رواية شغف رحيم الفصل السابع 7بقلم أسماء محمد

          

رواية شغف رحيم

الفصل السابع 7

بقلم أسماء محمد




*على الجانب الآخر خاصة عند شغف*


كانت شغف تقف مع اصدقائها، لتعطي لهم الأمر بتوزيع المشروبات على الحاضرين، ليذهب الجميع بينما تقف تنظم الصحون على الطاوله لتسمع صوت يأتي من خلفها قائلاً: 

- معقوله، اي الصدفه الجميله دي، شغف هنا، دي امي دعيالي في ليله القدر بقا. 

نظرت شغف خلفها لترى من المتحدث لتنصدم مما رأت، حتى هتفت بغضب قائله:

- انت بتعمل اي هنا، وجاي ورايا ليه.

نظر لها نادر قائله بابتسامه متصنعه:

- مين فينا اللي المفروض يسأل يا استاذه شغف انا اللي المفروض أسألك.

- وانت مالك انت، وأبعد من وشي احسن لك علشان عندي شغل. 

تركته شغف وذهبت بعيدا عنه، بينما في ذلك الوقت كان الجد يقف أمام سعاد وخالد، ليتحدث بصرامه قائلاً:

- ما تنطقوا هي مين دي اللي مش عايزين اني اشوفها؟ 

تحدث خالد بتثعلم قائلاً: 

- ااا...ااا.. متشغلش بالك انت يا حج دي واحده عملت مشاكل هنا وانا طلبت من سعاد تمشيها هي والفريق بتاعها، علشان عارفك انك بتحب النظام ومش بتحب المشاكل، صح ولا اي يا سعاد. 

نظرت سعاد بخوف لتتحدث بتردد:

- ااايوه طبعا صح.

نظر الجد إلى كلاهما بشك ليهتف بحزم قائلاً:

- اشوف البنت دي بعد الحفله مفهوم ولا؟ 

نظر كلا من سعاد وخالد الي بعضهما البعض بتوتر بينما هتف الجد بجديه قائلاً:

- مفهوم؟

- حاضر يا حج، تحت امرك.

تركهم الجد بينما تحدثت سعاد قائله:

- هنعمل اي؟

- لازم اخويا يعرف، امير فين؟ 

- مش عارفه تلاقيه هنا ولا هنا. 

- خلاص روحي انتي، أنا هشوفه فين واحنا هنتصرف. 


                                        ******

بدأ وقت الاحتفال ليستمتع الجميع معا، ليقف احمد على الاستيدج ومعه الميكروفون ليتهف قائلاً بسعاده:

- الو..الو

لينتبه الجميع له ويضحكون ليكمل حديثه:

- مساء الخير، نورتوا وبشكركم جدا على قبول دعوتنا، واتمنى تتبسطوا معانا هنا، دلوقتي نسقف لحضور العروسين، ثم نظر نحو السلم لينظر الجميع أيضاً. 

كانت نور تقف بجانب رحيم ليتهامز الجميع على ذلك الجمال، خاصةً الفستان الذي أعطاها جاذبيه أكثر، تحت أنظار فارس الذي يشتغل غيره، لينظر لها رحيم قائلاً:

- انجچيني.

- نعم..؟

- يا بنتي بقولك انجچيني علشان هننزل نعقد على الكوشه اللي هناك دي. 

نظرت له نور بضيق، هل يتعمد أن يسخر منها، صحيح هي تعلم أنه لا يريدها، ولكنها أقسمت على أنها ستقول له الحقيقه بعد ذلك الحفل وليحدث ما يحدث، حتى وإن تم قتلها، لا تهم، فهي أدركت أنها مخطاءه حتى لو لم تقصد ذلك، لتذهب معه في صمت وسط تسقيف الجميع، جلسوا الاثنان للمكان المخصص لهم لتبدأ الحفله الحقيقة الآن، وسط نظرات عمر الغاضبه التي تعلن على تلك الكارسه التي ستحدث بعد قليل. 


      (على الجانب الآخر خاصة في مدينة سوهاج)


تجلس دموع على مكتبها، أمامها كتاب الفيزياء، فهي الان تجتهد، خاصة أن الامتحانات على وشك الابواب، أثناء انغماسها الشديد في الدراسة إلا أنها وجدت بعض الدموع التي تسيل من عينها، لتتوقف عن المذاكره، لتنظر أمامها شاردة الذهن، لتستيقظ على صوت طرقات الباب قائله وهي تعود إلى مذكراتها وتزيل تلك الدموع قائله:

- اتفضلي يا خاله. 

