رواية سارقة الهوي الفصل السابع والعشرون 27بقلم مني السيد

         

رواية سارقة الهوي

الفصل السابع والعشرون 27 

بقلم مني السيد



بتروٍّ وكسل كانت منى تفتح باب حجرتها وهي تتثائب:

-" هي ميرو لسه مجتش كل دا يا يوسف؟!"

انتفض كلاهما على صوت منى وهي تخرج من حجرتها متوجهة لحجرة الجلوس حيث يجلسان وأجابها يوسف بثبات اذهل مارية وهي التي لا تستطيع التحكم في رعشة يديها وقدميها وحتى لا تستطيع اخراج صوتها من مكانه:

-" ايوة يا ماما جت اهي "

-" اكلتي يا ميرو ولا احضرلك تاكلي يا حبيبتي "

-" لا ا.. ا .. انا هقوم آكل بنفسي يا منمن حد هياكل معايا؟!"

لم يجبها يوسف فقلبت شفتيها امتعاضا وذهبت لتغيير ملابسها في غرفتها. كيف يستطيع ان يتحول هكذا وكأنه شخص آخر، وكأنه لم يكن على وشك أن... هزت رأسها لتنفض تلك الافكار والاحاسيس عنها، وكأنها بذلك ستستطيع التحكم في تصرفاتها مثله وذهبت للمطبخ تضع الطعام وهي تكاد تقذفه في الاطباق.

                        *************************

في منزل حامد فخري 

-"قابلتي الدكتورة مريم يا شوشو"

ردت باقتضاب وهي تخلع قرطيها أمام المرآة"

-" اممم"

-" وايه رأيك فيها؟!"

تركت ما بيدها والتفتت إليه وتكلمت بحزن عميق

-" حلوة وعندها حسنة جنب عينيها"

هز حامد رأسه قائلا: 

-" بس اصغر بسنتين"

تنهدت بحسرة وهي تسرح بنظرها:

-" ايوة شوفت في الملف بتاعها بس انا لازم اتأكد اكتر"

-" يعني تفتكري تكون هي ؟!!!"

-" مش ممكن، يعني معقول اكون انا بدور عليها كل سنة في ايطاليا لمدة عشرين سنة وهي تجيلي بيتي بالساهل كده"

-" بس مريم مولودة هنا في مصر لكن مريم دي مولودة في السعودية!!"

-" خلاص بقا يا حامد كفاية كلام في الموضوع دا لو سمحت انا مش عاوزة يبقا عندي أمل ع الفاضي اكيد الموضوع مجرد تشابه اسماء"

-" وتشابه حسنة جنب عينيها كمان!!"

-" يووووه يا حامد عادي كل الناس بيطلعلها حسنات في وشها يعني من فضلك يا حامد قولتلك مش عاوزة احط امل واصلا واضح من كلامها انها عمرها ما راحت ايطاليا ولا عاشت فيها "

-" طيب يا حبيبتي انا آسف خلاص تعالي ريحي بقا انتي اكيد تعبانة من السفر"

-" اه يا حبيبي فعلا تعبانة اوي وورايا كذا حاجة بكرة في الشركة لازم اشوفها بنفسي، انت عرفت ان خالد عيّن مدير تنفيذي للشركة النهاردة وهيستلم الشغل من بكرة!"

-" ايوة وراني ال c.v بتاعه حاجة جامدة جدا "

-" بكره هاروح اشوفه هو و ال c.v بتاعه اللي ميخرش الميه دا"

-" انتي طول عمرك كده هتفضلي شكاكة مبتعديش حاجة ابدا "

قهقهت شوشو:

-" ما هو لولا شكي دا مكنتش الشركة فضلت واقفة على رجليها كل دا ولا كنا اكتشفنا موضوع ايمن الصياد دا لحد ما كان اخد كل اللي حيلتنا وفلسنا"

-" اااه يا شوشو ااااه انا حاسس اني عاوزه اقتله بإيدي دول اخنقه خنق كده بتفسي"

-" براحة يا حامد اهدى ومتقلقش كله هياخد جزاءه "

                       *************************

في صباح اليوم التالي كانت شوشو تدخل الشركة بخيلاء والجميع ينحني محييًا لها قائلين:

-" حمدا لله على السلامة يا هانم"

والهواتف ترفع بسرعة لتبلغ من بالأعلى بوصول 'شوشو هانم' وخالد يستقبلها بابتسامة عريضة:

-" نورتي الشركة يا شوشو هانم"

-" بنورك يا خالد بيه"

دلفت إلى مكتبها وهي تقول لمساعدتها :

