أخر الاخبار

رواية عشقتك قبل رؤياك الفصل السابع والعشرون27والثامن والعشرون28والتاسع والعشرون29بقلم فاطمة الالفي


 رواية عشقتك قبل رؤياك الفصل السابع والعشرون27والثامن والعشرون28والتاسع والعشرون29بقلم فاطمة الالفي


صدمه ، حزن ، خيانه ، خذلان 
الخذلان من أصعب المواقف التي قد تمرّ علينا، فمن وهبناهم قلوبنا وأرواحنا قدمو لنا الغدر والخيانة، من جعلناهم سندنا و قوتنا غدرو بنا، فانكسرت قلوبنا وضعفت أجسادنا، لم نتوقّع هذا منهم، فقد قدّمنا لهم كلّ ما نملك من أجلهم ولكنهم خذلونا،  لا يمكن وصفها فقد قابلوا كلّ هذا القدر من الحب بالخيانه والغدر ..

شعر يوسف بالتحطيم عندما أيقن ان زوجته كانت على علاقه غير شرعيه بصديقه ، فلم يتوقع أن يصاب بسهم الغدر من اقرب الناس اليه ، لم يتوقع بأن الخيانه تاتى من صديق ، أو زوجه قدم لاجلها الكثير ولم يتخلى عنها ، وهى واجهته بالخذلان والخيانه .

تحدث الضابط باسف شديد :الجيران إللى قدمو البلاغ ، كان فى صوت خناق جامد سمعو فى الشقه ،وحاولو يدخلو لكن ماكنش فى اجابه ، فجأه الصوت اختفى وهم حاولو تاني لم قلقو ان فى حاجه مش طبيعيه بتحصل ، ولم المتهم فتح الباب كان فى حاله صدمه وفضل يقول ماكنش قصدي اقتلها ، والجيران اتحفظو عليه عشان ما يهربش ، واحنا وصلنا كانت المجنى عليها فارقت الحياه وكلمنا الاسعاف ، والمتهم اعترف بانها استفذته فحصل تطاول باليد وخناق والجيران اتعرفو عليها أنها كان بتتردد على الشقه كتير وفى أوقات مختلفه وان العلاقه بينهم من زمان ، بس اختفت فتره .
لم واجهنا المتهم اعترف ان فعلا كان فى علاقه بينهم وهى اتجوزت من فتره وسبب الخناقه هو كان عاوز يبعد عنها.  بس هى رفضت وهددته بالقتل فحصل إللى حصل 
ده تحقيق مبدئي ، بكره هيتعرض على النيابه والطب الشرعي هيثبت وقت حدوث الجريمه وسبب الوفاه ، بس مطلوب من حضرتك تتعرف على الجثه 
يوسف بحزن نظر إلى شقيقه :انا مش هتعرف على حد ، بلغو اهلها 
نظر إلى الضابط بجديه :ممكن اشوف سامر 
الضابط بشفقه على حالته :حاضر 
أمر  الضابط العسكري بإخراج سامر من محبسه ليتحدث مع زوج المجني عليها ..
***************
دلف العسكري لمكتب الضابط النبطشي وهو يسحب سامر لداخل .
وقف سامر ينظر للاسفل بحزن ويده بها الكلبشات .
تحدث الضابط باهتمام :طب هسيبك معاه خمس دقايق 
غادر الضابط مكتبه ، ونظر يوسف لشقيقه 
-سبني لوحدي يا حازم من فضلك 
 استمع حازم له دون جدال وغادر المكان وهو يرمق سامر بنظرات من الاحتقار .

لم يستطيع أن ينظر له ، فهو يشعر بانه خان صديقه الذى وثق به وخذله وغدر به ، فلم يقدر على النظر فى عيناه .
نهض يوسف من مقعده ووقف امامه ينظر له بعتاب 
-ليه ، ليه عملت فيك ايه عشان توجعني كده ،وثقت فيك واعتبرتك أخ وانت تخذلني وتخوني مع مين يا سامر ، مراتي ، مرات صاحبك ، قدرت تعملها ازاى دي ، كنت بتبص فى وشي وبتعاملني عادي بكل برود وانت فى نفس الوقت بتطعني فى ضهري ، فى شرفي ، طب ليه لو بتحبها ماقولتش ليه ، كنت سبتها عشانك ، اقسم بالله كنت سبتها عشانك ، لكن انت إللى فضلت تزن عليه اتجوزها واصلح غلطتى مش كده ، كنت تقصد اصلح غلطتك أنت يا إللى كنت فاكرك صاحبي وخايف عليه ، يا اخى ده انا اول حد بجري عليه هو انت 
ساكت ليه ماتنطق ، ماعندكش كلام تقوله صح ، مش قادر تبص فى وشي بس بعد ايه يا سامر 
انت اديتني اكبر قلم فى حياتي ، عارف انا حاسس بايه دلوقت ، حاسس بسكينه مغروزه فى قلبي من خيانتكم ليه ، هى خلاص خدت جزائها وانت كمان هتتحاسب على إللى عملته ، كل واحد فيكم خد جزائه .
سامر بندم :غصب عني والله إللى حصل كان غصب عني ، ماكنش قصدي اقتلها ، انا كنت بس بسكتها ، صدقني انا ندمت وكنت عاوز اتغير وابعد عنها ، بس شهد رفضت ، سامحني يا يوسف كان غصب عني
يوسف بألم :اسامحك على ايه ولا ايه ، على انك تخدعنى وتخذلني ودمر حياتي وتخوني مع مراتي ولا اسامحك على ايه تاني انك استغليت فتره لم كنت مابشوفش استخدمت عجزي عشان اغراضك انت ، عشان اشيل عنك كل بلاويك ، حسبي الله ونعم الوكيل فيكم 
حسبي الله ونعم الوكيل فيكم .
*********•••********

استقل السياره بجانب شقيقه دون أن يتفوه بكلمه ، احترم حازم حزنه  والصدمه الذى تعرض لها على يد زوجته وصديقه ، خيانه وغدر واستغلال بكل معنى الكلمة ..
وصل إلى الفيلا ، ترجل من السياره وسار بخطوات سريعه دلف لداخل ، ولم ينظر لعائلته التى تنتظر قدومهم بقلق ، صعد على الفور لغرفته دون أن يتحدث مع احد ..
دلف حازم خلفه بضيق وجد الجميع فى انتظاره ، تسأل والده بقلق 
-فى ايه يا بني اخوك ماله 
حازم بتنهيده:ربنا يكون فى عونه يا بابا صدمته جامده 
كانت تقف صامته بجانب عمها ، تريد ان تعلم ما هى صدمته ولماذا تم استدعائه من قبل الشرطه .
حازم باسف :شهد اتقتلت فى شقه سامر 
شهق الجميع بصدمه :اتقتلت 
عبدالرحمن بحزن :لا حول ولا قوة الا بالله 
فريال :يعنى ايه اتقتلت وفى شقه سامر مش فاهمه
حازم باسي :سامر قتلها وكان فى علاقه بينهم ، وبلاش نتكلم اكتر من كده ، هى ربنا يرحمها بقى ، وماحدش يتكلم مع يوسف سبوه لم يفوق من صدمته 
استمع الجميع لصوت تحطيم بغرفته .
