رواية شغف رحيم
الفصل الثامن عشر 18
بقلم أسماء محمد
(داخل منزل محمد عبد الرحمن)
قاطع حديثهم صوت طرقات الباب لتهتف شغف وهي تضع حجابها قائله:
- أما أقوم اشوف مين.
قامت شغف بفتح الباب، لتجد فتاه ترتدي فستان زهري اللون وعليه حجاب ابيض وتبتسم لها لتهتف دموع قائله:
- انتي شغف؟
نظرت لها شغف باستغراب لتتحدث قائله:
- ايوه انا.
أمسكت دموع بيدها، لتنظر شغف إليها باستغراب، حتى هتفت دموع مره اخري قائله:
- أنا دموع بنت عمك.
عقدت شغف احدى حاجبيها باستغراب قائله بابتسامه:
- بنت عمك..!
ما إن أنهت تلك الجمله حتى جاء نادر من خلف دموع قائلاً:
- ايه هتسيبي ولاد عمك على الباب.
هتفت شغف بصوت عالٍ بعض الشئ قائله:
- انت تاني، اي اللي جابك هنا.
جاء من خلفها صوت محمد قائلا:
- مين يا شغف.
تحدث نادر قبل أن تجيب شغف قائلا:
- أنا يا عمي.
ثم ابتعد عن شغف ليدخل، وكانت شغف على وشك أن تسبه ولكن استوقفها صوت دموع قائله:
- ممكن ادخل.
هتفت شغف بإحراج قائله:
- اه طبعاً، اتفضلي.
- ازيك يا عمي.
هتف بها نادر بعدما دلف الي الداخل دون رغبة شغف، ليهتف محمد قائلاً:
- اي اللي جابك هنا.
كان نادر يجيب إليه حتى جاء صوت انوثي من خلفه قائله:
- اي يا عمي، مش عايزنا ولا اي؟
نظر لها محمد باستغراب ليتحدث نادر بابتسامه قائلاً:
- دي دموع اختي يا عمي، طبيعي حضرتك متعرفهاش لانك بقالك كتير مجتش عندنا.
ظلت شغف صامته ولم تتحدث، حتى هتفت شغف قائله:
- هو ده يا بابا السر التاني اللي مخبيه عليا.
نظر لها محمد ولم يجب عليها، بينما هتفت سمر قائله:
- نورتي يا دموع، عامله اي.
هتفت دموع قائله:
- الحمدلله، هو حضرتك مامت شغف.
تحدثت سمر بابتسامه قائلة:
- ايوه.
ثم هتفت مره اخرى قائله موجه حديثها إلى شغف ودموع:
- تعالوا معايا نجهز الغدا يلا، وانتي يا دموع انتي مش غريبه.
هتفت دموع بفرحه، التي لم تتوقع بتلك المعامله الحسنه على عكس شغف التي لم تستطيع التقألم مع هذا الوضع قائله:
- ده انا عليا اكل، هتاكلوا صوابعكوا وراه.
ذهبت كلا من شغف وسمر ودموع الي المطبخ لتحضير الغداء معا، بينما جلس كلا من نادر ومحمد ليتحدث نادر قائلاً بابتسامه:
- والله يا عمي عارف انك مش طايقني، بس نعمل اي بقا حكم القوي.
تحدث محمد بحده قائلاً:
- اخلص يا نادر وقول عايز اي.
تحدث نادر بتلك الابتسامه قائلاً:
- أنا بردو بحب الناس اللي مخها نضيف دي، ركز معايا بقا.
صمت قليلا حتى تحدث مره اخرى قائلاً:
- عارف مين اللي قتل مراتك.
ماء ثلج، لا هذه ليست ماء، هذه صاعقه ناريه شعر بها محمد حينما هتف نادر ذلك، ليتحدث محمد بتوتر قائلاً:
- أت.... اتقتلت..؟!
****
(داخل فيلا الجوهري)
- الحق يا خالد بيه، البوليس بره ومعاه قوه كبيره اوي.
وقف الجميع ليتحدث عثمان قائلاً:
- خالد روح شوف في اي؟
ذهب خالد وامير معه مسرعا ليعرف ماذا يحدث.
خرج الاثنان ليجد الظابط يقترب منهم، و ينتظرون بالخارج وسائل الإعلام، لينظر خالد إليهم حتى هتف قائلا:
- خير يا فندم.
تحدث الظابط قائلا:
- انت خالد الجوهري؟
هتف خالد قائلاً:
- ايوه يا فندم.
- احنا معانا أمر بالقبض عليك.
وقعت تلك الجمله كالصاعقة على رأسهم ليهتف امير قائلا:
- ليه يا فندم.
تحدث الظابط قائلاً وهو يعطي له بعض الأوراق:
- متهم في صفقة مخدرات وده أمر بإصدار جميع أموال عيلة الجوهري.
