رواية سارقة الهوي الفصل الثاني والثلاثون 32بقلم مني السيد

            

رواية سارقة الهوي

الفصل الثاني والثلاثون 32

بقلم مني السيد

**فلاش باك**

حين تأكدت مارية أن المجرمون قد خرجوا أسرعت إلى حيث يرقد السفير وحاولت إنقاذه وهي تراه يلتقط أنفاسه بصعوبة وكأنما ينازع رئتيه أو يتوسلهما ليخرجا نفسا واحدًا بعد!!!

وفجأة ظهر يوسف من العدم :

-" هاااا عايش ولا ميت"

-" كان بيتنفس دلوقتي لكن...."

وفجأة تقيأ السفير سائل أزرق اللون فانحنت مارية تشم السائل الخارج من فمه :

-" دا تسمم يود حقنوه حقنة يود مشع، وكده شكله كان عنده مشاكل في الغدة الدرقية"

-" مش وقت تشخيص دلوقتي تعرفي تلحقيه؟!"

-" اه طبعا بس هحتاج شوية حاجات"

-" هاجيبلك كل اللي انتي عاوزاه"

-" يالا بينا نقومه"

-" نقومه فين ؟!"

-" ساعديني ننقله من هنا بسرعة عشان تلحقيه"

-" طيب انا عاوزة ازازة ميه ونشا بسرعة"

-" هاجيبلك منين انا نشا ؟؟!"

-" اتصرف يا أخي الله"

-" طيب يالا ناخده في عربيتي وهاجيبلك اللي انتي عاوزاه"

وبقليل من النشا المخفف استطاعت مارية ان تنقذ حياة السفير ولكن للأسف بعض من وظائفه الحيوية تضررت كثيرًا حتى استطاعوا الحصول على النشا !! 

وبعد أن علقت له بعض المحاليل في منزل يوسف الذي كان منشغلا يجري بعض الاتصالات ويبدو انه يخطط لشئ ما !!

أغلق الهاتف ثم وجه حديثه إليها في جدية :

-" اكتبي كل الحاجات اللي اديتهاله في ورقة وكل الادوية وكل حاجة بما فيهم النشا دا وشوفي لو هتديله حاجة دلوقتي عشان هيخرج من هنا "

-" واضح انهم كانوا عارفين انه بيتعالج من الغدة الدرقية وانه بياخد أدوية يود فكانوا عاوزين يبينوا انه قضاء وقدر او انه اخد جرعة يود زيادة بدون قصد"

-" وكل دا بقا عرفتيه منين ياست الدكتورة انتي؟؟ 

-" عرفته من اللون الأزرق لل throw up ( القئ) بتاعه وريحة اليود اللي كانت واضحة جدًا فيه"

-" وبعدين استنى هنا انتو هتنقلوه فين !! ما هو لو راح مستشفى هيعرفوا ويروحوا يكملوا اللي مكملش!"

طمأنها يوسف:

-" لا متقلقيش هيتنقل في طيارة طبية حالا على مصر"

-" ايوة ماهم ممكن يوصلوله في مصر بردو"

-" لا ما احنا هنعلن انه مات وان الجثمان هيتنقل مصر وهنقيم جنازته هناك كمان"

رفعت مارية حاجبيها دهشة :

-" واااو انتو بتفكروا كويس في مصر اهو"

-" حد قالك عننا اننا اغبيا مثلا وبعدين انتي عاملة فيها اجنبية ليه مانتي مصرية بردو"

-" بس بس مش عاوزة اتخانق انا اصلا متوترة خلقة، اتفضل الورقة اهي، انا ياريتني ما حضرت الحفلة دي أساسا!!"

                            *******************

كان يوسف يفكر في أحداث تلك الليلة وهو عائدًا في سيارته ممتنًا لما فعلته مارية بمهارتها في مهنتها بحق. وأخذ يحاول التذكر ما اذا كان السفير بالفعل كان يرتدي ساعته الذكية وقتها أم لا وهو يشعر أنه بالفعل قد رآها أم تراه مجرد خيال!!

