أخر الاخبار

رواية سارقة الهوي الفصل الثامن والعشرون 28بقلم مني السيد

         

رواية سارقة الهوي

الفصل الثامن والعشرون 28

بقلم مني السيد



-" الو ... ايوة يا استاذ رأفت"

-" هههه حلوة استاذ دي"

-" طيب اقول لحضرتك ايه يعني ما دام استاذ مش عجباك"

-" في حالتك انتي ممكن تقوليلي رأفت عادي"

-" حالتي انا ازاي يعني؟!"

-" طب خلينا في الشغل دلوقتي ولما اقابلك نبقا نتفاهم على حالتك دي"

-" اها بسمعك"

-" هو ايه اللي اها بسمعك عملتي ايه؟!"

زمّت مارية شفتيها وهي تتنهد بنفاذ صبر:

-" عملت ايه ف ايه هو انا لحقت دنا لسه يا دوب مبقاليش يومين"

-" طب بقولك ايه تعالي قابليني دلوقتي نتكلم شوية في الشغل"

-" دلوقتي ازاي يعني انا المفروض اروح شغلي والمفروض احافظ على مواعيدي وكمان يوسف مش هنا عشان نجيلك"

-" هو انا قولتلك تعالي انتي ويوسف انا بقولك تجيلي انتي لوحدك!"

زفرت بحدة هذه المرة:

-" مبجيش لحد لوحدي انا، يا انا ويوسف يا مينفعش، واصلا كده كده انا معنديش وقت انت عايزني اتأخر ويفضلوا يدوروا عليا وبعدها يدوروا ورايا دا مش من مصلحتنا كلنا ولا ايه!!"

-" طيب طيب خلاص لو وصلتي لاي حاجة ابقي كلميني او تعاليلي "

-" خلاص ماشي لو حصل اي جديد هنجيلك انا ويوسف"

-" هو انتي مش امريكانية وكده وعايشة برا طول عمرك ومتفتحة يعني، ايه لازمة يوسف دا معاكي ف الرايحة والجاية انا كنت فاكر اننا هنتفاهم اكتر من كده"

-" يافندم واضح ان حضرتك واخد فكرة غلط خالص عني انا مصرية جدا ومتربية كمان ! اظن كده حضرتك هاتفهمني اوضح"

-" طيب طيب تمام خلاص "

أغلقت الهاتف بعنف وكأنها تستغيث بهذا الزر أن يخفي هذا الصوت بسرعة. 

تأهبت وودعت منى لتذهب لعملها في بيت حامد فخري، تشعر انه شخص لطيف كما تشعر انه داهية وغاية في الذكاء وهذا الشاب خالد من يكون لم تستطع جمع معلومات عنه من توترها في الايام الماضية بالتأكيد هو ابنه اهاااا نعم ابنه ووالدته هذه الشوشو التي يتحدثون عنها كل حين وعن صلابتها وشدتها في المنزل أكثر من حامد نفسه وتمتمت في داخلها :

( ربنا يستر من شوشو دي انا خوفي كله من الستات هما اللي بيقدروا يلاحظوا التفاصيل الصغيرة وانا هبلة وبقع بالكلام يارب استرها معايا يارب)

                                  *****************

في منزل حامد فخري كانت مارية تجلس في الحديقة وحيدة فقد خرج حامد ولم يقل لها إلى أين كما انها أصرت عليه بالذهاب معه لكنه أخبرها أنه لن يتأخر وانه سيعود قبل ميعاد حقنته. فاستسلمت لأمرها وقررت أن تستجم وتشرب مشروبًا دافئا في الحديقة كما كانت تفعل في حديقة منزلها بأمريكا وتذكرت نهال ودمعت عيناها، انها حتى لا تستطيع التواصل معها كثيرا حتى لا تكتشف وجودها في مصر، فقط  بضع مكالمات تعد على أصابع اليد الواحدة !! كانت كثيرا ما تجلس معها في الحديقة وتتكلمان وتضحكان حد الشهيق لأخذ انفاسهما.  ابتسمت حين تذكرت تلك اللحظات!! انتشلها من ذكرياتها أصوات سيارات تأتي من الجهة الأمامية للفيلا فأسرعت تسترق النظر من وراء الاشجار ووجدت حوالي اربع سيارات الأولى يترجل منها حامد فخري مبتسما حتى أذنيه لأول مرة ترى هذه السعادة على وجهه وهو يلتف حول السيارة ليفتح الباب بنفسه لأحدهم او بالأحرى لإحداهن !!!

