أخر الاخبار

رواية وسيلة انتقام الفصل السادس الثلاثون36والسابع والثلاثون37بقلم ساره صبري موافي


 
رواية وسيلة انتقام الفصل السادس الثلاثون36والسابع والثلاثون37بقلم ساره صبري موافي

آدم بصدمة: يعني إى مش هتقبلي مني أى هدية ؟ اومال لو مش هتقبلي هدايا مني هتقبليها من مين ؟ لكِ مين غيري ؟
سيليا بسخرية: لو خيروني بين إني ما يكونش ليا غيرك ولا ما يكونش ليا حد خالص هختار وأنا مغمضة إني ما يكونش ليا حد خالص
آدم بدموع: هتقدري تعيشي بعد ما تخرجي من البيت ده ؟
سيليا بسخرية: طبعاً هقدر بس أنت يا مسكين مفكر إني ما ليش حياة غير في دنيتك الصغيرة إللى أنت عايش فيها فاطمن العالم بره كبير و واسع و أفضل ١٠٠ مرة من العيشة معاك تحت سقف واحد و مهما هشوف في بعادك مش هيبقي زي إللى شوفته معاك أنت بس افرج عني
آدم بسخرية و دموع: يااه يا سيليا للدرجادي بقيتي بتكرهيني ؟ و كل ده عشان إى ؟ عشان غلطة واعتذرت ألف مرة عليها. أنا الوقتى اتأكدت إنِك عمرِك ما حبيتيني و كنتي مستنية أول فرصة تيجي لِك عشان تبعدي لإن إللى بيحب بيسامح
سيليا بسخرية: غلطة! و عمري ما حبيتك! وكنت مستنية أول فرصة تيجي لي عشان أبعد! إللى بيحب بيسامح! حط نفسك مكاني لو أنا إللى خبيت عليك موت مامتك و لما واجهتني ضربتك وشغلتك خادم عندي كنت هتسامحني ؟ رد عليييا. وبالنسبة لموضوع للدرجادي بقيت بكرهك فياريتني يا شيخ بكرهك كان على الأقل هيبقي فيه أمل إني أرجع لك ده حتى الكره مشاعر خسارة فيك. أنا ما عدتش بحس تجاهك بأى مشاعر وصدقني ده أسوء بكتير من إني أكرهك. و لو خيرتني بين إني أشتغل في البيت ده كله لوحدي خدامة ولا أرجع لك هختار و بكل ثقة إني أفضل خدامة
رفع آدم يده وبنيته أن يصفعها بقوة على وجهها وقبل أن يفعل هذا أوقف يده قبل أن تمسها وأمسك شعره بيديه قائلاً بجنون: اطلعيييييييي بره الأوضة حالاً 
ظلت سيليا واقفة في مكانها بصدمة من حالته فقال لها بغضب وهو يرمي العقد من يديه على المرآة: ما سمعتيش وأنا بقول لِك اطلعيييي برررره
جرت سيليا من أمامه بخوف وخرجت من الغرفة فقابلت إلهام وهى تتجه لغرفة آدم وهى تقول بقلق: يا ستار. عملتي إى في ابني جننتيه بالطريقة دي يا مصيبة حياتنا ؟
تجاهلتها سيليا فأمسكت إلهام بشعرها بقوة قائلة بغضب: لما أسألِك على حاجة يا خدامة تردي عليا وتقولي لي كذا كذا يا هانم ماشي يا زفتة أنا مش واحدة بلعب معاكِ في الشارع عشان ما ترديش عليا وتتجاهليني
سيليا بغضب وهى تبعد يد إلهام عن شعرها: والله زي ما أنتِ قولتي أنا هنا خدامة لو مش عاجباكم تقدروا بكل بساطة تطرودوني وده أحب ما على قلبي ثم أكملت بضحكة سخرية: كفاية عليكِ كده عشان أنتِ برده ست كبيرة وما تستحمليش إن حد يقول لِك كلمة تزعل لِك
ثم أكملت سيرها بثقة فقالت إلهام بداخلها بصدمة: هى مين فينا إللى خدامة هما لعبوا في الإعدادات ولا إى ومين البنت دي و راحت فين شخصيتها الضعيفة
ثم أكملت سيرها لغرفة آدم فوجدت كل شئ ملقى على الأرض التي امتلأت بالزجاج المنكسر و آدم جالس على الأرض بأحد أركان الغرفة ويبكي بشدة وبمجرد ما أن أدخلت إلهام إحدى قدميها بالغرفة سمعت صوت آدم يقول لها بغضب: اطلعيييييييي بررررره. سيبينيييي لوحديييييي
