أخر الاخبار

رواية حبيبي رجل استثنائي الفصل الواحد والعشرون 21بقلم سنيوريتا ياسمينا احمد

 

رواية حبيبي رجل استثنائي

الفصل الواحد والعشرون 21

بقلم سنيوريتا ياسمينا احمد 



 ( وسقط بين يدها المنتقم  )


فى الملهى 

 

جلس عبود الى جوار فهد وحاول ان يفتح معه اى حوار لكن فهد لم يكن ابدا يبادله الحوار الذى بدء بـ :

_  عامل ايه ؟


منحه فهد نظره خاطفه واجابه بهدوء واستنكار :

_ كويس 


لوى عبود فمه فهو يعرف حدة ذكاء ابنه والذى فهم للتو انه يريد شيئا معين  ولكنه عاود 

السؤال قائلا :

_ ومراتك عامله ايه ؟


هنا استدار اليه فهد كليا وشمله بنظره ثاقبه حتى تاكد من ظنه والده يريد اخباره شيئا ولكنه 

لا يعرف من اين يبدء فهدر محفزا :

_ ما تدخل فى الموضوع على طول ,,وتقول عايز ايه ؟


اذدراء عبود ريقه وهتف مستجمعا قواه :

_  الصراحه كدا انا عايزك تطلق البت دى ,,,


رمقه فهد بنظره مفترسه فاسترسل  عبود موضحا :

_  ما تفهمنيش غلط  البت  بقالها مده معانا وانا خايف عليها انت عارف ان شغلنتنا خطر 

وما ينفعش يبقى فيها  حريم وبقول يعنى لو تخلص الحكايه دى قبل ما تجيب عيل وتربط 

اكتر 


ظل فهد يستمع اليه بثبات وكأنه يفهم ان حجته واهيه وورائها شيئا اكبر من هذا فساله :

_   فى ايه ؟ ايه اللى فكرك بيها بعد المده دى  ؟

لوح عبود بلا مبلاه  :

_  لا مافيش  انا بس عايز نرجع نتلم زى ما كونا  و,,,,

اوقفه فهد وهو ينهض :

_ لما تقول الحقيقه  ابقى افتح معايا الموضوع دا تانى ,مش ناوى  ما تفتحوش معايا  تانى 

ماشي 


ترك طاولته تماما اتخذ اخرى  وترك والده  متحيرا من اخباره الحقيقه او انكارها 



فى داخل الفندق 


كانت الفوضى الحقيقيه  بعد اطلاق النار على توبا لا احد يعلم اين اختفت هى وسلطان 

ولا احد يعلم ان كانت على قيد الحياه ام لا  تولت رزان الاداره فور غيابه وضبطت الامور 

حتى لا يتضرر العمل  ...


كررت رزان الاتصال عبر هاتفها على سلطان  لكن لا فائده  فالهاتف مغلق  تسأل جاسر 

الذى يقف الى  جوارها :

__ لسه  قافل تليفونه ؟


هتفت  وهى تعض على شفاه بيأس ونظراتها معلقه بشاشة هاتفها  بـ :

_ اه ,,, كويس ان عزيز باشا مسافر والا  بقت كارثه غيابه دا 


اسرع جاسر بالدفاع هادرا بهدوء :

_ ما غابش كتير دا مجرد يومين وبعدين لو هنتكلم عن الكارثه يبقا اللى الكارثه اللى انتى عملتيها 


التفت له رزان وقد ظهر غضبها قبل ان تهدر بـ :

_  بقا كدا البنت دى لو كا نت خرجت من الباب كان زمانكم كلكم مشرفين فى السجن اولهم اللى خادها ومشي 

ظل على نفس هدوئه فهو رجل موت لا يفرق معه الموت المهم الطريقه :

_  مش معترض على موتها ,,بس امته بنسيح دم , انتى عارفه  الدم صعب يتمسح 


نفخت بضيق وتحركت من امامه مر على ذكراها   لهفه سلطان على توبا  ,,, و فقدت صوابها وهدمت كل القواعد 

 تحرك من ورائها جاسر  دون اضافة شئ اخر ,,




عند أنس 


كان ممدد على فراشه فى طور الاستيقاظ و يتردد على مسامعه  جمله واحده 

بصوت غزل الحزين  بـ :

_ حاااامل ,,


نفض من رأسه أى شئ ولكن غصه فى قلبه لم يمكنه تجاوزها  حرك يده على شعره 

ونفضه   بقوة  حتى  وهو نائم  يشغله  نفس الموضوع ولا ينساه  مهما 

جاء من بعده الأهم   طرقات الباب علت  فصاح بملل :

_ ادخل 


دخلت اليه فتاه  مفعمه بالحيوايه والنشاط فى عمر العشرين  وصاحت بمرح  :

