أخر الاخبار

رواية جميلة والوحش الفصل الثاني والعشرون 22بقلم سوزان محمد عبدالغني

   

رواية جميلة والوحش

الفصل الثاني والعشرون 22

بقلم سوزان محمد عبدالغني



بعد أن  تعود فتون للفيلا مع مراد يتصل أدهم  بمراد كي يخرج من الفيلا ويذهب لإحضار آلاء أخت فتون لتقضي معها الليلة حتى لا تبقي فتون بمفردها في الفيلا ، 

 فيتسلل أدهم  لداخل الفيلا ولكن الكهرباء تنقطع فيظلم المكان وتشعر فتون بالخوف 

فيتحرك أدهم  ويقف أمامها مباشرة وعندما ترى فتون شخصا يقف أمامها في الظلام تحاول أن  تصرخ لكن أدهم  يضع يده على فمها

ويقول لها:

لا تخافي فتون أنا  أدهم ثم يشعل ضوء الهاتف 

فتون

وكيف دخلت إلى هنا  دون أن  أراك؟

أدهم 

هل نسيت أنه  بيتي ولدي مفاتيح إضافية؟

فتون 

ولماذا جئت  ألم تخني وتطلقني؟

أدهم 

لم أحضر  من أجلك  بل جئت لأحضر بعض الأغراض التى أحتاجها وأرحل، لذلك لم أكن أود أن تشاهديني


فتون 

لا داعي لأخذ شئ من أغراضك فأنا من ستأخذ أغراضها وترحل 

أدهم 

لن تفعلي فهذا بيتك فقد كتبته مهرا لك في عقد الزواج الموثق الذي أجريناه بعد أن أكملت الثمانية عشر من عمرك 

فتون 

 أنا  سأتنازل عن الفيلا وأعيدها لك فلا أريد  منك شيئاً  كنت فقط أريد  أن  تحبني وأعيش كأي زوجة عادية وانجب أطفالاً كباقي النساء ولكنك حطّمت كل أحلامي؛ لأنني  تزوجت بالشخص الخطأ

أدهم 

أنت لا تزالين صغيرة، وغداً ستحبين غيرى وتتزوجين منه وستنجبين وتنسين أنني  كنت  موجودا  في حياتك أصلاً 

فتون 

أنت  مخطئ لقد طعنتني في قلبي ولن يلتأم الجرح أبداً، فهو لايزال ينزف ألماً، ولن أثق في أي رجل بعد الآن بسببك

أدهم في نفسه:

 وأنا  أشعر  بكل ماتشعرين به، والألم يعتصرني أيضاً ولكن ماذا أفعل؟

 وفجأة ينطفئ ضوء الهاتف فقد نفذت البطارية 

فتقترب فتون منه في الظلام وتعانقه أنا  سأسامحك على ما فعلته معي  وسأنسي أنك خنتني وطلقتني وأعتبر أن  شيئاً لم يحدث، ولكن عد إلي أرجوك  أنا  لا أستطيع  العيش بدونك فأنا أحبك من أعماق قلبي 


يقف أدهم  دون حراك ويتمني أن  يبادلها العناق ولكنه يقول لنفسه:

سامحيني حبيبتي  أنا أتمزق من الداخل وشوقي إليك أكبر  ، ولكن بقائى معك يعني أطفالاً  مشوهين  وقد ينتقل التشوه إليك أيضاً 

لذا يجب أن أبتعد عنك مهما كانت النتائج حتى لو تحطمت قلوبنا معاً   

يحاول أدهم  الإبتعاد عنها ولكن فتون تتشبث به أكثر وتضمه بقوة 

أبقي معي ولا تتركني وسأنسي كل ما حدث منذ ساعة وكأنني لم أر شيئاً  

يرفع أدهم  يديه كي يضمها ولكنه يتراجع،  ويشعر أنه  بدأ يتهاوي وعزيمته تضعف أمام  تمسك فتون به وإلتصاقها به، ويعرف أنه يجب أن يبعدها عنه قبل أن  يستسلم لمشاعره؛ فيغمض عينيه ويستجمع كل قوته ، ويمسكها من ذراعها ويبعدها عنه

فيأتي الضوء  في هذه اللحظة فينظر إلى عينيها مباشرة  ثم يقول لها:

