رواية سارقة الهوي الفصل الثلاثون 30بقلم مني السيد

         

رواية سارقة الهوي

الفصل الثلاثون 30 

بقلم مني السيد


في الصباح الباكر خرجت مارية من حجرتها متزينة على غير العادة وما كان كل ذلك التزين إلا محاولة منها لإخفاء تورم عينيها فمكالمتها مع نهال لم تزدها إلا بؤسًا خاصة مع إلحاح والدها على الاطمئنان على حقيبته دونها !!

لا تعلم لم تشعر في كثير من الأوقات أن والدها يكرهها ؟! وهل يعقل أن يكره أحدهم قطعة منه؟!

التفتت على صوت منى وتحديق يوسف بها بترقب :

-" ايه الجمال دا كله يا ميرو مش عادتك يعني تحطي ميكب وانتي رايحة الشغل"

-" انا مبحطش ميكب اصلا يا منمن بس النهاردة حسيت اني عاوزة احط فحطيت..." ثم نظرت بتحدي إلى يوسف الذي مازال محدقا بها وأكملت

-" براحتي يعني"

أخيرًا هز رأسه وأبعد كرسيه ليجلس عليه وشرع في أكل طعام الفطور اللذيذ الذي حضرته منى كعادتها

-" يالا انا هنزل بقا سلام"

-" استني"

استوقفها كلاهما مع تغير نبرة إحدهما عن الآخر؛ فمنى كانت تناديها برجاء أما الآخر فبحزم، توقفت متعجبة وهي ترفع إحدى حاجبيها وتنظر له بذات التحدي. 

-" يابنتي ما تقعدي تفطري دنا عاملة اومليت هيعجبك اوي"

بلطافة أجابتها :

-" معلش يا منمن اصل حامد وخالد بيه قالولي لازم اجي بدري شوية النهاردة"

والتفتت لتفتح الباب فاستوقفها يوسف مرة أخرى بحزم أكثر:

-" انا قولت استني، انا هاوصلك "

بنفس بروده في الليلة الفائتة أجابته:

-" لا شكرا انا هاطلب اوبر"

-" قولت استنى هاوصلك مش انتي مستعجلة اديني قومت اهو"

انتظرته حتى يغسل يديه ثم فتح لها الباب وأشار لها بالخروج

-" مكانش فيه داعي على فكرة تعطل نفسك وتوصلني منى مش معانا يعني"

-" هو فيه مشكلة اني أخاف على أمي واوصلها "

-" لا مفيش وعشان كده بقولك مفيش داعي ولا صحيح انا زي أختك دلوقتي؟!!"

كانت تسخر بكلامها ولكنها في نفس الوقت تسأله .. أو تتمنى إنكاره لهذا !! أو تأكيده لتعلم هل ما حدث بينهما منذ يومان ما هو إلا غلطة وهو يقر بذلك ام ماذا !! 

إلا إنه التزم الصمت !! الصمت المميت!!

وصلت السيارة للبوابة الرئيسية في توقيت خروج خالد بسيارته فتراجع يوسف بسيارته ليسمح له بالمرور إلا أن الأخير اوقف السيارة ونزل منها وابتسامته لأذنيه:

-" مريم انتي فين مشوفتكيش بقالي يومين"

واقترب منها مسلما عليها وعلى يوسف :

-" يوسف ايه اخبارك عندنا اجتماع مهم النهاردة في الشركة"

-" ايوة طبعا وكله تحت السيطرة متقلقش"

ربت خالد على كتف يوسف والأخير يتماسك بصعوبة وهو يرى ابتسامته المتسعة نحو مارية ويقول لها:

-" هاتنورينا النهاردة في الشركة والله يا مارية من حظي اني شوفتك دلوقتي وهاشوفك كمان هناك"

ارتبكت مارية :

-" هانوركوا ازاي يعني؟!"

