أخر الاخبار

رواية قلوب حائره (الجزء الثاني من عشقتكِ قبل رؤياكِ) الفصل الحادي عشر 11بقلم فاطمه الألفي

    

رواية قلوب حائره (الجزء الثاني من عشقتكِ قبل رؤياكِ)

الفصل الحادي عشر 11

بقلم فاطمه الألفي 


قصت على صديقتها كل ما حدث معها خلال اليومين الماضيين.

استمعت لها بانصات وأرادت أن تخفف عنها ، تعلم أنها المخطئه ولكن اشفقت عليها من كثره البكاء :

-خلاص بقى يا ريم اهدى وبطلي عياط ، انتى ماشوفتيش شكلك عامل ازاى 

كفكفت دموعها ونظرت لها بحزن :اعمل ايه صعبان عليا نفسي اوى ، عمار مابيتعاملش معايا خالص ، رغم أن هو كمان جرحني بكلامه 

حبيبه بجديه :عمار كمان معذور ، ماتزعليش مني بس هو معاه حق لازم كان ياخد موقف منك ، إللى حصل مش سهل ولا حاجه تافهه وتعدى كده بدون موقف ، سيبي عمار ياخد وقته فى الزعل ، هو اكيد محتاج يكون لوحده بلاش تضغطي عليه   ، سبيه لوقته فتره وهيرجع زى الاول ، بلاش تفضلي كل شويا تعتذري ، عمار مش محتاج منك كل لم تغلطي تعتذري   هو محتاج منك مواقف تثبتله انك بجد ندمانه على غلطه عملتيها هو محتاج اثبات يا ريم انك قد المسئوليه مسئوله عن بيت وزوج وحياه جديده 

ريم بحزن :المطلوب مني اعمل ايه اركع على رجلي قدامه واعتذر 

حبيبه بنفي :يبق مافهمتيش قصدي يا ريم ، كون عمار جرحك بالكلام لحظه غضبه منك   ، معناه ان كان شايف عيوبك ومعديها عشان بيحبك ومش حب يجرحك  تغاضى عن كل عيوبك وقال مع الوقت اكيد هتتغير ، لكن انتى عملتى ايه اثبتيله انك لسه طايشه وعديمه المسئوليه ، عشان كده صارحك بعيوبك إللى لسه ماتغيرتش

ريم بضيق :واغير من نفسي ازاى بقى

حبيبه بتنهيده :تثبتيلو العكس ، انك قد المسئوليه ومش تافهه ، انك عاقله وجاده فى تصرفاتك ، انك قد تحمل مسئوليه بيت وزوج واسره كمان ، فكرى بعقل قبل ماتاخدى اى قرار ، تشاورى معاه فى اى حاجه ، بلاش تتصرفي من دماغك بدون ماترجعيلو ، ركزى معاه هو بلاش الغيره الاوفر لانها هتخلق الشك بينكم وعدم الثقه 

ريم :بحبه  وبثق فيه طبعا بس بغير عليه شويا صغيرين

حبيبه بابتسامه :شويا صغيرين هههه انتى ناقص تسيبي شغلك وتروحي الجيم تراقبي عمار ، أو تبعديه عن شغله خالص هههه

ريم بشرود :هى فكره مش بطاله بردو

حبيبه بصدمه :نعم  ، انتى ناويه على ايه مش قولنا هنبطل جنان وتهور

ريم بحزن :عاوزه اخد خطوه واقرب والله

حبيبه :مش بالجنان بالعقل يا ريم ، بقولك ايه ارجعي شغلك وشوفي الحالات المسئولة عنها واشغلي وقتك دلوقتي وبلاش حزن ،عمار بيحبك بس محتاج وقت يراجع نفسه ويريح اعصابه واكيد هيسامحك وينسي.  عمار لو مش بيحبك ولا تهميه ماكنش جالك ام عرف انك لوحدك فى البيت ومافيش نور كمان ، خاف عليكي وقلبه جابو لعندك ، بس هى مسئله وقت مش اكتر وانت بقى عليكي تغيري من شخصيتك شويا على الاقل تتحكمي فى نفسك.وبلاش غيره وشك وقله ثقه ، انتى قربتي توصلي لكده افهمي بقى والحقي نفسك ارجعي شغلك