_ أنوس ,, بيبى   قاعد  كدا ليه يا عريس 


دفع الغطاء عنه واجاب  بإبتسامه  زائفه  :

_  أنوس بردو  ,, عيب لما اضربك وانتى  زى الشحطه  كدا 


اقتربت منه ومدت يدها الى وجنتيه وقرصتهما بمشاكسه  واستمرت فى تحريك وجهه للجهتين 

كى تزيد من دلاله  واستغلال حبه  لها  :

_ حبيبى أنا ما يا قدرش  ,يا اخواتى عريسي انا هتخطفوا  منى  ام اربعه واربعين 


دفع يدها  واسرع  بإمساك الوساده الجانبيه  وظل يلكمها بها  فى مرح وجنون قائلا  :

_ انتى  هتختبرى صبرى ميت مره أقولك انى انا أخوكى الكبير  مش انتى ..


تعالت قهقاهتها  فهذا تحديدا ما تريده هو مشاكسته وايصاله الى مبادلاتها الجنون  

تخلصت من دفعات الوسائده وهرولت نحو الخارج  وهى  تهتف بتحدى :

_ انا مــامـــا يـــلا   ,,


ركض من ورائها متوعدا بـ :

_ بقى كدا ماشي يا لين  ,,ليلتك مش معديه 


وصل اليها اخيرا ولائحت ابتسامة الشر المتوعده فهرعت لين يدها بسرعه فى وجه 

وأسرعت بالرجاء :

_ خلاص يا أنس باشا 


قهقه بمكر :

_ لا دا كان من خمس دقايق وانتى جايه تصحينى  يا حلوه 


لجئت لين للإستغاسه لا مفر فأنس  سيضربها بمزاح حتى يقطع أنفاسها :

_ مــــــــــــا مـــــــــــــا  ,, إلـــحقينى يا ماما 


انقض عليها أنس مصرا :

_ انتى كل مره على كدا  والله ما انا سايبك ,,هريكى ضرب انهارده 


ظلت تستغيث وتنادى :

_ يا ماما يا ماما 


حتى دخلت والدتها فى التو السيده نبيله  والدتهما  تهدر بتذمر :

_ تانى يا أنس قولتلك ميت مره ما تاخدش على كلامها  


هدر وهو يعقد ذراعيها أمامه  :

_ بضيقنى يا  ماما  وانا مش هسيبها الا لما تبطل 


ظلت لين تحاول الخروج من يده وهو متمسكا بها ويحاول الوصول لكتفها لكى يقطمه

وهى تطلق صرخات ممتزجه بالضحك  فى وسط هذا الصخب  تحركت نبيله بإتجاهم 

وسحبت لين من يده  وهى تهدر بأسف :

_ والله انا م عارفه هتبطلوا امته لعب العيال دا ؟   مي  لما تيجى  هتعيش ازاى وسط جوز 

المجانين  اللى هو انتم 


عادت لين تهدر بحذر من وراء والدتها ب:

_  ما حدش هياخد عريسى منى 


ابتسم انس وهدر متوعدا :

_  انا لو كنت عريسك كنت موتك يوم الفرح وابقى كدا طيب كمان دا انتى عايزه واحد يشكمك  


اجابته لين وهى تخرج لسانها :

_  امممم ..يا سلام 


صاحت والدتهما بـجنون :

_ بــــــــس حرام عليكم هتصدعونى , شوف هتخرج انت ومى امته عشان تنقوا الفستان 


التف اليها انس وتسأل :

_ انا مش عارف هما  استعجلوا على الفرح كدا ليه دا كان لسه فاضل شهرين 

 

اجابت والدته دون اهتمام :

_ واحنا ايه يضيقنا حتى نفرج بيك ,,,,,,,,, ثم استرسلت وهى تشير نحو لين 

 ونلاقى حد يوقف المجنونه دى عند حدها  


هتفت لين معارضه  :

_ مش هتقدر انس دا حبيبى انا 


حرك أنس رأسه بإيماء يأسه  وهم بالخروج قائلا :

_ انا نازل اخد مى  ونروح ننقى  البدل 


اسرعت لين بالقول :

_ اجى معاك 


وكزها وهو يخرج من الغرفه فى رأسها وأغاظها بالقول :

_ مش عايز عزول  انا وعروستى 


ظهر الغضب على وجها وصاحت بصوت جهور كى تسمعه :

_ هقتلهالك اللى فرحان بيها دى 


كممت والدتها فمها وهدرت :

_ انتى  اسكتى بقى 



فى الملهى 


لقد ضج المكان بالقلق  بعد علمهم بما حدث بالاعلى نعم مر يومان لكن   غياب سلطان 

هو عين الفوضى  انه اشرس المدرين الذين مروا على الفندق الافعى السامه التى تصتاد فرائس 