خرجت من الغرفة ثم اتجهت لغرفتها
بعد مرور ساعة قام آدم من على الأرض ودلف للحمام وغسل وجهه بالماء ونشّفه بالمنشفة ثم مشّط شعره وارتدى ساعة يده و حذاء باللون الأسود وخرج من الغرفة ونزل وعينيه تبحث عنها في كل مكان حتى وجدها ثم نادى على جميع الخادمات فأتين سريعًا وقال لهم و هو ينظر لسيليا بتحدي و قسوة: من النهارده كلكم إجازة ما عدا سيليا هى إللى هتقوم بكل شغل القصر و حذاري أعرف إن واحدة فيكم ساعدتها لإني ساعتها مش هرحمها مفهووووم
بادلته سيليا نظرته بنظرة تحدي وكبرياء وها قد اشتعلت بينهما حرب أعلن هو فيها القسوة وأعلنت هى فيها الكبرياء فمن الفائز بهذه الحرب غير الفراق ؟
بعد مرور أسبوع ذهب آدم لغرفة سيليا وقال لها وهو يتظاهر أمامها بعدم الاهتمام: أنتِ معزومة معايا على شبكة واحد صاحبي
سيليا بلا مبالاة: مش جاية
آدم بغضب: أنتِ بتعملي معايا كده لى ها ؟ قولي لي استفدتي بإى من إللى بتعمليه فينا ده ؟ لسه ما كفاكيش كل البعد ده ؟ جيبتي منين كل القسوة دي ؟ أنتِ يستحيل تكوني نفس سيليا إللى عشقتها مش بس حبيتها
سيليا بسخرية: استفدت بإني رديت كرامتي إللى ضاعت بتحملي لإهانتك و ضربك. جيبت منين كل القسوة دي ؟ من معاشرتي ليك يا آدم باشا مش بيقولوا من عاشر القوم أربعين يوماً صار منهم
لم يجد رداً على كلامها سوى تركها والخروج من غرفتها ومن القصر بأكمله وقاد سيارته إلى حفلة خِطبة صديقه عاصم ثم وصل للمكان ونزل من السيارة وأغلق الباب خلفه ودلف للحفلة وذهب لتهنئة عاصم وقبل أن يمدّ له يده ليصافحه نظر لفاطمة بصدمة وكذلك فاطمة وقالا لبعضهما في نفس اللحظة آدم: أنتِ ؟
فاطمة: هو أنت ؟
عاصم بصدمة: أنتم تعرفوا بعض ؟
آدم بغضب: دي بنت لسانها طويل يا عاصم
فاطمة بغضب: أنت إزاى تصاحب البني آدم ده يا عاصم ؟ الله يكون في عونِك يا سيليا يا حبيبتي على البلوي إللى أنتِ عايشة معاها دي
عند هذه اللحظة اغرورقت عيني آدم بالدموع ونظر لعاصم بصعوبة بابتسامة قائلاً: ألف مبروك يا صاحبي ربنا يتمم بخير
عاصم بحزن: أنا آسف يا آدم بالنيابة عنها هى ما تقصدش
آدم وهو يحاول إخفاء حزنه بابتسامة: عادي يا صاحبي ولا يهمك هى ما غلطتش
ثم خرج من الحفلة وهو يمسح دموعه السائلة على وجنتيه بغزارة رغماً عنه وركب سيارته وقادها للقصر
عند عاصم وفاطمة
عاصم بغضب: خلي بالك من كلامِك بعد كده يا فاطمة عشان ما أزعلش منِك. صدقيني آدم مش وحش زي ما أنتِ فاكرة و هو بيحب مراته أوى فياريت لو مش هتكوني محضر خير بينهم ما تدخليش
فاطمة بغضب: طب ياريت يا عاصم باشا تكلمني بأسلوب أحسن من كده عشان ما أسيبلكش الخطوبة دي وأمشي
عاصم بهدوء عكس ما بداخله: حاضر يا بطوط ما تتقمصيش بس كده طيب
عند آدم
وصل للقصر ونزل من السيارة وأغلق الباب خلفه ودلف للقصر ومن ثَم لغرفته واتجه للخزانة وأحضر ثياب مريحة له ودلف للحمام وبدل ثيابه ثم خرج وقبل أن يتجه للفراش اتجه مرة أخرى للخزانة وأحضر إحدى ثياب سيليا واتجه للفراش وأغمض عينيه و هو يشمها إلى أن ذهب في نوم عميق
بعد مرور ثلاثة أسابيع استمرت فيهم سيليا تعمل بمفردها في القصر