وصل يوسف للمنزل وفتح الباب بهدوء فخرجت كلتاهما وكأنما كانتا الاثنتان في انتظاره !!

ابتسم ابتسامته الساحرة وبادلته مارية ابتسامة خجلة ومنى تتابعهما بابتسامة حنونة. انتبه يوسف لوالدته أخيرا فقال :

-" ست الكل انا جايبلك معايا هدية بس بشرط"

-" هو فيه هدية بشرط يا يوسف!!"

-" معلش يا حبيبتي عشان خاطري، انا جايبلك بسبوسة بس توعديني كل يوم تاكلي حتة واحدة بس ماشي"

-" ماشي يا حبيب قلبي" وأخذت منى العلبة ودلفت إلى المطبخ لتضع منها في الأطباق. 

كانت مارية تنظر إليه بهيام وضربات قلبها تتراقص وتزداد قفزًا كلما اقترب منها بهيبته تلك .. ووسامته تلك.. ورائحته التي ملأت عليها المكان. 

 بهمس اقترب منها قائلًا :

-" انا جيبتلك الشيكولاته اللي بتحبيها"

وأخرج علبة أخرى وقدمها لها فتحت مارية فمها وعينيها :

-" الله .. ايه دا انا بجد بحبها اوي، انت عرفت ازاي؟!"

-" شوفت الورق بتاعها مرة في اوضتك بكميات رهيبة فعرفت انك بتحبيها !"

ضحكت مارية واتسعت شفتيها كمطاط رُبط بأذنيها ولا يملك الرجوع لحالته:

-" معقولة اخدت بالك من حاجة زي دي!!! أصلي بصراحة كنت باكلها لوحدي عشان منى متتعبش يعني وكده"

أزاح خصلة من شعرها كانت ترسو على جبينها إلى الخلف وإصبعه يلمس أذنها لمسًا خفيفا فتنهدت دون إرادة منها وعيناها تتطلع للأعلى لتبحر في عينيه. في هذه اللحظة تحديدًا خرجت منى تقول: 

-" يالا يالا حضرتلكم كل واحد طبق بسبوسة"

ولكنها توقفت في منتصف الطريق وهي ترى كلاهما يقف مرتبكًا وكأنما التصقت قدماهما بغراءٍ في الأرض مما جعلها ترتبك هي الأخرى وهي ترى النظرات الحالمة في عيني ابنها والتي تراها لأول مرة في حياتها ولكن سرعان ما اختفت تلك النظرات ليستجمع نفسه بسرعة قائلًا:

-" تسلم ايدك ياست الحبايب هاتي عنك"

سلمته منى الصينية وهي تنظر لمارية التي مازالت تقف في مكانها حائرة خجلة فبادرتها منى بهدوء:

-" تعالي يا مارية انتي بتحبي الحلويات"

ارتبكت مارية واحمرت وجنتاها:

-" ا.. انا ... لا شكرا انا هادخل اوضتي"

وأسرعت لداخل حجرتها وأقفلت خلفها وهي تشعر بالخجل .. والذنب .. والحب في آنٍ واحد !!!

جلس يوسف مع والدته يتناول الحلويات فتحدثت منى بهدوء :

-" ايه اللي انا شوفته دا يا يوسف؟!"

ابتلع ريقه كطفل أُمسك بالجرم المشهود:

-" شوفتي ايه يا ماما ... عادي يعني"

-" لا مش عادي يا يوسف، نظرتك ونظرتها مكانتش عادي لازم تفهم ان فيه حاجات كتيرة تخليك تحافظ على مارية يا يوسف اولا انها أمانة في ايدينا ثانيا انت عارف انها بنت هشة ومتستحملش اي صدمات نفسية ثالثا.... "

 بغضب تحدث يوسف :

-" ايه يا ماما هو انتي شيفاني ضيعت الأمانة ولا عملتلها ايه يعني انا بتعامل معاها عادي جدًا انتي بس اللي مكبرة الموضوع شويتين"

-" وطي صوتك ... هو ايه اللي مكبرة الموضوع هو اللي انا شوفته دا عادي ، وبعدين ايه اللي حصل فجأة كده انت مش كنت مش قابلها ومش طايقها ؟!"