-" ما حنا عندنا اجتماع النهاردة واونكل حامد جاي هو يوسف مقالكيش ولا ايه"

هزت رأسها نفيا فانتهز يوسف الفرصة لينهي هذا الحديث السخيف:

-" انا مبتكلمش مع حد عن شغلي ، وهي كمان مبتحكليش حاجة واكيد عندها شغل جوا دلوقتي عشان كده كانت عاوزة تيجي بدري"

ارتبك خالد قليلا لطريقة يوسف في الرد:

-" اه اه طبعا اونكل حامد اصلا مستنيها جوا كويس انك وصلتها عشان تيجي بدري والحق اشوفها"

رفع يوسف حاجبيه مستنكرًا هذه الحميمية فسلم خالد عليهما ومضى في طريقة، دلف كلاهما للسيارة مرة أخرى حتى يوصلها يوسف للبوابة الداخلية وأذنيه محمرتان وعيناه تطلقان شررا

-" عشان كده يعني حاطة ميكاب بقا ومظبطة نفسك؟!"

اعتدلت في السيارة لتواجهه بندية

-" قصدك ايه يعني؟!

-" قصدي على الاجتماع ، رايحة الشركة بقا وكده قولتي لما اتظبط"

-" اولا انا مكنتش اعرف اساسا اني رايحة الشركة ثانيا انا احط ميكاب او محطش دا شئ يرجعلي وبعدين سيبني احس بأنوثتي مش انت بردو اللي كنت بتقول عليا واحنا في امريكا اني مسترجلة وبلبس بنطلونات ومبعملش شعري، دلوقتي ايه اعتراضك بقا مش فاهمة"

-" اعتراضي اننا في مهمة وشغل مينفعش اللي انتي بتفكري فيه دا يحصل خصوصا انك عارفة مين الناس دول بالظبط"

-" انا مش فاهمة اي حاجة بفكر في ايه وناس ايه"

-" انا بفكرك بس احنا في شغل مفيش مجال لأي تسيب او مرقعة"

علا صوتها فجأة وهي تكاد تنقض عليه:

-" مرقعة؟؟!!! انا بتقولي مرقعة يا يوسف انا"

كانا قد وصلا أمام البوابة الرئيسية ولم تنزل مارية لتكمل صراخها:

-" انت بتقول لمين انت الكلام دا انا... انا.. "

اقترب بوجهه من وجهها حتى لفحت أنفاسه وجهها وهو يفتح لها باب السيارة من الداخل:

-" انتي تنزلي دلوقتي عشان شوشو بتتفرج علينا من شباكها ومتبصيش"

-" ابتلعت ريقها بصعوبة جراء اقترابه منها بهذا الشكل:

-" ماشي يا يوسف لما نروح لينا كلام تاني"

هز رأسه ببروده المعتاد فصفقت باب السيارة بعنف واغمض هو عينيه بشدة وهو يقبض على تارة العجلات حتى ابيضت سلامياته محاولا التماسك قدر الإمكان. فأكثر ما يغضبه بحق هو صفق باب سيارته هكذا!!

دلفت إلى داخل الڤيلا وهي تزفر وتحدث نفسها حديثًا غير مفهوم إلى أن التقتها شوشو:

-" ايه يا مريم انتي كل يوم تتخانقي كده مع اخوكي"

ظلت مارية محدقة في وجه شوشو ببلاهة للحظات ثم استجمعت نفسها بسرعة وأجابت :

-" هه اه ماهو كل يوم يتلككلي على حاجة وواقفلي على واحدة"

قهقهت شوشو:

-" اسمها واقفلي ع الواحدة "

-" انا عارفة بقا اهو كل يوم حاجة شكل امبارح يطنشني والنهاردة يقولي حاطة ميكب ومعرفش ايه"

ثم أسرعت متوجهة لغرفة حامد بك مسرعة وهي تستأذن :

-" هاستأذنك اطلع بسرعة لحامد بيه عشان هو كان قايلي انه مستعجل النهاردة"

أومأت لها شوشو ونظراتها تخفي كثيرًا مما بداخلها وكأنها تخطط لشئ ما!!

