رواية شغف رحيم الفصل السادس 6بقلم أسماء محمد

           

رواية شغف رحيم

الفصل السادس 6

بقلم أسماء محمد



                  (داخل فيلا الجوهري)


مازالت نور تجلس على الاركيه أمام المراه، حتى وجدت صدقيتها حبيبه تهتف من خلفها بفرح، وهى تدلف إلى غرفتها قائله:

- عروستنا القمر، عامله اي؟ 

نظرت لها نور بغضب حتى هتفت إلى من يوجد بالغرفه قائله:

- اخرجوا بره شويه. 

اطاع الجميع أمرها لتنظر لها حبيبه قائله: 

- اي يا نور، مالك في اي؟

- انتي هتستهبلي ما هو اللي أنا في ده بسببك. 

هتفت حبيبه بحزن: 

- بسببي أنا ليه؟ 

- مش انتي اللي قولتي إن اتجوز رحيم.

- يعني أنا غلطانه اني فكرت ليكي في حل بدل ما تقعي في مصيبه تانيه، وأهو ابن عمك ويستر عليكي حتى لو عرف، اكيد هتحكي ليه الحقيقه وأنه غصب عنك، أنا عملت ده كله علشان خايفه عليكي، وفي الاخر بتقولي اني السبب. 

جلست نور على الفراش، ويغلب عليها البكاء، بينما ذهبت صديقتها نحوها، حتى اخذتها في احضانها، فالجميع منا يريد من يحتضنه وقت الشده، يريد من يقول له لا تبكي فأنا معك، يريد من يخفف عنه الم الحزن، بالصديق الحقيقي لا يظهر إلا وقت الشده.

ابتدعت نور عن أحضانها قائله ببكاء:

- حبيبه... حبيبه..

- في اي يا نور مالك؟!

- أنا حامل..!

هتفت نور هذه الكلمه وسط بكائها الشديد بينما نظرت لها حبيبه بوجه خالي من التعبير. 


                                      *****

- اهدي يا الاء هتوقعيني. 

هتفت بها سعاد، بينما كانت الاء تسحبها من يدها لترى تلك الفتاه التى تشبه عمتها إلى حد كبير. 

- اهي يا ماما اللي واقفه هناك ولابسه تي شيرت أحمر.

كانت شغف تقف أمامهم تفصلهم بعض المسافات، وتعطي لهم شغف ظهرها وتقف بجانبها صديقتها جهاد ونور، لتأتي سعاد إليهم قائله: 

- لو سمحتي.

نظروا الثلاث فتيات خلفهم ليجدوا الاء تقف خلف والدتها بخوف بينما تقف سعاد بصدمه قائله:

- ازاي...؟!

هتفت شغف إليها مندهشا قائله:

- خير حضرتك في حاجه أثرت فيها؟

- انتي مين؟ 

- شوفتي يا مامتي مش قلت عمتو.

نظروا الثلاث فتيات باستغراب مره اخرى لتهتف شغف قائله بابتسامه ودوده قائله: 

- أنا شغف محمد عبد الرحمن، مسؤوله عن تنظيم الاكل هنا أنا و زمايلي. 

- بس ازاي كده. 

خير يا فندم في حاجه.

- لا ابدا اسفه يا بنتي كملي شغلك.

ابتسمت لها شغف لتتركها الاء وسعاد، بينما نظرت شغف الي أصدقائها قائله:

- أنا قلت العيله دي فيها حاجه اصلا غلط.

هتفت جهاد بخوف:

- رهف يلا نمشي من هنا، من ساعت المطعم واحنا قلبي مش متطمن. 

اثناء حديثهم جاء إليهم ياسر قائلاً: 

- مالكوا يا بنات.

هتفت نور قائله: 

- في ست جت وفضلت تقول على شغف انتي ازاي، انتي مين. 

تعالت ضحكات ياسر قائلاً:

- انتي ازاي، انتي مين، انت ليه. 

ضحك الجميع على مقولة ياسر الذي ذكر ذلك المشهد من فيلم عروس النيل. 

- ايوه كده فكوها، تلاقيها بتشبه عليكي بس، يلا كله واحد يشوف وراه اي، لان فاضل ساعتين والجو يضلم والمعازيم يجوا.

اومئ الجميع رأسه وبدأ كلا منهم يذهب نحو عمله حتى ينجزه. 


                                     *****

         (في صعيد مصر خاصةً في مدينة سوهاج)


- انت هتتأخر المره دي في مصر يا أبيه؟

- لا يا حبيتي، ولا انتي مش عايزاني هنا. 

- لا والله ما اقصد، اصل عايزه اچي معاك مصر. 

- تيچي فين يا دموع، أنا رايح شغل. 

نظرت له دموع بحزن، ليحزن عليها أخيها قائلاً: 

- خلاص يا ست ولا تزعلى نفسك، خلصي انتي بس الثانويه العامه، وهات مجموع كليه الطب، وخليكي تقدمي في طب عين شمس كمان وتقعدي معايا في الشقه اي رايك بقا؟ 

فرحت دموع بحديث نادر لتقفز عليه حتى تحتضنه قائله:

- ربنا يخليك ليا يا ابيه. 