زفر يوسف فضربته على يده تنهره فأجابها بغضب أكثر:

-" هو يعني لا كده عاجب ولا كده عاجب اعمل ايه يعني عشان ارضيكي مش فاهم"

-" يا يوسف انا امك وافهمك من نظرة عينيك وانا شوفت نظرة عينيك دي بتبصلها ازاي ومش من دلوقتي خلي بالك دا من زمان من زمان اوي كمان"

-" يا سلام وانتي بقا شايفاني ببصلها ازاي؟!

وضع يده يسندها على إحدى وجنتيه وهو ينتظر ففعلت منى مثله تماما ثم قالت :

-" نظرة عمرك ما بصيتها لحد ولا حتى لاماندا بتاعتك دي"

رفع يوسف حاجبيه دهشة ثم ابتسم قائلا :

-" وايه كمان يا قاضي الغرام يا جميل انت "

-" اقولك انا وايه كمان ، واني لو كنت قولتلك الكلمتين دول من كام يوم بس ولا على اي واحدة تانية كنت قومت اتعفرت عليا وفضلت تزعق وماخدتش الموضوع بالراحة والبساطة والضحكة العبيطة اللي على وشك دي"

 تحدث يوسف بلوم:

-" انا يا ماما بضحك ضحكة عبيطة"

-" يا أخي اتلهي دي التانية اعبط منك انتو مكشوفين اوي على فكرة"

قهقه يوسف مما أكد كل حرف قالته منى فأردفت:

-" عشان كده يا يوسف بفكرك انها أمانة في وسطنا وانك لازم تتصرف تصرف سليم وتستنى لما نخلص اللي احنا فيه ونروح امريكا نطلب ايدها من باباها"

-" منا مستني اهو هو انا عملت حاجة بس تفتكري يوافق"

ضربت منى على الطاولة بعنف:

-" هو مين دا اللي ميوافقش عليك دانت يوسف عز الدين الفارس دبلوماسي كبير اد الدنيا، ومستقبلك باهر يا حبيبي وبعدين هو لما هيشوف بنته بتبصلك ازاي هيوافق على طول دانتو مفضوحين يابني"

قهقة الاثنان مرة أخرى وتحدث يوسف :

-" عارفة يا ماما انا مبسوط اوي وفرحان اوي ومرتاح اوي اوي خصوصا كمان ان انتو الاتنين بتحبوا بعض"

-" ميرو دي حبيبتي، صحيح يا يوسف انت اتكلمت معاها في حاجة ولا كله نظرات وهمسات بس"

باقتضاب تحدث يوسف:

-" انا مقولتلهاش حاجة صريحة يعني بس هي اكيد حاسة"

-" الحاجات دي مفيهاش هي عارفة لازم تسمعها بودانها وتشوفها بعينيها بس زي ما قولتلك استنى شوية وامسك نفسك لحد ما نخلص الموضوع اللي جايين هنا عشانه"

-" منا ماسك نفسي يا أمي والله بحاول"

نهضت منى من مكانها واحتضنت رأس ابنها وهو جالسًا على الطاولة :

-" ربنا يهنيك يا حبيبي ويفرحني بيك يارب"

خرجت مارية من حجرتها أخيرًا فهي لا تطيق صبرًا على رؤيته :

-" ايوة يا ستي افضلي انتي دلعيه وادعيله كده وسيبيني انا غلبانة لوحدي"

أقبلت عليها منى فاتحة ذراعيها :

-" لا يا قلبي ويهنيكي انتي كمان يا قلبي ويفرحني بيكم انتو الاتنين"

ثم غمزت ليوسف بجانب عينيها ليضحك الأخير ويجتمع ثلاثتهم في أمسية جميلة مليئة بكل أنواع الحب في آن واحد ومكان واحد. 

