رواية ليتك لي من البداية الفصل الثامن8بقلم الاء اسماعيل البشري وهديرمحمد


رواية ليتك لي من البداية 
الفصل الثامن8
بقلم الاء اسماعيل البشري وهديرمحمد




رجع على اوضته و بدأ يعمل تمارينه المعتادة... دخل عليه حسام اللي كان معاه فطاره 
• أحلى فطار ملوكي لأحلى هلال في الدنيا... 
ضحك ياسين و حسام حط صنية الفطار على الترابيزة... لسه حسام هيمشي ف وقفه ياسين 
" تعالى افطر معايا... 
• أنا ؟
" اه... مالك مستغرب ليه ؟  
• اصل من اول اشتغلت معاك عمري ما شوفتك بتاكل مع حد عشان كده استغربت... على العموم اصلا أنا هاكل مع الرجالة تحت... 
" لا اقعد هنا... 
قعد حسام و ياسين كمان قعد... اخد ياسين كوباية الكابتشينو بتاعته و بدأ يشربها... 
" مالك ساكت كده ليه ؟ ما تاكل يا حسام... 
ده فطارك أنت يا هلال... 
" و ماله يا بني... ما الأكل كتير اهو... أنا مش غول لدرجة إني هاكل كل ده لوحدي... يلا كُل 
• حاضر... 
بدأوا يفطروا سوا... حسام كان مستغرب أوي... لانه من اول ما عرف ياسين و هو عارف انه مبيحبش حد ياكل معاه على ترابيزة وحدة... 
• بقولك يا هلال صح... قبل ما انسى... مايكل اتصل عليا... 
" مايكل مين ؟ 
• ده اللي طلب منك ساعتها تعديله سفينته من على الحدود و أنت رفضت عشان هو طلب منك تنزل المبلغ اللي أنت حددته... 
" ما أنا رفضت اهو... اتصل ليه تاني ؟ 
• قالي اقولك أنه وافق على المبلغ و مستعد يدفعه كاش كمان... 
" الآه... ايه اللي اتغير ؟ 
• مش لاقي حد عارف و دارس زيك يعديله سفينته بدون عِلم الحكومة... ف رجعلك زي الگلب و وافق يدفع الفلوس... هااا اقوله إنك موافق ؟ 
" لا مش موافق... 
• ليه يا هلال... ما هو رضي اهو يدفعلك المبلغ... و كاش كمان... 
طالما هو رفض يدفع في الأول يبقى خليه عندك كلمته... مفيش راجل يرجع في كلمته... طالما مش اد كلامه يبقى مفيش مصلحة له معايا... خلي الحكومة تعديله سفينته... مش ناقص قرف... 
• اللي تشوفه يا هلال... معلش بس في السؤال... أنا حاسس إنك مضايق النهاردة... مالك يا هلال ؟ 
" حبيت قبل كده يا حسام ؟ 
• ايه علاقة سؤالي ب سؤالك ؟ 
" رد عليا بس... حبيت قبل كده ؟ 
' اه طبعا 
' اتجوزتها ؟ 
ضحك حسام بسخرية و قال 
• اتجوز مين يا هلال... دي لما عرفت إني بشتغل مُهر*ب أسلحة... كرهتني و بعدت عني نهائيا... عندها حق... ايه اللي هيجبرها انها تحب واحد زيي... يلا يارب تلاقي الشاب اللي بتحلم بيه... 
لما سمع ياسين الكلمتين دول... كأنه شاف قدامه رنا لما تعرف أنه مُهر*ب أسلحة و تبعد عنه و تكر*هه... اتنهد بتعب و قال 
" و هي نسيتك خالص على كده ؟ 
• أكيد... قالتلي انها بقت تكر*هني... لاني مرضيتش اسيب الطريق ده... بس اعمل ايه... هو انا لو لقيت شغلانة محترمة مكنتش هشتغلها يعني... ولو كنت سيبت الطريق ده هي كانت اول وحدة تعايرني بفقري ده... 
" و أنت شايف انها ممكن تعايرك ؟ 
• ليه لا... ممكن عادي 
" عندك حق... الواحد قي الزمن ده لو مفكرش في نفسه قبل أي حد... الناس كلها هتذ*له و تگسره... الفلوس قوة ملهاش حدود... كله عند الفلوس بيدور على نفسه... و ده اللي أنا عملته لما فهمت طبيعة الناس بره... فهمت إن كله وحش و بيدو*س على التاني مقابل جنيه... و أنا بعمل زيهم... و مش هسمح لنفسي اعيش نفس الذُل اللي عيشته قبل كده...
عين العقل يا هلال... 
ربت ياسين على كتف حسام و قال 
" كمل فطارك أنت و بعد كده خُد الرجالة على المخزن و رتبولي كل حتة سلاح جواه... مش عايز عبث هااا... 
• حاضر يا هلال... 

