رواية شغف رحيم
الفصل الثاني والعشرون 22
بقلم أسماء محمد
اغلق عمر مع معتز ليهتف قائلاً:
- وريني تليفونك....
هتفت ريماس بخوف قائله:
- ليه..؟
تحدث عمر بغضب شديد قائلا:
- ريماااس هاتي الموبايل.
صمتت ريماس ولم تريد أن تعطيه له، ليهتف عمر بشك وغضب قائلاً:
- انتي اللي بعتي ليهم المعلومات والفيديو..؟
هتفت ريماس باستغراب قائله:
- فيديو اي، أنا قولت ليهم على انك السبب في اللي بيحصلهم بس.
امسك عمر أخته من معصمها بقوه ليهتف بغضب قائلاً:
- انتي غبيه، هو انا مش قولتلك قبل كده خليكي بره الموضوع ده، ليه عملتي كده، دخلتي نفسك في حاجه انتي مش قدها، حرام عليكي بقااا.
ألقى بتلك الجمله ثم ذهب في غضب، ليقوم مهاتفة عدي عدة مرات ولكن لم يستجيب له، بينما تجلس ريماس ثانيه ركبتها وهي تبكي في صمت على حال أخيها.
***
(داخل منزل محمد عبد الرحمن)
كان الجميع يجلس على طاولة الطعام ومعهم رحيم الذي طلب منه محمد أن يأكل معهم، بينما تأكل دموع في خجل تام، لتضحك شغف عليها قائله:
- مالك يا دموع وشك كل شويه بيغير لونه ليه.
ابتسمت دموع في خجل ليهتف رحيم قائلاً:
- يا ستي حصل خير، وبعدين معاكي حق اخويا فعلا مش محترم ومتسرع كمان.
ابتسمت دموع لتهتف مسرعه قائله:
- شوفت يعني انا صح.
ضحك الجميع عليها، لتنظر سمر الي محمد حتى تجده شارد الذهن لتهتف قائله:
- مالك يا محمد، مش على بعضك ليه، على طول سرحان كده.
ابتسم نادر مستهزاء، بينما هتفت شغف قائله:
- مالك يا بابا، في حاجه مضيقاك.
نظر لها محمد ثم نظر إلى نادر، لتلاحظ شغف تغيرات والدها لتهتف الى نادر بغضب قائله:
- انت عملته اي؟
تحدث نادر وهو يرفع كتفيه بعدم فهم قائلا:
- ولا اي حاجه، وبعدين هو في ابن يضايق ابوه بردوا.
ابتسمت دموع بحب قائله:
- اكيد طبعا، عمو ده انا ونادر دايما بنعتبره ابونا التاني بجد، ربنا يخليك لينا.
تحدث نادر إلى دموع وهو ينظر إلى محمد قائلا:
- معاكي حق يا بنت أمي.
نظرت له دموع بتذمر، فماذا يعني بابنة امه، أليس له نفس الاب، لماذا لم يهتف بابنة ابيه، ام لانه مازال في شجار بينهم ام هناك سبب اخر، نظرت دموع إليه حتى هتفت قائله:
- ايه بنت أمي دي، اومال بنت ابوك راحت فين، انت لسه زعلان من بابا؟
نظر لها محمد ليتحدث بجمله صدمت الجميع قائلاً:
- لأنكم مش من نفس الاب.
كانت دموع تمسك بالملعقه لتسقطها من يدها في صدمه قائله:
- ايه اللي حضرتك بتقوله ده يا عمي.
هتفت شغف قائله وهي تنظر إلي دموع بخوف:
- اهدي بس يا دموع، بابا اكيد بيهزر، مش كده ولا اي بابا.
كان محمد على وشك الحديث، ولكن استوقفه صوت طرقات الباب لتقوم شغف بفتحه، حتى تجد رجل يرتدي جلباب وعليه عمه، ويده اليمني يمسك بتلك النبوت، سرعان ما استوعبت من هيئته بأنه صعيدي، حتى هتفت قائله:
- حضرتك عمي والد دموع؟
نظر لها سعيد من أعلى إلى أسفل ليهتف بقرف قائلا:
- انتي بجا بنت البندر، سبحانه الخالق الناطق.
