أخر الاخبار

رواية غيوم ومطر الفصل السادس عشر 16بقلم داليا الكومي

 

رواية غيوم ومطر 

الفصل السادس عشر 16

بقلم داليا الكومي


16- كفة الاحزان

" غريبه الدنيا لا تدوم علي حال بين اليوم والامس شتان ..وندوب الماضي قد لا تعدل الميزان فتميل كفة الاحزان.."

قد يكون قرار عمر المتشدد والذي يصر عليه حكيما من وجهة نظره فهو يوفر علي نور الكثير من الشقاء ...ان تحب بكل كيانك وتترك نفسك للاستسلام الكامل ليس امرا رائعا كما يعتقدون فالحب يؤلم بشده والاستغناء عنه فضيله ...قد تتألم الان ولكنه بالتأكيد سيكون اقل ضراوه من الالم القادم عندما تحمل حبها والمها وترحل ...

- وانا جاوبتك قبل كده وقلت لا...

خيم الصمت علي الاحتفال ...لم يجرؤ احدهم حتى علي التنفس ...الجميع حبس انفاسه مشدوها ..احتاجوا وقتا للتفكير اما نور فالوحيده التى اطلقت شهقه مكتومه ونظرت لعمر بألم عبر عن مكنون صدرها ومحمد تألم لاجلها ...هل علمت الان انه طلبها من قبل وعمر رفض ايضا وقتها ... وفريده ارادت ان تختفي من علي وجه الارض فهى السبب في تعاسة محمد ونور ...

هو من قبل تحدى عمر واخبره انه لن يستطيع منعه من زواجها وها قد حانت لحظة المواجهه ...في حركه مفاجئه هجم علي عمر وامسك بتلابيبه بعنف وصرخ بغضب ...- هتجوزها مهما تحاول ...وفريده هتطلقها فورا .. انا اخاف عليها تفضل مع واحد قلبه اسود زى قلبك ...


شهقة نور الان لحقتها شهقات الجميع ...وصرخات ارتياع مدويه اطلقتها والدة عمر وشقيقته ندا ....عقد قران رشا يتحول الي ساحة معركه وقبل ان يتدخل عمر لفض الاشتباك ..صرخه غاضبه من شريفه اوقفت يد عمر في الهواء علي بعد سنتيمترات قليله من انف محمد ... - عمر !! اياك تتجرأ وتعملها ...من فضلك خد مراتك وامشي من هنا فورا...وعزومتك مرفوضه لحد ما ترجع عمر حفيدى اللي انا اعرفه

وجهها شحب للغايه حتى حاكى وجوه الموتى...جدتها طردته من المسجد ورفضت دعوته لهم علي العشاء وامرته بإصطحابها علي الرغم من تهديد محمد له ورغبته في تطليقها منه هى وضعت كلا من محمد وعمر في وضعه الطبيعى واثبتت لهما انها هى رأس العائله بالفعل ولا كلمه تعلو كلمتها... فريده ارتعبت فالمارد ربما يتحرر الان وينفث غضبه علي الجميع لكن لدهشتها عمر افرغ غضبه في قبضه غاضبه اطبقت علي ذراعها ككلابه من فولاذ و جرها خلفه الي الخارج .. 

ومحمد انزوى في ركن قصى وقرر ان يضع الجميع امام الامر الواقع ... عمر يتحول لثور هائج يطرح الجميع ارضا في سكة انتقامه وفريده مستكينه ومتحمله لاخر نفس عسى ان يغير رأيه يوما ...هو يعلم انهما يحبان بعضهما البعض ومع ذلك ربما يؤذي فريده بشده لدرجه يكون فيها اصلاح عطب روحها يكاد يكون مستحيل ولكن نور ايضا تتألم هى اضاعت سنوات وسنوات في انتظاره وزهرة شبابها تضيع وتخبو يوما بعد يوم...ربما قراره الان سيكون جريء وصادم ولكنه الحل الوحيد الذي ربما يعيد الامور الي نصابها الصحيح ...بكل عزم التقط هاتفه ... دعى الله الا تخذله نور الان فهو في امس الحاجه الي دعهمها .. كل رنه وهو ينتظرها لتجيب تعطيه القوه والاصرار ...مع صوتها الرقيق يتسرب الي اذنيه كان قراره اختمر واكتملت اركان خطته ... - نور ...استنى متمشيش معاهم وهما ماشين ..اتحججى بأي حجه واتخلفي عنهم...معاكى بطاقتك ...؟

