رواية شغف رحيم الفصل الرابع 4بقلم أسماء محمد

          

رواية شغف رحيم

الفصل الرابع 4

بقلم أسماء محمد



- توء توء توء، انتي لسانك طويل ولا اي؟ ثم ابتسم لها، وهي تكاد أن تشيط نارا من شدة الغضب؛ ليهتف والدها بغضب وهو ينظر إلي نادر ذلك الشخص الذي لا تعرف من اين جاء لها، وهل ينقصها هذا الآخر؟

- ده عريس، وجاي يتقدم، وانا رفضته، عادي يا بابا، خشي بس على اوضتك دلوقتي، وانا هتصرف معاه. 

- انت متأكد يا بابا؟!

- اه، خشي بس. 

اومئت شغف مواقفه على ما قاله والدها، حتى دلفت اللي غرفتها، منتظره خروج ذلك الشخص البارد من منزلها. 

ليهتف محمد بغضب وتوسل قائلاً:

- ابوس ايدك امشي دلوقتي، وانا هبقي اكلمك لما تروح الشغل، بنتي ملهاش اي علاقة بالاتفاق اللي حصل بيني وبين ابوك سامع.. ومن فضلك امشي دلوقتي. 

نظر نادر اللي سمر التي تقف غاضبه عن ما يحدث هنا ليهتف قائلاً:

- مالك يا مرات عمي وشك هيفرقع من الغضب كده لي؟ 

كانت سمر ستقوم بتوبيخه إلى أن استوقفها محمد قائلاً:

- سمر وصلي نادر لحد الباب،ثم ابتسم له قائلاً بضيق:

- نورتنا والله يا استاذ نادر. 

وضع نادر نظاراتُ الشمسية، ثم ابتسم لعمه قائلاً:

- لينا مقابلة تانيه يا عمي، سلام. 

خرج نادر من المنزل، بينما نظر محمد مكان خروجه، حتى نظر بقرف قائلاً:

- في داهيه.

هتفت سمر بتوتر وخوف شديد قائلة:

- محمد، هتعمل اي؟ 

- مش عارف، ربنا يستر. 

لتخرج شغف من غرفتها، حتى نظرت إلي والديها، وجدت علامات الحزن تظهر على وجوههم لتهتف بخوف قائلة:

- مالكو في اي، ومين ده يا بابا؟ 

- مافيش يا شغف، واحد وجاي يتقدم عادي. 

نظرت له شغف بشك قائلة:

- حضرتك متأكد؟!

- يوووووووه، شغف مش عايز كلام تاني.. ثم نظر إلى سمر قائلاً:

- دخليني الاوضه. 

هتفت شغف مسرعه قائلة:

- طب يا بابا قبل ما تمشي انت مش مخبي عليا حاجه صح؟ 

ليهتف محمد قائلا بحزن:

- لو جه الوقت انك تعرفي هتعرفي. 

نظرت شغف اللي والدتها تريد أن تعرف ما حدث، وماذا يخفون عنها؟ حتى تحدثت قائلة:

- طب مش عايزه اعرف، مش هتعقد تتعشى معايا ولا اكل لوحدي، يرضيك يا ابو حميد اكل لوحدي وانت عارف قدام الاكل معرفش ابويا، وفي الاخر بتقولي تختني يا شغف.

نظر لها محمد مبتسما لها، حتى هتف قائلاً: 

- اه منك انتي، بتعرفي تقلبي المواضيع هزار. 

هتفت شغف بمرح قائلة:

- اومال يعني انكد على نفسي وعليك علشان واحد اهبل، عيب يا حماده تقول الكلام ده. 

تعالت ضحكات الجميع، حتى نظرت لهم سمر بابتسامة، تدعوا الله بداخلها أن يحفظ لها زوجها وابنتها. 