بسهوله وتلقيهم فى القبو  غيابه هو الانهيار الحتمى الى هذا المكان   فمن اين يجد عزيز ألمظ 

شيطانا مثل سلطان  ليقود هذا الصرح عوضا عنه   , القلق الاكبر كان من نصيب جودى 


فخطتها لم تكتمل بعد   ووفاة توبا ليست فى صالح الجميع  انها كانت الفخ الامثل لسقوطه 


من سماء هذا الفندق  ونحقيق حلم انتقامها منه ,,,,


 دخلت رزان لتقطع شغلهم الشاغل بالتزين  وتصيح بحزم :

_ انتوا لسه ما خلصتوش   ,, يلا انتى وهى بسرعه

 

تحركن ببطء دون عزيمه  فهذا العمل  كريه بالنسبه لهم ايضا غياب سلطان جنبهم 

الخوف من العقاب  ظلت رزان ترمقهم  بضيق فهى تفهم ما برأسهم  وسط نظراتها 

الضيقه اقتربت منها  جودى  فإنبهت لها رزان وهدرت بحده :

_ عايزه ايه انتى كمان 


سألتها جودى  بحذر تام :

_ هو ما فيش اخبار عن سلطان ؟


انفعلت عليها رزان وصاحت بها :

_ ما تدخليش فى اللى مالكيش فيه ويلا على شغلك 


دفعتها من وجهها بغضب لتصرخ بالبقيه فى عنف :

_ يلا منك ليها انتو بتستقلوا بيا  دا انا  ألعن من سلطان واليله دى هتبقى اسود ليله 

على دماغكم عشان الكسل اللى انتو فيه دا 


هتفت جودى بغضب :

_ واحنا يعنى عملنا ايه  ؟ احنا عايزين نطمن على البنت ..


اقتربت منها رزان وسألتها بسخريه :

_ لى  هى كانت من بقيت أهلك ,,,,استرسلت بصراخ وهى تجذبها من شعرها 

_ مالك بيها يا ×××××  انتى ليلتك سودا

تتابعت صرخات جودى وهى تجاهد تخليص نفسها من يدها الباطشه  , 

 وكل الفتيات ظهر الرعب على وجوهم  وحاولن الاقتراب لتخليصها من يدها لكن لا فائده 

قد نوت افراغ  كل غضبها بها 

نادت رزان  بصوت عال,,,, جــــــــاســـــــر 

احتد وصرخت غاضبه :

_ اللى فيكم هتقرب يبقا مصيرها زيها  ويلا عشان نطلع 


وتحركو  بسرعه وقلق  وتجاهلو الموقف كاملا  سوف تعاقب جودى مهما فعلوا 

دخل جاسر يسأل بعينيه ما المهمه المطلوبه  فهتفت رزان  بجمود وسط ترقب الجميع :

_ مــيه نــــار 


 صرخت  جودى  بهلع  وهذا ابدا لم يؤثر على  رزان ستفضى غضبها بالجميع  لتثبت قوتها 

فى غياب سلطان  دفعتها بإتجاه جاسر  كخرقه باليه  ودون اى شفقه  التقطها جاسر بصمت 

وصاحت هى بالفتيات  :

_ يـــــــــلا ....


خرجن معها نحو مصيرهم  بصمت وتالم  وتركنا زميلتهم تقاسي  من غضب رزان ,,,


صعدو جميعا ورائها  وفى نفس كل واحده خوف وترقب مما سوف تفعله  بلاخص فى نفس مرمر 

التى كانت تنوى اليوم ايضا افتعال حجه لكى لا تخرج معهم بسبب غياب حقى المطول والغير مفسر 

لكن لابأس لابد أن فهد سيحللها المشكله  كعادته  ,,


وصلو الى الصاله ,,


وانتشروا حسب اومرها  وعندما جاء دور مرمر فى الاشاره سارعت هى بالهتاف :

_ انا هروح عند فهد 


ظهر ت الحده على وجه رزان قبل ان تهدر بـ :

_ انتى هتنقى ولا ايه يا روح امك  اتظبطى بدل ما اظبطك ,,,,

 

قاطعتها بسرعه برجاء :

_ حاضر  بس انا عارفه هو عايزنى وانتى عارفه فهد لو مش عايزنى هيطردنى شوفى بنفسك

وان طردنى هرجعلك تعملى فيا اللى انتى عايزه 


رمقتها مطولا بحنق لكنها اقتنعت لا اخد يقترب من فهد دون إرادته :

_ ماشى هسيبك بس عشان انا نفسي من زمان اعاقبك ,,


ثم امسكت براسغها بعنف واسترسلت ,,,  لازم تعرفى كويس ان هنا ما فيش حب حقى زيه 

زى اى زبون  وانتى ×××× فاهمه 


حركت رأسها بقبول وحزن فحقى حبل دائب متعلقه به فقط كى ينجدها مما صعب عليها التاقلم 

