أخر الاخبار

رواية قلوب حائره (الجزء الثاني من عشقتكِ قبل رؤياكِ) الفصل السادس 6بقلم فاطمه الألفي

  

رواية قلوب حائره (الجزء الثاني من عشقتكِ قبل رؤياكِ)

الفصل السادس 6

بقلم فاطمه الألفي



احتضنت صديقتها بشوق ودلفت لداخل غرفتها لتتحدث معها .

جلست ريم بالفراش وطلبت من حبيبه ان تجلس بجانبها لتخبرها عن الكارثه  التي لاحقت بها .

انتابها القلق على رفيقتها بسبب شحوب وجهها واختفاء بسمتها التى كانت دائما تنير وجهها وتظل تمرح ، فماذا حل بها الآن ، توقعت ان يكون قد تبدل حالها بسبب مشاجرة مع زوجها .

حبيبه بتسأل :ريم طمنيني عليكي حصل ايه ، عمار مزعلك 

ريم بانهيار :هو محصلش حاجه لحد دلوقتي ، بس هيحصل ، أنا إللى هزعل عمار يا حبيبه 

حبيبه بعدم فهم :ممكن تفهميني بالراحه كده و بهدوء فى ايه 

بدءت تقص لصديقتها ما حدث معها خلال الاسبوعين الماضيين ، والدموع تنساب منها بندم وخوف ان تخسر زوجها الحبيب بسبب كذبتها التى لم تغتفر .


كانت تستمع لحديث ريم بصدمه ، لم تصدق ان ريم تفعل كل هذا ومن أجل الغيره كما هى تخبرها ان الدافع وراء كذبتها هو الغيره على زوجها .


انتهت ريم من سرد كل شئ وارتمت باحضان صديقتها   تبكي وتنعى حالها ، ضمتها حبيبه بحنيه وارادت ان تعنفها بسبب فعلتها الطائشه ولكن انهيارها منعها من زياده حزنها فيكفي هى من تأنيب ضميرها .

مسدت على ظهرها بحنان وهى تحاول ان تهدئها 

-خلاص بطلي عياط واهدي كده عشان نعرف نتكلم

ابتعدت عن احضانها وهى تكفكف دموعها وتنظر لها بحزن عميق.

تحدثت حبيبه بهدوء :طبعا مش محتاجه اقولك انك غلطي غلطه كبيره ، لانك عارفه كده كويس  ، وكمان احساسك بالتسرع والندم وتانيب ضميرك ده كفيل ان افهم انك مدركه انتى عملتي فى نفسك ايه ، بقى انتى يا ريم غيرانه على جوزك تقومي تعملي كل ده عشان الغيره ، مش مبرر انك تكدبي كذبه زى دى ، هو الحمل محتاج انك تكذبي فيه .

نظرت لها بحزن وأسف :عارفه ان متهوره وصلحت غلط بغلط اكبر ، بس محتاجه مساعدتك ، اصلح كذبتي الكبيره ازاى ، خصوصا ان مش قادره ابص فى وش عمار وهو بيعمل كل حاجه عشان يريحني وكمان يسعدني ، بحس بسكينه بتتغرز فى قلبي وهو بيضحك ليا ويخفف عني اى حاجه عشان بس يشوف ابتسامتي ، وساب شغله وقاعد جنبي كمان ، تعبت من  بالذنب ، الكدب وحش اوى يا حبيبه أوى 

حبيبه بجديه :انتى بقى مبسوطه ان ساب شغله وقعد جنبك ، شغله اكيد متعطل بسببك ، وهو فضل يبق معاكي ، ماسالتيش نفسك ليه ، عشان انتى أهم حاجه فى حياه عمار ، انتى ليكى الاولويه فى حياته ، ليه غيرانه عليه من شغله ، من مجرد شوفتيه واقف مع بنات ، بس ده طبيعه شغله ، اكيد هيحتك بالتعامل مع البنات ، وماتنسيش انتى حبتيه وهو فى شغله ، كمان انتي بحكم شغلك بتتعاملي مع شباب وكبار واطفال ، عمار اضايق من شغلك ، منعك عن شغلك 

هزت راسها بالنفي 

حبيبه:عشان جوزك بيثق فيكي وفى اخلاقك ، وانتى بقى عملتي معاه النقيض تماما 

ريم بحزن :عاوزة الحل يا حبيبه ، أنا عرفت غلطي ، قوليلي اصلحه ازاى دلوقتي 

حبيبه بتنهيده حزن :مافيش غير انك تصارحيه ، هيضايق يومين بس هتكوني مش تماديتي فى كذبتك وعرفتيه كل حاجه بصدق وتطلبه منه يسامحك

