
رواية قضية شرف الفصل الاول1بقلم ايه محمد
أبي قت'ل أمي... ب قضية شرف..
مفيش موقف أصعب من اللي أنا فيه و أنا وقفه في بيتي في غرفة أمي وأمي نفسها علي الأرض جثة...
وأبي واقف قدامي.. ماسك السلا'ح اللي قت'لها بيه..
كنت قاعدة في أوضتي كالعادة بلون أخر رسمة رسمتها لأن الرسم هو موهبتي.. سمعت صوت أبي داخل الشقة وهو متعصب وبيصرخ ب أسمها وقتها أرتعبت لأن عصبيته دايما بحسها زي النار اللي مش كافية تقت'لنا يدوب بتحر'قنا وتسيب الحر'ق يو'جع فينا لأيام.. لكن المرة دي النا'ر كانت كافية أنها تق'تل واحدة مننا...
أول م خرجت من الأوضة لقيت أبي بيحاول يلحق شخص باين كأنه كان في بيتنا و خرج بسرعة و أبي مقدرش يلحقه.. كل اللي عمله أنه فتح درج من الأدراج و خرج سلاح لأول مرة أشوفه في بيتنا و دخل لغرفة أمي و بعدين دوي صوت ضر'ب النا'ر و صر'خة أمي...
اتحركت و أنا كل جسمي بيرجف لقيته واقف و ماسك السلا'ح ب إيده و وشه كله مليان عروق وعيونه لونها أحمر...
وفي وقت قليل كانت الشرطة موجودة في بيتنا و الجيران بيبصولي بشفقة و بيبصوا لجثة أمي نظرات توحي بالقر'ف..
وقتها سمعت كلام عن أمي و كأنهم كلهم حكموا عليها بأنها الجا'ني مش المجني عليها.. و كأن كل طيبتها و أصلها الطيب طول حياتها أنتهوا بالموقف ده...
و الكل كان واثق حتي أبي ان القضية هتتقفل علي أنها.... قضية شرف...
الظابط اللي أتولي القضية كان إبن خالتي اللي قعدت سنين مشفهوش ولا أشوف خالتي لأن أبي كان بيكر'ههم و حكم علي والدتي تقطع علاقتها بيهم...
كل ده و منزلش مني دمعة ولا نطقت ب كلمة.. و أخر حاجة فكراها هو حازم إبن خالتي لما قرب مني و نظرلي ب أسف...
خالد: البقاء لله..
وقتها الدنيا أسودت في وشي و حسيت ب برود في كل أطرافي و كان عقلي بدأ يستوعب أن أمي السند بالنسبالي.. اللي كانت بتهون عليا قسو'ة أبويا.. اللي كانت بتاخد الضر'ب بدالي منه.. و اللي كانت بتشتغل في الطبيخ و تبيع من وراه عشان تجيبلي كل اللي نفسي فيه.. اللي عوضتني عن حنية الأب اللي اي بنت بتحتاجها و اللي عوضتني علي كل تعب و وو'جع حصل معايا في سنين حياتي التلاته وعشرين... راحت!!
ومفتكرتش أي حاجة غير اني غمضت عنيا وفقدت قدرتي علي الصمود أكتر من كده و وقعت بين إيدين خالد...
فوقت بعدها في مكان غريب عني.. كانت أوضة كبيرة و واسعة ومرتبه بشكل هادي و بسيط.. بصيت حواليا ملقيتش حد.. اتعدلت و أنا حاسة ب دوخة.. أنا فين و الساعة كام و اي اللي حصل..
تدريجيا بدأت أفتكر اللي حصل و بدأت أعيط و تدريجي صوت عياطي بدأ يعلي و قلبي بيوجعني لدرجه حسيت أن الموت واقفلي علي الباب مستني اللحظة اللي هنها'ر فيها وقلبي خلاص مش هيتحمل...
دخلت الأوضة واحدة ست حاولت أني اتبين ملامحها بس الدموع شوشت الرؤية ف مسحت دموعي بسرعة و بصتلها و لوهلة حسيتها أمي و لكن كانت خالتي.. أول م شافتني حسيت كأنها أتفاجئت و جريت عليا وحضنتني.. أعترف أن حضنها هداني شوية...
و حاولت أتكلم بس مقدرتش.. حسيت أن لساني مبيطلعش الكلام و من هنا بدأت أهلع حقيقي... معقولة بسبب الصدمة فقدت النطق!!
خالتي بصتلي وفهمت اللي بمر بيه و سمعتها وهي بتنده علي بنتها...