******

*داخل فيلا الجوهري*


يجتمع الجميع حول مائدة الطعام، يتناولن الطعام في صمت، فكان ترتيب الطاوله كالاتي:

يجلس الجد على رأس الطاولة، بينما يجلس بجانبه الأيمن امير الجوهري وزوجته وأولاده زين و نور ، وعلى الجانب الأيسر تجلس ابنته ساره الجوهري و ابنتها نادين، ويرأس الطاولة مقابل الجد، ابنه الأكبر خالد الجوهري و يجلس بجانبه الأيمن رحيم الذي يجلس بجانب زين، وبجانبه الأيسر زوجته و ابنته الاء. 

ليقطع ذلك الصمت صوت الجد قائلاً بابتسامة:

- باذن الله خطوبة رحيم ونور قبل امتحانات الاء ونادين يوم الحد. 

نظر الجميع الي الجد بدهشة شديدة فكيف قبل الامتحانات، واليوم هو الاربعاء، متى سيبدأ الجميع بالتجهيزات. 

هتفت سوسن باستغراب قائلة:

- ازاي بس يا عمي قبل يوم الحد وانهارده الاربع، وبعدين دي خطوبة بنتي الوحيدة، يعني لازم تبقي مختلفة وتكون كامله من كل حاجه، يعني محتاجين على الأقل شهر علشان نلحق نجهز كل حاجه. 

- بالظبط يا جدو ولسه هعمل الفستان اللي هحضر بية خطوبة أبيه رحيم انا ونادين ومستحيل الفستان يجهز في يومين.

لتقطع تلك المناقشات صوت نور قائلة:

- انا موافقه، والحاجات اللي انتو بتقوله عليها دي لو طلبنا الديكورات انهارده وبدأوا على بكره او بعده يكونوا خلصوا، والفساتين اشتروا جاهز مش لازم حد يفصل. 

قامت سوسن بضرب نور دون أن يراها احد، بينما هتف الجد بحده قائلاً:

- رايك اي يا رحيم؟

هتف رحيم بلا مبالاه قائلاً:

- اي وقت مش فارقه، انهارده، بكره، بعد شهر، بعد سنه، النتيجه واحده في الاخر.

- خلاص يبقي على بركة الله، ابداو جهزوا من بكره، والخطوبة الجمعه.

نظرت نور اللي الصحن الذي أمامها بابتسامة عريضه، تدل على نجاح خطتها، فهي من وضعت تلك الأفكار في راس جدها دون أن يشعر هو بذلك، أو اي احد اخر. 


                              ********

*في صباح يوم جديد، لتشرق الشمس، معاها الكثير من الامل والتفاؤل، لتجعلك تشعر بأن هذا اليوم هو الافضل، ويجب عليك أن تتعايش معه ولا تفكر في حلول الغد.*


                (داخل منزل محمد عبد الرحمن)

يجلس كلا من محمد وسمر وشغف على طاولة الفطور، يتناولن في صمت، حتى قاطعت شغف هذا الصمت المريب قائلة:

- الحمد لله، اقوم بقا علشان متاخرش على الشغل. 

- اي ده يا شغف، فين اللي انتي كلتيه حرام عليكي يا بنتي اللي بتعمليه في نفسك. 

- والله يا ماما شبعت، وبعدين انا مش بطل اكل هناك، يلا بقا سلام عليكم. 

- استني يا شغف!

هتف بها محمد والد شغف، حينما لاحظ ملابس ابنته، فكانت ترتدي سروال من اللون الابيض، وقميص من اللون الوردي الفاتح، وتضع ذلك القميص داخل السروال، تاركه لشعرها العنان. 

نظرت شغف اللي والدها قائلة:

- نعم يا بابا، اتفضل!

- صليتي النهاردة؟

- اه الحمد لله. 

نظر اللي ملابسها من أسفل إلى أعلى، لتشعر شغف ببعض من الخوف، فوالدها إذا لم يعجبه شيء فور يقوم بتقطعيه اربا، على الرغم من أنه أحيانا يكون لطيف معهم، ولكن عندما يزداد الأمر سواء، لا احد يستطيع أن يوقفه عن غضبه. 

- طب اي اللبس اللي انتي لابساه ده؟ على الأقل البسي عليه حاجه طويله. 