                  *****************************

-" فيه ايه يا سامي عمالة اتصل بيك من الصبح مبتردش عليا"

-" في ايه يا نهال ما تقولي مساء الخير الاول وبعدين انتي عارفة اني لما ببقا في الشغل مش برد على حد"

-" ما هو لو مكانش الموضوع اللي انا عاوزاك فيه مهم مكنتش فضلت ازن عليك كده"

زفر سامي بضيق :

-" اووووف اتفضلي يا نهال نعم !!"

-" انا شاكة ان بنتك تكون في مصر بتدور على أمها!!"

نزل الخبر على سامي كالصاعقة ولكنه استجمع نفسه بسرعة قائلًا:

-" ايه الهبل اللي انتي بتقوليه دا تدور عليها ازاي وهي عارفة انها ميتة"

-" معرفش هي اتصلت النهاردة وفضلت تسألني عليها وعلى اسمها واسم عيلتها وانا قولتلها معرفش والمصيبة اني في الآخر سمعت صوت بياع الاوطة في الشارع يعني هي أكيد في مصر دلوقتي، شايف ان كل دا ميقلقش"

-" طب اتصلي بيها دلوقتي"

-" اتصل بيها ازاي انا مش معايا رقمها هي اللي بتتصل بيا وبتتحجج بالنت وصعوبته في المكان اللي هي فيه"

-" طب جربي اتصلي على المسنجر بتاعها"

-" مبتدخلش اي اكونت ليها من ساعة ما سافرت ودا بردو من الحاجات اللي مقلقاني انت عارف بنتك كانت كل ما تروح حتة تتصور وتنزل صورها على الانستجرام ودا مبيحصلش دلوقتي انا حاسة انها راحت تدور على امها يا سامي هنتفضح يا سامي "

-" ششششششش طب اسكتي خليني اعرف افكر كويس"

ظلت نهال تطرقع في أصابعها بعصبية وهي تروح وتغدو أمام زوجها. 

-" اقعدي يا نهال خيلتيني"

ثم التقط هاتفه بجدية وطلب رقمًا وانتظر الرد:

-" هالو ايوة يا نادر هاديك رقم باسبور وتشوفلي صاحبته نزلت انهي بلد وكمان انا عاوزك تاخد اول طيارة نازلة على مصر وتروح العنوان اللي هديهولك وتلبد فيه وتجيبلي كل اخباره فاهم كل الاخبار يا نادر المهمة واللي مش مهمة"

ثم أقفل الخط وهو يقنع نفسه بالارتياح

-" دانت عارف عنوانها كمان اهو يعني متابعها يعني مقدرتش تنساها كل السنين دي يا سامي صح "

-" ايه الهبل اللي بتقوليه دا انا شوفت صورتها مرة على النت عشان هي بقت سيدة اعمال كبيرة"

-" يا سلام ومن صورة على النت عرفت عنوانها وساكنة فين ومع مين؟؟ بعد كل اللي عملته عشانك يا سامي بعد كل اللي ضحيت بيه واضطريت اسيبه في مصر عشانك با سامي"

-" يوووووه ارجوكي يا نهال سيبيني بقا افكر في المصيبة اللي احنا فيها دي"

-" انا اللي في مصيبة انا اللي الدنيا هاتتهد فوق دماغي لو مارية عرفت اللي احنا عملناه انا اللي هتكرهني بعد ما كانت بتعتبرني زي امها انا"

-" يعني ايه انتي ناسية ان انا ابوها ولا ابه ووضعي مش هيبقا احسن من وضعك كتير ، ولا انتي تقصدي يعني انها أصلا مبتحبنيش!!!"