دخل صاحب الكافيه... كان شاب في سن العشرين... وسيم و رياضي و لابس سويت شيرت اسود... أول ما دخلت الكافيه كل البنات اللي موجودين مشالوش عيونهم من عليه... قلع نظارته الشمسية و بدأ يتفحص كل ركن في الكافيه...
 كنت واقفة ماسكة اعصابي بالعافية... مش بطيق اشوف وشه 

* امممم... لا كويس... نظافة و زباين كتير... حلو أوي... بس فرع الشرقية فيه زباين اكتر من كده... 
' ما احنا مقعدين الناس على اد عدد الترابيزات اللي هنا... و لا نقعد كل اتنين في كرسي واحد... مش فاهمة يعني فين النقص ؟
' طب مش راشين معطر جو ليه ؟ 
كنت هأتكلم لما خبطني سيف على كتفي و همس في ودني
- ارجوكي يا رنا بلاش خناقة... هو اصلا مستقصد يقول كده عشان يستفزك و انتي بتعملي اللي عايزه على كده... ارجوكي اسكتي بالله عليكي... 
' خرست اهو !! 
بصلي و قال 
* مش اقصد نقعد كل اتنين في كرسي واحد... قصدي نزود عدد الترابيزات اللي هنا... و نهدم الحيطة اللي على اليمين دي و نعمل مكانها شباك بحيث الشمس تدخل أكتر... ولا انتي ايه رأيك يا رنا ؟ 
' اللي تشوفه يا استاذ خالد... 
* ما أنا عايز اسمع رأيك برضو... 
' والله أنا شايفة اننا نگسر الحيطة اللي على الشمال احسن لانها في اتجاه افقي للشمس... و كده نزود عدد الشبابيك اللي هنا و في نفس الوقت نستفيد من ضوء الشمس كله... 
* طب لما يجي الصيف... مش كده هيبقى حر أوي على الناس ؟ 
' نغير نظام ترتيب الترابيزات و الكراسي بعكس الاتجاه و كمان نركب ستاير  كده تتحل المشكلة... 
' بتعجبني دماغك أوي عشان كده مهما تتخانقي معايا مش بطردك عشان محتاج أوي عقل زي عقلك و طريقة تفكيرك
' عن اذنك اروح اشوف الزباين... 
* لا استني خليكي... روح يا سيف أنت شوف الناس عايزين ايه... 
- حاضر يا استاذ... 
* تعالي بره يا رنا عايزك...
روحت وراه... ركب عربيته و شاورلي اركب... موافقتش ف قال 
* هنتكلم في العربية بدل الدوشة اللي جوه دي... 
نفخت بضيق و ركبت العربية... بصلي و قال 
* هو انتي ايه حكايتك معايا... مالك مش طيقاني كده ليه ؟ 
' عشان مش بتقدر المجهود اللي أنا و سيف بنبذله في الكافيه بتاع حضرتك... 
* مش بقدر مجهودكم ازاي ؟ 
' يعني لما بتيجي آخر كل شهر زي كده على الفرع ده... لازم تطلع كوم عيوب في شغلنا... 
* هو غلط اننا اعدل على شغلكم في الكافيه بتاعي ؟ 
' لا مش غلط... هو أنا قولت أنه غلط ؟ أنا مقولتش حاجة... 
* طب فهميني قصدك... 
' قصدي يعني أنا و سيف عاملين شغلنا على اكمل صورة...
في مرة جيت لقيت في الكافيه ذرة تراب ؟  
لا... 
' حد جه اشتكالك من معاملتي للناس ؟ أو حد جه قالك سيف بيقدم مشاريب طعمها وحش للناس ؟ هل في مرة نصبت عليك أنا و سيف في الفلوس اللي بيكسبها الكافيه كل يوم أو  اتخانقت مع حد من الزباين؟ 
 الصراحة لا... 
' يبقى فين التقصير في شغلنا بالظبط ؟ 
* معطر الج... 
' معطر الجو خلص و كنت خارجة اشتري بس حضرتك جيت بدري...