سيدة أنيقة للغاية تسلمه يدها ليساعدها على الخروج لتنتصب في كبرياء وتخلع نضارتها الشمسية وهي تقول :

-" البيت وحشني اوي يا حامد "

حامد:

-" البيت بس يا قلبي "

اطلقت ضحكة هادئة وهي تربت على وجنته كطفل صغير وهو ينظر لها كمعبودة الجماهير 

-" انت واحشني من قبل ما امشي يا حبيبي"

كانت مارية تشاهد كل ذلك وهي تبتسم كالبلهاء ولا تعرف لماذا تخيلت هذا المشهد يحدث بينها وبين يوسف ولكن شتان بين لطف وعشق حامد فخري لتلك السمراء وبين حدة يوسف وجدّيته. وتذكرت اللحظات التي كانت بينهما وهي تفكر( لو فقط اكتمل المشهد .....!!)

نزل خالد من سيارته هو الآخر وهو يضحك قائلا:

-" يا جماعة راعوا شعوري شوية انا لسه سينجل"

ربتت على وجهه هو الآخر وكأنها تحنو على أطفالها ثم دلف الجميع للداخل. 

اذن فها هي شوشو المشهورة يبدو عليها اللطف والحنو لماذا يخاف الجميع منها اذن !!

كان المنزل كخلية نحل لا تهدأ. وهذا الرجل المدعو 'جودة' ذا ربطة الشعر السوداء الفاحمة يتبعها في كل حين وإن لم يكن شخصيا فبهذه النظرات المتفحصة دائما.

كان ميعاد حقنة حامد قد اقترب ففكرت مارية بطريقة للتعرف على شوشو هانم لا تعلم لماذا تتحرق لرؤيتها عن قرب تبدو سيدة لطيفة عكس ما يقولون عنها.. 

طرقت باب حجرة حامد فخري وأصابعها ترتعش من البرودة بالرغم من دفء الجو بالداخل!!

-" ادخلي يا مريم"

فتحت الباب بحذر ثم دلفت وشحوب بشرتها يدل على توترها.

-" ايه مالك يا مريم فيه ايه؟!

-" لا ابدا يافندم بس انا عرفت ان مدام حضرتك وصلت فخفت لا اضايقكم بس معاد الحقنة جه ومقدرش أأخرها"

-" لا متقلقيش تعالي اتفضلي اصلا شوشو بتعمل شوية مكالمات برا "

هزت رأسها مطأطئة فقد شعرت بخيبة الأمل انها لن تتعرف بشوشو!!

وبدأت في عملها بتركيز إلى أن انهته. ثم أجرت له بعد التحاليل السريعة لتطمئن على حالته وخرجت ململمة أشيائها إلى أن سمعت طرقات كعب حذاء نسائي يقترب بالتأكيد هي شوشو! اعتدلت في مشيتها متأهبة ثم توقفت الخطوات وسمعتها فجأة تنادي بحدة واضحة:

-" دعاء يا دعاااااء"

هرولت إليها إحدى الخادمات بسرعة وتكاد مارية تشعر بالرعشة في صوته الخادمة وهي تجيب:

-" أ.. ايوة يا شوشو هانم "

-"هو انا مش قولت مليون مرة باب المطبخ يتقفل عليكو وانتو بتعملوا الاكل، ريحة البيت كله مقلوبة، البيت كله ريحته أكل ايييه دا"

ارتعدت الفتاة أكثر من ذي قبل:

-" حاضر حاضر يا هانم بس أصل الشبابيك كانت معصلجة ومش عارفين نفتحها حالا هاخلي  الاستاذ جودة يتصرف"

-" ولما هو كده مقولتلوش من الاول ليه؟؟ 

ليه انا اشم ريحة اكل في البيت كده طول ما انا ماشية؟!"