عليه ,,,


دفعتها اخيرا وهى تهدربقرف  :

_    يلا ورينى ,,


سارعت بإتجاه فهد وكأنه طوق نجاه مع كل خطوه  تحاول الخروج من حالتها اليائسه 

وما ان اقتربت منه  حتى جلست الى  الى قدمه دون مقدمات وحاوطت عنقه وهذا ما أثار غضب 

فهد  من مباغتها الوقحه واندفع يهدر بعنف :

_ انتى شاربه ولا ايه ؟


هتفت من بين أسنانه بخوف وهى تصتنع الابتسام :

_ اروجوك يا فهد رزان بترقبنى ولو مشتنى  هتموتنى   خلينا كدا لحد ما عينها تشال من علينا 


صاح بها فى جنون :

_ انتى شاربه ايه  ولا مفكره نفسك مين عشان تقعدى بالشكل دا  ,,


دفع يدها عن عنقه    فعادت تحاوط عنقه من جديد وهتفت بتوسل :

_ حرام عليك افهم بس اليله دى ليله صعبه على كل البنات رزان مستحلفلنا   وهتعاقب جودى بمية النار 


اتسعت عينه وكأن الصدمه  أّذهلته’ رسم ابتسامه زائفه لرزان وهى الاخرى اتقنت الدلال لتظهر معه فى صوره حميميه


تحميها من بطشها وما أن ازاحت رزان عينها عنهم بإطمئنان  , حتى مالت مرمر بسرعه الى كتفه تبكى  دون اصتــناع  لقد اردات أى حمايه من  شخص واحد غاب عنها  لمده طويله  ,,, (حــقــى )   

 

والذى هو الان على بعد  امتار قليله منها والدم يغلى فى رأسه  مما رأى  ظل ثابتا مكانه  عندما شاهد 

مرمر فى احضان أخوه هى لا تهمه بقدر  فــهد  الذى يخطف كل شئ منه حتى عاهرته  


صر على أسنانه  وجاهد  حتى تمالك نفسه وقرار تدمير فهد نمى بشكل جدى  فى عقله فرفع 

هاتفه والتقطت له عدة صور ,,,




فى المستشفى 


كانت ترتدى قميصا ازرق اللون  ممده اعلى فراش ضيق وجسدها موصل بعده اجهزه طبيه  

بينما يجلس سلطان فى المقعد المقابل يمسك بيدها ومنكبا على وجه  مازالت فى مرحله خطره 


لم تتجاوزها بعد   لقد وقفت الحياه على توبا  لم يعد يشعر بأى معنى يدور من حوله  ولا أمل لديه 


إلا نجاتها   لقد مر يومين وهى على نفس حالتها من وقت نقلها  من الفندق فى سيارة الخاصه 

الى مستشفى عزيز ألمظ الاستثمارى  والذى يشترك فيها بنسبه  كبيره والتى ستسمح بالطبع 


بقبول حاله مجهولة الهويه  ذات إصابه خطيره أثر طلق نارى دون احداث  ضجه او حتى اخبار 

اى طرف حكومى ..


وسقط بين يديها المنتقم   غامر بكل ماضيه ومستقبله باحضارها الى هنا  لقد عرف جيدا معنى 

أن تضيع احلامك  وحب طفولتك  من بين يدك وأنت لا تملك  شئ سوى القبول بأنك لم تعد 


على قيد الحياه  هذه الرصاصه اثبت أن  توبا  ليست شيئا عاديا ولا  حتى  وسيله لفض غضبه 

من مما جرى  له أو مما اصبح عليه الآن   ,,,  


ساعات طويله وهو على نفس حالته  لقد ضاع شيئا مهم فى حياته شئ كان يجبره على الحياه 

مجرد فكرة فقدنها تزيد من تمسكه بيدها ورغبته الملحه فى فتح قلبه ودثرها داخله 


دخلت الممرضه بهدوء لتبدل اليها قنية المحلول  رفع وجهه ببطء ورأسه هاجمها الدوار 

اجفل عينه بتعبت وحك جبهته بتلقائيه من أثر الصداع الذى  آلمه  ثم استجمع ما بقى 

من جهده  وهتف متسائلا :

_ هـــتــفــوق أمــتـــه  ؟!


اجابته الممرضه فى اليه :

_  زى ما حضرتك فاهم  الاصابه كانت خطيره  و....... 