-" بلغي مستر يوسف انه يجيلي حالا بليز"

وفي غضون دقائق قليلة كان يوسف يطرق باب مكتبها ويمد يده محييًا باحترام:

-" حمدا لله على السلامة يافندم"

ردت بعملية وهي تضع نظارتها الطبية :

-" الله يسلمك يا مستر يوسف، اتفضل"

جلس يوسف قبالتها وهي تسأل:

-" انا درست ال c.v بتاعك امبارح وبصراحة انبهرت بكل اللي فيه"

-" اتمنى اني اكون عند حسن ظن حضرتك يافندم"

-" وانا كمان اتمنى دا، بس انا لاحظت تشابه اسماء بينك وبين دكتورة انا اعرفها وهي كمان بتقول انها كانت عايشة في السعودية!!"

-" ايوة يا فندم دكتورة مريم دي تبقا اختي وهي اللي بتتابع حالة حامد بيه في البيت عندكم ربنا يشفيه"

تنهدت بصدق قائلة:

-" آمين"

ثم عادت لعمليتها مرة أخرى:

-" مش ملاحظ انها حاجة غريبة ان تبقا انت في الشركة وهي في البيت "

ابتسم يوسف :

-" دا من حظنا يافندم، انا كنت رافض جدا موضوع شغلها دا وخصوصا انه هيكون في بيت لكن هي أصرت ولما راحت كمان هناك طمنتني انها مرتاحة وان الشغل عاجبها جدا"

-" عشتو في السعودية كتير بقا على كده ها؟!"

-" مريم طول عمرها هناك انما انا بحكم دراستي وشغلي كنت بسافر كتير"

-" اها مكتوب عندي هنا انك خريج اقتصاد وعلوم سياسية بتقدير امتياز، مشتغلتش ليه في السلك الدبلوماسي؟!"

-" يعني السلك الديبلوماسي محتاج قوانين صارمة وانا بصراحة بحب ابقا على راحتي وابقا حر اكتر!!"

خلعت نظاراتها وهي تنظر في عينيه بثبات:

-" معنى كده ان اختك عاشت في السعودية اكتر منك صح؟!"

-" يعني لو حسبناها ايوة هي عاشت عمرها كله هناك"

-" ومكنتوش بتسيبوها تخرج بقا ولا ايه"

-" اصل بابا كان شديد شوية ومكانش بيخليها تروح في حتة خالص دا حتى انا او هو كنا بنوصلها ونجيبها من الكلية بتاعتها "

-" امممممم"

بادرها يوسف:

-" حضرتك مش حابة تتكلمي عن الشركة ورؤيتي للي المفروض نعمله في الفترة الجاية؟!"

-" احنا هنعمل اجتماع في اقرب ما يمكن انا وانت وخالد وحامد ونناقش الموضوع دا بالتفصيل حتى تكون انت قدرت تتعرف على الشركة اكتر"

نهض يوسف منهيا جلسة التعارف الصغيرة تلك كأنه هو المتحكم في زمام الأمور وليس العكس مما جعل شوشو ترفع حاجبيها تعجبًا وهي تسمعه يقول:

-"طيب استأذن حضرتك بقا يافندم لان زي ما حضرتك قولتي محتاج ادرس واتعرف على حاجات كتير جدا في الشركة، اتشرفت بمعرفتك يافندم"

ومد لها يده مرة أخرى وسلمت عليه هي الأخرى وهي مازالت متحيرة!!

                        *********************

-" وانتي بقا يا مريم عمرك ما سافرتي حتة برا السعودية خالص"

-" لا ازاي يا حامد بيه كنت باجي مصر"

قهقه حامد :

-" لا انا قصدي غير مصر يعني مروحتش بلد اوربية او حتى بلد عربية تانية"

-" لا للاسف بس نفسي بصراحة"

-" خلاص ياستي انا كده كده بسافر كل ست شهور المانيا اعمل شوية فحوصات ولازم طبعا تيجي معايا"

-" بجد يارييييييت "

-" وساعات بروح ايطاليا كمان"

-" ياااه ايطاليا جميلة فعلا"

ابتسم حامد بدهاء

-" بتتكلمي وكأنك عرفاها مثلا؟"

تلعثمت مارية وعيناها تزوغ في كل مكان تبحث عن كذبة ما:

-" لا .. يعني.. اصل.. انا .. اصلي كان دايما نفسي اسافر ايطاليا يعني وكده وكنت بشوف صورها على النت فدا قصدي يعني"

واندفعت قائلة:

-" بما ان حضرتك بتحب ايطاليا فأكيد بتحب الفن الايطالي وأكيد بقا طبعا بتحب الآثار صح؟!"