بصي يا شغف، انا لما وافقت انك متلبسيش الحجاب، قلت الصلاه هتخليكِ تلبسيه، بس الواضح انك مش عامله حساب للصلاه بتاعتك ولا حساب لربنا، لكن مش معني كده اني هسكت على اللبس ده، ولما ربنا يجي يسالني عليكي، مقدرش اقوله، اسف علشان كنت بدلعها. 

نظرت شغف أرضا، تشعر بالخجل من حديث والدها، فهو معه حق فيما قاله، فكيف لها أن تنزل بهذه الملابس، وهي لا تجرأ أن تقف بها أمام ربها. 

- اسفه يا بابا، مكانش قصدي اضايقك، هدخل اغير.

ذهبت شغف الي غرفتها لتبديل ملابسها بشيء مناسب لها، و بعد دقائق خرجت مرتدية سروال من اللون الاسود، و بلوزه طويله بعض الشيء من اللون الوردي، تاركه لشعرها العنان. 

ابتسمت له قائلة:

- حلو كده؟ 

ابتسم كلا من محمد و سمر لها، لتهتف سمر قائلة:

- ربنا يهديكِ يا حببتي يارب. 

بادلتهم شغف تلك الابتسامة قائلة:

- يلا سلام عليكم. 

تحدث والديها في آن واحد:

- عليكم السلام ورحمه وبركاته. 


                                   ******

                      (داخل فيلا الجوهري)

هناك الكثير بها، من يدخل ومن يخرج، من يهتف بصوت عالي، من يركض ليستطيع أن ينتهي من عمله قبل مجيء الغد، فتلك الفوضي كانت تعم ذلك المكان. 

- ياربي، مش عارفه اختار حاجه، بصي كده يا نادين الفستان ده. 

- لا مش حلو. 

- يوووووووووه، مش كانوا يأخروا الموضوع شويه، هلحق الاقي فستان مناسب ازاي دلوقتي. 

- الاء اسكتي بقا، علشان دي فعلا مشكله، وشكلنا هيبقي بايخ اوي لو لبسنا اي فستان من اللي متصمم بقاله شهر. 

نظر كلا من نادين والاء الي نور التي تقف أمام الشرفه شاردة الذهن، لتهتف الاء قائلة:

- نور، انتي ازاي بارده كده، الخطوبه بتاعتك بكره، انا مش فاهمه في اي. 

تنهدت نور تنهيده قوية لتهتف بشرود قائلة:

- اي يا الاء، الفستان وجاهز اعمل اي يعني مش فاهمه، ثم ذهبت من الغرفه تاركه خلفها أعين مستغربه.

- مالها دي؟ 

لتهتف نادين وهي ترفع اكتفاها بجهل قائلة:

- مش عارفه.


                              

               *على الجانب الآخر من الفيلا*


هتفت سوسن بشيء من التوتر، قائلة:

- لا شيل الورد ده وخليه هنا احسن، ولا اقولك استنى.. سعاد الورد هنا ولا هنا افضل؟

- الافضل يكون على يمين السلم علشان وهما نازلين، وعلى الشمال اسلاك الكهرباء الملونه، وفي المية يحطوا البلالين و هنحط على الإستيدج حلقه نارية، بحيث تشتغل بداية الرقصه، وطبعا الثلج لازم يكون موجود. 

- خلاص تمام، اعمل زي ما سمعت كده. 

اومىء العامل في صمت ليكمل عمله، بينما تهتف سوسن بحيرة مرة أخرى قائلة:

- انا مش فاهمه ازاي الخطوبة بتاعت ابنك بكره، وراح الشركه انهارده. 

- ما انتي عارفه رحيم يا سوسن. 

هتفت سوسن بتذمر، لان خطيب ابنتها لم يعطي اي اهتمام لتلك الخطبه قائلة:

- طيب. 

- اومال عمي فين؟

- في المكتب من الصبح، و قافل على نفسه الاوضة. 

