رواية ليتك لي من البداية
الفصل العاشر10
بقلم الاء اسماعيل البشري وهديرمحمد
شَد الزناد و لسه هيدوس و هيضر*به... لقي حد حط ايده على كتفه... إلتفت لقي حسام و رجالة ياسين كلهم حواليه...
- عايز تق*تل الهلال مرة وحدة !! يا بجا*حتك يا أخي...
* انتوا مين ؟؟
• أنت لسه هتسأل ؟ بالك طويل أوي على فكرة... بس لسوء حظك انا خُلقي ضيق...
ضر*به حسام بالبوكس في وشه لغاية ما مناخيره نز*فت...
• تاخدوا الگلب ده على المخزن... تربطوه لغاية ما الهلال يجي بنفسه و نشوف هيعمل فيه ايه... يلا اتحركوا...
اتلموا حواليه و مسكوه... دخلوه العربية و مشيوا بيه... حسام دخل البا*ر... قعد جمب ياسين اللي مش حاسس بأي حاجة بتحصل حواليه...
• يا هلال... قوم يلا نمشي
" لا لا... مش عايز امشي
• ليه ؟
" كده...
• مالك يا هلال ما أنت كنت كويس من يومين... من أول ما وصلت على كندا و أنت بالحالة دي... احنا من أول ما رجعنا من مصر مشتغلناش... قوم يلا نشوف شغلنا..
" قولتلك لا... سيبني لوحدي...
اخد ياسين كاس بير*ة تاني... شربه... أول ما خلص الكاس... بدأ يفقد توازنه... الكاس وقع من ايده و اتگسر... و ياسين اغمى عليه... اتخض حسام و بدأ يفوقه و يرش على وشه مية
يا هلال... قوم يا هلال... قولتلك بطل الز*فت ده و أنت مسمعتش كلامي... فوق يا هلال !!
مفيش أي رد فعل من ياسين... ياسين زي الجثة الم*يتة... حسام معرفش يتصرف و اتوتر... قومه و سنده على كتفه... خرجوا من البا*ر... دخله في عربيته و مشي على بيت ياسين اللي في الجبل... جابله دكتور هناك
• هااا يا دكتور... ماله ياسين ؟
* زود في الشُرب أوي... قلبه مستحملش الكمية ف اغمى عليه... بس متقلقش أنا اديته حُق*نة هتخفف من مفعول كل اللي شربه... شوية و هيفوق
• تمام... تعالى بره احاسبك...
حسام حاسب الدكتور و رجع قعد جمب ياسين... بَص على حالته و على وشه و الآثار السودة اللي تحت عيونه...
• ما أنت متعود تشرب... اشمعنا النهاردة زودت كده...
كنت كويس من كام يوم... من أول ما دخلت الطيارة من مصر و حاسس انك فيك حاجة... ده مش الهلال اللي أنا اعرفه... ايه اللي حصلك بس !!
اتحرك ياسين كأنه بدأ يفوق... حاول يتكلم و قال
" رنا...
قرب منه حسام... ياسين كرر نفس الاسم
• فوق يا هلال... الحمد لله بقيت احسن...
رنا...
• مين رنا ؟
" رنا بتكر*هني...
• بتكر*هك ليه ؟
" لاني ياسين مش يوسف...
• أنا مش فاهم حاجة و أول مرة اسمع اسمها منك...
مسك ياسين ايد حسام و قاله
" قولها إني بحبها... قولها متكر*هنيش !!
• هي دي تبقى البنت اللي بتحبها يا هلال ؟
هز رأسه بالإيجاب...
• مش عارف اعمل ايه الصراحة... واضح أنك قابلتها في مصر... من أول ما وصلت لهنا و انت في الحالة دي... يبقى اكيد سابتك...
كانت الدموع محبوسة جوه عيون ياسين... فضل ساكت و متكلمش... مسك المخدة حاضنها و قال
" سيبني لوحدي...
• متأكد ؟
" اه... اقفل الباب وراك و متخليش حد يدخل...
• حاضر يا هلال...
خرج حسام و قفل الباب وراه... كان مستغرب جدا... أول مرة يشوف ياسين و هو ضعيف كده... نبه على الرجالة محدش يدخله الأوضة و زود الحراسة على بيته...
' يا سييف... يااا سيف !
* سيف مش جاي النهاردة...
اتفاجئت... ده صوت خالد... إلتفتله لقيته قاعد على الكرسي حاطط رجل على رجل و بيشرب قهوة...
' على فكرة آخر الشهر ده لسه مجاش... احنا يادوب لسه 10 من الشهر
ضحك خالد و قال
* ما أنا عارف كده...