قفز من مكانه وصرخ بحده وانفعال :

_ انا عارف الكلام دا , سألتك سؤال جاوبى على طول هتفوق امته ؟


ارتجفت من حده رغم يقينها بأن حالته الصحيه ليست كافيه ليقف مطولا على قدمه فهو يهتز الان 

بسب انخفاض ضغطه  والذى بالفعل جعله الآن يسقط أعلى  كرسيه فاقدا الوعى  ,,


هرولت بسرعه  بإتجاه وفتحت عينه بيد مرتجفه  وما إن تأكدت من فقدانه التام للوعى  ضغطت 

على زر الاستقبال  لتستعين  بفريق الممرضين لإسعافه  ,,

 

بين مى وأنس 


دخلت سيارته الفارهه  بحجابها الطويل  تهتف برقه :

_ السلام عليكم 


اجاب ووجهه ينير بإ بتسامة رضاء :

_ وعليكم السلام يا قمر ,,


نظرت باتجاه النافذه وابتسامتها الخجله تلوح فى المرآه  فاسترسل وهو يلتف اليها :

_ انا بحس ان ربنا راضى عنى أوى لما ببص فى وشك  قمر والله يا مى 


هتفت باحراج :

_ بس بقى يا أنس بتكسف والله 


اتسعت ابتسامته  والتف ليجس بأريحيه على كرسي القياده ورأسه يحسب كل خطواته 

القادمه مع عروسته التى انتقاها بعنايه  لتكون زوجته   فهى من اسره عريقه وبنت رجل اعمال 

مشهور ذوثقل فى السوق وصاحبة ادب وجمال  ,نسي بها تماما سجى وعلل ان كل ما اقترفه فى الامس 

مع ضحيته كانت تستحقه  ’’ 



فى شقة صبحى 


وقفت فى المطبخ تعد طعام العشاء لاخوتها  ولكن اصابها الغثيان  بسبب رائحة 

الطعام  هرولت بسرعه نحو الحمام لتفرغ فى معدتها  ومن بعدها سقطت ارضا 


تبكى بحرقه  على ما جنته على نفسها  وما هى الاشهور بسيطه ويظهر انتفاخ بطنها 

فى آن ذاك ما العمل؟ 

ظلت تهتف ببكاء مرير وهى تلطم وجنتيها بحسره :

_ ايه اللى عملتوا فى نفسي دا  ... يا مصبتى يا مصبتى 


ندمت بعدما فات آوان الندم لقد قضى امرها وضاع منها شرفها ومستقبلها 

دمرها خائن وتنصل من مواقعتها واصبحت الآن هى الباغيه فى نظر المجتمع 

نادتها والدتها من الخارج بـ :

_ سجى ,,سجى 


كففت دموعها سريعا ونهضت بسرعه لتجيب بنبره متحشرجه :

_ ايوه يا ماما جايه 


هتفت والدتها :

_ سيبتى الاكل على النار يتحرق طيب كنتى طفى 


خرجت وهى تلملم خصلاتها المتدليه  بعشوائيه ونطقت صوت متقطع :

_ معلش اصلى كنت فى الحمام 


كانت والدتها تقف بجوار الموقد  تاخذ دورها فى اعداد الطعام  وما ان انتبهت لنبرتها المتعبه 

حتى تمعنت فى وجهها وقضبت ما بين حاجبيها  وتسألت بقلق :

_ مالك يابت وشك أصفر كدا لى ؟


ارتبكت سجى واشاحت بوجهها بعيدا عنها وهدرت نافيه :

_ ما فيش حاجه 


اقتربت منها والدتها وسئلتها بلوم :

_ ما فيش ازاى انتى وشك اصفر  ومش قادره تاخدى نفسك 


اذدات توتر سجى وتحيرت فى اقناع والدتها انها بخير ولكن دخل والدها منقذا الموقف 

وهو يقدم الهاتف الصغير الخاص به قائلا :

_ خدى يا زينب غزل بتطمن عليكم 


اختطفت الهاتف من يده بابتسامه وقد أنسها هذا الحدث حالة سجى  المرضيه هتفت :

_ غزل ازيك يا حببتى عامله ايه ؟


اجابتها غزل بصوت حزين فالغرض من المكالمه من الاساس هو الاطمئنان على سجى :

_الحمد لله يا ماما  انا كويسه انتو ازيكو وسجى عامله ايه ؟


هدرت زينب وهى تجلس على الكرسي القريب متأوه من وقوفها  مده :

_ اااه ,, سجى تعبانه مش عارفه مالها وشها اصفر ومش عجبانى 


اذدرئت سجى ريقها والتفت تستكمل ما تركته والدتها وقلبها يرقص على الجمر من فرط القلق 

نفس الاحساس كان من نصيب غزل التى تخشي اكتشاف والدتها للامر فهتفت بسرعه :

_ ما تقلقيش يا ماما  تلاقيها عندها  شوية برد ولا حاجه  ,,,واسترسلت مطمئنا اياها 

انا لما اجيلكم بكره هجيبلها دواء من الصيدليه المهم  انتى ما تشغليش بالك انت ى كمان تعبانه 

وخلى بالك من صحتك 


هدرت زينب بسعاده :

