أخر الاخبار

رواية لاحمد الفصل السابع 7 بقلم شيماء الشريف&سامية الهادي

            

رواية لاحمد

الفصل السابع 7

بقلم شيماء الشريف&سامية الهادي



 *بعد مرور 7 سنوات...* 


في حديقة المستشفى كنت قاعدة وبشرب في شاي أخضر خالي سكر ..وبقرا في مرجع ..ومعاي أيباد وأبل بينسل ..بسجل في المعلومات المهمة البطلعها من المرجع ...كنت مجتهدة شديد خصوصي إني بديت مشوار التخصص خلاص ولازم انجز بأفضل معدل ...اخترت اتخصص في التمريض  الجراحي...لانو صعب وانا بعشق التحديات ...عايزة أثبت نفسي في الكارير من بدري وفي عُمْر مُبكّر ...مسيرتي السابقة كلها كانت مكللة بالنجاحات ودا بفضل ربنا ..فكان لازم احافظ على نفس المستوى ونفس الشغف …في اوج نجاحي كان بتقدمو لي عرسان ..سواء من العمل أو من أهل أبوي …كنت برفض مش عشان شخص بعينه ..لكن عشان انا كنت رافضة فكرة الزواج من اصلها في الفترة ديك ..م كنت عايزة افكر في شي غير دراستي...فضلت قاعدة وبقرا لحد ما منبه تلفوني رن ..ودي مواعيد بيشن مفروض امشي اتفقدو ...شلت حاجاتي ودخلت استراحة السسترات ..فتحت خزانتي ودخلت الحاجات ولبست اللابكوت فوق الاسكراب الأزرق الكنت لابساه ..وشلت الإِسْتَسِسكُوب 🩺 ومشيت لغرفتو ..كان البيشن كبير في السن عندو مشكلة في صمامات القلب ..دخلت عملت ليهو فحص كامل وسجلت التغيرات الحصلت للحالة...وقتها اسرتو جات لزيارتو .

سمحت ليهم يدخلو لكن م يطولوا ...أولادو وبناتو كانوا كبار ومتزوجين ...لكن من خلال متابعتي مع الحالة دي لقيت إنهم متعلقين بأبوهم شديد ..كأنهم أطفال صغار ...بتشاكلوا في المبيت معاهو ...كل م يجو ليهو ببكو فيهو ...صراحة تربيتك هي حصادك ...اذا ربيت أولادك على المَحنة والطيبة ح يسندوك ويرفعوك لما تكبر ...الغرفة كانت فيها هالة من الإنتماء والحنان ...الجو الأُسري البحت ..رغم الحزن الطاغي عليهم من حالة أبوهم  ...اتذكرت عيلة محمد ...أو ممكن اقول عيلتي ...العائلة الح أفضل ممنونة ليها طول حياتي .. لأنها آوتني في عز مرحلة اللاعائلة الكنت مارة بيها رغم وجود عمتي وبناتها ..لقيت فيهم الأب والأم والجد والحبوبة والاخ والاخت و ...والزوج .!...مسحت دمعتي الكانت هتنزل وفضيت الحقنة في الدرب وكنت طالعة ..

-يا دكتورة ..

التفت كان دا واحد من أولاد البيشن ..

-ايوة ..اتفضل..

-اها وضع أبوي كيف ؟..نسينا نسأل مع السلام ..

-لحد الآن مستقر وفي تقدم ملحوظ ودا برجع لإستقرار الحالة النفسية ...دعمكم ووجودكم جنبو بخفف عليهو حاجات كتيرة ف خليكم جنبو لوقت العملية ..ومعافى بإذن الله.

-ربنا يطمنك يا دكتورة حقيقي م مقصرة والله ...وجزاك الله خير .

-امين يارب .

-لا لا انا دكتورتي دي ربنا يحفظها ...صغيرة لكن قايمة بواجبها وأكتر ...لو عندي حقنه نص الليل بتديني ليها في الوقت المظبوط ...

