رواية سارقة الهوي الفصل الرابع والثلاثون 34بقلم مني السيد

         

رواية سارقة الهوي

الفصل الرابع والثلاثون 34

بقلم مني السيد

جلست مارية على مائدة العشاء ولم تكن تأكل بالمعنى المفهوم أو بالأحرى كانت تأكل يوسف بعينيها وهو الآخر يفعل مثلها كطالبين مراهقين يختلسا النظر خوفًا من مدرسة الفصل ألا وهي في هذه الحالة [والدته منى] 

-" حلو الأكل يا ولاد" سألت منى وهي تحاول كسر الصمت

مثلت مارية أنها تمضغ الطعام :

-" اه يا منمن جميل اوي"

أمالت منى شفتيها لليمين جهة مارية ثم التفتت لتسأل يوسف:

-" وانت يا يوسف حلو الأكل؟!"

-" وضع لقمة خبز فارغة في فمه بسرعة وأشار بإبهامه :

-" اممم حلو اوي يا ماما"

فأمالت منى شفتيها جهة اليسار هذه المرة ناحية يوسف ثم وقفت وهي تلملم الأطباق من أمامهما وهما مازالا يمضغان الهواء وينظران كلا في عيني الآخر 

-" خلاص خلصنا والأكل اتشال قوموا بقا شوفوا وراكو ايه يالا يا يوسف على اوضتك وانتي تعالي معايا نأزأز لب في البلكونة"

نهضت مارية مسرعة حين أمسكت منى بمرفقها تجرها جرًا نحو الشرفة. 

-" اه صحيح يا يوسف انا نسخت اوراق مهمة من كمبيوتر شوشو هتلاقي ال usb جوا في اوضتي في العلبة اللي ع المراية"

هز يوسف رأسه مبتسمًا ومنى تنظر له شزرا فاعتدل بسرعة وتوجه إلى غرفة مارية ليبحث عن ال usb. 

-" ها يا ميرو انتي عملتي ايه في موضوع أهل مامتك دا؟!"

-" اسكتي يا منمن كنت هاتقفش حتة قفشة بياع الاوطة كان معدي وبعلو صوته قعد ينادي مجنونة يا اوطاااااه روحت قافلة السكة بسرعة مش عارفة نؤنؤ خدت بالها بقا ولا ايه"

-" يعني معرفتيش توصلي لحاجة؟!"

-" هي نؤنؤ قالتلي هتحاول تعرفلي من اي ورق ولا حاجة بس انا مش عاوزة اتصل دلوقتي عشان تكون نسيت بياع الاوطة شوية"

-" طب وافرضي منسيتش هتعملي ايه؟"

كورت يدها لتقبض بها على اللب ثم أخذت بعضا منه وواحدة إلى فمها وقالت:

-" عادي هقولها كنت بتفرج على فيلم "

هزت منى رأسها وظلا يتسامران إلى أن سمعتا صوت يوسف الجهوري ينادي مارية بغضب:

فأسرعت كلتاهما إليه لتجد يوسف ممسكا بشئ في يده وهو يزيح بقوة إحدى العلب المليئة بأشياء غريبة مختلفة لا صلة لبعضها ببعض من فوق المرآة ليسأل مارية وهو يحاول كبت انفعالاته حتى يعرف الحقيقة :

-" السمارت وواتش (الساعة الذكية) دي بتاعتك؟؟!"

ارتعدت أوصال مارية وهي صامتة لا تجيب فصرخ يوسف بقوة :

-" ردي "

انتفضت مارية من قوة صوته حتى شعرت أن الجدران انتفضت معها فهزت رأسها نفيا، كانت رأسها ترتعد أكثر من أنها تجيبه فأعاد السؤال مرة أخرى وهو يضغط على أسنانه بقوة:

-" يعني مش بتاعتك؟!"

صمت رهيب ومنى تنقل نظرها بينهما لا تفهم شيئا 

يوسف وهو مازال يضغط على أسنانه:

-" ممكن اعرف بتاعت مين ؟!"

بصوت مرتعد يكاد يكون مسموعًا أجابت مارية:

-" ب...بتاعت ال.. السفير"

لم ينتظر أكثر من ذلك فأمسكها من مرفقها يجرها خارج المنزل ومنى تسأله :

-" فيه ايه بس يا يوسف فهمني ؟! واخدها ورايح فين طيب ؟؟ هي عملت ايه يابني بس؟؟!