- محمد قلقتنى في ايه ؟ - جاوبينى بسرعه وبطلي دلع معاكى بطاقتك ...؟

لاول مره تراه لجوجا وصارما هكذا ...اجابته بخوف ..- ايوه 

تنفس بإرتياح وهو يجيبها ...- المأذون اللي كتب لعمر ورشا هيكتب كتابنا احنا كمان ...

***************************** 

محمد لم يكن يخيرها ...بل كان يقر امرا واقعا سيحدث ..ان تصبح زوجته بين لحظة وضحاها كان اكبر من جميع احلامها وتخيلاتها ..لم تكن تتوقع وهى ترتدى فستانها الوردى في ذلك الصباح ان يكون هو نفسه فستان زفافها علي حبيبها .. بماذا ستجيبه والكلمات لا تعبر عما يجيش به الصدر من مشاعر واليوم الذى انتظرته سنوات اتى اخيرا وبدون أي مقدمات.. الجمتها المفاجأه ومحمد اعتبر صمتها كموافقه فهو بالفعل كان مواقفه لكنها لم تجرؤ على الجهر بها صراحة ..تركته يقرر عنها فهى اضعف من ذلك هل ستخسر عمر بفعلتها تلك ام ستعيد الي عمر ذاته المفقوده من جديد وتعيده الي دائرة الحياه..؟ 

الان ستتواري خلف قوته وستترك له تقرير مصيرها فهى لا تقوى علي الرفض ولا تجرؤ علي الموافقه ...ستسلم زمام امرها اليه بالكامل ليحملها معه اينما يريد....

******** 

معضله ...تلك التى هو وضع نفسه فيها ...ان كان قد اجبر عمر واحمد علي الشهاده رغما عنهما ووافقا تحت تهديده خوفا من ان يتزوجها بدونهما فهما علي الاقل سيكونا الشهود ولن يتركا محمد ونور للاغراب الا انه يتبقي امر الولي ...من سيكون ولي نور ...هو بحاجه الي التفكير سريعا ..انه انتزع عمر من عروسه وهو بالتأكيد سوف يواجه طريحه محترمه من رشا علي انزالها هى ووالدتهووجدتهم عند منزلهم والعوده سريعا اليه في المسجد ... دعى الا يكتشف احد تلك التحركات الغريبه لساعه اخري هى الوقت الذى امهمله اياه المأذون ليدبر فيها ولي والا سينسحب فهو وافق فقط علي عقد القران عندما اخبره محمد بحكايتهما وتعنت عمر في الرفض لكنه نصحه بعدم اتمام الزواج الا بعد موافقة اخيها...محمد لمس روح المأذون وليس عقله فوافق ولكنه سيرحل بعد صلاة المغرب علي اي حال.. وايضا لا يستطيع تأخير نور اكثر من ذلك فهى اغلقت جوالها بعدما اخبرت والدتها انها سوف ترحل مع عمر ورشا...وبالتأكيد ستبدأ في البحث عنها قريبا ... وقت صلاة المغرب قد حان ...الصلاه ستريحه من همه وسيجعل الله له مخرجا قريبا ...دعوات صادقه في الصلاه اراحته كثيرا ...توكل علي الله وانتظر ان يفرجها عليهما وانفرجت عيناه بصدمه فلم يكن يتوقع ان تستجاب دعواته بتلك السرعه فعندما شاهد صديقه علي ووالده طبيب الكلي المشهور الذي اجري العمليه لاحمد ينهيان صلاتهما علم ان الفرج قد اتاه من اوسع ابوابه.. الدكتور سرور سيكون ولي نور وهو يعلم انه لن يرفض طلبا لعلي ولصديق علي 