وفضل يحكي لأولادو عن اهتمامي الخاص بيهو ..مع إني كل مرة بقول ليهو دا واجبي… وإني بعمل كدا لكل المرضى .. أولادو شكروني جداً ودعوا لي ...من الحاجات الجميلة البتهون علي التعب ..هي الدعوات الصادقة البتكون لي أو لأمي وأبوي ربنا يرحمهم...طلعت من الغرفة ولفيت على بقية المرضى التابعين لي ..المغرب اذن صليت بعدها مشيت كافتريا المستشفى وطلبت اكل وعصير طبيعي خالي سكر ...لغيت السكر نهائي من حياتي ..ودي السنة التانية من غير سكر ...لقيت انو حياتي الصحية بقت في احسن حال الحمد لله...اليوم دوامي مسائي ...اتصلت علي عمتي وهي بتسألني اذا اكلت شي ولا لأ ..لأني مرات كتيرة بنسى فهي موجودة عشان تذكرني ...حقيقي العمات نعمة 💛وعماتي الباقيات صح بعيدات مني لكن سؤالهم عني م انقطع...بعد خلصت أكل شلت ملف التغيرات بتاعت الحالة حقت حاج عثمان اللي هو مريض القلب ...مشيت للأخصائي المسؤول منو ..واتناقشت معاهو في الح يحصل والعملية وكدا ...بعدها رجعت الاستراحة وقعدت أقرا ...من الحاجات الاتغيرت في شخصيتي ك رفاء.. إني بقيت انسانه اجتماعية..بقدر اتفاعل مع الناس ..كسرت كل الحواجز القديمة ...البسمة بقت م بتفارق وشي ...يعني إتغيرت توتلي ...ودا بيرجع لمتطلبات المهنة ..المفروض عشان اكون سستر ناجحة لازم اتحلى بالصفات دي … البروفيشونال فاليوس …التواصل ومهاراتو ..كل الحاجات دي طبقتها وبقت مبدأ في حياتي ...طول مسيرتي الجامعية بحضر ورش وسيشنس واي ايفينت بشارك فيه...ودا لتنمية الشخصية حقتي ولل CV برضو ...دي حاجات سهلت شغلي في المستشفى جداً ..وبقيت سستر يشار اليها بالبنان ...الدكاترة وكل الطاقم الطبي الاشتغلت معاه بمدحني ...ودا كان بديني دَفعة لقدام ...رغم زروة النجاح الوصلت ليها دا م خلاني اغتر أو اشوف نفسي لاني عارفة اذا وصلت في يوم لمرحلة إني اشوف نفسي ناجحة وفي القمة معناها ببساطة انا فشلت ... (المهنية..الانسانية ..الثقة ) كنت خاته المفاهيم دي لوقو للمرحلة دي من حياتي ... تفوقي العملي خلى ادارة المستشفى تتعاقد معاي براتب ممتاز وكمان أدتني فرصة للدراسة والتحضير للتخصص مجان ...ببساطة انا لما إتغيرت م إتغيرت عشان زول ولا عشان ارضي شخص معين ..لا انا إتغيرت عشان أنا عايزة كدا ..عشان حاجة انا بحبها شديد واللي هي مجالي وشغلي ..عمرو التغيير القسري م بنجح ..لانك بتحس نفسك قاعد تمثل على غيرك ...بتكون زي الشخص المنفصم أو المنافق ..انت في نفسك حاسي بشي وبتظهر صفات معينه ولغيرك عكس ذلك ...عشان كدا لو عايز تغير صفة فيك ..غيرها عشان انت عايز كدا م عشان شخص تاني يكون راضي عنك ...


________


ممر طويل بفصل بين غرفة الأطباء وغرفة العمليات واقف فيهو شاب طويل لابس يونيفورم العمليات براجع في ملف المريض...دخل وظاهر على كل الأطباء انو كانوا في إنتظارو....قرب من البيشن العمرو مابتجاوز  ١٣ سنه...وبدأ يتكلم معاه بهداوه وسلاسه ويطمن فيهو انو العملية سهله ومامحتاجة أي خوف أو توتر...

-لازم نبدأ يا دكتور 

-طيب

بدأ بجرعه من السيفوفلورين البكون محمول على أكسجين...والبيشن بلاك أوت...عمل إشارة للدكاترة يبدو... أثناء العمليه كان بتابع حالة البيشن ومعدل النبض والتنفس والدورة الدمويه...

في نصف العمليه دكتور أحمد إتدخل وأدى المريض ماسكلر ريلاكسند عشان ماتكون في حركه...وكمان تزيد من فعالية السيفوفلورين....