في صباح يوم جديد كانت سيليا تضع أطباق الفطور على السفرة وهى تشعر بالتعب والخمول الشديد ثم وجدت آدم يجلس على كرسي السفرة الخاص به فقالت بتعب: تأمر بحاجة تانية يا آدم باشا ؟
نظر آدم لوجهها الشاحب فقال بقلق و هو يقوم من على الكرسي: ما لِك يا حبيبتي ؟
لم يكمل جملته من صدمته عندما وقعت مغشياً عليها بين يديه. ثواني واستوعب الصدمة وقام بحملها بين ذراعيه فشعر بأن ثيابها مبللة فأنزلها مرة أخرى ليرى بماذا تبللت فانصدم بشدة من رؤية ثيابها غارقة بالدماء فحملها سريعاً لغرفته وأحضر لها خمار ووضعه على رأسها ولفه جيداً عليها و هو ما زال يمسك بها بقوة وحذر ثم حملها مجدداً ونزل بها وخرج من القصر و وضعها في سيارته بحذر وركب هو الآخر بجانبها و هو خائف بشدة من أن يخسرها
بعد مرور عشر دقائق وصل للمستشفى وأنزلها بحذر من السيارة ودلف بها للمستشفى وهو يحملها بين ذراعيه ووضعها على الترولي ونادى بأعلى صوته قائلاً ببكاء: دكتور بسرررعة
فجاء على صوته أحد الأطباء وبعض الممرضات له وأخذوها منه ودلفوا بها لإحدى الغرف ليفحصوها
بعد مرور خمس دقائق خرجت سيليا من الغرفة نائمة على الترولي والممرضات يتجهن بها نحو غرفة العمليات ثم خرج الطبيب فأمسك آدم به قائلاً برجاء: ما لها يا دكتور فيها إى عشان تاخدوها لأوضة العمليات
الطبيب: للأسف المدام كانت حامل في الشهر الأول وخسرت الجنين
الفصل السابع والثلاثون 
جلس آدم على الأرض و هو يبكي بشدة ويوبخ نفسه قائلاً: أنا السبب أنا إللى عملت فيهم كده. أنا ما أستحقش إني أكون أب ولا حتى زوج. يارب خرجها لي بالسلامة وعمري ما هفكر بس أزعلها
عند عاصم وفاطمة
كان يجلس معها في منزلها فقالت له برجاء: اتصل على صاحبك الوقتى وقول له إني عايزة آجى أزور سيليا بكرا عشان أنا قلقانة عليها أوى
عاصم بابتسامة: حاضر يا بطوط
ثم هاتف آدم الذى أجابه ببكاء: ألو
عاصم: ما لك يا آدم ؟ صوتك مش عاجبني
آدم: سيليا في المستشفى كانت حامل و خسرنا ابننا 
عاصم: في مستشفى إى ؟ أنا جاي لك حالاً
آدم: مستشفى *****
عاصم: ماشي يا آدم سلام
أنهى المكالمة معه ونظر لفاطمة التى كانت تنظر له بقلق وقالت: سيليا جرالها حاجة ؟
عاصم بحزن: في المستشفى. كانت حامل وخسرت البيبي
ثم أخذ هاتفه ليرحل فأوقفته بصوتها وهى تقول له: استنى أنا هاجي معاك. ما أقدرش أقعد هنا بعد إللى سمعته منك ده. ثواني على ما أستأذن ماما و بابا
بعد مرور دقيقتين خرجا من بيتها وركبا سيارته واتجها للمستشفى ثم وصلا ودلفا لها فوجدا آدم جالساً على الأرض واضعاً رأسه بين يديه فركضا إليه وقال له عاصم بمواساة: إن شاء الله هتكون بخير يا آدم
فاطمة بغضب: أنت إى يا أخي ؟ ما تبعد عنها بقا وتسيبها في حالها لإنها يا عيني من يوم ما عرفتك مش بيجي لها من وراك غير المصايب
عاصم بغضب: فاااااطمة
آدم بحزن: سيبها هى معاها حق في كل كلمة قالتها
وبمجرد ما أن أنهى جملته خرجت سيليا من غرفة العمليات نائمة على الترولي وتم نقلها لغرفة عادية وقال الطبيب لهم بابتسامة: الحمد لله المدام بقت كويسة وتقدروا الوقتى تدخلوا لها وتشوفوها وتتكلموا وتقعدوا معاها كمان
آدم بابتسامة: الحمد لله. شكراً يا دكتور