كان يشعر بنيران تحرقه ، فظل يركل بقدمه كل شئ امامه ، اراد اخراج ما فى صدره من كبت وحزن وألم ، حطم غرفه نومه ، التى جمعته بزوجته الخائنه ، إلى ان انهارت قوته وجلس بالارض يبكى ويخرج حزنه فلم يعد قادرا على التماسك فقد جاءته الخيانه من القريب وليس الغريب .
يبكي على سذاجته ، استغلاله ، كرامته التى تحطمت ، يبكى على وجع الغدر والخيانه ، يبكى على ثقه باناس لا تستحق تلك الثقه ، يبكي على ضعفه وعدم رؤيه حقيقتهم إلا بعد فوات الأوان ..
*******٠•••*******
تحدث حازم بجديه :ماما يوسف محتاج يفضل لوحده ، بلاش دلع بقى كفايه ، خليه يعرف يفكر لوحده ، هو عارف هيعمل ايه وانا معاه مش هسيبه 
فريال بحزن :يعنى اسيبه منهار كده 
حازم بانفعال :ماهو بسبب دلع حضرتك يوسف وصل لكده ، لا عمرك حاسبتيه على أخطائه ودايما تداري عليه ، والنتيجه كانت ايه ، من فضلك سبيه يخرج كل إللى جواه ،  وانا واثق يوسف هيعدي المحنه دي ، كل واحد على اوضته بقى 
صعدت والدته باستسلام وقلبها منفطر على فلذه كبدها ، أما عن والده فقد كان يحمد الله داخله على عدم علم ابنه بما يحدث خلف ظهره وإلا فكان خسر ابنه للابد بفعل متهور وطائش .
وصعد حازم وزوجته لغرفتهم وهو يشعر بالضيق والاختناق بسبب كل ما حدث لشقيقه الاصغر .
اما حبيبه فكانت تجلس على الفراش ومازالت الصدمه مرسومه على صفيحه وجهها ، كانت تشعر بالخوف أيضا عندما تتوهم مشهد القتل امامها .
فجلبت هاتفها بيد مرتعشه وقررت مهاتفه ياسين .
*******
كان بغرفته ، ابدل ملابسه وتنهد بضيق وهو يحاول أن يسترخي بالفراش لكي يذهب إلى النوم ، وظل حديث سيف يشعره بانه ارتكب ذنبا فى حق زوجته، تذكر حياته السابقه ووجودها بجانبه ، فشعر بتانيب الضمير وظل يقارن بينها وبين حبيبه ، هل حقا انسته زوجته اما مازال بقلبه مكانا لزوجته ، هل علاقته بحبيبه تعد خيانه لزوجته الراحله أما ماذا 
ظل متشتت الذهن 
 ، واثناء شروده ، صدع رنين هاتفه .
التقطته من الجوار وظن أن المتصل صديقه ولكن استمع لصوتها المهزوز 
-اسفه صحيتك 
اعتدل فى فراشه  :لا انا صاحي يا حبيبه ، انتي لسه مانمتيش 
حبيبه بتوتر :لا مانمتش 
شعر ياسين  بتوترها:حبيبه مال صوتك في حاجه حصلت 
حبيبه بخوف:فى كارثه حصلت فى بيت عمو
ياسين بذهول :يا ساتر يارب كارثه ايه دي 
حبيبه بحزن :مرات يوسف اتقتلت وأنا خايفه 
ياسين بصدمه :بتقولى ايه ، بتتكلمي جد ولا بتهزري 
حبيبه بدموع :بجد والله يا ياسين 
ياسين بذهول :طب اهدى كده وماتبكيش و قوليلي بهدوء ايه إللى حصل 
كفكفت دموعها وقصت ما اخبرهم به حازم .
ياسين بتفهم :مش عارف أقول ايه بصراحه ، هى دلوقتي عند ربنا وكمان إللى غلط هيتعقاب على افعاله ، ويوسف يحمد ربنا ان ظهرو على حقيقتهم فى الوقت ده ، اكيد إللى حصل صدمه بالنسباله ،ربنا يهون عليه .
حبيبه بفزع :ياسين انا خايفه ، مش عارفه انام 
ياسين يحاول أن يطمئنها :حبيبه ماتخفيش انا معاكي على الفون لحد لم تنامي
حبيبه بتذمر :تفتكر هعرف انام ، أخاف طبعا انا مرعوبه .
 حاول كتم ضحكته فهى مثل الطفله تخشى أن تحلم بتلك الاشياء المفزعه
-طب انا اهو مش عاوزك تخافي ، تعالي نتكلم فى اى حاجه ونغير الموضوع ده 
حبيبه :اتكلم أنت وانا هسمع 
ابتسم رغما عنه :هتروحي لماما امته ، عشان عاوز اقعد معاها واتعرف عليها واطلب ايدك منها ، حقها طبعا 
حبيبه :بجد عاوز تتعرف على ماما 
ياسين بجديه :طبعا يا بنتي مش زيها زى امي ولا ايه ولازم هى كمان تتكلم معايا من حقها تطمن على بنتها معايا 
حبيبه بضيق :بنتي مش ملاحظ انك بتقول بنتي كتير
ابتسم على مضايقتها واراد اثبات حبه :عشان أنا حاسك كده بنتى وحاجات كتير وان شاء الله قريب هتبقى مراتي إللى بتكملني
استمعت لحديثه  وظلت صامته .
ياسين بقلق :حبيبه انتي نمتي ولا ايه 
حبيبه :لا معاك 
ياسين بتفهم خجلها :معاك ايه بس انا قولت نمتي هههه
عامله ايه دلوقتي مافيش خوف 
حبيبه :الحمد لله احسن 
ياسين بابتسامه :الحمد لله ، مش عاوزك تحسي بخوف طول ما انا جنبك ، دلوقتي لازم تنامي وترتاحي ماشي 
حبيبه بتنهيده :حاضر تصبح على خير
ياسين بابتسامه :وانتي من اهل الخير 
ابتسمت بحب واغلقت الهاتف وهى تقبله برقه وقد نست خوفها واغمضت عيناها استسلمت لسلطان النوم .
٠•••••••••••
اما عن ياسين شعر بالارتياح بعدما استمع لصوتها وعلم ان خوفها تلاشى ، ظل يتذكر حديثها من اول لقاء بينهم إلى ذلك الوقت ، ولم يتوقع أن علاقتهم تتطور إلى هذا الحد وسوف تصبح زوجته بيوم ما .

٠•••••••••••••
ظل بغرفته يبكي ويحاسب نفسه على الاخطاء التي اقترفها بحق نفسه وحق عائلته وبحق الانسانه التى احبته يوما ما ، وقرر اتخاذ قرارات عده ومهمه سوف تغير مجرى حياته ..
**************
فى الصباح قررت ان تذهب لمنزل والدتها لتخبرها برغبه ياسين فى التعرف عليها .