لم تستطع مارية كبح جماح نفسها أكثر من ذلك فأسرعت حيث تقفان وتدخلت بحدة:

-" على فكرة دي حاجة كويسة ان ريحة البيت تبقا مليانة اكل دا معناها انه بيت فيه حياة مش متحف يعني عشان نركز اوي كده"

التفتت شوشو لصاحبة الصوت الغريب وتوقفت أمامها مشدوهة وكأن هناك من ألجم لسانها عن الكلام ... نظرات غريبة متفاجئة كتلك التي رمقها بها حامد أول يوم جاءت فيه إلى هنا. كانت دعاء قد قاربت على الانهيار وهي تغمز وتلوح لمارية بعينيها ويدها حتى تصمت.

هدوء وصمت غريبين خيّما على الموقف وشوشو على حالتها تتفحص في وجه مارية بجمود ولا يظهر من ملامحها أية تعابير سوى المفاجاة ، ترى هل تفاجئت من ان احدهم يرد عليها الحديث!!

وأخيرا ازدردت شوشو لعابها لتبدأ الحديث:

-" ولما الضيوف يجو ويلاقوا الببيت ريحته بصل وتوم وخضار يبقا الوضع ايه؟؟!"

-" هو حضرتك عايشة في البيت دا عشان ترتاحي ولا عشان تستقبلي الضيوف ؟! ثم ان الضيوف اكيد ليهم مواعيد واكيد دعاء وزمايلها هيكونوا مخلصين كل حاجة قبل ميعاد الضيوف، صدقيني الحاجات البسيطة اللي مش عجباكي دي بالنسبة لناس تانية حياة"

-" انتي الدكتورة مش كده"

هزت مارية رأسها بأدب وثقة فاستطردت شوشو وهي تنطق اسمها بتردد:

-" م.... مريم مش كده"

ابتسمت مارية :

-" دا حضرتك عارفة كل حاجة عني اهو من قبل ما تشوفيني"

باقتضاب أمرت شوشو:

-" ملفك كله وحصليني على المكتب"

قطبت مارية حاجبيها وضيقت عينيها ( هل ستطردها؟؟! هل لأجل تلك الكلمات البسيطة ستنهي عملها؟! ماذا ستفعل اذن في المهمة !! ماذا ستقول ليوسف وهذا الضابط المتعجرف! لقد افسدت كل شئ بغبائها كالعادة !!!

ذهبت لحجرتها المخصصة لها تحضر الملف الذي يحتوي على نسخ من اوراقها كما طلبت سيدة المنزل وفتحت الملف ترتب اوراقه وهي تمضي في طريقها للمكتب حين تعثرت فجأة وكادت تسقط لولا أن لحق بها خالد بسرعة مما أدى لسقوط هاتفه الذي يتحدث به وسقوط اوراقها متبعثرة على الأرض.

كانت ذراعي خالد تطوقها بشدة فانتزعت نفسها بسرعة قائلة:

-" انا آسفة آسفة جدا يا استاذ خالد مكنش قص..."

-" عادي عادي يا بنتي فيه ايه كلنا بنقع بس تصدقي اول مرة اشوفك من قريب كده انتي طلعتي قمر اوي وخصوصا الحسنة اللي جنب عينك دي تهبل"

رفعت حاجبيها دهشة ثم  انحنت تجمع اوراقها  وتوقفت مرة أخرى قائلة في محاولة لتغيير الحديث:

-" هو مش المفروض حضرتك تروح الشركة النهاردة؟!"

