أخر الاخبار

رواية المكياج المميت الفصل الاول 1بقلم محمد شعبان


رواية المكياج المميت 
الفصل الاول 1
بقلم محمد شعبان 


 المكياچ ده عامل زي السحر؛ ممكن يخلي الواحدة تطلع وحشة اوي، او ممكن تبقى حلوة اوي، ومش بس كده.. ده ممكن عن طريقه الست تغير ملامحها لملامح واحدة تانية خالص!

كلام غريب ومافهمتهوش، لما قالهولي الماكيير اللي بيشتغل في وشي، بصيت لملامحه الجامدة في المراية وسألته..

-مش فاهمة؟!

ابتسم وكمل شغله وهو بيجاوبني..

-سهلة وبسيطة، انتي بس اكمنك خدتي عليه، فمابقتيش عارفة قيمته.. طب تعرفي، انا ياما طلعت من تحت ايدي قمرات، وهم في الأصل مالهمش ملامح.

-يااه.. ده انت على كده بقى ماكيير شاطر!

-اه، واشطر مما تتخيلي.. اقولك، غمضي عينك، ولما اخلص هقولك افتحيها، واوعدك انك لما تفتحيها هتتفاجئي.

عملت زي ما قالي وغمضت، اما هو، فكمل شغله وهو بيكمل كلامه.

-عقبال ما اخلص هحكيلك حدوتة عشان ماتزهقيش يانجمة.. من كام سنة كده كان في واحدة ست، الست دي كانت غاوية تمثيل، او لأ، هي مش غاوياه، دي كانت بتعشقه، وبسبب عشقها لُه، اطلقت من جوزها اللي كان رافض شغلها، ومن بعد طلاقها، ابتدت مشوارها في المجال.. من المكتب ده، للمخرج ده، للسيناريست ده، ومع الوقت، عملت ادوار صغيرة، وواحدة واحدة، اتشافت وبقت بتطلب في الافلام، واهي الادوار الصغيرة بقت ادوار كبيرة لحد ما اتعرفت على منتج معروف.. الراجل ده كانت مراته ميتة وماكنش بيفكر في الجواز، لا كان بيملى عينه كاس ولا سجارة ولا واحدة ست، بس هي، اصيلة الأصيل، عجبته، لما شافها وهي بتمثل دور في فيلم من افلامه، عينه اتسحرت بيها، وبعد سحر العين، قلبه دق واتخطف.. اه، حبها، ولما اتكلموا، الحب ده كبر وطلبها للجواز، وهي طبعًا ولأنها كانت عاوزة تتشهر اكتر، وافقت عليه.. وافقت مش لأنه راجل جميل ولا طيب ولا حتى لانه عجبها، اصيلة وافقت عشان فلوسه، وكمان عشان ينتجلها افلام من بطولتها، واهي بدل ما تبقى ممثلة عادية، هتبقى بطلة معروفة.. وحصل، المنتج اتجوز اصيلة وكل افلامه بعد كده بقت هي بطلتها، ومش بس الافلام على فكرة، دي بقت هي كل حياته، لكن تعرفي، المنتج ده كان فيه عيب خطير، كان شكاك، مابيأمنش لحد بسهولة، وعشان كده، حَب يعمل لأصيلة اختبار.. جاب واحد صاحبه وخلاه يقرب منها، والراجل ده كان رجل اعمال معروف اوي، اغنى من المنتج نفسه، وعشان صاحبنا يأمن لأصيلة ويصدق فعلًا انها لا يمكن تخونه، كانت لازم ترفض رجل الأعمال وتصده، انما ده ماحصلش، اصيلة كانت طماعة بزيادة، شافت ان رجل الاعمال هيخليها في مستوى اعلى من اللي هي عايشة فيه مع جوزها المنتج، ومن هنا، ابتدت تتجاوب معاه وحصلت بينهم مكالمات ومقابلات، وطبعًا، كل المكالمات والمقابلات دي، جوزها كان على علم بيها.. طب ولما عرف انها خاينة وانها ممكن تبيعه عشان اي راجل اغنى منه، عمل ايه؟!.. هقولك، صاحبنا اتجنن، عقله راح منه، ماهو على قد ما الغلاوة كبيرة، بيبقى الزعل كمان كبير، وهو زعله ماكنش مجرد زعل ويعدي، ده رتب وخطط لكل حاجة.. خلى رجل الأعمال ده يكلمها، ويقولها انه هيقابلها في الكاراڤان اللي بتقعد فيه وقت ما بتصور فيلمها، وحصل.. بعد ما اصيلة خلصت تصوير، دخلت الكاراڤان وهي فرحانة اوي، كانت فاكرة انها هتقابل حبيب قلب بعد ما جوزها قال انه تعبان في نص اليوم وروح، لكنها اول ما دخلت، لقت جوزها.. برقت، اتصدمت، قلبها كان بيدق بسرعة لدرجة انه كان هيقف من كتر الخوف، وقبل ما تتكلم او تخرج من الكاراڤان، كان جوزها قام من مكانه وقفل باب الكاراڤان ودبحها، وبعد ما دبحها، فتح الباب بكل هدوء وخرج وهو متخفي، كان مغطي وشه ودماغه وخرج وسط الناس اللي في اللوكيشن وماحدش خد باله منه، ومن بعد اللي حصل، اختفى المنتج ده خالص، اختفى قبل حتى ما الحكومة تيجي وتحقق وتتهمه في قتل مراته، وكل ده طبعًا حصل بمساعدة صاحبه اللي اتربى معاه، رجل الأعمال، وبس.. الحدوتة لحد كده تبان انها خلصت، واحدة وجوزها قتلها وهرب، وبعد ما هرب برة البلد، اتحكم عليه بالإعدام وماقدروش يقبضوا عليه، بس تعرفي يافنانة، القصة ماخلصتش لحد هنا، القصة كان ليها جانب تاني، جانب مش متشاف.. الممثلة أصيلة، كان عندها ماكيير، والماكيير ده كان بيعمل كل جهده عشان يخليها احسن واحدة بتطلع عالشاشة، وده مش عشان هو شاطر فبيستعرض شطارته قدامه، ولا حتى عشان ياخد منها قرشين زيادة.. الماكيير ده كان بيعمل كده، عشان كان بيحبها، وبسبب حبه ليها، ومن بعد موتها، حياته اتدمرت.. مابقاش بيشتغل ولا بقى بينزل من البيت، هو اصلًا كان وحيد ومالوش حد، لكن من بعد موتها بقى، اصبح وحيد ومالوش حد وكمان بائس.. ده حتى فكر كتير انه ينتقم من جوزها ويسافرله للبلد اللي هرب ليها، ويطب عليه ويخنقه او يدبحه، بس ماعرفش.. ماعرفش يعمل اي حاجة غير انه يحزن ويعيط ويشرب.. وف مرة من المرات، خد بعضه وفي ايده ازازة الخمرة اللي بقت ملزماه، وطلع بيها على الكاراڤان اللي حبيبته أصيلة اتقتلت جواه.. كان كاراڤان مهجور من بعد اللي حصل، ومرمي في مكان بعيد كده جنب ستديو من الاستديوهات المعروفة، ولما شرب كتير وبسبب حزنه وضعفه وقلة حيلته.. ظهرتله.. شافها بهيئتها اللي ماتت عليها، أصيلة!..  اتنفض من مكانه وقام وهو بيطوح وقرب منها، وقبل ما يسألها انتي رجعتي من الموت ازاي، ضحكتله ضحكة مرعبة وقالتله انها بتحبه وعايزاه معاها، كان زي الاهبل، عبيط، ابتسملها هو كمان وسألها ازاي.. ازاي ابقى معاكي، وساعتها، كان ردها حاسم.. قالتله انتحر، اقتل نفسك في الكاراڤان عشان ارواحنا تتلاقى!.. وحصل.. اصله كان زي المسحور، مسك ازازة الخمرة وكسرها، وبحتة كبيرة من الأزاز المكسور، قطع شراينه وسرح، بص لها وهو بيضحك ودمه بيتصفى لحد ما مات.. وبس كده..

-بس ايه.. وبعدين؟!

-ولا قبلين.. انا خلصت، فتحي عينيكي.

لما فتحت عيني وبصيت في المراية، اتصدمت، المكياچ اللي الماكيير عملهولي خلاني واحدة تانية!

-ايه ده!.. دي مش انا.. دي واحدة تانية.. دي.. دي مش ملامحي!

-لا ملامحك، بس المكياچ خلاها احلى.

-احلى ايه وزفت ايه.. دي واحدة تانية غيري، تقريبًا هي الممثلة اللي..

-الممثلة اللي كانت مكسرة الدنيا واتقتلت في الكاراڤان، أصيلة الأصيل.. مش قولتلك، المكياچ ممكن يخليكي واحدة تانية!.. واحدة أجمل.


                 الفصل الثاني من هنا 

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close