هتفت سوسن بشيء من الحزن قائلة:

- كانت غاليه علينا اوي، يمكن هو حاسس بالذنب، لو كان وافق على طلبها من الاول، مكانش ده كله حصل.

- ربنا يرحمها يارب. 

- امين يارب. 


                                ********

                      *داخل شركة الجوهري*

يجلس كلا من فارس و رحيم في مكتب رحيم، بينما حل التوتر على فارس، الذي لم يتوقف عن هز إحدى ساقيه، ليهتف رحيم بغضب قائلاً:

- أهدى يا ابني، جبتلي توتر. 

فارس ومازال على ذلك التوتر:

- انت عارف هتعمل اي بكره، انت هتخطب نور، عارف يعني اي ولا. 

- يا ابني ما اتنيلت وقلت الخطوبة مش هتكمل، ومش بعيد تتلغي قبل ما تبدأ اصلا.

عقد فارس حاجبيه باستغراب قائلا:

- مش فاهم؟!

- يعني كلمت مدير المطعم، وخليته يبعت اللي اسمها شغف دي الفيلا علشان يشرفوا عن الأكل، وطبعا بعض من العمال التانين، علشان محدش ياخد باله. 

- ماشي يا صاحبي، اما نشوف هترسى على إيه؟

ليقاطع حديثهم دخول احمد، قائلاً بمرح:

- اي يا عريس هو في واحد ينزل الشغل قبل الخطوبه بتاعته ولا اي؟ 

- يوووووووووه، انا قايم. 

نظر احمد اللي فارس باستغراب، فلماذا هو هكذا، يجب عليه أن يفرح لخطبة صديقه من الصغر، ليهتف باستغراب بعض الشيء:

- مالو ده؟ 

- سيبك منه.

صمت الاثنان قليلا، لتمع فكره چنهمية في ذهن رحيم قائلاً:

- احمد، اخوك منك خدمه. 

- يا سلام، أؤمر. 

- اي رايك نعمل فكره مضحه بكره، بما انك اخويا التؤام، تمثل انك العريس وبعدين نظهر المقلب ده.

تعمد رحيم أن يفعل ذلك، حتى يكتسب اكبر قدر من الوقت. 

هتف احمد بصدمه قائلاً:

- انت واعي للي بتقوله. 

- اسمع مني بس، صدقني هتبقي فقرة مضحكه جدا. 

- اممممممممممممم. 

- وبعدين انا عايز الخطوبة تكون مميزه، ومش هتكون مميزه الا كده، اي رايك؟

ابتسم احمد في خبث ليهتف قائلاً: 

- اشطا موافق. 

نظر رحيم أمامه، حتى ظهرت عليه ابتسامه عريضه. 


                                 ******

                        (داخل مطعم الأرجواني)

- شغف، جهاد، على، ياسر، نور. 

وقف الجميع، ليهتفوا في آن واحد:

- نعم حضرتك. 

- انتو الخمسة، سيبوا اللي في ايديكوا، ورحوا على فيلا رحيم الجوهري، ومش عايز اي غلطه، عايز كل حاجه هناك تكون مثاليه، دي خطوبة رحيم بيه، ولو حصل اي غلط مرفوضين، سامعين ولا؟

هتف الجميع قائلاً:

- حاضر يا فندم. 

- اكيد طبعا كل واحد عارف شغله اي، نعيد تاني، 

شغف و على المشرفين الاكل، جهاد وياسر المشرفين على الحلويات، اما انتي يا نور هتكوني مشرفه على المشروبات، ولازم تتاكدوا أن كل شخص في الحفله خدت من التلاته، دي أوامر رحيم بيه. 

- تمام حضرتك.

تركهم ذلك المدير الغليظ، لتقوم شغف بأخذ هاتفها، لكي تتحدث مع والدها، تخبره بعدم مجئها اليوم وغدا أيضاً. 

- اوووووف، كان ناقص القرف ده كمان. 


                 الفصل الخامس من هنا         

    لقراءة باقي الفصول من هنا             

تعليقات



<>