رواية سارقة الهوي الفصل الثالث 3بقلم مني السيد

         

رواية سارقة الهوي

الفصل الثالث 3

بقلم مني السيد



انقطعت الأصوات حولهما وكأن ذلك المهرجان أصيب بالبكم فجأة. 

 فلا موسيقى ولا أحاديث فقط نظرات عينيهما ودقات قلبها الذي ينتفض فزعا.

ترى هل عرفها ؟؟! لقد تعرفت هي عليه رغم القناع هل عرفها بالمثل؟!! لا لا لا يمكن فقد كانت تخبّئ وجهها بعناية في المرة السابقة لا يمكن ان يتعرف عليها أبدا.

-"Watch out cat woman"

-" خلي بالك يا قطة"

قالها باستهزاء واضح فانتصبت واقفة ودفعته تبعد يديه عن خصرها وتعتدل في وقفتها بكبرياء. ثم رفعت رأسها عاليا ومضت هاربة للداخل دون حتى أن تشكره! لم تكن تثق في أحبالها الصوتية التي تتراقص كثعابين هائجة داخل حلقها. وتفكر ستكون فضيحتها مدوية اذا عرفها حقا !!

ابتسمت بفرحة حين رأت ليزا مقبلة عليها وقالت محاولة تناسي الموقف الذي حدث منذ قليل

-" Oooooh Liza, I missed you so much"

-"يااااه يا ليزا وحشتيني اوي"

وتعانقت صديقتي الطفولة بفرحة وحب غامر

-"I don't think so, you little sneaky"

-" ماظنش اني وحشتك يا سوسة انتي" 

وانطلقت الفتاتان تسترجعان ذكريات طفولتهما فقد كانتا في نفس المدرسة حتى المرحلة المتوسطة ثم انتقلت عائلة ليزا وافترقت الصديقتان ولكن ظلت هناك صلات عديدة بينهما منها أن والد ليزا يعمل في نفس مجال والد مارية. 

ولم تلحظ مارية أو لم ترد ان تلتفت لتلك النظرات الحارقة التي تشعر بمن يرمقها بها!! نعم هو ذاك الذي انقذها من السقوط مرتين!!

                   *********

-" انتي هتجنيني يابنتي انتي، بقا انا اقولك روحي اشتري فستان أميرة ولا ملكة تروحي تجيبيلي نقطة قصدي قطة"

-" ومالها بس يا ماما القطة ما هي حلوة وعسولة وبعدين بذمتك بصي حواليكي كل أميرات ديزني موجودين ادامك اهو، انا الوحيدة اللي مختلفة "

قهقهت مارية ضاحكة وهي تنظر لإيميلي وأماندا والبقية.

فكم من أميرة وكم من أمير والجميع متشابه إلا تلك القطة المشاكسة التي تتحدث بمرح وتبسط مع كل الحاضرين والتقت عيناهما مرة أخرى ولكن من بعيد هذه المرة وشعرت بماس كهربائي يسري بين عينيهما ليقشعر بدنها ويرتجف جسدها كله !!

تشعر به يراقبها منذ اللحظة الأولى ويشعر بها تتجنبه منذ اللحظة الأولى.

بها شيء غريب ومألوف، لا يستطيع الفصل بين الشعورين. 

هي ليست كأماندا ضعيفة ومترددة وليست كإيميلي مغرورة ومتكبرة. تبدو على معرفة بالمكان وبأصحابه وتبدو أيضا انها لا تنتمي إليه. أخرجه كريس من أفكاره

-" Hey Joe, are you having fun, Emily is watching bro" 

-"هاي جو، مبسوط ولا ايه ،دي ايميلي مشالتش عينها من عليك"

لم يهتم يوسف بما قاله كريس للتو ثم أشار بعينيه ناحية مارية والباقيين

-"Do you know who is the cat woman there?

-" انت تعرف مين اللي لابسه القطة هناك دي"

فكر كريس مليا وهو يحدق بها 

-" I don't think so, but I know Liza 'the victorian one' next to her. She is the daughter of Michael smith . You know him right" 

-" ماظنش اني اعرفها، بس انا اعرف ليزا اللي واقفة جنبها ولابسه اللبس الفيكتوري دي بنت مايكل سميث. اكيد تعرفه مش كده"

-"ya of course I know him" 

-"اه طبعا اعرفه"  

ثم مضى عبر حلبة الرقص بخطوات واثقة نحو مارية التي ما ان رأته قادما نحوها ارتجف قلبها مرة أخرى واستدارت تعطيه ظهرها علّ ذلك يهدئ من روعها. وفي طريقه إليها قاطعته إيميلي التي كانت ترقص مع أحدهم وتعلقت بكتفيه مقاطعة رحلته وتاركة شريكها في الرقص في حيرة ثم همست بجانب أذن جو 

-" Honey, you didn't dance with me till now, It's almost twelve"

-" حبيبي ، انت مرقصتش معايا لحد دلوقتي الساعة قربت على ١٢"

لم يكن بوسع جو فعل شيء سوى مجاراتها في الرقص حتى لا يحرجها أمام الحضور ولكنه تمتم بجانب أذنها هو الآخر

-" ya it's almost twelve and then the real Emily will appear again"

-" ايوة فعلا الساعة قربت على ١٢ وساعتها ايميلي الحقيقية هتظهر تاني" 

كل ذلك ومارية تراقب ما يحدث من بعيد لا تعلم لماذا تراقبه هكذا هل من خوفها ان يكشف أمرها؟ على كل حال يبدو أنه يستمتع الآن فلتتركه وشأنه إذن. قلبت شفتيها امتعاضا ثم التفتت أمامها تحادث ليزا ولكن عيناها كثيرا ما كانت تنحرف للجانب قليلا دون إرادتها تتابعه دون وعي.