ام عن حازم فتوجه إلى عمله فى الصباح الباكر ، ومازال يوسف بغرفته لم يغمض له جفن ، طوال الليل شاراد فى حياته وكل ما فعله سابقا ، قرر الالتزام بالصلاه كما علمته حبيبه قبل ذلك وعاد إلى طبيعته بعد ان عاد إلى بصره ، علم أنه قصر بحق ربه فى صلاته ووعد نفسه بالمواضبه على الصلاه ، وأن يمحى كل ماضيه من مساوئ وان يلتزم بعمله ايضا ويرمي الماضي وراء ضهره وان يتطلع للامام فقط .

هبط الدرج وهو يصرخ باسم الخادمه 
-سمره سمره 
اتت مهروله وقفت امامه بتوتر : افندم  يا استاذ يوسف
يوسف بجديه :كل حاجه فى اوضتي تخص شهد تجهزيها فى شنط ، فى مندوب من جمعيه رساله هيجي ياخد الحاجه دى ، خلال نص  ساعه تكوني مخلصاهم مش عاوز اى حاجه تفضل فى الاوضه تخصها مفهوم
سمره :تحت امرك ، كل حاجه هتكون جاهزه حضرتك
ركضت سمره لغرفته تنفذ المطلوب منها ، استمعت فريال لحديث ابنها ورفضت التدخل ، ولكن استوقفته عندما وجده يتوجه لباب الفيلا يريد ان يغادر .
-يوسف أنت رايح فين يا حبيبي 
نظر لوالدته بثبات :رايح شغلي يا ماما ، ولا حضرتك عاوزه افضل قاعد في البيت 
فريال بقلق :لا يا حبيبي روح شغلك ، بس بطمن عليك 
يوسف :انا كويس الحمد لله يا ماما ماتقلقيش ، عن اذنك بقى 
٠•••••••••••••••
كانت تنتظر أمام الفيلا تبحث عن سياره اجرى لتقلها إلى منزل والدتها ، تفاجئت بيوسف صف سيارته امامها .
لم تتوقع أن تلتقى به بعد ما حدث معه بالامس .
فتح لها الباب المجاور ونظر لها بجديه :اركبي هوصلك 
وقفت قليلا متردده اتركب جانبه أم تظل واقفه تنتظر قدوم سياره اجرى 
يوسف بضيق :اركبي يا بنت عمي  هوصلك مكان ما تحبي ، مافيش داعي تركبي مع الغريب .
دلفت لداخل السياره وهى تنظر له بغرابه 
-رايحه فين 
حبيبه :عند ماما 
قبل ان يقود السياره نظر لها بجديه :انا اسف على اى تصرف حصل مني قبل كده ، اسف كمان عشان إللى قولته لياسين ، واكيد لم اقابله هعتذر بنفسي عن إللى حصل مني 
لم تتوقع اعتذاره  ولكن قبلت أسفه فهو ابن عمها ولا تريد ان يظل التعامل بينهم فى خلاف 
حبيبه بابتسامه :انا كمان أسفه ان يعنى مديت ايدي عليك ، بس انت وقتها جرحت ياسين وانا مااقدرتش افضل ساكته 
نظر لها بأسى :بتحبيه 
هزت راسها بالإيجاب 
يوسف بتنهيده :هو كمان كان واضح اوى ان بيحبك ، ربنا يسعدكم ، هو فعلا يستاهلك مبروك 
حبيبه بابتسامه :الله يبارك فيك
قاد السياره ليقلها الى منزل والدتها ، ثم يكمل طريقه فى الذهاب إلى الشركه ..
***************
صفا سيارته أمام مبني الشركه ، ثم ترجل من السياره ووضع نظارته الشمسيه لتحجب عنه رؤيه العاملين بالشركه ، شعر بان اعين الجميع متسلطه عليه وتتهامس عنه وعن ما فعلته زوجته ، كان يشعر بالخجل والضيق ولكن تصنع القوه والصمود ، ودلف إلى مكتب شقيقه بتجاهل نظرات الجميع .

كان حازم بمكتبه لم يستطيع أن يمارس عمله يفكر بما حدث مع شقيقه ، وفجأة وجده امامه .
نزع يوسف النظاره ووقف أمام شقيقه :حاسس ان الناس كلها بتتكلم عني وبتشاور عليه ، نظرات الناس بتوجعني اوى ، فيه إللى شمتان فيه وفيه إللى ان صعبان عليه ، وفيه إللى بيقول عني مغفل يا حازم 
نهض حازم من مجلسه ووقف يتطلع لشقيقه بثبات 
-من امته كلام الناس بياثر فيك يا يوسف ، وانت معملتش شي غلط تخجل منه ، وبعدين ماحدش اصلا عنده علم باللى حصل ، أنت بس متخيل ان كل الناس عارفه ، ولعلمك بقى الناس مهما نعمل هتفضل تتكلم عننا وتنتقضنا كمان ، ماتخليش كلمه تهزك ولا تكسرك ، خليك ماشي وراسك مرفوعه أنت لا اجرمت فى حق حد ولا ظلمت حد ، بالعكس أنت مجني عليك ، حبيبي ركز بس فى انهارده انسي امبارح بكل إللى حصل فيه ، فكر بس فى يوسف عاوز ايه واعمله بدون خوف ولا ضعف 
يوسف بجديه :عاوز اشتغل وحقق ذاتي ، عاوز اكون يوسف وبس ، مش عاوز حد يقول ده ابن عبدالرحمن الشامي ، عاوز انجح واكبر بنفسي 
اعجب حازم بجديه وإصرار شقيقه على النجاح 
-وعشان كده بقى أنت مالكش مكان هنا 
يوسف بصدمه :نعم 
حازم بابتسامه :عشان هتستلم شركه بابا وانت إللى ديرها وحقق نجاحك زى ما انت عاوز ، بابا من حقه يستريح وانت مثيرك تدير الشركه ، انجح وكبرها وحقق هدفك وأنا هكون معاك لو احتاجت لأي مساعده يا بطل 
ضمه يوسف بحب :مش عارف لو مش عندي أخ زيك كنت هعمل ايه فى حياتي 
حازم بغمزه :عد الجمايل 
ودعه يوسف واستقل سيارته ليذهب إلى شركه والده ، ليحقق اول هدف عليه تحقيقه ..
*****************
اما عن ياسين كان ينتظر قدوم صديقه ، وعندما أتى مجد ، صعد لغرفته واراد التحدث معه بصوت خافت يخشي ان يستمع إليهم أحد .