- ويخليكي ليا، يلا عايزه حاجه مني.

- عايزه سلامتك.

- لا اله الا الله.

- سيدنا محمد رسول الله


                                      ******

                         (داخل فيلا عائلة المالكي)


انتهى العزاء سريعا، يدخل ذلك الرجل الي منزله ليجد أخته ما زالت جالسه على أحد الكراسي الموجودة منغمسه في البكاء، ليتجه نحوها حتى ضمها بين ذراعه، لتشتد في بكائها أكثر، بينما هو فلا حول له ولا قوه ينظر أمامه والحزن يغلب على وجه، ليحبس تلك الدموع التى على وشك أن تسقط من عيناه، لينتبه على صوت أخته قائله وهى تبكي:

- بابا مات يا عمر، دلوقتي بقا بابا وماما، مبقاش لينا حد يا عمر، بابا سابنا ليه، ده كان طيب اوي، عمره ما زعلني، كان دايما بيحاول يبقى مكان ماما بعد أنا ماتت، ليه مشي وسابني، ليه يا عمر مشي وسابني.

- شششششششش اهدي يا حبيبتي، أنا في ظهرك وسندك، أنا معاكي. 

صمت قليلا حتى تحدث بغل قائلاً: 

- ورحمة بابا هجيب حقه، و غلاوتك عندي يا ملاك هخلي كل حد كان السبب في موته يتمنى الموت الف مره.

واخيرا فرت تلك الدمعه التي على وجه، حتى وإن كنت رجلا ولا يمكنك البكاء، ولكن حينما تفقد سندك في هذه الحياه يجعلك أضعف مما تكون على وجهة الارض، فما بالك وفاة الأب، الاب الذي دائما يحميك من كل شر، الاب الذي يبقى معك خطوه بخطوه حتى تصل إلى حلمك، الذي يقف بجانبك عندما يسيء اليك شخص ما، الذي يبكي عندما يراك لا تهتم بيه فتدرك أهميته في حياتك عند وفاته.


                                        *******

                       (داخل فيلا الجوهري) 

مرت الساعات سريعاً، فجاء الأشخاص المدعوين إلى الحفله، واستعد الجميع لذلك اليوم، بينما تقوم شغف بالقاء نظرة اخيره على جميع الطعام والشراب.

- خالد.. يا خالد.

كانت سعاد تصيح باسمه بصوت مرتفع إلى حد ما نظرا لارتفاع صوت (الدي جي). 

نظر خلفه قائلاً: 

- اي يا سعاد في اي.. العيال جهزت ولا لسه؟

- اه كلهم جهزوا.

- طب في ا مشكله في الاكل؟! 

- لا مافيش. 

- اومال في اي بقا؟ 

هتفت سعاد بتوتر قائله:

- في بنت شبه نجلاء اختك بالظبط كأنهم فولا واتقسمت نصين.

هتف خالد باستهزاء: 

- يا ستي يخلق من الشبه اربعين. 

- يا خالد مبهزرش بقولك أنا وبنتك الاء شوفناها. 

لمس خالد التوتر والجديه في حديث زوجته ليهتف قائلاً:

- هي فين. 

- المشرفه على الاكل تعالى معايا علشان تصدقني. 

ذهب الاثنان معا ليرى خالد ما إن كانت سعاد تقول الحقيقه ام انها صارت في عمرها الاربعين لترى تخيلات.


                 *على الجانب الآخر داخل غرفة رحيم* 


كان رحيم يقف أمام المرآة ليضع لمساته الاخيره، بينما دلف إليه الشباب جميعاً يتحدثوا في أن واحد قائلين عدا فارس اللي يشتغل غيره وغضب:

-رشوا الملح يا ناس م العين.. ورقصوني ده أنا من حقي...

الليلة ليلة هنا وسرور.. وكوبيات في صواني بدور.

ينغمس الجميع في الضحك بينما يقف رحيم بينهم قائلاً: 

- ايه اللي انتو قلتوه ده. 

نظر الجميع الى زين قائلين: 

- ملناش دعوه هو اللي جابها. 

كان رحيم يبوخهم، ليتجه أنظاره نحو فارس وجده يشتعل غصبا ليضحك قائلاً: 

- الليلة ليلة هنا وسرور.. وكوبيات في صواني بدور.

ليقوم الجميع بتكرار تلك الاغنيه وسط ضحكاتهم وغضب فارس. 


                                     ********

* داخل غرفة نور* 

كانت نور انتهت من جميع التجهيزات وايضا صديقتها حبيبه، بالاضافه الى نادين والاء، فكانت نور ترتدي فستان من اللون السماوي بحملات وينتهي زيله على شكل سمكه، بينما أمسكت طرف شعرها من جانبيه لتضع في الوسط ماسك للشعر واطلقت لشعرها العنان، فكانت تشبه الحوريه خاصة مع جمال عينها الرماديه وبشرتها القمحاويه. 

