رواية شغف رحيم
الفصل التاسع عشر 19
بقلم أسماء محمد
- في اي يا رحيم مالك؟
اغمض رحيم عينه، ليفتحها مره اخري، حتى تحدث مسرعا قائلاً:
- شغف أنا بحبك...!
لحظات مرت، لا تعلم ماذا حدث الان، أصبح لديها شعور غريب ومنتاقض أيضاً، لا تعرف ماذا تجيب عليه، فهى تتمنى أن لا يسألها ماذا تشعر هي الأخرى لينظر إليها رحيم قائلاً:
- شغف..!
استيقظت شغف من شرودها لتبتسم له بتوتر قائله:
- احم، معاك.
تحدث رحيم قائلا:
- اي بسألك شعورك اي من ناحيتي؟
لعنت شغف تلك الثواني التي تقف بها أمامه، لا تعرف ماذا تجيب عليه، ولكن حمدت ربها بوصول مكامله هاتفيه من والدتها، لتجيب عليها قائله:
- نعم يا ماما.. الحمد لله بخير... لا هفضل موجوده هنا انهارده معاهم... حاضر... لا اله إلا الله.
بعد أن أغلقت شغف مع والدتها، كاد رحيم أن يتحدث حتى جاء من خلفه زين ونور، ليهتف زين قائلاً:
- واقفين كده ليه؟
تحدثت شغف بإحراج قائله:
- مافيش ماما رنت عليا كنت بكلمها، لقيت رحيم هنا.
ثم نظرت إلى رحيم ليتحدث هو الآخر قائلاً:
- اه، فعلا.
نظرت شغف إلى نور لتتحدث قائله:
- نور تعالي ندخل.
اومئت نور رأسها إيجابيا قائله:
- تمام يلا.
ذهبت شغف ونور أيضا إلى الفيلا بينما وقف زين أمام رحيم ليتحدث زين قائلاً بمزاح:
- كنتو بتعملوا اي ها؟
نظر له رحيم ليتحدث وهو يتركه قائلاً:
- مش وقتك ها.
هتف زين بعدما غادر رحيم قائلاً:
- ماشي يا عم مصيرك ترجع تقولي اعمل اي، ثم تذكر تلك الفتاه التي قابلها على الطريق ليتحدث إلى نفسه قائلاً وهو يبتسم:
- هو ده وقتك انتي كمان.
***
(داخل فيلا عمر المالكي)
كانت ريماس على وشك النوم ولكن استوقفها أخيها عمر قائلاً:
- ريماس.
التفت إليه ريماس وهي تصعد على الدرج لتتحدث قائله بابتسامه:
- نعم يا حبيبي.
- كنتي فين طول اليوم، ماشوفتكيش؟
- ابدا كنت في الأوضه وبعدين نزلت خرجت مع صحابي شويه.
- تمام يا حبيبتي تصبحي على خير.
- وانت من أهله، اه صح.. هو انت تعرف حد اسمه خالد الجوهري؟
تسمر عمر من ذلك السؤال ليتحدث بتوتر قائلاً:
- اشمعنا يا عني.
- لا عادي، اصل لقيت التلفزيون و السوشيال ميديا مقلوبه عليه.. وأنه رجل اعمال كبير، علشان كده كنت فاكره انك عارفوا.
- لا يا روحي معرفهوش.
اومئت ريماس رأسها إيجابيا لتذهب إلى غرفتها، بينما وقف أخيها يرسل رساله الى معتز وكان يطلب منه الذهاب إليه في الغد.
***
مر ذلك اليوم سريعا حتى جاء اليوم التالي، يحمل معه كثير من الامل، ولكن لا يدري بعض الأشخاص ذلك، فهما دائما يعتقدون بأن الحياه ستقف حينما يواجهوا الكثير من المصاعب، ولا يقدرون على تحملها.
داخل فيلا الجوهري خاصة داخل غرفة الاستقبال، يجلس الجميع لا يعلموا ماذا يفعلون، أو من اين يبداو، حتى هتف امير قائلاً:
- امبارح خالد قالي أن التوقيع مش مزور، وطلب مني اعرف ازاي مضي عليه من غير ما يراجعها.