ثم دلف لها فوجدها تنظر للا شئ وعينيها تبكيان رغماً عنها في صمت فجلس على الكرسي المجاور لفراشها واحتضن يدها وقال ببكاء: ألف حمد الله على سلامتِك يا روحي أنا آسف أنا عارف إني غلطان وستين غلطان كمان بس أنا مش طالب منِك غير طلب واحد بس وحتى لو رفضتي أنا مش هزعل منِك لإنه حقِك. عايز نقف مع مش ضد بعض في المحنة دي يا حبيبتي
أبعدت يدها عنه بهدوء فقال لها بحزن: أعتبر كده إن طلبي مرفوض
سيليا بصوت مختنق من البكاء: اطلع بره. ما بقيتش عايزة أشوف وشك ولا حتى ألمحه
خرج آدم من الغرفة بكسرة فقابلته فاطمة على الباب فأفسح لها الطريق لتدخل فدخلت وأغلقت الباب خلفها وجلست على الكرسي المجاور لفراش سيليا واحتضنت يدها بيديها قائلة لها بابتسامة: حمد الله على سلامتِك يا حبيبتي. إن شاء الله ربنا يعوضِك خيراً منه
سيليا ببكاء: أنا ما بقيتش عايزة حاجة من الدنيا دي كلها غير إني أبعد عن آدم وأسافر. مش عايزة أرجع معاه البيت يا فاطمة. ما بقيتش طايقة أشوف وشه أو حتى ألمحه. أرجوكِ ساعديني أهرب من هنا لإن الهروب من المستشفى أسهل لي بكتير من الهروب من القصر
فاطمة بهدوء: طب بعد ما هتهربي هتروحي فين مؤقتاً لحد ما تجهزي ورق سفرِك؟ مش هينفع تروحي في أى حتة كده وخلاص لإنه مش غبي وهيلاقيكِ بسرعة زي المرة إللى فاتت
سيليا ببكاء: مش عارفة فكري أنتِ وقولي لي. أنا ماليش حد غير أمي و هى اتخلت عني من زمان و مستحيل أفكر حتى إني أروح لها
فكّرت فاطمة قليلاً ثم لمعت برأسها فكرة فقالت لسيليا بحماس: لقيتها. تيتة مامت مامتي عايشة في بيت لوحدها في الصعيد في المنيا اسمها فادية المنياوى أول ما أهربِك تاخدي تاكسي لمحطة القطر وتركبي القطر إللى رايح الصعيد وتنزلي أول ما القطر يقف في محطة المنيا وأنا هكلمها قبل ما توصلي بالسلامة إن شاء الله وهخليها تيجي تاخدِك من المحطة
ثم أعطت لسيليا بعض النقود قائلة بحنان: خدي دول مشي نفسِك بيهم في الطريق
سيليا بابتسامة و هى تأخذهم منها: شكراً يا أحلى بطوطة في الدنيا كلها ما تحرمش منِك أبداً بس لسه في مشكلة ههرب إزاى من المستشفى و هو موجود ؟
وبمجرد ما أن أنهت جملتها دلفت ممرضة منتقبة للغرفة فنظرت فاطمة لسيليا نظرة تعني هل تفكري فيما أفكر به ؟
بعد مرور ربع ساعة خرجت سيليا من الغرفة وهى مرتدية ثياب الممرضة ثم خرجت من المستشفى وأوقفت تاكسي وقالت له بجدية: اطلع بينا على محطة القطر
عند فاطمة
بعد ما رأت سيليا من النافذة و هى تركب التاكسي خرجت من الغرفة وجلست بجوار عاصم فقال لها آدم: هى كويسة ؟
فاطمة بخوف: أيوا بس هى قالت لي اخرجي وسيبيني مش عايزة حد يقعد معايا
آدم بحزن: هنزل أنا أدفع تكاليف المستشفى
عاصم بحزن: وأنا كمان هنزل عشان أوصل فاطمة بيتها
قامت فاطمة من على الكرسي قائلة بتوتر: أيوا
وأخذت تدعو الله بداخلها أن ينجيها ثم نزلوا وخرج عاصم وفاطمة من المستشفى وأثناء دفع آدم للتكاليف دق جرس إنذار الحريق ورأى جميع من بالمستشفى يركضون للخارج خوفاً على حياتهم فترك ما بيديه وصعد سريعاً لغرفتها لينقذها وعندما يصل ويدلف للغرفة وهو ينادي عليها بصوت عالي و خوف: سيلياااااااا
ينصدم بشدة عندما يجد الغرفة فارغة ولم يحدث أى حريق بالمستشفى. فلماذا دق جرس الإنذار إذاً ؟ و من الذى فعل ذلك يا تُرى ؟
يتبع
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close