وضعها يوسف في السيارة كطرد من المطاط لا يخاف كسره أو تهشيمه ومارية ترتعد لا تعلم إلى أين يذهب بها أو ماذا سيكون مصيرها بعد الآن !!!!

                       **********************

-"ممكن تفهمني يا سامي بس انت رايح فين ؟!"

-" سيبيني يا نهال سيبيني اشوف المصيبة اللي بتحصل "

-" مصيبة ايه فهمني"

-" مارية في مصر"

لطمت نهال خديها وهي تنتحب :

-" مش قولتلك انا قولتلك انها في مصر مصدقتنيش "

-" مش دي بس المشكلة"

ترقبت نهال وهي تخاف إجابة سؤالها الذي لم تسأله بعد :

-" أ... امال ايه المشكلة"

-" مارية في مصر ... في بيت شهيرة"

زاغت عينا نهال ودارت الدنيا من حولها نهال لترتمي على المقعد المتواجد خلفها مغشيا عليها . 

بعد قليل أفاقها سامي وهو يتأفف:

-" مش وقته اللي انتي بتعمليه دا خااالص " حاولت نهال العودة لكامل وعيها وحين استفاقت كليًا قالت :

-" خدني معاك يا سامي خدني معاك افهمها انا "

-" اخدك معايا ازاي بس دي الرحلة طالعة كمان كام ساعة مفيش وقت"

-" ارجوك يا سامي خدني معاك انا هاشرحلها عشان ميجرالهاش حاجة من الصدمة، زمانها بتكرهني دلوقتي "

تركها تتحدث مع نفسها وصفق الباب خلفه وخرج. 

 لم تعرف نهال ماذا تفعل أو كيف تتصرف فهي تشعر الآن أنها خسرت كل شئ دفعة واحدة وللأبد!!!

                       ********************

توقف يوسف بالسيارة في هذا المكان الهادئ على ضفاف النيل وترجل من السيارة ليلف حولها ويفتح لمارية الباب لتنزل وهي تتوجس خيفة وتحدثت بجدية وهي تكاد تبكي:

-" ايه هترميني في النيل ؟!"

أخذ يوسف نفسًا عميقا قبل أن يتحدث بهدوء :

-" ممكن تفهميني بقا الساعة دي وصلت عندك ازاي؟؟!"

-" ا.. انا اخدتها"

-" ازاي؟؟"

طأطأت رأسها إلى الأرض وقالت بصوت خفيض:

-" زي ما باخد كل حاجة!!"

وفرت دمعتان دون ارادتها مع شهقة من أنفها كقطة أليفة وجدت نفسها بلا مأوى فجأة. 

سأل باقتضاب وكأنه يحاول ألا يتأثر بمظهرها الذي يكاد ينحر قلبه نحرًا:

-" امتى؟!"

أجابت وهي مازالت تنظر إلى الأرض:

-" يوم الحادثة"

زفر يوسف وضرب بقدمه الأرض:

-" يعني الساعة طول الوقت دا معاكي وسيبانا نلف حوالين نفسنا "

نظرت له بوداعة حقيقية:

-" طب وهو انا كنت اعرف منين بس يا يوسف ان انت بتدور عليها انا مسمعتش اي كلام عن اي ساعة غير لما كنت بتسمع رأفت في التيلفون ويومها فضلت أسألك وانت مفهمتنيش أي حاجة "

نظر إليها وهو يحرك لسانه داخل فمه كعادته فاستطردت:

-" وبعدين يعني ما هي طول الوقت في البيت هو انا لو كنت وخداها ومخبياها كنت هاحطها في البيت كده عادي!! انت بتشك فيا يا يوسف!!"

-" انهار يوسف جراء هذا السؤال فأمسك بذراعيها يربت عليهما قائلًا:

-" لا انا مش بشك فيكي وهشك فيكي ليه أصلا انا بس اتضايقت لما افتكرت انك معاكي الساعة ومخبية عليا"

-" مكنتش اعرف والله يا يوسف انك بتدور عليها"

-" خلاص خلاص الموضوع انتهى" ثم ابتسم يطمئنها :

-" اول مرة الموضوع بتاعك دا ينفعنا بحاجة!!"

