رواية ليتك لي من البداية
الفصل الثاني عشر12
بقلم الاء اسماعيل البشري وهديرمحمد
" مش مصدق إن دي انتي... اتغيرتي اوي !!
' ولا أنا مش مصدقة إن ده أنت... أنت اتغيرت و كل حاجة فيك اتغيرت... ف من حقي اتغير أنا كمان... و متجيش هنا تاني و تنسى العنوان ده... يلا اطلع بره !
رنا زقته ناحية باب و طلعته... قفلت باب في وشه... قعدت تعيط
' أنت جر*حتني و هجرتني في اليوم ده... و أنا من اليوم ده مش قادرة اسامحك... حتى لما ظهرت تاني مفيش أي حاجة جوايا اتحركت ناحيتك !!
رن جرس الشقة... قامت رنا تفتح و لسه هتقوله امشي... بس لقيت أن ده خالد... دخلته و قفلت الباب وراهم
' اتأخرت ليه ؟
* مفيش يا حبيبتي... بس الإشارة قفلت و كان فيه خناقة على الطريق و الكوبري وقف... والله عديت بالعافية...
' كنت مفكرة إنك مش جاي...
* و أنا اقدر مجيش برضو... عارف إنك زعلتي لما اتأخرت كده... آسف مش هكرر كده تاني... هو انتي بتعيطي عشان اتأخرت ؟
معرفتش رنا ترد بإيه ف اضطرت أنها تهز رأسها ب آه... ابتسم بحُب و حضنها و قال
* حبيبتي... متعيطيش خلاص... والله ما اقصد اتأخر عليكي... غصب عني...
بادلته الحضن و مسكت في رقبته جامد و قالت
' متسبنيش... اياك تبعد عني...
استغرب خالد من كلامها و قال لنفسه ايه علاقة أنه يسيبها بتأخره عليها... قرر يجاريها في الكلام لغاية ما يفهم هي قصدها ايه...
مش هسيبك متقلقيش ( خرجها من حضنه مسح دموعها بإيده ) مبحبش اشوف دموعك دي...
' خلاص أنا كويسة اهو...
* أنا شامم ريحة الأكل من على السلم... و الصراحة جوعت أوي... عاملة ايه ؟
' عملت كل حاجة بتحبها... تعالي نقعد على السفرة
مسكت رنا ايده و اخدته على السفرة... بدأوا ياكلوا سوا... خالد كان لطيف أوي مع رنا... بيشاركها في كل حاجة... و بيقدر يرم الإبتسامة على وشها بسهولة...
* عرفتي تنزلي الفيلم اللي قولتلك عليه ؟
' اه نزلته...
* ده على كده هتبقى سهرة جامدة... الفيلم ده جامد و هيعجبك... شغليه يلا
' حاضر..
يوسف كان قاعد على الرملة جمب البحر... ساكت و بيعيط بهدوء...
" ليه كده ؟ ليه يحصلي كل ده ؟ حتى رنا ؟؟ ده أنا كنت عايش عشانها... عملت كل ده عشانها... رجعت عشانها... عشان بحبها... في الآخر بعد كل ده تبقى لواحد غيري للمرة التانية !!
" هشوفها جمبه... هشوفها وهو بيحضنها... للمرة التانية هتبقى لواحد غيري !!
والله مش هنكر إني غلطت... بس أنا صلحت غلطي... و رجعت كويس عشانها... يبقى ليه برضو ابقا وحيد ؟ بعد كل الذُل و القرف اللي شوفته و العذ*اب اللي اتعذ*بته... بعد كل ك*سرة نفس حسيتها... بعد كل ده تبقى نايمة في حُضن واحد غيري ؟!!
" طب هو العيب فيا أنا ولا ايه... كله بيبعد عني... مفيش حد بيحبني... حتى هي بعدت اهو... حتى هي بقت تكر*هني... كر*هتني لدرجة نسيتني و مش طيقاني !!
قرر يوسف يقبل الأمر الواقع... قِبِل انها هتكون ل غيره... مع أنه كل ليلة يعيط عليها... كان مش قادر ينساها... ولا قادر يخرجها من قلبه زي ما هي عملت و عايشة حياتها مع خالد بكل سعادة... كان مفكر انها كام يوم و هتجيله... بس هي مجتش ولا افتكرته !!
يوسف اقتنع إن ده قدر ربنا و ميقدرش يعمل حاجة... رضي بنصيبه و قرر يعيش بطبيعية ك إنسان عادي و اشتغل كاشير في سوبر ماركت معروف...
في يوم كان بيشتغل عادي... فجأة لقي رنا و خطيبها جايين ناحيته و معاهم سلة التسوق... رنا كانت في قمة فرحتها و هي معاه... يوسف زعل و حاول يمسك نفسه
* و النبي يا باشا شوف الحاجات دي كلها بكام...
" حاضر...