نظرت له شغف باستغراب ليتحدث سعيد مره اخرى قائلاً:
- ايه هتخليني واقف على الباب إجده، محدش علمك الأصول قبل كده ولا ايه.
تحدثت شغف في خوف من تلك الهيئه، وتلك النظرات لتهتف قائلة:
- ازاي حضرتك، اتفضل.
دلف سعيد ليجد الجميع على الطاوله، ليهتف قائلاً:
- متجمعين عند النبي ان شاء الله.
قفزت دموع من الفرحة، لتقوم باحتضان والدها لتهتف قائلة:
- اتوحشتك قوي يا ابوي، كيف حالك.
تحدث سعيد بابتسامه وهو ينظر إلى ابنته قائلاً:
- بخير يا قلب ابوكي، إجده اهون عليكي يا دموع المده دي كلها.
تحدثت دموع قائله:
- غصب عني يا ابوي، الامتحانات هنا كتيره قوي، وعلى طول بذاكر.
تحدث سعيد قائلاً:
- ربنا معاكي يا بتي.
ثم نظر إلي محمد حتى هتف قائلا:
- كيفك يا ولد ابوي.
نظر له محمد نظرة طويله ولم يتحدث، لتهتف دموع بمزاح قائله:
- شوفت يا ابوي قبل ما تيجي على طول، عمي كان بيهزر مع اخوي.
ضحك سعيد ليهتف قائلاً:
- قاله اي؟
هتفت دموع قائله:
- بيقول أنه اخوي من امي بس.
ثم تعالت ضحكات دموع، بينما نظر سعيد الي محمد نظره طويله حتى هتف قائلا:
- معلوم يا بتي، عمك بيهزر.
تحدث محمد في غضب شديد قائلا:
- لا مش بهزر، وعايز اعرف دلوقتي، ازاي نادر ابني وانا متجوزتهاش غير يوم واحد بس، وازاي نادر كان عايز يتجوز شغف وهو اخوها زي ما بيقول، وسهيله قتلت نجلاء ليه.
ما هذا صدمه اخري على رأس كلا من شغف وسمر ودموع، لماذا جميع الصدمات تأتي كثيراً، حقا لقد تعبت.
كانت شغف تدور في رأسها تلك الكلمات، بينما وقفت دموع صادمة، ليشعر رحيم بأن وجوده غير مرحب بيه، وكان يود أن يذهب ولكن استوقفه محمد قائلاً:
- استنى يا رحيم، الموضوع يخص عمتك كمان.
كان حال رحيم لا يقل عن حال شغف لتهتف سمر قائله بصدمه:
- ا.. انت اتجوزت قبل نجلاء، وسهيله مين اللي قتلت نجلاء، صمتت قليلاً لتهتف بغضب قائله:
- ساكت ليه؟
تحدث محمد قائلاً:
- شرطهم الوحيد علشان اتجوز نجلاء حب عمري، اني اتجوز بنت عمي الأول، وقتها اضطريت اوافق بس مقدرتش اكمل معاها، وسيبتها تاني يوم على طول.
تحدث سعيد تلك الهيبه قائلا:
- علشان أجده اتصلت بيا.
ثم تنهد سعيد تنهيده قويه ليتحدث قائلاً:
- طلما اللعب بقا على المكشوف يبقا لازم تعرف كل حاجه.
***
(قبل 20 سنه)
كان محمد تزوج من سهيله ابنة عمه بناء على رغبة والده، حتى يتزوج من تلك الفتاه، كمان يقول أهل الصعيد فتاة البندر، حينما علمت سهيله بأنه يحب واحده أخرى واقفت على ذلك، ولكنها لم تعلم بأنه سيتركها بعد زفافهم بيوم واحد، وبعد شهر كانت تلك الشائعات حول سهيله خاصة بعد معرفة الجميع بحملها، وطلاقها في اليوم الثاني من الزواج، لتحاول الانتحار عدة مرات حتى جاء ذلك اليوم الذي لا يبشر بالخير للجميع.