نظر له خالد باستغراب قائلاً:
- مخدرات... مخدرات اي يا فندم، أنا مش فاهم حاجه.
هتف الظابط وهو يأمر العساكر بأخذه قائلا:
- هتعرف كل حاجه في النيابه.. هاتوه.
اخذ الجميع خالد الذي حينما خرج من منزله، بدأ جميع وسائل الإعلام بإصدار تلك الأسئلة التي ليس لها معنى، بينما ذهب امير مسرعاً ليتحدث عثمان قائلاً:
- في اي يا أمير؟
تحدث امير وهو يرتدي البليزر قائلاً:
- خالد اتقبض عليه بتهمة مخدرات.
جلس الجد من تلك الصدمه ليتحدث جميع الشباب في أن واحد:
- ازاي ده.
- مش عارف، رحيم وفارس تعالوا معايا، لكن احمد وزين خليكوا هنا.
ذهب كلا من امير ورحيم وايضا فارس، بينما هتفت سعاد ببكاء قائله:
- يالهوي، يا لهوي، يا لهوي، مخدرات، جوزي تاجر مخدرات.
اخذتها سوسن في أحضانها قائله بحزن:
- اهدي بس يا سعاد باذن الله خير.
تحدثت ساره بخوف قائله:
- اي المصايب اللي نازله علينا دي بس يارب.
****
(داخل منزل عمر المالكي)
تتعالى الضحكات من معتز وايضا عمر وعدي ليتحدث معتز قائلاً:
- والله يا عدي طلعت قد الثقه.
تحدث عدي بابتسامه:
- تلميذك يا معتز بيه.
هتف عمر قائلاً:
- انت متأكد أنهم مش هيقدروا يقفوا على رجليهم تاني.
تحدث معتز قائلاً بغل:
- لا طبعا، مستحيل يرجعوا تاني، وبعدين ده مش معاه اي حاجه تثبت انه برئ، أو حتى يطلع بكفالة.
تحدث عدي قائلاً:
- طب أنا وضعي اي يا باشا.
- انت دلوقتي تختفي يا معتز، لان اول حاجه هيدوروا عليك.
تحدث معتز وهو يحمحم قائلا:
- تمام يا باشا، اااا.. معتز بيه.
تحدث معتز قائلاً:
- خير يا عدي في اي.
تحدث عدي بإحراج قائلاً:
- عملت اي في الموضوع اللي قولتك عليه.
- اه صح.
ثم أخرج من جيبه الخاص ورقه صغيره ليعطيها إلى عدي قائلاً:
- الورقه دي فيها اسم المستشفى اللي اتولدت فيها، وفي واحد حبيبي هناك هيخدمك، قوله بس انك من طرفي وسيب الباقي عليه.
هتف عدي قائلاً بابتسامه وأمل:
- تسلم يا معتز بيه، مش عارف اودي جمايلك فين.
هتف معتز وهو يضع يده على كتف عدي قائلا:
- متقولش كده انت زي ابني.
ابتسم له عدي ثم ذهب، ليهتف عمر قائلاً:
- ماله ده؟
- متشغلش بالك انت، قولي عملت اي مع اختك.
تنهد عمر حتى هتف بحيره قائلاً:
- والله مش عارف يا معتز بيه، بقالها فتره كده مش على بعضها.
تحدث معتز وهو يرتشف كوب من القهوه التركيه الخاصه بيه قائلا:
- طب هي عرفة حاجه عن شغلك، أو عن اللي بتعمله.
تحدث عمر بخوف:
- ما هو ده اللي أنا خايف منه.
- طب ما تراقبها، أو تتكلم معاها وتفهم هي متغيره معاك ليه.
اومئ عمر رأسه إيجابا، بينما على الجانب الآخر تجلس ريماس أمام التلفاز الخاص بها داخل غرفتها، لترى تلك المذيعه التي تتحدث عن القبض على خالد الجوهري، لتنشر له الصوره وايضا صور باقي أفراد العائلة لتهتف المذيعه قائله:
- تم القبض منذ قليل على أحد أفراد الجوهري، بقضية المخدرات، حيث تم الكشف عن وجود صفقة لتسليم المخدرات باسم خالد الجوهري، هل تلك الثروة الهائلة لعائلة الجوهري من هذا العمل، أم ليس لها علاقه به، تابعونا بعد قليل.
كانت ريماس تستمع إلى هذا الحدث، بينما وجدت صورة زين أمامها، لتعلم بأنه من تلك العائله لتنهض من فراشها مسرعه نحو الخارج.
*****
(داخل منزل محمد عبد الرحمن)
كان الجميع يتناولن الطعام في صمت، بينما هتفت سمر قائله:
- احنا قاعدين زي مايكون عندنا ميتم كده ليه، قومي يا شغف شغلي التلفزيون.