اللي استغرب منه يوسف إن رنا حتى مبصتلهوش... و بتكلم خالد و بيضحكوا
طيب بصي هروح اجيب افتكرت إني عايزها... خليكي انتي هنا...
' ماشي...
مشي خالد... يوسف وهو بيجمع تمن المشتريات قالها
" امتى الفرح ؟
' و ده هيهمك في حاجة ؟
بصلها يوسف بجمود
" عايز اعرف باقي كام يوم و تبقي على اسم واحد غيري...
' لسه محددناش الفرح... بس قريب يعني... و لما يتحدد معاده هعزمك متقلقش...
" كويس أوي... هتجيبي احسن مني فين يقيمّلك الفستان... هاجي متقلقيش
' مش غريبة إنك رضيت بقليلك و بقيت كاشير... يعني من أكبر مُهر*ب سلاح في كندا ل كاشير صغير في سوبر ماركت ؟ مش راكبة على بعضها الصراحة...
" أنا استغربت زيك كده و مش عارف ازاي رضيت بوظيفة صغيرة زي دي... بس قولت اجرب امشي ف اللي كتبهولي ربنا من غير ما اعترض على أي حاجة... يمكن في يوم ابقا احسن
' الطموح حلو برضو... ربنا يوفقك...
" و انتي ربنا يوفقك معاه و يسعدكم...
' يارب...
كلامهم يبان عادي... لكن نظراتهم لبعض مش عادية أبداً... هم الاتنين مركبين وش قوة لنفسهم... كل واحد فيهم بيحاول يظهر أنه اقوى للتاني و إن مش فارق معاه أنهم خسروا بعض... لكن الحقيقة عكس كده تماماً...
' مش اللي على رقبتك ده الشال الصوف بتاعي ؟
" اه هو...
' لقيته فين ؟
" لقيته واقع في الشارع... يوم ما اتخانقتي مع واحد من زباين الكافيه و ضر*بتيه...
' هو أنت شوفتني ساعتها ؟
" اه... كنت هاجي و اساعدك... بس لقيتك اخدتي حقك منه... ف قعدت مكاني...
' و أنت بقاا لابس الشال بتاعي ليه ؟
" انتي لسه قايلة بلسانك إني رضيت بقليلي و قبلت اشتغل كاشير بسيط... ف مرتبي مش مكفي اشتري هدوم جديدة للشتاء... ف بلبسه لاني ساعات بقعد لحد الفجر هنا و الجو برد...
بصلها في عيونها و كمل
" مع إني غسلته كذا مرة بس ريحتك اللطيفة مش راحت منه... عشان كده بحب ألفه على رقبتي... بحسك قريبة مني لما ألبسه...
بصت رنا ل عيونه اللي كلها اشتياق ليها...
' و أنت مرتبك كام على كده ؟
بص يوسف بعيد عن عيونها
" ملكيش دعوة...
' يوسف أنت واحد بارد...
" و انتي مفيش ابرد منك !!
' و أنت....
جه خالد و معاه ازازتين شامبو
* يااااه لفيت السوبر ماركت كله حتة حتة لغاية ما لقيتهم... أنا حاسس إن الشامبو ده قرب ينقر*ض !!
رنا بإبتسامة
' طب يلا عشان هتوديني عند ريم صحبتي زي ما وعدتني...
* حاضر يا حبيبتي...
لما قال الكلمة دي... يوسف قلبه و*جعه أوي... بصله و اتكلم في سِره
" اللي بتقولها حبيبتي دي أنا مفروض اقولها الكلمة دي مش أنت... أنا المفروض ابقى واقف جمبها و ماسك ايدها مش أنت !
* كده على بعض كام ؟
2400جنيه
* اتفضل...
" شكرا يا افندم
يوسف حطله حاجته في أكياس... مكنش طايق يشوفها معاه و عايزهم يمشوا من قدامه بأي طريقة بدل ما يقت*ل حد هنا...
اخد خالد الأكياس و خرج هو و رنا... يوسف بَص على طيف رنا... اتنهد بتعب و قال
" يارب يا تصبرني على ما ابتليتني... يا تاخدني عندك احسن... قلبي بيتقط*ع لما يمسك ايدها...لو شوفتهم تاني مع بعض هقع ساكت !!
راحت عند صحبتها و قضت اليوم معاها و رجعت على بيتها... دخلت الشقة و قلعت الهيلز... دخلت اوضتها فتحت النور... لقيت يوسف قاعد على سريرها !! اتفاجئت قالت بزعيق
' أنت ازاي دخلت هنا و بتعمل ايه ؟!!
قام يوسف و قال ببرود و هو بيقرب منها
" والله أنا حُر... اروح اي مكان أنا عايزه...
' بقولك ايه... اطلع بره بدل ما اتصل على خالد يجيلك و ساعتها هتندم أوي على بجا*حتك دي !!
حط التليفون في ايدها و قال
" خدي اهو التليفون... اتصلي عليه... خليه يجي... أنا مستنيه اهو... نفسي اقابله اوي
- أنت جيبت من فين كل البجا*حة دي !
