رواية جميلة والوحش
الفصل الثالث عشر 13
بقلم سوزان محمد عبدالغني
المقدمة
في عالمين مختلفين عالم خيالي والآخر على أرض من الاراضين السبعة حكاية أربعة أشخاص
الأولي للأمير بيان الذي سُحِر فأصبح بشعاً وأصبح كل همه أن يجد فتاة جميلة تحبه فتنقذه من السحر
وفي العالم الموازي
مُغن مشهور يقوم أحد أصدقائه بوضع مادة غريبة في قهوته ليصير بشعاً لأن حبيبته معجبة بالمغني، فيسعي المغني للأنتقام من صديقه بجعل خطيبته تتزوج به بالرغم من بشاعة منظره
فهيا لنتعرف على الحكاية
**********
يجلس بيان مع جميلة لكي يشاهدا ذكريات بيان التى في صوره القديمة
فتلاحظ جميلة صورة وسط الصور
وتخبر بيان أنها صورتها
جميلة
انظر جيداً للصورة أنا تلك الفتاة التي تقف وسط الشارع أعطتك الزهرة الحمراء
بيان
فعلاً أنت تشبهينها كثيراً
جميلة
لست أشبهها بل أنا هي ، لقد تذكرت الآن لقد كنت اقف مع أبي عندما مر موكب الملك
وعندها نزلت أنت والملك ووقفت لتحي المارة الذين تجمعوا لتحية الملك
وعندها جريت أنا من وسط الحشود نحو عربتك وأعطيتك الزهرة وقام مصور المملكة بتصويرنا
بيان
فعلاً مصادفة غريبة لم أتوقعها، أفهم من ذلك أنك كنت معجبة بي منذ كنتِ طفلة في السابعة من عمرك
جميلة
تضحك لم أكن وقتها أعرف ماتعني كلمة إعجاب أصلاً، ولكن لا بأس لن أحرجك، فأنا لا أنكر أنك تعجبني الآن ولا أقصد شكلك وإنما طباعك الرائعة
فأنت حنون جداً وشجاع في نفس الوقت لذا أعجبت بك منذ كنا في القصر المسحور بالرغم من.......
بيان
لماذا سكتي أكملي؟
وقولي بالرغم من بشاعة منظرك
ولكن مالاتعرفينه جميلة أن طبعي كان أسوأ من شكلي بكثير، ولكن تلك التجربة القاسية علمتني طبائع جديدة لم أكن أتوقع أن أعرفها
فقبل أن أُسحر كنت مغروراً لا أبه لمشاعر أحد
وكم كسرت قلوب الفتيات دون رحمة!
فبعد أن أتقرب من الفتاة وتُغرم بي أملّ منها بعد فترة
فأطردها من حياتي دون أن أهتم لمشاعرها
وقد فعلت هذا مع العديد من الفتيات
وليس هذا فقط لقد كنت ابناً عاقاً لا أستمع لوالدي أو أعطف على أمي وأتحدث معهم بأسلوب فظ
وكم من مرةً حاولوا أن ينصحوني!