ريم بضيق :مش مركزه خالص يا حبيبه ، مافيش دماغ اسمع مشاكل حد ولا اتكلم وانصح وانا محتاجه إللى ينصحني   ،باب النجار مخلع يا بيبو 

حبيبه بتنهيده :زى ماتحبي 

تذكرت أمر معاينه المريض :أخ نسيت خالص حاله المريض الجديد

ريم :انا ماشيه ،روحي انتى كملي  شغلك

حبيبه بابتسامه تمسد على ظهرها بحنو :هنتكلم تاني ، خلى بالك من نفسك ،وابدئي من دلوقتي اهتمى بعمار وبلاش كلمه اسفه تاني ، خليه ياخد كل وقته وهو محتار فيكي وفى تغيرك الجديد ، واثقه أنك هتتبدلي عشان خاطر حبيبك وبيتك مايتهدش ، انتى وعمار مالكمش غير بعض ، احتويه وخليه هو كمان يعتذرلك  على جرحه لمشاعرك لحظه الغضب ، لم يحس بتغيرك وانك مسئوله بجد عن حياه جديده زوج وبيت هيعتذر على تسرعه ده ، واجبك بقى تبدئي من اللحظه دي

ريم بابتسامه :هحاول طبعا ، عمار يستاهل اتغير عشانه

حبيبه بابتستامه :ايوه كده دى ريم حبيبتي 

ودعتها وغادرت المشفى ، واستقلت سياره أجره وقررت ان تذهب الى زوجها لتعود إلى المنزل معه  وتحاول ان تتحكم بغيرتها وتتفقد وضعه وتثبت له انه كان مخطئ عندما اتهمها بالانانيه والتملك....

*************

سارت بخطوات واثقه اتجاه غرفه المريض ، القت التحيه للعسكري المسئول عن حراسته أمام الغرفه واخبرته انها المعالجه النفسيه وتريد التحدث معه ، رحب بها العسكري واخرج مفتاح الغرفه فتحها لتدلف هى بثبات .

- دلفت لداخل وجدت شاب يجلس بالفراش ينكس برأسه ويضم قدميه لصدره .

أقترب منه بترقب وتحدثت بهدوء : مساء الخير 

ظل الشاب على وضعه .

حبيبه بصوت حاني :ممكن نتكلم شويا ونتعرف 

انا حبيبه وانت بقى مين 

رفع الشاب وجهه ببطئ والتقت عيناهم بنظره طويله .

جعلت حبيبه ترتد للخلف وهى مازالت مصوبه انظارها على ذلك الشاب .

خرج صوتها مبحوح من اثر صدمتها بمقابلته :أنت 

ظل ينظر لها بغرابه شديده ولم يعيره اهتمام ، فقط ينظر لها بشرود وتوهان 

ارتجفت اوصالها وعادت للخلف ، اصطدمت بالحائط وهى تكاد تفقد وعيها ، فتحت الباب بيد مرتعشة وتركت الغرفه باضطراب ، لا تستطيع التحكم بانفاسها ، تتسارع نبضات قلبها كأنها فى سباق ..

**************

داخل مصحه الادمان..

دلفت أميره لغرفه سيف لكى تتحدث معه بأمر هروبه ، ولم تخبره بحقيقه الأمر وباتفاقها مع ابن عمه كما اتفقت مع ياسين ان يظل الأمر بينهم فقط وانها هى من ستتولى علاجه بعد خروجه من المصحه وان تظل جانبه وتترك المشفى وهو سوف يعطيها راتب شهرى لكى تتفرغ لمتابعه حاله سيف ومراقبته فى كل تصرفاته وان تتدخل وتمنعه من ارتكاب اى أخطاء ..


كان يقف أمام نافذه الغرفه يتطلع لمن بالخارج ويتنهد بألم  ويتذكر ما مر به خلال شهور علاجه ومتى خضع واستسلم بالامر ، وفقدان الامل فى الحياه ومحاوله انتحاره ، إلى أن وصل لتخطيط للهروب من هذا الجحيم .

قطع شروده صوتها الحاني وهى تربت على كتفه برقه :عامل ايه يا سيف

نظر لها بتلهف :أميره ، انتى فين أنا قولت انك نسيتني خالص

ابتسمت بخجل :لا طبعا ماقدرش انساك 

بادلها الابتسامه :طب وصلتي لايه بقى 

شرعت أميره بقص عليه ما تنوي فعله .

-بص يا سيدى انا هاخد اذن خروج دلوقتي عشان ماحدش يشك فيه وان مسئوله عن هروبك ، واطمن بالليل هكون هنا ومعايا تاكسي قدام المستشفى ، وكمان الأمن إللى على البوابه انا هحطلهم منوم وماحدش هيحس بخروجك ، واتفضل ده نسخه من مفتاح الأوضه ، خد كمان الموبيل ده هتصل بيك لم اوصل هنا بالليل واكون رتبت كل حاجه ولاهيت الممرضات وماحدش هيحس بخروجك ، معلش الموبيل مش قد كده بس اهو يأدي الغرض .

ابتسم سيف بود والتقط يدها يقبلها برقه :ماتقوليش كده ، أنا بجد مش عارف أشكرك ازاى على وقفتك جنبي ، من غيرك ماكنتش اعرف اخرج من هنا وكنت موت بالحيا 

نزعت يدها بتوتر وخجل :بعد الشر عليك ،كمان فى حاجه مهمه لم تخرج من هنا مش هينفع تروح لعيلتك ولا حد يشوفك ، عشان اكيد الدنيا هتتقلب وابن عمك مش هيسكت وهيقلب الدنيا عليك 

سيف بجديه :ايوه عارف طبعا ، بس مش عارف هختفى اروح فين بعد لم أخرج مافكرتش فى النقطه دى ، وماعنديش حد ثقه افضل عنده 

اميره بابتسامه :بس انا فكرت ولاقيت انسب حل ليك تبعد خالص عن اى مكان ممكن يدور فيه ، أنا عايشه فى شبرا مع جدتي وطبعا عارف قد ايه شبرا زحمه ومحدش يعرف حد فيها ولا حد هيشك فى وجودك فى المكان ده لانه بسيط جدا ، بس معلش استحمل شويا 

لم يصدق أن هذه الفتاه تساعده وتقدم له جميع الحلول ولم تخشى من شئ ، فحقا احبته بصدق   ، ابتسم لها بصدق وهو يشكرها على كل ما تقدمه له :انتى ايه ملاك ، فكرتي فى كل حاجه تخصني ومش همك انك ممكن تتاذي بسببي ، أنا مديون ليكي بحياته وان شاء الله الأمور بس تتظبط وانا هعوضك 

أميره بتنهيده :مافيش داعي الكلام ده دلوقتي ، أنا عايشه مع جدتى لوحدنا وفى بدرون انا هنضفه واظبطه وهتقعد فيه ، هو مؤقت معلش مش قد المقام 

سيف بحزن يتذكر حياه الرفاهية ويقارن حياته بالسابق وحياته الآن واخرج تنهيده حارقه : اى مكان هيكون بالنسبالي جنه ، المهم أخرج من السجن ده ، كفايا اوى خساير لحد كده 

اومت له بالايجاب ولم تفهم حديثه المبهم ، وودعته لتذهب الآن على وعد ان تلتقى به عندما يحل ظلام الليل لإتمام ما بدأته ..

************


توجه إلى شركته ولم يستطيع متابعه العمل ، فقد كان شارد الذهن   ، يفكر فقط بابن عمه وما حدث معهم بالفترة الاخيره ، تذكر انه كان مثابه الاخ الاصغر ولكن إلى أين تأذمت الأمور بينهم ووصل بهم الحال إلى ذلك البعد   ، والكره ، يعلم الان ان سيف يكرهه ولكن حاول السيطره على مشاعره   ، يريد ان يوصله لبر الامان ، يريد ان يعود كما كان بالماضي ، فهل يعود الزمان مره اخرى ليعيشو سويا حياه اخويه سعيده وتلم شمل العائله من جديد .

اغمض عيناه بأسى وعاد يستند بظهره بمقعده وهو يتنهد بضيق ، اخرجه من حزنه اتصال هاتفي .

عاد ظهره وهو يلتقط الهاتف وابتسم قبل ان يجيب 

-ماما حبيبتي وحشتيني


على الجانب الآخر بفيلا الانصاري ، كانت تجلس بحديقه الفيلا وعندما اشتاقت لسماع صوت ابنها الحنون ، قررت الاتصال على الفور ، فمنذ أن عاد من شهر العسل ،لم تقابله وأرادت أن تتركه ينعم بحياته الجديده وهى تتمنى له دوام السعاده وان يرزقهم بالذريه الصالحه ، هذه اقصى امنياتها ان ترا ابنائها سعداء فى حياتهم وتفرح بوجود احفادها ..

غاده بحنيه :يا بكاش ، لو كنت واحشتك كنت جيت سئالت عنى 

ياسين باسف :حقك عليا يا ست الكل والله انشغلت بهم الشغل بس كنت ناوى نقضي الجمعه عندكم بأمر الله


غاده بابتسامه :ربنا يوفقك ويسعدك يا حبيبي ، المهم طمني عنك وعن حبيبه

ياسين بابتسامة :الحمد لله بخير يا قلبي ، انتى عامله ايه واخبار صحتك وبابا عامل ايه

غاده بتنهيده :اطمن الحمد لله انا وبابا بخير 

ياسين باهتمام :طب مال صوتك كده ، فى حاجه قلقاكي

غاده بضيق :اختك وجوزها 

ياسين بقلق :مالها يا ماما نادين فيها ايه

غاده بحزن :مش كفايه محرومه منها ومن الولاد ، ده كمان ماخلهاش تحضر فرحك   ، بقالها فتره مش عارفه عنها حاجه ، أتصرف انت بقى مع صحابك 

ابتسم ياسين وهو يعلم أن والدته تهول الامور ، فهو على علم بأن ادم كان منشغل أثناء زفافه لذلك طلب من نادين ان تعود بالأولاد ولكن هى فضلت ان تظل بجانب زوجها لانه كان يمر باذمه بالعمل الخاص به .

تحدث بهدوء :قوليلي يا ماما اخر مره نادين اتصلت بيكي امته

غاده بجديه :من تلات أيام

على صوت ضحكته :تلات أيام يا ماما وبتقولي من فتره ههههه ، أولا يعنى ادم كان عنده ظروف شغل ومش قدر ينزل يحضر فرحي وقال لنادين تنزل هى والاولاد بس بنتك رفضت تسيبه فى ظرف هو محتاجلها فيه اكتر منى ، بنتك جدعه يا ماما بتقف جنب جوزها وقت شدته مش غلطت ولا ادم غلط ، وأن شاء 

 قريب اوى هيستقرو هنا ، بس ادم بيمر باذمه فى شغله ولم يخلص منها هيصفى كل حاجه وينزل اطمنى انتى بس وادعيلهم يا ست الحبايب

غاده بتنهيده :،وانا عاوزة ايه غير ان اشوفكم مبسوطين يا حبيبي وسعدا ، واشوف احفادى بتلعب حواليا 

 تفهم ما ترمى اليه والدته وابتسم فلم يمر على زواجه إلا اسابيع وهى تفكر بأمر الأحفاد ، اخفى ضحكته وانهى معها الحديث بهدوء : كله باون يا ماما ، أن شاء الله يوم الجمعه هنكون عندكم

غاده بسعاده :تشرفو وتنورو يا قلبي ، البيت وحش اووى من غيرك يا حبيبي

ياسين :معلش يا ماما كده احسن وأنا وقت لم تفكرى بس فيه هتلاقيني قدامك فى الحال يا حبيبتي ، خلى بالك انتى بس من نفسك ومن بابا ، ولو احتاجتي لحاجه انا موجود 

فى أمان الله 

اغلق الهاتف مع والدته وحاول أن يتابع عمله وعندما ينتهى يذهب لزوجته لكى يصطحبها إلى منزلهم ..

***********

لا يستطيع أن يظل بالشركه ويعلم أنها ليس بنفس المكان ، تنهد بضيق وقرر أن يتحدث مع شقيقه ويبلغه حقيقه مشاعره إتجاه فرح ، ولكن تراجع بالنهايه .

يوسف لنفسه :بس حازم مش هيفهمني ، هيفتكر أن مش جاد وهو حذرني قبل كده أقرب من فرح ، شكله لسه مش واثق ان اتغيرت وبقيت انسان تأتى خالص غير يوسف إللى كان يعرفه ، لا بلاش حازم دلوقتي ، مش بعيد يبعدنى عنها خالص عشان خايف اتصرف غلط واكون مش جاد فى العلاقه ، أنا احسن حاجه مش اتكلم معاه خالص غير لم أتأكد من مشاعر فرح ، أنا واثق فى مشاعري بس مش عارف انا ايه بالنسبالها ، يا تري شيفاني ازاى ولا نظرها ضعيف ومش شيفاني خالص .

بس لازم أخد خطوه مش ينفع احبها من بعيد كده ، أنا مش بسرق اوووف ، طب والعمل يا يوسف  

ظل شاردا ويحدث نفسه إلى أن توصل لشخص واحد هو من سيساعده ويتحدث معه عن مشاعره وياخذ بمشورته ، ويتقبل منه النصيحه..


نهض من مجلسه وهو يضع نظارته الشمسية ويلتقط مفاتيح سيارته ووضع هاتفه داخل سترته وانطلق مسرعا  فى خطواته يتجه صوب باب الشركه ليغادرها ، واستقل سيارته ليقودها وينطلق إلى وجهته ...


***********

سارت بخطوات مضطربه وهى تحاول استرداد أنفاسها ، دلفت لغرفه الاطباء وجلست أمام مكتبها تتنفس ببطئ وتحاول استجماع قوتها وزفرت بهدوء ..

حبيبه لنفسها :اهدى ايه إللى حصلك لم شوفتيه ، خوفتي ولا ايه  ، لا يا حبيبه أنتى ماتعرفيش خوف ولا ضعف ، وبلاش استسلام كده ، اهدى كده وفوقي ، ده مجرد مريض عادى زيه زى غيره وانا واجبي ان أساعده ، بلاش اخلط الامور ببعضها ، وبعدين لازم اقيم حالته هل فعل مريض ولا بيدعي المرض ، لازم أكون جديره بثقه دكتور سليم واشوف شغلي .

بس انا دلوقتي مش عارفه اتحكم فى نفسي ، بكره ان شاء الله اتابع حالته وربنا معايا ، أنا حاليا محتاجه اروح عشان أفكر بهدوء واستعد لبكره ..


حملت حقيبتها الشخصيه وقررت مغادرة المشفي والعوده إلى منزلها .