" من عند بتاع البجا*حة يا خفيفة... التليفون في ايدك اهو... اتصلي عليه... يلا اتصلي...
رنا اتفاجئت من جرأته جدا... متصلتش على خالد
" مالك سكتي ليه ؟ متصلتيش ليه؟
' مش عايزة مشاكل... امشي من هنا بهدوء...
" مش عايزة مشاكل ؟؟ والله ؟؟ ولا انتي خايفة عليا منه ؟ هااا يا رنا... قولي إنك خايفة عليا !
' لا مش كده...
" طالما مش كده يبقى اتصلي عليه... يعتبر أنا بتهج*م عليكي في بيتك دلوقتي... اتصلي عليه خليه يلحقك...
' مش هتصل...
" ليه... ايه السبب ؟
رنا بصت بعيد و مردتش... يوسف قرب منها و هي رجعت لوراء... فضل يقرب منها و هي ترجع لرواء لغاية ما لزقت في الحيط... قرب منها كمان و حاوطها و قال
" كنت عارف إنك لسه بتحبيني... مش قادرة حتى تتصلي على اللي اسمه خطببك عشان يحميكي مني
' أنا متصلتش عشان هو ميدخلش نفسه في مشكلة... متصلتش عشانك يعني... و بعدين يحميني ليه انا اعرف احمي نفسي كويس .
" بطلي كذ*ب... كذ*بك واضح للأعمى... بس أنا مش أعمى و بشوف كويس أوي... و اللي شايفه دلوقتي هو إنك بتحاولي تعملي موڤ أون مني لكن مش قادرة تنسيني لحد دلوقتي !!
لما تتجوزيه يا ترى هتقدري تنامي معاه و انتي قلبك معايا أنا ؟؟
يوسف إلزم حَدك في الكلام معايا و متتعداش حدودك... و يلا امشي
" مش همشي... أنا برضو زيك... حاولت انساكي و مش قادر... ف قررت اخلع قناع البرائة اللي أنا كنت لابسه و اوريكي وشي الحقيقي...
' يعني ايه ؟
رجع شعرها لوراء بإيده و همس في ودنها
" يعني مش هسيبك تبقي لأي مخلوق غيري... انتي ليا وبس... سمعاني ؟
' هتعمل ايه يعني... هتغت*صبني ؟!
" اغت*صبك ؟!
ضحك و قال بسخرية
" رنا هو انتي بجد بتفكري فيا كده ؟ اغت*صبك ؟! هو أنا في نظرك و*سخ للدرجة دي ؟ طب بالعقل كده لو أنا و*سخ فعلا و عايز اغت*صبك... يعني كنت هستنى لغاية دلوقتي ؟ ما أنا لو عايز اعملها مش هستنى لغاية ما أنتي تفكري في كده...
' يبقى مقرب مني كده ليه ؟
" يا ترى أنا مقرب منك كده ليه ؟ ليه صح ؟ اه افتكرت...( حط ايده على شفايفها و كمل ) كنت حابب افكرك بالبو*سة الجميلة اللي حصلت في الغابة ساعتها... بجد مش قادر انساها... ايه رأيك نكررها تاني ؟
رنا بخوف
' يوسف أنت بتخوفني...
-ما أنا عارف... بس انتي مش هتتعدلي غير بكده !!
قرب وشه من وشها و غمض عيونه و لسه هيبو*سها... حطت ايدها على بوقها... فتح عيونه و ابتسم بخبث و قال
" مش دلوقتي... نخليها بعدين... زي ما تحبي... بس يكون في علمك... هيجي يوم و شفايفك الجميلة دي هتبقى مِلكي...
' اطلع بره...
" تؤ... لا... مش هينفع...
' ليه ؟
" ما أنا لسه معملتش اللي جيت عشانه...
' اللي هو ايه ؟
" تمسكي تليفونك الحلو ده و تتصلي على خالد و تقوليله كل حاجة ما بينما انتهت و مفيش جواز و تفسخي خطوبتك معاه و تقلعي الدبلة اللي في ايدك دي...
' ايه اللي أنت بتقوله ده ؟ أنت اتجننت رسمي !!
" ايوة فعلا أنا مجنون ( قرب منها و كمل ) مجنون بيكي... و استحالة اسيبك لحد غيري... انتي هتبقي مراتي أنا و بس !!
زقته رنا بعيد عنها و قالت بعصبية
' امشي من هنا مش طايقة اشوفك... اطلع بره !!
حط يوسف ايده في جيوبه و قال ببرود
" حاضر همشي... بس مش همشي على بيتي... أنا همشي من هنا على بيت استاذ خالد عِدل... هروح اقوله مراتك المستقبلية با*ستني لما كنا في الغابة و حضنتني كمان... و هشوف إذا كان هيوافق يتجوز و يعيش مع واحدة في حد حضنها و با*سها قبله ولا لا .. سلام يا رنون !!