_  ربنا يريح قلبك يا ضنايا و يسعد قلبك يا بت بطنى ويفرحك ويرزقك بالذريه الصالحه

قوالى ,,,, امـــــين 


اصابت الدعوه جرحا فى نفس غزل لقد حرمت نفسها من الامومه من أجل قلبهاوحرمت فى طريقها 

والدتها من ان تنعم بالحفيد الذى تخيط له الصوف ليلا ونهارا وبرغم من كم الوجع الذى بها الان هتفت 

بصوت راجى :

_ آآمــيـن  .... لعل الله يشفى فهد  مما تعتقده مرض 


تشدقا والدتها بسعاده :

_ انا خلصتلك اربعه اتنين لبنى واتنين بامبى  اهو لو جبتى ولد خدي اللبنى


ونشيل البامبى بقا لسجى يمكن تجيب لنا بنوته 


شهقت غزل وسجى فى فم واحد مما لفت انتباه زينب وسألت بقلق :

_ فى ايه مالكم انتوا الاتنين زى ما يكون قرصكم تعبان 


استدارت سجى بسرعه لتخطف منها الهاتف  وركضت به نحو غرفتها  اغلقت الباب 

من ورائها وهتفت بصوت منخفض  وهى تحيط يدها الاخرى بالهاتف  :

_ غزل انا تعبت انا  بموت انقذينى  بالله عليكى 


ادركت غزل ان اختها  خطفت الهاتف بعيدا  وهتفت بإطمئنان :

_ حاااضر يا سجى هتصرف  بس انتى حاولى تدارى اكتر عن عين ماما 


اجابتها سجى ببكاء :

_ بدارى والله  هى اللى بتيجى ورايا وانا ابتديت احس بتعب جامد ومش قادره على شغل البيت 


ظهرت نبره غزل الحائره عبر الهاتف  بـ:

    

    _ انا هاجى ألهيها عنك وأعمل مكانك واخدك عندى وقت طويل عشان ما تشكش فى حاجه 


وضعت سجى يدها على فمها كى تحبس انفاسها ولا يسمع صوت نشيجها :

_ بالله عليكى يا غزل خلصينى من اللى انا فيه

 

اعترى غزل الحزن من الحاله التى وصلت اليها اختها  وهتفت تطمئنها بوعد زائف لعله يطمئنها :

_ انشاء الله كل حاجه هتعدى على خير 


خيم الصمت على الاختين فمن اين يأتى الخير من الشر لكن وحده الله يدبر الامر

 

عند انس ومى 


فى احدى المحلات الشهيرة والمرموقه كانت تحرك مى وأنس بين الفساتين البيضاء 

وينتقون بعنايه فستان ليله العمر  فى ظل أن  هاتف أنس لم يسكت عن الرنين   والذى ازعج 

مى وجعلها تهتف  بتبرم :

_ يا أنس رد على اللى بيرن عليك دا 


مع انه يعرف هوية المتصل الذى لايمل حاول الثبات  وهدر دون مبلاه :

_ مش مهم يا حببتى وانا معاكى مش محتاج حاجه تانيه  


ابتسمت ابتسامه ناعمه واشارت نحو احدى الفساتين  قائله باعجاب :

_ دا حلو هدخل اقيسه 

وقبل ان يشير لها  بالسماح صدح الهاتف من جديد  فهدرت هى بتشنج :

_ يووو انا هدخل اقيس وانت رد ولا اقفل تليفونك احسن  ,,


حرك رأسه بالموافقه  ودس يده الى جيبه ليمسك بهاتفه  ويوزع نظرته بينه وبين 

خطواتها التى تبتعد  حتى يتثنى له  الإجابه على سجى فـمحاولاتها لن تنتهى حتى يغلق 


هاتفه  , سحب نفس مطول واخير وبعد مده طويله قرر ضغط زر الإيجاب  وهدر بـحده :

_ انتى عايزه ايه احنا مش قافلنا الموضوع خلاص 


كانت ملهوفه على اجابته لدرجه انها لم تصدق لم يكن شوقا بل كان أمل ان يغطى فضيحتها 

المحققه  هتفت بلهفه :

_ أنس بالله عليك  الحقنى  ,,انا مش عارفه اعمل ايه  ؟


سرى فى نفسه قشعرينه بسيطه من نبرتها المستغيثه  لكنه نفض ذلك الشعور سريعا واستعاد جموده قائلا :

_ بقولك ايه  .. اللى حصل حصل  وانا ماليش دخل روحى شوفيلك مــغـفـل   لبسيه اللى فى بطنك دا 


ظهر نشيجها  عبر الهاتف وكررت بتوسل :

_ ابوس ايدك اتجوزنى وبعدها طلقنى  عشان خاطر اهلى بس 


تكرر ذلك الوخز من جديد  لكنه بسرعه اماته  بقول :