ريم بصدمه :لا طبعا ماقدرش ، حبيبه ارجوكي عاوزة حل من غير مشاكل وخصام ، مش عاوزة يحصل فجوه بينا 

حبيبه بزفير :انتى  مش عاوزة تدفعى تمن تهورك وغباءك ، أنا شايفه ده حل مناسب عشان تبطلي تهور وتفكري بعقل وتفكري فى عواقب إللى بتعمليه ، لازم موقف يا ريم عشان الغلط مايتكررش تاني 

ريم بانهيار :وربنا حرمت مش هتهور ولا هتكلم خالص ، بس مااقدرش على زعل عمار وخصامه يا حبيبه ، أنا بحبه اوى وكده هجرحه اوووى ومش بعيد اخسره 

شعرت بمعاناه صديقتها لذلك فكرت بشئا اخر 

- خلاص لم يرجع تقوليلو  مافيش حمل والاختبار المنزلي إللى عملته اكيد كان بايظ وانك زعلانه عشان مافيش حمل ، اكيد هيتقبل الموضوع ومش هيزعل

ريم بتفكير :يعنى كده اسلم حل ومش هيشك فيه 

حبيبه :عمار بيحبك وهيتفهم الموضوع ، بس يارب يكون ده اخر تهوراتك بقى وبلاش جنان تانى بعد كده 

ريم :لا خلاص حرمت وربنا 

قوليلي انتى بقى مبسوطه مع ياسين

حبيبه بابتسامه :الحمد لله 

قبلتها ريم بحب :ربنا يسعدك يا بيبو ويخليكي ليا يا اجدع صديقه وأخت 

حبيبه بفرحه :ويسعدك يا قلبي ويخليكي ليا انتى كمان ، ومش هوصيكي بلاش تتصرفي من دماغك بعد كده 

انا لازم امشي قبل ما جوزك يرجع ، ابقى اتصلي طمنيني عليكي 

ودعت صديقتها وغادرت البنايه ، استقلت بسياره أجرى وتوجهت إلى منزلها ..


**************

في ذلك الوقت ، وصل عمار بصحبه هدى والده ريم إلى منزله   وهو يحمل بحقيبه الملابس الخاصه بهدى .

وضعها برفق أمام الغرفه المجاوره لغرفه نومهم وطلب من هدى الانتظار لكى يفاجئ زوجته ، دلف هو لغرفه النوم .


كانت تشعر بالتوتر عندما استمعت لصوت غلق باب الشقه ، علمت ان زوجها قد عاد وحان وقت المواجهه ، لذلك كانت تشعر بالقلق والتوتر وحاولت ان تسيطر على انفعالات جسدها ، ودثرت نفسها بالفراش ، تحاول استجماع شجاعتها أولا ..


دلف عمار لغرفته وتوجه إلى حيث ترقد زوجته ، مال عليها بهمس وهو يحاول ايقاظها بكل رقه وهدوء 

لامس كتفها برفق :ريمو حبيبه قومي بقى وبطلي نوم ، عندى ليكي مفاجأه هتعجبك اوى 

نظرت له نظرات حائره لم تفهم شئ ، اقترب يقبل جبينها برقه وهو يمسك بيدها يساعدها على الجلوس .

ريم بتردد.:مفاجأه ايه دى يا حبيبي 

عمار بغمزه :هتبوسيني عليها ، بس غمضي عيونك الاول 

فتحت فمها بذهول ، ابتسم عمار على مظهرها 

عمار :ههههه بقول غمضي عيونك مش تقتحى بؤك 

سار إتجاه باب الغرفه ، ثم فتحه وهو يسحب بيد هدى لتدلف لداخل الغرفه وتقترب من ابنتها بفرحه تعانقها بحب :

حبيبتي يا بنتي واحشاني اووى ، وألف مبروك ياقلب امك ، ربنا يكملك حملك على خير يارب وتقوميلنا بالف سلامه 

ظلت متجمده داخل أحضان والدتها وهى مازالت تحت تاثير الصدمه وليست المفاجاه ..

******٠•••********

داخل المطعم 

بدء خالد بسرد معرفته المسبقه لفرح ، وخطيبته تستمع له بانصات وعلامات الغضب ترتسم على وجهها ..