شعر ياسين بالريبه فى حديث صديقه 
-مجد فى ايه قلقتني 
مجد بجديه :الموضوع فعلا مقلق جدا يا صاحبي 
انا اتكلمت مع الرائد خالد وهو عنده علم بكل حاجه ، بس انت لازم تعرف عشان تاخد حذرك ، عشان الخطر محاوطك 
ياسين بقلق :عرفتو مين إللى مدبر الحادثه 
مجد باسف :للاسف عرفنا يبق سيف ابن عمك
ياسين بعدم استيعاب :لا طبعا ده كلام فارغ سيف لا يمكن يعمل كده ، ده اخويا اكيد فى حاجه غلط 
مجد بثقه :انا سمعت سيف بنفسي وهو بيتكلم مع الراجل إللى اتفق يقطع الفرامل 
ياسين بصدمه :سيف ، عاوز يخلص مني انا ،  طب ليه 
**************

الفصل الثامن والعشرون
عشقتكِ قبل رؤياكِ
بقلم /فاطمه الألفي

شعر بالصدمه عندما علم بتلك الخبر ، لم يتوقع يوما بأن من يؤذيه ويتسبب بوفاه زوجته هو نفسه ابن عمه ، الذي يعامله كاخ اصغر ويظل جانبه دائما ، لم يصدق ان الطعنه تأتيه من القريب وليس الغريب ..
مازال غير مصدقا لحديث صديقه .

علم مجد بصدمته فلم يزيد عليه واخباره أيضا انه يتعاطى المخدرات ، فقرر الصمت فى ذلك الوقت ..
جلس ياسين بحزن ووضع رأسه بين كفيه وهو يتحدث بأسى :ليه سيف يعمل فيه انا كده ، مش طايق وجودي فى حياته عاوز يخلص مني ، طب ندى ذنبها ايه وابني إللى راح ، ماحسش بالذنب لحظه ولا بتأنيب الضمير ، ابن عمى إللى معتبره اخويا عاوز يقتلني 
ربت مجد على كتفه :ياسين إللى حصل حصل. لازم تخلي بالك منه ، مش بعيد يحاول يقرر عملته دي تاني ، سيف اكيد فى دماغه حاجه ومش هيسكت ، أنت وجودك هنا معاه فى نفس البيت أكبر غلط 
ياسين بحزن :عاوزني اعمل ايه يا صاحبي ، اسيب بيتي ولا اطرده هو ومرات عمى ، إللى مالهمش مكان غير هنا ، انا مش خايف على نفسي ، انا عاوز اعرف بس السبب يخليه يعمل كده ، ويتحاسب على إللى عمله ، يدفع تمن موت مراتي وابني ، اى كان لازم يتعاقب على جريمته .
مجد بجديه :خالد قالي لازم اثبات قويه عليه ، وكمان هو مراقب كل تحركاته ، واى حاجه هيوصل بيها هيبلغنا ، بس مطلوب مانظهرش اي حاجه وسيف مايعرفش ان فى حد عارف عشان مايخدش حذره ، نتعامل عادي جدا وبطبيعتنا معاه ، خلى بالك يا صاحبي وامسك نفسك كويس 
ياسين بتنهيده الم :حاضر يا مجد ، ماتشغلش بالك أنت 
مجد :طب ايه نازل معايا الشركه ولا ايه 
ياسين بضيق :لا ماليش مزاج 
ودعه مجد وتوجهه هو إلى الشركه ليدير اعماله وترك صديقه وقلبه يعتصر بالحزن والقلق عليه ..
٠••••••••••••••
دلف لداخل غرفه زوجته ، الغرفه التى جمعت بينهم وتشهد لحظات من الحب والعشق والجنون ايضا .
ابتسم بالم عندما تذكر اول مقابله جمعت بينهم بالعمل ، واطلق زفيرا قويا وهو يتوعد بجلب حقها مهما كان الفاعل عليه ان يدفع الثمن .
انسابت دموعه على وجنتيه وهو يمسك بثوبها ويشتم رائحتها التى مازالت عالقه بهم ... 
~~~~~~~~~~
وصل لشركه والده واستقل المصعد ليتوجه إلى مكتبه ، لم تستطيع السكرتريه منعه من الدخول إلى والده ، طرق باب مكتبه ودلف بهدوء .
نزع عبدالرحمن نظارته الطبيه وهو ينظر لباب مكتبه ، تفاجئ بوجود ابنه يقف امامه ، حدثه بحنيه 
-تعالى يا يوسف 
اقترب يوسف من مكتبه وامسك بيد والده وقبلها بصدق وحنين نابع من داخله 
اعتذر عن كل مافعله بحق والده :انا اسف يا بابا حقك عليه ، انا قصرت مع حضرتك كتير ، وكنت دايما معارضك ومابسمعش كلام حضرتك ، كنت فاكر ان بعمل لنفسي شخصيه وكيان وعاوز أكون مستقل وغير حازم ، اسف يا بابا على كل لحظه احتاجتلي فيها أكون جنبك ومالقتنيش ، اسف بجد سامحني ان خذلتك كتير وكنت عديم المسئوليه ارجوك سامحني
قبل عبدالرحمن رأسه بحب :الأب عمره مايزعل من ابنه ، وطول عمره بيتمني يشوف ابنه احسن منه يا بني ، اوع تفتكر ان سهل عليه اشوفك ضعيف ولا مكسور ، انا عاوزك دايما قوي وتقدر تواجه الدنيا دي ، قسوتي عليك من حبي وخوفي عليك تضيع مني ، كنت عاوز اطلع منك راجل يعتمد عليه ويشيل الحمل عني ، وعمر قلبي ما غضب عليك ، أنت حته مني يا بني ، ربنا يسعدك ويريح قلبك .
يوسف بابتسامه :وانا جاى اشيل عنك ومن النهارده يا هندسه تقعد كده فى البيت تستريح والشغل يمشي زى ما حضرتك موجود واطمن هو فى ايد امينه 
ابتسم عبدالرحمن بحب وشعر بالراحه والسعاده من أجل تغير ابنه للافضل وان ما حدث معه ليس إلا درسا قاسيا وعليه مواجهه الحياه بكل ما فيها من صعاب وتحدي ، وأنه لن ينكسر مهما حدث ، وسيظل صامدا مهما عصفت به الدنيا ..
******************
في المساء 
انتظرت قدوم ياسين ليتحدث مع  والدتها ، واخبرت والدتها كل ما حدث بمنزل عمها .
شعرت ناديه بالحزن والاسي بسبب ما فعلته زوجه يوسف ، فهى ام مثل أي أم ، تحزن إذا أصاب ابنها او ابنتها بشي ، ودعت الله ان يصلح له جميع اموره فهو بمثابه الابن ، وتمنت ان يخرج من تلك المحنه دون أن يخسر نفسه وعائلته ..
توجهت إلى غرفتها وهى تشعر بالقلق فلم يهاتفها طوال اليوم ، وخجلت هى أيضا ان تهاتفه ، فماذا تقول له .
وظلت تنظر للهاتف من حين لآخر تنتظر اتصاله ولكن دون جدوى ..
٠••••••••••••••••
اما عن ريم فكانت تجلس بمنزلها تنتظر قدوم خطيبها ، وعندما استمعت لرنين الجرس ، هندمت ثيابها وتوجهت على الفور لتفتح له الباب وتستقبله .
نظرت لها والدتها بخبث :بس على مهلك الراجل يقول ايه ، اتقلي شويا 
ريم بغضب :بقى كده يا هدهد ده انا بنتك بردو 
هدي بابتسامه :بنتي حبيبتي تبق عاقله كده وراسيه مش تطفشي الراجل 
ريم بضيق :أيوة اديني مواعظ وخلى عمار واقف بقى على الباب 
هدى :وانتي بينفع معاكي حاجه ، استني هنا انا هفتح 
ريم بنفاذ صبر :الصبر يارب 
توجهت هدي لفتح باب المنزل لتستقبل عمار بترحاب  
عمار بابتسامه :مساء الخير يا ست الكل 
هدي :مساء الخير يا حبيبي ، اتفضل واقف ليه 
اعطاها عمار باقه الزهور الذى يحملها بيده :اتفضلي ده عشانك 
ابتسمت بود والتقطت منه باقه الزهور ووجهته ليجلس بغرفه الصالون .
اتت ريم من الداخل نظرت له بضيق عندما وجدته اعطى الورود إلى والدتها ، وجلست جانبه بتذمر .
شعر عمار بمضايقتها :مالك قابله كده ليه ، دى مقابله وأنا إللى جاي اتفق مع ماما على كتب الكتاب 
ريم بتنهيده :انا ايه إللى هيضايقني ، انا مبسوطه جدا ، مبسوطه خالص 
عمار بغمزه :طب عيني فى عينك كده 
ريم بضيق تنظر له :اهو 
عمار بتسبيل :بحبك يا مجنونه 
ريم بهيام :بجد 
عمار بابتسامه اخرج ما فى جيبه ، علبه حمراء صغيره فتحها أمام عيناها واخرج ما بها ، قلاده رقيقه على شكل قلب صغير وداخله قلب اصغر من الماس .
نظرت إلى تلك القلاده باعجاب 
-الله دي عشاني ، دي حلوة اوى ، ميرسي يا عمار 
عمار بحب :ممكن البسهالك بقى 
هزت راسها بالموافقة ، فالبسها اياها .
عمار بجديه :قوليلي بقى هننزل نختار العفش امته 
ريم :مش عارف اتكلم مع ماما 
عمار :فى حد مهم جدا فى حياتي وعاوز اعرفك عليه 
ريم بغيره :حد مين ده ان شاء الله إللى مهم فى حياتك غيري
عمار بمشاكسه :أهم واغلي شخص  فى حياتي 
ريم بغضب :مين ده بقى أنت قولت مالكش حد والدك والدتك متوفين مين إللى مهم اوى كده بالنسبالك 
عمار بحب :بتغير ولا ايه 
ريم بضيق :لا مابغرش واغير ليه اصلا انا واثقه فى نفسي
عمار بغمزه :يا واد يا جامد 
ريم :مين بقى إللى عاوز تعرفني عليه 
عمار بجديه :جدتي يا مجنونه ، وهى مش هتقدر تيجى ، وأنا ماليش غيرها بس هى عايشه مع خالتي فى اسكندريه ، وأنا جبتها معايا كام يوم هنا ، عشان تتعرف عليكي وعلى طنط 
ريم بخجل :بجد جدتك ، سوري ان اتعصبت شويا 
عمار :لا ما انا عارف حبيبي قلبه ابيض وكمان متاكد أنها غيره صح 
ريم بثقه :لا مش غيره خالص 
عمار برفعه حاجب :غريبه مع ان شكلك كان بيقول غير كده ههههه 
بس أحب اطمنك ، القلب مافيش غير ريم وبس

احضرت والدتها مشروب الضيافه وجلست تتحدث قليلا مع عمار ، ووعدهم ان ياتى غدا ليصطحبهم إلى منزله والتعرف على جدته وتحديد موعد لعقد القرآن والزفاف معا ، وافقته هدى الرائ ، ثم ودعهم بعد ان اتفق على كل شيء ..
شعرت ريم بالسعاده  وارادت ان تتحدث مع صديقتها لتشاركها سعادتها .
***************
كانت بغرفتها عندما صدع رنين هاتفها ، اسرعت لتجيب عليه ، وجدت المتصل صديقتها ..
حبيبه :ريمو واحشتيني 
ريم :قلبي يا ناس،انتى كمان واحشتيني اوى اوى 
حبيبه بجديه :صوتك فرحان اعترفي فى ايه 
ريم بهيام :فى ان بحب يا اختي ، عمار مجنني وكمان كل لم أكون معاه تظهر واحده  مايعه كده ، قال ايه عاوزه تتعلم يوجا
حبيبه بتفهم :بس عمار كابتن وطبيعي بيدرب بنات ايه المشكله ، خليكي واثقه فيه وفي نفسك هو مش،شايف غيرك ولا فى قلبه غيرك 
ريم بتنهيده :اعمل ايه بغير عليه يا حبيبه ومش بقدر امسك نفسي 
حبيبه بابتسامه :هههه معلش حاولي تتعودي 
ريم :لا وربنا ده انا اخليه يقفل الجيم احسن
حبيبه :مجنونه هههه 
ريم :على اساس مجنونه لوحدي ، اخبار سينو ايه والجميل مابيغيرش 
حبيبه بجديه :لا مش عارفه مش اتحطيت فى الموقف ده ، قوليلي اتفقتو على ايه 
ريم :ممكن بعد شهر لم نخلص فرش البيت ، هيكون كتب كتاب وفرح مره واحده ماما عاوزة تخلص مني ههه
حبيبه :الف مبروك يا حبيبتي ، ربنا يسعدك يارب 
ريم :انا وانتي يارب 
اغلقت الهاتف مع صديقتها وهى تشعر بالسعاده من اجلها وتدعو الله ان يحقق السعاده لصديقه عمرها ورفيقه دربها ...
*****************
صدع رنين جرس المنزل فتوجهت ناديه لتفتح الباب   
وجد امامها شاب وسيم  و لديه طله خاصه ، يجذب الانتباه بجسده الرياضي ووسامته ،يرتدي نظارته السوداء .
ويرسم البسمه على ملامح وجهه .
علمت من هيئته أنه هو ياسين :أهلا وسهلا اتفضل يا بني
دلف لداخل المنزل ومد يده يعطيها علبه الشكولاتة التى يحملها بيده وصافحها بود    :ياسين الانصاري 
صافحته بود :تشرفنا يا باشمهندس اتفضل ، ماكنش له لازوم تتعب نفسك 
ياسين بابتسامه :دي حاجه بسيطه .
 
جلس بغرفه الصالون ، استاذنت ناديه ان تخبر حبيبه بوجوده .
.....
طرقت باب غرفتها عده طرقات ودلفت لداخل 
-حبيبه ماما ، ياسين جى وقاعد فى الصالون 
حبيبه بتسأل :لوحده 
ناديه :أيوة لوحده ، قومي اقعدي معاه  وانا هحضر العصير 
 نهضت حبيبه من الفراش :حاضر 
تركت غرفتها وتوجهت للصالون لترحب بياسين 
-مساء الخير 
ياسين بابتسامه :مساء الخير ، إزيك يا حبيبه 
حبيبه :الحمد لله ، أنت عامل ايه
ياسين :بخير ، انا اسف على التاخير ، بس مجد بقى السبب 
حبيبه بابتسامه :ليه حصل ايه 
ياسين :مجد مش عارف الطريق طبعا وتعبنا على وصلنا لهنا 
حبيبه :طب هو فين ماجاش ليه 
ياسين :لا هو هيعمل كام مشوار كده ويرجعلي لم يخلص 
اتت ناديه ترحب به واعطته المشروب 
وتبادل معها أطراف الحديث ، اخبرها عن نفسه وشخصيته وعمله أيضا .
واطمن قلبها لشخصيته ودعت الله ان يسعد ابنتها مع شريك حياتها التى اختارته .
وقرر عمل الخطبه وعقد القرآن فى قاعه مناسبات لكي تحضر والدتها وترا بنتها وتشاركها فرحتها ، فهو يعلم إذا حدثت الخطبه بمنزل عمها ، لا تستطيع  ان تذهب الى هناك ، لذلك قرر ان يكون المكان الذى اختاره يناسب الجميع، ، اراد ان يرسم البسمه على وجهها كما هى فعلت معه منذ ان التقت به ..
واتفق معها على الذهاب غدا لانتقاء شبكتها وبعد  ذلك انتظر قدوم صديقه ليصطحبه إلى فيلته ..
*****************
قررت النيابه بعد التحقيق فى مقتل شهد   ، حبس المتهم سامر عز المصري ، اربعه ايام على ذمه التحقيق ، مع مرعاه التجديد  فى ساعته وتاريخه ..
بعد ان قرر الطب الشرعي بتصريح الدفن بعد معرفه سبب الوفاه ، أمر النائب العام بدفن الجثمان ، رفض يوسف حضور الدفن ورفض توديعها الوداع الاخير ، وترك القصاص ياخذ مجراه والكلمه الاخيره لمحكمة القضاء العالي ..
وقرر غلق تلك الصفحه السوداء من تاريخ حياته وعدم التفكير او التراجع والنظر إلى الوراء ، بلا سوف يكمل حياته ويتطلع فقط إلى الامام ..
***********

أن القرارات تشكل فقط بداية شيء ما . فعندما يتخذ شخص ما قرارات يغوص فعلا في تيار جارف يحمله نحو وجهة لم يكن يتوقعها إطلاقا حتى في الحلم لحظة اتخاذ ذلك القرار. -" باولو كويلو "
********
الفصل التاسع والعشرون
عشقتكِ قبل رؤياكِ
بقلم /فاطمه الألفي

بعد مرور اسبوع لم يحدث به شيئا جديدا على الاطلاق .
فقد مر الاسبوع على ما يرام ، حدث فقط تغير بسيط بعلاقتهم وتم اختيار شبكتها ، واختيار قاعه لحفل الخطبه ، واليوم هو اليوم الذي ينتظره الجميع ، سوف تصبح زوجته بعد لحظات ..
توجهت هى برفقه صديقتها إلى البيوتي سنتر لتحضير نفسها لحفل خطوبتها وعقد قرانها معا .
ارتدت ثوب انيق باللون السيلفر "فضي "وحجاب رقيق يزين وجهها الملائكي الخالى من بعض مستحضرات التجميل ، وضعت القليل فقط ، وانتظرت قدوم شقيقها الأكبر لاصطحابها لحفل الخطبه الذي يقام باحدي القاعات المشهوره ..
وارتدت ريم ثوب احمر هادئ ووضعت حجاب راسها باللون  الابيض ، ووضعت على  بشرتها الرقيقه بعض اللمسات التجميلية لتظهر جمالها الفاتن ..
كانت تشعر بالقلق والتوتر وهى تنتظر قدوم اللحظه التى ستصبح بعدها زوجته وشريكه حياته القادمه ، كانت تتخبط بها الأفكار وتشعر بالرهبه من ذلك القرار ، هل حقا احبها بصدق اما مازال روح زوجته الراحله عالق بذهنه ومكانها مازال يستوطن قلبه ، هل نجحت فى زرع بذره حبها ايضا داخل أسوار قلبه ، لم تستطيع الاجابه على تلك التسائلات المسيطره على تفكيرها الآن ، أغمضت عيناها باسف لعلها تطرد تلك الأوهام والافكار التى تشتت ذهنها ، افاقت على صوت وقوع اقدام تقترب منها .
فتحت عيناها الساحره لتلقى بوجهه الباسم ، بدلته الابتسامه حقا فهو شقيقها وسندها بالحياه ، كان دائما القلب الحاني والداعم لها ، كان يغمرها بالحنان ، شعر هو أيضا بفرحه شديده كاد أن يبكي عندما وجدها بذلك الثوب ، فاليوم طفلته التى نشأت على يده ، أصبحت عروس وسوف يصطحبها لزوجها ، حاول منع نفسه من اسقاط دموع فرحته بها .
اقترب منها بحب واحتضن وجنتيها بكفيه وهو يطبع قبله حانيه أعلى جبينها 
-مبروك يا حبيبه قلبي 
حبيبه بابتسامه :الله يبارك فيك يا ابيه 
حازم بحنو وهو يضع يدها بيده لكي يغادر بها :زي القمر ما شاء الله ، جاهزه 
هزت راسها بالإيجاب ، وسارت معه 
ابتسم بود لريم :إزيك يا ريم 
ريم بسعاده من أجل صديقتها :انا تمام الحمد لله ، عبقالي يارب 
حازم بابتسامه :عبقالك انت كمان 
ريم بتنهيده :عن قريب ان شاء الله .
اكمل سيره وهو يمسك بيدها إلى ان وصل لسيارته ، ساعدها على الجلوس ، وجلست ريم بالمقعد الخلفي ، وانطلق هو فى شق طريقه إلى حيث مكان الحفل ..
*************
كانت التجهيزات على اكمل وجه ، وقف والديه يرحبو بالضيوف ، وايضا عمها الذي ينتظر قدوم ابنه اخوه ، لكي يسلمها بنفسه إلى زوجها بعد ان يتم عقد القرآن ..
.......
اما عن ياسين فكان بموقف لا يحسد عليه ،، يشعر بمشاعر متضاربه داخله ، وكأنه يقدم على خطوه لا يعلم إلى أين تاخذه تلك الخطوه المهمه ، يعلم ان وجودها بحياته شيئا فى غايه الأهمية والاحتياج ، ولكن داخله شعور غريب بتأنيب الضمير ، حاول استرداد أنفاسه وتنفيض تلك الشعور الذي يسيطر عليه الآن ، والتفكير فقط بحبيبه ولكن راوده طيف زوجته ، شعر بها ، شعر بوجودها حوله ، كأنه يراها تقف امامه وتبتسم له ابتسامتها الحانيه ، وعندما صرخ باسمها ، وجد نفسه وحيدا ، فتسرب طيفها من امامه ..
دلف مجد غرفته بفرحه وهو يربت على كتفه بحب :مبروك يا عريس ، جاهز يلا عشان العروسه وصلت ، بلا عشان نكتب الكتاب وندبسك بقى هههه 
ابتسم لصديقه وسار جانبه كالمغيب تماما ..
 
******٠•••******
صدع صوت الزغاريد داخل القاعه بعد ان تم عقد القرآن ، صافحه عبدالرحمن بود ، واقترب منه حازم يقبله ويبارك له ، أيضا مجد قبله بمرح وهو يشاكسه ..
وعلا أصوات الغناء داخل القاعه .
اقترب منها عمها وقبلها بحب وامسك بيدها ليصطحبها إلى زوجها ..
وقف ياسين على مقربه منهما حيث دله قلبه على مكان وجودها ، فقد شعر بقربها عندما شعر باضطراب بنبضات قلبه ، علم قلبه بوجودها تقف امامه . 
تقابل بعمها وهو يصافحه مره اخرى ويضع يدها بيده ..
شعر بمشاعر غريبه عندما لمس يديها وعلم أنها الآن أصبحت زوجته ، اقترب من جبينها وقبلها برقه .
-مبروك يا حبيبه 
حبيبه بخجل :الله يبارك فيك
جلسو سويا بالمكان المخصص بالكوشه ، وتوافد الحاضرين للمباركه .
اقتربت والدتها بحب وفرحه وسعاده وشوق تضمها بحنان وتمسد على ظهرها ، ولم تستطيع كبت دموع فرحتها بابنتها الوحيده ..

على جانب آخر كان الحقد مسيطر عليه ، وهو ينظر لابن عمه بشر ، اقتربت منه والدته بمكر 
-روح قرب من ابن عمك وباركله
سيف بسخريه :اباركله على ايه ، دى مهذله 
ماجده بضيق :سيف بقولك ايه اتعدل فى كلامك معاه الفتره دى ، ماحدش عارف مراته الجديده هتعمل ايه ، ممكن تستغله ، عاوز واحده زى دي تقبل بواحد اعمى ليه 
سيف بتفكير :تفتكري عشان ايه ، البت زى القمر بصراحه ، مش عارف حظ ياسين حلو مع البنات ليه ، وانا إللى على الهامش 
ماجده بوعيد :يبق تقرب منه بقى وتسمع كلامي للاخر وانت هتكسب كل حاجه وساعتها ياسين يكون خلاص انتهى وماتقملوش قومه 
نظر لها بجديه :ازاى 
ماجده بخبث :هقولك بعدين ، دلوقتي لازم ترسم دور الفرحه باخوك الكبير ومراته 
سيف بتنهيده :حاضر 
اقترب من الكوشه بثبات وهو يتصنع الابتسامه ، وعندما اقترب من ابن عمه ، انحى ليقبل وجنتيه ويبارك له
-مبروك يا ياسين الف مبروك ، عروستك زى القمر 
استمع لصوته المقذذ واجابه باقتضاب :عبقالك يا ابن عمي 
اقترب سيف ومد يده يصافح حبيبه وهو يرسل لها غمزه بعينه اليسار :سيف الانصاري ابن عم ياسين ، مبروك يا عروسه 
نظرت له بضيق عندما تعمد الضغط على يدها الرقيقه وقربها من شفاه ليقبلها بابتسامه صفراء ، ثم غادر من امامهم   وظلت هى تنظر له بغرابه و تذكرت أول حديث بينهم ، عندما هاتفه لتستعلم منه عن سبب حياه ياسين قبل الحادث ولكن كان رده قاسي واغلق الهاتف بوجهها ، علمت انه يكن مشاعر الكره والحقد لابن عمه ..

امسك بيدها وجدها ترتجف فتسال بقلق :حبيبه مالك 
تصنعت البسمه على وجهها :لا ابدا مافيش 
ابتدت فقرات الحفل بأغنية خاصه للعروسان .
سحب يدها ولم يكترث بالحضور فهو يعلم أن الجميع سوف يصوب انظاره عليهم ، وخصوصا لانه كفيف ولذلك اراد ان يعمل لها حفل زفاف دون خجل من عجزه ، فهي تستحق ان تشعرها كأنها ملكه متوجه فى حفل خطبيتها مثل باقي الفتايات ، لذلك اصر على حفل صاخب يجمع بين العائلتين والأصحاب والاقارب ..
وقفا سويا يتمايلو على نغمات الموسيقى الهادئه ، شعرت بالسعاده بقربه ، كانت تنظر له بحب ، حقا هى سعيده بين احضانه الآن ولكن تسالت داخلها ، هل هو أيضا سعيد بقربها اما ماذا ؟
انتهت الرقصه الخاصه بهم ، عادو إلى الكوشه ، واقترب منه والدته وهى تحمل علبه المصوغات واعطته خاتم الزفاف ليلبسها اياه .
٠•••••••••••••••
امسك بيد خطيبته وتطلع إليها بحب 
-ايه الجمال ده ، لا انا مش واخد على كده 
ريم برفعه حاجب :تقصد ان كنت وحشه صح 
عمار بحب :مين مجنون قالك كده ، انتى أجمل بنت شافتها عينيه 
ونفسي ربنا يقرب المسافات وافتح عيني القاكي فى بيتي يا حبيبتي 
ريم بخجل :خلاص هانت ، مش لم نخلص الفرش وكل حاجه 
عمار بتنهيده :ماانا بعمل كل حاجه بنفسي عشان ابهرك 
ريم بابتسامه :ربنا يستر ، مش قلقانه غير من حكايه هبهرك دي ههه 
عمار بضحكه قويه :لا اطمني هبهرك انبهار ماحصلش هههه 
********٠*••*****
دلف يوسف لداخل القاعه وحاول السيطره على مشاعره .
اقترب من العروسان وصافح ياسين بثقه :الف مبروك ، أنا يوسف ابن عم حبيبه ، وبعتذر عن إللى حصل قبل كده واتمنى تقبل اعتذاري ، أنا آسف مره تانيه 
ياسين بجديه :حصل خير 
يوسف :الف مبروك 
ياسين بابتسامه :الله يبارك فيك 
وقف أمام حبيبه بابتسامه :مبروك يا حبيبه
 بادلته الابتسامه بود :الله يبارك فيك يا يوسف 
ابتعد عنهم وهو يشعر بالضيق والاختناق وغادر قاعه الزفاف على الفور خوفا من فضح مشاعره أمام احد ..

٠••••••••••••••••••
اتت فتاه فى الخامسه والعشرون من عمرها ، تركض بفرحه وسعاده اتجاه ياسين 
صرخت بقوه تتفوه باسمه ، عندما ميز نبره صوتها ، وقف عن مقعده ، لترتمي الفتاه داخل احضانه ، ضمها بقوه وهى ايضا عانقته بشده وكادت أن تبكي فرحا من أجل شقيقها .
-واحشتني اووى يا حبيبي ، الف مبروك يا قلبي ، ربنا يسعدك 
نظرت لهم حبيبه بصدمه وذهول ، من تلك الفتاه التى تحتضنه بكل تلك المشاعر 
تركت نادين احضان شقيقها وتوجهت إلى الملاك الذي يجلس جانب شقيقها 
انحت لتقبلها وتهمس لها بحب :انا نادين أخت ياسين ، الف مبروك يا حبيبتي
حبيبه بابتسامه قبلتها بسعاده :الله يبارك فيكي،
همست لشقيقها :عروستك زى القمر مبروك يا قلبي 
ابتسم لشقيقته بحب :حمدلله على سلامتك ، فين ادم والولاد 
نادين بجديه : اهو يا سيدي جاي بس كان بيسلم على ماما عشان يسيب معها الولاد هههه 
اقترب شاب ثلاثيني ذات وسامه وهيبه ، مد يده يصافح ياسين بقوه وضمه أيضا لصدره 
-الف مبروك يا سينو 
ياسين بفرحه :الله يبارك فيك يا ادوم 
ادم وهو يربت على كتفه :بجد واحشني جدا  ، وعشان كده خدت اجازه اسبوعين عشان خاطرك 
ياسين :حبيبي يا ادم نورت 
ادم بنسيان :اخ نسيت ابارك للعروسه 
مد يده يصافح حبيبه :الف مبروك 
ياسين بابتسامة:ادم يا حبيبه صاحبي وزوج  نادين اختي 
حبيبه بابتسامه :أهلا وسهلا ،تشرفنا 

بعد قليل انتهت الحفل وعاد الجميع إلى منازلهم ، توجهت حبيبه برفقه والدتها وزوجها إلى منزلها ، فقد قررت ناديه ان تمكث معها إلى ياتي موعد الفرح وتنتقل إلى منزل زوجها ، لم تستطيع حبيبه ان تعترض ، فهذه والدتها ومن حقها ان تقطن معها  ، حتى إذا كانت المده قصيره وغير كافيه ولكن ارادت ان تسعدها وتحقق امنيتها بأن تظل جانبها ..
*********
عند عودتهم من حفل الخطبه ، جلس بجانب اصدقائه 
وظل ادم يثرثر عليهم ببعض الاحاديث ، ويبتسم مجد ويخبره عن المعاناه التى سوف يقبل عليها عندما تلد زوجته ، واخبره ادم أنه بعد ذلك لا يستطيع النوم براحه كما يفعل الآن ، حتى النفس لا يستطيع اخذه إلا عندما يغفو الاطفال ، وصوت بكاءهم يعكر الصفو والمزاج وينشله من. لحظات الرومانسيه .
ظل يقهقه على صديقه ، ولكن وجد شرود ياسين فهو لم يتجادل معهم .
ارسل ادم غمزه لمجد وهو يشير إلى ياسين 
قرر ادم مشاكسته ووضع يده على عنقه بقوه ليخرجه من شروده 
-سينو مالك أنت مش معانا خالص ، عاجبك عيشه السنجله  
قضم مجد شفتيه فهو اكثر شخص يشعر بصديقه وقرر تغير الحوار 
-انا  بقول تقوم تنام احسن يا ادم ، انت جاي من سفر وتعبان يا حبيبي 
ادم بارهاق :فعلا محتاج استلم السرير ، بس يارب من غير مايتعكر صفو اللحظه ، يلا تصبحو على خير .
مجد ، ياسين :وانت  من اهل الخير

صعد ادم الدرج إلى حيث غرفه زوجته ودلف بهدوء يخشي ايقاظ صغاره ، وتمدد بالفراش بجانب زوجته التى تغط بنوم عميق ، اغمض عيناه أيضا باستسلام ..
٠••••••••••••••
اما بالاسفل 
قرر مجد عدم الحديث بشئ وقرر أن يعود لمنزله الآن 
مجد :ياسين اطلع نام وارتاح انت كمان ، وانا ماشي بقى مش محتاج مني حاجه 
ياسين بابتسامه :تسلم يا صاحبي 
غادر مجد الفيلا واستقل سيارته للعوده إلى منزله ،وترك خلفه صديقه مشتت الذهن ..

صعد لغرفته وابدل ثيابه وقبل ان يتوجه للفراش ، بحث عن هاتفه ليطمن على زوجته ، فهى اصبحت مسئوله منه منذ ان تم عقد القرآن ، لذلك اراد التحدث معها ليشعرها بالامان ، فقد شعر بقلقها وهو يفهمها جيدا ويميز نبره صوتها ، يعلم إذا كانت سعيده او مهمومه او قلقه فهو يشعر بها جيدا ..

****٠••*******
بعد ان بدلت ثيابها جلست بالفراش تسترجع كل ما مر بالحفل ، هى حقا تفهم وتعلم جيدا لغه الوجه والعيون ماذا تخفى ، تعلم تفاصيل الوجه توحي إلى ماذا ، قلق ، خوف ، سعاده ، الم ، تعب ، ضيق ، اضطراب ، تشتت ، تقرا كل معالم الوجه ، كانت تحاول فهم شعور ياسين بهذا اليوم ، ولكن بدء لها غامضا ، وكأنها لم تفهمه ولا تعرفه من قبل ، تنهدت باسي ولكن عندما استمعت لرنين هاتفها ، ابتسمت دون وعي ، فهى تعلم علم اليقين انه صاحب تلك المكالمه ، فقد اخبرها قلبها عندما زادت دقاته من اثر الرنين وكأنه عصف بقلبها وزلزل كيانها ..
التقطت الهاتف بابتسامه ساحره ارتسمت على وجهها عندما رأت اسمه ينير شاشته 
-ألو 
على الجانب الآخر
ياسين:ايوه حبيبتي لسه صاحيه 
حبيبه لنفسها :حقا حبيبتك 
-أيوة لسه كنت شويا وهنام 
ياسين بتردد :تنامي من غير ما تسمعي صوتي 
ابتسمت بخجل :اصل انا قولت اكيد هتكون قاعد مع اختك و صاحبك وكده
ابتسم على خجلها ؛حتى لو قاعد مع مين ، ماكنتش هنام من غير مااسمع صوتك واطمن عليكي 
شعرت بأن قلبها ينتفض فرحا ،كلمات بسيطه ولكنها تشعر بها وتجعلها سعيده ..
بعد دقائق قليلة انهى المكالمه ، وحاول اجبار نفسه لمشاعره التى يشعر بها بقرب حبيبه والسيطره على تفكيره بغيرها ، فهى الان اصبحت زوجته وعليه نسيان الماضي لاجل حاضره ومستقبله ..
يعلم أن نسيان زوجته الراحله صعب ولكن عليه مساعده نفسه خوفا من ظلم اخرى ، فيكفى تأنيب ضمير ..
فهو حقا يعشق وجود حبيبه يريدها ان تكمل حياته وان تصبح نصفه الآخر ولا يسمح بجرحها ، ايضا لديه مشاعر مازالت عالقه بقلبه لزوجته السابقه ..
ولكن اتخذ قرار  يناسب الجميع وهو ان يمنع نفسه بالعوده إلى الخلف والشرود فى ماضيه ، يحاول منع نفسه من المقارنه بينهم ، ويترك لقلبه ان ينبض من جديد من أجل حبيبته ..
*******





تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close