' اه... بس غريبة يعني... اول مرة حضرتك تيجي على أول الشهر كده...
* عادي...
' اومال فين سيف ؟
* سيف مش جاي النهاردة... عنده ظروف و استأذن مني و أخد بقية الأسبوع ده اجازة
' يلهوي... اومال مين هيفتح معايا الكافيه !!
* أنا...
' افندم ؟!!!
* أنا هفتح معاكي الكافيه... كده كده أنا فاضي مش ورايا حاجة... قولت حرام تشيلي الكافيه لوحدك من تقديم الطلبات و تنظيف و ادارة و حساب الفلوس لغاية آخر الأسبوع... مش هتقدري تعملي كل ده لوحدك... جيت اساعدك...
' يعني حضرتك ابن ناس و كده... مش هيليق عليك كنس و مسح و غسيل كوبايات...
* برضو بتحكمي عليا بناءاً على مظهري الخارجي ؟
' يعني اعمل ايه ؟
قلع الجاكت بتاعه و شَمر كُم الهودي اللي لابسه و قال وهو بيمسك المكنسة
* قدامنا ساعتين بس... يا نقعد نرغي فيهم و منفتحش الكافيه النهاردة... أو نستثمرهم و ننجز عشان الناس قربوا يجوا... يلا انتي ادخلي المطبخ نضفيه و اغسلي الكوبايات... و أنا هنظف هنا
' طب ما تيجي نبدل... يعني حضرتك تغسل الكوبايات و أنا اتولى مسح الترابيزات و الكنس هنا... ايه رأيك ؟
* رنا... امشي من قدامي دلوقتي...
' والله براحتك... لو مقدرتش تعملهم ابقا نادي عليا.
دخلت المطبخ انضفه... كنت ببص عليه و هو واقف محتار مش عارف يبدأ من فين... صِعب عليا... يعني كان لازم يعمل فيها چنتل مان و يقولي أنا هنضف هنا ؟ ده أنا لما بنضف مكان الناس بقعد يومين ضهري واجعني... اخره ربع ساعة و هيتعب... و النبي حد يقوله أنه ناعم و مش حِمل البهدلة دي... خايفة يقع من طوله و أنا ألبسه في الآخر !!
بدأت اغسل الكوبايات... كل ما ابصله الاقيه بينفض في هدومه... تلاقي دي أول مرة يمسك مكنسة في حياته... قولتله أنه مش بتاع الكلام ده بس براحته... هو اللي نشف دماغه
' اجي اساعدك ؟
* لا...
' براحتك...
كنت بغيب بالعشر دقايق و اسأله نفس السؤال و هو مصمم برضو... خلاص هو حُر... بس على نظام حركته و تنضيفه ده يبقى مش هفتح الكافيه...
خلصت الكوبايات و رتبتهم مكانهم و نظفت المطبخ كله... خرجت اشوف آخر تطورات الاستاذ خالد... اكيد اغمى عليه من التراب... هروح ألحقه قبل ما يمو*ت و يجبلي مصيبة و أنا مش ناقصة مصايب...
خرجت... اتفاجئت لما لقيته خلص ! كنس و مسح كمان... و الكافيه بقا كله نظيف... حتى الشبابيك مسحها... و فرش المفارش على كل ترابيزة و حط الشموع كمان !! اذهلت من المنظر... طب ازاي عمل كده... ده مكنش عارف ينشف السراميك... ليكون مخاوي جِن و هو اللي ساعده... أنا برضو ساعات بحس إن الكافيه ده فيه حاجة ...
كان واقف و هدومه كلها من اولها لأخرها كلها تراب... حتى شَعره كله تراب
* مالك حاطة ايدك على بوقك كده ليه ؟
' المعطر ده ريحته معفنة !!
* عشان كده اشتريته و أنا جاي الصبح...
' نعم !!
* ده بريحة الاڤوكادو... والله جميل
' تقيل أوي...
* خلاص اطلعي اقعدي بره لغاية ما ريحته تخف...
' وجهة نظر برضو
لسه هخرج قام رش منه في وشي 🙂
' هتخليني اقول كلمة غلط على الصبح !!
قال وهو بيضحك
* يلا اطلعي...
خرجت قعدت في الشارع شوية... شيفاه من الشباك مبسوط بالمعطر المعفن ده أوي و عمال يرش منه كتير... كأن ما صدق عرف أن ريحته تقيلة عليا ف بيستقصدني و ناوي يخلص الازازة... لا هو خلصها اصلا... خرج و جه عندي
* كده تمام ولا فيه حاجة ناقصة ؟
' لا... تمام كده
* مضايقة مني ؟
' هضايق ليه ؟
* من وجودي هنا...