بعد ٦ ساعات خلصت العملية ودكتور أحمد كان متابع المريض وبعد ساعتين بالضبط بدأ المريض  يفيق بس لسى أثر عدم الوعي كان موجود فأداهو "أنتي دوت"

اللي بيكسر مفعول الماسكلر ريلاكسند ....وبدأ يسد السيفوفلورين عن الفنتليشن....وبراغب علاماتو الحيويه

...

على لسان أحمد..

تمت العمليه بحمد الله....وبكدا خلصنا أول عمليه من أصل عمليتين  في الجدول... الأولى كانت معقدة جدا...وتفاصيلها مرعبه....بالذات أنو هي عملية قلب مفتوح...  فالبيشن لما يعرف انو هيتم فتح الصدر وقطع القفص الصدري بالنص وفصل الشرايين الداخله للقلب والرئتين طول مدة العمليه وإستبدالهم بأجهزة....ودا غير دخولنا في عملية القلب نفسها...الحاجات دي كفيله انو تخلي شاب كبير يخاف...فما بالكم بطفل صغير !! …

المستشفى كانت حريصه إنو أي مريض يكون عندو معلومات عن مرضو… وخلفيه عن العمليه الهتتعمل ليه لكن بشرط إنو يكون في بوزتيف إنيرجي من جانبنا ونطمنو عشان يحافظ على هدوئه ويستعد نفسياً… وبرغم من انو هي من العمليات المعقدة بس لازم نحسس المرضى أنو هي سهله جدا زي عمليه اللوز بالضبط....فالحاجات دي بتزيد من نجاح العمليات بنسب كبيرة….


أخدنا بريك لايقل عن ساعتين جا المدير الطبي ..كلمنا إنو بمناسبة اليوم العالمي للقلب المستشفى عاملة مجموعة سيشنس عبارة عن اويرنيس بكل ما يتعلق عن القلب وامراضه ...وكمان العمليات البكرة هنشارك فيها هتكون مجانية على تكلفة المستشفى...وفي حفل تكريم لينا برضو....


_________


عندما كنت صغيرة ..أخبرتني أمي بأنني مميزة …أختلف عن باقي الأطفال في سني …أعشق الظلام …ولا أحب اللعب مع الصغار …أحب الوحدة …وأكره الثرثرة …رأتني أمي مميزة فلماذا لا يراني العالم مثلها ..؟!!

ولكن حتماً أنك ستكون مثل أمي …ستعشق إختلافي وتكون أنت النور لعتمتي …سترى في عيوني أحاديث لاتروى إلا لك …سوف تفهمني…وتحفظني …وتهوى كل إنشٍ …كل حرف …كل صمتٍ …كل لفظٍ مني …لأني مميزة بك يا عزيزي ♡


الساعة 8 صباحاً دوامي خلص ...رجعت البيت م اتفاهمت مع أي زول ..دخلت الغرفة ونمت طوالي لأني كنت تعبانه شديد ...خصوصي انو ليلة أمس دي كلها قضيناها من الطوارىء لقسم القلبية ...الحالات كتيرة جداً وارهاق لأبعد حد ...نمت ما صحيت إلا الظهر على صوت ليان وهي بتقول لي ...

-يا رفاء أمي قالت ليك قومي أكلي ليك شي ولو عايزة تاني نومي ..

قمت استحميت وصليت الظهر ..طلعت الصاله لقيت عمتي سلمت عليها وقعدت جات ليان بصينية فطور وكباية عصير ختتهم قدامي ...

-تسلم يدك يا لولو ...الليلة م شغالة مدرسة ولا شنو ..؟

-نسيتي إني شغالة امتحانات واليوم عندي قاب..؟

-تصدقي نسيت والله اها كيف الامتحانات عدت .؟

-والله الحمد لله.

-شدي حيلك لازم تجيبي في تامن دي نسبة كبيرة .

- إن شاء الله.


- أكلي كويس وأشربي العصير دا عملتو ليك من غير سكر .

-تسلمي يا عمتو .

-راجعة المستشفى تاني ..؟

-اي والله ..الليلة تاني شغالة نبطشيه بالليل.

- ي حليلك ي بتي والله انتهيتي بالمره عايني ضعفتي كيف ي رفوية .

-( ضحكت) ...وينا الضعفة هسي ي عمتو ..!!

-محمد قبيل اتصل وقال حاول تلفونك لكن م دخل معاهو .

- عملتو وضع طيران عشان م يقطع لي نومتي لكن شوية كدا هأرجع ليه ..