اومئت شغف رأسها إيجابيا، لتقوم بإشعال التلفاز، حتى تقلب من قناه إلى أخري ليظهر لها صور الخاصه بعائلة الجوهري لتهتف وهي تقوم برفع صوت التلفاز قائله:
- اي ده؟
نظر الجميع الي التلفاز ليستمعوا الي حديث المذيعه قائله:
- تم القبض منذ قليل على أحد أفراد الجوهري، بقضية المخدرات، حيث تم الكشف عن وجود صفقة لتسليم المخدرات باسم خالد الجوهري، هل تلك الثروة الهائلة لعائلة الجوهري من هذا العمل، أم ليس لها علاقه به، تابعونا بعد قليل.
تحدثت شغف وعلى وجهها الصدمه قائله:
- مخدرات..؟!
- قام نادر من مجلسه مسرعا وهو يتحدث الي عمه قائلاً:
- أنا هسيب دموع هنا يا عمي.
أوقفته شغف قائله:
- انت تعرفهم منين.
تحدث نادر بقلق وهو ينهض:
- ليا معاهم أسهم في الشركه، وشكلي كده هتاخد في الرجلين.
توقفت شغف أيضا قائله:
- طب استنى البس واجي معاك.
لينظر لها باستغراب لتتحدث مره اخرى قائله:
- زي ما انت ليك معاهم أسهم فهما عيلتي.
تحدث نادر باندهاش وايضا دموع في أن واحد:
- عيلتك..؟!
هتفت شغف مسرعه قائلة:
- هبقى اقولك بعدين، المهم دلوقتي نوصل ليهم.
ذهبت شغف إلى غرفتها لتقوم بتبديل ملابسها، لتخرج بعد بضع دقائق حتى هتفت قائله:
- يلا.
اومىء نادر رأسه، حتى خرج الاثنان معاً، لتهتف دموع قائله:
- طنط هو في اي، هم دول عيلتك..؟
نظرت سمر إلى محمد، ليبادلها محمد بتلك النظرات أيضا، لتفهم ما يود قوله حتى هتفت قائله:
- هقولك يا بنتي.
****
(داخل النيابه)
يجلس خالد وأمامه ذلك المحامي، ويجلس أمامه وكيل النيابة، بينما يقف كلا من امير وفارس ورحيم خارجها ليتحدث الظابط قائلا:
- انت متهم في قضية تهريب مخدرات؟
تحدث خالد وهو يضع اعينه أرضا، ويتشابك يده بتوتر قائلا:
- محصلش يا فندم.
تنهد الظابط قائلا وهو يعطي له بعض الأوراق:
- امضتك دي ولا يا خالد بيه.
نظر خالد إلى تلك الاوراق التي بيده ليجد بأنها نفس توقيعه، ثم نظر إلى الظابط والمحامي أيضا بصدمه ليتحدث خالد قائلاً بقلق:
- هي نفس الإمضه بتاعتي، بس ما يمكن يا باشا تكون مزوره.
تحدث المحامي قائلاً:
- أنا بصفتي محامي الدفاع عن خالد الجوهري، بطلب من حضرتك يا فندم التأكد من صحة التوقيع الخاص بموكلي.
تحدث الظابط قائلاً:
- اكتب يا ابني.. إنه في يوم 26مارس 2022،
تعرض الاوراق إلى مختص لإثبات صحة التوقيع، و يتم حبس المتهم، خالد عثمان الجوهري.. خمسة عشر يوماً على ذمة التحقيق.
مسح خالد وجه ليهتف الظابط قائلاً موجها حديثه إلى العسكري:
- خده على الحجز.
خرج كلا من خالد والمحامي ليذهب إليه امير قائلا:
- في اي.
تحدث المحامي:
- خد 15 يوم علشان يثبتوا صحة التوقيع.
تحدث امير مره اخرى قائلاً:
- توقيع اي.. في اي يا خالد فهمني.
اقترب خالد من أخيه ليهتف بصوت منخفض قائلاً:
- في خلال ال15 يوم دول عايزك تعرف مين اللي خلاني اوقع على الورق ده، التوقيع مش مزور.
كاد يكمل حديثه حتى قاطعه العسكري قائلاً:
- كفايه كده.
اخذ العسكري خالد، ليقترب فارس ورحيم من امير، ليتحدث رحيم قائلاً:
- في اي يا عمي، بابا قالك اي.
تحدث امير وهو شارد الذهن قائلاً:
- مش هنا، هقولك لما نروح.
ذهب الجميع إلى منزل الجوهري، بينما دلف خالد الى الزنزانة ليجلس بمفرده شارد الذهن.