اثناء سيرها بحديقه المشفى ، اصطدمت بآخر

نظرت له وهى تعتذر بسبب شرودها :انا اسفه

يوسف بابتسامه :لا انا اصلا قاصد ههه

رفعت عيناها لتلتقي بذلك الشاب وجدته ابن عمها ، ابتسمت له بود ونظرت له بغرابه :

-يوسف ، ايه جابك هنا

يوسف برفعه حاجب :هنتكلم كده على الواقف ولا ايه

حبيبه بجديه :تعالي نقعد هنا فى الجنينه 

سار جانبها وهو بتسأل:انتى كنتى ماشيه ، خلصتي شغلك

حبيبه :لا ميعاد خروجي لسه فاضل ساعه 

يوسف :حلو اوى نتكلم الساعه دى بقى

جلسو أمام طاوله صغيره .

حبيبه باهتمام :قولي ايه سر الزياره

يوسف بابتسامه :جاي اسألك عجبتك الهديه 

حبيبه باستنكار :لا والله ، انت عرفت ردى امبارح ، قولي بقى في ايه

اكيد ورا زيارتك المفاجاه دى سر كبير صح.

يوسف بتنهيده : بصراحه محتاج اتكلم معاكي ، مش حضرتك بردو معالجة نفسيه 

حبيبه بقلق :مالك أنت تعبان

يوسف بجديه :انتى اكتر حد يسمعني ويفهمني ، زمان وقت الحادثه إللى حصلتلي محدش قدر يخرجني من الاكتئاب غيرك ، عندك وقت تسمعى اخوكي 

حبيبه بابتسامه :اكيد طبعا عندى وقت ،اتفضل انا سمعاك 

يوسف بتردد :بصي انا هقولك على انا حاسس بيه ومحتاج منك تفسير وكمان حل   ، أتصرف ازاى

حبيبه باهتمام :أسمع الاول 

بدء يوسف بسرد كل ما حدث معه خلال الشهور الماضية وسبب تعرفه على فرح ، الفتاه التى سرقت قلبه .

وبعد نصف ساعة من الحديث ، انتهى من سرد قصته وحقيقه مشاعره .

استمعت اليه بانصات دون أن تقاطعه إلى أن انهى حديثه .

حبيبه بابتسامه :مبسوطه علشانك اوى ، معقول يا يوسف بتحب بجد 

يوسف بتنهيده :الظاهر كده ، عارفه انا فرحان عامل زى المراهق إللى اول مره يدخل فى علاقه ههه

حبيبه بجديه :عشان اول مره تحب بجد ، تحب بصدق من قلبك ، باختيارك انت ماحدش جابرك عليه 

يوسف بجديه :تفتكرى بعد كل إللى حكيته ، اعمل ايه انا بقى مع فرح ، محتاج نصيحتك يا دكتوره

حبيبه بجديه :أنت بتقول فرح شخصيه جاده وعمليه جدا فى شغلها ، لازم تاخد خطوه اجابيه تدخل البيت من بابه يا ابن عمي

يوسف بحيره :عاوز افوز بقلبها الاول ، خايف اصرحها دلوقتي ترفضني اصلها قفوشه اوووى

حبيبه بابتسامه :يعنى ايه قفوشه 

يوسف بجديه :يعنى بتقفش بسرعه وطبعا كل إللى بينا مواقف بايخه ماتسمحش ان اصارحها لازم أحسن صورتي الاول 

حبيبه بجديه :هى شخصيه طيبه ومحترمه جدا وافتكر لو عاوز ردها لازم مصارحه يا يوسف ، انت عاوز تفوز بقلبها ازاى وانت عاشق مجهول بالنسبالها لازم تبق معلوم عشان تفكر فيك ، لم تحب تقرب من شخص بلاش الغاز وحيره هى حقها تعرف مين بيبعت لها الشكولاته والرسايل ومهتم بكل تفاصيل حياتها وكمان عارف عيد ميلادها وبيفاجئها ، اقولك عرفها الرساله الجايه انك يوسف ، اكتب اسمك وأعرف رد فعلها ايه 