- بتبكي ليه يا قلب ابوكي. 

صدمت دموع من وجود والدها في الغرفه، لانه نادرا ما يأتي إليها، لتتحدث مسرعا وهي تنهض قائله:

- أبوي، خير يا ابوي، في حاچه..؟

- هو لازم يكون في حاچه علشان اچي أوضة بتي ولا اي..؟ 

- لا.. العفو يا ابوي مااقصدش.

ضحك سعيد قائلاً: 

- بهزر معاكي يا دموع، قوليلي كنتي بتبكي ليه..؟

نظرت له دموع ببكاء مره اخري، فهي تحتاج إلى من يحتويها، خاصةً مع هذا الضغط الشديد الثانويه العامه قائله:

- اتوحشت امي قوي يا ابوي. 

نظر سعيد إلى ابنته بشفقه لياخذها في أحضانه قائلاً: 

- أنا قصرت معاكي في حاچه يا حبيبتي؟

رفضت دموع ما قاله والدها ليتحدث قائلاً: 

- الميت يا بتي مبيرجعش، صحيح بنفتقده وبنزعل قوي إنه مش معانا، بس لازم لما نفتكره ندعيله بالرحمه، صوح ولا اي..؟ 

- اومئت دموع رأسها موافقه لما قاله والدها، ليتحدث مره اخرى قائلاً:

- عايز اقولك خبر هيفرحك قوي..؟ 

- خبر اي ده يا ابوي..؟

- انتي ليكي بت عم.

نظرت له دموع بفرحه فهي تعتقد أن والدها ليس له اخوه وهو الابن والوحيد، فكانت دائما تشعر بالنقص لعدم وجود اخت لها أو بنات عم ليتشاركوا معا الحديث، ويلعبون معا.

- صوح يا ابوي، ليا بت عم.

- عمري قولت حاچه وطلعت غلط. 

- لا، بس ازاي يا ابوي وانت وحداني.

- دي قصه طويله يا بتي، ذاكري دلوقتي وبعدين هبقى اقولهالك. 

- بجد يا ابوي؟

- بجد يا قلب ابوكي. 


                                      ******

                          *داخل فيلا الجوهري*


يقف احمد على الاستيدج مره اخرى ليهتف قائلاً: 

- دلوقتي هيبدا العريس يلبس الشبكه لخطبته.

شقف الجميع على ذلك الخبر السعيد، لينظر فارس إلى رحيم، الذي سينقض عليه الآن من شدة الغضب، لينظر رحيم له قلقا، لماذا لم يتم وقف الحفل كما خطط رحيم لذلك، هل يمكن أنهم لم يروا شغف إطلاقاً، ام انه خطط بشكل خطأ هذه المره.

تلك الاسئله كانت تدور حول عقل فارس وايضا رحيم، الذي اعتقد انه سيلغي الحفل حينما يروا شغف وخاصة الجد عثمان، أثناء تلك الأفكار جاءت سوسن والدة نور بالشبكه، التي كانت عباره عن طقم من الماس وايضا محبس فضه لرحيم.

بدأ رحيم يرتدي الشبكه لنور ليسقف الجميع لهم.

سرعان ما انتهوا من ذلك، حتى ذهب احمد إلى الاستيدج مره اخري ولكنه يتحدث تلك المره بمزاح قائلاً: 

-الان إلى البوفيه. 

ضحك الجميع على مزاحه، ليذهبوا جميعا، بينما جلس رحيم ونور معا، حتى جاء بعض الأشخاص يباركون له، ويتمنوا لهم افضل السعاده معا، حتى جاء رجل يرتدي بدلة سوداء اللون، بدأ يصافح رحيم قائلاً:

- مبروك يا رحيم بيه.

- الله يبارك فيك.

ثم نظر الى نور التي عندما وجدته يصافح رحيم شعرت وكان أحد صفعها عدة مرات حتى أنها لا تستوعب ما يحدث، بينما صدمت عندما سمعت حديثه لها قائلا:

- مبروك يا انسه نور، ولا اقولك يا مدام نور..؟!

نظرت له نور وهى على وشك أن تسقط مغشيا عليها حتى تحدثت بصوت متحشرج قائله:

- ال...الله يبارك في حضرتك.

نظر لها عمر بخبث قائلاً:

- حضرتك اي يا نور انتي مش فاكراني.

نظرت له نور بأعين تتوسل له بعدم قول اي شيء الآن، لتهتف بخوف قائلا وسط نظرات رحيم وايضا فارس الذي يراقبهم عن بعد:

- معلش مش واخده بالي. 