****************************************** لحقت خطاه السريعه وهى تجاهد ...بعد ان حرر يدها اتجه الي سيارته وتركها لتلحقه وهى ركضت خلفه ...كان منزعج بدرجه كبيره فمواجهته مع محمد كانت قاسيه علي الجميع وبالاخص علي نور ...لو فقط يسمح لها بمواساته او التخفيف عنه ....اغلق باب سيارته خلفه ووضع رأسه يغطى بها كفاها التى امسكت بالمقود وفريده لحقته بهدوء شديد وجلست صامته الي جواره ....شجعت نفسها ومدت كفها تملس علي شعره في حركه اشتاقت لفعلها منذ عودته ولدهشتها لم يتصلب تحت لمستها او ينتفض كما اعتاد ان يفعل مؤخرا بل استسلم لضرباتها الحانيه البطيئه المتتاليه التى كانت تمسح شعره ....استسلامه وعدم نفوره شجعاها علي الكلام ...همست بصوت بالكاد يكون مسموع ... - تسمح لي اسألك سؤال ...؟ ليه رافض جواز محمد ونور ....؟ استمر يخفي وجهه للحظات وهى تصلبت يدها علي شعره وانتظرت ثورته لكن لدهشتها رفع رأسه فجأه فسحبت كفها علي الفور ..ركز نظراته علي وجهه ثم قال ... - بسببك

انها الاجابه التى توقعتها تماما ..اذن لماذا شعرت بكل ذلك الالم عندما فقط نطق حروف الكلمه التى كانت تعلم انه سيقولها...كيف سيتحمل ضميرها كل تلك الاوزار ...؟ انها السبب المباشر في تعاسة محمد ونور وعمر شخصيا من قبلهما ...لو كان الانتحار يسمح به شرعنا لكانت انتحرت الان بكل سهوله لكنه محرم وهى لا تستطيع ان تموت كافره....والمها تجسد جليا علي وجهها وشعر به عمر ...المها لمس قلبه ومزق اوتاره الواحد تلو الاخر ..انه لم يكن يقصد المعنى الذى فهمته ...انه لم يكن يرفض بسبب شخصها او لانها شقيقة محمد ...لا بل كان يرفض بسبب حبها ...الحب الذى علم عليه لسنوات والمه بشكل تعجز الكلمات عن وصفه اراد تجنيب نور الما مثله ...لم يكن يبعدها عن محمد لانه شقيق فريده بل كان يبعدها عن شخصا تحبه حتى ذابت فيه وتخطت كل الحدود ....اراد لها حبا اخر هادىء ...اخف في الاشتعال واللهيب فلا يحرقها كما احترق هو من قبل ,,

اما فريده فقطعه من قلبها ماتت بالفعل مع كلمته ...عقابه هذه المره فاق أي عقاب سابق عرفته ...بكلمه واحده فقط هدمها من اعماقها ...حسرتها انطقتها اخيرا ...قالت بمراره ...- من ناحيتى اطمن ...وافق عشان خاطرهم هما مالهمش ذنب ...مش من حقك تحرمهم من حبهم وانا هريحك خالص 

البعثه قربت واوعدك مش هرجع مصر بعدها ابدا ....رحلتى لامريكا رحله في اتجاه واحد ....

********************************************

النشوه التى شعر بها بمجرد توقيعه علي العقد لا يمكن وصفها بالكلمات ... انتفخت اوداجه وناطح رأسه السحاب ..ونور كانت تشعر انها ستفقد الوعى في اي لحظه من المشاعر المتداخله التى تشعر بها الان ... لقد اقدمت علي خطوه غير محسوبه لكنها جعلتها زوجته ... عمر اصر علي التقاط الصور لهما ليخلدا تلك اللحظه النادره ...فتحت أي ظرف هما يستحقان الاحتفال .. بمجرد ان سقط قلمها من يدها علي قسيمة زواجها حتى ارتعشت بعنف وتبادل عمر واحمد النظرات بقلق فنور كانت علي وشك الانهيار التام ... احمد اخبره بصوت حازم ان يخرج زوجته من هنا في الحال وهما سيهتمان بالباقي ... جرة قلم وزوجتك نفسي في وجود الشهود جعلت من حبيبته زوجته ...فقط مراسم لمدة نصف ساعه غيرت حياتهما معا الي الابد ...وضع ذراع قويه حول كتفيها وانهضها بلطف فدفنت وجهها عن العالم بداخل صدره وسارت معه الي المجهول.... 