تحدث رحيم قائلاً:
- تقريبا مافيش، ليوجه حديثه نحو شغف قائلا مرة أخرى:
- شغف من وقت أما اشتغلتي في الشركه في حد جه جديد، لان كل اللي موجودين معانا من زمان، الا لو حد اشتراهم.
تحدثت شغف بتذكر قائله:
- هو في الفتره دي جه كذا شخص وقتها عرضت الورق على خالد بيه، وهو وافق بيهم.
تحدث امير مسرعاً:
- احمد روح بسرعه الشركه وهاتلي اوراق الناس اللي دخلت الشركه جديده.
اومئ احمد رأسه إيجابيا، ليركض مسرعا إلى الخارج متجها نحو الشركه بينما وقف امير قائلا:
- أنا هروح لخالد.
وقفت كلا من سعاد والاء معا قائلين في أن واحد:
- هاجي معاك.
تحدث امير قائلاً:
- لا، لأنكم لو جيتوا هتفضلوا تعيطوا، وهتقلقوه، وبعدين أنا عايز خالد في كلام بينا.
- بعد اذنكوا.
ذهب امير إلى خالد، بينما كان هناك نظرات بين شغف ورحيم، فحينما تلتقي تلك الأعين ببعضها البعض تقوم شغف بأبعاد عينها، بينما لاحظت نور ذلك حتى هتفت بصوت منخفض إلى شغف قائله:
- انتو بتبصوا لبعض كده ليه؟!
كان رحيم قريب منهم ليجعلوه يستمع إلى حديث نور، ليقوم بأشغال نفسه بذلك الهاتف الذي بيده حتى ابتسمت نور على ما فعله.
***
كان احمد يركض بسيارته، كاد أن يفتعل حادث ليتوقف، حتى ركض من سيارته ليجد تلك الفتاه التي على وشك أن يقتلها قائلاً:
- أنا آسف والله يا انسه، حقيقي غصب عني.
نظرت له دموع بغضب قائله:
- انت مجنون، كنت هتموتني و تقولي أنا آسف.
تحدث احمد بنفاذ صبر قائلا:
- ما قلت اسف يا انسه هي شغلانه.
هتفت دموع بصوت عالٍ قائله:
- وكمان بجح.
تحدث احمد وهو يتركها قائلا:
- تعرفي لو انا فاضيلك كنت هرد عليكي، لاني ببساطه مبمدش ايدي على واحده نسوان.
تركها احمد وهي تشيط غضبا وذهب إلى الشركه، بينما تحدث دموع بغضب قائله:
- أنا واحده نسوان.. ماشي...!
***
(داخل مستشفى ما خاصة في مدينة نصر)
كان عدي يذهب إلى الاستقبال، حتى سأل الموظف قائلاً:
- لو سمحت، هو فين دكتور كمال اسماعيل.
تحدث العامل قائلا:
- هو دلوقتي بيعمل عمليه جراحيه يا فندم، ممكن حضرتك تستني في الريسيبشن لحد أما يخلص.
اومىء عدي رأسه إيجابيا ليهتف قائلا:
- تمام شكرا.
بعد مرور أكثر من ساعتين، جاء إليه عدي مره اخري قائلا:
- هو قدامه كتير؟
كاد العامل أن يتحدث حتى هتف قائلا:
- اهو دكتور كمال.
ليقوم العامل بالمناده فهو رجل في أواخر الثلاثينات يوجد على شعره بعض الخصلات البيضاء، يملك بشره بيضاء، واعين بني لامعه حتى تحدث العامل قائلاً:
- دكتور كمال، في واحد عايز حضرتك.
ذهب إليه عدي، حتي تحدث قائلا:
- مساء الخير،
هتف الدكتور كمال قائلا بابتسامه:
- مساء النور.
تحدث عدي مره اخرى قائلاً:
- انت عدي من طرف معتز بيه.
تحدث كمال قائلا بتذكر:
- اااه اهلا بيك يا عدي.. اخبارك اي.