خالد بجديه :طبعا تعرفي ان كنت خاطب قبل كده ، خطيبتي السابقه تبق فرح ، المهندسه إللى قبلناها امبارح   ، بس وماحصلش نصيب نكمل مع بعض

نورهان بضيق :وايه السبب لانفصالكم ممكن اعرف ، خصوصا انها مش بطاله 

ابتسم  خالد واستشعر الغيره داخل خطيبته :

،تعرفي ان جاد اوى وعملي فى حياتي قبل شغلي ، فرح مش بس مش بطاله هى جميله بجد ، بس الجمال مش كل حاجه على الاقل بالنسبالي ، أنا كنت شايفها بنت مناسبه وفيها مواصفات شريكه حياتي وبعد فتره اكتشفت اننا غير متفقين وبس نهيت كل حاجه

نورهان بغضب :مين ساب التاني

خالد بضيق :احنا الاتنين سبنا بعض فى نفس الوقت يا نورهان ، فى حاجه تانيه حابه تعرفيها 

نورهان بتنهيده ضيق :وانا ايه بقى بالنسبالك ، شايفني ازاى وياتري فى مشاعر ولا ده مش ضمن حساباتك

خالد بزفير : انتى خطيبتي وبعد شهرين هتبفى مراتي وفى بيتي 

نورهان بذهول :بس كده ومشاعرك

خالد بتنهيده :المشاعر موجوده اكيد ، ومش لازم كل شويا اقولك بحبك وبموت فيكي

قاطعته نورهان بحده :عارفه ان المشاعر مش مجرد كلام ، ده احساس وتعامل ، فى حاجات تتحس يا خالد مش لازم نعبر عنها ، وانا للاسف مش حاسه انك حاسس بيه او بمشاعري بالمره ، مش بتبادلني نفس الحب إللى فى قلبي ليك ، انت خطبتني ليه 

خالد بجديه :زى ماقولتلك قبل كده انا جاد وعملي ومش بضيع وقت ، وكان لازم ارتبط واكون أسره ، وشوفتك مناسبه جدا ليا وأنا متاكد ان الحب والمشاعر هتيجى بعد الجواز ومدام انتى بتحبيني فاكيد هحبك وانا اصلا بدت احبك واتعلق بيكي


ابتسمت رغما عنها ، فهى تعلم أنه غير صادق معها ولم يحاول أن يبادلها تلك المشاعر ، تنهدت بأسى فهى تكن له مشاعر صادقه لذلك عليها ان تتحمل جموده الى ان يعترف بحبها فيما بعد ، فقد قطعت وعدا على نفسها ان تعمل ما فى وسعها لأجل الفوز بقلبه ، فهى لم تريد رجلا وحسب.انما تريد زوج يحبها كما تحبه ويعمل على اسعادها لكى تستمر الحياه بينهم ، هى تعترف بالحب  وهو غير معترف بالحب ....


***********

عادت لمنزلها بعد ان تركت صديقتها ، دلفت غرفتها وابدلت ملابسها باخرى مريحه ، ارتدت قميص بيتي يصل إلى ركبتها من اللون الروز ومرسوم عليه فتاه تعزف الچبتار   ، رفعت خصلات شعرها البني لاعلى وتوجهت إلى المطبخ لتعد طعام الغداء قبل عوده زوجها ...


****٠••••******

اما عن يوسف فجاء موعد مغادرته من عمله   ، وأثناء خروجه من مكتبه   وجدها تسير امامه تسرع فى خطواتها متوجه إلى المصعد لتستقله، اسرع هو أيضا فى خطواته واصبح يركض خلفها ، يريد ان يحظى بوجوده معها فى مكان واحد .


استقلت المصعد وقبل ان تغلق زر المصعد وجدت قدمه حاجزا بينها وبين باب المصعد ، دلف هو فى عجاله وتصنع انه منشغل بالهاتف ، فقد وضعه على اذنه ، محاوله منه لتخفيف الوضع بينهم .

ابتعدت قليلا وتركت له مجال لدخوله المصعد ، وقف مقابل لها ومد يده يضغط زر الطابق الأرضي ووضع هاتفه داخل سترته ونظر لها بتفحص خلف نظارته الشمسية .

وجدها غير مهتمه بوجوده ، تنهد بضيق وحدث نفسه :

مش يعطل بينا دلوقتي عشان اعرف اتكلم معاها ولا افضل جنبها وقت اكتر ، يارب أنا غرضي شريف والله مش عندى اى نيه وحشه ، نفسي تحن عليه بس يارب .