قريب للعصر كدا حتى لميس جات من الجامعة ...أول ليها سنة في الجامعة وبتقرا  كمبيوتر ساينس ..

-برلومتي 🥺.

-الوزيرة رفاء شخصياً اليوم شرفتنا .!!

-(ضحكت) ...تخيلي الرهابة دي ..

سلمنا على بعض ..بعدين مشيت صليت العصر عشان بعد ساعة وحاجة كدا مفروض اكون في المستشفى ..جرست لمحمد طوالي رجع اتصل علي …اتكلمت معاه بعدين جهزت ورتبت شنطة الضهر الح اشيلها معاي واتصلت لترحيلي عشان يجي … عملت ترحيل عشان الزمن وم اتعب مع المواصلات...لقيت عمتو جهزت الغداء ..اتغديت سرعة ...شوية كدا سمعت بوري الترحيل ...شلت شنطتي وعمتو كانت بتوصي فيني …وانا طالعه جات لِينا يداب داخله وظاهر عليها التعب …سلمنا على السريع وطلعت نسبة لانو ماف وقت ...لِينا شغالة في الامتياز طبعاً ...وصلت المستشفى غيرت ملابسي سرعة وبديت مداومة في الشغل ...اتفقدت كل مرضاي ..كنت في غرفة حاج  عثمان العندو مشكلة في الصمامات ..كان معاهو ولدو وبتو مرافقين ليهو ...

- اها جاهز للعملية بكرة يا عمو عثمان ..؟

- بأتم الجاهزية ي بتي .

- حماس شديد قلت لي .

- انا عايز اتعافى من المرض دا عشان اولادي ديل .

-ربنا يحفظك ليهم .

- امين .

- طمنينا يا دكتورة وقولي لينا انها هتعدي على خير .

- طبعاً لحسن الحظ وهسي كنت جاية اقول ليكم ..انو بكرة بصادف اليوم العالمي للقلب ..والعمليات بكرة هتكون كلها مجانية على تكلفة المستشفى ..وكمان الخبر الحلو انو أول عملية هتتعمل عملية ابوكم وبمشاركة امهر الاطباء السودانيين في الوطن العربي ف اطمنوا  .

- ما شاء الله تبارك الرحمن ..ربنا يسعدك يا دكتورة زي م اسعدتينا بالاخبار دي ... شكراً جزيلاً ليكم حقيقي م قصرتو ..

-الحمد لله كدا طمنتينا شوية وربنا يقدم الفيهو خير.

- إن شاء الله ...استأذن انا .

-اتفضلي ...اتفضلي اذنك معاك ..

الليلة دي كانت أخف قدراً من الامبارح ..قريب للصباح اخدت لي نومة زي ساعة كدا ريحتني شوية ...بعديها كملت شغل للصباح ...قسم القلبية الأنا شغالة فيهو الفترة دي كلو اتزين وبوابة المستشفى كذلك ... طبعاً قبل التخصص هكون كل فترة في قسم ..لكن بعد اتخصص هأثبت على الجهة الاتخصصت فيها ..

وانا ماشة على قسم الطوارىء ومستعجلة لاقتني رزان صحبتي ...

-على وين..؟!!

-الطوارئ...

-ناسيه الليله في شنو ؟...

-لأا م ناسيه لكن عندي حاجه مهمه هأعملها وأجي .

-طيب بس م تتأخري ..


في الطوارىء إتأخرت ..وبالاضافة لكدا كنت برضو بتابع مع الطاقم الطبي المعاي ..عشان نجهز للعمليات الهتكون في اليوم دا ...الناس كانت متجهة على القاعة وسمعت برضو هيكون في تكريم ل وفد من الخارج شارك في مجموعة من العمليات الناجحة خلال الاسبوع الفات طبعاً كلهم سودانيين شغالين في دول عربية وديل هم الح يعملوا عملية عم عثمان...وقتها انا كنت في قسم تاني ...زعلت جداً إني م لاقيتهم أو شاركت معاهم في العمليات دي ...مشيت الاستراحة ..طلعت اللابكوت وصلحت الاسكراب وحجابي ..وطلعت سرعة على قاعة الحفل...لما وصلت لقيت كل الناس قاعدة والصمت سيد الموقف.. البوابه مزينة ببلالين باللون الاحمر والابيض و مكتوب....World Heart Day   ..رزان اشرت لي بيدها مشيت عليها قلت ليها وانا بهمس ...