- الحمد لله تمام.
تحدث كمال وهو يضع يده على كتف عدي قائلا:
- معتز قالي انت عايز، وانا مش هقدر اساعدك غير عن طريق واحد بس، تعالى معايا.
ذهب عدي معه إلى مخزن المستشفى، فذلك المخزن بيه جميع الحالات والأوراق الخاصه بالمستشفى منذ ميلادها والى الان.
تحدث كمال الى العم سلطان قائلاً:
- عم سلطان، ده تبعي شوف عايز اي واعمله، عايزوا يمشي مبسوط ها.
العم سلطان يبلغ من العمر ما يقارب الستون عاما لم يتبقي سوي سنه واحده ثم يطلع معاش، تحدث العم سلطان قائلا:
- عنيا يا دكتور كمال.
ذهب كمال بينما وقف عدي ليتحدث سلطان قائلاً:
- خير يا ابني، اخدمك في اي.
تحدث عدي بإحراج قائلاً:
- كنت عايز اعرف عن حالة ولاده لتوأم حصلت في المستشفى من عشرين سنه تقريبا.
تحدث العم سلطان قائلا:
- يااااااه عشرين سنه، وجاي تدور علي توأم دلوقتي.
ليكمل العم سلطان قائلا:
- طب انت عارف اليوم اللي حصل فيه؟
- اه طبعا، كان يوم السبت 1/1/2002.
شرد العم سلطان، حتى تحدث مره اخرى قائلاً:
- يااااه، ده اليوم المميز في المستقبل كلها، لان اول مره يحصل 3 حالات ولاده في نفس الوقت وكلهم توائم.
ثم ابتسم ليكمل حديثه قائلاً:
- ووقتها المستشفى سمة اليوم ده بيوم التوائم، هات ايدك يا ابني أما اقوم اشوف الملف.
مد عدي يده ليساعد العم سلطان، فذهب العم تجاه رف بيه بعد الملفات القديمه، ظل أكثر من عشر دقائق ليأتي بثلاث ملفات، ثم وضعهم على المكتب ليجلس هو الآخر بينما ظل عدي واقف، ليتحدث العم سلطان قائلاً:
- قولي بقا عايز ملف لاني توأم بالظبط، انا معايا ولدين، وبنتين، ولد وبنت.
تحدث عدي مسرعا وقلبه يشعر بالخوف والتوتر أيضا قائلا:
- ولد وبنت.
اعطي العم سلطان الورق الخاص بالفتاه والولد، الي عدي، ليتحدث العم سلطان مره اخري قائلا:
- الا قولي يا ابني اي اللي خلاك بعد السنين دي كلها تدور في الوقت ده على حاجه زي كده.
ضحك عدي قائلا:
- ظروف بقا يا عم سلطان.
ضحك العم سلطان أيضا، ليقوم عدي بفتح الورق واحده ورا الأخرى، لينظر إلى اسم الفتاه التي يوجد بيه و الصبي بأنه تمت وفاته بعد الولاده مباشرة، نظر مره اخرى الي اسم الفتاه التي بيها واسم العائله لتحل الصدمه على وجه، حتى هدف قائلاً:
- ازاي دي......؟!
***
(داخل الشركه)
يركض احمد الي مكتبه ليقوم بمناده على خيري، السكرتير الخاص بيه قائلا:
- خيري انزل المخزن تحت، هاتلي ملفات كل الناس اللي اتعينوا جداد من سنه لحد دلوقتي، واوعى تسيب ملف واحد، مفهوم.
اومئ خيري رأسه إيجابا ليذهب إلى المخزن، بينما ظل احمد في مكتبه، ليظل شارد الذهن في تلك الفتاه التي قابلها منذ قليل، ذلك الوجه الرقيق دون مستحضرات التجميل، التي دائماً تضعه الفتيات هذه الأيام، ليبتسم قائلا:
- لسانها طويل بس قمر.
بعد قليل جاء خيري ومعه جميع الأوراق وايضا العمال، ليتحدث خيري قائلاً:
- دول العمال اللي اتعينوا يا احمد بيه، وده الورق بتاعهم.
