الله انها استطاعت ان تقرأها بعد عناء والفضل في ذلك يرجع لنهال التي أصرت الا تجعلها تنسى لغتها الأم وظلت تعلمها إياها حتى المرحلة الثانوية. 

كانت مارية حائرة بين تلك الكلمات المكتوبة في البطاقة وبين تصرفه ثم زفرت أخيرا محدثة نفسها 

" يووووه انتي شاغلة نفسك بيه كده ليه دا انسان قليل الذوق، قال اصدقاء قال، دا بعينك! اووووف سيادته بيتفضل عليا بصداقته لا ياشيخ طب طز فيك بقا"

دلفت نهال إلى الغرفة دون ان تشعر بها مارية  

-" اييييه يابنتي انتي اتجننتي بتكلمي نفسك ؟!" التفتت مارية بشدة نحو نهال

-" ايه دا ماما انتي دخلتي امتى؟!"

-" هههههه من ساعة طز فيك بقا"

-"  هههههه كلهم رجالة هم"

-" ايه يا ام باتعة ابو باتعة مبعتلكيش النفقة ولا ايه "

قهقهت مارية قائلة 

-" يعني الاسامي خلصت متسميش بنتي الا باعتة بتاعتك دي"

قطبت نهال حاجبيها 

-" اسمها باتعة انتي هتعمليلي فيها اجنبية دا احنا دافنينه سوا "

ثم اردفت 

-" بس بجد قوليلي مين دا اللي طز فيه"

احتارت مارية هل تروي ما حدث لنهال ام لا !! لم تفكر كثيرا ثم ما لبثت ان تحكي لها ما حدث وتخبرها عن الورود وعن البطاقة.

كانت نهال تستمع لكلمات مارية والغضب يعلو ملامحها تارة ثم تبتسم ابتسامة بلهاء مرة اخرى

-" والله الواد دا شكله معجب بيكي وبيقاوح"

رفعت مارية حاجبيها :

-" معجب بيا ايه بس! دا كل ما يشوفني يديني دبشة كده ف وشي "

ضحكت نهال قائلة:

-" ماهو عشان كده انا بقولك انه معجب بيكي وبكرة تقولي نؤنؤ قالت"

-" لا مش هقول ثم اصلا انا مش عاوزاه يعجب بيا ! دا انسان مستفز وغلس وبارد وانا اصلا مش طيقاه "

رنت ضحكات نهال في ارجاء الغرفة ثم نظرت لمارية نظرة ذات مغزى وهي مازالت تضحك

-" المهم دلوقتي  سيبك من يوسف دا عشان انا عاوزاكي في موضوع مهم " اعتدلت مارية في جلستها وقد ارتسمت على وجهها علامات الاهتمام

-" موضوع ايه يا نؤنؤ؟!

-" بس من غير زعيق ولا اعتراض !!"

-" امممممم زعيق واعتراض يبقا بابا له يد في الموضوع مش كده ؟"

-" انا نفسي افهم بس انتي قارشة ملحة ابوكي كده ليه؟؟؟؟؟!"

عقدت مارية حاجبيها :

-" ايه هارشة ملح ابوكي دي؟!"

- " مش مهم دلوقتي هبقا اعلمهالك بعدين المهم فيه حفلة كبيرة جدا  وعلى مستوى عالي اوي ولازم كلنا نكون مع بابا"

زفرت مارية 

-" يووووووه انتو مبتزهقوش انا مبحبش الحفلات دي مبحبش الجو دا وانا مش ملزمة اني اروح وسط ناس مبحبهمش وكمان انا عارفة كويس هو مُصر يوديني الحفلات دي ليه بيدورلي على عريس عشان يخلص مني مش كده؟!"

-" يا مارية مانتي لازم تعذريه بردو احنا هنا في امريكا مش في مصر ومش سهل تلاقي عريس كويس ومناسب وكمان مسلم يبقا بندور على ابرة ف كوم قش"

نهضت مارية من فراشها بعنف وعروق رقبتها انتفضت مع وقفتها

-" يعني انتي موافقاه يا ماما على اللي هو بيفكر فيه دا؟!

-" انا مش قصدي والله انا قصدي انك تعذريه كأب لازم يفكر كده وكمان دي فرصة عشان تتعرفي على ناس جديدة انتي مش ملاحظة انك مالكيش اصحاب يا مارية ؟! انتي مبتخرجيش ،مبتقابليش حد ، مبتتعرفيش على حد، كل اللي بتعمليه ف حياتك شغلك والعيال بتوع الملجأ"

قطبت مارية حاجبيها غاضبة:

-" ماما لو سمحتي ما سمهمش العيال بتوع الملجأ لو سمحتي، وكلام في موضوع الحفلات دا انا مش عاوزة اسمعه تاني"

قالت كلماتها الأخيرة وهي تفتح باب غرفتها وتخرج غاضبة نحو باب المنزل فاستوقفتها نهال:

-" استني بس يا ريري انتي رايحة فين؟" 

امسكت مارية بمقبض باب المنزل متأهبة: 