_ اتجوزك  ,,انتى بتحلمى  ولا ايه  , انا وخطبتى  بنقى فستان الفرح عايزانى اسيب 

بنت الحسب والنسب اللى ما مسكتش ايدها غير بعد كتب الكتاب  واتجوز واحده سلمت نفسها لراجل ما تعرفوش 


  بقولك ايه اقفلى واياكى تتصلى بيا تانى والاهفضحك إ دارى بمصبتك دى بعيد عنى  ,,


اغلق الهاتف سريعا قبل ان يسمع  المذيد من نشيجها الذى يؤرقه  لكن انفاسه لم تنتظم بعد 

وكأنه كان فى عدو سريع  اجفل عينه وحاول رسم ابتسامه طبيعيه  دون كدر حتى  لا تلاحظ 

"مى"  أى شئ   ثوان معدوده حتى استعاد مزاجه  وعندها ازاحت مى باب غرفه القياس لتظهر بشكل 

رائع فى ذلك الفستان البديع  ابتسم بسعاده وهو  يهتف :

_ ايه الحلاوه دى  اجمل عروسه فى الكون 


طأطأت مى رأسها بخجل   وهرب الكلام من شفاها الا كلمه واحده  قالتها بخفوت :

_ مرسي ,,


ليقترب منها أنس هادرا بتسليه :

_ مرسي ايه هو انا بعزم عليكى   انا بقولك انتى قمر وحلوه  واحلى عروسه 


هتفت بخجل شديد :

_ بس بقى يا أنس بتكسف 


اتسعت ابتسامته وتشدق بتفاخر :

_ عارف يا روحى عشان كدا حبيبتك ,, دا انتى دوختينى السبع دوخات عشان اكلمك  


ابتسمت له  دون أن تخفى ابتسامة سعادتها 




 فى المستشفى عند سلطان 


اهتم الاطباء بحالته وهى انخفاض فى ضغط الدم بسب الارهاق والامتناع عن الطعام 

 وهو الان يغفو فى غرفه اخرى  بحاله سيئه  وغائب تماما عن الوعى 


فى غرفة توبا  دخلت الممرضه  لتتابع حالتها  بصمت  ولكنها لاحظت تحرك طفيف 

فى  جفنيها مما يعنى انها اوشكت على الافاقه  تابعتها بدقه وانتظرت حتى  تستعيد 

وعيها الكامل  دقائق قليله  حتى فتحت عينها ألم  حركت عينيها حولها بثقل لكى تدرك 

اين  توجد الآن فى الجنه أم النار  واسرعت الممرضه  تهنئها بفرحه :

_ الف حمد لله على سلامتك يا مدام  


استعجبت من كلماتها  لكن لا طاقه اليها فى الاستفسار المهم انها بعيده عن ذلك الشيطان 

هتفت بصوت منخفض :

- انا فين ؟


-  انتى فى المستشفى  الحمد لله عملتى العمليه  ونجحت .... هكذا اجابتها الممرضه 


لم يهم أى شئ الان المهم انه ليس موجود سئألت بترقب :

_ مين اللى جابنى  ؟


هتفت الممرضه :

_ جوزك  ,,دا بقالوا يومين قاعد جانبك  لااكل ولا شرب ولا نوم  ومن كتر الارهاق 

اغمى عليه  وجانبك فى الاوضه التانيه  


عقلها الان مشوش لا يدرك  معنى الحديث الذى هدرت به هى تريد إجابه محدده بأنه غير موجود 

حاولت الاعتدال وكررت التساؤل  بتحفز :

_ يعنى هو مش موجود  دلوقتى  ؟


اجابتها  الممرضه بدهشه :

_ لا  ,,, فى الاوضه اللى جانبك قدامه نص ساعه ويفوق 


هنا عمل عقلها بسرعه  فرصتها الوحيده كى تهرب وتخرج من كابوسها  همت بالنهوض لكن 

عدم شعورها بقدمها  كان عائق مخيب لها  ولكن استمرت محاولاتها   

فسارعت الممرضه فى اعادتها  وهى تهدر :

_ لالا اقعدى ارتاحى  ,,,هو شويه وهيجيلك   ما تخافيش 


لاوقت لتوبا حتى تشرح لها انها لا تريده ولا يهمها استيقاظه من عدمه هى تريد الفرار  

فى أسرع وقد  لم تستجيب لدفعاتها وهدرت بحده :

_ سبينى  ,,انا عايزه انزل 


هتفت الممرضه :

_ ما ينفعش ,,مش هتقدرى تمشى   الرصاصه كانت جنب العمود الفقرى واحتمال انك ما تقدريش

تمشى تانى  ,,


تيبست توبا من الصدمه  وحدقت اليها  كى تتاكد مما قالته  فرغ فاه تماما وسكنت تحت يدها لا تصدق 