كان عبد الرحمن والد محمد يجلس بتلك الهيبه وبجانبه سعيد ليهتف عبد الرحمن قائلاً بحده:
- جولت اي يا ولدي على حديت امبارح.
تحدث سعيد قائلاً:
- موافق يا ابوي.
هتف عبد الرحمن قائلا:
- يبقى على بركة الله، بعد الولاده باذن الله، نكتب اكتابك عليها، والواد يبقى باسمك.
كان عبد الرحمن طلب من سعيد الزواج من ابنة عمه سهيله حتى لا تسيء سمعتها مرة أخرى، خاصة أن سعيد هو الابن الأكبر، وكان يود الزواج من سهيله قبل أخيه محمد، وحينما تركها محمد شعر بأن النيران تاكل قلبه خاصة بعد تلك الأشياء التي تقال عنها.
***
(الآن)
تحدث محمد قائلا:
- وهي قتلت نجلاء ليه.
تحدث سعيد بحزن قائلاً:
- بعد كل اللي عملته فيها ده وتقولي قتلتها ليه، لاسف يا ولد ابوي، اكتشفت انها كانت بتحبك انت، عمرها ما حبتني، لكن اي العمل، القلب و مايريد. نظرت لهم شغف وسط بكاء دموع قائله ببكاء هي أيضاً:
- لا.. حرام عليكوا.. حرام عليكوا.. أنا مش قد الصدمات دي كلها، انتو عايزين مني اي بقا، كفايه، ابعدوا عني.
هتفت تلك الجمله الاخيره ثم ذهبت إلى غرفتها لتدخل في نوبة بكاء شديده، بينما جلس الجميع في حاله من الصمت، ليقوم بالذهاب الي منزله وهو حاله من الذهول والصدمه أيضا، بينما هتفت سمر ببكاء وحزن قائلة قبل أن تدخل غرفتها:
- طلقني يا محمد..!
***
(داخل السجن)
كان فارس يجلس على تلك الطاوله شارد الذهن، ثم أخرج من جيبه الخاص صوره صغيره، ظل ينظر إليها كثيرا، فكانت بيه نور وهي تحتضنه عندما كان صغيرا، ليستيقظ من ذلك الشرود على دخول العسكري قائلاً:
- زياره.
وضع فارس تلك الصوره في جيبه مره اخري، حتى ذهب إلى مكتب الظابط، وكانت حالته لا تقل عن حال خالد عندما كان في الحبس أيضا، ليجد فارس نور أمامه حتى هتف بصدمه قائلا:
- نور..!
نظرت له نور بابتسامه، حتى هتف الظابط قائلا:
- اسيبكوا ربع ساعه بالظبط.
اومئت نور رأسها إيجابيا، ليخرج الظابط بينما نظرت له كثيرا، لتجتمع الدموع في عينيها حتى هتفت بين دموعها قائله:
- وحشتني..!
ما هذا الذي اسمعه، هل ما قالته حقا كما سمع، أم أنه يتوهم ذلك من شدة حبه وشوقه لها.
نظر لها فارس حتى هتف قائلا:
- انتي قلتي اي.
تحدثت نور من بين دموعها قائله:
- وحشتني.
تلك هي اللحظه التي أراد فارس أن يحتضنها، ولكن لم يريد أن يفعل ذلك، قبل أن تكون زوجته شرعا، ليهتف فارس قائلاً بحماس وضحك:
- أنا لو اعرف ان السجن هو اللي هيخليكي تنطقي كنت دخلته من زمان اوي.
تحدثت نور بحزن قائله:
- عامل اي، باذن الله هتخرج قريب اوي.
تحدث فارس ومازالت الابتسامه على وجه قائلا:
- من اول ما قولتي وحشتني وانا نسيت كل حاجه حواليا، الوحش قبل الحلو، انتي مش عارفه الكلمه دي عملت فيا اي، تعرفي يا نور، أنا دايما كنت بدعي انك تكوني من نصيبي، في كل صلاه وكل وقت، عارفه ليه.
هتفت نور قائله:
- ليه.
