رواية ليتك لي من البداية
الفصل الرابع عشر14
بقلم الاء اسماعيل البشري وهديرمحمد
" رنا حضنتني قبل كده...( كمل هو بيهمس في ودنه ) و بو*ستها كمان... شميت ريحة رقبتها... كانت خطيييرة بجد...
مسكه خالد و قال وهو بيهز فيه بعنف
* ايه اللي أنت بتقوله ده !!
" زي ما سمعت كده...
* أنت بتكذب... بتحاول تستفزني مش اكثر ...
" والله ما بكذب... حتى روح اسألها بنفسك... بس حضنها كان دافي أوي... و هتتأكد من كده لما تتجوزوا... ربنا يتمم على خير
بصله خالد بعيونه اللي احمرت من الغضب... ضر*به بالبوكس في وشه... يوسف وقع على الكرسي و قال
وهو بيمسح الد*م من على بوقه
" ده انت طلع ليك ظوافر و بتخربش كمان !!
قرب منه خالد و شاوله بصباعه بتحذير وهو بيشيط من الغضب
* لو نطقت بكلمة تاني عليها هق*تلك... سااامع... هق*تلك يا ز*فت أنت... قسما بالله لو مبعدتش عني و عنها لوريك من هو خالد... ياااض ده أنا تربية شوارع من الأساس... اوعى يغُرك منظر ابن الناس اللي أنت شايفه قدامك ده... ده أنا فيا حاجات و*سخة أوي... ابعد عن طريقي احسنلك بدل ما اوريك الو*ساخة بكل صورها !!
ضحك يوسف و قام... اخد ازازة المية شِرب منها و قال
" اعمل اللي أنت عايزه... كده كده أنا مش هتراجع... ابقى شوف لو قدرت تاخدها لنفسك ساعة وحدة حتى... انسى... طالما أنا موجود... يبقى رنا هتبقي في حُضني أنا و بس...
اتعصب خالد أكتر و كان لسه هيضر*به... بس يوسف مسك ايده و منعه
" لا لا... هتغلط تاني هزعلك... و مهما عملت هتبقى ليا برضو... و عشان متزعلش هخليك شاهد أول على كتب كتابنا...
* ده عند أمك !!
- ز عند أمك أنت كمان !!... ابقي قابلني لو طولت ضُوفر منها أو لمست شعرة وحدة منها !
* لما نشوف !!
يوسف كان بيرد عليه بكل برود و استفزاز... خالد مكنش قادر يستحمل بجا*حته... بصله بغضب و مشي...
ماشي ياللي بترن الجرس هفتح اهو...
فتحت رنا الباب... لقيت خالد قدامها... كان شكله متعصب أوي... أول مرة تشوفه كده... هنا اتأكدت إن يوسف ظهر قدامه !!
دخل خالد من غير ما تقوله رنا يدخل... استغربت رنا من كده... دي أول مرة يعمل كده... كان دايما بيستأذن قبل ما يدخل
قعد خالد على الانتريه
-كنت بحضر الغدا... احطلك معايا ؟
خالد شاورلها تقعد جمبه...
' هو انت مضايق من حاجة ؟
* اه...
' مالك ؟
* حد ضايقني... استفزني... ضايقني بحد بحبه و بيحبني... اقصد كان بيمثل عليا أنه بيحبني...
عرفت رنا أنه بيلمح عليها هي و يوسف... بصت للأرض و فضلت ساكتة... خالد ابتسم بخبث و رجع شعرها لوراء... رفع وشها بإيده و قال
* مالك ؟
' مفيش...
* متأكدة ؟
' اه...
اممم... طيب
عرفت رنا من نبرة صوته أنه مش مصدقها...
' يعني لو عملت حاجة ضايقتك قول لي يا خالد
* تؤ... انتي عمرك ما عملتي ولا هتعملي حاجة تضايقني... صح ؟
هزت رنا رأسها ب آه... ابتسم خالد و هي ابتسمت... قرب منها و قرّبها منه... رنا اتفاجئت... أول مرة يقرب منها كده... لمس على شعرها بإيده و حط وشها بين كفوفه... قرب وشه من وشها و كان على وشك ان شفايفه تلمس شفايفها...
رنا اتوترت و بعدت عنه في الحال...
* ايه فيه ايه ؟
' اللي أنت بتعمله ده يا خالد... ليه بتقرب مني كده ؟
* عايز ابو*سك...
' ايه اللي أنت بتقوله ده... مينفعش اللي أنت بتقوله ده ولا ينفع تقرب مني بالشكل ده... احنا لسه متجوزناش !
