أخر الاخبار

رواية الوشم الحرب الداميه الفصل السادس 6 بقلم سارة مجدي

        

 رواية الوشم الحرب الداميه 

الفصل السادس 6

بقلم سارة مجدي



عاد جاسر من عمله و لكن اليوم عائد بالكثير من الجروح
جرح فوق حاجبه الأيسر و جرح آخر فى كتفه الأيمن و جرح جديد بجوار جرح قديم فى قدمه
كان يسير بأجهاد كبير و كأنه قد أنهى على كل طاقته فى العمل ... ليعود إلى البيت كجثه هامده لا روح فيها ... فكر إذا رأى فى عيونها نظره شفقه تساعده فى الأحساس ببعض الراحه ... هو سينفذ ما قاله الطبيب ... مهما عانا و تألم ... و مهما كثرت جروحه و أنتشرت
حين دلف إلى البيت كانت أوار تجلس فى صاله المنزل و كأنها تنتظره لم ينظر إليها و لم يتحدث و توجه مباشره إلى غرفة النوم يريد أن يأخد حمام دافىء يريح جسده الذى يتألم بشده من رغبه قويه لم يستطع إخمادها وجروح منتشره تنزف بغزاره
أقتربت منه و وضعت يديها على كتفه لينظر إليها بصمت ليهولها شكل الجرح فوق حاجبه و تلك الدماء المنتشره على ذراع قميصه و أيضاً بنطاله لتشهق بصوت عالى و هى تقول بخوف
- ماذا حدث لك ؟ ... ما كل تلك الجروح ؟
- بعض جروح من العمل
تصرخ فيه بخوف
- تتحدث و كأنها جروح بسيطه لا تنزف الدماء منها بغزاره ... تتحدث وكأن ألمك الذى تشعر به الأن شىء عادى و غير مهم لماذا تريد دائما أن تؤلم قلبى ألا يكفى دَينك الذى يحاوط عنقى و تقبلك لما أنا عليه .. حبك الكبير الذى يروى زهرة شبابى الزابله لماذا تفعل بى هذا لماذا ؟
أقترب منها بهدوء و قال
- ماذا فعلت أنا لكل هذا ؟ فأنا مازلت أحبك أكثر من زي قبل . لما كل هذا الغضب ؟
ضربت كتفه بقوه و هى تقول من وسط دموعها و شهقاتها
- هناك أنك تتألم ... هناك أنى أرى فى عينيك ذنب كبير لا علاقه لك به .... قلبك يتألم لفراقى و يتألم فى قربى و أنت لا تستطيع إشباع رغباتك كامله و مع ذلك تطلب منى أن أستمر بتعذيبك و ألمك أنت كل ما لدى يا جاسر ... أنت صديقى منذ صغرى الحامى و الحارس أنت .... أنت حبيبى و زوجى أنت كل ما لدى و كل ما أملك
كان ينظر إليها دون تعابير و اضحه و من داخله يشعر بالسعاده فها هى ستخرج كل ما بداخلها لتصرخ من جديد و هى تشعر أنه لا يصدقها
- حين كان ذلك القذر يحاول الأعتداء على حين بدأ وجهى فى الأنصهار لم أفكر للحظه فى نفسى كنت خائفه من غضبك خائفه من أن أرى فى عينيك نظرة خذلان او أن أكون أنا سبب أنكسارك ..... ما جعلنى أستعيد كل قوتى و أستطيع أستخدامها هى نظره عينيك خوفى من أن تتحول من الحب إلى كراهيه و أحتقار ألا أجد تلك النظره التى تضمنى بحمايه و أحتواء كنت أخاف من خسارتك و حتى تلك اللحظه أتمنى الموت كل لحظه و لا أعيش لحظه خوف واحده من خساره حبك و أحتوائك ولمعه عينيك فى كل مره تنظر لى  
أقترب منها سريعاً و ضمه بقوه و هو يقول