-" خلاص يا سامي خلاص انا طول عمري عايشة معاك وانا شايفة الندم في عينيك كل لحظة طول عمري شايفة شوشو واقفة ببني وبينك برغم ان انت اختارتني انا وسبتها هي"

-" يووووه يا نهال بلاش تقلبي في المواجع"

-" مواجع؟؟؟ انت تعرف ايه عن المواجع؟ تعرف اني خسرت اعز صاحبة ليا عشانك وياريت على اعز صاحبة وبس دنا خسرت حياتي وعيلتي و.... ابني "

-" ابني اللي ابوه اخده ومعرفش وداه فين وعمل فيا زي مانت عملت في شوشو بالظبط"

استطردت وهي تنتحب :

-" دا غير عمري اللي ضاع معاك وانا فاكرة انك سيبت الدنيا كلها عشاني وفي الآخر اكتشفت انك محبتنيش انت محبتش غير شوشو يا سامي انا بشوفها في عينيك يا سامي بشوفها في كل مرة بتبص فيها لمارية وهي متشيكة وشبهها بالظبط بشوف نظرة عينيك اللي كلها حسرة وألم وندم"

-" هو انتي يعني مش شايفة ان اللي احنا الاتنين عملناه فيها يستاهل الحسرة والندم !! أعز صاحبة ليها خانتها مع جوزها لا واييييه خدت جوزها وبنتها وهربت بيهم بعيد"

-" مش انا يا سامي اللي قررت اخد بنتك انت اللي صممت تعمل كده لما عرفت ان اخويا حامد اتقدملها وعاوز يتجوزها كنت بتعاقبها بآخر كارت ف ايدك وهي رفضته عشان متاخدش البنت وانت بردو اصريت تاخدها وتغير اسمها وتحرمها منها"

-" اااااه انتي الضحية بقا في الحكاية كلها وانا الذئب الشرير مش كده"

-" انا كنت معمية بحبك يا سامي حبك اللي مشوفتوش منك الا وانت متجوز شوشو واللي اتبخر بعد كده وكأنه مكانش موجود أصلا"

كفكفت دموعها ثم أردفت:

-" انا عمري ما اتقربت منك يا سامي انت اللي فضلت تجري ورايا وتحايلني بكل الطرق لحد ما حبيتك وانت عارف اني مطلقة وفي عرض اي كلمة حلوة وكنت عارف اني صاحبة مراتك متفاجئتش يعني ، انا وانت غلطانين يا سامي ونستاهل الحرق بس مارية مينفعش تعرف كل دا"

-" خلاص يا نهال خلاص انا هاتصرف، واديكي شوفتي انا هتابع باسبور مارية اشوفها راحت فين وجت منين عشان ننتهي من الكلام دا خالص" 

انتزعهم من جدالهم رنين هاتف سامي ليجيب بسرعة:

-" ها يا نادر..."

-" ايوة يا مستر سامي مارية بنت حضرتك راحت كينيا يا فندم يوم ١٢/٢٠" 

تنهد سامي براحة :

-" تمام يا نادر متشكر اوي طب هي مغادرتش كينيا لغاية دلوقتي مش كده"

-" لا لا يافندم ملقتش اي تسجيلات بخروجها من كينيا "

-" تمام تمام متشكر اوي يا نادر"

أغلق الهاتف ثم وجه حديثه لنهال:

-" اهي ياستي راحت كينيا ولسه موجودة فيها عملتي بس وجع دماغ على الفاضي "

تهدل فك نهال وهي تنظر له بغرابة على هدوء أعصابه بعد كل ما تحدثت وباحت له به بعد سنوات من الكتمان وفكرت هل بعد كل تلك السنوات يمكن للسر أن ينكشف !!!


              الفصل الثالث والثلاثون من هنا 

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



<>