نظرت له تلومه ثم ابتسمت هي الأخرى ابتسامة واهية فاستطرد:

-" بس بجد قوليلي انتي ايه الحاجات الغريبة اللي كانت في العلبة دي معالق وشوك وحاجات خشب وحاجات مش عارف هي ايه أصلا"

-" انا بحب اجمع الحاجات اللي باخدها بحس انها انجازاتي ، دي هواية تانية خلي بالك"

ضحك كلاهما واستنشقت مرة أخرى بقوة فسألها يوسف :

-" ايه بردانة ؟!"

-" اه شوية !!"

-" طب يالا بينا نرجع البيت زمان ماما هتموت من القلق وعشان مش معايا چاكيت اديهولك بصراحة"

ابتسمت مرة أخرى من بين دموعها فوكزها قائلا:

-" خلاص بقا متبقيش رزلة واعملي حسابك لما يرجع حاتم بيه من السفر كمان كام يوم هنروح له بالساعة دي عشان نشوف هنقدر نحدد مكان التيلفون ولا ايه !! "

هزت رأسها موافقة والخجل يلف جسدها من رأسها حتى اخمص قدميها. 

 عادا للمنزل ومنى تنتظرهما في الشرفة بقلق وبادرتهما فور وصولهما:

-" ممكن افهم فيه ايه؟!"

أجابها يوسف باقتضاب:

-" ابدا يا ماما دي الساعة بتاعت سيادة السفير واحنا كنا بندور عليها وهي كانت مع مارية ومكانتش تعرف اننا بندور عليها لاني مقولتلهاش اصلا"

-" ايوة يعني وايه اللي وصل الحاجة دي لمارية أصلا؟!"

-" مش مارية اللي انقذته أصلا يا ماما تلاقيها شالتها وهي بتقيسله النبض ولا بتعلقله المحلول وماخدتش بالها"

نقلت نظرها إلى مارية بغضب:

-" وانتي مالك معيطة ليه ووشك ومناخيرك حمرا كده ليه ؟ ولا يكون الواد دا عملك حاجة زعلتك؟؟"

-" لا ابدًا معمليش حاجة والله انا بس اتخنقت شوية بعد اذنكم هادخل اوضتي"

ثم توقفت مارية قبل ان تدلف إلى حجرتها وسألت منى :

-" منى !!! ممكن تحضنيني"

أسرعت إليها منى تأخذها بين ذراعيها وتربت عليها حتى انسلت مارية من بين يديها وكأن ذاك الحضن لم يكفيها أو لم يرويها بالقدر الكافي، فاستدارت لتدخل حجرتها بسرعة

-" يا قلبي يابنتي"

كان يوسف يشعر بقلبه يتمزق من هذا المشهد وربت على كتفي والدته :

-" حصل خير يا ماما ادخلي انتي نامي انتي تعبتي اوي النهاردة"

-" عندك حق والله يا يوسف انا مش حاسة بنفسي هادخل انام واريح جسمي يابني شوية" 

وقبل ان تدخل إلى غرفتها سألته مرة أخرى :

-" متأكد يا يوسف انك معملتش ليها حاجة تزعلها "

-" ادخلي نامي يا أمي وارتاحي مافيش حاجة حصلت انا بس اللي كبرت الموضوع شوية"

هزت رأسها ثم دخلت إلى غرفتها ويوسف يتآكل من داخله حزنًا على مارية وشكلها البائس الوحيد وبالأخير لم يستطع مقاومة نفسه أكثر من ذلك فطرق باب حجرتها لتفتح له هي بنفسها وأنفها وشفتيها قد احمرا من فرط البكاء. 

ودون أن ينبس ببنت شفة ودون أن تبادر هي بالكلام احتضنها بقوة وكأنه يخبئها من العالم بين ذراعيه ودفنت هي وجهها بصدره تلتمس الأمان ليضيّق عليها قبضة ذراعيه وكأنه يقول لها لن أفلتك أبدًا. وشعرت باتساع روحها وأنفاسها رغم ضيق مكانها بين ذراعيه. 

لم يحتاجا لكلامٍ يقولانه فذوبانهما كلٌ في الآخر كان أبلغ وأصدق من أي كلام !!! وهذا الدفء الذي تشعر به بين ذراعيه كفتى مشرد في ليلة شتوية أجاد أحدهم عليه بمعطف ناعم يلف جسده بأكمله. 