معانده القدر لها   ,,,


فى شقة فهد 

 كانت تجلس غزل يجافيها النوم  حدث  حمل سجى سلبها رحتها تماما  وحتى الاهتمام 

الى ما يرويه فهد اليه من حكايات وهميه غادرت  ابتسامتها وشرد فكرها بعيدا عن هم 


فهد واصبح همها الوحيد هو اختها سجى  وماذا سيحدث معها بعدما تنصل الوغد من لقائها 

ونكر علاقته بها تماما لتظل واحيده  فى موجهة الحياه التى لا ترحم  ,,


اثناء موجه الشرود التى انتباتها  علت طرقات الباب  انتابها القلق فمن سيطرق بابها 

فى هذا الوقت المتاخر فكرت قليلا ثم طمئنت نفسها أنه سيكون فهد  عاد اليله مبكرا من عمله 

تحركت نحو البا ب  وفــتحت  نصفه بالكاد تخرج رأسها  وما إن انتبهت لظهور حقى فى وجهها 

حتى اسرعت باغلاق الباب فمن بعد اخر مره هى لا تريد رؤيه  وجهه  هدرت بـ :

_ فهد مش هنا ,,


وقبل ان تدفع الباب بينها وبينه وضع يده وحال اغلاقه  دفعه بقوه جعلتها تتراجع وهدر بغضب :

_ عارف يا حلوه ... بس ياترى انتى عارفه  هو فين ؟ 


سؤاله الغريب أربكها قليلا ولكن لاشئ غريب عن حقى فهو مسمم الافكار  اذدرئت ريقها 

وهتفت :

_ آآآ ه ,,, فى الشغل 


ابتسامته الساخره على وجهه الجاد بعثت فيها الشك  , لم يستمر طويلا وأردف :

_ شغل ايه ؟ انتى عارفه الساعه كام ؟


اخرج هاتفه  من جيبه وحدق اليه برهه  ثم قال :

_ الساعه  واحده  ونص , الدكان خلص من بدرى  انتى اللى نايمه على ودانك


رمقته بضيق وعقدت ذراعيها امام صدرها وهتفت :

_ لو سمحت انا قولتلك فهد مش هنا وماينفعش  كدا 


لم يترجع عن ما فى رأسه بكلماتها هذه فهو نوى كشف اخيه وتدمير عش الزوجه ونثره فى الهواء 

هدر بخبث ودهاء :

_ انا عندى كلمتين هقولهم من على الباب   عشان انا قلبى عليكى ,,,

جوزك بيخونك وانتى هنا نايمه على ودانك 


شيئا ثقيل سقط على قلب غزل وارتفعت يدها على  صدرها تلقائيا 

ولكنها تمالكت نفسها سريعا ربما يكون حقى يهذى بكلاما غير معقول ولكن ما داوفعه 

انه اخيه هتفت رغما عنها :

_  مش ممكن ,, انت ازاى تقول كدا على اخوك اصلا ؟


اطلق تنهيده طويله وعبث فى هاتفه قليلا ثم وجه شاشته فى مقابلها فجحظت عينيها 

عندما شاهدت تلك المرأه الشبه عاريه ترتمى فى احضانه واشتعلت النار فى قلبها 

من رفضه المستمر للمسه بينما يفتح ذراعيه على مصراعيهم لغيرها هى التى رضيت 

بالاغتراب عن حضنه بحجة  انه لا يستطيع اذهلها الان تحوله 


 وأوشكت على الصراخ لكن حقى لم يترك لها مساحه هدر على الفور :

_انا جيت انبهك ان جوك كل ليله هناك حتى ليلة جوازكم كان هناك برضو  شملها بنظره 

هازئه واسترسل .... شكلك مش النوع اللى بيحبه 


مسحت دموعها التى هطلت رغما عنها  من اثر الفاجعه وصاحت به :

_ وانت عايز ايه جاى تقوالى ليه ؟ إمـــشـــى  


انفعل من طردها له استمرارها على التعند فى التمسك بفهد وصاح محتدا :


_ انا جاى اقولك لمى جوزك عن اللى يخصنى لأحسن انا كمان هطاول على اللى يخصه

واذا كنتى مش عارفه تملى عنيه فإتعلمى بدل ما هو داير وراء الستات 


القى كلماته المستفزه ورحل وقد أسقط جبلا كامل فوق رأسها لم تستطع الحراك أو حتى الوقوف 

سقطت على ركبتيها وانفجرت فى البكاء  هذا السئ اتعبها فوق احتمالها  حاصر روحها

 

حتى اوشك على ازهقها ,, احبته برغم مساؤئه احبته حتى وهى تشتهى قربه احبته اكثر مما ينبغى 

واليوم هو ذبـح هـذا الـحــب بـسـكــين الــخــيــانــه 


            الفصل الثاني والعشرون من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close