رواية سارقة الهوي الفصل الثاني 2بقلم مني السيد

  

رواية سارقة الهوي

الفصل الثاني 2

بقلم مني السيد



(كانت جالسة أمام الشرفة تراقب الثلوج التي تتساقط بل تهبط في روية كخطاب وداع ينتحرمن علٍ.)


                                       

من أمام المرآة وهي تضع بعض الكريمات المرطبة صاحت:

" يا ماما قولتلك مليون مرة انا ماليش ف جو الحفلات دا، ما تسيبوني ف حالي بقا " 

-" يابنتي دي حفلة تنكرية يعني ممكن تلبسي اللي نفسك فيه ومحدش هيعرفك وغير ان أصلا محدش من اصحابك او زمايلك ممكن يكون موجود في الحفلة دي،  دي حفلة على مستوى اقتصادي وسياسي عالي" 

-" ما هو عشان كده انا مش عاوزة اروح انا مبحبش الناس المِنشّية دي وكمان مش عشان بابا عاوزني اروح يبقا لازم اروح" 

-" وايه اللي دخل باباكي ف الموضوع دلوقتي" 

-" اللي دخله انك عاوزة تجبريني على حاجة انا مش عاوزاها عشان بس مظهره الاجتماعي ومكانته ادام الناس قولتلك ميت مرة انا مليش في الحياة بتاعته دي وخليه يحاول يقتنع بكده لو سمحتي"

-" طب ممكن افهم انتي زعلانة ليه بس دا بيحاول يتقربلك بكل الطرق؟!!   هو عمره عاملك معاملة وحشة!! عمر ايده اتمدت عليكي لأي سبب ! عمره وقف في طريقك ولا ضايقك دا بالعكس دايما كان بيقولي انك شاطرة وقوية وتعرفي تاخدي قراراتك لوحدك لما كنت بعارضك ف أي حاجة" 

زفرت الفتاة بحدة 

-" انا عارفة والله كل الكلام دا وعارفة انه بيحبني وبلا بلا بلا وكل حاجة بس انا مش قادرة احس بكده اعمل ايه انا طيب، الله" 

اغمضت الأم عينيها بخيبة أمل

_" انتي بتعملي كل دا عشان اتجوزني مش كده يا مارية " اقتربت منها مارية تحتضنها بصدق _" ايه الكلام اللي بتقوليه دا يا نؤنؤ أنتي عارفة انتي بالنسبة ليا مش مرات اب انتي زي ماما الله يرحمها بالظبط. وانتي عمرك ما عاملتيني انك مرات اب بالعكس كنت دايما أم وضهر وسند ليا حتى في وش بابا ، اوعي اسمعك بتقولي الكلمة دي تاني"

_" امال مالك ناقمة عليه كده ليه وشايلة ف قلبك منه؟"

_" انتي عارفة ليه.... عشان طلق ماما الله يرحمها قبل ما تموت، انا فاكرة احداث اليوم دا ولازق في دماغي مش عاوز يتمسح. كان عندي ٥أو ٦ سنين تقريبا لكن فكراه وشيفاه زي ما يكون دلوقتي، شيفاه وهو عامل زي الوحش وبيهددها ويزعقلها وهي بتعيط ومش عارفة تتصرف ولا تعمل حاجة وبتبصلي بإنكسار لسه فاكرة نظرتها ليا ونظرة الرعب منه مع اني حتى مش قادرة افتكر شكلها كله لكن نظرتها مش ناسياها ابدا لسه فاكرها منستهاش"

-" خلاص يا مارية انا تعبت من كتر ما بكلمك ف الموضوع دا اعملي اللي انتي عاوزاه وبقولك ايه بقا انتي حرة عاوزة تروحي الحفلة دي روحي مش عاوزة انتي حرة" ثم خرجت نهال بغضب صافقةً الباب خلفها بشدة جعلت ابنة زوجها تجفل وهي تزفر  في حنق وتأثر من استرجاع تلك الذكريات الدفينة. جلست على حافة سريرها تفكر وهي تنزع ملابسها المتربة جراء تسلقها لهذا السياج اللعين في الصباح الباكر!!!

بدلت ملابسها ثم خرجت تبحث عن زوجة والدها التي تعتبرها كأمها لتسترضيها فوجدتها جالسة أمام الشرفة تراقب الثلوج التي تتساقط بل تهبط في روية كخطاب وداع يسقط من علٍ. وزوجة أبيها  تتابعهم بعينيها ويبدو انها غاصت مرة أخرى في أنين الماضي السحيق. 