مشاعر غريبه انتابتها وهى تجلس الي جواره ..لاول مره تكون في سيارته ولاول مره يلمسها ...كانت تصارع العديد من المشاعر التى تتشاجر بداخلها ... في البدايه كانت مخدره ثم مترقبه وسعيده والان بدأت في الشعور بالخزى والعار .... انها تزوجت سرا بدون علم اهلها هل سيقدر لها محمد ذلك ام سيعايرها يوما ... نكست رأسها فهى الان بدأت بالشعور بفداحة ما فعلت وكأن محمد علم بما تفكر فأوقف السياره فجأه بفرمله رهيبه كادت ان تقلبها ..نظرتها قتلته... ما سيقوله الان سوف يحدد شكل علاقتهما الي الابد ... نور قدمت تضحيه كبيره عندما طاوعته في جنونه ولذلك لابد وان يشعرها بتقديره لفعلتها ..لا يمكن ان يسمح لها بالشعور بالعار فما فعلته كان صحيحا تماما ولا يقلل من قدرها ابدا بل يرفعها في نظره لدرجه لا تتخيلها .. هى اثبتت حبها المطلق اللامشروط ...مجددا اولاد خالته منى يثبتون حبهما الخيالي فعمر تخلي عن كليته لاجل فريده والان نور فاقته وتخلت عن نفسها بالكامل ....الان دوره هو لاثبات حبه ... ليعلمها انها لم تضحى هباءا ولكنها بفعلتها تلك ملكت كل حواسه الي الابد سيقضى عمره يشكرها ويدللها ويعوضها ما تخلت عنه بزواجها منه سرا.. يكفيها ان تطلب من غريب ان يكون وكيلها وتضحى بعلاقتها بعمر وربما الي الابد ...سيكون لها الاب والاخ والزوج والحبيب ...

رفع ذقنها بلطف لتواجه عيونه ...امرها بصوت لطيف ولكن صارم ... - اياك اشوف النظره دى في عيونك تانى ...انتى غاليه اوى وقيمتك عندى مقدرش اوصفها بالكلمات ...اوعى تفتكري ان اللي احنا عملناه ده قلل من قيمتك بالعكس ...هتعرفي قيمة اللي انتى عملتيه مع الوقت يا نور ...حبيبتى انا عملت كده لاجبار عمر ووضعه امام الامر الواقع لكن صدقينى انا مش ممكن احرمك من دخلتك...انا هعملك فرح كبير وهتعزمى كل الناس وهيكون يومها هو اليوم اللي هتبقي فيه مراتى بجد ....قشعريره غريبه لاول مره تشعر بها سارت علي طول عمودها الفقري مع كل حرف كان ينطقه ..كلامه كان يلامس قلبها ويثير مشاعر جديده لم تشعر بها من قبل .. اكمل ..- نور انا بحبك ..بعشقك ...بعشق كل حاجه فيكى ...جمالك , جسمك, روحك..نفسي اشوف شعرك وادفن وشى فيه ...لكن هصبر كمان شويه ...مش هلمسك غير في النور ...اوعدك هحل كل الامور قريبا لكن عشان خاطري اوعى تشعري بالعار ...انتى ملكة قلبي وحبيبتى ... 

ان كان محمد قد انتوى الا يلمسها الا بعدما يضمن موافقة وليها الشرعى الا انه ردد علي مسامعها كلمات جريئه لم يلمح لها حتى من قبل ...عقد القران حتى ولو كان مشكوك في صحته الا انه اعطى له بعض الامتيازات والكثير من الحريه ..... ولتأكيد شكوكها محمد ترك ذقنها وعاد الي القياده هى اصبحت زوجته وسيعلن الان للجميع ما فعله ...لن يعيد نور الي منزلها.... سيارته التى قام بإيجارها منذ عودته من ابوظبي كما يفعل كل عام في اجازته السنويه قادها بسرعه كبيره ليوقفها امام منزل اسرته ...نور نظرت اليه بإرتياع لكنه اطفأ المحرك بحركه حاسمه وهبط ليساعدها علي النزول قادها الي منزله وهو يهمس في اذنها بخبث ...- ومش معنى كلامى انى مش هستفيد من الامتيازات اللي وضعنا يسمح بيها ...انتى هتدخلي بيتنا دلوقتى ادام الكل كزوجتى ...هنعلن جوازنا في بيتنا وبالمره هفرجك علي غرفتى .... 