' لا والله... بعدين براحتك ده الكافيه بتاعك...
* اوماال مالك... حاسك مضايقة... فيه حاجة ؟
' لا مفيش...
ابتسم و قال
* اه خلاص عرفت... انتي مستغربة ازاي أنا بتعامل معاكي عادي كده و بكلمك بكل بساطة بعد ما رفضتي تتجوزيني... مش انتي بتفكري في كده صح ؟
فضلت ساكتة... أنا فعلا بفكر في كده و مستغربة من طريقته معايا... بيتعامل معايا كأن شيئاً لم يحدث بالمرة...
* بصي... مش عارف هتصدقيني ولا لا... بس أنا متصالح مع نفسي جدا... ف مش عشان رفضتيني يبقى اكر*هك و استعندك و احطك في دماغي و اسود عيشتك... أنا مش كده... يعني انتي رفضتيني يبقى خلاص كده انتهى الموضوع... ما فيه مليار واحد بيترفض... جات عليا أنا يعني... ليه هو انا مين يعني... ملك فرعوني مثلا عشان ابقى ضد الرفض ؟!
ضحكت من طريقته
' يعني مش مضايق مني ؟
* اضايق ليه اساسا يا رنا... كل حاجة قسمة و نصيب
ابتسمت و سكتنا شوية
' هتروح صح ؟
* اروح ليه ؟
' ما أنت خلصت تنظيف...
* بس سيف مش جاي... هتقدري تبقي جرسونة و تعملي المشاريب و تقدميها في نفس الوقت و تحاسبي كمان ؟
' مش عارفة...
* انتي تدعي ل سيف بقى.. اقفي انتي مكانه في المطبخ... أنا هبقى الجرسون النهاردة...
قولت بصدمة ' ده اللي هو ازاي ؟
* زي الناس
' أنا بتكلم بجد...
* و أنا بتكلم بجد والله ( ضحك و كمل ) مالك كده كل كلمة اقولها تتفاجىء بالمنظر ده ؟
' اصل مستغربة من....
* من كلامي صح ؟
' يعني... أنت غريب شوية...
* غريب ازاي ؟
مقدرتش ارد عشان ميضايقش مني... لكن هو اتكلم و قال
* اه فهمت... أنا غريب بالنسبالك عشان بعمل حاجات انتي و غيرك شايفين إن ازاي واحد زيي كده يعمل الحاجات دي... فيه ايه الآه... ما أنا بني آدم زيي زيكم...
' يعني هتبقى جرسون ؟
* اه... و لا انتي عندك وجهة نظر تانية ؟
' لا معنديش...
* طب كويس...
' بس هدومك...
* مالها ؟
' مليانة تراب... أنت كلك تراب... هتاخد طلبات من الناس بالمنظر ده ؟
* تصدقي عندك حق... بس عامل حسابي و جبت هدوم زيادة ليا في العربية... كنت حاسس إن الطقم ده مش هكمل بيه بقية اليوم... طب أنا هروح اغير هدومي عند واحد صاحبي قريب من هنا و جاي تاني
' خُد وقتك...
ابتسم و ركب عربيته و مشي... دخلت الكافيه و قعدت افطر لغاية ما هو يجي عشان احط لافتة إن الكافيه فتح...
كنت باكل و بقول
' مين كان يصدق إن خالد يطلع بالرُقي و الذوق ده... ده قولت عشان رفضته تاني يوم هيقولي امشي من هنا ملكيش شغل عندي... بس هو عمل عكس كده تماما... ده كمان ساعدني جامد في التنظيف و لسه هيساعدني لما يرجع !... عمري ما كنت افكر أنه كده... طريقة تفكيره حلوة و واخد الأمور ببساطة و متقبل اي حاجة تحصل... يعني اللي يشوفه من بعيد كده يقول أنه مغرور و متكبر... لكن لما يتكلم معاه خمس دقايق بس يثبتله العكس...
خلصت فطار و روحت غسلت وشي في حمام الكافيه و لبست الزي و فتحت الكافيه و الناس بدأت تيجي...
" بقالي اد ايه نايم ؟
• يعني حوالي 12 ساعة...
" اوووف...
• مالك يا هلال ؟
" دماغي هتنف*جر من الصداع !!
• طب خُد حباية الصداع دي هتنفعك...
اخد ياسين منه الحباية و كوباية المية و شربها..
هو ايه اللي حصل امبارح ؟ أنا جيت هنا ازاي ؟
• كنت في البا*ر و شربت كتير... ف اغمى عليك و جبتك هنا
" شكرا يا حسام لان كنت جمبي...
• ده واجبي يا هلال... صح... عايز اقولك حاجة بس خايف لتتعصب...
" قول...