قطب حامد حاجبيه :

-" آثار!! لا مليش انا في الفن والتحف والآثار بس شوشو بتحبهم اوي"

وفكرت مارية هل يعقل ان تكون شوشو هي من تعمل بالآثار دون علم زوجها حامد !!! لا لا ليس من المعقول شئ كهذا. لا تستطيع الإنكار انها سيدة ذات شخصية قوية ومسيطرة ولكن لا يبدو عليها ذلك ابدا. ثم مطت شفتيها وهي تفكر (يعني هو حامد الطيب العسول دا يبان عليه كده)

أخرجها حامد من أفكارها :

-" ايه يابنتي مالك سرحتي في ايه ومادة بوزك شبرين كده ليه؟!"

-" لا ابدا اصل انا نفسي اسافر واتفسح وكده"

-" شكلك كنتي مكبوتة في السعودية"

-" دا صحيح! حضرتك تحب اعملك حاجة تانية"

-" لا ابدا شكرا يا دكتورة انا كمان عندي شغل لازم اشوفه"

كانت مارية تذهب إلى حجرتها وهي تفرك أصابعها في بعضها وتتمتم بين شفتيها بسباب هائل لنفسها على غبائها في طرح هذا السؤال الغبي مثلها!!

                              ****************

بعد انتهاء عملها عادت مارية إلى المنزل ووجدت منى تستعد للخروج فسألتها مستغربة:

-" ايه يا منمن رايحة فين؟!"

-" اسكتي يا ميرو اتعرفت على واحدة جارتنا هنا بس ايه عسولة اوي وعزمتني اروح اقعد معاها شوية متقلقيش هارجع قبل ما يوسف يجي ولو سألك قوليلو راحت تشتري حاجات"

-" انا نفسي اعرف انتي بتخافي منه ولا ايه ما تقوليله رايحة عند واحدة صاحبتي"

-" اصل هو عارف اني مبحبش اتصاحب على حد ودي حقيقة بس انا زهقت من القعدة لوحدي طول النهار والقعدة ف امريكا دي بصراحة علمتني قيمة مصر وصحاب مصر"

ضحكت مارية :

-" ايوة ياعم بعد كده هتقوليلنا معطلكمش بقا عشان خارجة مع اصحابي"

-" ايوة ايوة قريب هايحصل انا اتعرفت على واحدة كمان هنعمل شلة ومع السلامة انتو بقا"

ضحكت مارية وقالت:

-" بس بجد لما يجي يوسف انا هقوله انتي فين اولاً عشان ميتفاجئش كده انك بقالك اصحاب وشلة وثانيا عشان انا مبعرفش اكدب ويوسف بيقفشني بسرعة"

فكرت منى قليلا:

-" اممم خلاص قوليله احنا دلوقتي اغلبية وانا وانتي عليه "

ورفعت منى قبضتها برمز القوة وبادلتها مارية بنفس الرمز وتبادلت الاثنتان الضحكات ودلفت مارية الى غرفتها ثم سمعت منى تغلق باب المنزل. 

خلعت مارية ملابسها وارتدت فستان قصير ذو حمالات رفيعة وهي مطمئنة على مظهرها ذاك فهي في حجرتها والمنزل خالي. ارتاحت على الفراش تفكر في ماحدث اليوم وكيف سيكون رد فعل يوسف حين يعلم بسؤالها الغبي الذي طرحته على حامد بمنتهى السذاجة!! وقبل أن تغوص في أحلامها سمعت صوت ينبش في خشب الكومود المجاور لها!! اعتدلت قليلا لتنصت جيدا، وتلك المرة سمعت خربشات واضحة بجانب فراشها !! 

-" يا خبر !! ايه اللي بيخربش دا معقول يكون قط دخل ولا حاجة!! بسبسسس بسبسسس"

ثم حاولت ازاحة الكمود حتى ترى ذاك القط الشقي!! ثم شهقت فزعة وهي تقفز فوق الفراش لا تعرف اين تذهب من هذا المنظر المقزز وهذا الفأر الذي ارتعب هو الآخر حين رآها ودوت صرختها في أرجاء المنزل!

انفتح باب حجرتها فجأة ويوسف ينظر لها برعب، لم تمهله ليتساءل او يفهم سبب وقوفها هكذا فوق الفراش فقفزت عليه ليلتقطها وهو مازال لا يفهم شيئا.