عبير: غادة!! تعالي بسرعة...
في ثواني دخلت الأوضة بنت شابة من عمري تقريبا أو أصغر عرفتها من الإسم فقط لأني كنت بلعب معاها دايما و أنا صغيرة..
عبيرة: أتصلي بالدكتور وأتصلي بخالد بسرعة...
غادة: حاضر ي ماما..
خرجت غادة من الأوضة وأنا بدأت في العياط تاني لمدة نص ساعة متواصلة وهي حضناني و مبتتكلمش و صابرة لحد م الدكتور وصل و بعدها خالد...
قعد جمبي الدكتور وبدأ يكشف عليها و بعدين بصلي ب إبتسامة...
الدكتور: أولا الحمد لله علي السلامة... ثانيا أنتي كويسة متقلقيش و يومين تلاته بإذن الله هترجعي تتكلمي تاني اللي حصل معاكي ده بسبب الزعل...
هزيت رأسي بمعني تمام و بعدين الدكتور خرج و خالتي مسحتلي دموعي و قالت لغادة تجيبلي لبس.. وقتها فتحت الدولاب اللي في الأوضة ولقيت فيه كل هدومي متعلقة!!
بصيت لخالتي بعدم فهم وقتها أخدت نفس عميق و إتكلمت...
عبير: شهد ي حبيبتي أنتي كنتي في غيبوبة لمدة شهرين بسبب حالتك النفسية...
عيني وسعت من الصدمة و أنا ببصلها ومش مستوعبة اللي حصل معايا.. فكرت نفسي نمت لكام ساعة او حتي ليوم كامل لكن شهرين!!!
يعني أمي ماتت من شهرين و إتدفنت وأخدوا عزاها و بابا حصل فيه اي..
حاولت أشاور ب أيدي عشان اسأل الاسئلة دي بس محدش فهمني..
غادة: أجيبلك ورقة و قلم!!
وقتها هزيت راسي بالموافقه ف جريت لبرا ورجعتلي ب ورقة و قلم مسكتهم وسألتهم « اي اللي حصل ل بابا»
خالد: خرج ي شهد.. دي قضية شرف..
غمضت عنيا ب ألم كبير لأن قا'تل أمي مخدش عقوبة علي جر'يمته...
عبير: بصي ي شهد...الحقيقة أن ابوكي أتجوز و أنا جيبتك هنا بصعوبة بس في الأخر وافق و عايزاكي تنسي كل حاجة و تفتكري أمك بالخير..
أنتي من النهاردة بنتي زي خالد و غادة بالظبط ي حبيبتي... أنا هروح أعملك حاجه تاكليها...
خرجت من الأوضة.. مكنتش مصدومة أنه أتجوز لأني في لحظة موتها عرفت ان دي اول حاجة هيعملها لأنه كان دايما بيقول كده و انه حتي كان بيفكر يتجوز عليها... لكن إزاي ابدأ حياة جديدة!!
خرجت غادة وراها و وقتها خالد قرب جمبي و خرج حاجة من جيبه وحطها في إيدي وبصلي نظرة غريبة و بعدها خرج من الأوضة...
فتحت إيدي.. كانت سلسلة قديمة.. عارفاها وفكراها كويس أوي...
فلاش باك عشر سنين...
وقتها كان عمري 13 سنة و خالد 17 سنة... كانت والدتها بتزور خالتها و خالد كان قاعد وحواليه غادة و شهد بيلعبوا... قرب منها و إدالها السلسلة عشان تلبسها..
شهد: لا ي خالد بابا هيزعق لو شافها وعرف أننا زورناكم..
خالد: متقوليش إن أنا اللي جيبتها..
شهد: وقتها هيفكر اني سر'قت فلوس و جيبتها...
خالد: خلاص هخليها معايا ولما أكبر هديهالك ي شهد..
بااك..
إبتسمت بحزن لما أفتكرتها.. رفعت الغطا عني وحاولت أقف علي رجلي لكن كنت برتعش بسبب أن بقالي شهور مبقفش عليها... وقتها دخلت خالتي وهي شايلة علي إيدها صينيه فيها أكل و وراها غادة شايلة عصير.. قربت مني و حطت العصير علي الكومدينوا و سندتني ب إيديها...
غادة: رايحة فين!!
مسكت الورقة والقلم وكتبت «عاوزة أخد شاور و أغير هدومي»
ساعدتني أخرج من الأوضة لحد م وصلت للحمام و قعدتني علي طرف البانيو.. وخرجت وبسرعه رجعت ومعاها هدومي اللي طلعتها و إدتهالي...