* يعني يوسف يقرب منك براحته و يبو*سك كمان و تبقي في حضنه... و جاية عند جوزك المستقبلي و تعترضي ؟! دلوقتي لما قربت أنا عرفتي إن ده غلط؟؟
لكن لما قرب يوسف منك كان عادي جدا و سيبتيه ياخدك في حضنه ؟!
اتصدمت رنا من اللي سمعته... معرفتش ترد و بصت للأرض و اكتفت بأنها تعيط...
ضحك خالد بسخرية و قال
- ايه بتعيطي ليه ؟ كلامي و*جعك صح ؟! أحب اقولك مفيش حاجة بتو*جع أكتر من انسانة وثقت فيها اديتها قلبي و كل مشاعري... و في الآخر تبقى كده !
' أنت قصدك ايه بأني كده ؟
قرب منها و قال وهو باصص جوه عيونها
* تتخيلي ايه منظري وهو جاي يقولي أنا بو*ست مراتك المستقبلية ؟ مقولتيش ليه إن حصل ما بينكم كده ؟! تعرفي لو كنتي قولتي في ساعتها و مخبتيش عني كان هيبقى افضل ليا و ليكي...
' اقولك ايه بالظبط يا خالد ؟
* تقوليلي على كل التجاوزات اللي حصلت ما بينكم..
' أنت بتقول ايه ؟!
عايز اعرف بقية قصتكم الجميلة... اللي أنا عرفته أنه حضنك و با*سك... اتعصبت و مشيت... عايز اسمع بقية القصة منك...
اتعصبت رنا و ضر*بته بالقلم...
' منكرش إني غلطت لما سمحتله أنه يحُضنني... بس أنا بشر و بغلط... مرضيتش اقولك لأني خوفت تمسكها عليا ذِلة زي ما أنت بتعمل كده دلوقتي... قولت دي غلطتي أنا و اتحملت تأنيب ضميري ليا كل الفترة اللي فاتت... و أنت جاي بكل أريحية كده تقولي كده في وشي و بدون ذرة خجل حتى ؟!!
صرخ خالد فيها و قال
- ليه ان شاء الله... أنا اللي مفروض اخجل ولا انتي... بصي أنا عمري ما عملت كده ولا حصل تجاوزات بيني و بين أي بنت...
' خلاص عرفت إنك ملاك و مش بتغلط...
* لا أنا بغلط زيك كده... وغلطت غلط كبير لما وثقت فيكي... غلطت لما رضيت و كنت هتجوز واحدة وحدة مطلقة زيك.
اتفاجئت رنا من كلامه... دموعها نزلوا و فضلت بصاله بصدمة... لسانها وقف و متكلمتش... اكتفت بأنها قلعت الدبلة و حطتها في ايده... مسحت دموعها بكمام بيجامتها... بصتله بثبات
' قولتلك زمان مش هينفع واحد متجوزش قبل كده يقبل يتجوز واحدة كانت متجوزة... بس عاندت و مسمعتش كلامي... قولتلي كلام فهمتني من خلاله إن تفكيرك متحضر و مش رجعي و بتفهم... بس ده كله كان مجرد وش أنت مركبه...
ظهرت على حقيقتك اهو... أنا مش هلومك ابدا أنت عندك حق في كل كلمة قولتها... بس أنا بفكرك للمرة الألف إني قولتلك لا مينفعش... خلتني اوافق على كلامك الحلو و المتزين... في الآخر ايه اللي اخدته منك ؟ جاي بتعايرني قدامي و في وشي بحاجة أنا مليش ذنب فيها و سبق قبل كده قولتلك لا... كفاية لحد كده... سيبني في حالي...
ضحك خالد و قال
* هتأثر أنا كده بالكلمتين دول ؟ ده انتي ما صدقتي قلعتي الدبلة... ده انتي طلعتي بتحبيه أوي بقى !! و ما صدقتي تخلصي مني عشان تروحيله... !!!
- لا أنت ولا هو بتفرقوا معايا بحاجة... كلكم صنف م*عفن... مفيش حد عِدل فيكم... مش عيزاك أنت ولا عيزاه هو... اطلع بره...
اتنهد و قال بإستفزاز
* أنا بجد بحاول اتأثر لكن مش قادر... كلامك ده ضحكني الصراحة... بصي يا رنا أنا كده كده كنت جاي عشان اديلك الدبلة و انتي سبقتيني... ف اوعي تتخيلي إنك انتي اللي سيباني على كده... لا بالعكس... أنا مستحيل اقبل اتجوز وحدة زيك... يعني كنت هقبل إنك اتجوزتي قبل كده بس ده كان فيه كتب كتاب و شهود و حاجات حقيقية... أما اللي با*سك ده ولا يقربلك بصلة عشان تسمحيله يقرب منك... على العموم فرصة سعيدة...