-" اخرج بيا بسرعة يا يوسف اخرج اخرج فيه فاااااااار"

خرج يوسف وهو مازال حاملا أيها كطفلة صغيرة وهي تتعلق برقبته كذات الطفلة!!

 أغلق باب حجرتها خلفه ثم حاول انزالها فصرخت:

-" لا لا متنزلنيش ع الارض لا"

-" طب تحبي تنزلي فين ولا هتفضلي متعلقة في رقبتي كده؟!"

-"لا لا متنزلنيش انا خايفة"

هزت تلك الكلمات مشاعره ونظر لها بحنو قائلا في بساطة:

-" متخافيش"

وكأن تلك الحروف القليلة طمأنتها بالفعل وكأن نظرة عينيه بثت السكينة في روحها وجسدها معا. 

تنحنح قائلًا:

-" بس لازم تنزلي عشان ادخل اشوف هنخلص من المصيبة دي ازاي"

-" لا لا متدخلش جوا لا يا يوسف انا خايفة عليك"

قهقه ضاحكا وهو مازال يحملها :

-" خايفة عليا من ايه يابنتي دا فار وبعدين انتي مش المفروض دكتورة وبتشرحي بقا وكده"

-" ايوة بس بعمل كده وهو already ميت مش بيجري في كل حتة كده وبيخوفني"

قال لها معاتبا:

-" مش انا قولتلك خلاص متخافيش وان انا هاتصرف"

-" طب بس متدخلش لوحدك"

-" يعني اعمل ايه اجيب كتيبة حربية تدخل معايا"

-" بص خلاص خدني معاك بس خليني فوق السرير عشان اقولك اذا كان هنا ولا هنا عشان ميجيش جنبك"

-" لا انا هانزلك ع الكنبة دي وادخل انا اشوفه"

رفرفت بساقيها معترضة:

-" لا يا يوسف خدني معاك مش هصوت والله بس عشان ابقا مطمنة عليك نزلني فوق السرير زي ما كنت"

قهقه يوسف وعاد لغرفتها مرة أخرى وذراعيها متعلقة برقبته وذراعيه تحاوط خصرها في تملك!!

وحاول انزالها على الفراش إلا أنها تمسكت به أكثر. 

-" وبعدين بقااا انتي مش قولتي نزلني ع السرير"

-" طب ماهو الفار بيطلع في كل حتة افرض طلعلي ع السرير!!"

-" انتي هاتجنيني طب نتصرف ازاي دلوقتي يعني؟! ادور عليه وانا شايلك كده!!"

-" طب بص تعالى نطلع برا نفكر بس اوعا تنزلني الا لما نلاقي حل"

-" مارية انتي مستفزة على فكرة"

ابتسمت بفرح واضطرب قلبها فقد سمعت اسمها كلحن هادئ يخرج من فمه. 

استطرد هو حين رآها تبتسم تلك الابتسامة الساحرة:

-" لا حقيقي مستفزة"

كانت كلماته القوية عكس نبرة صوته الهادئة وكأنه لا يعني ذلك حرفيًا وكأنه بعني العكس تمامًا!!

خرج من الغرفة وهو مازال حاملا اياها:

-" ها يا أم العريف فكرتي في حاجة؟!"

-" مين ام العريف دي اول مرة اسمعها"

زفر بنفاذ صبر تلك المرة ورفع صوته بحدة:

-" مارية احنا مش بنهزر يا تنزلي وتخليني ادخل اشوف هاعمل ايه معاه يا تشوفيلك فكرة نتصرف بيها "

-" ماهو انا خايفة عليك يا يوسف"

قالتها برقة مما جعله يزفر مرة أخرى او يأخذ شهيقا لا يعلم بالضبط ماذا تفعل به فقد اختلطت أنفاسه ببعضها لا يعلم لها شهيقها من زفيرً، إلى جانب رائحتها التي تتسلل إلى أنفه من هذا القرب مما يجعله ينتشي كمن وقع في حديقة زهور فيحاء، وبالأخير استجمع نفسه قائلا:

-" طب والحل؟!"

تعالى نخرج احنا الاتنين من هنا ونشوف حد يتصرف اتصل بشركة من اللي بينضفوا البيوت دول"

-" وانتي فكرك الشركة دي هتبجي دلوقتي كده في ساعتها؟!"

-" خلاص يبقا نخرج كلنا ونروح حتة تانية"

انعقد حاجباه وسأل عن والدته وهو مندهش كيف لم يفكر بها كل تلك المدة:

-" صحيح هي فين ماما ازاي مسمعتش صراخك دا كله؟"

-" راحت عند واحدة صاحبتها"

-" نعم!! ايه صاحبتها دي ان شاء الله!!"