بعد وقت لم يعلما إن كان قليلًا أم كثيرًا ابتعد يوسف بروية وهو ينظر لعينيها قائلًا 

-" تصبحي على خير..... يا حبيبتي"

لم تصدق مارية أذنيها ورفعت رأسها تنظر في عينيه أحقًا ما قال !! أصدقًا ما سمعت !! وكأنما قرأ أفكارها اغمض عينيه يطمئنها دون كلام أن ما سمعته صحيح وانها هي من ملكت قلبه وسلبت لبه كيف لا وهي سارقة محترفة !!!

تركها وذهب لحجرته ، ولم يستطع كلاهما النوم في تلك الليلة بكل ما حملته من مشاعر متضاربة واحاسيس جياشة أسرت كل منهما. 

باب واحد يفصل بينهما ولكن أرواحهما متصلة كدخان يتشابك لا تعرف بدايته من نهايته!!

                **************************^^

بعد مرور يومان...

-" تعالالي يا نادر دلوقتي حالا انا لسه واصل من المطارعاوز افهم ايه اللي بيحصل بالظبط اخوها ايه وبيوصلها ايه انا مش فاهم حاجة"

-" حاضر يا فندم مسافة السكة واكون عند حضرتك"

وضع سامي هاتفه والأفكار تضارب في رأسه كيف تكون ابنته هي الموجودة هنا وكيف يكون لها أخ يوصلها كل يوم إلى مكان عملها ؟؟وكيف يكون مكان عملها أصلا عند شهيرة؟؟ وهل علمت إحداهن بصلتها بالأخرى؟!! وما الذي أدى بالأمور لكل ذلك!!!


وصل نادر إلى الفندق الذي ينزل به سامي وكان ينتظره في جناحه بالأعلى:

-" حمدا لله على السلامة يافندم اتمنى أن رحلة حضرتك كانت كويسة"

-" بلا كويسة بلا زفت قعدت يوم بحاله ترانزيت في فرنسا بس هي دي الرحلة الوحيدة اللي لقيتها في اليوم دا. المهم اقعد بقا وفهمني واحدة واحدة ووريني الصور اللي صورتها عشان انا مش فاهم اي حاجة"

-" ابدا يا فندم انا قدرت اعرف ان الدكتورة مارية بتشتغل عند حامد فخري لانه عنده مرض مناعي نادر ولازم يكون فيه دكتور جنبه باستمرار وانها مش بشخصيتها الحقيقية لا دي منتحلة اسم تاني غير اسمها والمفروض ان ليها أخ وأم وعايشين كلهم سوا في العنوان دا"

وسلمه ورقه بها عنوان مارية ومعها صورها وهي تخرج من منزل حامد فخري وبعض صور شهيرة الذي توقف سامي عندها كثيرا !!!

-" يعني هي بتدخل وتخرج لكن مش عايشة معاهم؟!"

-" ايوة يا فندم والمفروض ان أخوها دا بيشتغل في شركة حامد فخري بردو يا فندم ، وانا تابعتهم مرة ولقيتهم راحوا عند رأفت زايد"

-" مين رأفت زايد دا؟؟!

-" دا الظابط اللي تبع أيمن الصياد اللي بيسهلنا الامور هنا"

-" ايمن الصيااااااد طيب خلاص روح انت"

والتقط هاتفه ليتصل بمساعده :

-" ايوة يا فهمي اتصلّي بأيمن الصياد مكان ما هو موجود وقوله ينزلي مصر ويكون قدامي خلال ٢٤ ساعة والا هطربق الدنيا فوق دماغه شخصيًا"

أغلق الهاتف وهو يقضم أظافره في عصبية. 

                            ***************

في الصباح كانت مارية تستعد فسمعت طرقات خفيفة فأذنت وكلها شوق أن يكون يوسف إلا ان الطارقة كانت منى :

-" يالا يا ميرو عشان ننزل "

-" ماشي انا خلاص بجهز اهو انتي رايحة في حتة؟!"