فكنت أسخر منهم ومن نصائحهم
لقد كنت جميل الصورة لكني كنت وحشا بالفعل
ولكن هذه التجربة القاسية التي مررت بها، علمتني أن الانسان إذا عاش من أجل نفسه خسر الكثير فلم أبني جسراً بيني وبين المحيطين بي كي يتمسكوا بي عندما أسقط
وعندما أصبح شكلي بشعاً كان الجميع يهرب مني
ومن رائحتي الكريهة دون استثناء حتى والدي أبعداني عن القصر لأنهما لم يستطيعا تحمل شخص بشع من الداخل والخارج
لهذا السبب
عندما جئت للقصر المسحور وعشت معي لاحظت
أنك لا تنفرين من رائحتي البشعة ولقد سعدتُ وقتها كثيراً أنك فاقدة لحاسة الشم حتى لا تنفري مني
كما يفعل الجميع
جميلة
وأنا أيضاً سعيدة بزواجي منك، ثم تقترب منه لتحاول تقبيله
ولكن بيان يبتعد عنها
آسف جميلة فيجب أن نتجنب الإقتراب من بعضنا على قدر الإمكان حتى ينتهي الشهر وأنت تعرفين السبب
ثم يقول لنفسه:
آسف حبيبتي فأنا لا أستطيع لمسك بالرغم من شوقي إليك، حتى لا تتحولي لوحش وتعاني مما عانيت منه أنا ، ليس لأني لن أتحمل رؤيتك فأنا سأقبل بك مهما كان شكلك ولكن حتى لا تعاني أنت عندما تنظرين لنفسك في المرآة
جميلة
لماذا صمت فجأة ؟
بيان
أبداً أنا أتأمل في جمال الملكة الصغيرة وأحسد نفسي عليها
جميلة
بل أنا من يحسد نفسه عليك فلم أتوقع حتى في أحلامي أن أكون زوجة الملك يوما ما
ومن يدري ربما حدث لك ذلك حتى نجتمع سوياً
فلو عرفتني قبل أن تسحر ماكنت أدخلتني عالمك الساحر
بيان
معك حق لا أنكر أنني كنت مغرورا وأغلب الظن أنني كنت سأعاملك بشكل سئ
بالمناسبة لقد طلبت من طبيب الملك أن يفحص والدك
وقد أخبرني أنه سيجهزه للعملية قريباً جداً
وقد خصصت له و لأخوتك قصراً صغيراً من قصور الملك وخدماً ليرعوا والدك ويقوموا على طلبات إخوتك
جميلة
تمسك يديه شكرا زوجي الرائع، أنا لا أعرف كيف أشكرك
بيان
لا تشكريني فهذا واجبي
*****
في مكان آخر في قلعة السجناء
الوزير سعدان
لي 25عاماً في هذه القلعة أحاول الهرب ولا أستطيع
فخاتمي السحري أخذوه مني ووضعوه في خزنة السجن والقلعة محصنة ولم أستطع الهروب منها
وأنا أحفر نفقاً في زنزانتي منذ وقت طويل حتى
حتي أصل للخزنة وآخذ خاتمي الذي سيخرجني من هنا ثم يحفر فيظهر نور
سعدان
أخيراً وصلت للخزنة وسأخرج من هنا
*******
في عالمنا
يجلس سامح في مختبره
وبعد عدت ملاحظات لفئران التجارب التى حقنها بنفس المادة التي أعطاها مراد لأدهم لاحظ تشوه الاناث بعد لقائها بالذكور حتى بعد شفاء الذكور
وكذلك تشوه الأجنة الناتجة
ياويلي يجب أن أخبر أدهم بالنتائج كي لا يقترب من زوجته فقد يحدث معها مثلما حدث مع فئران التجارب
ثم يتصل أكثر من مرة ولكن هاتف أدهم غير متاح
ما العمل الآن لقد أخبرني أنه لم يعامل فتون كزوجة حتى الآن، ويجب أن ينفصل عنها قبل أن يلحق بها الأذي
لا يوجد حل غير أن أذهب إليه بنفسي واخبره
ثم يغير ثياب العمل بسرعة ويتجه نحو الباب ليفتحه
فيجد مراد قد رفع يده ليدق على الباب
مراد
رب صدفة خير من ألف ميعاد إلى أين أنت ذاهب ياصديقي
سامح
لا شأن لك أبتعد عن طريقي
يمسكه مراد من ذراعه ويدفعه لداخل الشقة ويغلق الباب ثم يقول له:
نحن لم نتحدث بعد وأنا أريدك في أمر مهم
سامح
ليس بيننا حديث وإذا لم تخرج حالاً سأستدعي لك الشرطة لتقبض عليك بتهمة التعدي، ويكفي ما فعلته في المرة الماضية
