رواية شغف رحيم
الفصل السابع عشر 17
بقلم أسماء محمد
كان الجميع ينتظروا مجئ شغف إليهم، ليأتي إليهم العم سيد قائلاً:
- في واحده اسمها شغف عايزه حضرتك يا عثمان بيه؟
تحدث عثمان مسرعا قائلاً:
- قولها تيجي بسرعه.
اومىء سيد رأسه إيجابا، لتدخل شغف بعد بضع ثوان معدودة، حتى هتفت قائله:
- مساء الخير.
هتف الجميع قائلاً:
- مساء النور.
ليهتف خالد قائلاً:
- تعالى اقعدي يا شغف.
نظرت له شغف ثم نظرت إلى الجميع قائله:
- مالوش لزوم، أنا بس كنت جايه علشان اعرف حاجه وبعدها هتعرفوا قراري ايه.
تحدث عثمان قائلا:
- حاجه اي يا بنتي، قولي.
التقطت شغف أنفاسها للتحدث قائله:
- هي نجلاء ماتت ازاي ؟
نظر لها الجميع ليتحدث عثمان بأسف وحزن قائلاً:
- كانت هنا، وبعد أما خرجت من الباب، عربيه خبطتها.
تحدثت شغف قائله:
- لما جت وقالت إنها خلفت وعايزه ترجع تاني، وتعيش وسطكوا.
نظر لها الجميع ولم يتحدث احد، لتبتسم قائله:
- وطبعاً انتوا رفضوا.
تحدث خالد مسرعا قائلاً:
- شغف انتي فاهمه غلط، قبلها جه تهديد لبابا أنها لو اتجوزت ابوكي هيقتلوها، علشان كده بابا رفض من الاول اصلا.
تحدثت شغف باستهزاء قائله:
- تهديد، هو فيه حد بيهدد عيله الجوهري بردوا؟!
تحدث عثمان بإنهزام قائلاً:
- صدقيني يا شغف هو ده اللي حصل.
تحدثت شغف بغضب قائله:
- حتى لو الكلام اللي بتقوله ده صح، مش الأولى انك تخليها عندك، علشان على الأقل تحميها مش تطردها.
- عملت كده، وهي عاصتني واتجوزت ابوكي.
- تقوم تطردها.
- هي اللي غلطت.
- غلطت، بالذمه انت مصدق نفسك يا عثمان بيه، غلطت لما قالت عايزه اتجوز اللي بحبه، غلطت لما هربت علشان قراراتك المتحكمه وانك خلاص هتجوزها واحد تاني، دي حتى لما هربت اتجوزت وجت ليك، بس انت ازاي.. ازاي عثمان الجوهري حد يعصاه، انت بعملتك دي ضيعت حياة 3 أشخاص، واولهم امي سمر، اللي ضحت بكل حاجه علشان بس تربيني.
سقطت منها دمعه هاربه لتزيلها مسرعة قائله بابتسامه متصنعه:
- عموما انا كنت جايه علشان اقولك قراري، وهو اني هفضل مع اهلي، اهلي اللي ضحوا بكل حاجه علشاني، امي اللي اتحرمت من اقل حقوقها وهو أنه يكون عندها طفل حقيقي من دمها، مش واحده اتبنتها لمجرد وعد قديم، ومن انهارده ولا كأني اتعرفت عليكوا، أو إن عندي عيله، افضل اعيش وحيده ولا يبقى عندي أهل زيكوا... بعد اذنكوا.
كانت شغف على وشك الذهاب ولكن استوقفتها ساره قائله:
- استني يا شغف.
وقفت شغف لتتحدث ساره مره اخرى قائله:
- انتي مش شايفه انك ظلمتي معاكي ناس كتير، وبسبب غلطه شخص واحد بس.
- غلطة شخص واحد، هو مش انتوا كنتو واقفين بتتفرجوا.
- وانا مش قصدي علينا، قصدي على ولاد خالك، ذنبهم اي، الاء اكيد عايزه واحده تعوضها عن نادين، ويوم ما تيجي الفرصه دي تحرميها منها.
تحدثت الاء بغضب قائله:
- محدش يقدر ياخد مكان نادين عندي، واللي هي عايزه تعمله.
ثم تركتهم لتذهب إلى غرفتها، لتنظر شغف إليهم لتجد رحيم يومىء رأسه إيجابا موافقا على حديث عمته، لتتحدث شغف قائله:
- معنديش اي مشكله لو اتكلمنا أو اتقابلنا، بس دخولي للبيت ده مستحيل.. بعد اذنكوا.
ذهبت شغف من أمامهم ليهتف عثمان بتعب قائلاً:
- رحيم، تعالى قومني اطلع اوضتي.
اومىء رحيم رأسه إيجابا، حتى ذهب الجد، لتهتف نور قائله:
- أنا لو مكانها هعمل اكتر من كده، وهي خدت القرار الصح.
هتفت سوسن بغضب قائله:
- طب ينفع تسكتي خالص.
****
(داخل المستشفى)
جاءت الشرطه لأخذ اقوال عدي وايضا اسيل، وهتفت بملاحقة هؤلاء الأشخاص ومعاقبتهم.
داخل غرفة اسيل، يقوم الطبيب بفحص نبضات قلبها ليتحدث قائلاً:
- عال اوي، دلوقتي بقيتي زي الفل وتقدري تخرجي كمان.
ابتسمت له اسيل لتنظر إلى عدي قائله:
- شكرا جدا ليك، مش عارفه من غيرك كام اي اللي حصل.
- شكر على واجب اهم حاجه انك بخير، ثم نظر الى معتز الواقف بجانبه ليتحدث قائلاً:
- بعد اذنك يا معتز بيه، وحمدالله على سلامة بنت حضرتك.
- الله يسلمك يا عدي، ابقى عدي عليا بكره في المكتب علشان عايزك.
- باذن الله يا باشا.
ذهب عدي لتنظر اسيل إلى والدها لتهتف قائلة:
- اومال ماما فين.
نظر لها معتز ولم يتحدث، لتفهم اسيل بأنها لم تأتي حتى هتفت قائله بابتسامه و مزاح:
- خلاص فكك يا زوز، الا قولي مين المز اللي انقذني ده.
ضحك معتز قائلاً:
- طب راعي شعوري اني ابوكي.
- عيب يا زوز أنا مش بخبي عليك حاجه، وبعدين بقا كده انا ابتديت اتشد ليه، حسيت أنه فارس احلامي ابو حصان ابيض ده عارفوا.
ضحك معتز على حديث ابنته ليتحدث قائلاً:
- يلا يا بت قومي علشان نمشي.
- طب براحه طب.
بعد ما يقارب الساعتين والنصف، كانت اسيل ذهبت إلى منزلها مع والدها وهي تساند عليه، لتجد والدتها ليست بالمنزل، ليتحدث معتز قائلاً:
- داده، داده عفيفه.
جاءت الداده عفيفه قائله بقلق:
- يا حبيبتي يا بنتي، مالك.
هتف معتز قائلاً:
- مافيش حاجه يا داده، اومال فين سالي.
- خرجت من ساعه كده يا معتز بيه.
نظر معتز أمامه بغضب ليهدا أعصابه قائلاً:
- طب خدي اسيل لاوضتها علشان ترتاح.
اومئت عفيفه رأسها إيجابيا لتهتف قائلة:
- تعالي يا بنتي.
هتفت اسيل بمزاح قائله
- أما حصل معايا فيلم اكشن يا داده ولا في الأحلام، تعالى بس نطلع احكيلك.
ضحك معتز على حديث ابنته، فهي دائما تعتبر عفيفه والدتها، وتتحدث معاها عن جميع الأشياء الخاصه بها، وتحاول الداده عفيفه أن تعوضها عن والدتها الحقيقه.
****
(داخل منزل محمد عبد الرحمن)
تذهب سمر يمينا ويسارا بقلق قائله:
- هي شغف اتاخرت كده ليه، معقوله تكون اختارتهم.
- اهدي بس يا سمر، اكيد جايه، حتى لو اختارتهم اكيد هاتيجي علشان تقول قرارها.
اثناء ذلك الحديث دلفت شغف إليهم قائله بحزن:
- سلام عليكم.
هتف والديها قائلين:
- وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته.
هتفت سمر مسرعه قائلة:
- عملتي اي يا شغف.
تحدث محمد مقاطعا سمر قائلاً:
- هي لسه دخلت يا سمر، سيبيها تاخد نفسها شويه.
هتفت شغف قائله:
- سيبها يا بابا، هي اكيد عايزه تعرف أنا اخترت مين.
صمت قليلا حتى تحدثت بحزن قائله:
- أنا اخترتهم.
نظرت لها سمر لعدة ثوان دون حديث من تلك الصاعقه حتى سقطت منها دمعه تلو الأخري، لتركض شغف إلى أحضانها ببكاء شديد قائلة:
- أنا مقدرش ابعد عنك، انتي عيلتي كلها، حتى لو مش امي الحقيقة، انتي هتفضلي كل حاجه في حياتي، أنا اخترتك، واخترت امي اللي ضحت بساعدتها علشاني.
ابتعدت عن أحضانها قليلا وهي تتحدث قائله:
- من انهارده مش عايزه اشوف ليكي دمعه واحده، عايزه اشوفك زي زمان، مبسوطه وبتضحكي ونتخانق ونتصالح.