******************************************* والدته التى فتحت له الباب عندما فضل ان يطرقه بدلا من ان يفتحه بمفتاحه علمت ما حدث من يده التى كانت تحيط خصر نور بحمايه وتملك ...تبادلت نظرات الهلع مع والدتها شريفه التى كانت تتكأ علي عصاها في الصالون خلفها ونظرات قلق مع رشا التى كانت تجلس تضع يدها علي خدها في انتظار عريسها المختفي .... محمد لم ينتظر ان يوجه اليه أي كلام واعلن مباشرة ...- انا ونور كتبنا كتابنا ....

رشا شهقت بصدمه وتخشبت في مكانها وشريفه ظهر الغضب الشديد علي ملامحها اما والدته فاحتضنت نور بحنان ...رغما عنها وجدت نفسها تشدد من ضمها اليها وتقول بألم...- طاوعتيه ليه يا غبيه ...طيب هو متهور ..انا كنت فاكراكى عاقله ..ربنا يسترها من عملتكم ..انتم الاتنين محتاجين علقه جامده علي اللي عملتوه ... قبل ان تنتهى من جملتها كان احمد وعمر قد عادا من المسجد ليساندا محمد ونور ... عمر قال بحرج ...- واحنا كنا الشهود ... شريفه صرخت بغضب عاتى وثوره عارمه ...- ربنا بلانى بأحفاد اغبيه... كلكم اغبيه... انا كنت هتصرف لكن انتم عكيتم الدنيا .. اشارت الي محمد بغضب ...- انت اتسرعت واتصرفت بغباء مطلق ..كده عمر معاه حق يقتلك ...انت اديتله الفرصه يتفوق عليك ويغلطك..انا كنت هتصرف لكن انتم دمرتم كل شىء..ثم اشارت الي نور بتهديد غاضب ... - وانتى تستاهلي كسر رقبتك...محمد اخفي نور خلف ظهره ...واجه جدته الثائره بشجاعه وقال ..- نور مالهاش ذنب محدش يوجه ليها أي كلام ...المسؤليه مسؤليتى ...وانا متحملها بالكامل ... انا بس كتبت الكتاب وجبتها علي هنا علي طول يعنى احترمت عمر لو كان لسه عنده عقل وبيفهم...اشار الي رشا بيده ...- وصلي نور لاوضتى واستنوا هناك ... بمجرد اختفاء رشا ونور التى رحبت بالاختباء فور عرض محمد ..ارادت ان تختفي من علي وجه الارض بأكملها والحرج اخرسها تماما ...ومحمد وجه كلامه الي والدته وجدته ...- انا مشيت رشا ونور عشان اتكلم براحتى ...انا مش هلمس نور غير لما عمر ربنا يهديه ويوافق ...انا بس وضعته امام الامر الواقع واجبرته يوافق ...لو كنت ناوى غير كده كنت اخدت نور ورجعت ابوظبي او اخدتها أي فندق ومحدش كان هيقدر يمنعنى ...حاليا هى مراتى قانونيا ...واي صبر هصبره فده عشان خاطر كرامتها بس... 


***********************************

خالتها انهارت من تصرفها الارعن وجدتها تتوعد بعقابها فماذا سيكون رد فعل والدتها وعمر ...؟ هل سيسامحها عمر يوما علي انها احنت رأسه ارضا وسببت له العار بين الرجال ...؟ شعرت انها فقدت الاحساس برجولها واصيبت بالشلل ورشا كانت مرتبكه بصوره اكبر منها فهى لم تعتاد علي التصرف بجديه او تحمل المسؤليه لكنها انسحبت فور عودة محمد لغرفته فهذا كان التصرف الوحيد الذى استاطعت فعله ..تركهما بمفردهما ...لخصوصية لحظه صعبه لكلاهما يحتاجان للانفراد الان فربما محمد يستطيع دعمها ....البيت الذى كانت تدخله بحريه اصبحت تشعر بأنها دخيله عليه ولكن محمد اغلق الباب بالمفتاح خلف رشا وقال فورا ...- نورتى بيتك يا عروسه 

رفعت عينان باكيتان اليه وهى تقول ...- عروسه ...؟ اقترب منها ورفع اصابعه ليمسح دموعها بحنان ...- عروسه وست البنات...تمسكت بأصابعه التى تجفف انهار دموعها ...- محمد انا خايفه ...اشتياقه الان عجز عن اخماده ...ضمها اليه اخيرا في عناق تاق اليه لسنوات همس يخبرها... - طول ما انا معاكى متخافيش ابدا ... 

******************************************** 

كالليث الجريح عمر اخذ يدور في الصاله امام غرفة محمد ...كان يرغي ويزبد ويتوعد بقتل محمد ...وفريده كانت تشعر بالرعب فعمر عندما علم بفعلتهما ثار بطريقه لم تكن تتخيلها ....كانا قد وصلا لشقتهما القديمه منذ بعض الوقت وهى حبست نفسها في غرفتها متألمه وعمر كان يغلق عيونه ويتظاهر بالنوم علي مقعد الصالون المريح ...وعندما ورده الاتصال القاتل من جدته الذى تخبره فيه عن محمد حطم اثاث الشقه بلا رحمه....وفريده حاولت ايقافه وركضت خلفه مجددا لتمنعه من ارتكاب أي حماقه قد يفكر فيها ...حاولت تهدئته طوال الطريق ...وعندما يئست من تليين موقفه هددته بإلقاء نفسها من السياره وربما هذا التهديد هو ما ردعه قليلا.. 

وهوى قلبها بعنف بين ارجلها حينما فتح باب غرفة محمد ليخرج بمفرده ويواجه عمر بشجاعه ...وعمر ما ان شاهده حتى هجم عليه فورا وربما في نيته قتله كما توعد ولكن احمد وعمر شكلا حائط صد منعاه عن محمد ... ومحمد اقصاهما بغضب وهو يصرخ ...- ابعدوا من طريقي ...دى حاجه بينى وبينه...الامور جنونيه وتخرج عن السيطره وعمر سبه بغضب ...- يا ابن ال ...ثم بتر سبابه احتراما لروح زوج خالته الراحل ...- واجهنى بره في الشارع وبطل تتخبي زى الستات ...هات نور فورا لو كنت لمستها هقطعلك ايدك...محمد اجابه بصرامه ...- نور دلوقتى مراتى ومالكش أي حكم عليها ..واظن انت اكتر واحد عارف كده كويس ...كان حد قدر يمنعك من اذية فريده ...الغضب اعمى عمر تماما ...- يعنى انت بتنتقم منى في شخص نور ...؟ - لا ابدا يا عمر انا بأنقذها من ايدك قبل ما تدمرها تماما ...كفايه فريده ... 

مجددا اشتعلت نيران الغضب وفريده صرخت بإنهيار...- كفايه بقي 

شريفه تدخلت ...- عمر انا بحذرك تتعرض لنور بأي اذى ...هى هتروح معاك دلوقتى ومحمد هيجى يطلبها منك رسمى تانى والمره دى هتوافق من غير كلام... لكن قسما بالله لو اذيتها هتواجهنى انا ...وصلها بيتكم وارجعلي لانى عاوزه فريده ...هتفضل معايا شويه لحد ما توصل نور وترجع ...