-" مش انتي بتقولي مبخرجش ومبشوفش حد اديني هاخرج اهو انا مش فاهمة انتو عايزيني اصيع يعني ولا اعمل ايه انا اول مرة اشوف اهل بالشكل دا ، وبعدين انتي بتقولي مبتعرفش على حد منا اتعرفت على منى اهو ست زي العسل وطيبة وبقينا صحاب"

-" دي تقريبا قدي يا مارية انا عاوزاكي تصاحبي ناس من سنك" 

قاطع نقاشهما صوت جرس الباب فانتفضت نهال فزعة:

-" شكله ابوكي وسمع كل الكلام اللي قولناه" 

فتحت مارية الباب بتحدي لتواجه أباها لكن ما إن فتحت الباب حتى وجدت منى أمامها بابتسامتها البشوشة وهي ممتنة مما سمعته منذ قليل.

ارتبكت نهال فبالتأكيد سمعت منى كل ما دار منذ قليل

وابتسمت مارية فرحة:

-" منمن ايه المفاجأة الحلوة دي ؟!"

ابتسمت منى ببشاشة

-" انا بعتذر اصلا اني جيت من غير ميعاد بس انا جيت عشان اعتذ...." جذبتها مارية من يديها 

-" تعالي تعالي دانتي جيتي في وقتك "

دلفت منى للداخل وهي تقول :

-"انا خوفت اتصل بيكي مترديش عليا قولت لازم اجي اعتذرلك بنفسي"

-"  هو انا اقدر مردش عليكي وبعدين تعتذريلي عن ايه بس انتي ملكيش اي دخل وصدقيني انا مش بزعل منك انتي حقيقي"

وأخيرا تحدثت نهال:

-" انتي فعلا جيتي في وقتك يا مدام منى عشان تشهدي على تصرفات مارية بنفسك وتقولي احنا عندنا حق ولا لا" 

اتسعت عينا مارية وهي تحذر نهال فجلست الأخيرة بجانب منى وهي تقول 

-" متبرأليش اهو صاحبتك اللي بتحبيها هي بنفسها اللي هاتحكم اهو"

جزت مارية على أسنانها من تصرفات نهال التي استطردت قائلة:

-" اسمعي يا مدام منى "

قاطعتها منى :

-" قولي منى على طول احنا بقينا اصحاب خلاص "

-" تمام يرضيكي يا منى مش عاوزة تخرج مش عاوزة يبقا ليها اصحاب على طول وحيدة كده وحتى لما باباها بيطلب منها تحضر حفلة خاصة بشغله وهتقابل فيها ناس كتير  وعلى مستوى مش اي ناس وخلاص يعني بتعترض ومبترضاش تروح يرضيكي كده؟!"

التفتت منى بأنظارها ناخية مارية 

-" طب انتي ليه يا مارية ملكيش اصحاب مع انك بنت عسولة وفرفوشة اوي ؟!"

-" يامنى انا عندي اصحاب في الشغل وف ال shelter ( الملجأ) وعندي انتي اهو بس انا معنديش حد قريب مني اوي يعني كلهم بحسهم اغراب مينفعش اصاحبهم دا غير ان كلهم فاتحينها ع البحري يبوسوا دا ويحضنوا دا وانا مبحبش كده ولما بخرج معاهم دايما بيحسسوني اني غريبة ومريضة ، او معتوهة حاجة كده يعني"

ضحكت منى وهي فرحة بما سمعت ثم قالت:

-" طب وحفلات باباكي اظن بقا دي بتبقي مع باباكي ومامتك ومفيش حاجة من اللي بتقولي عليها دي هتحصل "

زفرت مارية 

-" حتى انتي يا منى انتو ليه مش فاهمني يا جماعة انا هقوم اجيبلك حاجة تشربيها ونقفل الكلام في الموضوع دا بقا"

 بعد ذهاب مارية التفتت نهال إلى منى قائلة:

-" اقنعيها بليز تروح الحفلة احسن باباها هيزعل منها ومني انا كمان وانا تعبت معاها البنت دي " 

-" هحاول والله بس قوليلي هي الحفلة دي امتى؟؟!

-" يوم السبت الجاي يعني بعد اقل من اسبوع ودي حفلة كبيرة ولازملها تحضيرات وفستان وكده، دا السفير المصري بنفسه هيحضر الحفلة دي شوفتي بقا الموضوع كبير ازاي " ابتسمت منى بفرحة وهي تردد بداخلها ( السفير المصري ...!!!!)

-" خلاص يا نهال سيبي الموضوع دا عليا انا "

عادت مارية وبيدها المشروب وقدمته لمنى وهي تقول في تحدي واضح لنهال 

-" ابه رأيك بقا يا منمن نقضي يوم السبت الجاي مع بعض ؟!"