ابتعدت إيميلي تنظر لوجهه في غضب وقد احمرت وجنتاها مرة أخرى 

-" You'll never forgive me right? I told you it was just a misunderstanding"

-" مش هتسامحني ابدا صح؟ انا قولتلك قبل كده دا كان سوء تفاهم مش أكتر" 

كان قد اقترب كثيرا من مكان مارية، وفعل كما فعلت إيميلي بالضبط منذ قليل مع شريكها في الرقص وتركها واقفة في ذهول ،وأحاط مارية من خصرها وانتزعها من مكانها دون أن تستطيع ان تستوعب ما يحدث. حملها بخفة لداخل حلبة الرقص فقد كانت ضئيلة للغاية ثم انزلها ممسكا اياها بقوة. انعقدت أحبالها الصوتية مرة أخرى ولكنها حاولت استجماع نفسها 

-" what are you doing? Are you insane? 

-" انت بتعمل ايه؟ انت مجنون؟

همس بجانب أذنها

-" shshsh, enjoy" 

-" شششششش, استمتعي"

خارت قواها من نبرة صوته الهامسة الرقيقة بعكس قبضته التي تشد خصرها في قوة وتحكم ويده الأخري التي تمسك يدها في تملك.

-" I'm not enjoying anything here, would you please let me go!"

-" انا مش مستمتعة بأي حاجة كده، ممكن لو سمحت تسيبني امشي"

ولحظها لا تعلم ما اذا كان السعيد أم العاثر فقد انتهت الموسيقى وأصبح من اللازم ان يتركها بالفعل تمضي. ولكنه اصر أن يظل مقبضا على خصرها إلى ان أوصلها لمكانها التي كانت تقف فيه بجانب ليزا ثم حيّى ليزا برقة 

-" Hello Liza, how are you doing"

-" هالو ليزا، عاملة ايه؟"

تعجبت ليزا فهي كانت تعرفه من بعيد كخطيب إيميلي ولا تظن انه يعرفها بالمرة فمدت يدها تصافحة 

-" hello Joe, I'm great. I never knew that you know me!!"

-" اهلا چو، انا تمام بس انا مكنتش اعرف انك تعرفني!!"

تحدث چو بلطف وهو يشير إلى مارية

-" I just know your name but I don't even know your friend's name"


-" انا بس اعرف اسمك وحتى صاحبتك انا معرفش اسمها" 

أسرعت ليزا تخبره باسمها 

-" her name is M.." 

-" اسمها م..."

قاطعتها مارية وهي تمد يدها لمصافحته

-" Melissa my name is Melissa"

-" ميلسا اسمي ميلسا"

تعجبت ليزا لوهلة ثم ابتسمت ابتسامة زائفة وهي تهز رأسها موافقة على ما تقوله صديقتها. 

ابتسم جو ابتسامة خبيثة ثم قال وهو يشدد على حروف الاسم الذي اعطته اياه 

-" nice to meet you .... Melissa"

-" اتشرفت بمعرفتك يا... ميلسا" 

ثم استدار إلى ليزا وبلهجة عادية صافحها هي الأخرى 

-" nice to meet you Liza"

-" اتشرفت بمعرفتك يا ليزا" 

ثم استدار وتابعته مارية بعينيها إلى ان خرج من البوابة الرئيسية للحفل!!

هل ذهب !! هل مضى !! هل هذا هو كل شيء؟؟

لم تعلم لماذا ارادت أن يستمر وجوده في الحفل رغم خوفها الشديد من فضح أمرها. لم تعلم لماذا حين انتزعها من مكانها للرقص شعرت وكأنه يحملها كدمية صغيرة لعالم الأحلام. نفضت عن رأسها تلك الافكار السخيفة حين قاطعتها ليزا 

-" why didn't you tell him your real name? He is a good guy." 

-" انتي ليه مقولتلوش اسمك الحقيقي. دا راجل كويس على فكرة" 

مطت مارية شفتيها 

-" Oh really!! and how did you know he is a good guy"

-" بجد!! وازاي بقا عرفتي انه راجل كويس يعني " 

أشارت ليزا إلى السندريلا الملونة المزيفة وهي تقول 

-" He was Emily's ex fianceeَ. And he is the one who let her go"

-" دا كان خطيب ايميلي السابق وهو اللي سابها"

-"And that's means how bad he is، not how good at all" 

-" ودا بيثبت اد ايه هو وحش مش تقوليلي انه كويس "

-" No no, Emily is a snake. Believe me"

-"لا لا صدقيني ايميلي دي تِعبانة" هزت مارية رأسها تجاري صديقتها فحسب ولكن عقلها كان مشتتا، يفكر في عدة أشياء ويدها تتسحب دون ان تشعر لتسحب إحدى المعالق الفضية وتدسها في ملابسها في توتر 

وهي تنظر للباب مرة أخرى علّه يعود ولكنه بالفعل مضى فها قد انتهى الحفل ولم تره مرة أخرى لماذا شعرت بالأسى هكذا ؟! لماذا تمنت لو ان يطول لقائهما او حتى ان تستطيع تراه مرة أخرى ولكن ياللأسف كيف؟؟


                  الفصل الرابع من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا 

تعليقات



<>