يبدو الماضي لها لغزا محيرا خاصة وأنها لا تعلم أي شيء عن حياة نهال قبل دخولها ألى حياتهم!! ولكن يبدو أنها كانت حكاية مؤلمة بالنسبة لها.

-"بخ" 

انتفضت نهال فزعة من تلك الحركة من ابنة زوجها

-" انتي مش هتبطلي حركاتك اللي هتجيبلي القلب دي"

-" بعد الشر عليك يا جميل متقوليش كده" ادارت نهال وجهها ناحية الشرفة مرة أخرى بغضب مصطنع 

-" انا مبكلمكيش أصلا جاية تكلميني ليه"

-" ما خلاص بقا يا نؤنؤ فكيها بقا عشان خاطري انا مقدرش على زعلك ولو ع الحفلة دي يا ستي خلاص هحضرها وأمري لله بس دي آخر حفلة تطلبي مني اني احضرها ماشي" 

ابتسمت نهال ابتسامة راضية وهي تربت على شعرها وتأخذها في أحضانها 

-"ماشي يا قلب نؤنؤ، انتي عارفة دي حتى صاحبتك ليزا جاية أظن دي بقا متقدريش تتكلمي عليها نص كلمة"

-"ايه دا بجد دي وحشتني اوي والله، طيب دي حفلة وتنكرية وبتاع مش لازملها فستان واكسيسوريز وحاجات كتير م اللي انا بحبها اوي دي"

قالتها وهي تمد يدها لها تحثها لتعطيها ما تشتري به كل هذا 

فتحت نهال محفظتها واخرجت بطاقة ائتمانية وهي تقول 

-" اموت واعرف بس بتودي فلوسك فين" غمزتها الأخيرة 

-"دا سر خطيييير مش بالساهل كده تعرفيه يا نؤنؤ"

وجرت مسرعة نحو الباب فاستوقفتها والدتها 

-" استني..... انا عاوزاكي تروحي اكبر محل فيكي يا نيويورك وتجيبي احلى فستان"

-" ايه يا ماما الانحراف دا كله" 

وقلدتها ضاحكة وهي تمثل الانحراف 

-"اكبر محل فيكي يا نيويورك دانتي ناقص تقولي اللي هيعدي الخط دا هيتعور " قرصتها نهال من أذنها 

-" تصدقي انا غلطانة اني بفرجك على أفلام مصرية، المهم اسمعي الكلام اللي بقولك عليه تروحي احلى وأغلى محل وتجيبي منه حاجة كده زي سنو وايت" كانت نهال تقول اسم تلك الأميرة بانبهار وهي ترفع يديها للأعلى في فخر و... قاطعتها ابنتها

-" مقيحة" 

امتقع وجه نهال 

" هي مين دي اللي مقيحة؟"

-" سنو وايت يا ماما بيضا ومقيحة" 

زفرت الأم بنفاذ صبر 

-" طيب عروسة البحر" 

-" يرضيكي ابقا بديل سمكة يا ماما وافضل قاعدة اهز فيه طول الوقت" قالتها وهي تتحرك بتلوي كالسمكة النافقة في أنفاسها الأخيرة 

رفعت الأم حاجبيها في انقطاع أمل

-" طب ايه رأيك ف سندريلااا أظن دي بقا مفيهاش غلطة" 

-" والله انتي شكلك عشان مرات ابويا عاوزاني ابقا سندريلا عشان تعذبيني، قال سندريلا قال"  

قهقهت نهال من مزحتها الحقيقية

-" يابت اتلمي انتي بتغلطي ف سندريلا" 

-" فيه ايه يا ماما انتي محسساني اني بغلط في ولاد اختك، مالك.. هو انكل ديزني كان الاكس بتاعك ولا حاجة صارحيني بس وقوليلي" -"اخرسي يابنت ومتجبيش سيرة ولاد اختي بكلمة وبطلي تريقة"

قضمت قضمة من التفاحة الموضوعة امامها ثم قالت ببرود 

-" يعني الاكس مزعلتكيش وولاد اختك هي اللي زعلتك ، الا صحيح هما نفيسة ودرية ولاد اختك عاملين ايه يا ماما" 

خلعت نهال إحدى خفيها وجرت وراء تلك الشقية التي تهرب منها وهي تقول

-" والله ما هيهمني امريكا ولا فابريكا وهاديكي بالشبشب فوق دماغك" ثم أغلقت الباب ورائها لاهثة وهي تضحك وتحمد الله على وجود تلك الشقية في حياتها فهي بسمة حياتها وسبب وجودها إلى الآن في تلك الحياة