-إتأخرت؟...

- اقعدي سرعة...اتأخرتي كدا ليه .؟!

- امور متعلقة بعمليات اليوم ..


الحفل ابتدأ بكلمة مدير المستشفى بعدها عدد من القامات السامية...التكريم كان أول الفقرات ..جا مستر ابراهيم مدير قسم جراحة القلبية لافتتاح حفل تكريم الوفد السوداني الزائر ...بعد قال كلمتو ومدح الجهود المبذولة من قِبل الطاقم السوداني… استدعى المدير وبعض الدكاترة لتسليم الشهادات للمُكرّمين ...كل دكتور يتنده بطلع المنصة وبقول كلمة ..أي شخصية تطلع الاستيج انا بتبهر بيها وللنجاح الوصلت ليه وبتمنى إني في يوم اقيف الوقفة دي ...من بين الأسماء المُكرّمة سمعت اسم أحمد ...

- دكتور أحمد كمال الدين محمد....أخصائي التخدير ..

-أحمد كمال..!!!!؟

كان كل همي  في اللحظة دي أشوف صاحب الإسم....

شويه بس وطلع في المنصه ايوة دا أحمد نفسو..

-" بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله ..والحمد لله الذي وفقنا لهذا...أما بعد :

الله سخر لنا قلوب ترحم وعقول تتفهم وأن نكون أسباب لشفاء البعض وكل هذا نِعمٌ من الله علينا.. نحمد الله عليها ..كلنا عارفين انو في بداية مسيرة أي طبيب يصف عشرين دواء لكل مرض....و بعد سنوات من الخبرة ينتهي بوصف دواء واحداً لعشرين مرضاً…

بتذكر انو في شخص عزيز على قلبي قال كلمات انا للآن متخذها مبدأ في حياتي العملية وهي انو اعتبر ..المهنية والثقة والانسانية ..مبدأ عام في مهنتي والحمد لله كنت كذلك ..


طبعاً لما قال كدا دموعي بدت تنزل لكن مسحتها ..يعني هو متذكرني للآن.؟؟ 

أحمد كمل كلامو وهو بقول ...

-"مهنة الطب ملهمة لكل شخصٍ أراد أن يتعلم التفاني والعطاء.... ومهنة التخدير ملهمه لكل شخصٍ يرغب في أن يكون دقيقًا في عمله بعيدًا عن العشوائية والتخبط..

فالتخدير ليس مجرد حقنه ينتهي بعدها دور الطبيب....لا أوّد أن أطيل عليكم لأسنح الفرصة لبقية الزملاء …وفي الختام أقول …كلمات الشكر تنسينا التعب ... فمن يقدم لنا معروفًا وجب علينا مقابلة الإحسان بالإحسان...أوجه خالص شكري لكل العاملين في هذا المشفى العريق وأهني الجميع بيوم القلب العالمي وأقول عسى الله أن يجعل قلوبنا دائماً بألف عافية وخير وأن يشفي مرضانا ويطيب قلوبهم...

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".


بعد خلص م كنت قادرة احدد شعوري لحظتها شنو ..ايوة دا أحمد كمال ..الشخصية الوقتها كلو ضحك ومزاح وعدم جدية ...معقول بقى شخصية ناضجة وواعية وجادة..؟ م بس شخصيتو الإتغيرت لأ كمان شكلو اتغير ...لحيتو كثيفة ومرتبة ..جسد رياضي ...طولو زاد ..وحاجات كتيرة إتغيرت فيهو وثبتّ على جملة …بقى أوسم وانضج !.. يعني م انا بس الاتغيرت شخصيتي !!

م كملت الحفل للآخر ..كان في عدد من الاطباء شغالين عمليات من الصباح في عدد من الحالات ...أما باقي العمليات المشارك فيها الوفد السوداني هتبدأ بعد ساعة واول عملية حقت حاج عثمان..يعني أحمد معاهم ...