اومئت سمر رأسها إيجابيا وهي تضحك وتزيل تلك الدموع ليهتف محمد بابتسامه قائلاً:
- ده اخر قرار ليكي يا شغف.
نظرت له شغف لتجد تلك الابتسامة مزينه وجهه لتتحدث قائله:
- اظن بعد ضحكتك دي مش هقول مش اخر قرار.
لتقترب منه حتى طبعت قبله خفيفه على رأسه لتتحدث قائله بابتسامه:
- ربنا يخليكوا ليا ويديمكوا في حياتي يارب.
*****
كانت ريماس عادت من امريكا، وهي تاخذ سيارتها لتذهب إلى منزلها دون علم اخيها، فهي تريد مفاجأته، ولكن أثناء قيادتها تظهر أمامها سياره سوداء، حاولت أن تبتعد عنها، بينما الشخص في السياره الأخري فعل ذلك الشيء ليتفادوا الاثنان ذلك الحادث المريب لتخرج ريماس من سيارتها قائله بغضب:
- انت أهبل يلا، مش تفتح.
خرج زين من سيارته أيضا ليتحدث قائلاً:
- أنا حقيقي اسف جدا، كان بالي مشغول شويه، علشان كده مخدتش بالي، حضرتك كويسه.
كانت ريماس تريد أن تسبه وتلعنه، ولكن حينما نظرت إليه، هربت جميع الكلمات التي تريد قولها لتتحدث قائله بابتسامه:
- انت حلو اوي.
تحدث زين قائلاً باستغراب:
- انتي متاكده انك كويسه.
تحدثت ريماس بصوت خافض لم يسمعه زين قائله:
- يخربيت جمالك، هو في حد عيونه كده.
تحدث زين قائلاً:
- بتقولي حاجه حضرتك.
تحدثت ريماس مسرعه قائلة:
- لا أبدا، أنا كويسه، بالمناسبة اسمي ريماس.
نظر لها زين مستغربا ليتحدث قائلاً:
- وانا زين، فرصه سعيده.
ثم تركها وذهب، للتحدث مره أخري قائله:
- اي ده، المفروض اهزقه، ايه اللي أنا هببته ده.
لتركل سيارتها بغضب.
****
مر ذلك اليوم سريعاً حتى جاء صباح اليوم التالي، خاصة (داخل منزل نادر)
- دموع.. يا دموع.
جاءت دموع إليه قائله:
- نعم يا ابيه.
- عندي ليكي مفاجأة هتعجبك اوي.
ابتسمت دموع قائله:
- بجد مفاجأة اي دي.
- جهزي نفسك يلا، علشان رايحين لبنت عمك.
قفزت دموع بفرحه قائله:
- بجد، يعني هقابلها انهارده.
- اه.
- حالا وهتلاقيني لابسه.
ذهبت دموع إلى غرفتها مسرعه، بينما ضحك نادر على أخته ليهتف قائلاً:
- اما نشوف عمك هيستقبلك ازاي.
****
( داخل منزل عائلة الجوهري)
كان الجميع يتناولوا الطعام في صمت، عدا زين الذي ينظر الي صحنه مبتسماً شارد الذهن، ليميل إليه رحيم قائلا:
-ايه سرحان في اي.
نظر له زين وهو يتناول قائلاً :
- خليك في طبقك.
- تصدق انا غلطان، عنك ما طفحت.
قطاعهم ذلك الحديث مجيء سيد قائلاً بقلق:
- الحق يا خالد بيه، البوليس بره ومعاه قوه كبيره اوي.
****
(داخل منزل محمد عبد الرحمن)
كانت شغف تجلس أمام الاب توب الخاص بها، لتأتي إليها سمر ومعها عصير البرتقال قائله:
- خدي يا ست البنات.
اخذت شغف منها العصير لتضعه بجانبها وهي تهتف قائله بابتسامه:
- تعبتك نفسك يا سوسو.
- تعبك راحه يا قلب سوسو.
كان محمد يتابع حديثهم، حتى جعل يده ك آلة الكمان ليقوم بمضايقاتهم، وهو يتحدث قائلاً:
- جسمي أشعر، اي شغل المخطوبين ده.
ضحك الاثنان عليه، لتتحدث سمر قائله:
- بنتي وأدلعها زي ما أنا عايزه.
بينما هتفت شغف أيضا قائله:
- الله عليكي يا سوسو، اديلوا.
ضحك الجميع معا ليتحدث محمد قائلاً:
- اتقفتوا عليا، ماشي.
قاطع حديثهم صوت طرقات الباب لتهتف شغف وهي تضع حجابها قائله:
- أما أقوم اشوف مين.