ذهبت لحجرة حامد متأففة وبدأت في فحصه كالعادة فبادرها مقطبًا جبينه بطريقة مضحكة :

-" خلي بالك بس لا تديني حقنة هوا تموتيني بس"

استدركت نفسها بسرعة ونظرت له فابتسمت من منظره المضحك:

-" هو انا اقدر بردو طب دا انت تقريبا الراجل الوحيد اللي بيعاملني كويس"

-" ايه دا ؟؟ الرجالة اتعمت ولا ايه حد يعامل قمراية زيك وحش بردو"

-" فيه والله يا حامد بيه فيه"

قالتها وهي تتنهد تنهيدة حارقة

-" يااااه للدرجة دي دا مين اعمى القلب والنظر دا قوليلي عليه وانا اجيبهولك تحت رجلك"

-" انا مش عاوزاه تحت رجلي انا عاوزاه جنبي "

كادت تبكي فاعتدل حامد بجدية:

-" لا لا لا اوعي تعيطي، اوعي تخلي اي حد يخليكي تبكي عشانه، اللي تهوني عليه يخليكي تبكي يبقا يهون عليكي متعملهوش اعتبار اصلا"

ابتعلت دموعها كما ازدردت لعابها وهي ترفع إحدى حاجبيها في إباء:

-" صح عندك حق ميستاهلش اعيط عشانه"

-" هو مين بقا سعيد الحظ دا"

تلعثمت قليلا :

-" لا دا مش حد انا بس بعيط عشان لوحدي ومن غير صحابي وكده بس يعني مش اكتر"

نظر لها غير مصدق:

-" يابت !! سوري قصدي يا دكتورة دانتي لسه بتقولي عاوزاه جنبي"

-" ايوة انا اقصد اني محتاجة حد جنبي في الوحدة اللي انا فيها دي انا من ساعة ما جيت من السفر ومش لاقية اصحاب ولا عارفة اخرج ولا اروح ولا اجي"

-" لا متقلقيش هتعملي اصحاب وهتروحي وتتفسحي استني بس انتي الصيف يجي وهنروح نصيف كلنا في احلى حتت تخطر على بالك"

هزت رأسها موافقة في حزن :

-" ماشي"

-" طيب يالا بقا عشان انتي جاية معانا الشركة النهاردة عشان عندي اجتماع وهاخلص شوية اوراق وهاقعد كتير هناك ولازم تكوني معايا"

-" انا تحت امر حضرتك"

امسك ذقنها بيده يداعبها بحنو أبوي :

-" عمرك ما تقولي لحد الكلمة دي انتي تحت أمر نفسك، نفسك أولا"

نظرت له نظرة بائسة وهي تشعر انها تريد ان تحتضنه فكلامه نابع من طيبته ورجاحة عقله كيف لرجلٍ كهذا ان يكون رئيس عصابة او حتى خارج على القانون !!

نزلت من السيارة وهي تنظر لهذا الصرح الكبير وتتمتم في عقلها ( يعني معقول كل دا عندهم وبيهربوا آثار، لا يا فالحة اكيد كل دا جه من تهريب الآثار اصلا) ثم نظرت لحامد وشوشو وهي تتأبط ذراعه ويبدو عليهما الود والتفاهم ! لا تتذكر انها رأت والدها يتعامل هكذا مع نهال وذكرياتها عن والدتها تكاد تكون معدومة لا تتذكر إلا ذاك اليوم حين كان يزمجر ويصيح في وجه والدتها بصوت مرعب. اخرجها من هذيانها صوت خالد وهو يحييها مبتسمًا:

-" دا ايه النور دا وانا اقول الشركة احلوت فجأة كده ليه "

ابتسمت مارية لمجاملته اللطيفة ولكنها ازدردت لعابها حين وجدت يوسف خلفه يرمقها بنظرات تجعلها ترتجف من رأسها حتى أخمص قدميها. 

واستطرد خالد :

-" بصي انتي تيجي تقعدي في مكتبي فيه تيلفزيون وهتستريحي اوي هناك لحد ما نخلص واجيلك"

تقدم يوسف ووقف جانبها وهو يمسك بذراعها:

-" لا مريم هتستنى في مكتبي انا لحد ما نخلص عشان نروح سوا وبعدين يعني عيب تيجي لحد هنا ومتشوفش مكتب اخوها "

وكزها بشدة حتى قفزت من مكانها وفهمت أنه ينتظر تأييدها له:

-" اه اه طبعا انا اصلا نفسي اشوف مكتبك يا يوسف عمري ما شوفتك وانت بتشتغل"

أخذها عنوة وهو يجز على أسنانه:

-" طب تعالي يالا"

فتح الباب بقوة ودفعها دفعًا:

-" تقعدي هنا لحد ما نخلص او حامد بيه يحتاجك مش عاوزك تتحركي من هنا فاهمة"

كانت نبرة صوته مخيفة للغاية ولكنها استجمعت شتات نفسها وقالت بتحدي :