يمسك مراد بهاتف سامح ويضربه أرضاً والآن لن تستطيع أن تتصل بأحد فاجلس كي نتحدث بهدوء
سامح
هل أنت مجنون؟
لقد أتلفت هاتفي أيها الغبي
مراد
كفاك صياحاً واسمعني، كيف استطعت إيجاد علاج لأدهم مع أني لم أخبرك بالمادة
سامح
أنا عالم وأعتمد على الملاحظة وعرفت أنك وضعتين مادتين لتكبير الغضاريف ومادة تسرع عمل هرمون الكبر فعملت على الترياق ووجدته
مراد في نفسه: إذاً لا يعلم أنني وضعت ثلاث مواد وليس مادتين ولعل المادة الثالثة ستحدث نتائح سلبية لأدهم لاحقاً ممتاز
ثم يقول لسامح:
حسناً أنت فعلاً عالم ذكي ولكن هل سيؤثر ذلك على فتون بشكل ما
سامح
في نفسه لن أخبره الحقيقة فهو غير مؤتمن وقد يفعل شيئاً سيئا
ثم ينظر لمراد، لا ليس له تأثير مطلقاً على فتون
مراد
في نفسه:
جيد فبرغم مافعلته فتون معي ولكني لازلت أحبها
ولا أرغب في أن تتشوه حتى أستعيدها مرةً آخرى
رغما عن الجميع ولكني لن أخبرك حتى لا تقل شيئاً لأدهم، ثم ينظر لسامح
لقد أردت أن أعرف فقط ففتون خانتني مع أدهم
وكنت اود أن تأخذ جزائها
ثم ينظر أمامه على الطاولة ماهذه القارورة
سامح
لو أخبرته أنها تمحو الذاكرة لمدة يوم قد يستغلها في أعماله الشريرة لذا فلن أخبره الحقيقة
ثم يقول لمراد
أنها مادة لتقوية الذاكرة وقطرة واحدة تكفي لمضاعفة الذاكرة بنسبة 10٪ ولكن يجب الا تتجاوز الجرعة سبع نقاط
مراد
جيد سأخذها فأنا أحتاج لذاكرة قوية هذه الفترة ولكن يجب أن أجربها عليك أولاً
سامح في نفسه:
ياويلي فكل نقطة تجعلك تفقد الذاكرة ليوم كامل وأنا أحتاج للذهاب كي أخبر أدهم بما عرفته
ولكن لو لم أفعل سيرتاب مراد وقد يعطيني الزجاجة كاملة فأفقد الذاكرة للأبد
يقف سامح ويحضر كأسين بهما بعض العصير
تفضل
مراد
شكراً ياعزيزي ثم يأخذ يملئ القطارة ويضع قطرة على كوب سامح ويقول له: هيا اشرب أنت أولاً كي أطمئن
يأخذ سامح الكأس ويشربه وهو يقول لنفسه سيكون أمامي ربع ساعة حتى أفقد ذاكرتي واستطيع الذهاب لأخبر أدهم قبلها بألا يتقرب من فتون
مراد
يبدو إنك تقول الحقيقة حسناً سآخذ أنا نقطتين لأستطيع التخطيط جيداً لمستقبلي
ثم يشرب الكأس
سامح في نفسه:
ما أخذته ياغبي سيكفي لتفقد الذاكرة مدة يومين وتبتعد عني حتى أجد حلا لك فربما اجد علاجاً الأخلاق السيئة
مراد
لماذا تبتسم؟
سامح
أبداً ولكن هذا الدواء يحسن الميزاج
هيا يجب أن تنصرف الآن فقد تذكرت موعداً
مهماً وقد تأخرت كثيراً
مراد
حسناً سأذهب الآن ولكن سأعود مرةً آخرى
ثم يخرج مراد بينما يغلق سامح شقته ويتجه مسرعا
نحو سيارته كي يخبر أدهم بالنتائج قبل أن ينسي بسبب الدواء
ولكن يجد إطار سيارته فارغاً
ماهذا الحظ،يأتي مراد أمامه قائلاً:
هل تريد توصيلة؟
سامح
لا فطريقك غير طريقي
مراد
كما تشاء سلام ثم ينصرف
سامح
سآخذ سيارة أجرة، ثم يُوقف سيارة بصعوبة
لو سمحت فيلا أدهم المغني هل تعرفها؟
السائق
بالطبع ياسيد فهي مشهورة جـداً
ولكن الزحام يأخر يعطله ويبدأ تاثير الدواء حيث نسي سامح لماذا خرج من الاساس
وعندما تصل سيارة الاجرة أمام الفيلا
السائق
لقد وصلنا
سامح
لماذا حضرت لفيلا أدهم في هذا الوقت المتأخر
يبدو أني لم أعد أفكر جيداً
لو سمحت اعدني لنفس المكان الذي اخذتني منه
**
في ذلك الوقت كان أدهم يتقرب من فتون ويخبرها أنهم هذه الليلة سيكونان زوجين بالفعل
اللهم وصلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد