رواية شغف رحيم
الفصل الثالث 3
بقلم أسماء محمد
تحدث فارس غير راضيا عما يفكر بيه رحيم قائلا:
- مستحيل.. انت كده عارف انك بتفتح باب ملهوش اول ولا اخر على البت دي، وغير كده جدك ما هيصدق أنه لقى واحده تشبها بالمنظر ده وهيعمل اي حاجه علشان تكون قصاد عينه، وتعوضه عن اللى خسره.
هتف رحيم مبتسما قائلاً:
- وهو ده اللي انا عايزه، وبكده مش هيفتكر موضع الخطوبه ده.
- طب ده كده حل مؤقت، هتعمل ايه بعدين.
تحدث رحيم بثقه قائلا:
- ما تسبقش الاحداث، سيبها لوقتها.
ليهتف فارس بضيق قائلاً:
- طب هتقولها اي، واي الحجه اللى هتخليها توافق تشتغل يوم الخطوبه.
هتف رحيم بثقه، قائلاً وهو ينظر إلى شغف، التى تقوم بعملها:
- انت ناسي إن أنا صاحب المطعم اصلا، بس مخلى مدير هنا بدالي علشان مشغول في الشركه.
ليضع فارس يده على رأسه كأنه تذكر شيء:
- ايوه صح نسيت.. ثم صمت قليلا ليتحدث بضيق شديد قائلاً:
- ماشي يا صاحبي، اما نشوف اخرتها.
شعر رحيم بضيق صديقه ليهتف له قائلاً:
- فارس عايزك تعرف إنه عمري ما هتجوزها صدقني.
- انا عارف انك مش عايزاها، بس الخوف مش منك.
عقد رحيم حاجبيه باستغراب قائلا:
- اومال في اي؟
- الخوف لتكون هي بتحبك، وعايزاك فعلاً.. وقتها فعلا لو انت مش هتتجوزها انا مستحيل اتجوز واحده بتفكر في حد تاني وخصوصا لو الحد ده صاحبي.
صمت رحيم، لانه يعرف ان حديث فارس صحيح، ماذا لو كانت نور تحبه؟ ماذا لو كانت تريد أن تمضي حياتها مع رحيم؟
هذا ما كان يدور في راس فارس وأيضا رحيم.
***********
( داخل فيلا الجوهري وخاصة في مكتب الجد)
كان ب
يجلس الجد ومعه أولاده الثلاثة،
ليهتف بحده قائلا:
- محدش فيكوا يحاول يتكلم مع رحيم أو يأثر فيه بكلامه سامعين.
نظر الجميع اللي بعضهم البعض، ظلوا صامتين لعدة ثوان معدودة، حتى تحدث أمير الجوهري وهو والد نور قائلاً:
- يا حاج ليه بتضغط على رحيم، وبعدين مش يمكن نور هي كمان مش عايزاه، ولازم ناخد رأيها.
- راي نور خدته قبل رحيم ولقتها طايره من الفرح، يعني بنتك موافقه.
تنهدت ساره بحزن بعض الشيء قائلة:
- طيب يا بابا بس كده بتغلط نفس الغلطه بتاعت زمان، كان التاريخ بيعيد نفسه، بعد اذنك.
ألقت سارة حديثها حتى خرجت من ذلك المكتب الذي يجعلها تشعر بالاختناق، كلما ذهبت إليه، لتتجه نحو غرفة الاء، التي تجلس معاها نادين حتى يقوموا بالانتهاء من تلك المذاكره، بينما تحدث خالد بضيق شديد قائلاً:
- حضرتك تؤمر بحاجه قيل ما اروح الشركه.
نظر له الجد نظره طوليه حتى تحدث بغضب:
- اخرجوا انتو الاتنين.
خرج كلا من خالد وامير من أمامه، ليقوم الجد بفتح درج المكتب، و اخرج منها صورة وظل ينظر إليها بحزن شديد.
يا عمتو انا تبعت والله، انا مش فاهمه دخلتوني هندسه ليه انا مالي.
هتفت بها الاء بينما كانت ساره تتحدث معهم عن مذاكرتهم.
- يا حببتي مش انتي اللي قلتي عايزه ادخل هندسه ما نادين.
كانت نادين تستمع حتى هتفت بغضب قائلة:
- كان يوم اسود يوم ما دخلت هندسه.
- طب اي اللي واقف معاكوا.
تحدثت الاء بحزن ونادين أيضا بصوت واحد:
- الماده دي مش بفهمها غير نت أونكل رحيم، وجدو طردوا.
- متخافوش رحيم راجع بكره.
هتف الاثنان بسعاده وقفزوا من مجلسهم:
- بجد، أبيه رحيم هيرجع البيت تاني.
- ايوه كلمني وقال إنه موافق على جوازه من نور، وهيرجع.