ما بيننا قد أنتهى فتون ولن يعود مرةً  أخرى  ويجب أن  تعتادي على غيابي 

فتون 

ولماذا  تبدو حزيناً إذاً وعينيك حمراء؟ 

أدهم 

لأني شربت كثيراً اليوم عندما كنت مع الراقصة

فتون 

أنت تكذب فأنا  لا أشم رائحة  المشروب، وأنت  في كامل وعيك فلماذا تكذب علي؟

 فكل تعبير وجهك يظهر عليها الحزن، لماذا أنت حزين هكذا مادمت لا تريدني؟ 

ولماذا كنت أسمع دقات قلبك كأنه سيقفز من بين ضلوعك وأنت تضمني؟ 

أنت لا تقول الحقيقة ، وهناك شئ تخفيه عني، هيا أخبرني ماهو

أدهم 

يبدو أن  الحديث  معك  دون جدوي لأنك تتخيلين أشياء غير حقيقية، وأن أتفهمك جيداً فكثيرات مثلك أغرمن بي وأرسلن لي رسائل  كثيرة بنفس حديثك هذا وعندما لم أبادلهن المشاعر وبعد أن يأسن منّي، تزوجن وعشن حياتهن وأنا  الآن  مجرد مغن بالنسبة لهن، وبعد فترة ستنسين أنت أيضاً ماحدث بيننا

فتون 

هناك  فرق كبير بين معجبة تحب صوتك أو تحب شكلك  وبيني أنا 

فأنا  زوجتك وعشت معك لفترة ليست بالقليلة وشعرت بألمك وفرحك وخضنا تجربة التشوه والشفاء سوياً  

وعاملتني كزوجتك لمدة يوم واحد وكان كل ما سبق كافياً لبناء جسر من العشق والألفة بيننا

أدهم 

أنتِ مخطئة فما كنت تشعرين به نحوي كان شفقة لا أكثر  وبعد أن  شُفيت صار إعجاباً بشكلي الجديد

فتون 

لم يكن شفقة أبداً  لقد كان حباً صادقاً ولازال يتغلغل في كياني حتى الآن، ولكنه يبدو أنه حب من طرف واحد والدليل أنني استطعت أن  أغفر لك مارأيته بعيني في غرفة الفندق إن لم يكن هذا حبًا فماذا يكون؟

 ثم تحتضنه مرةً أخرى لا تتركني أرجوك، أنا أحبك ولا أريد أن تبتعد عني 

أدهم لنفسه

أياك أن تضعف أمامها فتفسد كل ما خططت له وضع كل عواطفك جانباً فمستقبلها بين يديك الآن، فيدفعها بكلتا يديه فتسقط على السرير 

ابتعدي عني قلت لك لا أريدك  ، هل أنتِ صماء؟ 

ثم يجري نحو باب الغرفة وينزل السلم وعندما يفتح باب الفيلا كي يخرج يجد مراد وآلاء أمام الباب

آلاء

أهلا عمو هل حضرت من السفر بهذه السرعة؟

أدهم

لا صغيرتي لم أسافر بعد وسأغادر الآن حالا 

أختك فتون في غرفتها أذهبي إليها وحاولي أن تخففي من حزنها فهي حزينة لأني سأغادر  

 

آلاء

فهمت طبعاً وسوف أفعل جهدي كي تهدأ 

ثم تجري نحو السلم وتصعد للأعلى

بينما يمسك أدهم مراد من يده ويخرجان ويغلقان باب الفيلا

مراد

ماذا كنت تفعل بالداخل؟

أليس من المفترض ألا تعرف فتون شيئاً عن خطتنا وتخرج من حياتها

أدهم

لقد أنقطع التيار فجأة وخفت أن تبقي وحيدة وهي تخشى الظلام؛ فأخبرتها أنني حضرت لأخذ بعض الأشياء الضرورية التي نسيتها، ولكنها إنهارت تماماً وكادت أن تفقدني صوابي ولكني تمالكت نفسي في اللحظة الأخيرة 

ثم ينظر أدهم للأعلى فيرى فتون وآلاء تنظران من الشرفة نحوهما

أدهم

هيا نكمل حديثنا في السيارة ففتون تنظر إلينا من الشرفة

وهي ذكية قد تستنتج شيئاً مما تراه فهي تعرف أننا على خلاف وستتسأل عن سبب وقوفنا معا لذا سنحدث شجاراً مفتعلاً

مراد

إذاً علي أن أدفعك على الأرض حتى لا تشك في شئ فهي تعرف أننا على خط النار ولسنا متفقين 

ثم يدفع مراد أدهم  ليسقط أرضاً ثم يصرخ قائلاً:

أنت لا يحق لك  الحضور هنا بعد أن طلقتها

فيقف أدهم ويلكمه في وجهه

أنت تهذي هذا بيتي وأنت من عليك مغادرته الآن ولا أريد أن تأتي هنا مرةً أخرى

ثم يسحب أدهم مراد من باب الحديقة نحو الشارع  ويختفي خلف الأشجار 

مراد

يالك من وغد لماذا ضربتني في أنفي أنها تنزف؟ لقد اتفقنا على شجار مفتعل ولكنك ضربتني بقوة