- أعشقك أوار ... و لم أتوقف يوما عن عشقك و زاد ذلك الحب مع كل يوم أشعر فيه بأحتياجى لكى أكثر من أحتياجك لى ... أريد مغفرتك و حبك أريد أن أعود معك إلى الحياه ... لن أبتعد ليوما لن يفرقنا سوا الموت
أبتعدت عنه قليلاً و هى تنظر إلى عينيه بحب
- أريدك أن تترك هذا العمل
- تركته
قالتها بأمر و أجابها بطاعه
- لا أريد أن أرى ذلك الذنب فى عينيك من جديد
- لن يكون داخل عيني سواك أنتِ فقط
قالتها بعشق كبير و أجابها بحب تعدى مرحله العشق و الجنون
- هل مازال حبى داخل قلبك؟
- لم ينقص يوما بل يزداد
قالتها بقلق و أجابها بصدق و إحترام و عشق
أمسكت يديه و جذبته ليجلس على السرير و تحركت سريعاً تحضر علبه الإسعافات الأولية و جثت أمامه و بدأت فى تضميد جرح حاجبه و هو يتأملها بأبتسامه رقيقه تختلف تماما عن ملامح و جهه الخشنه و بدأت فى تضميد جرح ذراعه و من وقت لآخر تنظر إليه بحزن و قلق ليبتسم إليها بحب ثم أنحنت قليلاً لترى جرح ساقه و لكن البنطال المليء بالدماء لا يجعلها تستطيع تضميد الجرح فنظرت إليه بمشاغبه و قالت
- عليك أن تخلع بنطالك سيدى
ظل ينظر إليها بأبتسامه جانبيه ثم قال بمشاغبة 
- أنا بأمرك سيدتى
~~~~~~~~~~~~~~~~~
يشعر بالصدمه حين وجد أحد يقترب فى ذلك الظلام الدامس من البيت و فى تلك اللحظه أنفتح باب فى ذلك البناء الصم و خرج منه نور قوى و دلف إلى الداخل ليقترب أدولف بحرص ينظر من ذلك الباب ليجد مكان أشبه ببيت الحيوانات و لكن ما صدمه هو وجود فتاه ترتدى ملابس قليله و مقيده اليدين و القدمين أقترب ذلك الشخص من الفتاه و بدء فى ضربها بالسوط و هو يقول بغضب و صوت عالى
- أنتِ فاشله ... لم نستفيد من قدراتك بشىء و لم تحققى ما نريد غداً سوف أبيعك فى السوق
كانت الفتاه تصرخ بألم من ضربات السوط فوق جسدها و أيضاً من أحساسها بالذل و القهر ولأنها أيضاً لا تستطيع الدفاع عن نفسها فهى مقيده بقوه بسلاسل حديدية موصوله بين عنقها و بيدها و قدميها  
كان يتابع كل ما يحدث و بداخله نار تشتعل لا يتحمل رؤية تلك الفتاه و هى تتعرض لكل هذا العنف من ذلك الرجل الذى يشبه البشر كثيرا و يختلف عن باقى الناس الذى رأهم
أنتبه لحركة ذلك الرجل فختبىء حتى غادر ذلك الرجل المكان ليعود و ينغلق من جديد على تلك الفتاه
شعر أدولف بالحيره ... و أيضاً القلق و ظل واقف فى مكانه يفكر ماذا عليه أن يفعل الأن
حتى أنقشع ظلام الليل و بدأت أول خيوط الضوء فما يراه هو ضوء ساطع لا يستطيع أن يقول عنه أنه ضوء الشمس فهو لا يرى الشمس فى السماء هو مجرد ضوء قوى ليشعر بالذهول و هو يرى أشخاص يشبهون البشر بكل تفاصيلهم و يختلفون تماما عما رأهم بالأمس يعملون بالأرض
وجد بعض الملابس أمام أحد البيوت البعيده فتحرك سريعاً و أخذهم و تخفى بهم بين الناس و لكنه ظل يراقب ذلك المكان المغلق من كل الأتجاهات حتى يأتى الرجل و يأخد الفتاه