                   **********

- ايه يا حبيبي انت هتلبس امتى عشان الحفلة  ويا ترى هتتأخر كتير فيها الحفلة دي "

سألت منى والدة يوسف

-" لسه بدري مش هالبس دلوقتي، ومش عارف لسه والله يا ماما هتأخر ولا لأ لو لقيتها حفلة رخمة وتقيلة هارجع على طول بس انتي نامي واستريحي يا حبيبتي متستننيش" 

-" وهو انا هيجيلي نوم يا يوسف قبل ما اطمن عليك"

جلس بجانبها وهو يحاوطها بذراعه

-" لا لا لا انتي كده مش هتخليني اروح الحفلة دي وافضل قاعد جنبك" 

-"لا يا حبيبي روح وانبسط واكيد دا كويس عشان شغلك بردو مش كده ؟"

-" أكيد طبعا يا ست الكل بس انا بردو مقدرش على زعلك تحبي اتصلك بسهى تيجي تقعد معاكي" 

-"لا لا لا  ولا سهى ولا نهى انا مبحبهاش الست دي ولا هي ولا بناتها"

نظر لها يوسف نظرة خبيثة 

-" مش كنتي بردو عاوزة تجوزيني مصرية بتعرف تعمل ملوخية"

-"ايوة مصرية محترمة مش بنات دايرين على حل شعرهم" مطت شفتيها وهي تتمتم نادمة

-" استغفر الله العظيم ياربي هتخليني آخد ذنوب ع الفاضي بقولك ايه انا هاروح الماركت ادور اشوف هاعملك اكل ايه بكرة" يا ماما متشغليش نفسك بموضوع الاكل دا قولتلك انا هتصرف"

-"والله يابني موضوع الاكل دا هو اللي بيسليني في الغربة دي،  واهو بيخليني كل شوية أخرج وانط ف الماركت شوية ، انا لا لاقية ناس شبهنا ولا عارفة اتكلم مع حد ولا اتصاحب على حد حتى الانجليزي بتاعي مش مساعدني اوي انا يدوب بعرف امشي اموري "

-" طب يا ماما استني هاجي اوصلك" 

-" لا يا حبيبي خليك انت دا الماركت قريب مفيش ربع ساعة سواقة وانا مش بتعب والله انت عارفني بحب اعمل شوبنج ان شالله يكون شوبنج بقدونس " قهقه يوسف: 

-" حلوة شوبنج بقدونس دي يا ماما بس بردو هاجي اوصلك" وهبّ متوجها لغرفته ليغير ملابسه ولم يعر كلمات والدته انتباها 

-"بس انت كده هتتأخر ع الحفلة بتاعتك"

وحين وصلا إلى الماركت نزلت منى من السيارة في حين تحدث يوسف " سامحيني بقا يا منمن انا مليش في شوبنج البقدونس دا خالص انا هستناكي ف العربية وبالمرة اخلص شوية حاجات ف الشغل ع الموبايل تمام" 

-" ماشي ياحبيبي مش هتأخر نص ساعة بالكتير واطلعلك" هز رأسه مبتسما وهو يدّعي التصديق فهو يعلم كم من الوقت تقضيه والدته في التسوق. 

                       **********

في داخل الماركت كانت منى تدور وتدور وهي تعبث بمعظم الأشياء وهي لم تقرر بعد ماذا ستشتري. وفجأة لفت انتباهها صرخة فرِحة من إحدى الفتيات تقول بالعربية المصرية 

-" الله كابوريا" التفتت منى بسرعة ناحية تلك الفتاة وهي تقول بلهفة 

-" انتي مصرية" 

التفتت إليها الفتاة وهي مازالت فرحة برؤية أكلتها المفضلة 

-" أيوة مصرية وحضرتك؟" 

-" وانا كمان مصرية" 

مدت لها الفتاة يدها 

-" بجد!! اتشرفت جدا بمعرفة حضرتك" 

-" وانا كمان يا حبيبتي انا هاشكر الكابوريا بقا اللي خلتني اتعرف عليكي" 

نظرت الفتاة مرة أخرى إلى السلطعون بأسى 

-" ااااه والله دنا بحبها اوي" 

-" طب ومالك زعلانة كده ليه؟"