عمر سألها بسخريه ...- ايه انتى واخده فريده رهن ...؟

نظرت اليه بغضب ..- احفظ لسانك يا ولد واتكلم بأدب ونفذ اللي قولتلك عليه..محمد هات نور فورا .. ربما الافضل ان ينحنى مع التيار حتى تمر الازمه ..محمد اذعن اخيرا ودخل الي غرفته مجددا ...كيف سيسمح لنور بالذهاب بعدما اصبحت زوجته ...بعدما احتواها بين ذراعيه وشعر بجسدها ..وفي غرفته فتح الباب برفق لانه يعلم ان نور تلتصق به ..قاد جسدها المنتفض برفق واجلسها علي فراشه ...ربت علي كفوفها ..- حبيبتى علي عينى ارجعك مع عمر لكن احنا اتفقنا ... متخافيش ده اتفاق رجاله ....عمر مش هيؤذيكى وانا هاجى اخطبك منه علي طول ...حبيبتى متتطلعيش ليه كده والا ملعون ابو الاتفاقات ومش همشيكى ابدا ....ابتسمت اخيرا فجذبها بلطف لتقف علي قدميها ....

**********************************************

الدوار الذى عاودها كان عنيف اليوم ...هو يهاجمها منذ بضعة ايام ولكنه اليوم كان علي اشده ربما بسبب الاحداث التى مرت بها ...فعليا هذا اطول يوم مر عليها في حياتها ... برؤيه ضبابيه وصوره مهزوزه شاهدت محمد يقود نور برفق وهى تتمسك به بقوه ...سمعته يسلمها لعمر ويعيد اليه تهديده - لو مديت ايدك عليها هأقطعها لك..اي تنفيث نفثه فيه انا ...فاهمنى والا ... شريفه قاطعته ...- خلاص يا محمد انتهينا...الكلام ممنوش فايده دلوقتى ... عمر هيستناك تروح تطلبها منه رسمى...محمد حذره مره اخيره وهو يسلمها له ...- اياك !!! عمر نظر اليه بضيق شديد ..كان يكتم غضبه حتى احمرت عيناه وارتفع ضغطه .... 

- انت مجنون ..انتى بتوصينى علي اختى الصغيره - خلاص هوصيك علي اختى انا الصغيره ...فريده ونور امانه عندك ساعدنى نحميهم بدل ما نبهدلهم 

***************************************** مع رحيلهما فريده ارادات الاختباء والبكاء بصمت ...عقد قران رشا تحول لكابوس رهيب ..علي الرغم من جهود عمر المضنيه لاسعادها الا انها عانت بشده وتدمر يومها بالكامل حتى انها وافقت بصعوبه علي دعوة عمر لها للعشاء خارجا بعدما الغت جدتهم دعوة عمر للجميع في وقت سابق..احمد اصر علي اصطحاب محمد والخروج لشم الهواء عساه يعيد اليه بعض الهدوء بعد توتر يوم رهيب فيصفى ذهنه ليرتب اموره القادمه ووالدتها ربطت رأسها من الصداع وحبست نفسها في غرفتها وهى متألمه.. محمد احرجها مع شقيقتها ..كيف استطاع ان يخزيها هكذا ....؟ وتلك الطائشه نور كيف طاوعته ووافقت ...؟ وشريفه اشارت الي فريده وطلبت منها ان تتبعها الي غرفتها ....

والوخز الذى شعرت فيه في قلبها مع حديث جدتها انبئها انها فعلا تحب عمر ..دوارها بلغ حد الخطر حينما اخبرتها شريفه ان تغلق الباب خلفهما ثم اخبرتها مباشرة انها ستتكفل بتخليصها من عمر لانه الحل الوحيد الان .. 


رددت لنفسها بهلع ..." تخلصها من عمر ..تخلصها منه " هى لا تريد الخلاص منه ابدا وشريفه اعلنت بصوت صارم ...- حفيدتى مش هتعيش مع ضره ابدا ..عمر اتغير وانا حاولت كتير ارجعه للطريق السوى وفشلت لازم يطلقك ...ولما يرجع انا هأنهى معاه كل حاجه ... الموقف يتكرر بعد سبعة سنوات ولكن بصوره معكوسه ..في نفس الغرفه تتذكر حينما امرتها جدتها بحسم الامر وتحديد موعد للزفاف والان ستتدخل لتحديد موعد للطلاق.. فريده نهضت بصوره مفاجئه كى تقبل قدم جدتها وتترجاها الا تطلقها من عمر ولكن فجأه لم تعد تري غير السواد وتكومت علي الارض فاقده للوعى والوخز في قلبها ينخر اعماقه ويجعلها تنزف بصمت .....


                الفصل السابع عشر من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close