أدهم 

فعلت ذلك لتصدق فتون أننا على خلاف وخصوصاً عندما تذهب إليها غداً وأنت تضع لاصقاً على أنفك

وثانيا أعتبره انتقاما، لأنك ستتقرب من حبيبتي وأنا لا أطيق ذلك 

بالإضافة أنني كنت أود فعل هذا وألكمك منذ أن  ش.وهت وجهي 

والآن  بعد أن  أنجزت مهمتك هيا تعالي لأقلك لبيتك 

مراد 

يركب السيارة ثم يفتح التبلوه ويأخذ بعض القطن واللصق الطبي ليضعها لأنفه

ثم ينظر لأدهم قائلاً لن أدع الأمر يمر وسوف أحطم لك أنفك في الوقت المناسب  

ينظر إليه أدهم  بسخرية حاول أن  تفعل وسترى ماذا سيحدث لك؟

مراد 

على كلاً نحن الآن  في مرحلة هدنة وسأنتظر الوقت المناسب وسأردها لك وأحطّمك


أدهم

لا تقلق فأنا محطّم بالفعل، فبعدي عن فتون وأنا مغرم بها ولم أشبع من حبها يمزقني من الداخل ولكن خوفي عليها أكبر من حرصي على نفسي ومشاعري 

مراد

أتمنى لك المزيد من الألم فهذا ما فعلته بي عندما سرقتها مني بعد حب دام لعشر سنوات 

ها قد وصلت لشقتي  سأنزل الآن

ثم يخرج ويتجه نحو شقته

أدهم

الآن قد ضمنت ألا تعود للفيلا مرةً أخرى 

سأعود للفندق لأنام قليلاً فلم أنم منذ يومين، ولكن لا

 سأنام في السيارة أمام الفيلا حتى  أكون مطمئناً على فتون 

*****

في الفيلا

آلاء

لماذا كل هذا البكاء يا أختي لقد أخبرني أدهم أنه لن يتأخر في السفر

فتون

أنت لاتزالين صغيرة ولن تفهمي شيئاً مما أعانيه

آلاء

بل كبرت وأستطيع فهم ما يحدث جيداً

ولكن هناك  شئ واحد يحيرني لقد كان عمو أدهم  يقف مع مراد ويتحدثان بلطف عندما أحضرني فلماذا تقاتلا فجأة  وضربا بعضهما؟

فتون 

وهذا نفس الشئ الذي فكرت فيه وأستغرب من حدوثه، فماذا يجرى بينهما؟

******

في العالم الموازى


أحضر بيان جميلة من بيت والدها  ومر من خلال  الباب السحري قبل أن  تتحول لوحش  بثانية واحدة ثم أعطاها  صندوقا سحريا أوهمها أنه يجب أن يظل مقفولا وأنها  عليها أن تراقبه  وسيشرح لها لاحقاً  

ثم أغلق  عليها باب الغرفة وذهب للأطمئنان على أمه فوجد السحر قد زال عنها بمجرد غياب الشمس وبعد انصراف الطبيب والممرضه 

يذهب بيان نحو غرفته لكنه يجد باب القصر يطرق 

ووالد جميلة وأخوتها أمام  الباب فلقد قلقوا بعدما خرج بيان معها بهذه السرعة من خلال الباب السحري


بيان 

على أن أتصرف بشكل طبيعي ولا أجعلهم يرون جميلة

ثم يفتح الباب ويستقبل أهل  جميلة  ببتسامة

عبدالله 

لماذا تفتح الباب بنفسك جلالة الملك  

بيان

لآني صرفت جميع العاملين، لأسباب خاصة 

تفضل أولاً  بالجلوس ثم نتكلم

يجلس عبدالله وآلاء ورومي 

رومي هل أستطيع أنا وآلاء الذهاب عند أختى؟

بيان

آسف صغيرتي ولكن جميلة قد نامت الآن

رومي 

لا مشكلة فلقد كانت معنا طوال النهار ولكن قلقنا عليكم بسبب الطريقة التي أخذتها بها

عبدالله

فعلاً لقد اقلقنا ظهورك ثم ذهابك فجأة وخفنا أن يكون حدث شئ لجلالة الملكة الأم

بيان

لقد كانت أمي متعبة جداً وكان يجب أن نكون معها 

لذا خرجت مسراعاً من خلال الباب السحري 

عبدالله

وكيف حالها الآن؟

بيان

لقد أصبحت بخير  ،وأنا أسف عمي أنني لن أطيل  البقاء  معكم فأنت تعلم أن القصر تعرض للسحر وهناك خطر علينا طوال المساء لذا ستذهبون لهذه الغرفة التي في الطابق السفلي وتباتون فيها وسأضع حاجزاً على القصر من الخارج حتى لا يدخل الشر إلى هنا