اتجهزنا للعملية ..معاي مجموعة من السسترات والممرضين ...ح نتناوب في العملية لانو فرصة زي دي م بتصادف كتير ...ولي شرف المشاركة فيها ... طبعاً م لقيت طريقة انو اتقابل مع أحمد واسلم ليه ..وهسي اذا اتصادفنا في العملية م اظن يعرفني مع الماسك والنظارة اللابساها والتغيرات الحصلت في شكلي بعد ال7 سنة دي...العملية بدت وفعلاً أحمد كان موجود ...عملية حاج عثمان كملتها للنهاية وكنت مبسوطة جداً لانها نجحت زي م وعدتو ...بعدها العملية التانية حضرت بدايتها بس ..دخلت بدلي سستر تانية ...باقي العمليات م كنت متابعة مع مرضاها...مشيت الكافتريا واتلاقيت مع رزان وبعض الزميلات ...أكلنا وبعدين مشينا الاستراحة في اليوم دا م كان في طريقة ارجع البيت خصوصي انو بكرة دوامي ببدأ من 8 ص ...نمت من التعب صحيت الساعة 2 بالليل عملت لي نسكافي وبديت قراية عشان أقدم لدراسة التخصص بعد دا ...فضلت بقرا للصباح وكان الأمر عادي لأني اعتدت السهر ومواعيد نومي بقت م منتظمة ودا أكيد هيأثر علي سلباً ..لكن ماف طريقة ...بديت دوامي بزيارة حاج عثمان انا والاخصائي الماسك حالتو ..أهلو كانوا ماليين المستشفى حرفياً ..ديل يطلعو يجو غيرهم ...كانوا مبسوطين جداً وبوزعوا للناس في الحلاوة ...مشيت عاينتو ..لقيت كل شئ مظبوط ...أولادو شكرونا وكل الطاقم الاجرى العملية ...كانوا طايرين من الفرح حرفياً ...الحمد لله.

_________


بعد خلصت الخدمة ..طوالي قدمت لشغل في عُمان ..خصوصي بعد انفصالنا تاني ماف سبب يخليني أقعد في السودان..أحمد سمير قدم لي في نفس مستشفاهم في مسقط ..مشيت اشتغلت معاهم زي 3 سنة بعدين حولت لصلالة لأنها رايقة اكتر ..اشتغلت هناك واترقيت ل أخصائي تخدير ..بعدين انا ومعاي طاقم سوداني من صلالة ودول عربية مختلفة جاتنا استضافة من مستشفى خاص في السودان...ودي كانت أول زيارة للسودان بعد 7 سنة ...وصلنا السودان وعملنا مجموعة من العمليات الناجحة بعدين اتعمل لينا تكريم ...ناس المستشفى عرضو علي فرصة شغل معاهم هنا لكن م اديتهم رد ..وغالباً هأرفض ...

اثناء ما أنا بتجول في القسم ...كان في مجموعة مرضى كبار في السن معاهم ممرضة بتضحك معاهم والسعادة بتشع من وجهها ..لفتت انتباهي من بعيد لما قربت عليها ملامحها بدت توضح ..قلت معقول دي هي ؟!!...ايوة دي نفسها العيون المستحيل انساها رغم انها لابسة نظارة ...الابتسامة الصادقة دي حقتها ..لكن معقول إتغيرت !! ..بتتونس وبتضحك كمان !! بس كأنها كبرت وزادت جمال !… مشيت عليها وانا م مصدق نفسي ..

- رفاء عُمر ..؟

التفتت علي وهي بنفس ابتسامتها..

-أحمد كمال ...كيف حالك .؟

م كانت متفاجأة أبداً …بعدنا من المرضى شوية ..

- بخير وعافية الحمد لله ..حلمتي بي أمبارح ولا شنو ..؟

ضحكت ..وآه من ضحكتها ...

-لأا بس حضرت التكريم تبعكم ...مبارك النجاح يا دكتور ..

-الله يبارك فيك ...كدا تعالي تعالي ..في كلام كتير لازم نحكيه 


__________


*وداعاً روحي الكئيبة …مخاوفي ..وأوجاعي  …وتلك* *الهموم التي خلفتها في الوراء …اهلاً بنوري …شغبي …صوت ضحكاتي...وعدم مبالاتي* *بشخصي القديم المنطفي…اهلاً بأحمد حيث حل …أهلاً بشوقي المحتمل… وعند لقائنا* *المُحتم..سأقول سبعون حرفاً عن مدى عشقي الكبير …ولكن بفضل الشوق زادت* *اربعون ..لتصير مائة جملة وعشرة أحرف مضمونها (أحبك يا أحمد) …*

       

                الفصل الثامن من هنا    

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close