هتفت الاء قائلاً بفرحه شديدة:
- هيييييييييييييه.
كانت نور تستمع إلى حديثهم خلسة دون أن يلاحظها أحد، بينما ابتسمت بخبث قائلة:
- اخيرا، ثم ذهبت لتحادث شخص ما على هاتفها.
*******
(داخل مطعم الأرجواني)
كانت شغف تتابع عملها، حتى جاء المدير إليها متحدثا بجديه:
- شغف، هيتم تكليفك انتي وجهاد وبعض العمال، للعمل في فيلا الجوهري بعد بكره.
- لا مش فاهمه حضرتك، فيلا اي، واي علاقة شغلي بجرسون، في الفيلا.
- شغف انتو هتشرفوا على الاكل يوم خطوبة صاحب المطعم، وهو اللي أمر بكده، واكيد طبعا المرتب هيزيد حسب زياده شغلك.
تنهدت شغف بضيق قائلة:
- حاضر يا فندم اللي تشوفه.
ذهب المدير، وسرعان ما رجعت شغف لعملها مرة أخري.
*********
يقف امير أمام القبر، حتى تحدث بحزن قائلاً:
- على الرغم من إن امبارح كانت الثانويه بتاعتك، رغم الندم والحزن اللي شايفه في عينه دلوقتي، هيغلط نفس الغلطه اللي عملها معاكي، بس المره دي مش واحد بس اللي هيخسر، لا ده هيبقي اتنين.
ابتسم ونظر إلى القبر بحزن شديد، ثم قام بوضع نظارته وذهب إلى الشركه.
********
(داخل شركة الجوهري)
كان الجميع في غرفة الاجتماعات يتابعوا عملهم، حتى وجدوا من يطرق الباب، ويدخل لهم؛ فكان ذلك رحيم الذي استغرب الجميع من مجيئه، فوقف خالد ما كان يشرحه لهم، حتى تحدث قائلا باستغراب:
- رحيم؟!
- ايوه، في اي؟
تحدث والده بخوف شديد قائلاً:
- انت رجعت لي، هو انت وافقت على طلب جدك.
هتف رحيم بثقه قائلا:
- اه وافقت.
ليغمض خالد عينه يغضب ويحدث نفسه قائلاً:
- يا ابن الغبيه.
ليتهف زين الذي شعر بالحزن لانه يعلم بأن فارس يميل الي نور ولكنه كان ينتظر الوقت المناسب قائلاً:
-الف مبروك يا رحيم.
- الله يبارك فيك.
هتف خالد بحده خفيفه قائلا:
- خلاص، نكمل شغل، ثم لاحظ عدم وجود فارس قائلاً:
- اومال فارس فين.
هتف احمد وهو ينظر إلي عمه قائلاً:
- طلب اجازه انهارده، واديتها ليه.
اومىء خالد رأسه موافقا له، وعاد الجميع اللي عمله مرة أخرى.
********
تقف شغف أمام مكتب المدير لتطرق الباب، ليسمح لها المدير قائلاً:
- تعالي يا شغف.
نظرت له شغف بأسف وتوتر قليلا قائلة:
- معلش ممكن حضرتك اروح بدري انهارده شويه، حقيقي تعبانه ومش هقدر اكمل.
تنهدت المدير بضيق، لينظر لها ويتحدث قائلاً:
- اعذارك كترت اوي يا شغف.
ل- معلش يا فندم والله عارفه بس حقيقي غصب عني.
- تمام، روحي وسلمي شغلك لعلى.
ابتسمت له شغف ثم قامت بشكره وذهبت مسرعه اللى منزلها.
**********
-اي اللي جابك؟.. غور من هنا قبل ما شغف تيجي.
هتف بها محمد بغضب، بينما ينظر إليه نادر بثقه قائلا:
- ما تيجي يا عمي اي المشكله.
- انت دمك اي يلا، نوعك اي، ولا انت معندكش دم ولا اي بالظبط.
كان نادر على وشك أن يرد، حتى ساد الصمت وحلت الصدمه على وجه محمد عندما وجد شغف أمامه، وهي تتحدث قائلة:
- مساء الخير.
قام نادر من مجلسه وذهب نحوها، فنظرت له شغف من أعلى إلى اسفل، فهو طويل القامه يتميز بالشعر البني الغامق، والعيون السوداء، والبشره القمحاويه، ويرتدي بدلته الزيتيه.
- مساء الورد على اجمل عيون.
قامت شغف برفع احدي حاجبيها باستنكار قائلة:
- افندم!
شغف خشي جوه.
هتف بيها محمد خوف على ابنته، لمعرفة اي شيء.
ليتحدث نادر مسرعا قائلاً:
- لا طبعا هو انا لحقت اقعد مع خطيبتي ومراتي المستقبليه.
- نعععععععععععم يا روح امك، خطيبة مين ومرات مين.