عبدالله

كما تشاء جلالة الملك، ولكن لماذا لا تنتقل لمكان آخر مادام القصر هنا خطيراً

بيان

لآن الأمر لا يتعلق بالقصر بل بنا أنا وجميلة وأمي 

عبدالله

حسناً تصبح على خير جلالة الملك

ثم تذهب آلاء ورومي مع والدهما للجناح الذي طلب منهم بيان البقاء فيه 

بينما يطلق هو التعويذة حول القصر  ، ويعود لغرفته

****

في حديقة القصر

الوزير الشرير

لقد نسي بيان وضع التعويذة بعد الغروب مباشرة لأنه كان مشغولاً بأمه وبجميلة مما مكنني من الدخول وأنا الآن داخل الحديقة وسوف أتسلل لداخل القصر وأقوم بمهمتي 

***

يعود بيان لغرفة نومه ويفتح الباب الذي أغلقه من الخارج ويدخل ويغلقه مرة أخرى  

جميلة

الصندوق بخير لا تقلق، وأنا  امسكه من وقتها حتى تعرقت يداي عليه، ولكن ماحكايته، ولماذا أغلقت الباب عليّ من الخارج؟

بيان

آسف جميلة أنني ورطتك في أشياء كهذه،ولكن هناك سحر داخل الصندوق كان يريد إيذاء أمي، وقد بطل بمجرد أن أظلمت السماء وظهرت النجوم  لذا طلبت منك حراسة الصندوق، وأغلقت الباب من الخارج خوفاً أن تتركي الصندوق فيتسلل الشر الذي بداخله للخارج ويؤذي الملكة 

جميلة

وماذا سنفعل به الآن؟

يمسك  بيان بالصندوق  ويلقيه من الشرفة

سأرميه هكذا فلم يعد ذا أهمية ولا خوف منه الآن

جميلة

وكيف حال الملكة الأم ؟

بيان

أصبحت بخير الآن وهي نائمة بعد أن أخذت العلاج 

جميلة

هل يمكنني الذهاب لأطمئن عليها؟

بيان

آسف حبيبتي ولكن كما أخبرتك هي نائمة الآن ويجب أن ألا نزعجها

جميلة

حسناً كما تريد 

بيان

تعالي إلى حضني حبيبتي

جميلة

تنظر في عيون بيان هل أنا حسناء ؟

بيان 

 ينظر إليها فيشعر بالحزن عليها  بسبب شكلها الغريب بعد أن تحولت لوحش وقد إمتلأت عينيه بالدموع 

طبعا حبيبتي لا يوجد في الدنيا ما هو أجمل منك 

 

جميلة

لماذا الدموع تملأ عينيك إذاً؟

بيان

بسبب قلقي على جلالة الملكة الأم 

ثم تسقط الدموع من عيونه فتمسحها جميلة بيدها 

وتضمه

 لا تحزن حبيبي فالملكة ستشفي بإذن الله كما شفي والدي 

بيان

والدك كان مرضه واضحاً وعلاجه معروف وشُفي بعملية بسيطة

لكن أمي لا يعرف الأطباء علاجاً لهاوقد يطول الأمر 

جميلة

كل شئ له حل ولعلنا نجد حلاً قريباً

*******

بعد ساعتين

في الحديقة

 يتجول الوزير سعدان فيجد الصندوق الذي رماه بيان من الشرفة 

الوزير

جيد جداً هذا الصندوق به رائحة جميلة فقد تعرقت عليه 

وسأخذه ليساعدني على المهمة القادمة

 فمن خلاله سأتحكم بجميلة وأجعلها تمشى خلال نومها

 ثم يدخل خفية  لغرف الخدم  ويلقي تعويذة على الصندوق، فتقوم جميلة من نومها وتتحرك نحو الباب الموصد دون وعي وفينفتح بسبب السحر الذي ألقاه عليه الشرير فتخرج من الغرفة وتتجه نحو الطابق السفلي

بينما تقوم آلاء الأخت الصغرى من نومها لأنها شعرت بالعطش وتخرج متجهة نحو المطبخ وبعدما تشرب

  تعود متجهة نحو غرفتها؛ فتجد جميلة واقفة ولكنها تعطيها ظهرها فتتجه آلاء نحوها لتلتفت جميلة شيئاً فشيئاً نحوها بينما ترتسم علامات الفزع والرعب على وجه آلاء من منظرها الغريب وتصرخ


اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد


               الفصل الثاني والعشرون من هنا 

لقراءة باقي الفصول من هنا 


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close