مبروك عليّا كدّا مية مية

عريسي خلاص جمبي ڤي عشّ الزوجيَّة

عيلته بقت عيلتي مامتة بقت مامتي

سمعُوني زغروطة رقصونى شوية.

دلفوا كلا من الاء ونادين إلى غرفة نور يغنون بتلك الاغنيه، لتهتف نادين قائلة: 

- نور يلا علشان فاضل ربع ساعه وتنزلي. 

تهتف نور بابتسامه متصنعه قائلة: 

- أنا خلاص جاهزه. 

- اجمل مرات اخ دي ولا اي.

- اي يا كوتش الجمدان ده الله اكبر. 

كانت هذه الجمل هتفت بها الاء ثم نادين لتهتف نور قائله:

- والله انتو اللي جمدان وهتاخدوا الجو مني.

هتفت الاء بغرور مصطنع قائله: 

- طبعا يا بنتي احنا لا نقاوم.

تعالت ضحكات الجميع وسط حزن حبيبه ونور، فهما يحاولن الابتسام والضحك حتى لا ينكشف احد أمرهم.


                                      *******

                (في مكان آخر داخل مدينة نصر) 


يقف ذلك الشخص وسط حديقة الفيلا الخاص بيه ليتحدث في الهاتف بغضب شديد قائلا:

- يعني اي عيلة الجوهري خدت الصفقه؟

- ........

- ما أنا مشغل معايا بهايم.. السعر واتسرب وعملنا سعر اقل منهم في العقد، ازاي كسبوا الصفقه؟ 

-..........

- طب اقفل ومتخلنيش اشوف وشك الايام دي.

اغلق الشخص هاتفه بغضب، ليسمع صوت فتاه انوثي تتحدث بقلق قائله: 

- مالك يا حبيبي صوتك جايب اخر الدنيا ليه؟ 

هدا الرجل قليلا ليتحدث بابتسامه قائلاً: 

- مافيش يا حبيتي شويه مشاكل في الشغل. 

- طب اي بقا مش هتخرجني انهارده ولا اي؟ 

- بس كده ده القمر بتاعي يقمر بس وانا انفذ... اومال ماما فين 

تحدثت الفتاه بمزاح:

- مراتك تقصدك، لا دي تلاقيه في النادي ما اصحابها ما أنت عارف مراتك بقا يا زوز. 

ضحك معتز على كلام ابنته المعسول قائلاً: 

- لسانك عايز يتقص منه حته.

-تربيتك يا كوتش والله.

ضحك الاثنان معاً لتتحدث الفتاه قائله:

- عن اذنك بقا هطلع اغير هدومي علشان نخرج سوا.

- اشطا يا عيون بابا. 

- تخيل مراتك تسمعك وانت بتقول اشطا هتطلقك على طول

- امشي يا بت من هنا. 

ركضت القناه سريعا داخل الفيلا وهي ضاحكه لتفلت من العقاب قائله: 

- احبك وانت عصبي يا جميل، لتعطي له قبله في الهواء، حتى تركته وذهبت. 


                                  *******

                 ( داخل منزل محمد عبد الرحمن) 


-هي شغف مقالتش هترجع امتى يا سمر؟ 

- قالت انهارده بليل باذن الله.

- ترجع بالسلامه يارب 

- امين يارب

                                   ______


                          (داخل فيلا الجوهري)


- اهى.. هي ولا مش هي؟ 

نظر خالد إلى شغف على بعد متر حتى لا يلفت الأنظار، ليجد الشبه كبير بينها وبين أخته نجلاء ليهتف قائلاً: 

- سبحان الله... اي الشبه ده. 

- شوفت اني بتكلم صح. 

- لازم البنت دي متظهرش قدام الحج ابدا لانها لو ظهرت مش هيسبها في حالها

- ربنا يستر طب هنعمل اي. 

- روحي اطلبي منها تمشي وهي والفريق بتاعها وقوليها أن كده خلاص شغلها خلص. 

- حاضر. 

ليسمعوا الاثنان صوت يأتي من خلفهم قائلا: 

- هي مين دي اللي مش عايزني اشوفها..؟!

نظر كل من سعاد وخالد إلى بعضهما البعض بتوتر شديد. 


          *على الجانب الآخر خاصة عند شغف*


كانت شغف تقف مع اصدقائها، لتعطي لهم الأمر بتوزيع المشروبات على الحاضرين، ليذهب الجميع بينما تقف تنظم الصحون على الطاوله لتسمع صوت يأتي من خلفها قائلاً: 

- معقوله، اي الصدفه الجميله دي، شغف هنا، دي امي دعيالي في ليله القدر بقا. 

نظرت شغف خلفها لترى من المتحدث لتنصدم مما رأت.


                الفصل السابع من هنا 

لقراءة باقي الفصول من هنا

                                     

تعليقات



<>