- علشان الحب الحقيقي مش بيجي غير مره واحده بس في العمر، يا تمسك فيه اوي وتحارب علشانه، يا اما مع اول ضربه تحس بانهزام وتبطل تحارب، سعتها ميبقاش اسمه حب، لان مافيش حاجه تقدر تفرق الاحباب عن بعض غير الموت، وانا مافيش حاجه تقدر تفرقني عنك غير الموت.
كانت نور شارده في حديثه لتهتف قائلة:
- هو شكله كلام كبير اوي، بس بعد الشر عليك.
هتف فارس بنفاذ صبر قائلا:
- غبيه بس بحبك..
ضحك الإثنان معا، ليدلف إليهم الظابط قائلا:
- الوقت خلص.
تحدثت نور وهي تنظر إليه قبل أن تذهب قائله:
- خلي بالك من نفسك.
اومئ رأسه إيجابيا، ليشعر بالفرح داخل قلبه، ثم أخذه العسكري على الحجز مره اخرى.
***
( بعد مرور يومان في مكان ما)
يجلس عدي شارد الذهن فيما فعله، فهو من ارسل إليهم الفيديو الخاص به، وجد عدة اتصالات وارده من عمر المالكي، لكنه لم يعطي له اي اهتمام ثم قام بمهاتفة معتز الدمرداش ليقوم بتسجيل تلك المكالمه حتى اجابه قائلاً:
- خير يا عدي.
تحدث عدي قائلاً:
- ناوي تعمل اي يا باشا مع عيلة الجوهري.
تحدث معتز بغضب الي حد ما قائلا:
- كنت خلاص هبعت مصلحة الضرائب ليهم، بعد الصفقه المزيفة بس مشغل معايا واحد غبي.
تحدث عدي قائلاً:
- خير يا باشا في اي.
- عمر المالكي، أخته بوظت كل اللي احنا عملناه، وبعتت المعلومات ليهم.
تحدث عدي باستغراب قائلاً:
- أخته..!
صمت عدي قليلا حتى هتف مره اخرى قائلاً:
- طب ناوي تعمل اي يا باشا.
تحدث معتز بشر قائلاً:
- هقتلهم قبل ما سري يتفضح معاهم.
شعر عدي بأن أطراف يده ثلجت تماماً من ذلك الحديث ليهتف قائلاً بقلق:
- انت عارف يا معتز بيه انا ماليش في الدم.
تحدث معتز قائلا:
- لا لا، انت مالكش دخل خالص أنا خلاص اتصرفت.
هتف عدي قبل أن يغلق قائلاً:
- تمام يا باشا.
بعد أن أغلق عدي معه قام بقص ذلك التسجيل لارساله الى هاتف خالد الجوهري، ثم قام بإرسال رسالة الي عمر المالكي يخبره بأن معتز يود قتل أخته وهو أيضا، فعدي قرر أن تظهر براءة عائله الجوهري ومعاقبة معتز وهو ايضا، على تلك الأفعال الخاطئه، ولكن قبل أن يذهب إلى قسم الشرطي قام بإرسال جميع الأدلة التي تثبت على أنه ابن عائلة الجوهري خاصة إبن ساره وجاسر الى منزل الجوهري.
***
كان رحيم قرر الا يخبر أحد عن سبب وفاة عمته نجلاء سوا أبيه وعمه فقط، وجلس الجميع يفكرن كيف سينتهوا من تلك المشكله الي الأبد، بينما كانت شغف تجلس على فراشها خاصة أن هناك الكثير من التوتر بينها وبين وعائلتها بعد تلك الأحداث الأخيرة وإصرار سمر على طلاقها، ونادر التي لا تعرف ماذا تعمل معه هل ستقبله كأخ لها ام لا، لتتذكر شغف حديث رحيم إليها عن زواجهم، لم تشعر لما ابتسمت هكذا حينما تذكرت بأنه يريد الزواج منها، قاطع أفكارها وصول مكالمة إليها من رقم مجهول لتجيب قائله:
- الوو... ايوه انا.
قامت شغف من مجلسها بقلق وتوتر حتى هتفت مسرعه قائله:
- مستشفى ايه..؟!