حقا لا يعلم ماذا سيفعل و لكن ليس أمامه الكثير من الخيارات
~~~~~~~~~~~~~~~~
طرقات قويه على الباب جعله ينتفض مبتعداً عنها و هو يركض خارج الغرفه
و حين فتح الباب وجد دِلير يقف أمامه و يبدوا عليه الخوف و القلق و قبل أن يسأل قال هو
- علينا السفر إلى القلعه ... أدولف مختفى منذ ثلاث أيام
و فى خلال ساعه واحده كانت أوار بمنزل رهف و معها دوانى ... فالجميع قد سافر فتلك المره الأمر كبير و خطير و مؤكد لن يكون هناك شىء أهم من إختفاء قائد المجموعه فعلى جميع أفراد المجموعه المكلفين والإحتياط بالتكاتف و إيجاد حل
~~~~~~~~~~~~~~~~~~
تجلس داخل غرفتها وعلى وجهها الوشاح الذى لم يعد يفارقها منذ ما حدث
و كان السيد شوقى يجلس على الأريكه الكبيره و بين يديه كتاب كبير يقرأه بتركيز شديد
حين سمعت طرقا على باب الغرفه و بعدها دخول نفس السيده كم هو سعيد بكونها هى الممرضه الخاصه بلين و يمكنه رؤيتها دائما
أقترب هى من لين و قالت
- كيف حالك اليوم أنستى ؟
اجابتها لين بلا روح
- بخير
بدأت فى وضع المحلول فى يديها و هى تقول بأبتسامه رقيقه
- الحاله النفسيه من أهم شروط نجاح ذلك النوع من الجراحات ... و دكتور أديب من أفضل الأطباء فى هذا المجال
أقترب شوقى منهم و قال
- أخبرتها بذلك عدة مرات و لكنها تشعر باليأس
نظرت تانسو إليه و أبتسمت وهى تقول
- والدك بجانبك و يحبك و معك طبيب مميز و تشعرين باليأس أنتِ مخطئه تمامًا
- ليس والدى
قالتها لين بصوت هادىء لتنظر تانسو إلى شوقى ليقول هو موضحا
- أنا صديق والدها رحمه الله ... و لأننى أعتبرها كأبنتي التى لم أنجبها فلابد من وجودي معها هنا
ابتسمت تانسو و هى تقول
- أعتقد أنكِ محظوظه .. فنادرا ما نجد من يقف بجانبنا و يدعمنا
فى تلك اللحظه سمعت طرقات أخرى و دخول دكتور أديب و على وجهه إبتسامه صغيره و هو يقول
- هل أنتِ على إستعداد لخوض لتلك المغامره .
نظر الجميع إليه وابتسمت تانسو لمعرفتها بأسلوب دكتور أديب و لكن شوقى و لين كانوا يشعرون بالأندهاش ليقول أديب من جديد
- اليوم سنقوم ببعض المغامره و نتيجه تلك المغامره ستحدد خطه العلاج القادمه ... مستعده
لتشعر لين بإحساس غريب لم تفهمه و لم تستطع تفسيره و لكنها الأن على إستعداد أن تسير معه و هى مغمضه العينين
- أنا جاهزه ... لن يكون الألم القادم أكثر من ذلك الألم القديم يوم حدث لى ما حدث
- من الواضح أننى سأعانى معك كثيراً و لكننى صاحب بال طويل و سوف أسير معك لآخر الطريق و لكن خلال ذلك الطريق الطويل أنا القائد و لى الكلمه الأولى و الأخيره
و قال كلمته الأخيره بغمزه مصاحبه لأبتسامه صغيره فعلت الأفاعيل داخل قلبها الذى لم يفرح يوما


                  الفصل السابع من هن

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close