غادة: بصي أنا هقعد برا وانتي اقفلي الباب بس مش بالمفتاح عشان لو حصل اي حاجه أعرف ادخلك...
بصيت بعنيا لبرا ف فهمت أني مش هقدر أسيب الباب وخالد في البيت...
غادة: متقلقيش أنا هجيب كرسي وهقعدلك قدام الباب..
بدأت أول م أتقفل عليا باب أفكر هعمل أي في حياتي الجاية.. هعيش عاله علي خالتي و ولادها.. و أمي اللي أنا متأكدة أنها ست شريفة و إن كنت مش فاهمة اي اللي حصل وقتها.. و إن كنت شوفت بنفسي شخص غريب خارج من بيتنا وقت م أبويا حكم عليها بالإعد'ام لكن ثقتي فيها العمر كله مش هتتهز غير لو سمعت منها.. لكن هي ماتت.. ماتت وسابتني لوحدي...
أخدت شاور دافي و غيرت هدومي و استعدت توازني شوية... خرجت لقيت خالتي قاعدة و مستنياني برا.. قربت و قعدت جمبها وبصيت في الأرض بحزن...
قربت مني و خدتني في حضنها...
عبير: أنا قولت نتغدي سوا أحسن و نزلت خالد يجبلك أنتي وغادة شيبسي و شكولاته ويجيبلي معاكوا بقي م انا لسه صغيرة.. لازم تاكلي عشان في علاج الدكتور كاتبه وخالد راح يجيبه...
بصيت ل غادة وطلبت منها ب الإشارة تجيب الورقة و القلم.. أخدتهم منها وكتبت« عاوزة أنزل أشتغل لو هقعد هنا»
بصت للورقة و قطعتها وبعدين بصتلي ب لوم و متكلمتش وسابتني وراحت قعدت علي السفرة.. جت غادة و ابتسمتلي و أخدتني أقعد جمبها علي السفرة..
غادة: أجلي كلام في الموضوع لحد م تبقي كويسه..
عبير بغضب: تلغي الموضوع ده خالص.. هو انا مش هعرف أصرف عليكي مثلا ولا هشغلك بلقمتك!!
هزيت رأسي بمعني مش قصدي..
عبير: بصي ي شهد أنتي هنا معززة مكرمة لحد م يجيلك ابن الحلال وقتها هو وافق تشتغلي يبقي لما تروحي بيته انما انا مبحبش بنات تشتغل و اهي قاعدة جمبك اهي.. تمام!
هزيت راسي بمعني موافقة.. موافقه لأني عارفة قد اي خالتي بتحبني وبتعزني أنا و أمي.. و لأن عارفة ان خالد مش هيوافق.. أنا مكنتش بس حابة أكون تقيله عليهم و الله أعلم اي ظروفهم...
صحيح هما عايشين في شقة واسعة وشكلها في منطقة راقية و كمان بيظهر أنهم مرتاحين بس يمكن مكسبهم علي قدهم هما وبس و ميتحملوش شخص زيادة..
كل اللي كان شاغل تفكيري وقتها هو ازاي اثبت أن أمي بريئة و اخلي الكل من ضمنهم أبويا يعرفوا كدا...
تفكيري وقف حتي الشخص اللي خرج وقتها من بيتنا معرفهوش ولا شوفت وشه... و أمي طول عمرها جيرانها بيحبوها وبيحترموها كمان وملهاش اي أعداء..
وصل خالد ومعاه شنطة كبيرة ومليانة شيبسي و شكولاتة و كل ما تشتهية النفس وكأني طفلة صغير بيحاول يحتويها.. بصلي و إبتسم ورفع الشنط قدامه وبعدين جه قعد علي السفرة..
خالد: ظبطكوا أخر تظبيط...
يمكن كنت طول عمري نفسي في عيلة هادية وبسيطة ومحبة زي دي.. يمكن ربنا رزقني بيهم وحتي لو لفترة من الزمن لحد م أتجوز لأني لسه مش عارفه ي تري هيكون اي نصيبي في الشخص ده...
ي تري هعيد نفس الحياة اللي أمي شافتها ولا هعيش الحياة اللي نفسي فيها..
أقصي طموحي بيت هادي و شخص ميمدش إيده عليا ولا يشتمني ومستعدة بعد كده استحمل اي حاجة تانية.. و دايما خوفي اني أقع في شخص من دول.. اللي الرحمة أتنزعت من قلوبهم واللي الضر'ب رجولة بالنسبة ليهم...