-" ليه ان شاء الله انت هتحبسني انا عاوزة اتفرج على الشركة"

-" انتي هتستعبطي هي متحف ! متتحركيش من مكانك قولت"

-" انت ازاي تكلمني كده ان اتجننت ولا ايه"

اختصر المسافة الفاصلة بينهم في خطوة واحدة وكأنه سيهجم عليها وأمسك إحدى ذراعيها:

-" لا انتي لسه مشوفتيش جنان متخلينيش احكم عليكي تسيبي الشغل دا وتولع الدنيا كلها عشان اتخنقت بقا"

-" ايه ايه ؟؟ شغل ايه اللي اسيبه لا انت بتهلوس بجد، يعني انا اسيب اهلي وبلدي واجي معاك هنا عشان في الآخر انت تقولي اسيب الشغل وعشان ايه اساسا كل دا؟!"

-" عشان انتي مش جاية تشوفي شغلك انتي جاية تلقطي عريس "

لم تشعر بنفسها إلا ويدها الرقيقة تسلم على وجنته. لم تكن الصفعة قوية بل على العكس تماما وكأنها كانت تهابه حتى في عز غضبها او تخاف عليه!!

اغمض يوسف عينيه متنفسا بهدوء ولكن بقوة ثم خرج وصفق الباب خلفه دون أن ينبس ببنت شفة!!!

بعد نهاية الاجتماع دلف يوسف إلى حجرة مكتبه ليجدها نائمة تسند ظهرها ورأسها على الأريكة الجلدية المريحة وتمدد ساقيها على الارض ويديها متشابكتان وكأنما تحتضن نفسها. ظل ينظر إليها لوهلة ولكنه قال بصوت حازم:

-" اصحي يالا عشان نروح"

انتفضت على صوته القوي وتذكرت ما حدث منذ قليل دفعة واحدة فكشرت وجهها وقطبت حاجبيها وخرجت أمامه بكبرياء واستوقفها خالد:

-" ايه مالك واخدة في وشك ورايحة على فين كده؟!"

 تحسست وجهها وهي تقول:

-" ايه فيه ايه ؟وشي ماله" 

قهقه خالد ويوسف يكاد ينفجر في وجهه:

-" انتي رهيبة بجد، يالا تعالي نروّح عشان معاد الحقنة بتاعت اونكل حامد"

-" ااااااه صح انا نسيت خالص"

تحدث يوسف أخيرا:

-" انا هاوصلها بنفسي لحد ما تدي الحقنة لحامد بيه واستناها عشان نروّح سوا"

همهم خالد ولم يجد ما يقوله :

-" اوكيه تمام"

وبالفعل انتظرها يوسف حتى انهت عملها وأوصلها لمنزلهما وصفق الباب خلفه دون أن يتحدث معها حتى الآن !!

بادرتهما منى بلهفة حانية:

-" يالا يا ولاد عملالكم أكلة النهاردة انما ايه تجنن...... ايه دا مالكم فيه ايه انتو اتخانقتوا تاني"

-" ولا اتخانقنا ولا حاجة يا منمن انتي عارفة يوسف وغلاسته"

نظر إليها بتعالٍ ثم وجه حديثه لوالدته:

-" انا مش جعان كلوا انتم"

-" والله يا يوسف ما هاقعد على السفرة ولا احط لقمة في بؤي الا لما تقعد تاكل معانا وانت عارفني لما بحلف"

زفر حانقًا :

-" يووووه يا ماما "

-" يووه انت ادخل يالا اغسل ايدك ووشك عقبال ما احضر السفرة"

تدخلت مارية :

-" لا يا منمن سيبيني انا احضر السفرة كفاية انك عملتي الأكل"

أمسكتها من وجنتيها تداعبها:

-" تسلميلي يا قلب منمن "

ويوسف ينظر إليهما في تأفف ثم مضى ليغتسل!

كانت منى تأكل بنهم ولكن يوسف ومارية يمثلان بأنهما يتناولان الطعام فتحدثت منى وهي تعرف جيدًا ماذا تقول:

-" الا قوليلي يا ميرو هو خالد دا شكله حلو؟!" ارتبكت مارية وقذف يوسف شوكته في الطبق بعنف منتظرا إجابتها في تحفز!!!