****
( بعد مرور أكثر من ساعتين داخل منزل الجوهري)
كانت سعاد تذهب يمنيا ويسارا بقلق شديد ليهتف احمد قائلاً:
- اهدي يا ماما، باذن الله خير، وانتي عارفه بابا عمره ما يشتغل في الحاجات دي.
هتفت سعاد قائله ببكاء:
- يارب، يارب جيب العواقب سليمه يارب، يارب انت الحنين على عبادك يارب.
اثناء حديثهم جاء كلا من امير وفارس ورحيم لينهض الجميع، بينما قام امير بالقاء مفاتيح سيارته أرضا بغضب حتى تحدث عثمان بقلق:
- في اي يا أمير، اي اللي حصل، وخالد فين؟
تحدث امير بحزن شديد قائلا:
- خالد خد 15 يوم على ذمة التحقيق.
هتف تلك الجمله كالصاعقة على الجميع، لتهتف شغف التي جاءت على هذه الجمله ومعها نادر قائله بصدمه:
- 15يوم.
بينما هتفت سعاد وسط بكاء الاء ونور قائله:
- يالهوي 15 يوم، 15 يوم ليه، عمل اي علشان ياخد 15 يوم، قولي عمل اي.
تحدث رحيم قائلاً، فأمير لم يقدر على قول شيء آخر :
- خد 15 يوم علشان يثبتوا صحة التوقيع.
هتف عثمان قائلاً:
- توقيع اي.
- بابا موقع على صفقة لتسليم المخدرات.
تحدثت شغف بقلق من خلفه قائله:
- وهو التوقيع بتاعه فعلا؟
تحدث رحيم قائلاً:
- مش عارف.
هتف احمد قائلاً بقلق:
- طب والعمل.
تحدث فارس قائلا:
- مافيش قدامنا حاجه نعملها انهارده، الدنيا بقت ليل، اي حاجه هنعملها دلوقتي، مش هيبقى ليها اي تلاتين لازمه.
كان الجميع منشغلين بالسؤال عن أحوال خالد، بينما لم بنتبه أحد الي نادر الذي يقف بجانب شغف، ولم يسقط نظره عن الاء، لتلاحظ شغف ذلك حتى هتفت له بصوت منخفض قائله:
- لم عينك ورح بلغ بابا اني هبات هنا.
حمحم نادر بإحراج قائلاً وهو يستأذن:
- بعد اذنكوا.
ذهب نادر بينما تحدث زين قائلاً إلى شغف:
- مين ده، انت مخدتش بالي منه.
- تحدثت شغف قائله:
- ده نادر ابن عمي.
كان رحيم يتابع حديثهم ليخرج من المنزل ويقف أمام الحديقه الخاصه بالمنزل، بينما تلاحظ شغف ذلك، لتقوم بالذهاب خلفه، لتجده يقف وينظر إلى السماء بأعين دامعه، شارد الذهن.
- متقلقش باذن الله هيبقى كويس.
افاق رحيم من شروده على صوت شغف، لينظر خلفه، ليجدها، ظل ينظر إليها عدة ثوان، حتى ركض إلى أحضانها، فهو لا يعلم ماذا حدث له، فحينما رآها أراد أن يسقط في أحضانها ويبكي كطفل صغير، يحتضن أمه، بينما شغف لم تستطيع أن تستوعب ماذا حدث الآن، فكل شيء حدث خلال ثوان فقط لا أكثر، بينما بكي رحيم وهو مازال داخل أحضانها، بينما استوعبت شغف ما حدث، لتحاول الابتعاد عنه قليلا، حتى هتفت قائله بابتسامه:
- متقلقش يا رحيم، خالو قوي، وباذن الله هيقدر يعدي المحنه دي على خير.
اومئ رحيم رأسه إيجابا وهو يزيل دموعه قائلاً بأسف:
- أنا آسف على اللي حصل من شويه.
اومئت شغف رأسها بالنفي لتهتف قائلة:
- مافيش حاجه حصل خير.. انت بس خليك قوي علشان اختك وطنط.
اومئ رحيم رأسه إيجابا، ثم أخذ شهيق وزفير ليتحدث قائلاً:
- شغف، انا عارف لا الزمان ولا المكان مناسبين للي هقوله ده، بس انا مش قادر اصبر اكتر من كده.
نظرت له شغف حتى تحدثت بقلق قائله:
- في اي.
نظر رحيم الي عينها ليتحدث قائلاً:
- شغف، أنا...
نظرت له شغف ولم تتحدث ليهتف مره اخري قائلاً:
- شغف، أناا...
تحدثت شغف بقلق أكثر قائله:
- في اي يا رحيم مالك؟
اغمض رحيم عينه، ليفتحها مره اخري، حتى تحدث مسرعا قائلاً:
- شغف أنا بحبك...!