يوسف :بصراحه خايف يا حبيبه ، مش هستحمل رفضها ، أنا بجد بحبها وخايف اخسرها

حبيبه :شخصيتها مش تخوف اوى كده يا چو ، طب اوصفهالي شايفها ازاى

يوسف بهيام :هى جميله ورقيقه ، قويه وعناديه بس حاسس ورا القوه دى ضعف بتداريه ، عيناها عسلي بس فيها لمحه حزن مش بتلمع كده لا مطفيه ، حاسسس ورا جمودها وبرودها فى التعامل سر وسر خطير كمان 

حبيبه بجديه :ممكن قصه حب فاشله مثلا هى إللى وصلتها تاخد حذرها منك ومن غيرك

يوسف بضيق :نفسي اخفف عنها واقولها انا جنبك ومش هتبقي لوحدك بعد كده، صعبت عليا لم عرفت ان اهلها متوفين وهى وحيده ، ممكن ده سبب حزنها 

حبيبه بتايد.:ممكن جدا ، خساره الاهل شي صعب ومش يتعوض 

يوسف بجديه :طب ساعديني أتأكد من مشاعرها ناحيتي ازاى

حبيبه :عشان تتاكد من مشاعرها لازم مصارحتها فى الاول وده انسب حل لحالتك

يوسف بزفير :يعنى مافيش مفر غير المصارحه 

هزت راسها بالايجاب 

يوسف بجديه :حبيبه الكلام ده مايطلعش لحد ، غير لم اعرف رأسي من رجلي

ابتسمت له :اوعدك مش هتكلم بس انت تتلحلح شويا كده ، انت مش معرف ابيه

يوسف بصدمه :اهو حازم ده بالذات مش عاوزه يعرف

حبيبه باستغراب :ليه ابيه حازم يفرحلك ويقدر يساعدك

يوسف بضيق :حازم ممكن يبعدني عنها ويفتكر ان بتسلى وبضيع وقت 

وممكن يقولي ده فراغ عاطفي ومش جاد فى مشاعري

حبيبه بجديه :ليه بتقول كده أبيه حازم اكتر حد عارف وحاسس بتغيرك وعارف انك بقيت غير يوسف بتاع زمان ، وأنت اثبتله كده انك عاوز تجوزها مش سد خانه

يوسف بذهول :سد خانه ، تقصدي ايه 

حبيبه بصدق :أقصد تتاكد الاول مشاعرك دى هتوصلك لفين حب حقيقي وهتتمسك بيه ولا عشان حاسس بفراغ اخترت فرح ، عشان تنسى بيها شهد واللى عملته عشان كده اخترت مواصفات مختلفه تماما ، انت صادق بجد مع نفسك وقلبك دق فعلا ولا عاوز تنسي الماضي ، فكر كويس عشان لا تظلم نفسك ولا تظلمها معاك 

يوسف بجديه :شهد مين دى إللى محتاج حد يملي مكانها ، شهد اصلا مالهاش مكان ولا وجود فى حياتي ، هى انتهت فعلا بالنسبالي وفرح مش مكان حد ، فرح غير اى حد ، هى أهم شخص بالنسبالي ومتمسك بيها حتى لو رفضتني هفضل وراها لم تستسلم وتحبني زى مابحبها ، انتى اكتر واحده عارفه ان شهد انفرضت عليا بعد لم اوهمتني باللي حصل بينا وهى متفقه مع سامر ، عشان اتجوزها انا ويفضلو مستغفلني ، مش عاوز افتكر إللى فات لانهم ولا حاجه بالنسبالي وكل واحد خد جزاته 

تذكرت حبيبه أمر ذلك المريض   تنهدت بضيق ونظرت ليوسف بترقب :سامر هنا 

جحظت عيناه بصدمه غير مدرك ما تعنيه ابنه عمه :  نعم ....


الفصل الثاني عشر من هنا 

لقراءة باقي الفصول الجزء الثاني من هنا



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close