قطب خالد حاجبيه :

-" وانتي ايه عرفك اني المفروض اكون في الشركة النهاردة مش يمكن أجازة"

وغمز لها بإحدى عينيه:

-" بس انا اعرف ان الشركات الكبيرة دي عشان تعرف تديرها لازم متاخدش اجازة او يعني تشتغل ليل ونهار"

-" عندك حق يا مرمر شوفتي انا بتعب ازاي، وفعلا انا لازم امشي دلوقتي لان فيه انترڤيو مهم جدًا لازم اعمله النهاردة"

تنهدت مارية فهي تعلم من صاحب هذه المقابلة ثم قالت:

-" طيب سيبني بقا اروح بالملف بتاعي لشوشو هانم عشان اتأخرت عليها كده"

اندهش خالد:

-" اوووووووه هي طلبت الملف بتاعك الله يكون في عونك يا مرمر كده هي حطتك في دماغها"

ازدردت مارية وهي تهز رأسها في استسلام متوجهة إلى المكتب لتلقى مصيرها"

                            *****************

في الشركة كان خالد يقف مبتسمًا وهو يسلم على يوسف قائلًا:

-" نورت شركتنا يا استاذ يوسف اعتقد بعد ال c.v بتاعك اللي انا شوفته دا ان حضرتك مناسب جدا لشركتنا واتمنى اننا نعمل شغل كويس مع بعض "

شدد يوسف على قبضة خالد وهو يحيه قائلًا:

-" دنا اللي ليا الشرف يا مستر خالد اني هشتغل مع شركة كبيرة زي شركتكم واتمنى اكون عند حسن ظنكم"

-" تمام يا مستر يوسف نبتدي الشغل من بكرة ياريت لأن مكانك فاضي بقاله فترة وفيه حاجات كتير متأخرة"

-" اوكيه تمام يا مستر خالد"

انتهت المقابلة بقبول يوسف في المنصب وبسرعة أرسل رسالة لكل من حاتم المراغي ومارية يزف إليهم أولى خطوات النجاح في المهمة.

كانت مارية في مكتب حامد فخري تجلس أمام شوشو هانم حين رن هاتفها معلنا وصول رسالة وكادت تمسك به لولا أن منعتها شوشو وهي تتفحص الاوراق بنظارتها الطبية الأنيقة وهي تضعها على منتصف أنفها قائلة:

-" كل دي صور ونسخ انا عاوزة الأصول"

-" خلاص بكرة ان شاء الله اجيب لحضرتك الأصول من البيت انا جبتها ف اول يوم شغل ودكتور أشرف شافها واضطلع عليها"

-" دكتور أشرف بيشوف الدرجات العلمية انما انا بشوف حاجة تانية"

استغربت مارية وسألت:

-" حاجة تانية زي ايه يعني؟!"

-" يعني ... تاريخك يهمني"

ثم سألت بغتة:

-" انتي ليكي اخوات ؟!"

-" اهاا ... واحد"

بنفس الجدية أسرعت تتوالى الأسئلة كمحقق لن يدع فرصة للمتهم بالهرب!!

-" اكبر ولا أصغر؟"

-" أكبر"

-" مكتوب هنا اتولدتي في السعودية دا صحيح"

-" ايوة وعشت عمري كله هناك تقريبا"

-" يعني اكيد بقا عملتي ' تطعيس' قبل كده ؟"

أجابت مارية بثقة :

-" يووووه عملته كتير اوي دنا شاطرة فيه جدا هبقا اعملهولك مرة وتدوقيه من ايدي بس متقوليش بقا اقفلي باب المطبخ وكده"

وقهقهت مارية ضاحكة ببلاهة، وابتسمت شوشو بدهاء وأشارت إليها بالذهاب وانها انتهت من تفحص الملف فمدت مارية يدها لأخذ الملف ولكن شوشو جذبته ومنعتها من أخذه

-" لا الملف دا هيفضل معايا وبكرة تجيبيلي الاصل اكيد"

-" اهاا اوكيه تمام"

                      **********************

انهت مارية عملها وأسرعت إلى المنزل  أخيرا بعد يوم عمل طويل ومرهق ستذهب للبيت .... ليوسف!! 

وحين دلفت لداخل المنزل وجدته غارقًا في جبل من الأوراق من حوله ولكن بطريقة مرتبة للغاية. 