-" يالا نعدي عليها ونخرج ونبات في اي اوتيل النهاردة وبكرة تجيب الشركة"

نظر إليها نظرة متفحصة وظهرت ملامح الغضب فجأة على وجهه وكأنه لاحظ للتو :

-" انتي مش شايفة انتي لابسة ايه ؟؟ انتي عاوزة تخرجي كده باللبس دا برا؟!"

-" طب وانا هاعمل ايه يا يوسف مقدمناش حل غير كده"

قالتها ببراءة مصطنعة وهي تتمتع بملامح وجهه الغاضبة

انزلها على الأرض بعنف:

-" لا انتي كده بتستعبطي خشي البسي حاجة تانية يالا"

-" لا لا يا يوسف انا لا يمكن ادخل الاوضة استحالة"

-" يبقا تترزعي هنا لحد ما اتصرف انا "

تركها وذهب إلى غرفتها يحارب من أجلها ذلك الفأر العظيم!!

بعد عدة دقائق خرج يوسف منتصرا وهو يحمل كيسًا أسودا يحتوي على الجثة!!

-"انتي اكيد مش هتعرفي تنامي في اوضتك، نامي في اوضتي النهاردة لحد ما اجيب حد ينضف الشقة كلها بكرة"

-" ايوة طب وانت هتنام فين؟!"

-" هنام هنا على الكنبة "

-" ايوة بس دي صغيرة عليك اوي انا اللي هنام هنا وانت نام في اوضتك عادي"

-" على فكرة انا مبحبش اتكلم كتير انتي هتنامي جوا في اوضتي وانتهينا، وادخلي خدي اي هدوم تانية من اوضة ماما متلبسيش كده ادامي"

-" لا ياعم انا مدخلش اوضة حد وهو مش موجود"

ثم أردفت بدهاء وهي تتمايل بفستانها بدلال:

-" وبعدين ملبسش كده ادامك ليه ؟؟ هو مش انت اخويا بردو !"

زفر حانقا وهو يتهرب من الإجابة فحاول تغيير الموضوع بسرعة:

-" على فكرة شوشو هانم دي حطاكي في دماغها"

استغربت مارية :

-" ايه دا بجد!! ليه؟"

-" مش عارف اسئلتها عنك كتير اوي ودي حاجة غريبة"

-" ايوة ماهي فضلت تسألني انا كمان كتير وطلبت اصول الملف بتاعي"

تمتم يوسف وهو يفكر :

-" اممممم"

-" ايه الاسئلة اللي سألتهالك يعني ورديتي ازاي؟!"

سألتني اذا كنت عشت عمري كله في السعودية وكده دي حتى سألتني على أكلة سعودي مش فاكرة اسمها

ثم بحثت في هاتفها قليلا:

 -٠..... ااااه اسمهااا... اسمها تطعيس انا كتبتها في الملاحظات عشان اطلع الوصفة بتاعتها وقولتلها هبقا اعملها ليها مرة، يارب تطلع سهلة"

اقترب منها يوسف مدققا :

-" نعم نعم قولي تاني كده اسمها ايه"

أجابت بمنتهى الثقة وهي تنظر في هاتفها :

-" تطعيس انا متأكدة اني كاتباها صح"

احمر وجه يوسف فجأة وانتفخت اوداجه وهو يقترب منها:

-" وهي اللي قالتلك انها أكلة بقا ولا انتي اللي فهمتي كده لوحدك؟!"

تراجعت للوراء مع اقتراب يوسف المخيف منها وهي تحاول التذكر:

-" م .... مش فاكرة .... ايوة ايوة صح هي سألتني قالتلي اكيد عملتي تطعيس قبل كده فانا قولتلها اه دنا بعمله حلو اوي وهتاكلي صوابعك وراه"

ضرب يوسف جبهته بكف يده وهو يحاول التماسك ويجز على أسنانه بغضب، فسألته مارية مرتعبة:

-" فيه ايه يا يوسف هو انا عملت حاجة غلط؟!"

-" عارفة يعني ايه تطعيس يا مارية"

هزت رأسها نفيا وقد انحشرت بينه وبين الحائط وقلبها يدق رعبًا ليس من شوشو ولكن من هذا الغاضب أمامها وهو يتحدث من بين أسنانه:

-" تطعيس دي مسابقة في الصحرا .... سباق عربيات في الصحرا يا مارية!!!!!!"


            الفصل الثامن والعشرون من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



<>