اجابت منى بابتسامة خبيثة لأول مرة وهي تنظر لنهال: 

-" اكيد هاشوفك يوم السبت طبعا ، بس انا اصلا كنت جاية عشان نخرج النهاردة عشان زي ما قولتلك اعبرلك عن اعتذاري عن اللي عمله يوسف"

لوت مارية شفتيها حين ذكرت منى اسم الأخير ثم هبت واقفة 

-" وانا قبلت الخروجة يالا بينا "

حاولت نهال الاعتراض ولكن منى قاطعتها وهي تلكزها في يدها

-" يالا يا نهال قومي انتي كمان ونخرج ونقضي يوم حلو كلنا مع بعض"

 اطمأنت نهال لنظرات منى ونهضت كمن لا بيده حيلة 

-" طيب يالا بينا لما نشوف"

                    ************************ 

بعد عدة ساعات قضتها الثلاث سيدات في التنزه والتسوق بمرح اقترحت منى:

-" يالا بينا بقا نقعد نشرب حاجة في اي حتة احسن انا خلااااص رجلي مش قادرة اقف عليها"

تنهدت نهال متعبة: 

-" ومين سمعك دا انا رجلي بتعيط وتقولي قعديني" 

قهقت  مارية:

 -" فيه ايه يا بنات بلدي اييييه تعبتوا ولا ايه "

اجابت منى :

اه والله تعبت خالص ... اهو حلو المكان دا لطيف وفي وسط المحلات بردو يعني هنتفرج على اللي رايح واللي جاي وننم براحتنا "

وأشارت إلى مكان يتوسط  شارع دائري به محلات تجارية  فخمة والمكان يتسم بالرقي والهدوء.

جلس ثلاثتهن يتضاحكن إلى أن رن هاتف منى وبالطبع كانت مارية تعلم مسبقا من المتصل !!!

-" ايوة يا يوسف يا حبيبي ..... ايوة انا خرجت شوية مع مارية ونهال مامتها وقاعدين بندردش اهو في (......) متقلقش عليا يا حبيبي ...... عاوز تيجي تاخدني طب خلاص ياريت..... يااااه دانت قريب خالص طب يالا تعالى مستنياك"

بدأت أصابع مارية في القبض على الأشياء من حولها في توتر وهي تحاول ألا تقتنع بما سمعته أذناها قبل قليل وان يوسف سيحضر ببروده وغطرسته المعتادة وكيف ستتعامل معه خاصة بعد موقف الورود !!

-" يوسف ادامه عشر دقايق بالظبط ويكون هنا  اهو يشرب حاجة معانا ونقوم نروح بقا" 

غمزتها نهال وهي تهمس في أذنيها :

-" بس انتي لسه ما اقنعتهاش انها تروح الحفلة امال هتقنعيها امتى؟؟!"

أشارت لها بيدها من تحت الطارلة بإشارة الصبر

-" استني بس واللي هيقنعها اهو جاي في السكة"

رفعت نهال حاجبها متعجبة كيف ليوسف ان يقنع مارية وتلك الأخيرة تعانده ولا تطيق سماع اسمه!!!!!

كانت مارية في تلك الأثناء تتلفت يمينا ويسارا علّها تجد مهرب وتفر من مقابلته ثم أخيرا قالت:

-" يااااه حلو اوي محل المجوهرات اللي هناك دا انا هاروح اتفرج عليه "

قاطعتها نهال:

-" ياسلام وانتي من امتى بتحبي المجوهرات ولا بتتفرجي عليها دا باباكي كل ما يشتريلك حاجة ترميها في الدرج جنب اخواتها"

-" خلاص بقا يا ماما اصل عنده حاجات تحفة وجالي مزاج اتفرج عليه دلوقتي الله"

وأسرعت مارية  متوجهة للمتجر حتى لا تدع كلاما آخر لنهال تقوله !!

فالتفتت نهال لمنى:

-" اهي هربت اهو هنعمل ايه دلوقتي بس لو تقوليلي انتي ناوية على ايه "

-" متقلقيش لما يجي ابقي اتصلي بيها خليها تيجي ولا حتى احنا نروحلها المحل اللي دخلته" 

تنهدت نهال بنفاذ صبر وهي تحرك رأسها يمينا ويسارا لا تفهم أي شئ.

كانت مارية تتجول بنظرها داخل متجر المجوهرات الكبير وعيناها لا ترى المجوهرات بل تترقب في توتر مكان وجود منى ونهال ؟!


-" May I help you Ma'am?"

-( اقدر اساعدك بحاجة يافندم)

انتزعها ذاك السؤال من توترها المبالغ فيه ثم التفتت للبائع وهي تنظر لخاتم ألماسي كبير بتعجل 

-" yes please let me see that one"

( ايوة لو سمحت عاوزة اشوف دا)

ظلت أنظارها زائغة ما بين الخواتم الألماسية الرائعة وما بين ذاك المتغطرس الذي تريد الهروب منه وبين ذاك البائع الذي ليحضر لها مقياسا أصغر لأصابعها الرفيعة. 

لم تشعر بضربات قلبها التي كادت تخترق قفصها الصدري إلا حين وجدت أحدهم يقبض من الخلف على يدها التي تحمل احد الخواتم الألماسية قبل أن تدسه في حقيبتها بثانية واحدة فقط !!!!!!!


               الفصل الحادي عشر من هنا 

لقراءة باقي الفصول من هنا 

تعليقات



<>