-" أصل ممنوع الكابوريا دي تدخل البيت بأمر من ماما وبعدين انا أول مرة اشوفها حية وطازة كده" قالتها وهي تكاد تبكي 

-"خلاص يا حبيبتي ايه رأيك اعزمك انا عليها خلي بالك انا اسكندرانية قديمة" قهقهت الفتاة 

-" ياريت والله ياطنط دنا كنت بحب اسكندرية وسمك اسكندرية بس بصراحة مش فكراها اوي اصلي جيت هنا وانا عندي اقل من عشر سنين كده" 

-" امال انتي عندك كام سنة بقا يا قمر؟" 

-" انا عندي ٢٦ سنة " 

-" وياترى بقا بتعرفي تطبخي... قصدي الكابوريا يعني بتعرفي تعمليها" 

ضحكت الفتاة كثيرا وهي تقول 

-" ايه دا حضرتك شكلك عندك عريس وبتدوريله على عروسة صح ولا ايه انا شوفت الحموات في الأفلام المصرية بيعملوا كده" 

تلعثمت متى قليلا ثم قالت ضاحكة:

-" لا ابدا اصلك صعبتي عليا والله ولازم اعزمك بجد ع الكابوريا ايه رأيك يوم السبت الجاي اهو اجازة اهو ومتقوليش وراكي حاجة" 

-" خلاص موافقة، مسكتيني من نقطة ضعفي وانا نقطة ضعفي الأكل

-" بجد وانا كمان بحب الأكل اوي بس مش باين عليكي انتي رفيعة أوي الا صحيح انتي اسمك ايه؟" 

-" انا اسمي مارية" 

-" الله اسم جميل اوي بس اجنبي انتي مش بتقولي جيتي هنا وانتي عندك عشر سنين" 

-" ايوة انا اصلا كانوا بيقولولي 'مرمر' وانا صغيرة معرفتش مارية دا الا لما دخلت المدرسة في ايطاليا لاني مكنتش دخلت مدرسة في مصر اصلا  قعدنا فترة صغيرة ف ايطاليا وبعدين جينا هنا،  وكويس بصراحة ان اسمي كده عشان محدش يضايقني هنا انتي عارفة بيتنمروا على العرب وعلى الاسامي هنا ازاي"

-" ايوة انتي هتقوليلي دنا ابني اسمه يوسف وكل اللي يشوفه يقوله چو چو مش عارفة انا ايه چو دي والله"

تعرفت الاثنتان على بعضهما وظلتا تتحدثان قرابة الساعة وهما تلفان المكان مرة تلو الأخرى واستمتعت الاثنتان بالحديث وافترقتا على وعد بلقاء يوم السبت القادم في المتجر في نفس المكان امام الكابوريا حتى تأخذها منى إلى منزلها وتُعلّمها  طريقة طهيها من الألف للياء.

خرجت مارية وهي تحمل زي تنكرها الرخيص الذي لم يتعدى ثمنه دولارات معدودة واشترت بضعة أشياء أخرى كهدايا لأعز أصدقائها التي ستراهم غدا الجمعة في شوق من الأسبوع الفائت.

كانت منى تهرول ناحية سيارة يوسف وهي مبتهجة فقابلها الأخير بابتسامة 

-" للدرجة دي شوبنج البقدونس بيحسن المزاج اوي كده"

-" انا مبسوطة اوي يا يوسف اتعرفت على بنت زي العسل وعزمتها عندنا السبت الجاي اللي هو بعد بكرة ده. وانت هاتيجي تجيبني هنا يومها"

-" ايه يا ماما دا ازاي تعزمي واحدة متعرفهاش دانتي مبتحبيش حد غريب يدخل البيت يعني، ثم انا أصلا مش فاضي يوم السبت بجد عندي شغل"

-" شغل ايه دا بقا اللي يوم السبت؟ لا انت لازم تكون موجود يا يوسف "

-" ااااه العملية دخلت في موضوع تاني خالص وشكلها عروسة على طريقة ستي الخاطبة" 

-" لا على طريقة ستك منى عاجبك ولا مش عاجبك"

-" يا حبيبتي والله عندي شغل يوم السبت وكمان انا لا يمكن اتجوز بالطريقة دي واصلا دي واحدة متعرفيهاش ايش عرفك انها كويسة ولا تنفعني ولا ايه" 

-" ادينا هانشوفها "

-" هاتشوفيها..... انا مش فاضي للكلام دا. وبعدين جبتي معاكي بندق وعين جمل؟؟"

-" ليه يا حبيبي انت كان نفسك فيهم؟"

-" لأ عشان تجربي سنان العروسة يا ماما" ضربته على كتفه بمزح وهي تقول

" يا شقي انت ، خلاص ملكش دعوة بيها انا هاعزمها واقابلها واصاحبها دي بنت عسل اوي "

-" اه يا ماما واتجوزيها بالمرة" لكمته مرة أخرى بخفة وانطلقا بالسيارة بعد ان وضع المشتروات بالخلف.