مر يومين في البيت ده م بين عياط و وجع قلب علي أمي ومحاولة من خالتي ومن غادة للتخفيف عني و سكوت خالد دايما في وجودي...
عدي أسبوع ومفيش اي تحسن في صوتي ومش بتكلم.. بدأت أقلق و أخاف لكن الدكتور رحع من تاني طمني و كتبلي علاج...
عبير: بس اي بقي ي واد ي خالد البنت أدب و أخلاق و جمال..
خالد: خلاص ي ماما أخطبيها أنتي ألف مبروك..
عبير بغضب: تصدق أنك مشوفتش بربع جنية تربية...
خالد: ماما... أنا مش هتجوز إلا اللي قلبي إختارها من زمان..
هو ليه بيبصلي من غير م يرمش حتي وهو بيقول الكلام ده؟ قلبي ليه بيدق بالشكل الغريب ده بعد م قال اللي قلبي إختارها.. هو ممكن يكون بيتكلم عني!
وليه حاسة أني انجذبت ليه في الفترة القصيرة دي..يمكن هدوءه وضحكته اللي تطمن.. و يمكن لما والدته دايما تقول عنه أنه الأمان ليها ولبنتها و أنا محتاجة للأمان ده في حياتي.. أو يمكن لأن قلبي بكل جوارحه نفسه يكون جزء من يومه.. ولأني بقيت أستني أشوف جايبلي اي وهو جاي... ولا عنيا اللي بتدمع لما بشوف حنيته علي أخته و أما اشوفهم بيتكلموا سوا في اسرار بينهم محدش يعرفها غيرهم... ولأني طول عمري وحيدة اهتميت بشخص بيهتم بالتفاصيل عشان يهتم بتفاصيلي...
ليه بتلمح بكلامك هخاف أصدق و قلبي يوجعني وأنا ثقتي في الناس معدومة لأن سندي مسألش عني و ميعرفش عني اي حاجة من يوم م خرجت من بيته...أوعي تخليني أحبك ي خالد و مكونش أنا البنت اللي أنت قصدك عليها..
غادة: ومين اللي هترضي بيك أصلا ي ابني..
خالد بهدوء: أنا ميهمنيش حد.. أنا يهمني هي توافق.. لو لبست السلسة هعرف أنها موافقه...
غادة ب صدمة: اي دا أنت لقيت حبيبتك السرية!!
خالد ب إبتسامة: اه لقيتها.. ومش هضيعها تاني ولازم هي تبقي عارفه أني مش هسمحلها تبعد تاني...
لا هو كده بيتكلم عني... وشي جاب ألوان أول م احب سيرة السلسلة اللي أنا أصلا لبساها بسبب تحت طرحتي مش باينه لأنها صغيرة...
كويس أنه مشفهاش وأعتبر لبسي ليها موافقه.. بس أنا معتقدش أني كنت هرفضه...
دخلت أوضتي و أنا بفكر.. أفكر في اي دي إمنيتي أكون جزء حقيقي من البيت ده و أني أكون جزء من حياته... في الليلة دي صليت إستخارة و هديت عن التفكير لحد م وصلت ل قرار...
تاني يوم أول م صحيت حسيت براحة غريبه وكمان حسيت أني قادرة أتكلم!! خرجت لحد المطبخ ولقيت خالتي بتحضر الفطار...
شهد بصعوبة: خ.. خا.. خالتو..
عبير ب فرحة: شهد أنتي أتكلمتي!!!..
شهد بفرحة: أ.. أخخيرا..
وقتها جه خالد وغادة ورا بعض علي صوتها وفرحولي كأني شخص مهم أوي في حياتهم و ده فرحني أكتر وخلاني أحس ان ليا عيلة حقيقي.. خلاني نسيت السنين اللي مشوفتهومش فيها و انقطعت علاقتنا بيهم... و بدأت أتكلم من تاني...
خرج خالد بعد م فطرنا كلنا سوا ووقتها جمعت شجعاتي..
شهد: خالد.. ثانية واحدة...
خرجت و خرجت من باب الشقة وقفلته وكنا واقفين علي السلم لوحدنا... بصلي ب استغراب لأنها أول مره أقف معاه لوحدنا لأني دايما كنت بقلل كلامي معاه...
شهد: مد إيدك..دي السلسلة.. أنا هرجع بيت أبويا النهاردة...