أخر الاخبار

رواية جميلة والوحش الفصل التاسع والعشرون 29بقلم سوزان محمد عبدالغني

   

رواية جميلة والوحش

الفصل التاسع والعشرون 29

بقلم سوزان محمد عبدالغني



المقدمة


في عالمين مختلفين عالم خيالي والآخر على أرض من الاراضين السبعة حكاية أربعة أشخاص

الأولي للأمير بيان الذي سُحِر فأصبح  بشعاً وأصبح كل همه أن  يجد فتاة جميلة تحبه فتنقذه من السحر

وفي العالم الموازي 

مُغن مشهور يقوم أحد أصدقائه بوضع مادة غريبة في قهوته ليصير بشعاً لأن حبيبته معجبة بالمغني،  فيسعي المغني للأنتقام من صديقه بجعل خطيبته تتزوج به بالرغم من بشاعة منظره 

فهيا لنتعرف  على الحكاية 

************

في العالم الموازي

جلس بيان الحقيقي  في بيت مهجور 

بيان للمارد

كيف أستطيع فضح الوزير الشرير؟ 

فيجب أن  ابعده عن الحكم بأسرع  مايكون

المارد هناك  طريقة لتسعيد بها شكلك وهو الذهاب لعالم مواز  ومقابلة شبيهك للحضور معك هنا 

ثم سنقوم بخطة ذكية لاستعادة الحكم من سعدان

بيان

ولكن كيف سأنتقل من هنا للعالم الموازي  

المارد

هناك طريقة واحدة وهو الذهاب لبئر برهوت مرة آخرى

والتضحية بشئ غال كي تستطيع أن  تذهب وتبحث عن شبيهك 

بيان

وبماذا سأضحي وقد فقدت شكلي وصوتي 

المارد

ستفقد بصرك 

بيان

ولكن كيف سأقنع شبيهي بالحضور إلى هنا وأنا  لا أستطيع  التحدث أو حتى  الكتابة ولا الرؤية

المارد

عندما ستنتقل للعالم الموازي سيبطل  هناك سحر بئر برهوت وستعود لشكلك الأصلي وسيعود لك صوتك وبصرك

بيان

جيد جداً وهل سيدوم هذا بعد عودتي

المارد

 للأسف ستفقدهم مرةً  أخرى  عند عودتك إلى هنا

ولكن بمجرد أن نبطل سحر الوزير سيأخذ كلا منكم شكله مرةً أخرى 

بيان

ولكن كيف سنجرده من سحره؟

المارد

أولاً  عليك الحصول على  البلورة السحرية وتدميرها لأنها  سبب قوته بمجرد أن  تتحطم سيصبح ضعيفاً 

ويعود كلا منكم لشكله الحقيقي

وسيظل جسد الوزير الشرير يحمل اللعنة والتضحيات التى قدمتها ستظل تلازمه فلا يري ولا يتحدث ولا يستطيع استخدام يده حتى  يموت

بيان 

هذا عقاب مثالي لهذا الشرير لذا سأضحي ببصري عند بئر برهوت وأتمني أن  تنجح خطتنا حتى لا أظل وقتاً طويلاً في هذا الجسد ويعود لصاحبه

ولكن الشئ الوحيد الذي يحزنني هو وجود جميلة مع هذا الشرير فكرامتي وكرامة زوجتي في خطر

لذلك أريدك أن تختطف فتون وتحضرها إلى هنا 

المارد

أمرك مطاع سيدي سأجلبها فوراً

*****

هناك في القصر 

قبل عشر دقائق

تتمشي جميلة في حديقة القصر هي والملكة تالا

جميلة

لا أعرف جلالة الملكة الأم أشعر أن  هناك شئ مختلف في بيان فمنذ أن  حضر من بئر برهوت وكل طباعه مختلفة

تالا

لا أكتمك سرا وأنا  شعرت بنفس الشئ عندما عانقته

فبيان كان حنونا معي يبادلني العناق ولكنه هذه المرة لم يفعل ذلك  بل شعرت أنه غير مهتم لي أو لشفائي 

جميلة 

وأنا لاحظت هذا أيضاً بالأضافة لتغير عاداته فلم يعد يشرب الحليب قبل نومه كما كان معتادا ولا ينازعني على النوم على طرف السرير الأيمن كما كان يفعل 

كما أنه  يخفي شيئاً  ما في جيبه ويمنعني من الاقتراب من ثيابه 

تالا

كلامك يخيفني قليلاً  ياجميلة 

وأخشي أن  يكون حدث خطب ما عند بئر برهوت

جميلة 

أتمني ذلك  أيضاً  جلالة الملكة 

بالاذن منك سأذهب  لأتفقد المطبخ 

ثم تمشي جميلة لبضع خطوات وتفاجئ بالمارد يقف أمامها  وقبل أن تبدي ردة فعل  يختطفها المارد وينقلها عند بيان الحقيقي 

في ذلك السرداب الذي تحت الأرض 

جميلة 

ماذا يحدث؟  وأين  أنا  ؟ 

ثم تنظر أمامها لتجد الطاهي 

انت ماذا تريد مني؟ 

ولماذا أحضرتني إلى  هنا

******

في عالمنا

في المشفي 

الطبيب لمراد

آسف فحتى لو وافقت المريضة  فأنا لا أقوم بهذه العمليات لأنها مخالفة للشرع والقانون 

ثم ينصرف

بينما مراد لايزال يمسك بفتون 


فتون أتركني مراد فأنا لم أعد زوجتك فزواجنا باطل

مراد

إذا سنزيل سبب بطلانه، فبمجرد نزول هذا الطفل ستكون عدتك قد أنتهت ونتزوج وسيحدث هذا اليوم وحالا

فتون

لا أرجوك أنا أريد ابني

مراد

قلت لك لن يري هذا الطفل النور وستعودين لي سواء قبلت أم رفضت 

ثم يمسكها ويجرها من يدها عبر ممر المشفي

******

قبل ساعة

أدهم يجلس في سيارة قديمة يراقب الفيلا ويرى الضيوف وأخوة فتون وهم ينصرفون بعد الزفاف

فينهار تماماً من شدة حزنه لفقده حبيبته للأبد ويقول لنفسه:

لقد فقدت فتون للأبد وسلمتها بيدي لعدوي كيف سأتحمل هذا العذاب؟ هل أذهب إليه وأخذها منه؟ ولكن ماذا بعدها؟

 أنت لا تستطيع الاقتراب منها فنتائج الأبحاث التي أعطاها لك سامح منذ أسبوع تؤكد حدوث تشوه للأجنة في حالة لو حدث حمل هذا لو لم تصب هي نفسها بالعدوي

لماذا اقف هنا ماذا سأستفيد غير أنني  سأعذب نفسي 

لقد أقترب موعد الطائرة وعلى أن أغادر مصر ربما أنسى كل هذا الألم 

ثم ينصرف بسيارته متوجها نحو المطار

*****

ولكنه في الطريق يجد شخصاً  مصاباً على جانب الطريق قد صدمته سيارة وتركته ينزف وهو فاقد للوعي فيتوقف ويحمله للمشفي 


وبعد أن ينهي له الإجراءات ويطمئن عليه يخرج متوجها عبر الممر الذي يؤدي لباب المشفي 

 فيجد مراد  يجذب فتون  من يدها عبر الممر وهي تحاول التخلص منه ولا تستطيع

وعندما تراه فتون  تفلت يدها من مراد وتجري نحوه وتحتضنه وسط دهشة أدهم ومراد

******

مراد  يتجه نحو فتون  يحاول ابعادها عن أدهم 

فيمسك أدهم  بيد مراد  ويضغط عليها بقوة حتى يسحبها منه مراد بصعوبة


ثم يبعد أدهم فتون عنه 

أجلسي هنا قليلاً حتى أفهم ماذا يحدث؟

ثم يسحب مراد لممر جانبي ماذا يحدث ماسبب حضورك هنا في ليلة زفافك؟

 ولماذا تجرها بتلك الطريقة؟

أنا لم أتركها لك لتهينها هكذا وتجرها بهذا الشكل ، إن كانت لا تتقبلك كزوج فاتركها وشأنها أو حاول كسب قلبها

   

مراد

بخبث من قال لك أنها ترفضني  لقد كنا معا في غاية الانسجام وكانت متحمسة لزواجنا ولكنها فقدت الوعي فجأة وعندما احضرتها إلى هنا تبين أنها حامل 

وطبعاً أنت والد الطفل وأنت تعرف جيداً كيف سيكون شكل هذا الطفل لو ولد أليس كذلك،فأنت من أخبرني بنفسه وجعلتني أقرأ التقرير

أدهم

بحزن نعم أعرف لذلك تخليت عنها بالرغم من حبي لها

مراد

إذاً متفقين حتى الآن

ومارأيته  لأنني كنت أحاول أن اقنعها بالتخلي عن الطفل، ولكنها ترفض بقوة

أدهم

هل أنت غبي أم ماذا؟ 

وهل جرها خلال الممر بذلك الشكل المستفز سيقنعها  بما تريده

، حسناً  أترك أنت هذا الأمر تماماً، وأنا سأقنعها بالتخلص من الطفل وأجعلها تكرهني في نفس الوقت

مراد

ماذا ستفعل

سأخبرك لاحقاً

يدخل  أدهم عند فتون فتجري نحوه وتضمه حبيبي

أنا  لازلت زوجتك فنحن لا نزال في شهور العدة 

يتسمر أدهم  مكانه ويتمني لو يستطيع أن  يضمها كما تفعل هي فقد اشتاق إليها كثيراً  ، وشعر أن  قلبه الفارغ قد امتلأ شيئاً  فشيئاً 

 وشعر بأنفاسها بجوار وجهه وكاد أن  يرفع يديه ويبادلها العناق ولكنه تراجع وأنزل يديه مرة آخرى فقد ظهر مراد أمامه فأيقظه من أحلامه 

ثم اقترب مراد من فتون وجذبها من ذراعها بقوة للخلف

ولكن أدهم  أمسك باليد الأخرى لفتون

قفي هنا فتون  فأنا أريد  التحدث لمراد على  أنفراد

ثم يمسك مراد  من ذراعه ويسحبه لخارج المشفي

أدهم

 يدفع مراد للخلف ويقول له:

ماذا قلت لك قبل قليل ألم أخبرك ألا تتدخل حتى أقنعها بإنزال الطفل

ثم كيف تجرات وأمسكت يدها لتبعدها عني وهي لا تزال في عصمتي

أتعرف لو حاولت الامساك بفتون مرةً  أخرى  وهى لاتزال على ذمتي سأقطع يدك مفهوم

مراد 

ليس هذا مااتفقنا عليه؟ 

لقد جئت بك لتقنعها بإنزال ذلك الجنين المشوه 

لا لتعود لها وتسبب له الاذي مرةً  أخرى  ،لقد اخبرتني أنك ستجعلها تكرهك وما رأيته أنك تتقرب منها و كنت توشك علي ضمها لصدرك لولا تدخلي

أدهم 

سأقنعها بانزال الجنين وسأجعلها تكرهني طوال حياتها  ولكن لا تتدخل بيننا عليك المغادرة ولا ترجع للفيلا حتى أخبرك 

و الآن وسأخذ فتون عند الطبيب لأقنعها بإنزال الجنين بعد أن أخبرها انه مشوه 

ثم سأخبرها بعد أن  تتخلي عنه أن إنزال الجنين  كانت الطريقة الوحيدة لأتخلص من الشئ الوحيد  الذي يربطني بها 

وبذلك  ستكرهني للأبد  ولن تفكر في العودة لي مجدداً 

مراد 

حسناً  أنا  موافق على هذه الخطة وأرجو ألا تخل بها مرةً آخرى  ثم ينصرف مغادرا المشفي


****

يعود أدهم  لفتون في الممر

سأظل معك هنا فيى المشفى حتى أطمئن عليك


 تفرح فتون وتجري نحوه وتضمه مرةً  أخرى 

أدهم  في نفسه 

أرجوك  لا تفعلي بي ذلك فتون فأرادتي  تنهار أمامك ولا أستطيع  ضبط نفسى 

فتون 

أدهم  لا تتركني لو سمحت  فبرغم كل مافعلته بي 

فأنا  أسامحك،  صحيح  أن  رؤيتك ذلك  اليوم في الفندق مع هذه الراقصة أحرق قلبي ولكني سأسامحك على هذا الخطأ ولكن لا تكرره مرةً  أخرى أرجوك 

 فأنا  أغار عليك  ولا أتحمل  أن  تقترب من فتاة أخرى  غيري

فيضمها أدهم  بقوة وهو يقول لنفسه:

 أسف حبيبتي  أنا أضمك كي أطفئ هذا الشوق الذي يشتعل داخلي ولكن يجب أن  أنفذ تلك الخدعة حتى تكرهيني وتبتعدي عني


ثم يبعدها عنه ويمسك يدها ويطلب منها الجلوس علي المقعد ويجلس أمامها مباشرة 

وقد ظهرت السعادة على وجهها

أدهم 

اسمعي فتون سوف نعود لبعضنا ولكن عندي شرط 

فتون 

المفترض أنك تحبني والحب لا يحتاج لشروط 

أدهم 

على العكس فيجب أن  تكون الحياة مبنية على قواعد منذ البداية  حتى لا يحدث خلاف فيما بعد 

فتون 

حسناً  تكلم

أدهم 

أنا لازلت في بداية حياتي  وأنت  لاتزالين صغيرة ولم تكملي التاسعة عشر من عمرك وأرى أن  هذا الحمل ليس مناسبا في ذلك الوقت بالتحديد وعليك أن  تنزليه وعندما نكون مستعدين سننجب غيره بالتأكيد 

فتون 

مالذي تقوله أدهم  أنا  متعجبة أن  أسمع ذلك  منك 

فعندما سمعته من مراد لم استغرب أنه يحاول التخلص من ابننا كي يحصل علي ولا يكون هناك ما يعيق زواجي منه  أو حتى طفلا يذكره بك 

ولكن أنت  والد الطفل والمفترض أن  تحاول حمايته لا التخلص منه

كيف تفعل ذلك  أنه  ابنك؟ 

وهل تضمن بعدما تتخلص منه أن  يمنحك الله  غيره لأنك قتلت نفساً  بريئة 

أدهم 

هذا هو شرطي لو أردت  العودة لي أن  تنزلي الطفل فهو مشوه بسبب الدواء الذي أخذته سابقاً ولن أستطيع تحمل الأمر

فتون 

أنا  لا أصدق،  كلما ظننت أنني  عرفتك تظهر أشياء تؤكد لي أنك  أصبحت  غريباً  تماماً عني  أنا  لم أعد  أفهمك، كيف تجزم أن الطفل مشوه وماذا لو كان مشوها أليست نفساً خلقها الله كيف اقتله وأتحمل ذنبه

أدهم 

هذا هو شرطي إما تقبليه أو لن نعود لبعضنا

سنذهب للفيلا الآن وسيبقي كل واحد منا في غرفته

وسأتركك لتفكري في الأمر،  وعندما توافقين ستجدين زوجك ينتظرك في الغرفة المجاورة


هيا بنا لنعود للفيلا 

ثم تمشي فتون معه للسيارة وهي تائهة وكأنها في عالم آخر

وبعد أن يوصلها لغرفتها في الفيلا يقبلها في جبينها

ثم يخرج ويغلق الباب 

فتون 

ماذا أفعل؟ علي أن  أختار بين زوجي وحب حياتي  وبين ابني

لو تركت أدهم  سأظل أتعذب من الأشتياق له،  ولو فقدت طفلي سأكون اشتركت في قتل نفس لا ذنب لها ولن يسامحني الله عليها بالاضافه  أنه ابني وقطعة من قلبي كيف سأتخلى عنه؟ 

من سأختار؟ حبى أم  طفلي

اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد 


                    الفصل الثلاثون من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close