• أندرو بعت واحد كان هيقت*لك امبارح...
" تاني !!
• قولتلك يا هلال نق*تله و نخلص من دوشته بس أنت رفضت... و شكله كده طالما جرب يقت*لك للمرة التانية... يبقى مش هيسكت بسهولة !!
" اممم... بعت مين ؟
• واحد اسمه جورج... احنا اخدناه على المخزن... مستنيين نشوفك هتعمل ايه معاه...
" ساعتين و جاي
• خُد راحتك يا هلال... عن اذنك...
خرج حسام... ياسين اتنهد و قام دخل الحمام... أخد دُش و خرج... عمل تمارينه الرياضية عشان يفوق... حسام جابله الفطار و قعد في البلكونة بيفطر قصاد منظر الجبال اللي مليانة ثلوج و منظرها جميل... بعد ما خلص أكل لبس الجاكت بتاعه و راح على المخزن...
كان جورج مربوط على الكرسي و رجالة ياسين محاوطينه في دايرة... دخل ياسين المخزن... قلع نضارته و قال
" هو ده جورج ؟
• اه هو يا هلال...
ابتسم ياسين بخبث و حط ايده على كتفه و قال
" تحب اعا*قبك ازاي يا كتكوت اندرو ؟
* لو عملت فيا حاجة... أندرو مش هيرحمك...
"يا امااا !! هخاف أنا منه كده ؟ بعدين أنا مصدوم أوي... هو لسه فيه حد بيشتغل مع أندرو ؟ طب بذمتك كده... الفلوس اللي بيديهالك اد الفلوس اللي أنا بديها لكل واحد من رجالتي ؟ أكيد لا... ده مستحيل كمان...
* اه بتقول كده عشان ابيعه و اجي اشتغل معاك !
" هو البعيد اعمى ولا ايه... مش شايف كوم الرجالة اللي شغالين معايا و في ظهري... هعوز ايه منك يعني يا جورج ؟ أنا بقولك كده عشان تصحصح لنفسك و تعرف إن طريقة شغل أندرو دي فِستك من الآخر و مش بتجيب فلوس... اسمعها مني... كلها اسبوعين بالظبط و الحكومة هتاخد أندرو في حضنها و هتاخدك أنت كمان... فلو خايف على نفسك ابعد عنه مش يمكن تطلع حي !!
* بطل أسلوب الاغراء اللي أنت بتعمله ده... مستحيل ابيع أندرو مهما كان السبب...
أنت حُر... يا رجالة رحبوا بحبيبي جورج و ضايفوه كويس...
ضحكوا رجالة ياسين بخبث و انقضوا عليه و ضر*بوه و هو فضل يصرخ... ضحك ياسين بشماتة و قال
" بس كفاية يا رجالة... انتوا ما صدقتوا لقيتوا حد تضر*بوه !! خلاص كفاية حبيبي جورج هيروح مني... ابعدوا عنه خلاص كفاية...
بِعدوا عنه... جورج بقا وشه كله د*م و جر*وح... كان بيبص ل ياسين بكل بغضب... ياسين قرب منه و قال
بقى على آخر الزمن الهلال الأسود يت*قتل من واحد اهبل زيك و زي أندرو كده ( عَدله هدومه و كمل ) عايزك لما تروح كده إذا قدرت تقف على رجلك يعني... تروح و تقول لأندرو كده بالظبط... يا أندرو الهلال بيقولك لو مطلعتهوش من دماغك... هو هيحطك في دماغه و ساعتها هنقول ياااااه أندرو !! ربنا يحرقه بقى ده كان غبي بشكل و عمل نفسه فتوة على الشخص الغلط ! توصله الرسالة دي بالحرف الواحد و تحمد ربك إني هخرجك حي من هنا... بس هتخرج حي على شرط... وهو إنك مشوفتنيش و المخزن و الرجالة دول مشوفتش حد منهم... واللي يسألك و يقولك ايه ده اللي على وشك قوله كنت بلعب في الشارع و وقعت... تمام يا جورج ؟؟
بصله جورج بكل غِل أما ياسين كان نظراته لجورج كلها ثقة في نفسه و شَر... هز جورج رأسه بالموافقة على كلام ياسين...
" يلا فكوه يا رجالة... ولو مقدرش يمشي يبقى تروحوه لغاية عتبة بيته مُعزز مكرم... ده جورج حبيبي و بيسمع كلامي... يلا سلام يا جورج...
لبس ياسين نضارته و ركب عربيته و طلع... راح على قسم الشرطة... نزل من العربية... وقف قدام القسم... اتنهد و قال
" هعمل كده عشانك انتي يا رنا... عشانك انتي و بس !!