ضحكت رنا بتعب و كانت بتعيط... أما خالد مهتمش لدموعها و مشي... قفلت رنا باب شقتها بالمفتاح... اتعصبت و رمت فازة على الأرض بقوة و اتك*سرت... قعدت على الأرض وسط الازاز المك*سور و ضمت نفسها و فضلت تعيط بهدوء و من غير صوت...
-كلهم وحشين... الأول كان شايفني مجرد جسد... و التاني كان مستهون بمشاعري و سابني عادي... و اهو التالت مشي وهو فاكر شما*ل و مش تمام !!
' طب ليه كل ده ؟ كل ده عشان حبيت ؟ يق*طع الحُب اللي يخليني اتها*ن بالشكل ده من كل واحد فيهم...
كلهم جر*حوني... حتى يوسف بقى شبههم...
هقول ايه بقى ما هو كان تا*جر سلاح في الأصل... هتوقع منه ايه غير كل شَر !! بس ماشي... والله ما هسامح حد فيكم ابدا... كلكم خصومي يوم القيامة...
دخلت رنا في مرحلة اكتئاب شديدة... حبست نفسها في البيت ل مدة طويلة جدا... مكنتش بتخرج ابدا من شقتها... يوسف كان بيحاول يوصلها بأي طريقة بس مش عارف... بعدت عنه و مسمحتش أنه يدخل حياتها تاني... كان بيجيلها البيت وهي مش بترضى تفتح ولا توافق تشوفه... يوسف هنا أدرك سخافة الموقف اللي حطها فيه قدام خالد...
رنا لما لقت نفسها مش طايقة تخرج بره باب شقتها و تشوف الناس بره... قررت تشتغل أونلاين عشان متخرجش و بالمرة تكسب فلوس... بما انها معاها أكتر من 10 لغات... كانت بتفتح لايڤات مع ناس اجنبية و تعلمهم بعض الكلام بأي لغة تعرفها هم محتاجينها في شغلهم أو في حياتهم بكل سلاسة و بساطة... الحوار كِبر و رنا علمت ناس كتير... اشتهرت و مرتبها زاد... و الشركة اللي هي اشتغلت فيها اونلاين قررت تكرّمها النهاردة...
طلعت رنا على الإستيدج و اتكرمت قدام ناس كتير معظمهم اجانب... اخدت درع بعلامة الشركة مكتوب عليه اسمها و اخدت مكافأة حوالي 50 ألف... كانت رنا مبسوطة اليوم ده أوي... اي نعم كانت لوحدها بس انجازها ده في حين اللي مرت بيه ده في حَد ذاته حاجة عظيمة... خلصت الحفلة و الضيوف مشيوا... اخدت رنا جائزتها و شنطتها و خرجت بره القاعة... كانت واقفة في الشارع بتوقف تاكسي بس مفيش... فضلت واقفة و مستنية على الطريق شوية... فجأة سمعت صوت تصفير من وراها... إلتفتت و لقيت يوسف مبتسملها و بيسقفلها بإيده... رنا فرحت لما شافته بيشجعها كانت لسه هتبتسم بس افتكرت كل اللي حصل... بصتله بضيق و قالت
- جاي هنا ليه ؟
" جيت اشوف حفلة تكريم رنون...
' مجتش اصلا بطل كذب...
" جيت من أول الحفلة... بس كنت قاعد من وراء... قولت اكيد هتتضايقي لو شوفتيني جوه... ف قولت اقعد بعيد لغاية ما تخرجي... ده يومك و مكنتش عايز اعكر مزاجك...
' ايوة يعني عايز ايه ؟
" فخور بيكي... حتى لو يعني علاقتنا مش كويسة... فأنا فخور بيكي أوي... شكلك كان جميل أوي و انتي مبتسمة و الضحكة طالعة من قلبك النهاردة... أنا لسه بحبك على فكرة...
- بُص يا يوسف... أنا قفلت باب الحُب اللي عانيت منه كتير أوي... شايف لما ركزت في حياتي و بعدت عن تفاهات الحُب وصلت ل فين ؟ اعتقد لو كنت لسه بختار بينك و بينك خالد كان زماني لسه جوه الأوضة و مخرجتش منها... أنا كده احسن بكتير من زمان...
" بس أنا مبقتش احسن يا رنا... والله كل يوم بقعد لوحدي قبل ما انام اتخيلك و ارسم في دماغي حاجات محصلتش... نفسي تبقي معايا زي ما بتخيل !!
' مش هيحصل يا يوسف... اتخيل براحتك أنا مليش دعوة... لأني موعدتش حد بحاجة وبعد كده رجعت في كلامي !!
" يعني هنفضل بعيد عن بعض كده لغاية امتى ؟
- لغاية ما امو*ت !! و ده آخر قرار يا يوسف .