أجابت وهي تنظر ليوسف نظرة جانبية خائفة:

-" ليه يعني يا منمن بتسألي السؤال دا !"

-" اصل البنت دعاء قعدت تحكيلي لما خبطتوا في بعض زي الافلام وهو نزل يلملك الورق قولت دي اكيد علامة"

وابتسمت منى ابتسامة خبيثة على غير عادتها وهي تنظر ليوسف منتظرة ردة فعله إلا أن الأخير كان محدقًا في مارية بتحفز وكأنه سيهجم عليها ويقطعها إربا حالًا.

-" انتي مكبرة الموضوع اوي يا منمن مفيش حاجة حصلت من الكلام دا وبعدين انا لما اروح بكرة هاشوف شغلي مع دعاء دي على الكلام دا"

وبهدوء لا ... بل ببرود ما قبل البارود تحدث يوسف:

-" انتي اصلا مش هتروحي بكرة "

هبت واقفة:

-" نعم نعم قصدك ايه يعني اوعا تكون فاكر انك تقدر تنفذ الكلام الاهبل اللي انت قولته في الشركة دا" 

هب واقفًا هو الآخر ليواجهها ويفوقها طولًا:

-" انا قولت مش هتروحي يعني مش هتروحي واقسم بالله العظيم لو ملمتيش لسانك دا وسمعتي الكلام لاكون خارب الدنيا على المهمة على كل حاجة وتولع الدنيا بقا عشان حضرتك تستريحي"

-" هو ايه الجنان اللي انت بتقوله دا انت عارف دا ممكن يعمل فيك ايه دا ممكن يضيع مستقبلك بلاش كلام انت مش قده"

امسكها من رسغها ودفعها داخل حجرتها وأغلق الباب خلفهما بعنف:

-" متختبريش صبري عشان انا خلاص جبت اخري تقعدي في اوضتك هنا ووالله العظيم يا مارية لو عتبتي باب الشقة بكرة لاكون رايح ولاغي كل حاجة وواخدك ومرجعك على امريكا بنفسي"

-" هو ايه دا هو انا عيلة ! ايه اللي تاخدني ترجعني على امريكا انا مش فاهمة انت بتعمل كل دا ليه يعني؟! انا عملت ايه لدرجة انك مش عاوز تخليني اروح الشغل "

-" عاجبك اوي خالد دا لدرجة انك ممكن تضيعي كل حاجة عشانه!!"

-" ايه يا يوسف الكلام اللي انت بتقوله دا خالد ايه وبتاع ايه ؟! وبعدين يعني ولنفترض اني معجبة بيه يعني فيها ايه دي يعني ها فيها ايه ؟؟ وانت اصلا ملكش دعوة ب...."

لم تستطع إكمال جملتها فقد امسك بكتفيها بكلتا يديه بعنف وتوقعت انه سيرد إليها الضربة فنظراته المرعبة كانت توحي بذلك بكل ثقة. 

ثم أمسك بها بقوة من خلف رقبتها وهو يقبض على شعرها وانتابها الهلع من نظراته البركانية، وقبل ان تفتح فمها لتتكلم اقترب يوسف على حين غرة والتهم شفتيها في عنف ....

لم تستطع التملص منه ولم ترد الابتعاد فشفتيه تسحقان خاصتها في تملك وهي تقبل بالانسحاق !! وتقبل بهذا الذوبان .. وقبولها جعلها تئن ألمًا وولهًا !! وحين شعر يوسف بأنّاتها في حلقه لم يستطع التماسك وبدأ يهمهم هو الآخر وهو مازال قابضًا على شعرها يقربها منه بل يلصقها به !! لم تعد تستطيع تمييز صوتها من صوته وكأنما اختلطت أحبالهما الصوتية كما اختلطت شفاهما. وأخيرا حاول انتزاع شفتيه عنوة بالرغم من أنه مازال يطبق على شفتيها بقوة رغم ابتعاده فشبثت مارية لا اراديا متعلقة به .. رافضًة أن تنتهي تلك الملحمة، وبالأخير ابتعد يوسف بقوة وهو يلهث قائلا بلهجة تحذيرية من بين أنفاسه وهو ينظر داخل عينيها :

-" انتي بتاعتي انا ... انا وبس"

     

                الفصل الواحد والثلاثون من هنا 

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



<>