رواية كاليفورنيوم
الفصل الاول 1
بقلم لينا بسيوني
كلب اخويا "
انا " صمد" عندى 45 سنه عشت منهم عشر سنين بخدم أخويا الكبير" غالى" بعد ما ابتلاه ربنا بمرض نادر عامل زى مرض الروتا بتاع الاطفال , وبالرغم من أنه ملياردير وفلوسه لاتعد ولا تحصى ولف على أكبر دكاتره فى العالم , مالقاش علاج يشفيه .
المرض أتملك منه لدرجة أنه بقى خايف يطلع من البيت ليعمل حمام على نفسه قدام الناس فتبقى فضيحه تتحاكى بيها الصحافه والتلفزيون طبعا رفض يلبس بامبرز علشان هيبته قدام نفسه.
طلب منى اشوفله ممرضه بنت حلال تاخد بالها منه و طبعا أنا رفضت ..
أزاى يعنى أشوف ممرضه غريبه علشان تخدم أخويا حبيبى اللى لا ليه زوجه ولا أبن ولا حد فى الدنيا غيرى !!!!
ومن ساعتها وانا بخدمه بأكله وأشربه واشيل لامؤاخذة....
غالى خلاص بقه عضم فى قفه ,حرفيا جسمه نحل وبقى جلد على عضم ,ومبقاش بيتكلم بقى بيتف بس ,وبيتف على مين ؟!!
عليا !!!
انا اللى بخدمه واشيله وأقعده وأنيمه!!!
ده بيعامل كلبه أحسن منى!!
كلبه النجس اللى معرفش ليه أصر أنه يدخله القصر, مع أنه نجس وبيلحس فيه وفيا ومش مخلينى أعرف أتوضأ ولا أصلى فرض ربنا.
بس خلاص أنا أستخرت ربنا وقلبى أرتاح للى هعمله الليله دى...
تعرف أن الشيكولاته هى سم الكلاب , اصلى خريج علوم و اعرف كتير عن السموم .
معرفش ليه كلب أخويا تعبان كده وشكله بيموت .
أخويا غالى يعينى بيبصلى وبيستعطفنى من غير كلام , علشان أخد الكلب وأروح بيه للدكتور .
أيه ده !! ده غالى بيعيط!!
شوف يأخى بالرغم من مرضه الا أنه معيطش الا دلوقتى علشان الكلب !!!!
قربت من أخويا لحد مابقى نفسى فى نفسه وبصتله فى عينه وقولتله :
أنا اللى سميت الكلب ..
ساعتها عملها على نفسه وهو قاعد على الكرسى المخروم , فنزلت الميه منه فى الطبق الكبير اللى تحت الكرسى.
قولته وأنا بديله ظهرى وببعد عنه :
عارف قتلته ليه ؟!!
مجاوبش وفضل يعملها على نفسه.
فقلتله بعصبية وبصوت عالى :
علشان الكلب ده زيك بالظبط , نجس ومبيخلنيش أعرف أصلى, وكمان بيكرهنى وبيزوم عليا ,مع أنى بأكله وأشربه وأشيل قذارته.
أستعذت بالله من الشيطان الرجيم ومسحت وشى بأيدى بعد معطرتها بالمسك علشان أهدى نفسى .. أستنيت لحد ماهديت خالص.
قربت منه وعدلت قعدته علشان يعينى وقع على جمبه من الخضه على الكلب ..
بعد ماعدلته جبت مخده فى أيدى ,ورفعت رجلى على صدره المعضم ,ودوست على قفصه الصدرى بكوع رجلى ,وكتمت نفسه بالمخده , قعد يفرفرص حبه صغيرين ومات على طول , يعينى صحته وعمره كان خلاص , أنا بس قربتها شويه .
سيبته على الكرسى ميت وفاتح بوقه المريل , وخدت جثه الكلب دفنتها فى جنينة القصر, ورجعت تانى القصر .
دخلت الحمام استحميت وأغتسلت وأتوضيت وقعدت أصلى صلاة الاستغفار.
بعد ما صليت كلمت الاسعاف تيجى.
جات الإسعاف, بعدها الخبر وصل للصحافة وجيه البوليس .
قعد معايا ضابط اسمه شادى المرشدى ,عيل صغير كدا لسه متخرج من كلية الشرطة ,وعايز يثبت نفسه ويترقى , طبعا فضل يسألنى على اخويا .
اه نسيت اقولك .. لما الاسعاف و الشرطة جات لقونى هارى نفسي عياط, واغمى عليا مرتين من الصدمة على موت اخويا حبيبى , الضابط فضل يهدى فيا ويطبطب عليا.
سألنى على اخويا قولتله ان انا اللى باخد بالى من اخويا من 10 سنين كنت انا اللى بأكله واشربه واشيل لامؤخده ...
وانا اللى كنت بديله الدوا وانقله دمى لاننا نفس فصيله الدم .
اومال دا اخوياا لحمى ودمى..
قالى وهو بيبص فى البطاقه بتاعتى:
بتنقل دم !! بس انت مش دكتور يا حج صمد؟!!
قلتله :
ايوا بس انا دارس علوم وكنت شغال فى صيدليه ومستشفى قبل كدا.
بصلى كدا وقعد يشمشم زى الكلب البوليسى وسألنى بشك :
هو ايه اللى حصل امبارح ؟!!
قلتله :
ولا حاجة اخويا يعينى طول عمره تعبان عنده مرض نادر , والدكاترة كانوا بيقولوا اخره شهر.. شهرين ويموت بس عشان رعايتى له , ومع الدوا الغالى اللى كان بيتعمله مخصوص فى شركات الادوية بتاعته , الحمد لله فضل معايا ومونسنى ومونسه 10 سنين.
لحد ما السر الالهى طلع امبارح , بعد ما خلصت صلاه العشا , رحت ابص عليه لقيت نفسه مقطوع.
الضابط ابن الكلب مكنش مركز معايا كان مركز على السجادة اللى عليها الكرسي بتاع اخويا , ومد ايده على السجادة وقعد يلم شويه حاجات من عليها.
مد ايده وفتح كفه اللى لم فيه شعر الكلب وقالى:
هو المرحوم كان عنده كلب ؟!!
عملت نفسي بعيط عشان افكر فى الاجابه..
قلتله:
اها ومات من اسبوع عشان كان كلب كبير فى السن ,وكان مريض وشعره بيقع زى ما انت شايف.
لقيته بيقولى:
هو المرحوم ملوش قرايب غيرك؟!
قلتله :
اه انا قريبه الوحيد.
سالنى وهو رايح على الجنينه:
طبعا دفنتوا الكلب فى الجنينة ... ممكن تورينى دفنتوه فين !!!