-" ايوة جاية معاكي مدام شوشو اتصلت بيا الصبح وأصرت اني اجي اقضي معاها شوية وقت وانا بصراحة ما صدقت"

كان يوسف يمر من أمام باب حجرة مارية وسمع ما قالته والدته منذ قليل:

-" ماما انا مش عاوزك تتداخلي مع الناس دول كتير "

-" ليه بس يا يوسف اعتبرني بقررها مش انا معاكو في المهمة دي بردو ولا ايه!"

-" تقرري مين بس يا ماما دي تقرر عشرة زيك"

تدخلت مارية:

-" ان جيتي للحق يا منمن هي فعلا تقرر عشرة زيك انتي كيوته وغلبانه "

-" يعني ايه كيوته وغلبانة دي حاجة حلوة ولا حاجة وحشة؟!"

امسكتها مارية من وجنتيها ثم قبلتها قبلة عنيفة :

-" حاجة حلوة يا أحلى حاجة حلوة حصلت في دنيتي كلها"

كانت تتمتم بهذه الكلمات وهي تنظر ليوسف والأخير ينظر لها بحيرة أتقصد والدته بحق أم تقصده هو !!

خرجت منى وهي تقول :

-" اااه كلي بعقلي حلاوة ياختي يالا يالا عشان منتأخرش"

ثم وقفت على باب الحجرة تنظر لكليهما ثم تنحنحت أخيرا:

-" احم احم مش يالا يا يوسف عشان البنت تكمل لبسها ولا ايه"

-" اه اه انا كنت نازل اسخن العربية اهو"

وأسرع للأسفل متأثرًا بشقاوة مارية وضحكتها الطفولية وهي تقبل والدته وتنظر له !!

                     ********************

-" اتفضل بقا اشرحلي يا استاذ ايمن"

-" يافندم حضرتك جبتني هنا على ملا وشي وحضرتك عارف اد ايه دا خطر عليا"

-" بلا خطر بلا زفت وانت فاكرني هافضل اتنطط وراك في البلاد ولا ايه فهمني بالظبط انت هببت ايه هنا "

-" يافندم مش هو حضرتك قولتلي اوقع شركة حامد فخري بأي طريقة؟!"

-" وهي دي الطريقة اللي لقيتها يا غبي"

-" يافندم انا سيبتهم في موقف وحش جدا مع الشركات التانية دا غير السيولة اللي اخدتها وخليتهم متكتفين ميقدروش يعملوا حاجة"

-" وايه حكاية البنت والولد اللي الظابط بتاعك بعتهم هناك"

-" دا موظف في السفارة المصرية في امريكا معرفش ايه حكايته بالظبط بس كل اللي اعرفه اني ماشي دلوقتي بأوراقه وبشخصيته يعني انا وهو مينفعش نكون موجودين في نفس البلد حضرتك"

-" ششششش اعرفلي دلوقتي الظابط بعتهم هناك ليه"

-" هو بعتهم عشان فيه اوراق تخصه وتخصني عند شوشو وكان عاوز يعرف مكانها ويخلي حد ياخدهم من هناك بس كده"

-" اغبيا اغبياااا "

-" طب يا فندم هو ايه اللي حصل بس وايه علاقة الاتنين دول بالحكاية واصلا حضرتك عرفت ازاي"

-" بقولك ايه انت دلوقتي تتصل بالظابط بتاعك وتطلعوا البنت دي من الحكاية دي بأي طريقة والنهاردة قبل بكرة فاهم ؟! وبالا بقا غور من وشي الساعة دي غوووور"

انطلق ايمن من فوره من أمامه متوجها إلى رأفت زايد علّه يفهم ماذا يحدث ويخرج من هنا بسلام"

          ***********************

-" الو شوشو هانم ايمن الصياد هنا في مصر شوفته داخل عند رأفت زايد دلوقتي"

-" افضل وراه وطبعا مش هاوصيك انه ميحسش بيك عاوزة اعرف هو قاعد فين ومستخبي فين اوعى يضيع منك فاهم"

انهت كلامها بعصبية مع دخول مارية ومنى من بوابة منزلها فاتسعت ابتسامتها متحولةً عما كانت عليه وكأنها ترتدي قناعًا بمنتهى البراعة وتحدث نفسها خلسة :

( اهلا اهلا يا ست منى جه دورك انتي كمان)!!!!!


            الفصل الخامس والثلاثون من هنا 

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



<>