تجاهلت النظر إليه وحاولت إخفاء توترها ، لا تريد أن تظل معه وحدهم وبمكان مغلق مثل المصعد ، فقد راودتها عده أفكار بقربه   ، ابتلعت ريقها  بتوتر وهى تحاول السيطره على نبضات قلبها.وتحاول هز رأسها يمينا ويسارا تنفض تلك الافكار العالقه برأسها   تحاول جبر نفسها على عدم التطلع اليه .

وأثناء شرود كل منهما وصل المصعد لطابق الارضي ، كانت هى الاسرع لدلوف خارجه ، تنهدت بارتياح وغادرت الشركه دون النظر خلفها ..


كان يقف كالجليد متسمرا مكانه ، مصدوما عندما وجد طيفها يختفي من أمامه 

ركل يده بقوه وهو يهوى بها على باب المصعد ، مذهولا من تلك اللحظات التى انشغل بتفكيره عنها ، وعندما فاق من شروده وجدها تبتعد عنه مثل الطيف الذى يظهر ويختفي فجأه .

اطلق ذفيرا بضيق وهو يهم بمغادرة الشركه واستقل سيارته وهو ينظر أمامه ويقودها عائدا إلى منزله والضيق يعتلي وجهه بسب الفرصه الضائعه ، فقد كانت قريبه منه وهو من غفل عنها .

**٠•••******••

استقلت سياره أجره واخبرت السائق بمكان سكنها .

وصلت البنايه التى تقطن بها بعد ما يقرب بالنصف ساعه ، ترجلت من السياره وانطلقت نحو منزلها ..

فتحت الباب بهدوء ودلفت لداخل الشقه .


شعرت بها وفاء فتركت غرفه الصغيره وتوجهت اليها .

فرح بابتسامه :مساء الخير ، اتاخرت عليكي 

وفاء تبادلها الابتسامه :مساء النور ، لا خالص ماتتخرتيش ، جايه فى ميعاد كل يوم 

فرح وهى تضع حقيبه يدها أعلى الاريكه وتنظر إلى وفاء 

-دنيا عامله ايه

وفاء بجديه :الحمد لله كويسه، غيرتلها هدومها واكلت ونامت 

فرح بتنهيده :الحمد لله ، تعباكي معايا يا وفاء ، أنا خلاص موجوده وتقدري تروحي لعيالك 

وفاء بصدق :تعبك راحه يا بشمهندسه ، وده شغلي هو انا بعمل ايه يعنى ، ربنا يخليهالك يارب 

فرح :يارب 

وفاء بتردد قبل ان تغادر:بشمهندسه فرح ، معلش قبل ماامشي كنت عاوزة اقولك على حاجه كده

فرح باهتمام :خير يا وفاء محتاجه فلوس ، اتكلمي

وفاء :لا الحمد لله معايا كتر خيرك ، بس اصل 

فرح :قولي يا وفاء في ايه 

وفاء بتردد :اصل يعنى مش هقدر اجى بكره وبعده عشان جوزى جاى يقعد معانا يومين ، معلش والنبي غصب عني انتى عارفه ومقدره الظروف

فرح بتفهم :عارفه يا وفاء ، ولا يهمك ماتشغليش بالك ، ممكن اخد اليومين دول اجازه عشان دنيا 

وفاء بارتياح :ربنا معاكي  ويعينك يارب ، هلحق امشي أنا بقى عشان العيال 

فرح بابتسامه :خلى بالك من نفسك ، مع السلامه 

غادرت وفاء منزل فرح عائده إلى منزلها ..

*********

تنهدت فرح بضيق ودلفت لغرفه الصغيره ، تلاشى ضيقها عندما وجدتها مثل الملاك تغط بنوم عميق ، ابتسمت بحب وهى تنظر لتلك الملاك البرئ ، واقتربت منها تقبلها بحنيه على وجنتها ودثرت نفسها بجوارها فى الفراش وهى تضمها بحنان لصدرها .

قبل ان تغمض عيناها تذكرت أمر عملها :

- ربنا يسهل بقى ومستر يوسف يوافق على يومين اجازه ، خصوصا ان رفضت وقولت أنا كويسه ، دلوقتي هيقول عني ايه بس ،

-مش مهم هو مالوش عندى حاجه وانا اعمل إللى انا عايزاه 

بس كده لازم اتصل بيه وابلغه ، لا طبعا انا احسن حاجه اتصل بهبه وابلغها  وهى بقى تبلغ مستر يوسف.

قررت أن تتحدث مع هبه سكرتريه مكتبه وتبلغها بأمر الاجازه الطارئ وبعد ان هاتفتها جحظت عيناها بصدمه بسبب ما سمعته ....


الفصل السابع من هنا 

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close