* هو انتي ازاي عندك اجابة لكل سؤال كده... 
' عشان أنا مقصرتش في حاجة و بعمل شغلي بضمير و زيادة أوي كمان... و لو فيه تقصير في شغلي هاجي اقول لحضرتك بنفسي... مش هستنى لغاية ما تيجي و تعَدل عليا... اصلا أنا بتعرض لمضايقات بسبب الكافيه ده... و مش برضى اعمل مشاكل مع الناس و بأسكت عشان محدش يشوه اسم الكافيه و سُمعته... و بعد كل اللي بعمله ده حضرتك جاي بكل أريحية كده و تقولي أنا مقصرة في شغلي ؟؟؟ 
* مين اللي ضايقك ؟
' مش مهم مين... بس هم من زباين الكافيه... 
' طب أنا بتأسفلك مكانهم و حقك عليا ولو حد ضايقك تاني قوليلي... ايه اللي هيرضيكي ؟ ازود مرتبك ؟ 
' مش عايزة زيادة... مرتبي مكفيني الحمد لله... لو عايز تزود مرتب حد فينا... يبقى تزود مرتب سيف لان  مرتبه بيصرفه على علاج والدته... هو الأحق بالزيادة... 
* لو ده هيرضيكي... ماشي موافق... هزود مرتبه 1000 جنيه كمان... ولو احتاجتي زيادة في مرتبك في اي وقت بلغيني... 
شغل خالد عربيته و مشي... 
عدى الوقت و خلص اليوم و رجعت بيتي... اخدت دُش يخليني اروق... خرجت من الحمام عملت كوباية لبن بالفراولة و قعدت قدام التليفزيون بتفرج على مسلسل بحبه... فجأة تليفوني رن... كان خالد بيرن.. استغربت... دي اول مرة يرن عليا... عايز ايه ده ؟ اترددت ارد بس رن تاني و تالت... قررت ارد عليه 
' ألو... 
* اتمنى ما اكنش صحيتك من النوم... 
' لا أنا صاحية اهو... 
* طب كويس... فاضية دلوقتي ؟ 
' حضرتك بتسأل ليه ؟ 
* لو فاضية عايز قابلك و.... 
' لا مش فاضية 
متأكدة ؟ 
' اه متأكدة... 
* طيب تمام... أنا واقف تحت العمارة اللي انتي ساكنة فيها... و الصراحة جو شارعكم حلو ف أنا قاعد شوية كمان... 
اتفاجئت و قولت لنفسي عرف عنواني ازاي ده... معقولة هو تحت... طب جاي ليه ده؟ فتحت الشباك و لقيت واقف تحت فعلا !! ده كمان عملي باي من تحت و قالي في التليفون 
* لو غيرتي رأيك... فأنا قاعد و مستنيكي 
' تصبح على خير يا استاذ خالد  
قفلت التليفون في وشه و نمت على الكنبة اكمل المسلسل... طول ما أنا قاعدة بفكر فيه... ايه اللي جابه ده... و عايز ايه ؟ الفضول كان هيقت*لني الصراحة... لبست الطرحة و نزلتله... لقيته ساند ضهره على عربيته و حاطط الهاند فري في ودنه و مغمض عيونه 
' استاذ خالد... 
فتح عيونه و اتعدل... لما شافني قدامه ابتسم 
* كنت عارف إنك هتنزلي... 
' قولت هبقى قل*يلة ذوق بجد لو منزلتش... يعني اكيد حضرتك جيت لغاية هنا ل سبب...
* اه فعلا جيت لسبب... ممكن نتكلم شوية ؟ 
' اتفضل 
* قبل ما اتكلم... ياريت تشيلي الرسميات اللي في كلامنا... أنتي مش في الشغل عشان تقولي اتفضل و يا استاذ و الكلام ده... كلميني عادي 
' تمام... هااا كنت عايزني في ايه ؟
الصراحة... ومن غير لف و دوران... أنا عايز اتجوزك...


                الفصل التاسع من هنا

تعليقات



<>