رواية سارقة الهوي
الفصل الثالث والعشرون 23
بقلم مني السيد
ضم يوسف شفتيه في أسى:
-" طب ممكن تهدي ونتكلم بالراحة"
ألقت مارية بقلم الحمرة وهي تحاول كبح جماح الصراخ الذي تريد أن تصرخه:
-" اهدى ايه وبالراحة ايه انا .. انا مش عارفة اعمل في نفسي ايه بجد مش عارفة"
وضربت رأسها بكلتا يديها فأمسك يوسف بيديها بقوة:
-" اهدي بقولك، خدي نفس طويل واقعدي"
فعلت كما أمرها ولكن جسدها مازال يرتجف وهو مازال ممسكا بيديها وكأنه يبثها الطمأنينة من خلالهما.
-" خدي نفس كمان افضلي اتنفسي لحد ما تهدي وبعدين هنتكلم"
-" هنتكلم نقول ايه؟؟! ان انا .."
-" شششششش انا قولت ايه اتنفسي واسكتي خالص"
هزت رأسها وأغلقت عينيها محاولة التوقف عن البكاء والبدء في التنفس ولكن دمعاتها مازالت تخرج من محبسهما دون ارادتها وشهقات دموعها لازالت تتصاعد الا انها وبعد قليل بدأت في الهدوء تدريجيا ثم بعد لحظات قليلة تحدث يوسف بهدوء :
-" انتي فيه حاجة حصلت النهاردة وترتك او عصبتك"
هزت رأسها نافية
-"طب فيه حد لمحلك بأي كلمة ضايقتك"
-" محصلش يا يوسف محصلش بالعكس انا كنت مبسوطة اوي النهاردة انا مش عارفة انا عملت كده ليه هيقولوا عليا ايه دلوقتي مش هيرضوا يخرجوني معاهم تاني"
-" طب مش يمكن هو دا السبب!!"
قطبت حاجبيها في عدم فهم فاستطرد:
-" يعني ممكن من كتر ما انتي كنتي مبسوطة وفرحانة خفتي متقابليهمش تاني وتفرحي كده روحتي عملتي كده"
-"قصدك اني خفت انهم يعرفوا اني بسرق "
-" ايوة"
-" فروحت سرقت قلم الروچ !!! دا كلام مش منطقي"
-" طب وهو ايه اللي منطقي في اللي انتي بتعمليه "
سحبت يديها من خاصته بغضب وقبل أن تتفوه بكلمات غاضبة سحب يديها مرة أخرى وارقدهما داخل كفيه بقوة وبحزم كقطة وليدة وجدت ملجًأ تحتمي إليه:
-" افهميني انا بحاول اوصل معاكي لسبب عشان نعرف نوصل لحل"
-" انا فكرت كتير والله اروح لدكتور نفسي بس خوفت لا حد يعرف عشان كده تراجعت انما هنا انا ممكن اروح"
-"للاسف هنا كمان مش هينفع تروحي لانك هتبقي مضطرة انك تقوليله كل حاجة عنك وعن شخصيتك ودا صعب في الوقت الحالي"
نظرت له بعيون ممتلئة:
-" طب والحل؟؟! انا خايفة"
سمح لنفسه بترك يديها وأمسك وجهها بكلتا كفيه وهو ينظر مباشرة إلى عينيها المغرورقتان:
-" الكلمة دي مينفعش تكون موجودة طول ما انتي معايا"
لم يعلما كم المدة التي قضياها على ذاك الوضع وعينا كلا منهما لم تبارح خاصة الآخر، وكأنهم في رهان من يغفل عن عيني الآخر سيخسر!! ولكن !! كلاهما .. ربح !!
طرقات منى على الباب هي من أخرجتهم من انجذاب كل منهما لعيني الآخر:
-" ميرو انتي جيتي يا حبيبتي ممكن ادخل"
نهض يوسف معتدلا ومسحت مارية دموعها بسرعة وهي تحاول الابتسام:
-" تعالي يا منمن اتفضلي"
تجهمت منى وهي تنقل نظراتها بينهما :
-" فيه ايه ؟ ايه اللي حصل؟ انت عملتلها حاجة ؟"
-" فيه ايه يا ماما هو كل ما يجرالها حاجة تقوليلي انت عملتلها حاجة!!"
-" طب قوليلي انتي يا ميرو عملك ايه الواد دا قوليلي انتي بس"
-"يرضيكي يا منمن بقوله عاوزة اكلم ماما بيقولي مينفعش وهي وحشتني اوي وهو مش راضي"
نظر إليها غير مصدق سرعة بديهتها في إلقاء اللوم عليه. التفتت اليه والدته وهي تقول:
-"هو مفيش طريقة يعني يا يوسف تخليها تكلمها من غير ما تعرف احنا فين ؟!"
مازال يوسف على حالة تعجبه ولكنه استفاق اخيرا :
-" فيه برامج كتير بتخفي الرقم هبقا انزله وانا هخليها تكلمها النهاردة بس بالليل متأخر عشان مفيش صوت بياع خضار ولا بتاع روبابيكيا يطلع وكده وكده فرق التوقيت هيساعدنا"
هبت مارية واقفة:
-" طب والولاد!!"
-" ولاد مين؟!"
-" ولادي اللي كنا بنروح لهم الشيلتر (الملجأ) وحشوني اوي يا يوسف وعاوزة اكلمهم"
-" حاضر ياستي بس ابقي قوليلهم انك مش هتعرفي تكلميهم باستمرار عشان النت والتيلفون اتحججي بأي حجة يعني"
-" خلاص حاضر تمام"
ثم قفزت من فراشها تمسك بيدي منى وهي تقول :
-" تعالي بقا لما احكيلك عملنا ايه النهاردة"
ضرب يوسف كفًا بكف وهو يخرج من الحجرة على تلك المجنونة ثم استدار راجعًا مرة أخرى :
-" صحيح انتي مقولتليش لما كلمتي الراجل بتاع المطعم اللي اسمه جلال دا قالك ايه!! قولتيلي هاقولك لما ارجع واهو هاتقعدي تلكي اهو"
-" ايوة صح قالي اني اقابله بكره في المطعم الساعة ١٠ الصبح وهو هيوديني البيت اه وكمان عاوز الشهادات بتاعتي وكمان الحاجات الشخصية بتاعتي"
اقترب يوسف ببطء وهو يعيد ما سمعه منها :
-" نعم !! حاجاتك الشخصية اللي هي ايه ان شاء الله"
-" ايه يا يوسف مالك اللي هي
Id و passport وكده"
-" ااااه اسمها اثباتات شخصية "
-" ايوة ايوة هو قال كده بردو "
-" والله شكلك هتضيعينا بكلامك الضايع دا "
ثم صفق الباب خلفه وأخذت مارية تحكي لمنى عن يومها الرائع
:وتكلل هذا اليوم بالروعة أكثر حين سمح لها يوسف بمهاتفة نهال
-" هالو ايوة يا نؤنؤ وحشتيني اوي اوي "
-" مارية يا بكاشة كده بردو كل دا متكلمنيش انا هموت عليكي "
وبدأت نهال في النحيب:
-" خلاص يا نؤنؤ بقا وحياتي متعيطيش منا بكلمك اهو"
-" بتكلميني بعد ايه انتي عارفة انتي بقالك اد ايه واصلة مجاهل افريقيا بتاعتك دي؟ دا انتي حتى مطمنتنيش عليكي اول ما وصلتي!!"
-" خلاص بقا يا نؤنؤ وحياتي متزعليش مني انتي عارفة النت هنا تعبان بعافية شويتين، احكيلي بقا عاملة ايه من غيري وبابا عامل معاكي ايه"
-" بابا .... دا كان هيموتني لما عرف انك اخدتي شنطته كان هيتجنن بجد انا عمري ما شفته في الحالة دي قبل كده، دا حتى كان بيفكر يجي وراكي ياخدها ولما قولتله اني معرفش اوصلك وكمان اني مش عارفة انتي رايحة فين بالظبط ثار اكتر وكان هيكسر البيت بجد"
-" ايه دا كل دا عشان شنطة غريبة اوي انا عارفة انه مبيحبش حد يستعمل حاجته بس مش للدرجة دي يعني !"
-" والله يا مارية مهديش الا لما قولتله انك اول ما تكلميني هاوصيكي على الشنطة وهاطمنه عليها اوعي تكوني قطعتيها ولا ضيعتيها "
-" لا يا نؤنؤ متقلقيش محصلهاش حاجة وانا كده كده مش هاستعملها الا وانا راجعلكم فقوليله ميقلقش"
بعد حديث طويل ملئ بانقطعات في الشبكة اغلقت مارية الخط وهي تتنهد فرحة بهذا اليوم الرائع المكتمل من كافة الجوانب!
*******************
في تمام التاسعة كانت مارية تعقد ذيل حصانها وهي تنظر في المرآة للمرة الأخيرة . انفتح باب غرفة يوسف وخرج هو الآخر مرتديا ملابسه.
-" ايه دا انت رايح فين"
-" جاي معاكي ايه اللي رايح فين!!"
-" انا مش عيلة يا يوسف عشان تيجي معايا في اول يوم مدرسة ليا"
-" نفسي تستخدمي مخك دا في حاجات عدلة بدل الكذب اللي بتعرفي تتطلعيه بمنتهى السهولة دا"
ضحكت مارية :
-"يابني الكذب السريع بيدل على الذكاء وسرعة البديعة اصلا"
-" بديعة !!! مش بقولك هتضيعينا اسمها بديهة "
اقترب منها ثم شدد على كلماته التالية:
-٠وبعدين يا ذكية ازاي انا اخوكي الرخم المتحكم اللي مش عاوز يخليكي تشتغلي في مستشفى هيرضى انك تروحي تقابلي واحد وكمان تروحي معاه بيت ناس متعرفيهمش"
-" ايوة صح عندك حق في دي، يالا بينا بقا يا رخم يا متحكم عشان منتأخرش على المعاد"
لو كان أي أحد بالعالم كله تفوه بذلك السباب له لم يكن ليتعرف على ملامح وجهه الشخصية الآن ولكنه ضحك منها حين قالت له تلك الكلمتين بمرح. كيف يتقبل منها كل ذلك!!
عند بوابة المطعم كان يوسف في سيارته يلقنها آخر التعليمات وهي تردد ورائه ثم قالت:
-" حفظت والله حفظت اي حركة او حاجة مش مستريحالها استأذن وامشي على طول، لو دخلت وملقتش الناس اللي شوفت صورهم اتصل بيك واطلعلك على طول، هتفضل واقف برا لحد ما اقولك كله تمام، خلاص كده ولا فيه حاجة تانية!"
-" لا كده تمام اتصلي بقا بجلال دا قوليله ان احنا مستنيين برا عشان نمشي وراه بالعربية لحد البيت"
وقد كان ....
بوابة ضخمة كبوابة قصر ملكي انفتحت بعد توقف للحظات لحين التأكد من هوية القادم.
توترت مارية:
-" يوسف متدخلش معايا جوا مش صح انهم يشوفوك معايا "
زم يوسف شفتيه وهم بالاعتراض في حين أقبل عليهم جلال صاحب المطعم وهو يتحدث ليوسف عبر النافذة التي بجانب مارية:
-" معلش يا استاذ يوسف حضرتك مش هينفع تدخل معانا هندخل في سين وجيم وتضييع وقت انا وانت في غنى عنه"
-" ايوة بس"
-" يافندم متقلقش ربع ساعة بالظبط والآنسة مريم هتكلمك تقولك ان كل شئ تمام "
ردد يوسف مضطرا:
-" خلاص تمام انزلي انتي يا ميرو وهستنى تيلفونك"
كان توترها قد فاق حده ولكنه هدأ حين ناداها بذاك الاسم يبدو ان قلبه لا يطاوعه ان يناديها بغير اسمها!!
دلفت من البوابة في سيارة صاحب المطعم وظلا وقتا طويلا يسيران بالسيارة إلى أن وصلا للبوابة الامامية للمنزل:
-" ايه كل دا ساعة عشان نوصل للبيت ما يسكنوا ادام البوابة ويريحونا"
قهقة جلال:
-" انتي هتقري من اولها ولا ايه انتي لسه مشوفتيش حاجة، دا التقيل جوا"
-" مش انا اللي بقر اهو "
فضحك الاثنان ونزلا من السيارة وقدم جلال نفسه لأمن البوابة الأمامية، انحنت مارية تهمس له :
-"هو انا جاية اشتغل عند رئيس الجمهورية وانا معرفش ولا حاجة!!"
-" حاجة زي كده واسكتي بقا عشان هندخل متوترنيش"
-" امال انا أعمل ايه؟!"
دلفا إلى بهو المنزل الذي أقل ما يقال عنه انه ساحة للعب الكرة ومارية تنظر بانبهار ممزوج بالاندهاش إلى أن أجلستهم الفتاة العاملة في الصالون وسألتهم عما تقدمه ثم ذهبت لأمرها.
بعد قليل دلف رجلا متوسط الطول ذا شعر فضي يرتدي ملابس أنيقة للغاية ويلف عنقه بوشاح أنيق يتناسق مع ملابسه كممثل مشهور او عارض ازياء ولكن خطوط الشيب الفضية زارت شعره الاملس فزادته وسامة ووقار.
أقبل عليهم الرجل ولكنه توقف في منتصف الطريق لبرهة عاقدا حاجبيه وكأنه يرى شيئا لا يصدقه ثم استمر في السير إليهم ومازالت على وجهه أمارات التعجب ولكنه ابتسم في النهاية عند وصوله إليهم :
-" اهلا وسهلا ازيك يا جلال، نورتونا "
-" اهلا بحضرتك يا فندم دا نور حضرتك احب اعرف سيادتك بدكتورة مريم "
لم يكن الرجل قد أشاح بوجهه عنها بأي حال من الاحوال وكأنه يعرفها من مكان ما !!
-" اهلا يا دكتورة اتمنى منتعبكيش معانا وتستمري في الشغل عندنا"
تنحنحت مارية قليلا قبل ان تتحدث :
-" لا يا فندم تعب ايه دا شغلي " ثم مدت إليه بالملف الخاص بها والذي يحتوي على كل معلوماتها المهنية والشخصية كمريم بالطبع.
-" لا الملف دا خليه لما تقابلي دكتور أشرف السويسي عشر دقايق وهيكون وصل هو ادري مني في الموضوع دا وكمان هو هيراجعه ويتكلم معاكي عن حالتي عشان تفهمي كويس هتعملي ايه"
اندهشت مارية لبرهة :
-" هو ... حضرتك المريض"
كانت قد رأت صورته من قبل مع المقدم رأفت ولكنها يبدو في الحقيقة اوسم كثيرا واكثر صحة ونشاطا !!
ابتسم يداعبها :
-" هو انا لازم يعني اجيلك على كرسي بعجل عشان تصدقي "
-" يا خبر انا آسفة جدا يافندم والله مقصدش"
-" لا ولا يهمك انا عارف ان شكلي ميجبش ان مريض كده بس انا باخد بالي من صحتي كويس اوي"
-" دي حاجة كويسة جدا يافندم، اتمنى اني اكون عند حسن ظن حضرتك"
-" وانا كمان اتمنى دا!!"
ساد الصمت لبرهة نهض بعدها جلال يستأذن في الخروج وبقيت مارية مع حامد فخري وحدهما وبسؤال غير متوقع باغتها :
-" انتي والدك اسمه ايه؟؟!"
استغربت هذا السؤال من ضمن جميع الاسئلة التي كانت جهزت نفسها للرد عليها ولكنها أجابت بسرعة :
-" اسمه محمد على المهدي مظنش حضرتك تعرفه"
-" ليه يعني عشان رجل اعمال وكده بالعكس دنا اعرف ناس من كل الانواع ومن كل الطبقات"
-" لا انا اقصد لاننا كنا مسافرين برا طول عمرنا تقريبا"
اعتدل الرجل في جلسته واستند بكلتا يديه على المقعد في اهتمام وكأنها حفزت عنده اسئلة أكثر فاستطردت بسرعة:
-" دا حتى انا اتولدت هناك في السعودية"
وكأنها ازاحت ثقلا ارتاح حامد مرة أخرى في مقعدة ثم وقف براحة :
-" طيب انا هاسيبك دلوقتي لان ورايا شغل مهم، انا مبخرجش من البيت كتير ولما هاخرج هتكوني معايا بس من بعيد تمام"
ثم أشار لأحدهم في الفراغ فأسرع من حيث لا تدري من أين ظهر هذا الرجل الابيض الذي يربط شعره الاسود الفاحم بربطة صغيرة خلف رقبته، ووجهه المرسوم وكأن عليه مساحيق تجميل ولكنه ليس كذلك وكأنه يضع وجها ليس وجهه !!
-" جودة هيعرفك على المكان اللي هترتاحي فيه طول فترة وجودك هنا وكمان هيعرفك على قوانين البيت يكون دكتور اشرف جه تاخدي منه التعليمات وتبدأي شغل بعدها"
استغربت النبرة العملية في صوته بعد ان كان حميميا في الحديث معها منذ قليل ترى هل شك في شئ هل قالت شيئا لم تحسب حسابه !! وذلك الرجل الغريب 'جودة' ينظر لها بنظرات متحققة مستغربة كتلك التي رمقها بها حامد حين دلف أول الامر!!
تعرفت على مكان إقامتها وعلى الفور اتصلت بيوسف تطمأنه بأنها بخير ولكنها لم تكن بالفعل تشعر بذلك، جو هذا البيت خانق بالرغم من مساحته الشاسعة!!
حاولت التصنت لأي شئ يحدث بالخارج ولكن لا جدوى تلك الابواب السميكة لا تسمن ولا تغني من جوع فلا هي تسمع من بالخارج ولا من بالخارج يسمعها !!
مضى يوسف في طريقه ثم بعد حوالي النصف ساعة اتصل برقم جلال صاحب المطعم :
-" الو معلش يا استاذ جلال بس مريم تقريبا وقعت تيلفونها في عربية حضرتك انا موجود جنب العربية ادام المطعم اهو ممكن بعد اذنك نشوف اذا كان موجود في العربية او لا ؟!"
-" اه ايوة طبعا طبعا دقيقة واطلع اديهولك لو كان موجود"
خرج جلال نحو سيارته التي كان يوسف يقف بجانبها :
-" انت متأكد انه ف عربيتي؟!"
-" والله مريم دي اصلها مطيورة وبتنسى تيلفونها في كل حتة واحنا متعودين على كده انا هرن عليه لو في عربيتك هيرن"
هز رأسه موافقا ولحظات وكان الهاتف يرن في أسفل السيارة فالتقطه يوسف بسرعة :
-" شوفت مش بقولك مطيورة ، على العموم شكرا جدا وآسف اني ازعجتك "
ومضى يوسف مسرعا نحو سيارته فاستوقفه جلال:
-" استاذ يوسف امال انت عرفت ازاي ان تيلفونها مش معاها"
-" هي كلمتني من نمرة غريبة مسألتهاش نمرة مين بصراحة لاني متعود منها على كده "
هز جلال رأسه مرة أخرى ثم دلف إلى مطعمه ونسي الأمر برمته.
فتح يوسف الهاتف الذي اعطاه لمريم في آخر لحظة قبل ان تترك سيارته وهو يوصيها ان تسقطه في سيارة جلال دون ان تفهم لماذا ولكنها وحمدًا لله لمرة في حياتها فعلت شيئا ولم تجادل، واستمع يوسف لحديثهما ومزاحهما معا وهو يكشر عن أنيابه، ثم فترة صمت طويلة ثم ركوب جلال مرة أخرى في السيارة واتصاله بشخص ما !!
اعتدل يوسف في جلسته حين سمع تلك المكالمة التي كان يتوقعها :
-" الو ... ايوة يا رأفت بيه وصلتها وهتشتغل وكله تمام..... لا لا محدش حس بحاجة انا بردو مصدر ثقة بالنسبة لهم، بس هما اكيد هيدعبسوا وراها يعني دا حامد فخري مش اي حد ..... لا لا متقلقش مش هيكشفوها غير لما حضرتك تؤمر زي ما اتفقنا، بس يارب تجيبلك المعلومة اللي انت عاوزها وساعتها يبقا ليا حلاوة كبيرة .....هههههههه كبيرة اد ايه ؟؟ اد غلاوة عروسة المولد مثلا !!!"