                  ***********

في الحفلة كان يوسف يرتدي بزة رسمية ولها ظهر طويل شيئا ما.. كقائد الاوركسترا وعلى وجهه قناع أسود يظهر سواد عينيه بشدة. وهو ينظر حوله بتسلي لرؤية ملابس القادمين المختلفة.

اقتربت منه أماندا وهي ترتدي زي جاسمين صديقة علاء الدين 

-" What do you think about my costume, Joe?"

-"ايه رأيك بتنكري  يا چو؟"

التفت إليها يوسف ولم يعرفها إلا من خضرة عينيها فهي ترتدي شعر أسود مستعار مصمم بنفس طريقة جاسمين وعلى رأسها تاج صغير كخاصة جاسمين بالضبط  

-" Oh Amanda I couldn't recogniz you for a while. "

-" اووه اماندا مقدرتش اتعرف عليكي للحظة"

-" It's an arabic story, I thought you will like it" 

-" اصل القصة  دي عربية اصلا، انا اعتقدت انه هيعجبك"

قالتها وهي تمسك بضفيرتها السوداء المستعارة فأجابها يوسف

-" Sorry Amanda, I'm not interested in fairy tales that much"

-"آسف أماندا بس انا مابهتمش بالقصص الخيالية اوي كده"

تهدّل كتفي أماندا في خيبة أمل ثم ابتعدت وهي ترى ايميلي تدخل دخولاً سينمائيا بزي سندريلا الذي يليق بها كثيرا خاصة مع شعرها الأصفر وزرقة عينيها التي تضاهي زرقة فستانها جمالا ولمعاناً.التفت الجميع لرؤية السندريلا الفاتنة ولكنها توجهت مباشرة نحو يوسف وهي تمد إليه يدها في اعتزاز 

-" Hey Joe, how are you doing darling?"

-"هاي جو، عامل ايه يا ...عزيزي" 

تحدث يوسف هازئا

-"?Im rock Cindy, where are your rats"

-"انا تمام اوي يا سندريلا، فين فيرانك امال؟!"

امتعضت ايميلي من مزحه السخيف وقبل ان تدخل في موضوع آخر استأذن يوسف 

-" I'll go outside for awhile, I need some fresh air"

-"انا هطلع برا شوية . محتاج شوية هوا نقي" 

هزت إيميلي رأسها، واحمرار وجهها يفضح غيظها وغضبها منه فهي قد أتت هذا الحفل خصيصا لتنتقم منه بجمالها الأخاذ وتريه ماذا فقد حين تركها لأجل تلك الأم الخرفة التي عانت كثيرا لتتقبلها وحين لم تفعل بالنهاية صرخت ايميلي في وجهها بغضب عارم. ولم تتحمل الأم تلك الصدمة فوقعت مغشيا عليها أو هكذا يبدو فإيميلي تعتقد بأنها كانت تمثل تلك البغيضة التي كانت السبب في ضياع يوسف منها.

خرج يوسف للشرفة مسرعا وهو يخرج هاتفه حين اصطدم بإحداهن تجري على عجلة  وترتدي طقم من الجلد الأسود وقناع اسود يعبر عن زي 'المرأة القطة' وهي تتكلم على الهاتف بتسرع 

-" I'm almost there I swear"

-" والله خلاص وصلت اهو"

أسندها  يوسف بسرعة من خصرها حتى لا تقع بهذا الكعب العالي للغاية. فارتفعت أنظارها إليه فرغم طول الكعب العالي لم تكن تصل لكتفيه بعد. والتقت أعينهما السوداوتان تحاكي وتحكي لبعضهما البعض فبرغم قناعيهما السوداوين إلا أن عيناهما تراقصت فقد عرفت تلك العينان منذ اللحظة الأولى. وانعقد حاجباه حين تعلقت عيناه بأهدابها الطويلة وعينيها الكحيلة المرسومة برسمة القطة بدقة وبجانبهم تلك الحسنة التي بدت له مألوفة للغاية!!!


                  الفصل الثالث من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا 

تعليقات



<>