صمت قليلا حتى تحدث مره اخري قائلاً:
- بس في موظف من الموظفين بقاله فتره غايب عن الشركه، وده الورق بتاعه.
نظر احمد الى الورق ليجد اسم عدي بيه، ليتحدث باستغراب:
- عدي...!
ثم سرعان ما ربط الأحداث، حينما جاء عدي الي منزلهم، ليجعل خالد يوقع على تلك الأوراق التي أعطاها إليه فارس، فتوقع بأن فارس هو الذي فعل ذلك، ليتحدث أحمد بصدمه قائلاً:
- فارس...؟!
***
(داخل المديريه)
كان يجلس كلا من امير والظابط بعدما طلب امير مقابلة خالد داخل المكتب، حتى جاء خالد إليهم ليتحدث الظابط قائلاً وهو ينهض:
- هسيبكوا مع بعض شويه.
ذهب الظابط، ليقف امير ثم أخذ خالد في أحضانه، ليتحدث امير قائلاً:
- عامل اي دلوقتي.
- اهو ماشي حالى.. عملت اي؟
- بعت احمد الشركه علشان يشوف مين اللي اشتغل جديد.
تحدث خالد قائلاً:
- طب اسمع في ورق ماضيته لما كنا على الاكل، الورق اللي بعته فارس مع عدي، وقتها أنا مقراتش الورق ده عن اي.
شرد امير ثم تحدث قائلاً:
- يعني اي قصدك تقول إن فارس هو اللي..
قاطعه خالد قائلاً:
- مش عارف، فارس معانا من بدري، وغير كده، مستحيل أنه يعمل كده، أنا اشك في اي حد الا فارس.
- أنا عرفت أنا هعمل اي.
هتف بها امير وهو يذهب تارك اخوه خلفه.
تحدث خالد قائلاً يارب ما تكون غبي، وتعمل حاجه توقعنا كلنا.
***
( داخل فيلا عائله الجوهري)
كان الجميع يجلس حتى جاء العم سيد قائلاً:
- زين بيه في واحده ست عايزه حضرتك بره.
تحدث زين باستغراب قائلاً:
- واحده ست... مين دي؟
- معرفش با بيه، بس هي ست حلوه.
تحدث زين بمزاح قائلا:
- ست حلوه، طب امشي يا عم سيد وانا جاي، امشي.
نظر رحيم إليه وهو يغمز إحدى عينيه قائلاً:
بصوت خافت:
- ايوه ياعم ست حلوه.
كان زين على وشك الخروج حتى تحدث رحيم بمزاح قائلاً:
- تحب اجي اساعدك.
تحدث زين وهو يركل رحيم قائلا:
- بس يلا.
ضحك رحيم أثناء خروج زين، بينما كان فارس يسرق نظراته الى نور، كما كانت تفعل نور ذلك أيضا.
خرج زين ليجد فتاه ممشوقه الجسد تعطي له ظهرها، حتى تحدث قائلا:
- نعم حضرتك.
التفت إليه ريماس بابتسامه قائلة:
- ازيك؟
نظر لها زين حتى تحدث بصدمه وخوف:
- سلام قولا من رب الرحيم، جيتي هنا ازاي.
تحدث ريماس ومازالت الابتسامه على شفتيها قائله:
- اللي يسأل ميتوهش.
تحدث زين وهو يبتعد بخوف قائلاً:
- ايوه جايه عايزه اي، مش انا اعتذرت ليكي.
تحدثت ريماس وهي تبتسم قائله:
- انت بتبعد كده ليه.
- لان شكلك هربانه من العباسيه، في واحده محترمه تيجي ورا واحد البيت.
- تصدق أنا غلطانه اني جيت اقف معاك في محنتك.
تحدث زين قائلاً:
- انتي عبيطه يا بت.. امشي من هنا يلا.
ثم تركها وذهب لتذهب هي الأخري ولكن خلفه قائله:
- يا زين، يا قرة عيني المستقبلي، استني....