- أنا عمر كنت زميلك في الكليه.

-اااه افتكرت، أهلا بيك.

نظر لها بابتسامه متصنعه حتى تحدث مره اخرى قبل أن يذهب قائلاً:

- مبروك مره ثانيه.

بعدما ذهب عمر، جلست نور على ذلك الكرسي وهى لا تستطيع أن تأخذ أنفاسها من شدة الخوف لتلاحظ 

صديقتها حبيبه بذلك، لتذهب إليها قائلة: 

- نور.. عايزاكي ثواني. 

بينما ذهب فارس إلى رحيم الذي جذبه من ملابسه قائلاً: 

- تعالى عايزك.


                                ******

انتهى ذلك اليوم سريعاً بعدما عاد الجميع الى منزله، ليأتي صباح اليوم التالي في تمام الساعه الثانيه ظهرا خاصة داخل منزل محمد عبد الرحمن. 

كان محمد يجلس على كرسيه المتحرك يقرأ الجريده كما يفعل دائما، وتجلس سمر جانبه تقطع البطاطس لتحضر الغذاء، لتخرج شغف من خلفهم قائله بنعاس:

- صباح الخير.

- صباح النور يا عيون بابا، اتاخرتي امبارح ليه. 

- اسفه والله يا بابا بس الخطوبه خلصت متأخر معرفتش حتى ازوغ. 

هتفت سمر بانزعاج قائله:

- وانتي هتفضلي كل يوم تيجي متأخر كده الناس هتقول علينا اي. 

- يا مامتي يا حبيبتي اعمل اي يا عيني غصب عني وبعدين من انهارده اعتبري اني قاعده على قلبك كل يوم. 

- ليه بقا إن شاء الله. 

- علشان ببساطة طلبت من المدير اجازه لمدة شهر وهو واقف وكمان من غير ما المرتب يقف لاني تعبت الفتره اللي فاتت دي جدا.

نظرت لها سمر ولم تتحدث لتنشغل في تقطيع البطاطس، لتذهب شغف نحوها حتى تحتضنها من ظهرها قائله: 

- يا ست الكل متزعليش مني بقا، حقك عليا. 

هتف محمد قائلاً:

- خلاص يا ام شغف بقا فكيها على البت ربنا يفكها عليكي. 

ضحك الجميع معا لتتحدث سمر قائله:

- دلع يا اخويا دلع.

- صح يا بابا فاكر الواد الرخم اللي جه هنا وقلت أنه عايز يتقدملي.

نظر كلا من سمر ومحمد إلى بعضهم البعض ليتحدث محمد قائلاً: 

- ايوه مالو. 

- أنا لقيته في الحفله بتاعت امبارح اللي كنت فيها ولقيته جه يسلم عليا كمان، انسان بجح اوي. 

لم يتحدث كلا من سمر ومحمد لتهتف شغف قائله:

- اي مالكوا..؟

- مافيش حاجه..عادي يعني صدف وبتحصل يا شغف.

- أنا هقوم اشوف اي حاجه في التلاجه اكلها لحد أما مراتك تحضر الغدا. 

ذهبت شغف إلى المطبخ لتنظر سمر إلى محمد قائله:

- وبعدين؟ 

تنهد محمد قائلا:

- ربنا يستر. 


                                  ******

                          *داخل منزل الجوهري*


كان خالد وسعاد وسوسن وامير يجلسان جانبا يتحدثان سويا فيما حدث بالأمس ليأتي إليهم الجد الذي تحدث بصرامه قائلاً: 

- فين يا خالد البت اللي أنا قلتلك هاتها. 

- امبارح خلصنا متأخر وجيت اشوفها لقيتها مشيت.

- يعني اي مشيت.. بكره الصبح البت دي تبقى عندي مفهوم.

- حاضر يا حج. 


*على الجانب الآخر من الفيلا ولكن داخل غرفة رحيم*


كانت نور تقف أمام غرفة رحيم حتى طرقت الباب عدة مرات ليسمح لها رحيم بالدخول، للتحدث قائله:

- رحيم، فاضي شويه. 

- خير يا نور في اي 

- حابه اتكلم معاك شويه

- اتفضلي.

صمتت نور قليلا حتى تحدثت بخوف واعين على وشك الدموع قائله:

- رحيم هتعمل اي لو انا خنتك....!

- نعم يا روح امك...؟


                   الفصل الثامن من هنا        

   لقراءة باقي الفصول من هنا             

تعليقات



<>