جلست بجانبه وهي ترمي بحقيبتها كما ترمي بجسدها على الأريكة وتتنهد متعبة:

-" ايه يا يوسف كل الاوراق دي انت بتذاكر ولا ايه"

-" ايوة طبعا بذاكر وكمان براجع تاريخ الشركة وشوية معلومات عنها "

-" ليه يعني كل دا الموضوع كله مؤقت"

-" انا معنديش حاجة اسمها مؤقت ، ومعنديش استعداد ادخل حاجة واكون مش عارف اتعامل معاها،  ومعنديش عكعكة في شغلي مهما كان شغلي دا ايه او مع مين، وبعدين متنسيش اني بعتلهم السيرة الذاتية بتاعتي من كام يوم يعني اكيد درسوها واتصلوا بالشركات اللي كاتب اني اشتغلت فيها ولازم اكون اد المسئولية دي"

-"  بس بس وبعدين ايه الكلمة دي صعبة اوي 'ككعكة' وصوتها وحش اوي "

-" سيبك  انتي من الكلمة وقوليلي مالك"

-" مالي؟!!"

-" شكلك مش مظبوط، مش مبسوط ايه حصلت حاجة النهاردة ضايقتك" فرحت مارية بداخلها لأنه لاحظ شعورها حتى وان حاولت ان تخفيه ثم تحدثت كمن يروي حكاية خيالية ووصلت فيها لمرحلة مقابلة الوحش:

-" قابلت مدام شوشو"

ابتسم يوسف وترك الاوراق جانبا ثم وضع يده على فمه ممثلا الرعب وهو يشهق شهقة مفتعلة:

-" وبعدييييين"

وكزته في كتفه بخفة

-" بس يا يوسف متهزرش انا كنت مرعوبة بجد"

اراح يده على ظهر الاريكة ولمس خصلات شعرها المنثور عليها دون ان تشعر فاستلذ الامر واخذ يتلمسها في ارتياح وهي لازالت تتكلم عن شوشو ولا تشعر بهذا الذي يستمتع بما يفعل!!

-" ست قوية كده وأمورة وكمان طيبة وحنينة مع جوزها وابنها بس شكلها جبروت اوي مش عارفة  حسيت باحاسيس كتير متلخبطة لما قابلتها، عارف يا يوسف ..."

واقتربت منه لتكمل حديثها ومع اقترابها شعرت بلمسة يده تجذب شعرها بخفة فنظرت لشعرها واذ بها تراه يلف خصلاته حول إصبعه.  وكأنها أمسكت به بالجرم المشهود سحب يده بسرعة. 

لأول مرة يشعر بالارتباك هكذا لماذا أصلا اراد أن يلمس شعرها !! لماذا أصلا يشعر بأشياء يريد ان يفعلها معها ولا يستطيع مقاومتها لماذا ..!!

ظلت هي الأخرى على حالها منذ انقطعت آخر كلماتها ولكن عينيها ظلتا ترمشان في تؤدة وكأنها بين الحلم واليقظة وعادت إليها احاسيسها حين كان يشرب العسل من أصابعها .... وعادت إليه مشاعره حين أصابه العطب وهو ينهل شهدا من بين أناملها، ويتمنى لو ينهل شهد شفتيها هذه المرة وانتقلت أنظاره لا ارديا إلى شفتيها وانتقلت أنظارها معه إلى خاصته وتلون وجهها وشفتيها باللون الاحمر القاني ولاحظ هو توردهما.. لو فقط يستطيع قطفهما .... لو فقط يتسنى له أن ينعم بتذوقهما .. لو فقط يتمكن من  التوقف عن الاقتراب منها الآن وتتوقف هي عن النظر إليه بهاتين العينين الناعستين ..... لو فقط تبتعد أنفاسها التي بدأت تلهب بشرته .... لو فقط تنعدم تلك السنتيمترات الفاصلة بينهما ...... لو فقط!!!


           الفصل التاسع والعشرون من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close